JustPaste.it

 

 

%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%BA%D8%B1%D9

  الساحرة الشريرة ....وكوادر النخب الاسلامية

 

قاعدة فلسفية ومنطقية معروفة ومشهورة بين المتخصصين

الذي يضع معاني المصطلحات ...هو من يرسم حدود الادراك

بمعنى ان واضعي معاني المفردات اللغوية المستخدمة في الاشتباك مع الواقع هم من يتحكموا في مسارات الجميع اذا استخدموا نفس المفردات للاشتباك بواقعهم ..مهما كانت نياتهم ومرجعياتهم الفكرية والايدولوجية

فالمصطلح مخلص لاصل نظريته ويؤدي بمستخدمه في النهاية الى السير في اتجاه النظرية

والمتابع للتغيرات الحضارية بمنظورها الشامل يكتشف ان مؤسسي ما يسمى بالعلوم السياسية الحديثة الموضوع في اوائل القرن العشرين في الولايات المتحدة قد تم تأسيسه على اسس الفلسفات العلمانية الشهيرة والتي برزت ما بين القرن السابع عشر وتطورها حتى التاسع عشر ....واشهر من عمل على تحويل نظريات الفلاسفة ( العلمانية ) اثناء تلك المرحلة الى قواعد ونظم سياسية هو الفيلسوف الايطالي ( نيكولا ميكافيللي ) حيث ترجم النظريات العلمانية والالحادية المادية التي اتى بها الفلاسفة في مواجهة الانحراف الكنسي انذاك ( القرون الوسطى ) الى نظريات وقواعد ونظم سياسية ..... وابرز ما انتجه هذا الفيلسوف هو كتاب (الامير ) الشهير الذي يؤسس انظمة الحكم وادواتها وآلياتها ....ولقد انتشر هذا الكتاب بشكل غريب واخترق حتى افكار وقيم بعض النخب الحاكمة في منطقتنا الاقليمية طبعا بدفع الخضوع الفطري للحضارة المتغلبة ( راجع الخضوع للاقوى مقدمة ابن خلدون )

وعليه استمر تطوير ما يسمى ( العلوم السياسية ) وهي الآلية الطبيعية لادارة الحياه في المجتمعات والاخطر ان تطورها كان على نفس الاسس السابقة وتبع ميكافيللي علماء غربيين ومستشرقين واساتذة في جامعات اوربا وامريكا ( حتى الآن ) لتطوير هذا العلم وتصديره لمجتمعاتنا ومعظمهم اساتذة يتولون اقسام الشرق الاوسط والاديان واللغة الشرقية في تلك الجامعات ومعظمهم من ذوي الديانة اليهودية

الشاهد

القنبلة الخطيرة والتي تم تفجيرها في جسد الامة مؤخرا هو استدراج ما يسمى بالنخب والكوادر الاسلامية لاستخدام نفس المصطلحات وكان ذلك ضمن سياسة الاحتواء لتيارات بعينها استعصت على محاولات تدميرها او استبدالها عبر التاريخ

اهمها المنهج السلفي

واستدرج هذا المنهج او الكثير منهم بالضغط الشديد ليس كما يتوقع البعض بضغط التضييق والاعتقالات بل بدفعهم على حين غرة الى ميادين لا يملكون ادواتها وهي الميادين السياسية والاعلامية فاضطر الكادر الى استخدام تلك المفردات المخلصة لاصل نظرياتها ....ليتوائم مع هذا العالم التي تغيرت مفاهيمه وقواعده عما اضاع عمره في دراسته من علوم السيرة والعلوم الشرعية

فبعضهم من باب المصالح والمفاسد والآخر من باب ( المواربة والخداع ) وقع في هذا الشرك الكبير ليركب مركب تسير في اتجاه واحد بشكل اتوماتيكي ......

وللعودة الى ما بدأنا به وهي تلك القاعدة فبات الكادر الاسلامي يحاول الوصول الى اصل عقيدته او على الاقل محاولة ايجاد اي نسق مع تلك المفردات ...ولا يعلم انه كالذي يركب فوق مكنسة منزلية قديمة ذات الذراع الخشبي وينتظر ان تطير به في الهواء متأثرا ببعض افلام الكارتون الخاصة ( بالساحرة الشريرة ) الا انه في اعتقاده سيستخدم تلك المكنسة في اعمال الخير وليس كما تفعل تلك الساحرة

وان قال قائل ان قضية كسر الرموز هي قضية لها تبعات خطيرة فيجب توخي الحذر عند نقد او محاولة تقوييم مسارات بعض تلك الكوادر والنخب 

اقول بل تلك النصيحة يجب ان توجه الى الكادر نفسه لانه هو من يضع نفسه في اماكن قابلة للكسر بسهولة فيجب عليه هو توخي الحذر فالحفاظ على الكادر ليس اهم من تفكيك لمناهج كاملة من داخلها 

على اية حال

دون شك انها كانت حرب فكرية ضروس المستهدف منها العقيدة الهوية والدين وكان من البديهي استهداف الكوادر والنخب المؤثرة وعلى رأسها تلك المدرسة التي استعصت تاريخيا على الحضارات المعادية ( وما فعلته الامبراطورية العظمى ليس عنا ببعيد )

الا انه بعد فشل سياسة الاستبدال ( كما حدث في النصرانية )
وفشل سياسة الاقصاء والاستئصال ( الحرب ضد الارهاب )
جاءت سياسة الاحتواء التي كان على رأسها استدراج النخب السلفية ركوب المكنسة ( طبعا باستخدامهم المفردات الخاصة بالعلوم السياسية ) منتظرين ان تطير بهم في الهواء ...!!!!!!!!

ولا يعلمون انها مفردات مخلصة لنظرياتها راسمة حدود التفكير ولن تطير الا من خلال الساحرة الشرير

ودمتم ...........

م / خالد غريب