JustPaste.it


سورة الحجر


محور هذه السورة الأول: هو إبراز
طبيعة المكذبين بهذا الدين ودوافعهم
الأصيلة للتكذيب وتصوير المصير
المخوف الذي ينتظر المكذبين .. وحول هذا المحور يدور السياق
في عدة جوالات متنوعة الموضوع
والمجال ، ترجع كلها إلى ذلك المحور الأصيل ، سواء في القصة
ومشاهد الكون ومشاهد القيامة
والتوجيهات والتعقيبات التي تسبق
القصص وتتخلله وتعقب عليه
الظلال ٤ / ٢١٢٤

____________

[ ذرهم يأكلون ويتمتعون ويلههم الأمل فسوف يعلمون ]
قال بعض أهل العلم:
[ ذرهم] تهديد. وقوله :
[ فسوف يعلمون] تهديد آخر ، فمتى يهنأ العيش بين تهديدين ؟!

تفسير البغوي 368/4
___________
{ ذرهم يخوضوا ويلعبوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون} فسوف يعلمون هنا وفي النحل والعنكبوت والصافات وغافر والزخرف التكاثر تجتث عروق طول الأمل وتجعل القلب يفر إلى الله
___________


{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ‌ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر9] الله عز وجل وفَّر دواعي الأمة للذبِّ عن الشريعة والمناضلة عنها ، أما القرآن الكريم فقد قيض الله له حفظه بحيث لو زيد فيه حرفٌ واحد لأخرجه آلاف من الأطفال الأصاغر فضلاً عن القراء الأكابر . [الشاطبي – الموافقات (2/59)]
__________________
قال هنا في كتابه :

" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ‌ ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) "

وأما الكتب التي سبقت قال :
" بِمَا ( اسْتُحْفِظُوا ) مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ "

وكل الله حفظ كتابه إلى ذاتيه العلية .. ووكل الكتب السابقة إلى حفظ المخلوقين فضيعت وحرفت وبدلت ..

وشتان بين حفظ الخالق وحفظ المخلوق .. ومن وكله الله إلى نفسه خُذل ..

فياحي ياقيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ( ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ).
________________


ولكن ولله الحمد ما ابتدع أحد بدعة إلا قيض الله له بمنه وكرمه من يبين هذه البدعة ويدحضها بالحق ، وهذا من تمام مدلول الله : {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}

(ابن عثيمين)
_____________

{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَـهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} [الحجر29-30] إن قيل : لم قال : { كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} ، وقد حصل المقصود بقوله : فسجد الملائكة ؟ ذكر المبرد : أن قوله { فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ} كان من المحتمل أنه سجد بعضهم فذكر { كُلُّهُمْ} ليزول هذا الإشكال ، ثم كان يحتمل أنهم سجدوا في أوقات مختلفة فزال ذلك الإشكال بقوله { أَجْمَعُونَ} . [تفسير البغوي (4/380)]

__________

تأمل قول الله تعالى { لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَ‌جِينَ}[الحجر48] ، وقارن بينه وبين قول الله تعالى: { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد4] تجد أن مما رغب الله تعالى به في الدار الآخرة : أن بيَّن أن الحياة الدنيا مليئة بالتعب ، وبيَّن مقابل ذلك : أن الجنة لا تعب فيها .
[محمد المنجد ]

___________

( محبة الفواحش مرض في القلب ، فإن الشهوة توجب السكر ، قال تعالى ﴿ إنهم لفي سكرتهم يعمهون ﴾ ) || ابن تيمية

_______________
(ونزعنا مافي صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين)
مِن نعيم الجنة طهارة القلوب على الإخوان .. دعنا نستمتع بهذا النعيم هنا.
[ وليد العاصمي ]
________________

( قال ومن [ يقنط ] من رحمة ربه إلا [ الضالون ] )
معيار الهداية بحجم التفاؤل في قلبك.
الأكثر تفاؤلا = هو الأكثر هداية.
(د. عبدالله بن بلقاسم الشهري)

_________________

{ وإن مِن شيءٍ إلا عندنا خزائِنُهُ وما نُنَزِّلُهُ إلا بقَدَرٍ معلوم }

هل ستتعلق بأحد سواه بعد هذه الآية ؟! سبحانه هو الغني والناس جميعًا فقراء ضعفاء محتاجون إليه جل جلاله

____________

{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } كان هذا الجواب من
نوع القول بالموجب - وقد مر قبل
تبينه من أخي محمد - بتقرير
إنزال الذكر على الرسول صلى الله
عليه وسلم مجاراة لظاهر كلامهم
والمقصود الرد عليهم في استهزائهم .. ثم زاد ذلك ارتقاء
ونكاية لهم بأن منزل الذكر هو حافظه من كيد الأعداء ( ابن عاشور)
______________
{ وإن من شيء إلا عندنا خزائنه } أبعد هذا يلتفت العبد لغير الخالق في جلب منافعه أو دفع مضاره ؟!
____________
{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون } اجمع شُبه المستشرقين والمشككين في كتاب الله وكونه من لدن الحكيم الخبير، وانسفها بهذه الآية !
___________

{ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } ما أعظمها من حسرة وندامة، بعدما كانوا يسخرون من أهل الإيمان في الدنيا= هذه حالهم في الآخرة - نسأل الله السلامة - .
_______________

آيات الرجاء في القرآن كثيرة واختلف العلماء أيُ الآي هي الأرجى في كتاب الله إلا أنها تنصب في محور واحد وهي سعة المغفرة قال ﷻ :
"نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ "
نسب العباد لذاته العلية وفيها من الرحمة والتلطف مافيها ثم قدم المغفرة والرحمة على عقابه أو عذابه كما في قوله :
" غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ "
وهذا موافق لما رواه أبو هريرة قال رسول الله ﷺ :
" لمَّا قضى اللَّهُ الخلقَ كَتبَ في كتابِهِ فَهوَ عندَهُ فوقَ العرشِ إنَّ رَحمتي سبقَت غضَبي وفي لفظٍ: إنَّ اللَّهَ كتبَ كتابًا قبلَ أن يَخلُقَ الخلقَ: إنَّ رحمتي سبَقت غضَبي ، فَهوَ عندَهُ فوقَ العرشِ وفي لفظٍ آخرَ: لمَّا خلقَ اللَّهُ الخلقَ كتبَ في كتابٍ كتبَهُ علَى نفسِهِ فهو مَرفوعٌ فوقَ العَرشِ : إنَّ رَحمتي تغلِبُ غَضبي "
صححه الألباني

{ ولقد آتيناكَ سبعًا مِن المثاني والقرآنَ العظيم . لا تَمُدَّنَّ عَينيكَ إلى ما متَّعنا بِهِ أزواجًا منهم ولا تحزن عليهم ... }

حري بمن آتاه الله القرآن أو بعضه أن يكون أزهد الناس في الدنيا
و ما فيها من مال وجاه ومناصب مؤثرًا للآخرة ساعيًا في الاستعداد للوقوف بين يدي الله تعالى
قيل في مؤثر الدنيا : إنما طلب قليلًا من قليل من قليل
و مرادهم أن الدنيا قليلة ثم إنه لن ينال منها إلا قليلًا ولن يعيش _حتى يأخذ منها_ إلا قليلا

_________

{ وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم
عليم } فالفصل دائر بين العدل
والفضل فهو العليم بمواقع ذلك
______________
{ ولقد خلقنا الإنسان من صلصل
من حمإ مسنون } التراب لما بُلَّ
صار طينا ، فلما أنتن صار حمأ
مسنونا ، فلما يبس صار صلصالا
___________

قاعدة: المستثنى من المستثنى حكمه حكم الأصل :
مثال: { قالوا إنا أُرسلنا الى قوم مجرمين، إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين، إلا امرأته... }
فامرأته حكمها حكم المجرمين لانها مستثناه من المستثنى، وغيره في القران كثير
__________

{ وكن من الساجدين } اتت بالجمع
كقوله تعالى { واركعوا مع الراكعين }
وفيه دليل على وجوب صلاة الجماعه
________________
من ترك الدعوة خشية المنافقين والمستهزئين والمثبطين فقد خالف منهج النبوة
{فاصدع بما تؤمر.. إنا كفيناك المستهزئين }
فقد كفاك الله شرهم فلا تترك الدعوة لأجلهم
_____________________
( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك )
هو يعلم ما في قلبك من الضيق فلا تشكوا الخالق للمخلوقين، فالله احق ان يُشكى اليه وكفى به مؤنسا وشارحا للصدور( الم نشرح لك صدرك)

{ ونزعنا مافي صدورهم من غل }
هناك وصلت بشريتهم إلى منتهى
رقيها ... فمن وجدها-أي السلامة
من الغل- في نفسه غالبة في هذه الأرض ؛ فليستبشر
بأنه من أهلها -أي الجنة- مادام ذلك وهو مؤمن
سيد قطب

________