قصتي مع مناصرة الدولة الإسلامية
بقلم
زوجة شهيد في أرض الشام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا إحدى المناصرات للدولة الإسلامية و زوجة لأحد الشهداء تقبله الله
لدي ماسأقوله لإخواني المنتسبين للدولة وأنصارها والمؤيدين لها
كنت منذ مايقارب السنة متعصبة في مناصرة الدولة ورجالاتها وجنودها
وكنت أنافح وأدافع عن الدولة في العراق والشام
وأسفّه وأعنف وأشك في ديانة وتوجه كل من يسبها
بل كل من كان ينتقصها أشك في مصادره ولا أسمع له بل وأحذر منه
لم تكن مناصرتي للدولة لأجل قريب ينتمي إليها وإنما حمية لدين الله وحبا في الجهاد
حتى زوجي تقبله الله لم يكن منتسبا للدولة
بل كان دفاعي عنها دفاعٌ عن شعيرة الجهاد وأهله
لهذا كنت أناقش
كثيرا من المعروفين الأفاضل المبينين للحقيقة
أناقشهم وأنا في حنق على مايفعلونه من تفريق للأمة بتضخيمهم للحوادث ونقل كل مايسمعون، ولم نكن نعي حجم الفتنة بعد
كنت أرى أنه لابد من الصمت عما نسمع عنه من جرائم
لأنه بنظري واحدة من أربع :
أخطاء فردية .
أو تبلّي عليهم واختلاق .
أو رد لعدوان حاصل عليهم
أو دسائس مخابرات ومنافقين
كنت أسأل زوجي عن ما يُنقل عن الدولة لكن لا يشفي غليلي بل كان لا يتحدث فيها وفهمت مؤخرا صمته كان لأن الفتنة كانت في أوجها بل ولا ينقل شيئا مما يحدث سوى انتصاراتهم على النصيري
فحين أتكلم وأطلب رأيه لا يرد بل ينهي الموضوع بالدعاء بالسلامة من الفتن ويأمرني أن أدع الحديث عن هذه الأمور
صنائع أنصار الدولة اليوم وحماسهم على مايرونه حقا بينما هو ظلم وعدوان حقيقة
يجعلني أحمد الله على نعمة البصيرة وأتخيل لو أني كنت معهم ! الله المستعان
هم مخدوعين كما انخدعت ولا يطّلعون على أي نصيحة
ولا يعترفون بتجاوزات الدولة ويفسرون كل شيء كما كنت أفسرها في التفسيرات الأربع تماما
أذكر أنني كنت أرد شبه كل من يتحدث عن الدولة ممن هم حولي كما لو كنت والية على منطقة في الدولة
الكل كان يتعجب مما أقول عندما يقارنوه بالواقع ويرون تناقضه مع ما أقوله
لم أعي مايحدث إلا قبل قرابة ٦ شهور تقريبا
معرفتي بالحقيقة
لم يأت من فراغ
ولكن عبر فتح عيني وأذني لما يحصل ورفع التقديس عن الدولة ووضعها في ميزان واحد مع الجماعات الأخرى
أعرض ذلك بعقل متجرد
هل يُعقل أن تكون الدولة الإسلامية هي تلك التي تريد إقامة شرع الله بالمجازر والمذابح بخصومها ؟
كنت أتخيل
لو عارضتهم بمسألة أو اختلفت معهم بأمر شرعي مما يتعصبون له
أو تكلمت أو التُقِطَتْ لي صورة مع من يرونه مرتد
والله سيصنعون بي ماصنعوه بغيري في الشام
صدقوني
من المحال أن يجتمع على مخالفة الدولة الإسلامية
صادق الناس وكاذبها
مجاهدها وقاعدها
عوامها وعلماؤها
كل هؤلاء ينقلون حوادث تشمئز منها النفوس
وليست حادثة أو حادثتين بل حوادث لا يستطيع الناس إحصاءها
وبأزمان مختلفة
فكيف يكون كل ذلك كذبًا !
بعد استشهاد زوجي كان قلبي يتفطر ألما على جنود الدولة
أتمنى أن يستيقظوا كما من الله علينا بالاستيقاظ قبل أن يأتيهم الأجل
فكتبت بعد هدايتي رسالة وكنت أتمنى لو طبعتها بيدي ووزعتها على جنود الدولة واحد واحد
نشرها بعض الفضلاء بارك الله فيهم لكن ربما طولها قلل من انتشارها مع مئات المقالات التي تنتشر
كل يقول أنا أفصح وأبين
يتفطر قلبي على أبناء الجزيرة خاصة ممن لازال منخدعا بها
حاولت التواصل مع احد منهم لأنصحهم ولكن لم أستطع
من العجيب أني كنت سأكتب رسالة دفاعا عن الدولة
وتأخرت في الكتابة لظروف
فبصرني ربي بالحقيقة فكتبت بدلا عنها رسالة نصح لهم بالهرب من قيادتهم
قبل أن أصحوا كان رأسي متحجر
لم أكن أقرأ مايصنعون
بل كنت أُعرض عما يُكتب عنها لزعمي أن من يكتب ضدها هو مغرض أو مثير للفتنة
التي يجب الصمت عنها فلا داعي للاطلاع على ماينشر
لأني كنت أسير على قاعدة صنعتها بنفسي حتى لا يتغير رأيي بالدولة
حيث كنت أتعامل مع كل ما يحدث على أنه إما
كذب واختلاق عليها ، أو رد لعدوان حاصل لهم من فصيل آخر ، أو أخطاء فردية أو من منتسبين من المخابرات
لذلك حين كتبت رسالتي السابقة كنت أعلم أنه ربما لن يقرأها أتباع الدولة تماما كما كنت أصنع
أتباع الدولة المخدوعين الآن يرون أن الكل ضد الخلافة الإسلامية والعدو هو من سواهم
بالطبع تجاوزات الدولة الآن فاقت السابق بمراحل كثيرة
ولازال الأنصار متمسكون بها
فقدي لزوجي لم يكن إلا لفقده تقبله الله بسبب أنه استشهد ونحسب أنه من الشهداء الصادقين كل يذكره بالخير بل لم نسمع أبدا من يذكره بسوء وتتوالى البشائر والرؤى بحسن ختامه تقبله الله وألحقنا به
دائما أتخيل
لو قتل زوجي وهو يقاتل المسلمين
كيف سيكون حالي
الله المستعان
حين أقرأ بخبر مقتل أحدهم من الدولة بتفجير أو مقاتلة أحد المسلمين أنقبض بشدة وأحس بألم شديد وأدعو ربي أن يعفو عنه