JustPaste.it
بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

4e74ba5e8a75978988550c3b4450ca31.png

بيان بشأن الشيخ ماجد بن محمد الماجد -تقبله الله-

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
الحمد لله مصرِّف الأقدار، مقدِّر الأعمار، الذي يصطفي للشهادة من يشاء ويختار، والصلاة والسلام على نبيه المختار، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار، أما بعد:
فنعلنُ صابرين على قضاءِ الله، مُضيَّ أميرنا في بلادِ الشام إلى مولاه، بعد أن جاء أجلُه المكتوب؛ فجلَّت الخطوب، وملءَ الحزنُ القلوبَ، ولكن لا نقول إلا ما يُرضِي الله –عزَّ وجلَّ- ؛ فالصابرون هم {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} ، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون. ونسأل الله –تعالى أن يتقبَّل عبدَه ماجد بن محمد الماجد عندَه شهيدًا، وأن يرحمه ويغفر له ويتجاوز عنه، وأن يعظم أجرَه ويكرمه ويعلي درجاته.
ونقدِّمُ العزاءَ إلى أمَّةِ الإسلامِ عامَّة، وإلى السائرين على طريق إعلاء الشريعة خاصةً؛ المجاهدين في سبيل الله في كلِّ مِصرٍ، في وفاةِ سيِّدٍ من ساداتِ الجهاد، وأسدٍ من أسودِ الله، وداهيةٍ من دهاةِ هذه الأمَّة، علمَ فضلَه أقلُّهم، وجهلَه أكثرُهم، ورُبَّ عبدٍ جهله خاصة الناس، وعلمه ربُّهم جل وعلا.
ثمَّ نتقدَّم بالعزاء والثناء إلى أسرتِه الكريمة؛ أمِّه الفاضلة، وزوجِه الصابرةِ، وإخوانِه الأخيار، ونُشهِد اللهَ لكم أنَّ ابنكم ماجدًا كان ماجدًا ساميَ النفسِ نبيلاً، وأنَّه كان بين إخوانِه وأبنائه المجاهدين فريدًا لا مثيل له فيهم في خلُقِه وصبرِه وعقلِه وحكمتِه، فأنعِم بأسرةٍ أخرَجَتْ مثلَه وأكرِمْ، ولتعدَّ بنو تميمٍ ماجدًا إذا عدَّتْ أبطالَها، ولتذكرُه إذا ذكرَتْ مفاخرِها، وليقتدِ به مَن يريد القدوة، ولترتفع به هِمَمُ الشبابِ المؤمِن الحُرِّ؛ الذي تعلَّقت همًّتُه بنصرةِ أمَّتِه.
وكما كان شيخنا –رحمه الله- يردد دائمًا:

عليك سلامُ اللهِ دومًا فإنني              رأيتُ الكريمَ الحُرَّ ليس له عمرُ

ولو كان يخلُد أحدٌ بفريدِ صفاتِه لكان شيخُنا في الخالدين، ولكنَّها سُنَّةُ الله تعالى الجاريةِ على خلقِه بلا محاباةٍ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ، ولكنَّ الخلودَ ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لمن حمل لواءَ الدعوةِ والجهادِ مِن بعدِه، بل هو لهذا الدينِ الذي نجاهدُ في سبيلِ نشرِه ونصرةِ المستضعفين مِن أهلِه، وإذا انقطعَتْ حياةُ امرئٍ بموتِه، لم ينقطعْ ما خلَّفَ مِن عملٍ صالحٍ يجري أثرُه، وكم تركَ شيخُنا من أعمالٍ صالحةٍ عظيمةٍ نحسبُها في موازين حسناتِه، صنعَها في سِنيِّ جهادِه، سنشير إلى قليلٍ منها في هذه النبذة المختصرة عن الشيخ ماجد أبي أسامة رحمه الله تعالى:

هجرتُه وجهاده رحمه الله:
خرج الشيخ ماجد بن محمد الماجد أبو أسامة –تقبله الله- مهاجرًا يقصد العراق وبقي مدةً في سورية، ولم يتيسَّر له دخول العراق، فطلب منه الإخوة الرجوع إلى جزيرة العرب والعمل في الدعم والتنسيق لاستغلال علاقات الشيخ ومعارفه، ثم بعد مدةٍ من عملِه مع المجاهدين في الجزيرة ودعمِ المجاهدين في الساحات ونصرتِهم؛ تابعَتْه الأجهزة "الأمنية" المحاربة لكلِّ جهدٍ دعويٍّ وكلِّ عملٍ في دعمِ الجهادِ لنصرةِ الإسلام والمسلمين؛ فعزمَ على الخروجِ مهاجرًا بدينِه، مفارقًا أمَّه الصابرةَ وزوجَه الوفيَّةَ وولدَه الصغيرَ وأحبابَه وإخوانَه، وما أشقَّ ذلك على النفسِ لولا أن صرَعَ مقتضى إيمانِه في قلبِه محابَّ نفسِه وشهواتِها، نحسبُه والله حسيبه ولا نزكِّيه على الله. وأوجزَ الشيخ –رحمه الله- ذلك بقوله عن نفسه:
"فهذه رسالة من العبد الفقير إلى عفو ربِّه وإحسانه ماجد بن محمد الماجد، المهاجرِ بدينه، التاركِ وطنَه، المفارقِ أهلَه وأحبابه، بعد أن طارده الظالمون يريدون سَجنه بتهمة الإرهاب، وما هو إلا الجهاد في سبيل الله ونصرة المجاهدين الذين خرجوا ينصرون الدِّين، ويغيثون إخوانهم المستضعفين في العراق وأفغانستان:

نَبَزُوهُ بالإرهابِ خَالُوهُ عَابَهُ!           وَما الخَالُ فِي خَدِّ العَذَارَى بِشَائِنِ" اهـ.

فقضى الشيخ –رحمه الله- مدةً من الزمن عاشها في جزيرةِ العربِ مطلوبًا لحكومتِها الظالمةِ مطارَدًا، ثمَّ قصد يمنَ الإيمانِ والحكمة يطلبُ النجاةَ من الظالمين؛ فسار يقودُه اليقين والتوكُّل على الله تعالى، وهداه ربُّه إلى حيلةٍ سافر بها من مطاراتِهم الداخلية وبطائراتهم حتى وصل إلى حدود اليمن، وذلك أنَّه استعمل في الحجزِ اسمَ "ماجد محمد" فلم يعرفوه، وهذا من دهائه –رحمه الله- الذي عرفه به من عامله أو استقرأ أفعاله وتلمَّس معانيها. فيسَّر الله لشيخِنا أمرَه، ولما دخل حدود اليمن اعترضَه ومهرِّبَه في الطريق حرسُ الحدود اليمنيِّ، فأعطوهم ما معهم من مال فلم يحتجزوهم، حتى وصل إلى إخوانِه في يمن الإيمان والحكمة، واستقبلَتْه عائلة أحد قادة المجاهدين، فآووه ونصروه وقاموا على أموره، ورتَّبوا له تنقلاتِه وسفرَه، فجزاهم الله عنه وعن أمةِ الإسلام خيرًا. وفي عام 2006م خرج من اليمن بجواز سفر يمني إلى إحدى بلدات شرق آسيا، على أن يتوجَّه منها إلى سورية، فرفضت الحكومة السورية –البائدة قريبًا بعون الله- إعطاءه تأشيرة دخول سورية، فاختار أقربَ البلاد إليها فكان لبنان، ومن هنا بدأ شيخُنا مسيرةً جديدةً في العطاء والصبر وحسن التوكُّل على الله وعلوَّ الهمة ووضوح الهدف، لم يعقه شيء من العوائق عن نصرة دين الله، ولم يثنه مرضُه ولم يُضعِفْه عن إنشاء أحدِ أهمِّ الأعمال وأصعبِها، وما راءٍ كمن سمع.

العمل في لبنان:
وسنذكر منه ما يسمح الحال بذِكره، فنقول: إن شيخنا قضى سنواتِه في لبنان صابرًا على مرضِه ومحتسبًا؛ يعاني ويألَم، ولكنه يزداد عزيمة وهمةً كأنَّه كان يَنعَم! وكان شيخُنا مدرسةً عملية، ومربِّيًا قدوة لإخوانه، يعجبون من همتِه في نصرة الدين، ومضيِّه في طريق الجهاد، مع صعوبة حاله وأحوال البلاد، لكنَّه كان صابرًا {وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} ، وربَّى إخوانَه على أهمية الصبر للمجاهد في سلوكِه، وفي تصفيةِ إخلاصِه، وفي مباركةِ اللهِ تعالى عملَه، وفي تعظيمِ الله أجرَه، وكان دائمًا على تذكيرِهم بأن جميل الصبر يعقبه حسنُ الجزاء، ويردد لهم دائمًا: من يتصبَّرْ يُصبِّرْه الله، وكان مما لم يفارق لسانَه مدةَ مسيرتِه الجهادية أنَّه يُنشِدْ (والإنشاد غير الغناء) :

فَصَـــــــبرًا وَلاَ تَجْـــــــــزَع لمَا فَعَـلَ القضَـا        وَإِن جَلَّ خَطْبُ الدَّهْرِ وَاسْــــتَفْظَعَ الأَمْرُ
إِذَا حَـلَّ عُــــسْـرٌ فَـــــــاصـْبِـرَن لِزَوَالِـهِ فَـإِنَّ        جَمِيــلَ الصَّــبْـرِ يَتـْبَـــــعــُـهُ اليُسـْــــــــرُ
وَإِن لمْ تُطِقْ صَـــــبْـرًا بِـأَوَّلِ صَـــدْمَـةٍ تَصَبَّرْ        فَإِنَّ الصَّبْرَ يَــأْتِي بِــــــــــــــــهِ الصَّبْـرُ

نعمَ المعلِّم والمربي كان الشيخُ؛ كان يوجِّه إخوانَه ويحرص على ضبط منهجهم الشرعيِّ والدعويِّ، ويصلحُ مناهج فقههم للواقع وتعاملهم معه؛ لعلمه أن العمل لا ينجح ويستدُّ إذا لم تنبنِ الحركةُ فيه على بصيرةٍ شرعية، وفهمٍ دقيق للظروف العامة والخاصة المحيطة بالعمل، كانت هذه سياسته التي ساس بها الكتائب في بلاد الشام، وربَّى إخوانَه على مبادئها، وكان كثير المدارسة مع إخوانِه لتجارب المجاهدين المعاصرة منذ بدايتها ووصولاً إلى الأحداث التي عصفت بالساحة اللبنانية في 2007 و 2008 فقد عايشها الشيخُ وقدَّم فيها هو وإخوانه ما يسَّره الله لهم في نصرةِ إخوانِهم وأهلِهم من هذه الطائفة المظلومة في لبنان، وكانت تلك مرحلة شديدة ذات بلاء لا يعلمه إلا الله على أهل السنة في لبنان عامة والمجاهدين منهم خاصة، وكثرت فيها الاعتقالات العشوائية لكثير ممن لهم علاقة بعمل جهادي أو دعوي على منهج أهل السنة والجماعة، تولى كِبرَ هذه الهجمة الجائرة على شبابِ أهل السنة حزبُ إيران المسيطر على مخابرات جيش لبنان يحرِّكها كيف يشاء، بل كيف تشاء إيران الصفوية أمُّ الحزب؛ تحرِّكه وما تحت يدِه من أجهزة الدولة اللبنانية لمصالحها ومصالح حليفها البعثي في سورية.
وفي تلك الظروف العصيبة، كان شيخُنا يعدُّ مجموعاتِ العمل حتى اكتملَتْ مراحل إعدادِه، وأكرَمَه الله بالانضمام إلى كتائب عبد الله عزام، وبايعَ الإخوة في الشام شيخَهم ومعلِّمهم وقائدهم الشيخ ماجد الماجد بيعةً على الجهاد والثبات على الطريق، والسمع له والطاعة، وإتمام مشروعٍ متكامل الأركان واضح الوسائل والأهداف.
وبدأ الشيخُ مشروعَه بعد دراسة عميقةٍ للظروف الدولية، وظروف لبنان الشرعية والسياسية والاجتماعية، وظروف الوسط الجهاديِّ فيه، رسم مِن خلالِها سياسةً متزنة، يصعد فيها عملُه بخطواتٍ متأنية لا عجلى ولا مبطئة. ويحاول فيه –رحمه الله- نصرةَ هذه الطائفة المظلومة (أهل السنة في لبنان) ، واستنهاضهم ليحملوا لواء دينِهم لواء العزة والكرامة والحرية من الطغاةِ والدفاع عن الحرمات. وكان له في ذلك جهود مباركة بناها على فقه دقيق لأوضاع أهلِه في لبنان. فكان عملُ المجموعات التابعة للكتائب ابتداءً من قصف اليهود، ومرورًا بأعمالٍ كثيرةٍ جهاديةٍ وإغاثيةٍ ودعوية عظيمةٍ يخفَى أكثرُها لمصالح معتبرة، وانتهاءً بإيذانِه حزبَ إيران بالحرب وإعدادِه لها، وقيامِه على غزوةِ السفارة الإيرانية التي أشرف الشيخُ إشرافًا مباشرًا على الإعداد لها وتنفيذِها وإعداد ما تعلَّق بها من أمورٍ إعلامية، فكانت هذه الغزوة المباركة التي أسعدت الملايين من أهل السنة في لبنان وخارجه، وأهانَتْ إيران وحزبَها؛ كانت مسكَ ختام أعمال شيخِنا المباركة، نعني أعمالَه المباشرةَ؛ فإنَّه –رحمه الله- ترك لأعداء الله أمورًا سيرونها، وترك مشروعًا قد اشتدَّ عودُه بجهد شيخنا، واستدَّ مسيرُه بتوجيهاتِه وحكمتِه، ورسخت قدمُه ببعدِ نظرِه وأناته.


فتىً عِيشَ في مَعْرُوفِهِ بَعْدَ مَوتِهِ      كَما كانَ بَعْدَ السَّيلِ مَجراهُ مَرْتَعًا


فنسأل الله أن يجري له حسناتِ ذلك كلِّه، إنَّه جواد كريم.



اشتداد مرضه رحمه الله:
وبعد أن قرَّت عينُ الشيخ بغزوةِ السفارة الإيرانية وإهانةِ إيرانَ في أرضِها "ديبلوماسيًّا" وأحصن مواقع ضاحيةِ حزبها، وبعد فراغه من الإشراف على بعض الأعمال المتعلِّقةِ بالغزوة؛ كانت شدة مرضِه قد ألجأته إلى الرعاية الطبية العالية؛ فبدأ تنقلُّه في لبنان وبين مستشفياته منذ اليوم: 4/12/2013م، وكان منذ دخوله للمستشفيات في غيبوبة فاقدًا وعيَه، وظلَّ يتنقل بحفظِ الله له؛ لم يتمكَّن الحزبُ الإيرانيُّ وأدواتُه من الوصول إليه أو الشعور به، إلى أن اعتقل بتاريخ 27/12/2013م بعد تقارير عن مرضه رحمه الله لا عن طريق مرافقين كما زعم الحزب في إعلامِه، لجهل مرافقيه بشخصيته.
ويُعلَم من هذا كذب ما أشاعه إعلام الحزب عن اشتباك في حاجز الأولي في صيدا بتاريخ: 15/12/2013م من كونه لتهريب الشيخ بعد اعتراض الحاجز لسيارته، فهو كان في ذلك اليوم في يومِه العاشر في المستشفيات في غيبوبته.

وفاته رحمه الله:
d4a7ed07108db840769f79e0bb104d40.png
كان الشيخُ لـمَّا أسرُوه في غيبوبتِه؛ قد ساءت حالتُه وتسبَّب مرضُه في تضرُّرِ عضلاتِه وقلبِه ورئتَيه، وغلب في حزب إيران حقدُ المجوسِ أناةَ الفُرس؛ فأزالوا عنه الأجهزة الطبية التي تجعلُه يتنفَّس، فتوفيَ رحمه الله رحمةً واسعة وتقبله عنده في الشهداء. فادِّعاءُ إعلامِ الحزبِ أنَّهم حققوا مع الشيخ بعد أسره كذب يحاولون تحقيق انتصارٍ معنويٍّ به؛ ولكنَّ اللهَ –بحكمتِه ولطف قضائه- أراد أن يستعملَهم في أن يصلَ الشيخُ إلى أهلِه ويدفنَ عندَهم؛ فأسروه جسدًا لا يشعر بشيء، ثمَّ مات؛ فتيسَّر ذهابُه إلى أهله، فكان هذا نصرًا قدَّمَه الحزبُ مِن حيثُ لا يدري لشيخِنا ولأهلِه، فلله هو؛ نصرَه الله عليهم في غزوة السفارة الإيرانية، ثمَّ نصرَه عليهم ل لـمَّا أسروه ثم فوجئوا بحالتِه ولم يظفروا منه بشيء، ثم نصره عليهم لما استعملهم في رجوعه إلى أهله، فصفعَهم مجاهدًا وصفعهم أسيرًا وصفعهم ميِّتًا. فالحمد لله على توفيقِه وإكرامِه لعبدِه الصالح كما نحسبه.
***
وهكذا؛ قضى الشيخُ نحبه، ولقي ربَّه؛ بعد أن أرسى قواعد مشروع طموح، وبعد أن ربَّى في سنواتٍ رجالاً قادرين –بعون الله- على إدارته من بعده على نفس منهجه. وسيستمرُّ مشروعُه –بإذن الله- في ضرب إيران وحزبِها، واستهدافِ اليهود المعتدين، والدفاع عن أهل السنة والمستضعفين من كلِّ ملة.
مضى –رحمه الله- وأعداؤه الذين طاردوه وأخرجوه من بلاده وفرَّقوه عن أهلِه يتهمونَه بالعمالة لأعدائه الذين بنى مشروعًا للتصدي لهيمنتهم وفجَّر سفارتَهم، وأعداؤه الذين فجَّر سفارتهم يتهمونه بالعمالة لأعدائه الذين طاردوه وأخرجوه من بلاده وفرَّقوه عن أهلِه ثمَّ ضيَّقوا حتَّى في الصلاةِ عليه؛ وكأنَّما أراد الله أن يُعليَ ذِكره بألسنةِ أعدائه، ويوصل رسالتَه إلى أمَّتِه بما يُكذَب عنه، وتكونَ كلُّ تهمةٍ توجَّه له زورًا هادمةً لأختِها، فالحمد لله الذي أعلى ذِكرَ الشيخِ بالبُلهِ من أعدائه.

وإذا أرادَ اللهُ نشرَ فضيلةٍ        طويتْ أتاح لها لسانَ حسودِ

ويكفيهِ أنَّ الله جمع له حسنيين؛ حربُ اليهودِ، وحرب المجوسُ؛ فحسبك بهما إنْ عُدَّتِ المآثرِ أو ذُكِرَتِ المفاخر، وله غيرُهما كثير؛ لكنَّها الحربُ.
وكما كان شيخُنا في حياتِه وجهادِه عزيزًا منصورًا على عدوِّه وأبى اللهُ إلا أن يكون في موتِه وأسرِه عزيزًا منصورًا على عدوِّه؛ كان في حياتِه مربِّيًا قدوةً؛ وأبى اللهُ إلا أن يجعلَه في موتِه كذلك، فكان في موتِه عبرةٌ أنَّ الموتَ بأجلٍ، لا يردُّه جبنٌ وإحجام، ولا يُعجِّل به شجاعةٌ وإقدام، فختم الله له مسيرةَ جهادٍ طويلةٍ بميتةٍ على فراش مرضِه، فلا نامَتْ أعين الجبناء! وكانَ فيه عبرةٌ لمن ثقلت نفوسُهم؛ أنَّه أبَى أن يتركَ جهادَ عدوِّهِ ونصرةَ إخوانِهِ في الشَّامِ لمرضِهِ، وكان يَسَعُه أن يتركَ الجهادَ ويقعدُ للعلاجِ؛ لكنَّه صبَرَ على مرضِه واحتسَبَ سنواتٍ طويلةٍ، حتَّى وصلَتْ حالتُه إلى ما سلَفَ وصفُه، و{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ، فاجزِه اللهم أجرَ هجرتِه، وأجرَ جهادِه، وأجرَ صبرِه واحتسابِه، وأجرَ تعليمِه وتربيتِه لإخوانِه. ونسأل الله تعالى أن يجزي الشيخَ أحسن الجزاء، وأن يعيننا على الخلافةِ والوفاء، وأن يبارك فيما بنى وترك، وفيمن ربَّى وترك، وأن ينفع بما خلَّف من توجيهاتٍ نافعة، وكوادر قيادية ناضجة، وأعمالٍ جاريةٍ عظيمةٍ تكشفها الأيامُ بإذن الله تعالى، وتؤتي ثمارَها نفعًا للناس، وأجرًا لصاحبِها وراعيها والقائم عليها.
52d7e1ead2c9c1abf7b327f52eb60122.png

اللهم ارحم عبدك ماجد الماجد، وتقبله في الشهداء، وأكرم نزله، وأعلِ درجته، واغفر ذنبه، وبارك في عملِه، وثبِّتنا مِن بعدِه، وأصلح ولدَه أسامة، وإخوانَه الذين ربَّاهم، واخلف علينا وعلى أهلِه بخير. اللهم آمين.
وصلِّ اللهم وسلِّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين

 

حساب تويتر الرسمي

https://twitter.com/azzambrigades_

مفتاح للتواصل المشفر عبر برنامج امن المجاهد


3pmLxQb3LxyM11IwafbiRwagithOxPEdKD3q6fMKPEj8eNSmOW GhKQ79K5FHKjHchlEZUvqqDStu
1G4+WdJKg7VOIGGVJBOvyBk0vr/wlA8CdMi8ex/IYI4pbJxGPKKI8uACVHedFYWMh2oC2bGncLBl
oBUk03bUxpVlsMB2wvwLyYm3xAUsSTwdSiX8/Fi0wAbtLxAi7IUJAtsNaBmXnKYZnKqjsaqZz1hL
dRbQUXy8uL2wvTvELPImA2cY3ZQ9zRxFElW97QO7G6E2pAB8dj 2eYQe4yAyNm27D+kJlVrXWd91q
zhDo1IAY5KF9ZR02vXcuTL5lYk0yfhcAiBy9Mcicrzt9ZNqtbK 3+AcHVjdXy7ZQ13tBiWhQpjr/b
vStPSOIm/UtREJUo32Jw0PV16wd5jvdHqt0tunZ6FafkKdHU5Nmw10sglJi pdUdguC1np5kYbR0G
8Gr36/Es9X2b2tj4yRDfpNqEdpitDAmJVRxz99jGQrWJLsT33TErI0VN bB1PF6T+y4pzDfgAPr7V
NPcZvyYhyGXHYicjN/XgqM5Mq0u5slpPNPFGHSnFw/OE2CDcVPNoScV7P38GwKkBOHfJIOrG5g/X
vnK1MTNTUWtVhtp4y7T1rYew0h81MQmiVe3RZCei0w6XX1BjgA ioEMmxOAHqbM9OVM3/WlFBqDA6
ngFyzRETw9fPGqhZWDzgDFm2xF4n1JL8kt6TFK1fwXWYaPhcFQ U+9nt4FQYVrnyxdE/MB+7Op6iL
fuec2OPqVZsPOvgBXrM=



مفتاح التواصل على برنامج أسرار المجاهدين

#---Begin Al-Ekhlaas Network ASRAR El Moujahedeen V2.0 Public Key 2048 bit---
pyHY2z9qR1T5MzRlaHdn5byJRlJm7kb8dLOyTDSN509uyqZJlt
llMTQN2M+lEKL0f3QZ2BVxRu9r9KXCIKot4Ujn2iv+zobUuoIo
SmSAyNo+jUfzHtCmssNLJsbTI7pNC5fIsRvuSwQpFHCr7UyfSJ
LYCaQQpBmcZg5Ybg769zPmNkC05xQtdb5peMuRsEnpKR7usE2p
92Yo3TUURElBgU3fSKc1kQ0gTi5E8LfJrSsfuX2UyiAdbPvKSi
KytsR62s/cyTlPlucNMfDfrQgeJzvOhxXu/eRFnZJ1HD2aliRY
vOTAyJUSS14ywaMhT9VbRwUSnfeqYEKcTuiH6MKC1Hx9D2TBUM
7bqbWvJTcZub+mJX/xH4ET/hC959w7JxH8vOoNEG7hN/vOPZbF
0CbwzHXG4o6pCD/fJ2KXIWo3ZdBByg42tI8Dcw2aQ7g+4GMHnC
BuSlMzMv1tEeCQ/X+LynIs1l73Vg3gZtDCmqVlB5OYwCQDT8sQ
EFzKPj6oLTC+79ojvLLKoyKaybdJS9kgmqhZeDp8EWdNe/FxKv
CTi/teCJYnzDDgEQm9xuCGZuqC02kZX1Gn36lI7HxK3+h3L000
dHh7

#---End Al-Ekhlaas Network ASRAR El Moujahedeen V2.0 Public Key 2048 bit---


إيميلات للتواصل

http://sayat.me/kateebmedia

kateebmedia@yandex.com

 

4e74ba5e8a75978988550c3b4450ca31.png
كتائب عبدالله عزّام

يـوم الإثنين
11 / 3 / 1434هـ
12 / 1 / 2014 م
المصدر: (مركز الفجر للإعلام)

 

المصدر : شبكة الفداء الإسلامية