JustPaste.it


بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد :-
فقد قرأت البيان الذي أصدره يوسف الأحمد , فاستغثت بالله من تجنّيه ورميه للدّولة بالكفر البواح بلا برهان .
وحقيقٌ على دولة الإسلام أن تطّرح رأيه وتهمل قوله الفاسد لما تجنّاه على الدّولة من تكفير بيّن !!
فالرّجل متحيزٌ للجبهة الإسلامية ولا يسمع إلّا منهم ولا ينظر في أقوال خصومهم أبداً مع أنّها ظاهرةٌ له وليس تحصيلها بمتعسّر عليه .
وما إيضاح الحصيف أبي دجانة عنه ببعيد !!
فترى الرّجل يأخذ بقول أحد الخصوم بلا بيّنة ثم يزعم أنه منصف ناصح !!
بل يرمي أحد الطّرفين بالكفر والمروق من الدّين وبالموبقات ثم يزعم أنّه منصف ناصح !!
فأيُّ إنصافٍ هذا ؟!!
وكيف يستسيغ المرء قبول قوله وقد قال ما قال ؟!!
فالأولى بمن هذا حاله أن يعتزل الأمر ويتركه لأهل الشأن ولا يتقدّم بين يديهم زاعماً النّصح والإنصاف وبينه وبينهما بعد المشرقين !!
والرّجل قد اتّهم الدّولة بأنّها تشرّع من دون الله وتحكِّم الطّاغوت وأنّها تحكم بغير ما أنزل الله !!!
فإنّي سائلٌ بالله كلّ منصف : ما بقاء إيمان المرء إن اقترفَ واحدةً من تلك الخصال ؟!!
تالله من اتّصف بخصلة منها فقد كفر بالله كفراً أكبر وما في قلبه حبّة خردلٍ من إيمان أبداً !!
فكيف بمن جمع تلك الخصال الثلاث ؟!!
ومدار الكفر ههنا هو بمجرد الاتصاف بأحد هذه الخصال , فإنّ من نازع الله في ربوبيته وزعم أنّه مُشرع من دون الله فإنّه كافرٌ بالإجماع ولا يُعذر بتأويلٍ ولا جهل , وكذلك من تحاكم إلى الطّاغوت أو حكم بغير شرع الله .
وعمدته في هذه الافتراءات أنّ الدّولة ردّت عدوان الباغي عليها , المُتسلط على رقاب جنودها , القاتل والآسر لجنودها وأميرها بدون حقّ إلّا العصبية القبلية والعُبيّة الجاهلية !!
وليت الرّجل قد بنى تكفيره للدّولة على رأيٍّ صحيح , لكنّا له في ذلك تبعاً ولقلنا بقوله وما جاوزناه .
ولكنّ اتّهام من رد عدوان الباغي بأنّه مشرع من دون الله محكمٌ للطاغوت حاكمٌ بغير ما أنزل الله هو من الخلط العجيب الذي منشأه الهوى والظلم , وهو قولٌ مُحدثٌ لم يُسبق إليه .
وكذلك يفعل الظلم والهوى بصاحبه , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وكان الأولى بيوسف الأحمد أن يكفّر من اتّصف بتلك الخصال حقيقةً , لا أن يرمي بهذه الموبقات من عُرفوا بضدِّ ذلك !!
فما سمعناه يُبيّن لنا حكم الطّاغوت مرسي الذي شرّع من دون الله وحكم بغير ما أنزل الله !!
بل وما سمعناه يبيّن لنا حكم الطّاغوت عبدالله بن عبدالعزيز الذي شرّع من دون الله وحكم بغير ما أنزل الله !!
فما تكلّم عنهم بحرفٍ ولا بيّن حالهم للناس , مع أن كفرهم ومروقهم من الدّين لا تكاد تخطأه عين البصير .
وإنّما استأسد وتنمّر واستغلظ على عباد الله المجاهدين ورماهم بتلك الكفريات التي تنوء بحملها الجبال !!
ألا لعنة الله على الظالمين الكاذبين .
وقد ذهب جمعٌ من أهل العلم أنّ من قال لأخيه : يا كافر , وهو ليس بذاك , فإنّ الكفر يرتدّ على صاحبه , وهو قولٌ وجيه على أنّه خلاف الرّاجح .
فاتّق الله يا يوسف واخش عقابه وتذكّر الموت وأهواله , والله أن عاقبة الظّلم وخيمة , ولا تتقدم بين يدي أهل الشّأن بممجوج القول ومقبوحه , فلا يزال المجاهدين بخير ما دمتم كافًّا لسانك عنهم .
ويوجد من أهل العلم والفضل في الشّام من سعى بينهم بالصّلح مثل عبدالله المحيسني وفّقه الله وسدّده وله في هذا الأمر جهدٌ ودأب .
فلا حاجة حينئذٍ لأن يبدي ويعيد في الأمر أمثالك من المكفرين لإخوانهم المسلمين بلا حق .
وإنّ سكوت أمثال يوسف الأحمد لهو والله غنيمةٌ وأي غنيمة !!
قومٌ لم يُعرفوا بنصرة المجاهدين يوماً , ولا تسمع لهم ركزاً إلّا حين يتعلّق الأمر بدولة الإسلام !!
حريٌّ بأمثالك من القعدة أن ينعموا أنفسهم بالسّكوت وأن يستغفروا لذنوبهم وأن ينشغلوا بما يتقنوه من إنكار الاختلاط ونحوه مما يقدرون عليه .
ولم أقصد ههنا تبيين ما حصل في مسكنة , فقد كفانا مؤنة ذلك صاحب الشأن وأمير مسكنة الحصيف أبو دجانة حفظه الله وزاده حلماً ووقاراً .
اعلموا يا جنود الدّولة أنّ الصليبين والرافضة والمرتدين وأهل الأهواء والبدع ما اجتمعوا في صفٍّ إلّا كان الصف الذي يقابلهم هو صاحب الحق يقيناً .
فاثبتوا رحمكم الله فقد شفيتم صدور المؤمنين وأذهبتم غيض قلوبهم نحسبكم كذلك والله حسيبكم .
اللهم من ظلم المجاهدين بغير حقٍّ وافترى عليهم وكفّرهم بغير حق فاقطع لسانه وشلّ أركانه واجعله يتمنّى الموت فلا يلقاه يا أحكم الحاكمين .
اللهم آمين ..

كتبه : أبو القاسم الأصبحي