ولدت يوم عرفة, ونشأت في بيئة صالحة, ودرست في بعض المدارس الإسلامية, وفي طفولتي لزمت شيخاً من مدينتنا, كنت أحب التردد إلى مكتبته, وكنت أسأله عن أغلب ما يعن لي, حتى سمعت في سن البلوغ عن الجهاد وقادته, فسألت ذلك الشيخ كعادتي, لكن جوابه هذه المرة أبهرني, حيث قال لي: "هؤلاء فكرهم فكر الخوارج!".اهـ
فكان سماعي لهذا المصطلح في سنٍ مبكرة, جعلني فيما بعد أُكثر النظر والبحث عن مثل هذه المسائل, حتى أصبحت (أزعم) أني قد بلغت فيها شئواً عظيماً, قال الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة: 216]. وقال أيضاً: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19].
ثم واصلت الدراسة النظامية؛ حتى تخرجت في بعض المعاهد الشرعية, الذي درست فيه كافة العلوم الشرعية في خمس سنوات قضيتها في الدراسة فيه, وكذلك تخرجت في بعض الجامعات الشرعية في بلاد الشام, والدراسة فيها تستغرق أربع سنوات كعامة الجامعات الشرعية.
ومن نعم الله على العبد الفقير؛ أنني في بعض الأحيان أصوب وأصحح للدكاترة والمدرسين, وخاصة في أسئلة الامتحانات, ومن أمثلة ذلك التي لا زلت أذكرها جيداً؛ قول أحد الدكاترة في امتحان الحديث: "ماذا يقصد الإمام مسلم رحمه الله بتبويبه على هذا الحديث بقوله باب...؟" فكتبت له تنبيهاً, مفاده: "شيخنا الفاضل: أفيدك علماً بأن الإمام مسلم لم يبوب لصحيحه, وإنما بوبه الشراح من بعده, ومن أشهرها تبويبات الإمام النووي رحمه الله كالذي جاء في أصل سؤالكم".اهـ
وإنني أقول أمثال هذه الأمور هاهنا, لأبين لأحبابي في الله رجحان كفة طلب العلم المكتسب من صدور الرجال وبطون الكتب, على طلب العلم المكتسب من الدراسات النظامية!
ولقد طلبت العلم على عدد من العلماء والمشايخ, ومن أبرز من لقيته واستفدت منه:
1 – شيخنا العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله: فكنت أحضر له قرابة الستين درساً في الأسبوع, في كل علوم الشريعة وفنون اللغة, كما كنت أحضر مجالس الإفتاء التي تُعقد له, أضف إلى ذلك أني كنت أحضر بعض مجالسه الخاصة, وأرافقه في مشيه على الأقدام في ذهابه وإيابه لكثير من الدروس, وأطرح عليه خلال ذلك ما عندي من مسائل, ويطرح عليه غيري من أقراني في الطلب, ولربما تفردت بالشيخ, فكان لذلك أثر عظيم, وفائدة جليلة, ولدي منه تزكية وشفاعة, كما أنه أهداني عدداً من الكتب.
ومن الكتب التي درست منها عليه: "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" لشيخ الإسلام ابن تيمية, "كتاب التوحيد" لابن خزيمة, "منهاج السنة", "سلم الوصول", "التدمرية", "الإبانة الكبرى","إبطال التأويل" لأبي يعلى, "شرح الطحاوية", "الواسطية", "تفسير البغوي", "تفسير الجلالين", "تفسير الشوكاني", "صحيح البخاري", "صحيح مسلم", "سنن أبي داود", "سنن الترمذي", "السنن الكبرى للنسائي", "الموطأ", "الفتح الرباني", "سنن الدارمي", "صحيح ابن خزيمة", "منتقى الأخبار", "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" لأبي يعلى, "شرح منتهى الإرادات", "مشكاة المصابيح", "القواعد الفقهية" لابن اللحام, "العدة في شرح العمدة", "مدراج السالكين", "الحسبة في الإسلام", "بهجة قلوب الأبرار", "الروض المربع", "الاستقامة", "فتح المغيث", "الآداب" للبيهقي, "التوضيح" للشويكي, "إعلام الموقعين", "سبل السلام", "تدريب الراوي", "روضة الناظر", "الباعث الحثيث", "الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية, "زاد المعاد", "بداية المجتهد" لابن رشد, "شرح السنة", "مفتاح دار السعادة", "مشكاة المصابيح", "نونية ابن القيم", "شرح الزركشي على مختصر الخرقي", "ألفية ابن مالك", وغيرها..
ولم أر الشيخ يحمل كتاباً في درس من دروسه قط! بل إن الطالب ليقرأ على الشيخ من أي كتاب بعد أن يستأذن الشيخ, فيقوم الشيخ بالشرح والتفصيل والتأصيل, وكأنه يستظهر نصوص ذلك الكتاب المقروء! بل ويفتح على الطالب القارئ إذا تلعثم أو أرتج عليه!
ولربما نام الشيخ في أثناء الدرس والطالب يقرأ عليه, ولكن أول ما يخطئ الطالب في القراءة أو يلحن يصوب له الشيخ بمتابعة عجيبة يُبهر بها كل جديد على حلقات الشيخ ومن لا عهد له بالشيخ وأسلوبه!
وكذلك فقد درست على بعض تلاميذ الشيخ عدداً من المتون العلمية, كـ: "الأصول الثلاثة" مع الحفظ, "الآجرومية" مع الحفظ, "الورقات", "إرشاد أولي البصائر والألباب, لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب" للشيخ عبد الرحمن السعدي..
2 – شيخنا العالم سعيد بن مبارك بن زعير فك الله أسره, فقد شرفني الله بحضور بعض مجالسه الخاصة, ولي معه علاقة وطيدة, ولم استفد منه كثير علم, ولكني استفدت منه سمت العلماء وأخلاقهم وتواضعهم للحق والخلق, نسأل الله أن يفرج عنه.
3 – شيخنا المحدث عبد الله بن عبد الرحمن السعد فك الله أسره, لم يشرفني الله إلا بمجلسين معه. وقد أجازني في كتابه: "العجالة ببعض أسانيدي إلى كتب الإسناد والرواية". وفي جميع مسموعاته ومروياته ومقروآته.
4 – شيخنا الدكتور أبو عمر المصري حفظه الله –وهو أحد من صحب الشيخين أيمن الظواهري, وعبد القادر بن عبد العزيز-, فلقد درست عليه ولازمته بضع سنين, ودرست عليه كثيراً من "فتح الباري", وقرأت عليه شيئاً من المتون العلمية, وأجازني بتدريس بعضها, بعد أن أجرى لي امتحاناً فيها, فحصلت على: (100%), ولله الحمد والمنة.. ولما قيل له: "ألا تدرسنا كتاب فتح المجيد؟" قال: "أنا أدرسكم وعندكم الشيخ فلان!". يقصد العبد الفقير.
5 – الدكتور أبو أسامة الفارسي, درست عليه كتاب: "الرائد في علم الفرائض", كما درست على غيره: "الرحبية" في علم الفرائض –المواريث-.
6 – الشيخ المسند أبو عبد الرحمن صبحي الحسيني حفظه الله, قرأنا عليه في العقيدة: "كتاب التوحيد" وأجازني بسنده إلى الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله, وقرأنا عليه في الحديث: "صحيح البخاري" كاملاً, وبعض "صحيح مسلم", و"الأوائل السنبلية" كاملة, وأجازنا إجازة خاصة فيما قرأنا عليه, وإجازة عامة في كتاب: "نعمة المنان, في أسانيد شيخنا أبي عبد الرحمن" وفي جميع مسموعاته ومروياته ومقروآته.
7 – الشيخ المسند محمد ابن محمد بن إبراهيم السلفي حفظه الله, قرأنا عليه "صحيح البخاري" إلا بعض الكتب اليسيرة منه, و"الأوائل السنبلية" كاملة, وأجازني فيما قرأنا عليه إجازة خاصة, وإجازة عامة في جميع مسموعاته ومروياته ومقروآته.
8 – الشيخ المسند زهير الشاويش, قد جالسته, وطرحت عليه بعض المسائل العليمة, وأجازني إجازة عامة تامة في جميع مسموعاته ومروياته ومقروآته, كما دون اسمي في أسماء تلامذته.
9 - الشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الراجحي, درست عليه في العقيدة: "عقيدة الإمام أحمد", وفي أصول التفسير: "القواعد الحسان, في تفسير القرآن" للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله, وامتحنني في عقيدة المرجئة, فقلت في نفسي: "على الخبير سقطت!".اهـ فكان نتيجة ذلك الامتحان أن أهداني بعض كتبه.
10 – الشيخ الفقيه محمد بن المختار الشنقيطي, درست عليه كتاب البيوع من كتاب: "العدة في شرح العمدة".
12 - أحد أبناء الشيخ أبي الحسن الندوي رحمه الله -وليس هو الداعية المشهور-, درست عليه بعض كتب مصطلح الحديث, وكان الشيخ يحبني ويقدمني على غيري من تلامذته.
13 – الشيخ الدكتور خالد العراقي, درست عليه في التفسير: بعض السور من "تفسير الشوكاني" رحمه الله, وفي الحديث: "نزهة النظر" لابن حجر, وكثيراً من "جامع العلوم والحكم" لابن رجب, وغيرها.
14 – كما أنني أخذت القرآن تلاوة وتجويداً عن عدد من القراء, من بينهم الشيخ أبو زيد المصري حفظه الله, وهو يقرأ بالعشر.
وغيرهم من المشايخ ممن لا استطيع أن أسميهم, من نواحي أمنية.. ممن ثنيت الركب عندهم لسنين, وقرأت وسمعت عليهم من الكتب والمتون المئين, درست عليهم: العقيدة والتوحيد, والقرآن وتجويده, والتفسير وأصوله, والحديث ومصطلحه, والفقه وأصوله وقواعده, والتاريخ والسير, واللغة العربية صرفها ونحوها والبلاغة والبيان والبديع والعروض..إلخ
حتى قال لي أحدهم بعدما استدركت عليه في مسألة, ممازحاً لي: "علمناهم على الطرارة, سبقونا على الأبواب!", وهو مثل عامي دارج.. وقال لي آخر لما تعقبت عليه في مسألة: "اثنان لا يحسدان؛ الأستاذ لا يحسد تلميذه, والأب لا يحسد ولده".
أضف إلى ذلك عشرات الدورات العلمية التي حضرتها, وأما أشرطة السلاسل العلمية فحدث ولا حرج عن كثرتها! فهي نعمة من نعم الله علينا, أدركنا بها من لم ندركه من المشايخ.. ولقد منّ الله علي -أيضاً- بالمشاركة في أكثر من مسابقة شرعية علمية, يُنعم الله عليّ بالمركز الأول في جميعها, فلله الحمد والمنة.
كما أنني استفدت من كثير من المبتدعة ودرست عليهم, منهم:
1 – الدكتور سلمان بن فهد العودة, حضرت له بعض دروسه, وأذكر أنه في أول لقائي به, قلت فيه قصيدة مكسورة المبنى والمعنى! بعنوان: "شتان بين سلطان العلماء, وعلماء السلطان!", وكان الدكتور ذا علاقة طيبة معي, حتى تقهقر شيئاً فشيء, فهجرته.
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: "واجمعوا على جواز الهجران فوق ثلاث لمن خاف من مكالمته ما يدخل منه على نفسه مضرة في دينه أو دنياه".اهـ [التمهيد 6/118].
2 – الدكتور سعد بن ناصر الشثري, درست عليه بعض المتون العلمية, كـ: "المقدمة في الأصول" لابن القصار المالكي, و"الخصال الصغير" لابن الصواف, و"التحفة العراقية, في الأعمال القلبية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
3 – الشيخ محمد ولد الددو الشنقيطي, حضرت له بعض الدروس العلمية.
4 - المعمر أبو بكر جابر الجزائري, حضرت له بعض دروسه في التفسير, في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
5 - الدكتور حمزة المليباري, جالسته مرات عديدة, وكنت أعرض عليه بعض المسائل الحديثية.
6 – الأستاذ مشهور حسن آل سلمان, درست عليه "القواعد الفقهية" للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله.
7 - الأستاذ أبو البراء المصري, -وهو محقق لعدد من الكتب- درست عليه في العقيدة: "كتاب التوحيد" للشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله حفظاً وشرحاً.. وفي التفسير: أجزاء كثيرة من "تفسير ابن كثير" رحمه الله.. وفي الحديث: "صحيح البخاري" كاملاً, و"صحيح مسلم" كاملاً, وقد امتحنني في الصحيحين, مع حفظ أسماء الرواة وألقابهم ووفياتهم, وكذا حفظ مائتي حديث بأسانيدها منهما, فأجازني, وليس فقط؛ بل كنت من الأوائل المكافئين ببعض المكافئات الرمزية.
ودرست عليه –أيضاً- أجزاء كثيرة من "جامع الترمذي", ولازمته بضع سنين, كما صحبته في بعض أسفاره العلمية والتعبدية, وكان يجلني ويوقرني, حتى أنه قبل رأسي ذات يوم وأنا في سن أبنائه آنذاك.
إلا أن ذلك لم يؤثر عليّ في قبول ما عنده من إرجاء –ولله الحمد والمنة-, وكانت مفاصلتي له لما طعن صراحة في شيخ المجاهدين أسامة بن لادن حفظه الله.
عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: "مصارمة جميلة أحب إليَّ من مودة على دخل".اهـ [المعارف لابن قتيبة ص239, وانظر: الزجر بالهجر ص31].
8 – وكذا قد ضمتني مجالس متفرقة مع عامة تلاميذ الشيخ الألباني من رؤوس المرجئة؛ كمحمد موسى النصر, وعلي الحلبي, ومشهور حسن, وغيرهم..
كما أن لي مواصلة مع عددٍ من أهل العلم والعمل؛ منهم:
1 – شيخنا العلامة أبو مالك محمد بن إبراهيم شقرة حفظه الله, ولقد قرأت عليه بعض كتاباته.
2 – شيخنا العالم أبو بصير عبد المنعم حليمة الطرطوسي حفظه الله.
3 – شيخنا الدكتور هاني السباعي حفظه الله.
4 – الشيخ الدكتور عبد الآخر حماد الغنيمي حفظه الله.
5 – وكنت أتواصل مع شيخنا المحدث سليمان بن ناصر العلوان فك الله أسره, كما أني درست بعض الكتب من كتاب "بلوغ المرام" على يد أحد تلامذة الشيخ من بني غامد, وامتحنني فيها, فخرجت السابع من بين مائة طالب تقريباً, مما جعلهم يعطونني مكافأة رمزية.
6 – وكذا كنت أتواصل مع الدكتور حامد بن عبد الله العلي.
كما أجازني كثير من المشايخ الثقاة, منهم –غير من ذكرت آنفاً-:
1 – شيخنا العلامة محمد الأمين بو خبزة الحسني حفظه الله, أجازني إجازة عامة تامة في جميع مسموعاته ومروياته ومقروآته.
2 – شيخنا العلامة أبو محمد عاصم المقدسي فك الله أسره, أجازني إجازتين؛ أما الأولى فهي بتدريس كافة كتبه, وقد نص العلماء كالقاضي عياض وأبي بكر الإشبيلي وغيرهما على عدم جواز النقل عن كتاب إلا إذا كان مرويا ولو بأدنى أنواع التحمل، وهي الوجادة، والرواية أرقى من ذلك, فلله الحمد والمنة أن شرفنا بحمل كتب الشيخ عنه.
وأما الثانية فهي إجازة معنوية؛ حيث أن شيخنا المقدسي –فك الله أسره- ألبسني رداءه –البشت- هدية غالية عالية منه لي, ووالله ما الأولى بأعز عليّ من الثانية.
ومع شيخنا أبي محمد المقدسي فك الله أسره لابد لي من وقفة, فأقول: لقد كان بعض السلف يقول: "ينبغي أن يكون أحد مشايخك كالأب, والبقية كالأعمام!"
ووالله إن شيخنا المقدسي هو في مثابة الأب من بين جميع مشايخي –سواء من سميتهم في هذه الترجمة أم لا-, حيث كان الشيخ السبب الرئيس بعد الله في ثبات القدم على هذا المنهج المبارك, وذلك أني في حداثتي كنت أسمع عنه سماعاً, ولا أعرف عنه إلا بعض الأبيات الشعرية التي تُنسب له, حتى سمعت أحد مشايخي من أهل الإرجاء يقول في أثناء الدرس: "من مشايخ هؤلاء التكفيريين؟! أبو محمد المقدسي؟! من شيوخه؟!".اهـ فشوقني لأتعرف على الشيخ أكثر, وكما تقول العرب: "رب ضارة نافعة". ولله در أبي تمام حين قال:
وإِذا أَرادَ الله نَشْرَ فَضيلةٍ *** طُويَتْ, أَتاحَ لها لسانَ حَسُودِ لولا اشْتِعالُ النار فيما جاوَرَتْ *** ما كانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرفِ العودِ! [انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان 1/86].
ولكني لم أقرأ كتب الشيخ حتى سألت أحد من سبقني في العلم والعمل, ممن كانت له سابقة في ساحات الجهاد, فقلت له: "لمن أقرأ؟" فقال لي: "إن أردت أن تتأصل في هذه المسائل فاقرأ للشيخ أبي محمد المقدسي". ثم سمى لي عدداً من مشايخنا ثم استدرك وقال: "ولكن أثبتهم في التأصيل الشرعي؛ الشيخ أبو محمد المقدسي". فمن حينها عكفت على قراءة جميع ما كتبه الشيخ.
حتى منّ الله عليّ فرزقني التتلمذ على الشيخ مباشرة, فقرأت عليه بعض المتون العلمية, وسألته عن كثير من المسائل العقدية, فلله الحمد والمنة.
قال شيخنا أبو محمد المقدسي فك الله أسره: "وإذا كان يحق للشيخ أن يفاخر ببعض طلبته فأنا أفاخر بهذا الأخ الحبيب؛ وفقه الله لما يحب ويرضى وسدده لإتباع أحسن ما أنزله إلينا".اهـ [مقدمة الكوكب الدري المنير ص4].
3 – الشيخ المحدث عبد الرحمن بن الحافظ عبد الحي الكتاني, أجازني إجازة عامة تامة في جميع مسموعاته ومروياته ومقروآته.
4 – الشيخ الدكتور أحمد بن عبد الكريم معبد, أجازني إجازة عامة تامة في جميع مسموعاته ومروياته ومقروآته.
5 - شيخنا العلامة عمر بن مسعود الحدوشي فك الله أسره, حيث أجازني إجازة موجزة؛ بمعنى أنه وكلني أن أجيز عنه من أراه أهلاً لذلك, ولم يجز هذه الإجازة إلا لزوجته, وللعبد الضعيف, فخصني بالوكالة عنه في الإجازة دون سائر تلامذته, فلله الحمد والمنة.
6 – شيخنا المحدث حسن بن علي الكتاني فك الله أسره: أجازني إجازة عامة تامة في جميع مسموعاته ومروياته ومقروآته.
7 – شيخنا الدكتور هاني السباعي حفظه الله, حيث أجازني في مصادر السيرة النبوية, بعد أن درستها عليه, وطلب مني بحثاً فيها, وامتحنني فيها امتحاناً شفوياً وتحريرياً.
8 – الشيخ ذياب بن سعد الغامدي حفظه الله, حيث أجازني في كتابه: "الوجازة في الأثبات والإجازة", وفي جميع مسموعاته ومروياته ومقروآته.
وغيرهم الكثير؛ بدأً من الباكستان شرقاً, مروراً بالهند, والعراق, والشام, وجزيرة العرب, ومصر, وانتهاء إلى المغرب الإسلامي.
وإني أروي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبر أكثر من ثلاثمائة طريق, فلله الحمد والمنة. حتى قال شيخنا العلامة عمر الحدوشي فك الله أسره عن العبد الفقير: "لو كان البخاري حياً لجعلهم من رجاله، ومن الطبقة الأولى".اهـ نسأل الله أن يجعلني خيراً مما يظنون, ويغفر لي ما لا يعلمون, ولا يؤاخذني بما يقولون.
ومن الطرائف في هذا الباب, أني كما أروي عن الإنس, أروي كذلك عن الجن! وذلك من طريق الشيخ ضياء الحسين رحمه الله حيث يروي بإسناده إلى ملك الجان مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن أبرز من أروي عنهم بواسطة راو واحد:
1 - الشيخ الإمام أحمد محمد شاكر.
2 - الشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي.
3 - الشيخ المحدث عبد الرحمن بن يحيى المعلمي.
4 – الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري.
5 - الشيخ الطاهر بن عاشور صحاب "التحرير والتنوير".
6 - الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني, وهذا ما لم يحدث لأقرب المقربين للشيخ كالحلبي, فلله الحمد والمنة.
7 - الشيخ المحدث عبد القادر الأرنؤوط.
8 – الشيخ المحدث إسماعيل بن محمد الأنصاري.
9 – الشيخ العلامة عبد الله بن عبد العزيز ابن عقيل, شيخ الحنابلة.
10 - الشيخ محمد بن حسن الفزازي, والد شيخنا محمد الفزازي فك الله أسره.
وغيرهم ممن لا يسع المقام لذكرهم هنا..
كما أني أجزت عدداً من المشايخ وطلاب العلم من شتى بقاع الأرض, بكل مسموعاتي, ومروياتي, ومقروآتي, ومصنفاتي, كما أجازني مشايخي, بالشرط المعتبر, عند أهل الحديث والأثر.
هذا بالنسبة عن التحصيل من صدور الرجال, أما بالنسبة عن التحصيل من بطون الكتب, فأنا بحمد الله أقضي ما بين الخمس إلى التسع ساعات يومياً في طلب العلم؛ ما بين قراءة, وكتابة, ومراجعة.. ما لم يشغلني شاغل, هذا في الحرية, أما في الأسر –وهي مدة وجيزة-, فكنت أقضي اليوم برمته في المطالعة, حاشا أوقات الصلوات والنوم والرياضة.
وكنت –ولا زلت- أفضل الليل في الطلب على النهار, ولقد: "قيل لبعضهم: بم أدركت العلم؟ قال: بالمصباح والجلوس إلى الصباح".اهـ [الفقيه والمتفقه 2/103].
وأما التصنيف, فأنا على منهج الإمام ابن الجوزي رحمه الله حين قال: "رأيتُ من الرأي القويم أنَّ نفعَ التصانيف أكثرُ من نفع التعليم بالمشافهة؛ لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين, وأشافه بتصنيفي خلقاً لا يُحصون, ما خلقوا بعد, ودليل هذا أنَّ انتفاعَ الناس بتصانيف المتقدمين أكثر من انتفاعهم بما يستفيدونه من مشايخهم".اهـ [صيد الخاطر ص155]. لذلك فإن وقت التصنيف لدي يأكل وقت التدريس.
وإنني أظن أن الله تعالى وهبني نفساً طيباً في التصنيف والتأليف, -اسأل الله أن يعينني على شكر نعمه- حتى أن أحد مشايخي –وهو صاحب مكتبة يضرب لها أكباد الإبل- شبه أسلوب العبد الفقير في التصنيف بأسلوب الإمامين؛ الغزالي, وابن تيمية –رحمهما الله-. ولا شك أن هذا من مبالغات الشيخ, لعل الدافع لقوله هذا هو الحب.
وقال أحد مشايخي أيضاً –وهو من المعمرين- حفظه الله لما قرأ بعض رسائلي: "وجدت فيها الفائدة، التي سبق ومرت عليّ في الزمن الطويل، ولكنني نسيتها مفصلة، وكذلك ما لم أذكر أنني أطلعت عليه من قبل، ولكن وجدت فيه ما أفادني".اهـ
وقال شيخ آخر بعد أن اطلع على بعض كتبي: قد "حرَّر فيه كثيرا من المسائل العلمية، وقرَّر كثيرا من الدلائل الشرعية، التي تدل على علو كعبه في مسالك الاستنباط، وسبك الحجج عند الاعتراض".اهـ
وقال أيضاً عن ذلكم الكتاب: "لا يقِلُّ قدرًا عمَّا سبقه من كتب أهل العلم الكبار، وهو وإن سُبِقَ إلَّا أنه قد لحِقَ".اهـ نسأل الله أن يجعلني خيراً مما يظنون, ويغفر لي ما لا يعلمون, ولا يؤاخذني بما يقولون.
فكتبت عشرات الكتب والرسائل, منها:
1 - الكوكب الدري المنير, في إبطال حقن التخدير, عن تكفير كل حاكم شرير: وهو عبارة عن إبطال أشهر العوائق التي تصد عن تباحث تكفير الحكام لدى أغلب طلاب العلم, وقد قدمه شيخنا العلامة أبو محمد المقدسي فك الله أسره.
قال شيخنا أبو محمد المقدسي فك الله أسره: "وكتابه هذا ( الكوكب الدري المنير... ) هو واحد من جملة كتب صنفها في رد باطل مرجئة العصر وجهمية الزمان اجتال فيها شبهاتهم واقتلع بها باطلهم من جذوره ونسف بنيانهم من قواعده فخرت سقوفهم التي زخرفوها وأقاموها لستر عورات طواغيتهم ؛ خرت على رؤوسهم ، فالله أسأل أن يتقبل منه سعيه ويرفع بذلك قدره كما سعى في رفع راية التوحيد والجهاد".اهـ [امقدمة الكوكب الدري المنير ص4-5].
2 - القول النرجسي, بعدالة شيخنا المقدسي: وهو في ذكر بعض ما وقفت عليه من ثناء أهل العلم في شيخنا أبي محمد المقدسي حفظه الله, وهذا الكتاب هو الذي استثناه شيخنا فك الله أسره في قوله عن كتب العبد الفقير: "وسننشر له كافة كتاباته إن شاء الله باستثناء كتابا واحدا هو يعرفه".اهـ [مقدمة الكوكب الدري المنير ص4], وقد قدمه شيخنا الدكتور هاني السباعي حفظه الله.
قال شيخنا هاني السباعي حفظه الله: "ومن فضل الله على أخينا الشيخ أبي محمد المقدسي أن رزقه الله تلميذاً باراً به وبعلمه, فقام مشكوراً الأخ المفضال أبو همام بكر بن عبد العزيز بتأليف هذا القول النرجسي بعدالة شيخه المقدسي. وأحسب أن ما كتبه وجمعه الأخ أبو همام ليس تعصباً مذموماً بحق الشيخ المقدسي..".اهـ
إلى أن قال –حفظه الله-: "هذا الكتاب الذي يجمع أقوال أهل العلم في الشيخ أبي محمد المقدسي متعدد الفوائد؛ فالكتاب مفيد إظهار فضل الشيخ أبي محمد للمعاصرين المشككين والمذبذبين الذين لا يطلعون على علم الشيخ المقدسي. ومادة معرفة نافعة للأجيال القادمة بإذن الله تكلم الأجيال الذين قد يهتم طلبة العلم منهم في علم جرح وتعديل العلماء".اهـ [مقدمة القول النرجسي ص6-7].
3 - إيناس الإنسي, بديوان شيخنا المقدسي: وهو عبارة عن جمع لقصائد شيخنا أبي محمد المقدسي فك الله أسره, مع التقديم لها والاختتام.
4 - رشق نبالي, وإشهار سلاحي, على جهالات المدعو "يونس الصباحي": وهو عبارة عن رد على كتيب في الحكم بغير ما أنزل الله لأحد الأقزام من الخليج العربي.
5 - إظلال الغمام, على سيد إمام, من وهج السجن وحر الردود والكلام: وهو عبارة عن التذكير بسابقة الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز, ووضع تراجعاته على طاولة البحث والتدقيق.
6 - كتاب في تكفير بعض طواغيت العرب: في قرابة 200 صفحة, نبين فيه كفر ذلك الطاغوت بإثباتين: 1 – إثبات ما وقع فيه من أعمال. 2 – إثبات أن تلك الأعمال التي وقع فيها مكفرة.
7 - الأضواء القمرية, في الإجابة على الأسئلة المصرية: وهو عبارة عن إجابات مختصرة على أسئلة أحد إخواننا من أرض الكنانة.
8 - المطر الوابل, في إجابة السائل: وهو عبارة عن إجابات على أسئلة أحد إخواننا الجدد على الدعوة المباركة؛ ويحتوي من الرسائل:
أ – "نفح الطيب, في حكم لبس الصليب".
ب – "إضاءة القمر, في إنكار المنكر على العامي وأهل الذكر والأثر".
ت – "المروج, في حكم الخروج".
ث – "القول الزاهر, في حكم قتل المسلم بالكافر".
9 - الصارم المسلول, على أغاليط سامح دلول: وهو عبارة عن رد على مقال لرجل حمساوي اسمه: "سامح دلول", وقد قدمه شيخنا العلامة أبو محمد المقدسي فك الله أسره.
قال شيخنا أبو محمد المقدسي فك الله أسره: "ثم بدا لي بعد ذلك أن أنتخب بعض تلامذتي النجباء وأحبابي الأصفياء للقيام بذلك ليحوزوا على شرف المساهمة في نصرة إخواننا في غزة.. فوقع اختياري على بطل منهم صنديد وفارس من فرسان التوحيد طالما تصدى لشبهات أهل التجهم والإرجاء في بلده وفي غير بلده.. وله في هذا الباب صولات وجولات..
وهو أخانا الحبيب / أبا همام بكر بن عبد العزيز الأثري حفظه الله تعالى
فانتخبته وانتخيته لذلك.. فما كان منه بارك الله فيه ونصر به الدين؛ إلا أن قال لي: "لبيك شيخي فأنا سهم في كنانتك ارم بي حيث شئت".. وإني لأحسبه والله حسيبه سهما صائبا سديدا يمزق شبهات أهل الزيغ والضلال بسلاح الوحيين وبأدلة الشرع".اهـ [مقدمة الصارم المسلول ص4].
10 - كتاب في الغربة والغرباء: كتبته تسلية لأهل الحق في كل مكان, وقد جمعت فيه الآيات القرآنية, والأحاديث النبوية, وصحيح الآثار, وعذب الأشعار.
سلسلة المنقاش لشبه الأوباش:
11 - المنقاش الأول: النوافح المسكية, في نقش شبهة المرحلة المكية: وهو عبارة عن رد على من يستدل بواقع النبي صلى الله عليه وسلم قبل تشريع الجهاد في سبيل الله خلال المرحلة المكية, ويسحب ذلك الواقع على واقعنا اليوم, ويقول: أن لا جهاد اليوم إلا بالكلمة لأننا نعيش المرحلة المكية! وقد قدمه شيخنا الدكتور هاني السباعي حفظه الله.
قال شيخنا هاني السباعي حفظه الله: "وقد أحسن صنعاً الأخ المفضال الهمام أبو همام بكر بن عبد العزيز الأثري في نوافحه المسكية في نقش شبهة في المرحلة المكية؛ موضوع هذه الرسالة حيث استعرض صوراً من شبه المرجفين المرجئين وأجاب فأجاد وإن كنا نود لو أنه توسع قليلاً بغية عموم الخير والفائدة لكن حسبه أنه ساهم بوضع لبنة وما أحسنها لبنة! للذود عن فريضة غائبة حاضرة! من استمسك بها فاز وعز ومن تركها خسر وذل! ويا حبذا نشر هذه الرسائل على طلبة العلم وعموم المسلمين".اهـ [مقدمة النوافح المسكية ص5].
12 - المنقاش الثاني: امتطاء السروج, في نقش شبهة موقف الإمام أحمد من الخروج: وهو عبارة عن رد على من يستدل بعدم خروج الإمام أحمد على حكام زمانه, ثم يسحب هذا الحكم على حكام زماننا, وقد قدمه شيخنا العالم أبو بصير الطرطوسي حفظه الله.
قال شيخنا أبو بصير الطرطوسي حفظه الله: "قد اطلعت على رسالةٍ قيمةٍِ لأخينا الفاضل الهمام أبي همام بكر بن عبد العزيز الأثري, بعنوان: " امتطاء السروج, في نقش شبهة موقف الإمام أحمد من الخروج" فألفيتها رسالة قيمة نافعة في بابها".اهـ [مقدمة امتطاء السروج ص1].
13 - الشهاب اللامع, في الرد على باني الصوامع: وهو عبارة عن رد على محمد حسان في سعيه حثيثاً لبناء كنيسة القديسين المحاربة لله والرسول صلى الله عليه وسلم, وهو لم يُطبع بعد, نسأل الله أن ييسر طباعته.
14 – رسالة في نصرة دولة العراق الإسلامية؛ وهي عبارة عن مناصحة علمية موجهة للشيخ حامد العلي, نبين له بالأدلة الشرعية مشروعية الدولة الإسلامية في العراق, ونفند فيها شبهه التي تفوه بها حول هذه المسألة.
15 - الورطة القوية, للمرجئــة الغوية: وهي رسالة في إفحام وإلجام مرجئة العصر, حيث حصرتهم –بفضل الله- في زاوية, أقسم بالله غير حانث أنهم لا يستطيعون الخروج منها إلا بالتسليم, أو الحيدة!
16 - بزوغ الفجر, بالمحاجات العشر: وهي عبارة عن بيان لبعض المفارقات لدى كثير من الناس, في وقوفهم مع جهاد أهل غزة, وتنكرهم لجهاد المجاهدين في شتى البقاع.
17 - حوار أم خوار: وهي رسالة في الرد على الشيخ محمد ولد الددو في مشاركته للمناظرة المزعومة مع السجناء من أبناء السلفية الجهادية.
18 - الهجر والتقبيح, لأهل الانتخابات والترشيح: وهي رسالة كتبتها بعد أن أحزنني تبسم بعض الإخوة في وجوه النواب المشرعين من دون الله, وربما مصافحتهم, بل ربما الاستحياء من الخروج من خلفهم إن تقدموا للإمامة في مساجد المسلمين.
19 - البرقية, في مصيبة "التعرية": وهي رسالة حول رد الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز على الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله.
20 – فتوى الشيخ الوادعي في حكم الديمقراطية الشرعي: وهي عبارة عن تحقيق لخطبة للشيخ مقبل الوادعي, يتكلم فيها عن حكم الديمقراطية والبرلمانات التشريعية, وهي موجهة لعامة المسلمين الذين لا يتلقون العلم عن مشايخنا.
21 - تذكرة الأبرار, بإحياء سنة الاعتذار: وهي رسالة موجة لشباب هذا المنهج المبارك خاصة, وللمسلمين كافة, ليتخلقوا باللين في أيدي إخوانهم, ويحيوا سنة المبادرة بالاعتذار لتتآلف القلوب على طاعة الله تعالى.
22 - نثر الجواهر, في حكم الدعاء للسلطان المسلم على المنابر: وهي رسالة في قياس الأولى؛ فإن كان السلف قد نهوا –كما تضمنته هذه الرسالة- عن الدعاء للسلطان المسلم على المنابر في خطبة الجمعة, فما بالك بالدعاء للطاغوت على هاتيك المنابر؟!
23 - النجوم البراقة, في نقد كتاب نهج البلاغة: وهي رسالة في بيان حقيقة هذا الكتاب الذي تحتويه رفوف كثير من مكاتب أهل السنة, ويتدارسه كثر من أرباب اللغة والأدب, كما يظن الكثير أنه من كتب أهل السنة المعتمدة.
24 - طلقات البنادق, في رد فتوى الفاسق: وهي رسالة كتبتها لما كثر الطاعنون في أهل الثغور, فأحببت أن أبين للناس أن هؤلاء الطاعنين لا يُحمل عنهم العلم, لأنهم ليسوا أهلاً لذلك.
25 - أدعياء السلفية نساء بعمائم ولحى: وهي رسالة في المرجفين والمخذلين عن الجهاد في سبيل الله, إذ إن القتال –في الجاهلية والإسلام- مفرق طريق بين الذكور والإناث.
26 - (وَدّوا لَو تُدْهِن فَيُدْهِنُون): وهي رسالة في إبراز بعض الصور المشرقة في الثبات على الحق, وعدم التقهقر أو التراجع أمام الإغراء والترغيب.
27 - جبر الرين, في رثاء الجبرين: وهي رسالة في رثاء شيخنا عبد الله بن جبرين رحمه الله.
28 - (وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ): وهي رسالة في الرد على المثلثين في الحكم والتشريع.
29 - تبصير الأحباب, بتعبير"رؤية الكلاب": وهي رسالة في تعبير الرؤيا التي قصها الشيخ أبو النور المقدسي رحمه الله في خطبته الأخيرة.
30 - الحور, وأهل الثغور: وهي رسالة في توجيه المجاهدين للأكمل والأفضل, وهو الاستشهاد لأجل رؤية الله تعالى, والرد على من يلمز المجاهدين باشتياقهم للحور العين, وما أعده الله للمتقين.
31 - السبعية؛ في رد استنكار قتل أسرى الكفار: وهي رسالة مختصرة في الرد على من يكيل بمكيالين؛ فيستنكر قتل الأسرى على أيدي المجاهدين اليوم, ولا يستنكر ذلك على أيدي المجاهدين بالأمس!
32 - جبال فوق الجبال: وهي عبارة عن إشادة بالمجاهدين ومشايخهم في جبال الأفغان الشاهقة.
33 - درس في النحو: وهي رسالة تحريضية مختصرة.
34 - (قل لا أشهد): وهي رسالة في تحذير الموحد من أن يشارك في اللعبة الديمقراطية القذرة.
35 -تنبيه البررة, ببعض صور المجيء للسحرة: وهذه رسالة في تحذير المسلمين من الاتصال بالسحرة بالوسائل الحديثة.
36 - عبرات العبير, في رثاء أمير المؤمنين والوزير: وهي رسالة في رثاء أمير المؤمنين في بلاد الرافدين أبي عمر البغدادي رحمه الله, ووزير الحرب في دولة العراق الإسلامية أبي حمزة المهاجر رحمه الله بعد مقتلهما في إثر مواجهات مع الكفار الأصليين والمرتدين.
37 - وقفات وخواطر, مع ذكر أمير المؤمنين العاطر: وهي رسالة جاشت بها المحبة التي أكنها للشيخ المجاهد أبي عمر البغدادي رحمه الله بعد فاجعة مقتله مقبلاً غير مدبر, نسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء.
38 - كلنا أبناؤك: وهي رسالة أسلي بها شيخي العلامة أبي محمد المقدسي فك الله أسره بعد أن جاءه خبر مقتل ابنه البار عمر في بلاد الرافدين, نسأل الله أن يتقبله في الشهداء ويشفعه في والديه وأهل بيته.
39 - بين البصق والحرق: وهي رسالة في الرد على النصارى في تأليههم من يعتريه ما يعتري المخلوقين.
40 - (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ): وهي رسالة حول عزل الطاغوت حسني مبارك من الحكم, بواسطة ثورة الشباب التي قامت في مصر.
41 - إرشاد الأسود الرابضة, فيما إذا اقتتل الحكام والرافضة: وهي رسالة ترشيدية لشباب المنهج الحق في الدول التي يحتمل أن تنشب فيها معارك بين الحكام المرتدين, والرافضة المجرمين.
42 - القبائل اليمنية, بين النصرة الإسلامية, والنخوة العربية: وهي رسالة مناصحة للقبائل اليمنية, أحثهم فيها على مناصرة المجاهدين وإيوائهم.
43 - صرخات لأهل العزة, في استنقاذ المهاجرة المجاهدة أم حمزة: وهي رسالة مناصرة للأسيرة أم حمزة حسناء بنت علي اليمانية فك الله أسرها, زوج الشيخ المجاهد, وزير الحرب القائد: أبي حمزة المهاجر (عبد المنعم بن عز الدين) رحمه الله وتقبله في عليين.
44 - صغار كبار: وهي رسالة مختصرة في الرد على من عير المجاهدين باصطحاب بعض أبنائهم في ساحات القتال.
45 - غاية المجهود, في نصيحة الشرط والجنود: وهي رسالة مختصرة, لم آلوا فيها جهداً لإخراج هؤلاء القوم من الظلمات إلى النور.
46 - إخسأ فلن تعدو قدرك يا مرجئ: وهي رسالة قديمة في تبكيت المتطاولين على قادة الجهاد في سبيل الله.
47 – المرجان, في إثبات صرع الجان: وهي عبارة عن إجابة مفصلة لسؤال أحد الإخوة من خلال منتدى الأسئلة في منبر التوحيد والجهاد.
وغيرها الكثير مما بدأت فيه ولم أكمله, أسأل الله تعالى أن يعينني على الإتمام. ومن ذلك ما سألت عنه –أخي الحبيب-: "سلسلة بري الأقلام, في تراجم الأعلام" وهي سلسلة كنت أنوي المضي فيها, من باب رفع الهمم, للوصول للقمم, في العلم والعمل, وذلك لما رأيت من تواني بعض الشباب عن طلب العلم الشرعي, والاكتفاء ببعض المرئيات, والسمعيات, والمطويات, ولكني توقفت عن إتمامها لاشتهار تلك التراجم وانتشارها على الشبكة العنكبوتية..
وهناك كتب ورسائل قد كتبتها ولما تبقل لحيتي! مقتدياً بكثير من العلماء الذين صنفوا في سن مبكرة, كالإمام ابن أبي زيد القيرواني (مالك الصغير) حيث ألّف كتابه "الرسالة" وله سبعة عشر عاماً, والشيخ حافظ الحكمي نظم "سلم الوصول إلى علم الأصول" وله تسعة عشر عاماً.. وغيرهم الكثير, من الأولين والآخرين.
ولقد استأذنني بعض الإخوة الأحباب بنشرها, فمنعته من ذلك, ريثما أراجعها, وأستخرج الأخطاء التي تحتويها, ولله در القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني حينما بعث إلى العماد قائلاً له: "إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتاباً في يومه إلا قال في غده لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، هذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر".اهـ [انظر: أول شرح "الاحياء" للزبيدي 1/3].
وقد جرت لي مناظرات ومحاورات مع عدد من رؤوس الإرجاء ودعاته, منهم:
1 – عدنان بن محمد العرعور؛ حول بعض مسائل الإيمان والكفر.
2 – محمود لطفي عامر؛ حول بعض أحكام الجهاد وشروطه.
3 – سعد بن عبد الله البريك؛ حول الاجتهاد والتقليد.
4 - كما طلب مني بعض تلاميذ عبيد الجابري أن أناظر شيخهم الجابري, فقلت للرسول الذي بيننا: "إن عبيداً يقبل أن يُلقي, ولكن لا يقبل أن يَتلقى وهو في هذه السن المتقدمة!" إلا أنني وافقت على مناظرته بأربعة شروط:
الشرط الأول: أن أكون أمامه مناظراً لا تلميذاً.
الشرط الثاني: أن يُقسم الوقت بيننا بالعدل.
الشرط الثالث: أن نتفق على حكم يحكم في تقسيم الوقت فقط.
الشرط الرابع: أن تصور المناظرة.
فلما عُرضت عليهم الشروط رفضوا المناظرة!
وأنا –أخي الحبيب- لا زلت في أول الطلب, أثني عند عدد من العلماء -ممن لا استطيع أن اسميهم- الركب, نسأل الله المضي وعدم التقهقر خشيت التعب, قال الله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)) [طه]. وقال سعيد بن جبير رحمه الله: "لا يزال الرجل عالماً ما تعلم, فإذا ترك التعلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون".اهـ [تذكرة السامع ص27].
ولا أكتمك سراً أني –دائماً- في خلواتي وخلجاتي, أترنم بالقصيد الآتي:
مُنايَ من الدنيا عُلومٌ أبُثها *** وأنشرها في كلِّ بادٍ وحاضرِ دُعاءٌ إلى القرآن والسننِ التي *** تَنَاسى رِجالٌ ذِكرَها في المحاضرِ وأَلزمُ أطرافَ الثغورِ مجاهداً *** إذا هيعةٌ ثارتْ فأوّلُ نافرِ لألقى حمامي مُقبلاً غير مُدبرٍ *** بِسمرِ العوالي والرِّقاق البواتِرِ كِفاحاً مع الكفارِ في حومةِ الوغى *** وأكرمُ موتٍ للفتى قتلُ كافرِ فيا ربِّ لا تجعل حِمامي بغيرها *** ولا تَجعلني من قطينِ المقابرِ [سير أعلام النبلاء 18/206]. آمين, آمين, آمين.
وأخيراً أحب أن أشير لنكتة متعلقة بترجمة العبد الفقير, وهي: أن أعداء هذا المنهج الألمع, من المرتدين وأهل البدع؛ منعوني من أمورٍ كثيرة؛ كعزلهم إياي من إمامة المسلمين, ومنعهم إياي من التدريس في المساجد..إلخ
لقد زادني حبّاً لنفسي أنني *** بغيضٌ إلى كلِ امرئٍ غير طائلِ وأني شقيٌّ باللئامِ ولا ترى *** شقياً بهم إلا كريم الشمائلِ
وهاهو صوت العبد الفقير يعبر القارات, ويصل لشتى المجتمعات, ويُترجم إلى غير العربية من اللغات! على رغم أنف كل حاسد لئيم, و(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)) [المائدة].. نسأل الله أن يستعملنا, ولا يستبدلنا.
هذه ومضات يسيرة, ونبذة قصيرة, عن سيرة العبد الفقير العلمية, وإن كان في العمر بقية؛ وضعنا النقاط على الحروف, وذكرنا من لم نسمه من مشايخنا, وبعض التفاصيل في حياتنا, اسأل الله أن ينفعني وإياكم بها..
وأما عن وصيتي لك أخي الحبيب ومن بطرفك من الأحباب, فإني أوجزها لكم في كلمات, وما أنا لكم فيها بغاش: "عيشوا للدين, وموتوا للدين, وإياكم من موتٍ على الفراش!".اهـ والله ولي التوفيق.
وكتب في: جمادى الأولى 1432 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
|