JustPaste.it

××من حكم إعلان الخلافة ××

الشيخ عبد المجيد بن محمود الهتاري الريمي

@alheetari

 


(وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين)
إن للابتلاء أهمية عظيمة في تحقيق العبودية لله وإخلاص الدين له، وبيان الصادق من الكاذب، والمتبع من المبتدع، والماشي مع الرَّكب سمع الناس يقولون شيئا فقاله! والماشي إلى هدف حدَّده قبل السفر.
وأضرب لذلك بمثال العمل الإسلامي لإقامة الدولة والخلافة الإسلامية:
فقد تكالب الاستعمار النصراني على بقايا الدولة العثمانية، التي لم يكن بقي منها إلا الاسم! كما لم يبق من الإسلام فيها إلا الرسم! وكانت متبنية لمحاربة الإسلام الصحيح في صورته التجديدية في الحركة الجهادية الوهابية، ومع هذا فقد:
- قطع أوصالها هذا الاستعمار، ووضعوا الحدود الوطنية لكل قطعة أرض أرادوا إقامة دولة فيها، وأقاموا ما يسمى بـ(السيادة الوطنية) لكل بلد! وجعلوا التفريط فيها خيانة عظمى،
- ثم أقاموا (الجامعة العربية) ليقطعوا الأمةَ العربية عن بقية المسلمين؛ لأنهم يعرفون أن بلادها مهد الرسالات، وسكانها أولاد الفاتحين.
- ثم أثاروا النعرات القومية والوطنية.
- ثم أتوا بالمذاهب العلمانية، والأحزاب السياسية، والأنظمة الديمقراطية والنظريات المختلفة، وأفسدوا العقول بالتعليم، والقلوب بالشهوات والشبهات!!
وكان من يحمل في قلبه تعظيم الإسلام وشرائعه قد تألَّم لهذا الوضع:
- فمنهم من حمد الله واسترجع وانتظر الفرج.
- ومنهم في بلد إسلامي -كمصر- مَن حاول تأسيس جماعة ليعيد بها حكم الإسلام، ولكن الأمر كان أعظم من أن يحاول إصلاحَه! فتصدى العلمانيون والمخرفون الدينيون لهذه الدعوة! وتعاونوا جميعا ضدها؛ حتى أسكتوا من أسكتوا منها، وقتلوا من قتلوا، وسجنوا من سجنوا، وشردوا من شردوا.
- ثم بقيت بقايا من هذه الجماعة رأت أن تسلك طريق الأحزاب؛ لعله أن يفتح لها المجال كما فتح لهم، ودخلوا في مذهب الديمقراطية بعد أن زعموا اتفاق النظام الديمقراطي مع الإسلام! وأيضا لم يكونوا على وعي عقدي بالموروث البدعي العقدي الخرافي! فوقعوا في تأييده أو السكوت عنه، أو التفاهم معه، أو معارضته بلطف! فكانت النتيجة: (إسلاما علمانيا خرافيا سياسيا اقتصاديا)!!
فتعاظمت الجماعة في الجسم والمال، وتصاغرت في الإيمان والعلم الشرعي، حتى أصبحت عضوا جديدا في الجاهلية؛ محارِبةً لدينها الذي قامت من أجله! فسمحوا لها بالتمدد على ذلك الشرط وهو: القبول بالآخر! فانتشرت الجماعة في أكثر من بلد إسلامي.
- وتشعبت منها جماعات (جهادية) و(تربوية):
- فأما الجهادية: فحاولت في أول الأمر أن تتبناها، فقيل لها: لا يجتمع العنف والإرهاب مع الحرية والديمقراطية! ولا بد من اتخاذ موقف واضح من الإرهاب؛ فتبرأت منها وقالت: إن الإسلام بريء أيضا منها، ومضت الجماعة الجهادية في مقارعة الطاغوت، فسُجن وشُرد وقُتل، ومضت على ذلك سنون تزيد على العشرين سنة، ثم تراجعت إلى تصويب العمل الديمقراطي! وتحريم العمل الجهادي!
- وبقيت جماعات جهادية في العالم الإسلامي من آثار الجهاد الأفغاني، ودخلت في صراع مع الطاغوت، فتشردت قياداتُها ما بين: لندن، وكندا، وبرلين، وباريس، وخراسان، وبقيت بقايا لا تزال إلى اليوم في حالة مقاومة.
- وأما الجماعة التربوية (السرورية) فقد انتقدت التراجع الذي وقع فيه (الإخوان) وانتقدت الصف الأول والثاني من الإخوان، بل وانتقدت الجماعة كلها، وزعموا أنها لم تتبنَّ منهج أهل السنة والجماعة، فحاولت أن تجمع بين (تخطيط الإخوان) و(عقيدة ومنهجية أهل السنة) فادعت اهتمامها بالتربية والعقيدة معا، وقامت بتحقيق بعض الكتب السلفية، وتأليف بعض الكتب المتعلقة بقضايا العصر، مثل كتاب (أهمية الجهاد) ومثل كتاب (الإمامة العظمى) ومثل كتاب (نواقض الإيمان القولية والعملية).
واختارت من كتب الإخوان (كتب سيِّد وأخيه) بالإضافة إلى إنشاء (مجلة البيان) و(السنة) ومضت على ذلك مدة، وغرَّرت الكثيرين من علماء وطلبة علم!
ثم وجدت الطريق مخيفاً! والحساب عسيرا! سُجن قادتها سنوات، فخرجوا وقد غير بعضُهم نظرته، وازداد رعبهم، وكتموا ما يجب أن يقال، وتخفوا في أروقة الطاغوت! فضُربت عليها الذلة والمسكنة! وأصبحت هذه الجماعة مظاهر أكثر منها مخابر، حتى شعروا بذلك، فجاءتهم ثورات الربيع العربي، ولم يكونوا بالمستوى المطلوب من الصبر واليقين؛ فتسوروها على عجل، وركبوها بلا زاد، ودخلوا في دين الديمقراطية أفواجا، وفرحوا بما أتوا، وأحبوا أن يحمدوا بمالم يفعلوا.
- واجتمعوا في الدوحة وأصدروا (فتوى الخيانة) فتجاوزوا المقرَّر في الاعتقاد! وزعموا جواز ارتكاب الكفر للمصلحة وللحفاظ على الدعوة، وجمعوا بين الخليطين! وسعوا إلى جمع الألوان كلها في مجسمهم، فإذا هم (إخوان) بالشحم واللحم والعظم والبشرة! وجاءت سنةُ الله فيهم (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) .
# فبدأت تباشير الاستبدال بظهور (أبي مصعب الزرقاوي) و(أبي المهاجر) و(أبي عمر البغدادي) وبعده (أبو بكر) بشعار #الدولة و #الجهاد و #الخلافة فخاضت هذه الجماعة معهم حربا ضروسا! تدعي أنها تحارب التطرف والغلو! فأذاقتهم الويلات في العراق، وتعاونت مع الإخوان وصحوات أمريكا؛ فشردت المجاهدين! وقضت على مسمى دولتهم التي أنشئوها في العراق!
- وحدثت أحداث الشام وتنفس المجاهدون الصعداء بعد عذاب وبلاء، فهيأ الله لهم أسباب القوة والنصر، فأقاموا #دولة_العراق_والشام فانضمت (السرورية) مرة أخرى إلى الحلف العالمي ضد عودة الخلافة! عن طريق الجهاد، وذلك كله تحت شعار (محاربة الغلو والتطرف) واليوم هي العقبة الكئود في وجه #دولة_الخلافة_والإسلام
وعملت هذه الجماعة على تفتيت جماعات الجهاد القاعدي، فجعلت منه (قاعدة جبهة النصرة السورية) و(قاعدة القاعدة في العراق) وعملت على تجميع الجهاد الديمقراطي فأخرجت (الجبهة الإسلامية) الجماعة السلولية، وخرج علماؤها من على القنوات يكذبون: أن الدولة عميلة للمالكي وإيران وبشار! بدليل أن النظام لا يضربهم! وهي لا تحارب النظام! فكذَّبهم الله في ذلك كله، وصار محور القتال بين الرافضة وأهل السنة يدور على رجال #الدولة
وصار بالمقابل محور التراجع وتوجيه الضربة للإسلام في صورته الجهادية الخالصة من الشرك: يدور حول تحالفاتهم المشبوهة،
وأخيرا أُعلنت #الخلافة آخر معمل اختبارٍ لهؤلاء الأوباش! فالأيام القادمة ستشهد رِدة شديدة، واصطفافا في جبهة عالمية نصرانية يهودية فارسية علمانية قومية إخوانية سلفية في وجه #الدولة فإذا كان الموعد الرباني قد قرُب بـ #الملاحم والجهاد فإن من توفيق الله لهذه #الدولة إعلانها #الخلافة وإلغائها العمل الإسلامي، والجماعات الإسلامية، ودعوتها الجميع للبيعة، ليتم البلاء والتمحيص.
وإذن فقد دخلت الجماعات الإسلامية مختبر المصداقية، فلا حجة لهم في التخلف عن المبادرة للتأييد، فلو فُرض:
1)أن قيادات الدولة فاسدي النية -أعاذهم الله من ذلك- لما كان لأحد إلا أن يتعامل مع الظاهر،
2) ولو قُدِّر أنهم خوارج لما جاز للجماعات الأخرى التعاون مع العلمانيين والنظام العالمي في تثبيت نظامهم الديمقراطي ومحاربة الإسلام ولو كان في الصورة التي يعرضها الخوارج،
3) ولو قُدِّر أن هذه الدولة وقيادتها -لا سمح الله- سينتهي أمرُهم إلى أن يكون الدجال فيهم! لما جاز لأحد أن يتخلَّف عن هذا المطلب المتفق عليه، وهو: "إقامة الدولة والخلافة الإسلامية على أصول الشريعة وقواعدها" ومَن غير غيَّر اللهُ عليه، وسنتغير نحن عليه، ومَن بدَّل فالميزان الشرعي يفضحه، ومن أَدخل في الدين ما ليس منه -كما فعلت السرورية والإخوانية- فسيفضحه الله على رؤوس الأشهاد؛ في الدنيا بظهور الكفر في قوله وعمله، وفي الآخرة ببيان ما تحصّل في صدره!
ونعوذ بالله من الفتن ونسأله الثبات حتى الممات .