JustPaste.it




تعليقات مهمة

للشيخ أبي قتادة على بحث - نقلة في اشتقاق



جزى الله الكاتب خير الجزاء على بحثه هذا، وقد أحسن فيما قال وأبلغ، ولكن لي بعض التنبيهات زيادة عما قال في هذا الباب
أولاهما: تعلق نسبة الفعل للفاعل إنما لوجود إرادة الفعل منه، وما سمي عند أهل العلم بالموانع إنما هو لتخلف الإرادة، والإرادة تنشأ بالعلم، فلا إرادة بلا علم ، اذ لو وقع فعل من صورة بدن الفاعل لما نسب إليه، واشتق لتخلف العلم مانعان هما الجهل والتأويل ومكون الإرادة
الثاني: هو قوة الباعث ، وهو رغبة الفاعل بالفعل، وهذا اشتق منه مانعان هما الإكراه وعدم قصد الفعل،وهذا كله في الفعل لا في الترك، مع أن الترك فعل عند جمهور الأصوليين من أهل السنة، فالبحث أولت يدور حول نسبة الفعل للفاعل وإرادته، فإن تخلفت الإرادة.
تخلف اسم الفعل عن الفاعل، فلا يسمى النائم ماشيا في الحكم وهو مكره على المشي وإن وقع منه صورة المشي، والبحث شرعي بحت
فهذا هو الأمر الأول الذي يجب الإعتناء فيه، والعلماء كابن حزم وابن تيمية إنما شرحوا هذا في بيانهم لموانع الحكم، وأعرضوا عن هذا الشرح لحقيقة الموانع لوضوحه في أذهان من خوطبوا به من طلبة العلم، وأما اليوم فالجهل هو الحاكم.
ثانيا: أي فيما يتعلق بعلاقة الإسم مع الحكم،هو وجوب النظر في مرتبة الفعل في الإسم الداخل فيه، أهو جزئي أم كلي، أتخلفه أو فعله ينقض شرطه أو ركنه أو واجبا من واجباته كالرياء ودخوله في اسم الشرك، فإن دخوله فيه دخول جزئي، فإذا دخل في الإسم الجزئي وجب إلحاقه بالحكم الجزئي لا الكلي، والجهل بهذا هو دين الخوارج، فهم أول من فعل هذا الضلال، وسار الناس خلفهم بين متشبع وبين شام له دون تضلع، وخالفهم آخرون حيث في الجهة المقابلة من أبى الحاق الإسم ببعض معانيه، فمنع الحاق بعض الحكم في هذا، والسنة وسط بينهما، واللغة لا يصار إليها بعد الحقيقة الشرعية لا لأن الحقيقة الشرعية تخالفها، بل هي منها، فكل حقيقة شرعيةهي تقييد للحقيقة اللغوية، ولكن يذهب البعض للغة لقلة إدراك الناس لها وكيفية الإشتقاق، وهو من الأبواب التي كانت ملكات نفوس عند العرب، ثم صارت إلى المعاجم، والمعاجم تنوه بالمعاني ولا تستوعبها،كما يعلم فيؤصل لبحثه بكلام أهل اللغة، وحين يأتي إلى الشرع يظهر عواره وجهله، لكثرة ما أبان علماؤنا هذا الأمر في بيان لحوق الأحكام بالفاعلين .
وجزاك الله خيراً على ما نقلت من كلام صاحب البحث، كما أقول : جزاه الله خيراً على بحثه ، وأسال الله أن يكتب الأجر لنا جميعاً .

الشيخ
أبوقتادة الفلسسطيني