JustPaste.it

تقرير شخصي عن آلان هينينغ (Alan Henning) وعهد الأمان الممنوح له من قِبَل المسلمين

 

تقديم:

 

أنا أبو سلام البريطاني، شعرت بألمٍ عميق عندما شهدت المعاناة الكبيرة الكبيرة التي يتعرّض لها الشعب السوري على يد الديكتاتور الوحشي بشار الأسد؛ إنه يريد سحق الثورة التي قامت ضد نظامه الاستبدادي مهما كلفه الأمر. وأصبح وقوع المجازر اليومية بحق السكان المدنيين وكبار السن والنساء والأطفال أمراً عادياً شائعاً. ومع احتدام الصراع، ظهرت كارثةٌ إنسانية ذات أبعادٍ غير مسبوقة. كنت أرغب بالمشاركة في جهود الإغاثة للتخفيف من معاناة الشعب السوري. وبدأت رحلتي في العمل الخيري مع جمعيةٍ خيريةٍ إسلامية، وتوجهت بنفسي إلى سورية في عددٍ من المناسبات عبر قوافل إغاثية لتقديم المساعدات الكثيرة اللازمة بشدة.

 

لقاء آلان والعمل الخيري:

 

خلال فترة قيامي بأعمال الإغاثة الإنسانية، التقيت برجلٍ رائع اسمه آلان هينينغ (Alan Henning)، وكنا غالباً ما نُشيرُ إليه باسم «الأداة/الآلة» نظراً لكونه من البارعين في أمور التكنولوجيا.

 

 

أنا – أبو سلام البريطاني – وآلان هنينغ في تركيا، 25 ديسمبر/كانون الأول.

 

سافر آلان (Alan Henning) مع أربع قوافل إغاثية لنقل المساعدات إلى سورية، وفي كل مرة يقود سيارة إسعاف مليةٌ بالمساعدات والمعدّات الطبيّة. ذهب آلان مرتين إلى مخيم الريحانية للاجئين في تركيا، وفي مناسبتين أُخرتين دخل إلى سورية نفسها. كانت المرة الأولى في شهر مايو/أيّار من عام 2013، بعد زيارة مخيم للاجئين يقع في بلدة كِلِّس الحدوديّة، وقال أنهم عبروا الحدود مع أعضاء قافلة زملائه، وذهب في جولةٍ في عددٍ من المدن والقُرى السوريّة التي دمرتها الحرب، وقد سَهَّلَت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية هذه الجولة الإغاثية وقضوا يوماً كاملاً في سورية. وبحلول الليل تمكّنا وآلان من العودة بأمان إلى تركيا عبر كِلِّس.

 

 هذه الصورة التي تداولتها وسائل الإعلام بكثرة أُخِذَت في مخيم كِلِّس للاجئين.

 

اعتقال آلان:

 

سأروي باختصار زيارة آلان الأخيرة والمآساوية إلى سورية. كانت الساعات الأولى من يوم الخميس 27 ديسمبر/كانون الأول من عام 2013، عندما سافرنا لعدة ساعات للوصول إلى معبر باب الهوى، بعد ساعاتٍ قليلة من الإجراءات دخلنا سورية (عند الظهر تقريباً)، كان بانتظارنا على الطرف المقابل سكّانٌ محليون من بلدة الدانا، وبعد حفاوة الاستقبال رافقونا إلى بلدتهم، وبعد وصولنا استقبلنا جمعٌ من أعيان البلدة وأكرمونا بضيافتهم، وقدموا بيتاً ليقيم به جميع الإخوة. كنا قد وصلنا من رحلةٍ طويلةٍ وشاقّة ولم ننم إلا القليل من الوقت. كان الجميع سعداء لحصولهم على بعض الراحة.

 

ولم تمر 30 دقيقة على وصولنا للبيت الذي أقمنا فيه، حتى فجأةً داهم البيت رجالٌ يرتدون زياً عسكرياً وأقنعةً شاهرين أسلحتهم، وكان هؤلاء الرجال من جماعةٍ تُدعى الدولة الإسلامية في العراق وسورية (داعش) أو كما تُسمّى الآن «الدولة الإسلامية». جاء أعيان البلدة وأصحاب البيت على الفور، وأخبر أحد مقاتلي الدولة الإسلامية أن "هؤلاء الإخوة ضيوفنا ونحن استضفناهم هنا." ومع ذلك، لم يسمَع أحدٌ رجاءهم، كما بدأ المقاتلون بالتصرف بعدوانية تجاه المشايخ (أعيان البلدة).

 

كنت داخل البيت قبل المداهمة، وكان آلان في الخارج جالساً في الفناء مع عددٍ قليلٍ من الإخوة والسكان المحليين، وكانت هذه آخر مرة يكون فيها حراً، واقتاده جنود الدولة الإسلامية على الفور عند اقتحامهم البيت، وأمّا بالنسبة للبقية منا فقد طُلِبَ منا جميعاً الذهاب إلى غرفنا، والجلوس هناك وعدم التحدث مع بعضنا البعض. بعد ذلك طُلِبَ منا أن نُخرجَ هواتفنا وجوازات السفر ونضعها فوق بعضها، وبعدها استجوبونا واحداً تلو الآخر في غرفةٍ مجاورة، وفي نهاية الأمر أعادوا إلينا أغراضنا الشخصية، وذهبوا في سيارات الدفع الرباعي وآلان بحوزتهم للأسَف.

 

كان المسؤول عن القافلة عند المعبر الحدودي عندما حدثت المداهمة، وكان يُشرف على عبور سيارات الإسعاف ويتأكَّد من أن كل شيء يمشي بسلاسة وكما مخططٌ له. بعد عبور آخر سيارة مساعدات، أتى المسؤول عن القافلة باتجاه البيت الذي نقيم فيه، وبمجرد أن وصل إلى البيت رأى المقاتلين يستعدون للمغادرة وآلان في مؤخرة إحدى السيارات. أخبرنا أن آلان كان يبدو عليه الرعب الشديد وقال له صارخاً: "لا تقلق، سأخرجك من هناك." وكانت هذه آخر مرةٍ يرى أحد أفراد القافلة آلان.

 

هزّت حادثة اعتقال آلان وأخذه بعيداً القافلة برمتها، وكان التعامل معنا خشناً جداً، حتى أن أحد المقاتلين ضرب أحد أفراد القافلة لأنه اعتقد أنه علويّ.

 

لم يعطونا أيَّ سبب لاعتقال آلان.

 

سكان البلدة كانوا غاضبين من مداهمة المقاتلين للبيت وأخذ آلان. كنا على علاقةٍ ممتازة مع سكّان الدانا، فقد أتينا إلى هذه البلدة عدة مراتٍ من قبل نُقدِّم سيارات إسعاف ومساعدات وأموال للإغاثة في البلدة، وكان أهل البلدة في غاية الامتنان للمساعدات، وأظهروا تقديرهم لنا من خلال كرمهم في الضيافة في كل مرةٍ نأتي فيها.

في وقتٍ لاحق من اليوم قرر أصحاب النفوذ في البلدة أن يذهبوا إلى والي البلدة ويُطالبوا بالإفراج عن آلان، وضمَّ ذلك الوفد العلماء والقضاة والأطباء وقادة الثوار، وكان هناك شيخٌ أعمى كبيرٌ في العمر وكان يحظى باحترام الجميع.

 

ذهبوا إلى الأمير وواجهوه بخصوص اعتقال آلان وطالبوه بالإفراج عنه، وأجاب أنه "لا داعي للقلق، سوف نُطلق سراحه غداً (الجمعة)." وجاء يوم الغَد ولم يُفرَج عنه.

 

معظم أفراد القافلة الإغاثية رتَّبوا أمورهم ليغادروا البلاد بأسرع وقتٍ ممكن بعد المداهمة، وبغض النظر عن المسؤول عن المقابلة، غادر معظمنا سورية وعدنا إلى المملكة المتحدة خلال أسبوعٍ أو نحو ذلك. كان مسؤول القافلة مقرباً جداً من آلان، ويعرفه منذ سنواتٍ عديدة، وقال أنه سيعمل بلا كلل من أجل إطلاق سراحه عبر العديد من الوسطاء. ومع ذلك؛ تحولت الأيام إلى أسابيع ولم يبقى مع المسؤول مالاً وعاد إلى بريطانيا بعد نحو ستة أسابيع، وما زال آلان في الأَسر.

 

آلان: الإنساني

 

 

  آلان بجانب سيارة الإسعاف التي جُهِّزَت في ذكرى الدكتور عبّاس خان.

 

بدأت معرفة آلان بالصراع في سورية عندما أطلعه صديقه القديم وزميله في العمل – الذي أصبح فيما بعد المسؤول عن القافلة الإغاثية التي شارك بها آلان – على صور الدمار والقتل في سورية، أجاب آلان: "أنا لا أحتمل ذلك." ومنذ ذلك اليوم بدأ آلان رحلته لتقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري، وبدأ في جمع الأموال والمساعدات لرحلته إلى سورية.

 

في أول رحلةٍ له إلى سورية، أوصل فيها المساعدات لمخيم اللاجئين في الريحانية، تأثر آلان كثيراً مما رآه وسمعه من القصص المروعة عن المجازر وعن الشبيحة التي تدخل الأحياء لتروّع المدنيين الآمنين، وعن إعدام الرجال والأطفال واغتصاب النساء بدمٍ بارد. عاش الكثير من هؤلاء في مخيم اللاجئين. غَيَّرت تجربته في مخيم اللاجئين حياته بشكلٍ جذريّ، وأثَّرت على رغبته بالقيام بعملٍ دؤوب في مجال الإغاثة، ولتقديم المساعدات للشعب السوري على الصعيد الشخصي.

 

قال آلان في رحلته الأخيرة إلى سورية:

"فجأةً كلُّ شيءٍ يصبحُ قيّماً عندما ترى أن الاحتياجات تصل إلى مكانها المناسب، هذا يجعل الأمر قيّماً بشدّة؛ أيُّ تضحيةٍ نقوم بها هي لا شيء مقارنةً مع ما يمرون – أي الشعب السوري – به كل يوم."

 

وقد أصبح آلان مرتبطاً عاطفياً بالشعب السوري، حتى أنه وَشَمَ على ذراعه شعار «Aid4Syria» (مساعدة لسورية). تفاجئ الكثير من المسلمين لرؤية الجهد الذي يبذله شخصٌ غير مُسلم ومن الالتزام الشديد بتقديم المساعدات للشعب السوري، ولكن كان ذلك مفهومٌ تماماً عند من يعرفه.

 

عمل آلان بلا كللٍ أو ملل لجمع المال والمساعدات لسورية، وساعد في جمع التبرعات، وساعد بتحميل سيارات الإسعاف بالمساعدات، ونفَّذ العديد من المهام اللوجستية الأُخرى والتي تحتاجه القوافل البريّة للسفر من بريطانيا إلى سورية. وهناك حاجةٌ كبيرةٌ للتخطيط والتنظيم؛ أولاً: لنجاح المشروع بزيادة المساعدات اللازمة، وثانياً: لوصولها بنجاح إلى المقصودين منها. كان آلان جزءاً لا يتجزّء من الفريق الإغاثي، وعمله سَهَّلَ كثيراً عملَ المشروع.

 

لحظاتٌ لا تُنسَى:

 

لديَّ العديد من الذكريات مع آلان خلال حملات المساعدة التي قمنا بها، وسوف أروي بعضها للتعريف بشخصية الرجل...

 

بينما كانت القافلة تعبر أوروبا، توقفنا بين الحين والآخر للراحة في سيارات الإسعاف وكانت الرحلة طويلة وكان علينا أن نقود السيارات لساعاتٍ طويلة، وكان الإجراء الاعتيادي للراحة في سيارات الإسعاف، ولكن في هذا اليوم بالذات في إيطاليا كان الجوُّ بارداً جداً في الجزء الخلفي من سيارات الإسعاف، لذلك قرر معظم الإخوة أن يحجزوا غرفاً في الفنادق المحلية لأنفسهم، ولكن آلان رفض القيام بذلك، وقال: "إذا كان إخواني وأخواتي يستطيعون النوم في خيمةٍ في البرد القارص، فلماذا لا أستطيع النوم في سيارة الإسعاف؟" عند سماع ما قال آلان، عَرَضَ مسؤول القافلة أن يدفع ثمن الإقامة في الفندق الذي يقيم فيه بنفسه، فأجاب آلان: "أعطي المال للاجئين السوريين بدلاً من ذلك، لأنهم يحتاجونه أكثر." ونامَ في سيارة الإسعاف.

 

في قافلة ديسمبر، والتي ستكون الأخيرة، كان آلان على وشك المغادرة قبل عيد الميلاد، وزوجته لم تكن راضيةً عن ذلك لأنه لن يحضر عيد الميلاد، وواجهته قائلةً: "وماذا عن عيد الميلاد؟" فأجابها: "ماذا عن عيد الميلاد؟ أنا لا أؤمن بذلك على أيَّة حال." فقالت: "وماذا عن أطفالك؟" فقال: "هناك سقفٌ فوق رأس أولادي، ولكنهم – أي اللاجئين – لا يملكون شيئاً، وهم بحاجةٍ إلى مساعدةٍ أكثر من أطفالي هنا." وأَسَرَّ لي ما حصل مع زوجته وأنه يشعر بالقلق من أن تتركه لأنها كانت مستاءةً جداً، مع ذلك ضحّى وذهب لإيصال المساعدات للشعب السوري وهو يعلم أن زواجه قد يكون في خطر.

 

قد يُفاجَئُ البعض أن آلان لا يؤمن بعيد الميلاد بعد الآن، وهذا بسبب أنه دائماً حول المسلمين، فكانوا يدعونه بما في ذلك أنا، يؤمن آلان الآن في الله سبحانه وتعالى ورسوله النبي صلى الله عليه وسلَّم، ولا يؤمن أن يسوع هو الله بعد الآن. غَيَّر العديد من ممارساته وسلوكه ليتوافق مع أسلوب حياة المسلمين، فلم يعد يشرب الكحول ولكن لم ينطق الشهادة بعد، لأن بعض الأمور منعته من ذلك. ولكنه كان دائماً يقول أنه يودُّ تعلم اللغة العربية والانتقال إلى سورية لأنه أحبَّ الشعب السوري وشعر بالحنان تجاهه وواجب رعايته، لأن تعلم العربية من شأنه أن يساعده في التحدث مع الشعب السوري ويكون قادراً على التواصل مع المقيمين هناك. الله أعلم إن كانت هذه الأمنية نيةً صادقة، ولكن الشيء الوحيد المؤكَّد أن يحب الشعب السوري كثيراً.

 

كان آلان يحترم الإسلام والمسلمين كثيراً بحكم احتكاكه اجتماعياً مع المسلمين بانتظام، وارتبط بالشعب السوري كذلك. وقال أنه لن يأكل في الأماكن العامة عندما يصوم المسلمون وذلك عندما كان موعد إحدى القوافل في شهر رمضان. جلس بهدوء وراقبنا خلال أوقات الصلاة.

 

صورةٌ التقطها آلان خلال صلاة طاقم القافلة الإغاثية.

 

أتذكره مبتسماً دائماً وفي مزاجٍ مرح، وقال أنه لن يترك القافلة أبداً على الرغم من الكثير من إخواننا المسلمين ذهبوا أثناء الرحلة. وكان دائماً يسألنا عن إذا ما كنا بحاجةٍ إلى أيِّ شيء خلال توقفنا في الاستراحات ومحطات البنزين على الطريق، وكان أول من يتطوّع لعمل الشاي للجميع.

 

نداء من أجل إطلاق سراح آلان هينينغ:

 

من أخيكم في الإسلام؛ أبو سلام البريطاني...

 

أُناشد وأُطالب جميع أفراد الدولة الإسلامية عموماً، وفضيلة الشيخ أبو بكرٍ البغدادي وأبو علي الأنباري خصوصاً لإطلاق سراح آلان هينينغ لأنه قد أخذ الأمان من من مجموعتين مؤمنتيّن، وفي ضوء الشريعة يعتبر معاهداً ولا يجوز إيذاءه.

 

الأمانَ الأول أُعطيته أنا وبقية الإخوة في قافلة المساعدات، وقد أكَّدنا وأبلغنا آلان أن يسكون بأمان ولن يؤذى لأنه مع مجموعةٍ من المسلمين الذين يذهبون لتقديم المساعدات للشعب السوري.

 

وأعطى السكان المحليون في بلدة الدانا الأمان الثاني، وقد أرسلت عدة رجالٍ لمرافقتنا بمجرد دخولنا من معبر باب الهوى، وأكَّدوا لنا جميعاً أننا سنكون تحت حمايتهم، واصطحبونا على ذلك إلى بلدة الدانا.

 

أسألكم بالله تشريفَ وتكريم هذه العهود، وقال ربنا في القرآن: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ] (المائدة : 1)

 

والرسول صلى الله عليه وسلَّم يقول: ((من قتل معاهداً في غير كنهه لم يرح رائحة الجنّة)) [صحيح سُنن النسائي، رقم: 4422]

 

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلَّم: ((ألاَ مَن ظلم معاهدًا أو انتقصَه، أو كلَّفه فوق طاقتِه، أو أَخذ مِنه شيئًا بِغَير طِيب نَفس، فأنا حَجِيجُه يوم القيامة)) [صحيح سنن أبي داود، رقم: 2626]

 

يحقُّ لأيِّ مسلمٍ أن يُعطي الأمان بالنيابة عن المسلمين ككل، وهذا النوع من الحماية يمكن أن يُعطى لغير المسلم من أيِّ فردٍ من المسلمين سواءٌ كان ذكراً أو أنثى، أحد الأغنياء أو أحد الفقراء، أحد الصالحين أو أحد العاصين.

 

يقول الشيباني في السيّر، (مجلَّد 1، صـ175):

"ثم أمان الرجل الحر المسلم جائز على أهل الاسلام كلهم عدلا كان أو فاسقا، لقوله عليه السلام: " المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم. والمراد بالذمة العهد، مؤقتا كان أو مؤبدا، وذلك الأمان وعقد الذمة."

"والدليل على صحة أمانها أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أجارت زوجها أبا العاص بن الربيع، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانها. وعن أم هانئ قالت: أجرت حموين لى من المشركين، أي قريبين، فدخل علي بن أبى طالب رضى الله عنه فتفلت عليهما ليقتلهما، أي قصدهما فجأة، وقال: أتجيرين المشركين؟ فقلت: والله لا تقتلهما حتى تبدأ بى قبلهما. ثم خرجت وقلت: أغلقوا دونه الباب. فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أسفل الثنية [...] فقال: ما كان له ذلك. فقد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت."

 

تحدث الفقهاء في كتب الفقه عن موضوع العهود بصفحاتٍ كثيرة، والأدلة المذكورة أعلاه ليست سوى القليل من الأدلة التي تُشير أن آلان هينينغ أخذ الأمان من مسلمين.

 

أُنهي مع حادثة مشابهة من تاريخ الجهاد المعاصر، وأميركم المؤسس، الشيخ أبو مصعب الزرقاوي الذي زرع بذور وأسس الدولة التي أنشئتموها في سورية والعراق.

 

يذكر الشيخ ميسرة الغريب حادثةً في كتاب [من خفايا التاريخ] صـ19-20، أن جماعة التوحيد والجهاد أمسكَت ثلاثة أمريكان مع مترجم عراقي في الفلوجة، وفرح المجاهدون وأرادوا أن يبادلوا الأسرى ببعض نساء أهل السُنّة في سجن أبو غريب، وبدأ الشيخ ومن معه يحددون ما يجب القيام به في حين وصلت الأخبار لهم أن الأمريكان دخلوا الفلوجة بأمانٍ أعطاهم إياه رجلٌ من عامة أهل الفلوجة، عند التحقيق في المسألة ظهر أن ما وصل للشيخ صحيح، ورفع المسألة للجنة الشرعية، فأجابوا بحزم أن يُخلى سبيلهم. وأنه لا يوجد حلٌ وسط وأن هذا دين الله وليست مثل دساتير الدنيا التي تتغيَّر متى ما شاء أربابها ولا هو مثل القرارات البرلمانية الذين يلتزمون عقودهم وفقاً لأهواء سادتهم. لذلك، كان الحكم "الإفراج عنهم."

 

والله أن آلان هينينغ بريءٌ ألف مرة أكثر من أولئك الأمريكان، لأنه مجرد عامل إغاثة من الذين جاءوا لبلاد المسلمين مع جمعيةٍ خيريةٍ إسلامية ومجموعةٍ من المسلمين لمساعدة المسلمين تحت حماية المسلمين.

 

في ضوء ما ذكرنا، أطلب منكم إطلاق سراح آلان هينينغ لأن هذا هو دين الله، نفس الكلمات التي قالها أبو مصعب الزرقاوي عند الإفراج عن الأمريكين للذين اعترضوا على قرار اللجنة الشرعية.

 

  آلان يرفع اصبع التوحيد، في دلالةً على وحدانية الله.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

رابط المقال الأصلي:

A personal account of Alan Henning and the covenant of security (Amana) afforded to him by Muslims.