JustPaste.it

الشيخ عبد المجيد الهتاري

الفكرة قبل العمل 4
بقيت لنا القاعدة أما هي فقد وصلت قناعتها إلى أن الحل هو في الجهاد وهذا شيء طيب ووصلت قناعتها إلى أن الحكام مرتكبون لأسباب عدة للردة وهذا يوضح الصورة أكثر ثم بدأ العمل والكر والفر على ذلك مدة ولا يزال الكثير منهم على موقفه السابق .
ولكن الذي يفاجئ الجميع اليوم منهم هو موقفهم من قيام الدولة الإسلامية والخلافة فكم سمعنا منهم من تصريحات يناشدون فيه الأنظمة أن احكموا بالشريعة ونحن سنكون خدمكم ليس مرادنا منافستكم على السلطة مرادنا أن تحكموا بالشريعة ولو سألت أبسط منتسب إليهم ماذا لو أن نظام بلدكم أعلن إقامة الشريعة وطبقها ماذا سيكون موقفكم لوجدت الجواب هو السمع والطاعة وعدم المنازعة وحل التنظيم العسكري .
وقد أكرمهم الله أن أقام الدولة والخلافة الإسلامية ليس على يد نظام بينهم وبينه حروب وتضليل وعداوة وإنما أقام النظام الإسلامي على يد فصيل منهم أو على يد رجال تربوا على ثقافتهم ومنهجهم فالمفاجئة هو وقوفهم ضد هذا التحول والتطور وإذا كان هذا الموقف منهم عجيب فأعجب منه تنظيرهم له واعتذارهم عن الالتحاق بالدولة بأعذار تعود على أصولهم بالنقض . فمن ذلك
1 ــ الادعاء بافتئات الدولة على الأمة ونسيت أنها هي الأخرى افتأتت على الأمة وأعلنت جهادا خارجيا ومحليا بدون إذن من الأمة وأدخلت العالم الإسلامي في حرب ضروس مع أمريكا لا تزال الأمة ومعها جماعة القاعدة تعاني من آثارها إلى اليوم .
ونسيت القاعدة أن طالبان التي أيدوها والتي يدينون لها اليوم بالسمع والطاعة وأنها هي الإمارة الشرعية لم يصل الحكم إليها ولم تأخذه إلا بقوة الحديد والنار ولم تستشر أهل الحل والعقد وهم يقولن بشرعيتها بل وألغت كل الجهود السابقة التي كانت للفصائل الجهادية ودعتهم إلى السمع والطاعة أو يواجهوا السيف وليس لهم من الأمر شيء ونتيجة لذلك تحامق أولئك القادة وتعاونوا مع أعداء الأمة لإسقاط طالبان حتى تم لهم ذلك قبحهم الله في الدنيا والآخرة عبيد الجاه والمناصب فكيف رأت القاعدة شرعيتها ولم تر شرعية الدولة وهي أصفا وأنقى وأوضح هدفا وعقيدة وتطبيقا للسنة من طالبان بمئات المرات .
ونسوا أنهم افتأتوا على الأمة فنصبوا رجلا مجهولا لا يعرف لدينا إلا اسمه وهو الملا محمد عمر فبايعوا الظواهري وهو بدروه بايعه وتتابعت البيعات من كل قطر من أفغانستان إلى اليمن إلى الحجاز إلى الشام إلى مصر وليس له أي سلطة مباشرة عليهم ولا على الأمة بل نحن في فترة من بعد الحادي عشر من سبتمبر منتظرين على طول العالم الإسلامي وعرضه أي حدث يقع منه يتجاوز البيانات والخطابات فلم يقع شيء ذو بال وكان الأمل كبيرا أن يبادروا إلى مناصرة الدولة فلم يقع ذلك وللأسف , وحينئذ نقول لهم ماذا تريدون بأهل الحل والعقد الذي تقولون أن الخلافة لا تكون شرعية إلا بموافقتهم هل تريدون أهل الحل والعقد من المجاهدين فقط أم من الأمة كلها فإن أردتم من المجاهدين فالدليل الذي تستدلون به لا يسعفكم لأنكم لستم أهل الحل والعقد في الواقع ثم أنت أول من نقضه باتباعكم لطالبان وإلغائكم لأهل الحل والعقد من مجاهدي الفصائل الجهادية التي سبقت طالبان وإن قلتم بل المراد أهل الحل والعقد من جميع الأمة فجميع الأمة إلا قليلا منكم فقط لا يوافقونكم على طبيعة النظام الذي تريدونه بل أنتم لا توافقون على طبيعة النظام الذي أقامته الدولة وهي منكم وعلى منهاجكم فكيف توافقكم الأمة على النظام الذي تريدونه .
وخلاصة هذا الاعتذار منكم عن متابعة الدولة أنكم انضميتم إلى الفئات المريضة من الأمة والتي مرضها إما من جهة عدم ارتياحها للنظام الإسلامي الصحيح والذي تمثله الجماعات الجهادية وإما من جهة أنها تريد نظاما إسلاميا وبالطريقة الجهادية ولكن عن طريقها فقط ولن تعترف بأي نظام يقوم متجاوزا لها وحينئذ سنسألكم عن مصداقية الشعار الذي ترفعونه مع الأنظمة (طبقوا الشريعة ونحن خدمكم ) ها قد طبقته الدولة الإسلامية وأقامت الخلافة فأين أنتم وأين اختبأتم سبحان مقلب القلوب .
وسنسألكم سؤالا شرعيا ولا بد من الإجابة عليه لنفترض أن الدولة فرضت نظام الخلافة الإسلامية وقاتلت الناس عليه أين سيكون موقف أقدامكم فإن قلتم مع الاتجاه المعاكس فرحم الله القاعدة فقد انتهت وانتهى إيمانها وإن قلتم نقيم خليفة إسلامية على مقاسنا فكيف ستعملون بالأحاديث التي تفيد أن من أتاكم وأمركم جميع فاضربوا عنق الآخر .
فإن قلتم لم تجتمع الأمة أعدنا السؤال الماضي من تقصدون بالأمة فإن أردتم هذه الأمة التي امام أعيننا فهي لم تجتمع عليكم ولا على الدولة بل هي تحارب الجميع .
ونسألكم لماذا تقاتلون الأنظمة فجوابكم كما هو معروف من أجل إقامة النظام الإسلامي فالجواب هاهو قد قام فلماذ لا تناصرونه وقد قامت الحر ب العالمية ضده بل قمتم أنتم ضده معهم ؟ ولماذا تحاربون في سبيل شيء لا يزال في عالم الغيب ولا ندري هل ستنجحون أم لا والمؤشرات تشير إلى استبعاد نجاحكم في هذا الوقت على الأقل . وتخذلون نظاما إسلاميا ودولة إسلامية ملء السمع والبصر تمتلك مقومات دولة عقدية وبشرية ومادية وجغرافية .
فيا عقلاء القاعدة لا يفوتكم شرف الدنيا بالسبق إلى الإيمان والمناصرة ولا يفوتكم شرف الآخرة بالسبق في
في القرب من الله .