JustPaste.it

 

كلمة المسؤول العام لتنظيم القاعدة في بلاد الشام

أمير

جبهة النصرة لأهل الشام

الشيخ الفاتح أبي محمد الجولاني حفظه الله

والتي هي تحت عنوان

 

ليتك رثيتني

 

 

 

Embedded image permalink

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد، قال الحق جل في علاه : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلًا)

 

كلمت الشام بفقد الحكيم الرزين، صاحب الخلق والحياء، الأب العطوف والأم الحنون، الصابر المجاهد الكريم الجواد، الفارس النبيل الذي تحيى من النظر إلى عينيه وتهيب مجلسه بين يديه، تاريخ يمشي على الأرض، إرث أمة يحمله بين جنباته، ثلاثة عقود من الجهاد، الشيخ أبو خالد السوري. قاتل النصيرية قبل ثلاثين سنة، ثم طاف في أرض الله يقاتل أعداء الله، أينما حلّت قدماه. صاحب خيرة خلق الله على الأرض، نحسبهم كذلك، صاحب الشيخ أسامة بن لادن والدكتور الشيخ أيمن الظواهري، فضلًا عن صاحب دربه وطريق جهاده الشيخ أبي مصعب السوري، وغيرهم من خيرة الفضلاء من قادة الجهاد وعلماء الأمة.

 

قمة في الوفاء لأصحابه وأمته، وقمة في البذل والعطاء، لم يكن يومًا من الأيام من الأحرار، لا ولا كان من الجبهة بل كان لجميع المجاهدين وعامتهم. رجل للحلول لا رجل للصدام. لقد زارني قبل أيام وتبادلنا أطراف الحديث عن أرض الشام، وهاجت به الذكريات والأحلام، حتى ما عادت تحمله الأقدام. أبا خالد، ليتك رثيتني ولم أرثك، ليتني فارقت الدنيا ولم تفارقها، ليتك سكبت الدموع علي ولم أسكبها

 

ولي كبدٌ مقروحةٌ من يبيعني بها. . . . كبدًا ليست بذات القروحِ

أباها عليَّ الناس لا يشترونها. . . . ومن يشتري ذا عِلّةٍ بصحيحِ

 

 

ألا فلتفخر الأمة بفقيدها، ألا فليرثيه الأدباء والشعراء، ألا فليذكره العلماء وقادة الجهاد، ألا فليدونه التاريخ في أبهى صفحاته.

 

ونقول لقاتليه:

تبت يداكم وتبًّا لما صنعتم، وتعستم وتعس من أمركم وأفتى لكم.

يا أيها المخدوعون ألا علمتم معنى الصحوات ومن هم؟ إن الصحوات في العراق هم الذين تركوا قتال أمريكا والرافضة، وبدأوا يقاتلون المجاهدين مع الأعداء. وأما في الشام، فمن الذي ترك قتال النصيرية وبدأ يقاتل من يقاتل النصيرية؟! أليس لك أن تتسائل كم من موقع من خطوط القتال مع النظام قاتلتم من يرابط عليه ثم لا أنتم أخذتم مواضع الثغور ولا ترطتم من يأخذها؟!

 

إن مشروع الصحوات في الشام كان شبه مستحيل أن يحققه الغرب والعملاء، إلا أن القتال الداخلي الذي تسببتم به فتح ثغرة عظيمة على أرض الشام، وبدأت جدية تطبيق مشروع الصحوات بما يسمى الجيش الوطني. هل سمعتم عن صحوات تطالبكم بتحكيم شرع الله في الخصومة الحاصلة؟ ثم لا تستجيب الدولة الإسلامية وتستجيب الصحوات؟! عجيًا! وما لكم لا تستغلون الفرصة، فإن كان دلائل واضحة على خصومكم أنهم صحوات جلستم إلى الشرع وأخذتم حق الأمة منهم بشرع الله وقد أذعنوا لحكم الله؟!

 

نحن لا ننكر أن هناك جماعات ممن تقاتلكم قد وقعت بردة وكفر كحال الأركان والإئتلاف ومن يقوم على مشروع الجيش الوطني الذي يسعى من خلاله لتثبيت حكومة علمانية والقضاء على مشروع إسلامي راشد، ولكن الأغلب من الجماعات التي تقاتلكم لم يثبت أنها وقعت بردة أو كفر وأن كل ما تطرحونه تجاههم مجرد شبهات وبعض المحرمات التي وقعوا بها التي لا ترقى أن يسقط عليها حكم الردة وينسحب على الحكم قتال واسع تنشغل فيه الأمة عن قتال الأعداء النصيرية والرافضة.

 

وها هي الجماعات التي كفرتموها على جهل واستبحتم دمائها تطالبكم بتحكيم شرع الله عليها وعليكم فمما تهابون؟ وها نحن كجبهة النصرة نضع قيادة الدولة من جديد أمام أتباعها أولًا وأمام الأمة ثانيًا، على محك الشرع الحنيف لنحكم شرع الله على أنفسنا قبل أن نحكمه على الناس، دون أي شرط أو قيد مسبق، وإن كانت الشروط التي ذكرتموها للتحاكم في أصلها شرعي لكن وضعها في غير موضعها هو باطل وغير شرعي، ففي الحديث عن نافع أن رجلًا عطس إلى جانب ابن عمر فقال: الحمد لله والسلام على رسول الله، قال ابن عمر: وأنا أقول الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أن نقول: الحمد لله على كل حال.

 

وريثما يتم ترتيب إجرائات المحكمة تتوقف كل العمليات العسكرية بيننا على حالها وتلغى كل فتاواكم بتكفير الجماعات الجهادية وتتقدموا بما تملكونه من أدلة وبراهين أو حتى شبه إلى العلماء المعتبرين، كالشيخ أبي محمد المقدسي، أو أبي قتادة الفلسطيني، أو الشيخ سليمان العلوان، ثم نأخذ الفتوى من العلماء المعتبرين بحق هذه الجماعات وقتال من أولى، وما يقوله العلماء فهو يسري على الجميع ونحن ملتزمون بفتواهم، وننتظركم أن تردوا بشكل رسمي وخلال خمسة أيام من تاريخ إعلان هذا التسجيل.

 

وإن أبيتم فقد علمتم أننا صبرنا عليكم سنة كاملة من التعديات والتهم الباطلة وتشويه الصور دفعًا لمفسدة أعظم، وتنازلنا لكم عن الكثير من حقوقنا. وتعلمون أيضًا المرّ العلقم الذي ذقتموه على أيدي رجال الشرقية، وتعلمون أننا إلى الآن لم نستنفر الجبهة ولم نترك موضعًا لقتال النصيرية كما فعلت، ووالله لإن رفضتم حكم الله مجددًا ولم تكفّوا بلائكم عن الأمة لتحملن الأمة على الفكر الجاهل المتعدي ولتنفينه حتى من العراق وأنتم تعلمون مئات الإخوة الأفاضل الذين ينتظرون من الأمة إشارة في العراق، فأفيقوا يا جماعة الدولة وعودوا لأمتكم، عودوا لعلمائها وقادتها وأبنائها فهي لن تخذلكم وستغفر لكم خطاياكم وستكملون معها مشروع الأمة على منهج وبصيرة دون إفراط ولا تفريط

 

(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)

 

هذا .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته