JustPaste.it

المحرقة!

- ما أكتبه هنا هو بناء على مشاهدات كثيرة يعلمها المتابعون وليس حادثة أو حادثتين.

- قد بات واضحا أن جماعة الدولة أصبحت أهم أقطاب المحرقة المنصوبة للشباب المسلم من أتباع الجماعة ولقيادات وجنود الجماعات المجاهدة والمقاتلة الأخرى ولأهل السنة في العراق والشام والتيار الجهادي العالمي من خلال إحداث شرخ فيه بعامة الساحات الإسلامية.

- مشعلو المحرقة هم بشكل رئيس قادة الجماعة وأمنيوها وبعض أمرائها و"شرعييها"، بغض النظر عن نية كل منهم في ذلك. فالانحراف الفكري والأهواء والاختراق كلها واردة.

- وزيت المحرقة هو الفساد المنهجي والغلو الذي يتيح فرصة لترقي أهل الغلو والمندسين لمراكز قيادية في الجماعة.

- ضحايا المحرقة هم آلاف الشباب المنتسبين للجماعة، والذين بعضهم مغتر بها ككثير من الأعاجم، والبعض الآخر يبايع خوفا على نفسه وأهله أو لما يراه من حماية يكتسبها ببيعته أو لتاريخه في الإجرام، والذي يسقط تلقائيا بمبايعة الجماعة فلا تستطيعمحاكم الجماعات الأخرى محاسبته وقد أصبح في منعة جماعة الدولة. والبعض يبايع طمعا في المال الذي يغدق عليه أو السلطة التي يسلمونه إياها. هذا بالإضافة لمن يبايع ظنا أن منهج الجماعة هو الأصح أو فرارا من الانحراف الذي يراه عند غيرها.

- المهم أن عددا من الجنود ضحايا وإن كانوا لا يعذرونإن تبعوها خوفا وطمعا.

- الأمنيون والأمراء يقومون بالفظائع من تقتيل لقيادات وجنود الجماعات الأخرى بأبشع الطرق كما حصل مع جلال بايرلي والحضرمي والريان وأبي خالد السوري وغيرهم وأخيرا أبي المقدام، ويستفزون الجماعات بسلب مقراتها وقطع طرقها. فيقع القتال ويروح ضحيته لا الأمراء ولا الأمنيون في العادة، بل الجنود من الطرفين!

- ثم تتباكى معرفاتهم على هؤلاء الجند وتتخذ قتلهم ذريعة لمزيد من الإجرام، والضحية الجديدة هم أيضا جنود الطرفين!

- الذين يعدون أنفسهم مناصرين لا يفهمون هذا التفصيل فيَهيجون كلما تكلمنا عن منهج الجماعة وأفعالها وخطابات قياداتها،يظنون الحل في تبرير أفعالها وشيطنة خصومها. وهم بذلك إنما يؤججون المحرقة التي من ضحاياها هؤلاء الشباب المهاجرون الذين يهلكون أنفسهم ويقتلون معهم خيرة الشباب المجاهد.

وصدق من قال: عدو سوء عاقل ولا صديق جاهل.

- إذا فهمت هذا علمت أنه لا غرابة أن تسمع عن سلوك طيب لشباب الجماعة في بعض المناطق التي تسيطر عليها. فالجماعةتضم هؤلاء في صفوفها تجمل بهم صورتها وتحتفظ وسطهم بالأمنيين والأمراء والأفراد الغلاة الذين يمارسون جرائم حز الرؤوس والتكفير والتخوين.

-  من سياسات جماعة الدولة أن ترسل أميرا "متعايشا" إلى المناطق التي ليس لها فيها نفوذ، حتى إذا تقبله الناس وتقبلوا جنوده وتمكنوا أرسلت مكانه شرا منه وشواهد ذلك كثيرة، آخرها في ريف حمص.

- يغتر البعض بما تقيمه الجماعة من مظاهر الدين في الرقة، ولا نشك أن بعض جنودها فيها يريدون نصرة الدين. لكن هذه المظاهر تتخذ ذريعة لشرعنة انشغالهم بقتال المسلمين في مناطق أخرى كالشرقية.

- ولنا أن نتساءل: لماذا يقصف طيران النظام خطوط النصرة بالشرقية ولا يقصف "الدولة الإسلامية" بالرقة؟

- الشواهد كثيرة جدا على أن النظام ودولا إقليمية تحرص على ضرب الدولة بالجماعات الأخرى وتأجيج المحرقة وأثناء ذلك تتحاشى قصف هذا وتسمح بمرور ذاك ليقاتل خصمه. وفي النهاية جنود الطرفين مستهدفون، وأيد مشبوهة تبقي المحرقة مؤججة.

- الذي قتل أبا خالد السوري أراد لجماعة الدولة أن تصل مرحلة اللاعودة مع الجماعات الأخرى، وربما مع القاعدة.

- حرب جماعة الدولة ضد الروافض في العراق جعلت البعض يستثني احتمالية أن إيران راضية بما تفعله الجماعة. لكن ينبغي ألا ننسى دلائل أن إيران تريد عراقاً مدمرا ضعيفا معتمدا عليها، وهو الأمر الذي يدركهكثير من شيعة العراق أنفسهم.

- استعداء شيعة العراق كلهم، وإدخال أهل السنة في مواجهة غير متكافئة معهم يضمن هذا الإضعاف، ولا يهم إيران بعدها دماء الشيعة العراقيين.

- أُدرك تماما أن هذه المحرقة ليست مشكلة الشام الوحيدة، لكنها الآن تحرق خيرة شباب المسلمين وقادتهم والمشروع الإسلامي.

- على الحريصين على مستقبل الجهاد تبيان حقيقة المحرقة وتنفير الشباب المسلم عنها. فإن تم ذلك فإن هناك مشاكل في الجماعات الأخرى تحتاج علاجا. فإنتمت الاستجابة فَبِها ونعمت، وإلا فلينفر عنها هي أيضا. فلأن يقاتل المسلمون فرادى خير لهم من أن يكونوا وقودا لمعركة هم والأمة خاسرها الأوحد!

والله تعالى أعلم.