JustPaste.it

عبارة "لايفتي قاعدٌ لمجاهدٍ" ليست على إطلاقها، وإنما مراد القائل لها : أن المفتي يجب أن يكون عارفا بواقع ما يفتي فيه ومَن يفتي لهم، فمن لم يكن عارفاً بالجهاد مجرباً له أو كالمجرب له بقربه منه ومن أهله وبمتابعته لشؤونه وحسن العلاقة به، فلا يستطيع أن يفتي في أمور الجهاد، وإذا فعل فسيخطئ كثيراً ولن يوثق به.!

ولهذا قال شيخ الإسلام : والواجب أن يُعتبر في أمور الجهاد برأي أهل الدين الصحيح الذين لهم خبرة بما عليه أهل الدنيا ، دون أهل الدنيا الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين، فلا يؤخذ برأيهم ولا برأي أهل الدين الذين لا خبرة لهم في الدنيا".اهــ

وقد يقصد بعض الناس بالعبارة المذكورة أن يقولوا إن القاعد عن الجهاد قعوداً غيرَ معذورٍ فيه، كالمتخلفين القاعدين عن الجهاد الواجب المتعيّـن عليهم ، وكالمثبطين عن الجهاد والمرجفين والمخذلين من أهل الدعة والقعود والراحة وحب السلامة ، ومن المنافقين العليمي اللسان وأشباههم لا يفتون للمجاهد في سبيل الله، ولا يُــسمع لهم قولٌ في مسائل الجهاد، وهذا حق بلا شك.!

وإذا كان العالـِـمُ معذوراً في قعوده وهو من أهل الخير والصلاح والنصح للمسلمين، فلا يشمله ذلك، وله أن يفتي ويتكلم بما يريه الله ، بشرط أن يكون عارفا بأحوال الجهاد والمجاهدين كما قلنا في أول الكلام.

والله أعلم .

[ أجوبة لقاء منتديات حسبة مع الشيخ عطية الله - ص351/352 ]