بيان اللجنة الشرعية حول
حرمة دم المسلم و قتل المتظاهرين
------بيان اللجنة الشرعية حول------
حرمة دم المسلم و قتل المتظاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء 93
وقوله تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة 32
إنّ أعظم ما حرمه الله تعالى بعد الشرك ، هو قتل النفس المعصومة بغير حق، فهذه الجريمة البشعة يجب على كل مسلم أن يبرأ منها و يتجنبها و يحذر منها ، فإنّ هدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم امرئٍ مسلم بغير حق.
إن ما حصل و يحصل في بلادنا من قتل للمتظاهرين و مواجهتهم بالرصاص الحي إما مباشرة أو من طرف خفي لإشعال الفتنة ، لهو أمر خطير يدل على احتقار دماء المسلمين و أعراضهم ، وهو مناف لعقيدة المسلمين ، خاصة لو كان ذلك من أجل هدف سياسي دنيءٍ كما هو الواقع اليوم .
و الأشد من ذلك ما يحصل من بعض أهل الفتن من الإعلاميين و السياسيين من تأجيج هذه الأحداث , وخلط الأمور ببعضها ، أو اتهام لجهاتٍ دون دليل ، أو استغلال لهذه الاحداث في مآرب شخصية و أغراض سياسية ٍخبيثة ، فلم نلاحظ محاولةً لوأد الفتنة في محلها و إخماد لنارها ، و تبيين الحقائق كما هي دون تزييف أو كذب .
و نحن في هذه الفتن كنّا دائماً نحرص على دماء المسلمين ، مهما حاول أهل الفتن إيقاعنا فيها فمعتقدنا و ديننا يحرم علينا هذا ، و تاريخنا شاهد بهذا في كثير من المظاهرات التي وجهت نحو مقارّنا فلم نسفك و لن نسفك دماً مسلماً ، و إن كلفنا ذلك أن نخسر مواقعنا ، فلتزُل الدنيا ولنفنَ ولتفنَ جماعاتُنا ومشاريعُنا ولا يراقُ على أيدينا دمُ مسلمٍ بغيرِ حقِّ ، إنها مسألة حاسمة في غايةِ الوضوح.
.
قال تعالى (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ , إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ) المائدة 28
كما نقول للإعلام المؤدلج الموجه الذي لا يراعي الحقيقة ولا يهتم بالرسالة ، ويبث الفتن و ينشر الأحقاد بين أبناء الدين الواحد ، نقول عليكم أن تتقوا الله في ما تبثون و تنقلون و تثبتوا في أخباركم و مصادرها ، فإن كلمة منكم قد تسبب قتل العشرات من المسلمين .
عليكم بتهدئة الفتنة و إيضاح الحقائق للناس , فالكلمة الطيبة منكم , تعين على حقن دماء المسلمين و حماية أعراضهم .
و أخيراً نقول ؛ إن المجال مجال تذكيرٍ وتأكيدٍ وبيان للموقف الواضحِ وليس بيانَ إسهاب ، وإلا فإن نصوصَ الشريعةِ المطهّرة في هذا المجال لا تخفى على المسلمين جميعًا
اللهم احفظ بلادنا من كل سوء و ردّ عنها كيد الأعداء و حقد الحاقدين
-------------------------
الثلاثاء27/محرم/ 1435هـ
الموافـق :2013/12/3 مـ