و ثيقة " توجيهات عامة للعمل الجهادي " مراجعة أم أصل عند " تنظيم القاعدة "
و ثيقة " توجيهات عامة للعمل الجهادي "
مراجعة أم أصل عند " تنظيم القاعدة "
أثارت وثيقة " توجيهات عامة للعمل الجهادي" الصادرة عن مؤسسة السحاب الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة ، و التي حملت توقيع الدكتور أيمن الظواهريفي شهر شنتبر من سنة 2013 ، ردود أفعال متباينة ، أبرزها القول أن هذه الوثيقة تعبر عن مراجعة و تصحيح قام به تنظيم القاعدة ، إذ تُعبِّر هذه الوثيقة التي حوت على 17 توجيها عن منهجية جديدة في العمل لدى التنظيم ، أبرزها التي تتحدث عن العمليات العسكرية و قتال الأنظمة و الموقف من الشعوب و الطوائف و الحركات الإسلامية و المظلومين في العالم ،و الموقف من غير المسلمين في بلاد المسلمين .
و الحقيقة أن تنظيم القاعدة لأول مرة منذ تأسيسه يُفرد رسالة مستقلة يضع فيها خطوط عريضة لعمله الحركي ، حيث تُعتبر هذه الوثيقة بمثابة دستور لهذا التنظيم موجه لكل فروعه و مؤيديه و المتعاطفين معه، و قد كان المتتبع قبل نشر هذه الوثيقة لا يستطيع الوقوف على المنهجية الحركية للقاعدة إلا من خلال استقراء لكافة الإصدارت المرئية و السمعية و المقروءة الصادرة عنها و عن فروعها .
لكن للتاريخ هذه الوثيقة لا تعبر عن منهجية جديدة لدى التنظيم ، بل إن كل ما صدر في هذه الوثقية هو بالأساس يعبر عن منهجية قديمة لدى القاعدة منذ تأسيسها ، حيث سنعرج على أبرز النقاط الصاردة في الوثيقة التي يُظن أنها تشكل مراجعة في منهج التنظيم و مقارنتها بما صدر عن عنه منذ تأسيسه إلى غاية نشر الوثيقة .
- ففي قضية المواجهة المسلحة مع الأنظمة ،فقد جاء في التوجيه الذي يحمل الرقم 3 في الوثيقة المذكورة : [ عدم الاشتباك القتالي مع الأنظمة إلا إذا اضطررنا لذلك، كأن يكون النظام المحلي يشكل جزءًا من قوة الأمريكان كما في أفغانستان، أو يقاتل المجاهدين نيابة عن الأمريكان كما في الصومال وجزيرة العرب، أو لا يقبل بوجود المجاهدين كما في المغرب الإسلامي والشام والعراق، ولكن يتجنب الدخول في قتال معه كلما أمكن ذلك، وإن اضطررنا للقتال معه فيجب إظهار أن معركتنا معه هي جزء من مدافعتنا للحملة الصليبية ضد المسلمين.]
هذا التوجيه يعتبر أصل عند تنظيم القاعدة منذ تأسيسه ، فالتنظيم يرى أنه لا جدوى في الصدام مع الأنظمة بمفهود صدام النخبة او قتال العصابة إلا من باب الرد و أن الأولوية في إستهداف التحالف الإسرائيلي الأمركي ، فهذا الأمير السابق لتنظيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن في كلمة صوتية تحت عنوان " إعلان الجهاد على الأمريكان المحتلين لبلاد الحرمين" نشرت منذ أكثرمن سبع سنوات يقول: [والذي ينبغي في مثل هذهالحالة أنْ يَبذل الجميع قُصَارى الجُهْد في تحريض وتعبئة الأمّة ضدّ العدوّ الصّائل والكُفْر الأكبر المُخيّم على البلاد والذي يُفسدُ الدّين والدُنيا ولا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه ، ألا وهو التحالف الإسرائيليّ الأمريكيّ المحتلّ لبلاد الحرمين ومسرى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام ، وتذكير المسلمين بتجنّب الدّخول في قتالٍ داخليٍّ بين أبناء الأمّة المسلمة ؛ وذلك لما له من نتائج وخيمة ، ] ، بل هذا ما أكده الشيخ عطية الله الليبي عضو اللجنة الشرعية في تنظيم القاعدة في لقاء مفتوح مع شبكة الحسبة وهي احدى الشبكات التي تنشر مواد تنظيم القاعدة نشر في شهر ماي سنة 2007 حيث قال :[المعروف لديّ وأظن سائر من عرف القاعدة والشيخ أسامة في أفغانستان إلى آخر العهد بهم قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر يعرف أن الشيخ كان لا يرى الاصطدام بالحكومة السعودية ولا غيرها من الحكومات العربية أيضا، هذا معروف عنه مشهور] ،و قال أيضا في نفس اللقاء : [ كان الشيخ –وأظنه لا يزال أيضا حسب ما يظهر من فحوى خطاباته- يرى تحييد هذه الحكومات المحلية ما أمكن ذلك وعدم استعجال الاصطدام بها، بل نضرب الرأس وهو أمريكا، ونوجّه لها كل قوتنا وطاقتنا، وإنما نضرب من لا مناص من ضربه من أذنابها المحليين.] ، و يقول الدكتور أيمن الظواهري في شريط صوتي يحمل عنوان " فجر النصر وشيك " نشر في شهر شتنبر لسنة 2011 ما نصه : [ويزعم الإعلام الموالي لأمريكا أنَّ أسلوب القاعدة في الصدام مع الأنظمة قد فشل، ويتناسى ذلك الإعلام أنَّ القاعدة ومعظم التيار الجهادي قد وصلوا لاجتهاد منذ أكثر من عقدٍ ونصف بترك الصدام مع الأنظمة في الأعمِّ الأغلب والتركيز على ضرب رأس الإجرام العالمي ]
- أما قضية التعامل مع الطوائف و الفرق المنحرفة فقد جاء في التوجيهين رقم 4 و 5 من نفس الوثيقة ما يلي : [عدم مقاتلة الفرق المنحرفة مثل الروافض والإسماعيلية والقاديانية والصوفية المنحرفة ما لم تقاتل أهل السنة، وإذا قاتلتهم فيقتصر الرد على الجهات المقاتلة منها ، عدم التعرض للنصارى والسيخ والهندوس في البلاد الإسلامية، وإذا حدث عدوان منهم فيكتفي بالرد على قدر العدوان، مع بيان أننا لا نسعى في أن نبدأهم بقتال، لأننا منشغلون بقتال رأس الكفر العالمي، وأننا حريصون على أن نعيش معهم في سلام ودعة إذا قامت دولة الإسلام قريبًا إن شاء الله.]
فهذه المسألة قد نبه عنها قادة القاعدة و هي عدم قتال مخاليفهم من الطوائف ما لم يكن هم البادئين ، فقد جاء في كلام الدكتور أيمن الظواهري في جوابه عن موقفه من الشيعة في حوار مفتوح مع رواد المنتديات اجري منذ اكثر من 6 سنوات ما نصه : [موقفي من عوام الشيعة هو موقف علماء أهل السنة، وهو أنهم معذرون بجهلهم. أما من شارك منهم زعماءهم في التعاون مع الصليبيين والاعتداء على المسلمين فحكمهم حينئذٍ حكم الطوائف الممتنعة عن شرائع الإسلام. أما عوامهم الذين لم يشاركوا في العدوان على المسلمين، ولم يقاتلوا تحت لواء الصليبية العالمية، فهؤلاء سبيلنا معهم الدعوة وكشف الحقائق، وتبيين مدى الجرائم التي ارتكبها زعماؤهم ضد الإسلام والمسلمين ] ، و قال أيضا في كتابه الموسوم ب " التبرئة " و الذي نشر سنة 2008 و هو يخاطب نصارى ما يلي : [ الحذر كل الحذر من الوقوف في صف الصليبيين و على رأسهم أمريكا ، و عملائها و على رأسهم حسني مبارك ضد المسلمين ، إن المعركة على أشدها بيننا و بينهم ، فلا تحشرو انفسكم فيها ، نحن لا نريد معركة معكم ] ، و هذا أبو مصعب الزرقاوي الأمير السابق لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين يقول في شريط صوتي بث سنة 2005 ما يلي :[وفي أرض الرافدين طوائف عدة كالصابئة واليزيديين عبدة الشيطان، والكلدانيين والآشوريين، ما مددنا أيدنا بسوء إليهم ولا صوبنا سهامنا عليهم، مع أنها طوائف لا تمت للإسلام بصلة، ولكن لم يظهر لنا أنها شاركت الصليبيين في قتالهم للمجاهدين ولم تلعب الدور الخسيس الذي لعبه الرافضة. ] ، بل إن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أعلن أنه لن يمد يده بسوء على الفصائل الشيعية التي لم تتعاون مع المحتل ، حيث جاء في معرض بيان له نشر سنة 2005 ما نصه [كل طائفة من الشيعة تستنكر جرائم الحكومة على أهل السنة في تلعفر، وغيرها، ولاتعين الاحتلال بوجه من الوجوه فإنها مستثناة من ضربات المجاهدين ، وعملاً بقولهتعالى: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْهُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)، وحيث أن بعض الطوائف أعلنت استنكارها للمجازر فيتلعفر، وثبت للتنظيم بطرقه الخاصة عدم مشاركة طوائف أخرى في هذه المجازر، وعدم معاونة طوائف أخرى للمحتل، وتنديدهم بجرائمه، كالتيار الصدري والخالصي والحسني،وغيرهم، فقد قرر التنظيم عدم التعرض لرموز وعوام هذه الطوائف بأي شيءمن الأذى، ما لم يكونوا هم المبادرين. ]
- و فيما يخص التفجيرات في الأماكن العامة مثل المساجد و الأسواق و التجمعات و ما يتبعها من سقوط عدد كبير من القتلى و خسائر في أموال و ممتلكات المواطنين فقد أورد تنظيم القاعدة في وثيقته توجهين يحملان رقم 8 و 9 جاء فيهما ما يلي :[ الامتناع عن إيذاء المسلمين بتفجير أو قتل أو خطف أو إتلاف مال أو ممتلكات. الامتناع عن استهداف الأعداء في المساجد والأسواق والتجمعات التي يختلطون فيها بالمسلمين أو بمن لا يقاتلنا.]
هذه القضية كانت دائما مدار حديث قادة القاعدة حي كانوا دائما ما ينبهون إلى رفض التنظيم لمثل هذه الأعمال و عدم إقراره لها مهما كان فاعلها ، حتى و لو كان ممن ينتمي للتنظيم ، فهذا مصطفى أبو اليزيد أحد مؤسسي تنظيم القاعدة و قائدها العسكري في أفغانستان قبل مقتله في غارة امريكية يقول جوابا عن سؤال وجهته له قناة " جيو " الباكستانية في صيف 2008 حول مسؤولية القاعدة عن محاولة إستهداف وزير الداخلية الباكستاني السابق " شيربا " في أحد المساجد حيث أجاب قائلا : [الحمد لله قد أصدرنا بيانا بعد هذه الحادثة و رددنا فيه بقوة أننا لم نقم بهذهالعملية وأننا لم نرض بها ولا نراها صوابا. وقد وضحنا لمن ينتسب إلينا أن مثل هذهلا تجوز في الشرع وأنه يجب على المجاهدين تجنب الأماكن التي يجتمع فيه العوام،وخصوصا المساجد لأنها محترمة ومقدسة. بالتالي يجب تجنب العمليات في مثل هذهالأماكن. ... وأود أن أقول بأنا مثل هذه العمليات التيتستهدف المساجد والأماكن التي يجتمع فيها المسلمون قد يكون ورائها الأجهزة السريةلتشويه الجهاد،] ، بل إن تنظيم القاعدة أصدر بيان في خريف 2007 يوضح موقفه من مثل هذه العمليات، فقد جاء في معرض ذلك البيان ما يلي : [فإننا في تنظيم قاعدة الجهاد نؤكد أننا نبرأ من قتل المسلمين بغير حقٍّ حيث كانوا ،ولا سيما المصلون في بيوت الله، وإن حادثة التفجير التي وقعت قبل بضعة أيامٍ في أحدمساجد "جهارصدا" في مدينة بيشاور لا علاقة لنا بها ولم نأمر بها ولمنرضها ، ونؤكد أننا نجتنب ضربَ أهدافنا في المساجد والأماكن العامة المزدحمةبالمسلمين وننهى عن ذلك ، حرصاً على دماء المسلمين واحتراماً لحرمة المساجد ، وكمتركنا من هدفٍ مشروع وكم أوقفنا من أعمالٍ مراعاةً لهذه الحرمات ] ، و يقول عضو اللجنة الشرعية لتنظيم القاعدة الراحل عطية الله الليبي في شريط مرئي بث في شهر مارس من سنة 2011 : [نؤكِّدُ على تبرُّئنا الكاملِ مِن أيِّ عملياتٍ تستهدفُ المسلمينَ سواءٌ في مساجدِهم أو أسواقِهم وطرقاتِهم أو تجمّعاتِهم, وأنّ تنظيمَ قاعدةِ الجهادِ مُمثّلاً في قيادتِه وعبرَ بياناتِه وعبرَ متحدثيه قد أكّدَ هذا الأمرَ مِرارًا, وبيّنّا هذا الأمرَ من منهجنا وطريقِنا ودعوتِنا, وأوضحنا أننا ننظرُ إلى شعوبِنا الإسلاميةِ على أنها شعوبٌ مغلوبةٌ على أمرِها ] ، و معلوم ان اكثر فروع التنظيم إتهاما بالقيام بعمليات تفجير في الأسواق و الأماكن العامة هو فرع العراق ، حيث يقول على لسان احد قيادييه وهو " أبو مسلم العراقي " في شريط مرئي بث سنة 2005 : [ و في محولة للتغطية على حجم الخسائر الفادحة التي حلت بهم ، قام العدو بتفجير سيارات مفخخة في الأسواق العامة و وسط جموع المدنيين في محاولة منه لتشويه صورة المجاهدين ، و للتعتيتم على خسائره ، و يعلم الله أن المجاهدين لا يجترؤون على دم مسلم معصوم ، حشا و كلا ، بل هم أصل ما خرجوا إلا للدفاع عن المسلمين و الثأر لأعراضهم ]
- أما قضية الموقف من الجماعات الإسلامية الأخرى فقد إشتملت الوثيقة في التوجيه الذي يحمل الرقم 11 ما نصه : [الموقف من الجماعات الإسلامية الأخرى.- نتعاون فيما اتفقنا فيه، وينصح بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه.- الأولوية في المواجهة مع أعداء الإسلام وخصومه، ولذا لا يجب أن يخرجنا الخلاف مع الجماعات الإسلامية الأخرى إلى الانصراف عن مواجهة أعداء الإسلام وخصومه عسكريًا ودعويًا وفكريًا وسياسيًا.- نؤيدهم ونشكرهم على كل عمل وقول صحيح يصدر منهم، وننصحهم في كل خطأ يبدر منهم السر بالسر والعلن بالعلن. مع الحرص في الرد والنصح على بيان الأدلة بمنهج علمي وقور، بعيدًا عن التجريح الشخصي والمهاترات، فإن القوة في الدليل وليست في الهجاء.]
فهذا الموقف عبر عنه تنظيم القاعدة في أكثر من مناسبة ، فعلى سبيل المثال حركة المقاومة الفلسطينية " حماس " هذه الحركة هي حركة تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين و هي على خلاف كبير مع تنظيم القاعدة ، و مع ذلك فإن التنظيم دعا إلى تأييدها إذا أصابت و نقدها إذا أخطات ، يقول الدكتور أيمن الظواهري جوابا على سؤال وجه له في لقاء مفتوح نشر سنة 2007 حول من يساوي بين حماس و فتح ، و تكفير بعض الجهات لقادة حماس ، فأجاب قائلا : [لا أوافق من يساوي بين حماسٍ وفتحٍ، فحماس حركةٌ تؤكد على انتمائها للإسلام، بينما فتح حركةٌ علمانيةٌ، ولا أوافق على تكفير قادة حماسٍ، فتكفير الأعيان مسألةٌ خطيرةٌ، لا بد فيها من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع، وأنصح إخواني بترك هذه المسألة، والتركيز على تأييد حماسٍ إن أصابت، ونقدها إن أخطأت بأسلوبٍ علميٍ دعويٍ منصفٍ. ] ، و يقول عطية الليبي في لقائه مع منتديات الحسبة نشر في شهر ماي من سنة 2007 ما يلي : [وعليه فإن صمود حركة حماس أمام الابتزازات والمؤمرات الدولية والداخلية محسوب لها ومن حسناتها، وأعظم من ذلك جهاد أبنائها وتضحياتهم العظيمة المشرّفة، وحسنُ بلائهم في سبيل الله تعالى، كل ذلك من الخير المحسوب لأهله، والذي نرجو من الله تعالى أن يتقبل منهم ويكرمهم في الدنيا والآخرة.] ، بل إن كثير من المتابعين غاب عنه أن حركة طالبان و التي اعلن الدكتور ايمن الظواهري موالاته لها ، هي على خلاف فكري مع القاعدة فهي تنتمي للمدرسة الديوبندية ، وهي حركة فيها بعض التصوف ، و تتبنى العقيدة الماتريدية و هي لا تختلف عن العقيدة الأشعرية إلا في امور طفيفة ، و تعتمد الفقه الحنفي في الفروع خلافا لتنظيم القاعدة التي ينتمي للمدرسة السلفية ، يقول ابو مصعب الزرقاوي في حوار اجري معه قبل مقتله سنة 2006: [ ها هم الطالبان مثلاً المعروف عنهم أنهم ماتُريدية خريجو المدرسة الديوبندية وهؤلاء من المعروف عنهم أنهم لا يقبلون إلا بتحكيم شرع الله وقاتلوا في سبيل الله ووقفوا بوجه طغيان أمريكا، وعندهم بعض الأخطاء ونعلم بهذا ولكن هم عندي خير من أصحاب العقيدة الصحيحة من (علماء الجزيرة)الذين بايعوا الطاغوت عبد الله بن عبد العزيز بل أي عقيدة صحيحة يحملون ومن هو الأفضل عند الله تعالى؟ ملا محمد عمر أم هؤلاء؟ بل ملا محمد عمر خير من ملئ الأرض من أمثال هؤلاء. ] ، و يقول ايضا في ذات الحوار : [ومثال آخر الشيخ عبد الله الجنابي هو صوفي نخالفه ولا نتفق معه ومع هذا كان الشيخ أبو أنس الشامي رحمه الله يقبل رأسه وكنا نرجو فيه خيراً ونطمع أن نجلبه إلى طريق السلف وقد أهدى له الشيخ أبو أنس إحدى مؤلفات الشيخ ابن تيمية فماذا نريد من الرجل إذا كان رافعاً لراية الجهاد داعياً لقتال أعداء المسلمين فهو عندنا والله خير من المثبطين القاعدين عن الجهاد ] .
- أما قضية نصرة المظلومين في العالم سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين ، فقد جاء في الوثيقة المذكورة في التوجيه رقم 15 ما يلي : [الانتصار للمظلومين والمستضعفين مسلمين أو غير مسلمين ممن ظلمهم واعتدى عليهم، وتأييد وتشجيع كل من يساندهم ولو كان من غير المسلمين.]
فهذه القضية قد تواترت عن الزعيم السابق للقاعدة اسامة بن لادن ، ففي كلمة صوتية تحمل عنوان " السبيل لأنقاذ الأرض و التي بثت منذ أكثر من 5 سنوات ، قال : [أما المجاهدون، فسيواصلون بإذن الله قتالهم للظالمين في العراق وأفغانستان، إحقاقاً للحق وإبطالاً للباطل ونصرةً للمسلمين ولا سيما في فلسطين، ودفاعاً عن المستضعفين والمنكوبين في أسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، الذين لا حول لهم ولا قوة. ] ، و هذا الدكتور أيمن الظواهري في شريط مرئي يحمل عنوان " العدوان الصهيوصليبي على غزة ولبنان" بثت منذ أكثر من 8 سنوات يقول فيه : [ أما أنتم أيها المستضعفون المظلومون في العالم، ضحايا الحضارة الغربية الطاغية الباغية وزعيمتها أمريكا، فقفوا مع المسلمين في مواجهة هذا الظلم الذي لم تشهد البشرية مثله، قفوا معنا فإننا نقف معكم ضد الظلم والطغيان، الذي حرمه ربنا في كتابه فقال: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ}، قفوا معنا حتى ترد الحقوق لأصحابها ويسقط رمز الظلم في تاريخ بني البشر.] .
نستخلص مما سبق أن هذه الوثيقة لا تعبر عن منهج جديد لتنظيم القاعدة ، بل هي استمرارية لمنهج قديم ، و لعل إفراد القاعدة وثيقة مستقلة تعبر عن منهجيتها الحركية ، جاء بعدما راج في الإعلام قيام بعض الجهات بأعمال تتنافى مع تلك المنهجية و تُنسب خطأ للتنظيم .
يوسف المرابطي