JustPaste.it

شرح كتاب رياض الصالحين للإمام النووي -فضل الحب في الله-

#ملخصاتي_من_دروس_والدي 

 

شرح كتاب رياض الصالحين (فضل الحب في الله) 

 

 

(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)  -الفتح

أراد النووي بيان الرحمة بين أصحاب النبي وهي احدى الأسباب التي تنتج الحب.سورة الفتح ذكر في أولها فضله على رسوله بعد صلح الحديبية "ليغفر الله ما تقدم" ومن ثم على أصحاب النبي :"ولله جنود السماوت والأرض" وفيها أمرين:

 1-بيان فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أي هم جنود الأرض

2-أمد الله الرسول صلى الله عليه وسلم بجنود السماوات والأرض وهم الملائكة. 

 

"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار"

الله سبحانه وتعالى قرن الصحابة به وهو أعظم الفضل -اليهود فيهم الغلظة والشدة فلما شددوا شدد الله عليهم الأحكام فذكر الله الخصال المضادة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهي الإخبات "تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا". وذكر فيهم القوة ليقابل ما عليه أتباع عيسى عليه السلام "ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار" استدل النجم امام مالك على كفر كل من اغتاظ من أصحاب النبي أو سبهم. 

الزراع: تشبيه للملائكة فالله أمدهم بهم وأنزل بهم عليهم السكينة.

 العجب: بمعنى الفرح فالعجب أيضا الانكار كما في قوله تعالى"بل عجبوا أن جاءهم".

أصحاب النبي هذا كان أمرهم في الحب فهم أئمة وأسوة في الحب في الله لمن بعدهم. لما ذكر الله مصارف المغانم "والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم" فذكر المكان (الدار وهي المدينة) والحالة النفسية (الإيمان) فذكر الله المكان والحال فكأنما لما حوتهم الدار بمكانها حواهم الإيمان وهذا فضل الأنصار. فهم يخوضون في الإيمان ليس بقلوبهم بل بأحوالهم.

 

-(ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان) الحلاوة لا توجد إلا بالشيء الطيب فهي زائد عن الشيء ومنه أي الحلاوة. فهي من الإيمان ونتيجة من الإيمان. البعض يضع العطر ولا يشمه ولكن يشمه من حوله كالشمعة تحترق وتعطي النور ولكن من فضل هذه الخصال أنها عنده ويحس بحلاوتها. دل على رحمة ولذة الإيمان. المريض يشرب الدواء لكنه مر ولكن تحصل المنفعة أما الإيمان فتحصل اللذة والمنفعة. 

 

 هل الحب أمر مقدور عليه؟ 

نعم والبغض مقدور عليه.

بعض الناس يظن أن هذه أمور قاهرة وهذا غير صحيح فالأعمال القلبية مكتسبة والحب ينشأ بالملائمة. فمثلا الإنفاق يكون له الأثر على القلب. فهو يبدأ به خيرا فيعود عليه. كما العصيان يحصل به أثر على نفسه وينكت على قلبه حتى يحب السواد. قد لا يعلم المرء أنه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول أنه يؤمن به ولكن الأعمال والإقتداء هي سبب ونتيجة الحب. فالفعل سبب به تحصل الحب وهي أعمال نتجت عن الحب. في بداية الأمر يفعل ليتحصل المرء على الشيء " أسلم، ولو كنت كارها" -قول الرسول صلى الله عليه وسلم- فيزداد الإنسان هداية وإقبال على الله.

الحب عمل ارادي يكتسبه الإنسان ويبعده بإرادته وجهده ودليل ذلك حديث عمر: لأنت أحب الي من أهلي ومالي إلا نفسي، قال صلى الله عليه وسلم لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال ومن نفسي فقال صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر. فبإرادة عمر وتقريره أراد الرسول أن يكون أحب من نفسه وهو ممكن. حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة هل كان لأمر قهري في قلبه بل لما يراه من حبها لله وطاعتها لربه فكانت أفضل النساء. فالله لا يصطفي لرسوله من الفطرة والحب إلا الأكمل. فحبه لعائشة دل على أنها أكمل الناس في الصفات. فهذا اصطفاء لها. لهذا تعرض الذنوب على قلب ابن آدم كالحصير فإذا عمل ذنبا يعني أنه مزاجه ومعياره فيه انتكاسه وخلل فيجب أن يكره المعاصي لعلمه أن الله يكرهها. قول خالد بن الوليد:"ليلة ماطرة باردة أغزوها في سبيل الله أحب الي من دخول امرأة"دل على مزاجه العالي.

 

- كلمة لابن أبي جمرة بما معناه أنه لو جمعنا هذا الحديث "ثلاث من كن فيه" وقول "ألم تر كيف ضرب الله"  التوحيد هو الشجرة والكلمة الطيبة من ثمارها أن يكون لها الحلاوة. ككلمة التوحيد نهاية ثمرها هو الحلاوة.

 

 كيف نجمع بين حلاوة الإيمان والبلاء؟ فهما مقرونان فكيف؟

 1. ربما يكون في الإبتداء هو الإبتلاء. ومن ثم يكون بعد ذلك آثار الصبر قول الشافعي "لا يمكن حتى يبتلى" والآية "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا"  

 

 2. وجه آخر اعترض على هذا القول- في مكة ابتلي الرسول صلى الله عليه وسلم من قريش فكان المكر والتعذيب وفي المدينة الجهاد والمرض(السم فكان يعاني) وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.كل بلاء تعقبه حلاوة. الإبتلاء لا يتحول إلى لذة وإلا لما كان ابتلاء بل هو لذة الإيمان والصبر والحمد أن الله أقامه مقام الأنبياء والصالحين.

 

-يجب أن نفرق بين فرح البهائم وفرح الإيمان: الذي يقرأ القرآن يحس في قلبه الفرح واللذة ليست من يحسها من يسمع الغناء فالحضرة والأناشيد تنشئ نشوة وطرب ولكن لا تنشئ إلتزاما فهي تقتصر علة نشوة البدن. 

القرآن يحدث معاني وإيمان وتقوى:"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا" فلو قال قائل بكى رسول الله وهو بكاء الفرح لصدق، لأنه شاهد على كل الأمم. ولو قال خشية من الله من عظم المقام والمسؤولية لصدق. تجد حلاوة المعرفة والإجتباء والتكليف في حب رسول الله سماع القرآن.

قراءة القرآن تنشئ الحب لله لأنه يتكلم عن الله. 

يحب الله سبحانه وتعالى:

-لأسمائه وصفاته ولما يغدرما من نعمه

يحب الرسول صلى الله عليه وسلم:

-لفضله على أمته وأخلاقه وثبره وسماحته

 

 

-حب الناس لقربهم من الله وبغضهم لبعدهم عن الله يبطل كل الدعاوى والتأصيلات الباطلة فأحكام الشريعة تنتج من الولاء والبراء وتجعل فعل المرء على خاصية نفسه مبني على هذه القاعدة بينه وبين الآخرين. 

 

 قد لا يدرك المرء حلاوة الإيمان:- 

1- إما لضعف الأعمال فعليه الإكثار حتى يدرك

2- عليه أن يملك من وسائل الإدراك والمعرفة ما يتعلم به الإدراك

   -الخشية تمنع من اقتراف المعاصي لكن الحب هو الذي يدفع إلى المكارم من الأعمال.  

 

 

 "أن يحب المرء لا يحبه إلا لله"

 - تدرك بمعرفة علاقة الإنسان مع الأخرين         

-تضبط معاملة المسلم مع الوجود-نتيجة حب الله    

-هي دعوة للطاعة أي اكثار الأعمال الصالحة لزيادة الحب في الله والإكثار من الاخبات

-دعوة إلى عدم علاقات النفاق بين الناس

-علاقة الحب في الله تدوم حتى لو حصل البلاء.

-هي فرع عن حب الله فحينما يعصون الله لا يتبعونهم بل يعصونهم كما حصل للصحابة علي بن أبي طالب وطلحة والزبير كان يحبون بعضهم لكن حصل القتال لما رؤوا مصلحة في الدين أعظم. وكما علاقة الأفراد تبنى هكذا كذا المجتمعات.

 

"عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة" لا تنشئ مع المجتمعات الكافرة إلا المعاهدة وحتى هذه لا يجب أن تدوم. العهد لا يجب أن يكون دائم وإلا بطل. كيف يحب المرء من يعصي الله ويكفر، إلا إن كان غير محارب. الكره ينشئ المنع والحب ينشئ العمل والعطاء. 

 

-"أن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار" الكره للمعاصي هو الذي يحفظ المعاني المتقدمة من خصال الإيمان. درجة كرهه أن يقذف في النار لأن الكفر يؤدي الى النار. إذا كنت تكره النار فيجب أن تكره وسائله. 

 

- مفهوم المخالفة ومفهوم العدد "ثلاث من كن فيه" ليس حصرا لهذه الخصال. لا يعني غير هذه الثلاث لا يجد حلاوة الإيمان. 

 

-الحديث ينبهنا على أعمال القلوب. القلب هو الذي ينشئ الإرادات لهذا الحكم على القلوب  "وحصل ما في الصدور" ما ينشئ الفعل هو الحب والفعل هو أعظم ما يتقرب به الى الله تبين أن الحب هو أفضل الأعمال.

 

- "بسم الله الرحمن الرحيم" الله يحب اللين أكثر من الشدة ويدل أن الإحسان أحب عند الله كاليد تجدها لينة لكنها قوية. فالعالم والمجتمع والبيت يبنى على الحب بسبب الرحمة على البشر. الحب ينشئ الكف كذلك وليس الخوف فقط لأنه ينشئ الحياء. حتى الغلظة تنشأ من الحب فقتال المفسدين هو من حب الوجود والحفاظ عليه من الإفساد. والقوة تجاه الكفار من الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب الرحمة على البشر. الشريعة ليست فقط أحكام بل ذوق. وهي أعظم ما فيها لأنها مبنية على الذوق والمتعة والحلاوة. 

 

-الصحابة كانوا من أعظم من يملك المعاني الحسية والباطنية فهو يكشف حلاوة الإيمان لأناس يبحثون عنها. 

- مصطفى صادق الرافعي:"عمل الشيطان أن يسحب الرطوبة من الإنسان حتى يصبح حطبا لنار جهنم"

انظر الفرق بين الرقي الإنساني في قوله صلى الله عليه وسلم عن أنه لا تبدى العورة إلا للأهل والامه فقال الله تعالى " والله أحق أن يستحيى منه" وبين من تخرج عارية غير مستحيه.شعب الإيمان ليس على مرتبة واحدة فمنها من هو شرط وركن ومنها ما هو مستحب ومندوب. 

الشيخ أبو قتادة الفلسطيني