JustPaste.it

عاجل رسالة جديدة لأبي المنذر الشنقيطي نصرة للمجاهدين


عاجل رسالة جديدة لأبي المنذر الشنقيطي نصرة للمجاهدين


فتاوى بلا طيار ..!
لفضيلة الشيخ
أبو المنذر الشنقيطي
حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
منذ أن كان المجاهدون جماعات صغيرة وفتاوى الشيوخ تعارضهم وتعرقل عملهم وتجيش الناس ضدهم.
لم يعبأ المجاهدون بهذه الفتاوى المخذلة عن الجهاد والمنفرة عن أهله, بل توكلوا على الله وأكملوا مسيرة جهادهم..
لكن تلك الفتاوى ظلت تلاحقهم , وتركض خلفهم لتصد الناس عنهم,كما كان أبو لهب يركض خلف النبي صلى الله عليه وسلم ويقول للناس : لا تصدقوه فإنه كذاب ومجنون .
ولم يختلف الأمر حتى بعد ما مكن الله للمجاهدين وأعلنوا عن قيام دولة إسلامية وأصبح لهم إمام وراية ..
لقد ظن المجاهدون أن أصحاب الفتاوى السلطانية سيكفون ألسنتهم لأن الشروط التي كانوا يشترطونها للجهاد كالإمام والراية ويزعمون أن الجهاد معدوم لانعدامها أصبحت اليوم موجودة مع الإعلان عن الدولة ..
لكن المفاجأة كانت أن هؤلاء الشيوخ هم أول من اعترض على قيام الدولة ورفض إحداث البيعة واعتبرها باطلة غير نافذة ..!
بل زعم بعض الشيوخ - ويا للعجب- أنه لا يشرع إحداث البيعة أثناء الحرب وأن الإمارات الموجودة الآن ما هي إلا إمارات حرب ..!
فيا سبحان الله ..لكأن هؤلاء الشيوخ يلعبون على جدلية "الدجاجة والبيضة أيهما الأول ؟" !!
قالوا بالأمس : لاجهاد بلا إمام ولا راية ..
فلما جاء الإمام والراية قالوا : لا يشرع نصب الإمام حتى ينته الجهاد !!
ما كان بالأمس شرطا للجهاد أصبح اليوم ممنوعا بسبب الجهاد !
كيف يتحول المشروط إلى مانع بين عشية وضحاها ؟
وماذا يفعل الطالب حين يكتشف أن جميع احتمالات الإجابة خاطئة , سوى القول أن الأستاذ مصر على رسوبه في الامتحان ..!
ما معنى أن توجد دولة شرعية مبايعة من طرف المجاهدين في العراق فتقوم بإطلاق شرارة الجهاد في بلاد الشام والتصدي لعدوان النصيرية وطردهم من بعض المناطق ثم يدعي بعض الشيوخ أن هذه ليست دولة ولا بيعة شرعية وإنما هي إمارة حرب !
بأي حق وبأي منطق تزعم هذا الزعم يا فضيلة الشيخ ..؟
إذا كان أهل الحل والعقد الذين بايعوا أمير الدولة بايعوه على الإمامة العامة وسموها دولة , فكيف يتأتى لك القول بأنها مجرد إمارة حرب ؟
أو تظن أنهم سموها دولة فقط من باب التفاؤل ؟
إن القول بمنع نصب الإمام أثناء الحرب قول باطل لا دليل عليه من كتاب أو سنة بل هو مصادم للكتاب والسنة ..
وقائل هذا الكلام هو أعرف الناس ببطلانه ..!
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا عليهم أحدهم" ..فيقول بعض الشيوخ إذا كنتم في حرب مع العدو فلا تؤمروا أحدكم ..!
يقول النبي صلة الله عليه وسلم : "من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" ..
فيقول بعض الشيوخ : قاتلوا بلا بيعة شرعية وموتوا ميتة جاهلية !
كيف تأتي يا فضيلة الشيخ بما هو مصادم للكتاب والسنة ثم تقول :هذه فتوى ؟
ألست تعلم أن الفتوى توقيع عن الله ؟
أو تزعم أن الله تعالى نهى عن نصب الإمام في حالة الحرب ورخص في الفرقة في هذه الحال ؟
إذا كانت المعركة طويلة ومستمرة – كما هو الواقع- فكيف يظل المجاهدون طيلة هذه الفترة بلا بيعة ولا إمام ؟
******
كل من يدعو إلى ترك البيعة فكلامه مرفوض ومخالف للكتاب والسنة ..
وكل من يتصدى للبيعة ويسعى إلى إبطالها أو تأخيرها فهو داعية للفتنة ومنظر لها ..
هؤلاء الشيوخ الذين يرفعون أصواتهم بانتقاد الدولة زاعمين أنهم يريدون درء الفتنة هم الذين صنعوا الفتنة وساهموا في انتشارها .
هل هناك فتنة أعظم من أن تقول للناس ابقوا متفرقين بلا راية ولا إمام ؟
هاهم يا فضيلة الشيخ قد بقوا متفرقين لكل عشرة راية وزعيم .. فكيف ستجمع هذه الجماعات المتناثرة بعد أن فرقتها بفتواك المخالفة لمحكمات الشرع ؟
أحد الشيوخ صاح على المجاهدين : تفرقوا ..
ثم جاء يولول محذرا من الفتنة..!
ألست أنت الذي صنعتها بفتواك المنمقة ؟
يداك أوكتا وفوك نفخ ..!
كم من مسلم اليوم رفض البيعة الشرعية وهو يدعى إليها ومات ميتة جاهلية بسبب فتواك ..
كم من مسلم كان يمكن أن يكون جنديا من جنود الدولة فصار بسبب فتواك ندا لها ومحاربا ..
يا من حاربتم الدولة بفتاواكم أنتم من صنع هذه الفتنة .. واعلموا أنها ستستمر لا محالة طالما المسلمون جماعات متفرقة ..
نعم سوف تنشأ جماعات فسيفسائية كل منها يدعي أن له الحق في تقرير مصيره .
وكل منها يفسر تدخل الدولة في بلاد الشام على أنه تغول وبحث عن السلطة كما قال المرتدون في زمن الصديق رصي الله عنه .
إن الدولة الإسلامية هي الفرصة الوحيدة للاجتماع ..
والبيعة على الإمامة هي وحدها التي تجمع المسلمين ..ومن لا بيعة لهم فلا جماعة لهم .
لقد اتفق أهل العلم على وجوب نصب الإمام , واتفقوا على أن نصبه واجب على الفور لا على التراخي ..
واتفقوا على أن مبايعة الإمام بعد نصبه فرض على كل مسلم ..
ولا يوجد دليل من كتاب أو سنة يدل على أن بيعة الحرب تنوب عن البيعة العامة أو تقوم مقامها .
وبالتالي فكل الجماعات التي تجاهد بلا بيعة عامة مع قدرتها على المبايعة عاصية بترك البيعة , ويتضاعف إثمها مع وجود الإمام المبايع ورفضها لمبايعته .
لقد أيقن المجاهدون بأنه لا ثمرة لجهادهم إذا لم يكن مشفوعا بتأسيس دولة إسلامية ,أما ان يقاتل المجاهدون ويأتي العلمانيون لقطف ثمرة جهادهم فهذا ما اضر بالأمة طيلة العقود الماضية .
فلا بد من قطع الطريق على كل الطفيليين الذين يريدون استغلال الجهاد لأهداف غير إسلامية .
ولهذا قام المجاهدون في الدولة الإسلامية بالمبادرة إلى هذه البيعة استجابة لأمر الله تعالى وعقدا لرابطة الدين التي تجمع المسلمين, فواجب على بقية المسلمين مؤازرتهم ومتابعتهم والاستجابة لبيعتهم .
والغريب العجيب أن الشيخ الذي تجاهل بيعة الدولة الإسلامية ووجودها ناقض نفسه لأنه قال بمشروعية نصب الإمام بشرط أن يكون ذالك عن طريق شورى بين جميع الفصائل الموجودة على الساحة ..وقد كانت هذه هي الطريقة التي تم إعلان الدولة الإسلامية في العراق من خلالها عن طريق مجلس شورى المجاهدين ..
فهل يقر الشيخ بشرعية الدولة الإسلامية في العراق أم سيناقض كلامه ويرفضها ؟
إذا كانت الدولة الإسلامية دولة شرعية قبل أن تولد جميع الفصائل الحالية في الشام فهي لا تحتاج إلى إذن منها , بل الواجب على هذه الفصائل الوليدة الدخول في بيعة الدولة بشكل فوري وبلا تأخير ..
وإذا لم يكن هذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : "فوا ببيعة الأول" فما هو معناه إذن ؟
الشيوخ للأسف يعرفون هذا ..ولكن الهوى غلب على النفوس فأنكرت المسلمات ..!
هاهم اليوم يحاولون إقناعنا بوجوب الاعتراف بشرعية الحاكم المبدل لشرع الله والموالي لأعداء الله والمحارب لدين الله !!
إذا تعلق الأمر بكفر الحكام من آل سعود فإن هيئة كبار العلماء تتحول إلى أطفال صغار لا يعرفون المسلمات العقدية في باب الإيمان والكفر ..
وأخيرا جاء أحد الشيوخ المكلفين بمحاربة الدولة الإسلامية ليقول لنا : إن هذه الدولة تتحاكم إلى الطاغوت !!
طيب.. يا فضيلة الشيخ إذا كنت تعتبر كلامك هذا "كلمة حق عند سلطان جائر" , فهلا حدثتنا عن حكام آل سعود الذين يتحاكمون إلى الطاغوت قبل أن تولد الدولة الإسلامية؟
الحق أن عدم الاعتراف بالدولة هو جزء مهم من الاعتراف بشرعية آل سعود , لأن المحصلة النهائية للاعتراف بالدولة الإسلامية هي الكفر بشرعية النظام السعودي ..
ولهذا دخل النظام السعودي في مواجهة الدولة الإسلامية بشكل واضح , فالفصائل التي تحارب الدولة الإسلامية تم إنشاؤها وتدريبها وتمويلها من طرف النظام السعودي ..
والفتاوى التي تقصف المجاهدين تنطلق من بلاد الحرمين كما كانت الطائرات الأمريكية تنطلق من قواعدها الجوية في بلاد الحرمين لقصف إخواننا في العراق .
والإعلام السعودي والقطري أصبح اليوم بمثابة الناطق الرسمي باسم الفصائل المحاربة للدولة الإسلامية .
والخطة المطبقة لمحاربة المجاهدين في مختلف الأماكن اليوم تعتمد على عدة أجنحة :
1- عملاء في الميدان يحاربون المجاهدين , قد يكونون جيشا نظاميا , وقد يكونون بعض الجماعات التي ترفع شعارات إسلامية.
2- طائرات أمريكية بدون طيار تقصف الأهداف التي يحددها العملاء .
3- فتاوى سعودية تحرض على المجاهدين وتبرر الحرب ضدهم وتضفي الشرعية على العملاء.
4- إعلام سعودي وقطري يزور الحقائق ويشوه صورة المجاهدين ويجيش الرأي العام ضدهم .
وإذا أردت أن تعرف كيف يقوم الإعلام بتحويل الضحية إلى جلاد فانظر إلى ما يقوم به الإعلام السعودي والمصري من تشويه لكل المعارضين للسيسي واتهامهم بالإجرام ..يناقضهما الإعلام القطري في هذه المسألة , لكنه يتفق معهما إذا تعلق الأمر بتشويه الدولة الإسلامية..
حتى الصورة التي يظهرها هذا الإعلام لحزب إيران الشيعي تبدوا أنقى بكثير من الصورة التي يحاول إبرازها للدولة الإسلامية ..
بل لا يتم تناول هذا الحزب الشيعي في البرامج الحوارية إلا بعد استضافة من يدافع عنه ويتبنى وجهة نظره ..
أما البرامج الحوارية التي تتحدث عن الدولة الإسلامية فلا يستضاف فيها إلا أعداء الدولة إضافة إلى مقدم البرنامج الذي يكون في الغالب هو الأشد عداء ...
في نظر الجزيرة ليس هناك من هو أشد إجراما من السيسي الذي يقتل كل يوم عددا جديدا من المتظاهرين ..
ومع ذالك فإن قناة الجزيرة التي تتابع هذا الإجرام وتفضحه تقوم في كل البرامج الحوارية باستضافة أحد المدافعين عنه , حرصا منها على الظهور بالمهنية والحياد ..
لكن الجزيرة لا تكلف نفسها حتى محاولة الظهور بالحياد والمهنية إذا تعلق الأمر بالدولة الإسلامية ..
إذا أردت فحص مهنية الجزيرة فلن تجدها إلا عجوزا شمطاء !!
سلها ..عن قصة يقال لها "مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية" !
سلها ..عن شيخ يقال له "أبو النور" !
أقبح بوجه العجوز إذا تذكرت ذالك الشيخ !!
كانت الجزيرة في تلك الجريمة غائبة لا تحس لها حسا ولا تسمع لها ركزا ..
وعلى ضخامة أرشيف الجزيرة فأنا على يقين من أنه لن يحوي أي مشاهد عن مجزرة مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية ..
والجزيرة دائما مع الإنسان !!
كانت الجزيرة عن تلك الجريمة غائبة أو مشغولة ..
أما إذا تعلق الأمر بالدولة الإسلامية فهي حساسة ومنتبهة لا تترك صغيرة ولا كبيرة ..
تعد لها الجرائم عدا وتنشر أمام الملايين كلما جادت به خواطر وتصورات أحرار الشام عن الدولة الإسلامية !
أقرأ قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} ,فاقول : لكأنما نزلت هذه الآية لتحذر من الجزيرة !
ليت المشاهدين تذكروها عند بداية كل نشرة ..
تعتقد الدوائر القانونية للجزيرة أن الأصل في جماعة الإخوان هو البراءة حتى تثبت عليها الجريمة ,وأن الأصل في الدولة الإسلامية هو الجريمة حتى تثبت البراءة ..
واليوم أصبحت الجزيرة هي الذراع الإعلامي لجبهة احرار الشام !
وهي السيف المصلت على دولة الإسلام ..
تنسحب الدولة الإسلامية من مقراتها ..
تتابع الجزيرة اخبار الدولة لأول مرة ..
تقرأ المذيعة الخبر ونشوة النصر تتراقص في عينيها ..!!
تحرص الجزيرة على التكرار والتكرار والتكرار لكل التهم التي يوجهها أعضاء أحرار الشام إلى الدولة الإسلامية بغض النظر عن صحتها أو عدمها ..
لكنك لن تسمع لها حديثا عن الجرائم التي تقوم بها أحرار الشام ضد المهاجرين والمنتسبين إلى الدولة الإسلامية .
الجزيرة لديها من أساليب الكذب والحيل ما يجعلك تشك في نفسك ..فكيف إذا تعلق الأمر بدولة يحاربها العالم كله ويتنافس الإعلام في شيطنتها !
هل صحيح أن الإعلام لا يشيطن إلا الشياطين ؟
و لماذا هذه الشيطنة للدولة الإسلامية دون غيرها من الفصائل ؟
إن الدولة الإسلامية هي العقبة الكأداء أمام مؤتمر جنيف, فكل مرة يتم تأجيله لأنه لا يجد أرضية لتطبيق قراراته في ظل هيمنة الدولة الإسلامية ..
ما يسعى إليه مؤتمر جنيف هو التمكين لحكومة بديلة عن بشار تقوم بمهمته وتؤدي الدور الذي كان يؤديه , حكومة عميلة ترعى مصالح الغرب وتتشدق بالوطنية على شاكلة الحكومات التي صنعها الاستعمار.
وإن نجحت الفصائل لا قدر الله في إقصاء الدولة فسوف تكون أول نتيجة ذالك هي انعقاد مؤتمر جنيف والتمكين لتلك الحكومة التي ذكرنا .
ما معنى أن يتعاطى العالم مع جبهة النصرة إعلاميا وفي الوقت نفسه يبني جدارا من التعتيم على الدولة الإسلامية -لا يخرقه سوى بعض الأنباء الكاذبة بقصد التشويه- مع أنهم يعتبرون الجميع إرهابيا ؟
طبعا الإرهابيون بلا دولة بالنسبة لهم أفضل من الإرهابيين مع الدولة .. ولا يسقي المر إلا ما هو أمر منه !
فمسألة التغاضي عن جبهة النصرة بعض الشيء لا تعدو كونها من باب : قطّع اللحم إلى اجزاء صغيرة حتى لا تغص به.
*****
إلى حد الساعة لا يستطيع خصوم الدولة الجهر برفضهم لقيام الدولة الإسلامية من حيث المبدأ وليست لديهم أي شبه في هذا المجال لأن المسألة واضحة .
ولهذا فهم يعتمدون في الدرجة الأساس على تشويه المجاهدين ليقولوا للناس : نحن لسنا ضد فكرة الدولة ولكنا ضد هؤلاء الذين تبنوا مشروعها ..
وهي الطريقة نفسها التي سعوا من خلالها إلى محاربة الجهاد سابقا , فقالوا : نحن لسنا ضد الجهاد , ولكنا ضد جهاد هؤلاء.
إذا كنتم لا تعترفون بشرعية الدولة الإسلامية في العراق والشام فما هي الدولة الشرعية التي تبحثون عنها ..
لنفرض لا قدر الله أن الدولة الإسلامية انسحبت وفككت نفسها واختفت من الوجود , فما هي الدولة البديلة بالنسبة لكم ؟
وما هي آلية صناعة الدولة التي تعتبرونها سليمة مائة بالمائة ؟
إن الرافضين لبيعة الدولة لا يخرجون عن عدة احتمالات :
1- إما أن يكونوا رافضين لمشروع الدولة الإسلامية لأنهم لا يريدون إلا دولة علمانية , ولا شك في وجوب قتال هؤلاء .
2- وإما أن يكونوا قابلين للدولة الإسلامية من حيث المبدأ ولكنهم يريدون دولة إسلامية خاصة بسوريا ولا علاقة لها بالعراق , فهؤلاء يعتمدون على طرح غير إسلامي وينظّرون للإسلام بطريقة غير إسلامية , فالدولة الإسلامية لا حدود لها مع المسلمين .
أليس من مخالفة الشرع أن يقال للمجاهدين الذين قدموا لنصرة أهل الشام : لا حق لكم في إقامة إمارة في هذا البلد, الحق لأهل البلد وحدهم ؟
أليسوا هم أيضا من أهل البلد ما دام بلدا مسلما ؟
أم أنه من السائغ أن يقول أهل حمص مثلا : لا يتأمرن علينا أحد من أهل حلب ؟
ما هو الفرق بين علاقة حمص بحلب وعلاقة حمص ببغداد إن لم يكن تلك الخطوط التي خطها سايكس وبيكو وهما يتسليان ..ثم صار بعض أبناء الامة اليوم يموت دونها ويجعلها حدا للولاء والبراء !!
3- وإما أن يكونوا قابلين للدولة الإسلامية في العراق والشام من حيث المبدأ ولكنهم يرون تأجيل هذا الأمر والاستمرار في القتال تحت رايات مختلفة .
وهذا أمر غير مشروع لما تقرر في الشرع من وجوب المبادرة إلى نصب الإمام .
أما بالنسبة لمسألة التحكيم التي دندنوا حولها كثيرا : فهناك فرق بين الدولة وآحاد الناس
التحكيم يكون بين أفراد وأفراد وبين دولة ودولة , لكن لا يكون بين دولة وأفراد ..
بل يجب أن يخضع الأفراد للمحاكم التي تقيمها الدولة ..
لا يمكن أن تحكم الدولة الإسلامية على نفسها حكما مزدوجا بحيث تعتبر نفسها دولة ثم تتعامل مع الناس كما لو كانت أفرادا أو جماعة كسائر الجماعات الصغيرة ..
هل إذا قامت الدولة بدعوة النظام السعودي إلى التحاكم معها إلى لجنة مشتركة بينها وبينه تبحث في جرائمه ضد المجاهدين ودعمه للصحوات وعمالته للأمريكان ..هل سيستجيب النظام السعودي ..
وإذا لم يستجب هل ستعتبره هيئة كبار العلماء لأول مرة في التاريخ معرضا عن شرع الله ؟
لماذا يعتبر المخالفون للدولة أن لهم الحق في عدم الاعتراف بالمحاكم الشرعية التي أقامتها الدولة, وأن الدولة ليس لها الحق في عدم الاستجابة لما دعوا إليه من التحكيم ..؟
إن هؤلاء الذين يحتجون بمسألة التحكيم لا يزعمون أنهم دولة ولكنهم يتصرفون كما لو أنهم هم دولة ..!
إن أراد المخالفون للدولة التحاكم إلى الشرع في خلافهم معها استجابة لقوله تعالى : {وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} إن أرادوا ذالك فهذا المطلب مشروع والامتثال له واجب , لكن يجب ان يبدأ من نقطة الخلاف وهي : هل الدولة الإسلامية دولة شرعية ؟
وإذا كانت دولة شرعية فهل يتعين على الجماعات الموجودة مبايعتها ؟
أعتقد أن الجواب على هذه الأسئلة بالأدلة الشرعية هو الذي سيحسم الخلاف أو يظهر المخطئ من المصيب .
الدولة تقول لكل المخالفين لها : إذا أردتم التعامل معنا فتعاملوا معنا كما تتعاملون مع الدول..
وإن رفضتم اعتبارنا دولة فليكن رفضكم مبنيا على أساس شرعي ..
أما أن تتهربوا من نقاش هذه المسألة وتخالفوا الشرع بعدم الاعتراف بالدولة الإسلامية -التي يعلم كل صبي من المسلمين وجوب السعي إلى إقامتها ووجوب المسارعة إلى بيعتها بعد إقامتها- ثم تريدون أن تجعلوا هذه المخالفة أساسا تنطلقون منه وتريدون من الدولة أن تجاريكم فيه فذالك ما لا يكون .
******
إن الشرعية في باب الإمامة إما أن تكون من خلال البيعة وإما أن تكون من خلال القوة ..
وكل من يرفض الخضوع للبيعة فهو لا يريد الخضوع إلا للقوة .
فالرافضون لبيعة الدولة الإسلامية يقولون بلسان حالهم : لن نخضع للدولة على أساس شرعيتها وإنما سنخضع لها حين تفرض علينا نفسها , ولهذا كنا خاضعين للنظام النصيري ..!!
وإني لأعجب من شيوخ جعلوا المحدد الوحيد للشرعية هو القوة من خلال رفضهم للبيعة ثم بعد ذالك يعتبرون الدولة الإسلامية باغية حينما تسعى إلى فرض سلطتها في أماكن نفوذها بالقوة ..
لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالانقياد لبيعة أول من يبايع وقتال كل من يدعو إلى بيعة ثانية ..
والذي يرفض البيعة مطلقا أشد جرما ممن جاء يدعو إلى بيعة ثانية ..
لأنه جمع بين معصيتين : معصية الخروج على الأمير المبايع , ومعصية الدعوة إلى تفرق المسلمين وبقائهم بلا إمام .
عندما تحدث البيعة يجب على المسلمين الاستجابة لها طواعية , ويتعين ذالك على الأقرب فالأقرب , وعندما لا يستجيب البعض للبيعة طواعية يجب أن تفرض عليه بالقوة ..
إذ لا حق لأحد في تفريق كلمة المسلمين , ولا حق لأحد في طلب البيعة الشرعية بعد وجودها ولا حق له في الإعراض عنها بعد عقدها.
والدولة الإسلامية التي بايعها المسلمون في العراق والشام يتعين عليها دعوة الناس في مناطق نفوذها إلى البيعة, ومن رفض الاستجابة للبيعة بلا برهان شرعي فلا حل إلا أن تفرض عليه بالقوة .
هناك حقيقة ينبغي ألا نغفل عنها وهي ان الدولة الإسلامية في هذه الفترة لا يمكن أن تتوسع وتتمدد إلا من خلال فرض نفسها ووجودها , نظرا للحالة الفسيفسائية التي تتوزع عليها الأفكار والجماعات وتعصب كل طرف لنفسه وجماعته ورفضه لأي مشروع للدولة لم يتم طرحه من طرف جماعته ..
كما أن الناس اليوم لا يعرفون الاستجابة الطواعية للبيعة , بسبب طول مسيرتهم مع الحكام الطغاة, فلم يعودوا يخضعون إلا لمن يقهرهم بالسيف ..!
لكأنما رسخ في أذهانهم أن الأولى بالحكم هو صاحب القوة ..
وأما من عداه فلا حق له في الشرعية والطاعة, حتى وإن كان هو صاحب البيعة الشرعية ..
والشريعة الإسلامية جعلت لكل نمط من المبشر نوعا من الخطاب حسب مستواه وفهمه ..
فمن كان يفهم الخطاب الشرعي ويستجيب له خوطب بالوحي والبرهان ..
ومن كان لا يفهم إلا منطق القوة خوطب بالسيف والسنان ..
قال تعالى: { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز}.
فما هو الا الوحي او حد مرهف ... يقيم ظباه أخدعي كل مائل
فهذا شفاء الداء من كل عاقل .... وهذا دواء الداء من كل جاهل
ولهذا نقول للمجاهدين في دولة الإسلام : لا تستعجلوا الأمر , فالكثير من الناس لن يقبل الخضوع للدولة إلا بعد ان تفرض عليه كواقع .
فينبغي ان توجد تعبئة إعلامية وحملة للدعوة إلى لانضمام للدولة وتكثير سوادها ..
وأن تقوم الدولة بدعوة الناس إلى البيعة بالحجة والبرهان , ومن لم يستجب فلا دواء له إلا أن يؤطر على الحق أطرا .
إن رفض البيعة (بلا موجب شرعي) ليس عذرا يمكن الاتكاء عليه أو حجة يمكن التعلل بها بل هو جريمة يستوجب صاحبها العقوبة ..
لقد كانت الردة في زمن الصديق رضي الله عنه مغلفة برفض البيعة حتى قال بعضهم : انقضت النبوة بموت النبي صلى الله عليه وسلام فلا نطيع أحدا بعده ..
وقال آخر :
أطعنا رسول الله ما عاش بيننا ... فيا لعباد الله ما لأبى بكر
أيورثها بكرا إذا مات بعده ... فتلك وبيت الله قاصمة الظهر
ومع ذالك فإن التعلل برفض البيعة لم يشفع لهؤلاء بل أجمع الصحابة على وجوب قتالهم .
وقضى على رضي الله عنه فترة خلافته كلها في القتال من أجل بسط النفوذ وإحكام القبضة .
قد يقول المخالفون للدولة : بأي سلطان تفرض علينا هذه الدولة نفسها ؟
والجواب : أنها تفرض نفسها بسلطان الشرع , ومن أعرض عن سلطان الشرع فرضت عليه نفسها بالقوة كما هو شأن كل من لم يزعه الشرع من المرتدين والخوارج والبغاة , والرافضون للبيعة داخلون في هذا الباب .
الممتنعون عن البيعة(بلا موجب شرعي) إذا قاتلوا الدولة وحملوا السلاح ضدها فهم طائفة ممتنعة عن الشريعة لأنهم امتنعوا عن شريعة من شرائع الإسلام وقاتلوا علي منعها , وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمة على أن من امتنعوا عن رغيبة الفجر يقاتلون عليها قتال الطائفة الممتنعة عن الشريعة ..
فكيف إذا تعلق الأمر بشريعة من أهم الشرائع وهي البيعة الشرعية ؟
بل إن رفض البيعة (بلا موجب شرعي) عند عقدها لا يختلف في الحكم أو النتيجة عن الخروج عليها بعد عقدها وتوثيقها .
فالاعتراض على البيعة أو الاعراض عنها (بلا موجب شرعي) من الأسباب الموجبة للقتال .
وليس من الحكمة أن يقطع المجاهدون كل هذه المراحل في تأسيس الدولة الإسلامية , ثم يتركوا للناس الحرية في بيعتها أو المشاقة لها ..
إن توحيد الناس بالقوة خير من بقائهم فوضى بلا رائد ولا رادع ..وهو أهون الشرين .
النظام السعودي الآن يدرس في مدارسه أن المعارك التي خاضها عميل الإنجليز عبد العزيز بن سعود في الجزيرة العربية مدة 32سنة من أجل بسط نفوذه وكانت كلها ضد المسلمين وبمعونة من الإنجليز تعتبر كلها معارك من أجل توحيد البلاد .
قتل في هذه المعارك من قتل من المسلمين بالغدر والخيانة والظلم والعدوان حتى الإخوان الذين ساندوه أبادهم في النهاية.
واليوم يحتفل الشيوخ من كبار العلماء بتلك الجرائم على أنها معارك لتوحيد البلاد .
فهل يستطيع هؤلاء الشيوخ إنكار مشروعية توحيد البلاد بالقوة .
إذا كنتم تجيزون هذا لعميل الإنجليز من أجل توحيد البلاد أفلا تجيزونه للدولة من أجل توحيد الأمة ؟
فالسياسة التي تتبناها الدولة الآن تقوم على السعي إلى توحيد الصف والجبهة أمام عدو متحد .
قد يقول قائل : لماذا إذا اعترضتم على حماس عندما قتلت الشيخ أبا النور وإخوانه ؟
وجوبا على ذالك نقول : هناك فرقان في هذه المسألة :
1- حكومة حماس لم تطبق الشريعة وإنما فرضت على الناس القوانين الوضعية والديمقراطية الشركية , وحكومة هذا حالها لا يجوز الخضوع لها , وقد قال لهم الشيخ أبو النور رحمة الله عليه : إذا طبقتم الشريعة فسوف نكون لكم خدامين .
ومن هذا حاله فلا يوصف بأنه ممتنع عن البيعة الشرعية بل هو ممتنع من الخضوع للقوانين الوضعية .
2-أن حكومة حماس تعاملت مع الإخوة بقوة مفرطة كان بإمكانها التعامل بما هو اخف منها عشر مرات , وكان بإمكانها أن تأسر الإخوة الذين كان معظمهم يريد الاستسلام ,لكن حماس لم تكن تريد إلا إبادتهم وقتلهم وقد فعلت .
ولهذا نقول : إن استخدام القوة في فرض البيعة يجب أن يكون محكوما بالضوابط الشرعية لا بمجرد التشهي وحب الانتقام, كما هو حال من لا يتقيد بالشرع .
*******
وفي الختام :
نقول للمخالفين للدولة الإسلامية : إذا كانت الدولة بالفعل قد بدرت منها بعض الأخطاء فيجب عليها أن تعترف بأخطائها وأن تقوم بتصحيحها ..
ومع ذالك ..تبقى الدولة هي الدولة , وهي صاحبة البيعة الشرعية, والسمع والطاعة لها واجب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" .
فكون ولي الأمر اعتراه شيء من الظلم العارض فتلك مسألة لا علاقة لها بقضية الشرعية.
فالشرعية قائمة على أساس وجود البيعة وتحقق الشروط في المبايع وأما الظلم والخطأ فلا أثر له على مسألة الشرعية .
البعض يخير الدولة : إما أن تكون ملكا وإما أن تكون شيطانا , وهذا ظلم وجور .
ونقول للمجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها في مصر والسودان واليمن وليبيا وتونس وأوروبا وسائر بقاع الأرض : هبوا لنصرة إخوانكم في الدولة الإسلامية وساهموا في رد هذه الهجمة الشرسة التي تشن عليها ..
إن الدولة الإسلامية هي أملنا اليوم في نهوض الأمة فاستنهضوا كل طاقاتكم من أجل نصرتها , فإن الأعداء لما أدركوا حقيقتها وشدة خطرها استنهضوا كل طاقاتهم من اجل القضاء عليها .
إن معركة الدولة هي معركة الأمة اليوم , وقد قال مستشار الأمن القومي إيريك إيدلمان : "مستقبل العراق إما سيشجع الإرهابيين على توسيع دائرة عملهم ليقيموا الخلافة وإما أن يتنتج عنه القضاء عليهم" .
فالقضاء على مشروع الدولة الإسلامية قضاء على المشروع الجهادي برمته .
ونقول لفرسان الإعلام الجهادي :هذا وقتكم فهبوا لنصرة الدولة والذب عن عرض مجاهديها.
فهذه الحملة الإعلامية الشرسة ضد الدولة ينبغي أن تواجه بحملة إعلامية تظهر محاسنها ومدى شرعيتها وترد على الشبهات الباطلة والأكاذيب التي تفترى ضدها .
ذبوا عن عرض إخوانكم ذب الله عنكم النار يوم القيامة ..
عن أسماء بنت يزيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ذب عن عرض أخيه بالمغيب كان حقا على الله عز وجل أن يعتقه من النار)رواه الطبراني في المعجم الكبير .
و نقول لأهل الإيمان والمحبين لدولة الإسلام : إن هذه الهجمة الشرسة على الدولة لن تزيدها إلا قوة بإذن الله ..
ووالله الذي لا إله إلا هو إني لعلى يقين بأنها منصورة ظافرة لأنها هي الطائفة المنصورة في هذا الزمان .
في العراق قامت جماعات تدعي الجهاد بتأييد من أعداء الجهاد وسقطت هذه الجماعات وبقيت الدولة شامخة .
واليوم قامت في الشام جماعات تدعي الجهاد بدعم وتأييد من أعداء الجهاد وسوف تسقط إن شاء الله وتبقى الدولة شامخة .
فلا تحزنوا ..وكونوا على يقين وثقة من وعد الله .
والله غالب على أمره لكن أكثر الناس لا يعلمون .
كتبه نصرة للطائفة المنصورة :
أبو المنذر الشنقيطي

الأربعاء 6 ربيع الأول 1435 هــ
8 / 1 / 2014 م
وهي منسقة علي الرابط التالي :

http://www.gulfup.com/?YDwBAj

 

 

https://twitter.com/_5alis