JustPaste.it

 

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية

(الجزء الثالث)

كتبها العبد الغريب

نديم بالوش (تقبله الله)

 

_________3_small.jpg

 

 

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (41)

 

كتاب المغــــــــازي (27) :

 

قال ابن إسحاق :
وكان فراغ رسول الله من بدرٍ .. في شوال !

ولما قدم المدينة لم يقم بها إلا سبع ليال ..
حتى غزا بنفسه يريد بني سليم .

فبلغ ماءً من مياههم فأقام عليه ثلاث ليال .. ولم يلق كيداً !

ثم رجع إلى المدينة فأقام بها شهرين تقريباً ..
كان أثناءهما يفدي الأسرى من قريش !

...

قلتُ : فإذا فرغت .. فانصب !
هذه السورة التي يحفظها كلّنا .. ولايهمنا منها إلا :
فإن مع العسر يسراً !!

_  سبحان الله حتى في السور .. نجتزئ ونأخذ ما نهوى !!

فالذي يقرأ إن مع العسر يسراً ويدندن بها ..
حريٌّ به أن يقرأ الآية التي بعدها فقط :
فإذا فرغت .... فانصب !
ولم يقل فاتعب .. والنصب هو شدّة التعب !

_ وهذه رسالة صغيرة لشبابنا وخاصّة هذا الجيل !

الذي يظنّ أنه إن صلّى ركعتين بالليل وقرأ كتابين ..
ثم أطلق رصاصتين ولعب تمرينين ودرس درسين ..
وقضى سنتين في الجهاد !
فيظنّ أنه أفضى الخير كله !!!

_ وذلك لأنه يقارن نفسه مع أقرانه بمجال الجهاد أو العبادة .

فينظر إلى حاله وحال رفيقه الذي بالإمارات أو السعودية أو أوروبا !
فيرى نفسه إماماً بل صحابيّاً .

_ فهو يقوم الليل ..
ورفيقه إن صلى الفجر حاضراً يظنّ نفسه أنجز أمراً .

وهو يجاهد ويتعب بالتدريب الرياضي والعسكري ..
ورفيقه لا يغادر سيارته وإن مشى مترين لَهِد .

وهو يأكل طعاماً عادياً .. ورفيقه في عتبات كنتاكي !
و ....

....

وما هكذا يكون القياس !

إن كنت تريد قياساً : فأحسن تشبيه الواقعين وكن دقيقاً به .

_ فرفيقك يا عبد الله ..
أصبحت الدنيا في عقله الباطن هي حياته الأبدية .
(طبعاً إن سألته يصير شيخ الإسلام : الآخرة والجنة والنار و .. الخ)

_ وتراه إن أراد أن يضع لزخرفة بيته :
(الفاني !!! كما يزعم أنه يعتقد) ..
يضع مالاً يبني أربع بيوت !! (أتكلم عن الإنسان العادي طبعاً !!)

وإذا سألته يقول لك :
ليش في آية أو حديث بتقول أنو هالشي حرام !!

_ رفيقك يشتري فيلّا ومزرعة ويقعد يهندس فيها ليقضي باقي عمره !!!
وينسى عمره الحقيقي وحياته الحقيقة هناك !

فكيف تقارن حالك بحاله ؟!!!!!

...

إن أردتّ أن تقارن ولابدّ ..
فقارن نفسك معه في أمور حياته الأبدية :
(التي يعتقدها حقيقةً بعقله الباطن) وهي الدنيا !!!

_ فرفيقك مثلاً قد يقضي 18 ساعة عمل متواصل ولا يكلّ ولا يملّ !!
ورفيقك يسعى كالكلب وراء أفضل الأعمال ..
ذات المردود المادي له (الحسنات عندنا ) ولو كان بهونغ كونغ !

_ رفيقك يتحمل الغربة والبعد .. فهو قد هاجر إلى دنيا يصيبها !
قبل هجرتك أنت إلى ماتزعم أنه دين الله .. بسنوااااات !
وماسمعت صوته يشكي ويبكي على صفحات الإنترنت :
أعيدوني إلى بلدي .. هرمنا كبرنا مللنا إلى متى ... ... الخ !

_ رفيقك مستعدّ أن يُذلّه صاحب العمل ويركب عليه ويأكل حقّه !
ويتحكم به الكفيل ..
ويدوس غلى رأسه شرطي المرور في البلد التي يعمل بها !
كل هذا في سبيل : لقمة العيش والمال لتأمين الحياة !!

وأنت لو نظر لك أخوك في الله نظرةً بدون قصد .. أكلته !
ولو صرخ بوجهك بسبب ضيقٍ عنده .. شويته !
ولو أخطأ بحقك .. فرمته !!!!

مجسّداً بكلّ إتقان !!! قول الله سبحانه :
أذلّـــــــــــــةٍ على المؤمنين !!

...

رفيقك لا يدع أحداً يسبقه .. يترك كل شيء من أجل عمله ..
ويشيل عمله وعمل غيره لينال مالاً أكثر ورضى ربّه بالعمل !!

وأنت تقول : ليش فلان لا يحرس أنا كل يوم بحرس !!!

_ رفيقك خير من يجسّد تماماً قول الله : فإذا فرغت فانصب .
لكن باختلاف المعايير !

....

فإن أردت قياساً فأحسن تشبيه الواقعين ثم قس .. وإلا كنت مغفّلاً !

واللهم لاعيش إلا عيش الآخرة !

...

فيا عبد الله.. يا من تعمل للإسلام ..
وتعمل لما تعتقد أنت أنّه حياة أبديّة خالدة لك ..
وماتعتقد أنه الحياة الحقيقية وهي الحق ..
ومادونها من حياة دنيا باطلة تذهب كل آمالها ومخططاتها وتعبها ..
بضربة سيارة أو رصاصة طائشة أو زحطة رجل في درج ..
أو .. أو ...

_ لن أقول لك اعمل واعمل ..
وأعطيك خطب جمعة مللنا منها بسبب نفاق خطبائها !

أقول لك حدّد منهجك وحياتك.. أنصحك .. واختر درباً واحداً منهما :
وطبق به هذه القاعدة : فإذا فرغت فانصب .

فإن حدّدت درب الدنيا ..
(خبت وخسرت وأحمق من حمار أهلك والله) فطبقها فيه ..
تفلح به .

وإن اخترت درب الآخرة ..
(ربحت وفزت الفوز العظيم .. وألا ذلك هو الفوز المبين ) فطبقها فيه ..
تفلح به !

_ وإلا ستضيع الدربين ..
ومن الناس من يعبد الله على حرف ....
خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين !

..

وليعلم سالك الدرب الثاني ..
أنه لن يثبت فيه إلا ..... بالقــــــرآن وبركعتي الليل وبدمعته فيهما !

...

هذه الدروس نأخذها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ..
بعد فراغه من بدر رغم كل ما تعب ونصب بها ..
لكنه لم يقم إلا سبع ليال ..
حتى غزا غزوة أُخرى ليستغلّ نتائج بدر ..
ويستغلّ رهبة العرب منه بعد ضربه رأسهم : قريش !

...

وهذا ماسنراه الآن في كل غزواته وسراياه إلى أحد ..
كلها كانت تعتمد على القاعدة هذه :
اضرب الرأس يهابك الذنب ويهرب منك ..
أو يوادعك ويفاوضك .. أو أضعف الإيمان يتركك وشأنك !

_ وقد رأينا كيف هرب منه بنوسليم ..
ولم يلق كيداً من خوفهم منه ورهبتهم منه بعد بدر .

ولو غزاهم قبل بدر لما هربوا هكذا .. فتأمّـــــــــــــــــــل !

...

يتبع إن شاء الله ..

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (42)

 

كتاب المغــــــــازي (28):

 

قال وكان أبو سفيان قد نذر بعد بدر ..
أن لا يمسّ رأسه ماء حتى يغزو محمّداً !

_ فخرج على رأس 200 راكب من قريش ..
ثم أتى قريباً من المدينة ..
وأتى متخفيّاً بالليل حتى نزل بحييّ بن أخطب .

(هذا خرق أمني وعملية أمنية داخل العمق النبوي ..
تحسب لأبي سفيان وهو كما وجدنا كان ذكيّاً ..

...

ونلاحظ هنا أيضاً ..
أنّ قريش قد بدأت بالحرب الاستخباراتية بعد هزيمتها ببدر ..
وطوّرت العمل الاستخباراتي ولجأت إليه ..

_ بعد الغرور والتكبّر والبطر والرياء ..
والوثوق الأكيد !! بالنصر كما رأينا ببدر :
(والله لن نرجع لو رجع أبو سفيان حتى نقتل محمداً وصحبه ..
ونقيم على ماء بدر ثلاثة أيام نطعم الطعام للناس !) .

...

وقد لاحظنا من تصرف أبي سفيان ببدر :
من معرفته لملاحقة النبي له من بعر الإبل !!! وتغييره طريقه !
إلى إرساله لقريش أن يرجعوا فقد أمنت أموالهم ..

أنه كان من أحكم قريش وأذكاهم وأحنكهم ..
وأنه يفكّر بذكاء وعقلانية لا بحماس وطفش وغرور ..

وهذا معروف عن أبي سفيان ..
ولا ننسى أنّ أبا سفيان هو من ربّى مُحنَّك الأمة معاوية ..
وهو أحد الموجّهين له حتى وفاته !

...

فدخل أبو سفيان المدينة بعملية أمنية داخل العمق ..
ووصل لسيّد بني النضير : حيّي بن أخطب .
لكنه خاف من أن يستقبله .. هكذا أتى بنصّ ابن إسحاق !

_ طيب على ماذا يدلّك هذا ؟!!
ومما خاف حييّ من استقبال أبي سفيان بجنح الليل !
وهاهو قد وصل لبابه ولم يشعر به أحد ؟!!!!

_ إنه يخشى بكل بساطة أيها الإخوة : الجهاز الأمني النبوي !
ووصول المعلومات للنبيّ بأي طريق كان ..

والله أعلم بأساليب النبي بهذا كانت اختراق أم مراقبة أم ..
فلم يُفصّل بها أصحاب السير للأسف ..

_ حيّي بن أخطب :
(وهو من أذكى بني النضير ..
كما سترى لاحقاً أنه قتله النبي عندما قتل بني قريظة ..
قتله بصفح السيف ! لشدّة مكره بالنبي وجمعه للتحالفات عليه) .

رفض استقبال أبي سفيان ..
لكن استقبله سلام بن مشكم وهو يومئذٍ من أكبر ساداتهم !

_ فيقول ابن إسحاق : فقراه وسقاه (أطعمه وشرّبه) ..
وبطن له (أسرّ) من خبر الناس !!!!
ثم خرج من عنده .. وأتى أصحابه !!

...

قلتُ : وكثيرٌ منا يقرأ هذا الكلام ويمرّ عليه مرور الكرام !!
بينما لو عرفه بحقه ووعى سيرة نبيّه بحقها ..
والتي كان يظنّ أنه يعرفها وهو لا يعرف شيء منها :

لعلم أن كل هدف عملية أبو سفيان الأمنية الخطيرة جدّاً ..
داخل العمق النبوي ..
كانت بهدف عمل استخباراتي أمني !

_ فتأمّــــــــــــل !
ولاتنسى أنّ هذا من 1435 عام !!!!

...

وحتى أصحاب السِيَر ومن يكتبون بالسيرة ويقصّونها عليكم ..
لايذكرون هذه القصّة إلا بمرور الكرام ويركّزون أنّها من نذرِ أبي سفيان !!!!

_ طيب هل لو كانت القصّة مجرّد نذرٍ فقط ..
أكان عرّض نفسه أبو سفيان لهذا الأمر الخطير ..
والذي قد يهلك به لو مسكوه .. وهو الرجل الحاذق الذكي المحنّك !!

_ أو تراهم ركّزوا على ما جرى بعدها !!
من أن أبا سفيان لما عاد لصحبه حرقوا نخيلاً للمسلمين ..
قبل أن يرجعوا (وما أراه إلا تمويهاً للعمل الاستخباراتي) .
وقتلوا رجلين منهم ..
وهربوا بعد أن ألقوا أزوادهم ولم يلحق بهم رسول الله ..

_ والحقيقة التي لم ينتبه لها أصحاب السير ولم يهتمّوا بها !
أنها كانت كلّها من أجل العمل الاستخباراتي الذي قام به أبو سفيان !

ولماذا نستغرب ..
ونبيّنا نفسه رجل الحروب الاستخباراتية وهو أسدها !
وحتى على أبي سفيان نفسه قد قام بعمليتين استخباراتيتين :
مرّة لقتله ولم تنجح .
والثانية لما أرسل حذيفة بن اليمان ليخترق جيش قريش ..
في الخندق !

_ وسنمرّ بهما إن شاء الله ..
وهما مثل صغير من العمليات الأمنية داخل العمق ..
لأذكى القادة وأحنكهم بأبي هو وأمّي ..
سيّدي ومعشوقي ورافع رأسي وعزّتي وفخري : محمّــــد !

...
...

فنحن هنا نعترف أن هذه الغزوة ..
قد نجح بها أبو سفيان الذكيّ نجاحاً أمنيّاً باهراً ..
وكانت وغيرها (ستمرّ بنا في الدروس) :
هي الممهد لنصرهم في أُحد !

...

فهذه سنّة الله من يأخذ بالأسباب ينجح .. ومن يهملها يخسر !
(كلّه بأمر الله فهو من وضع هذه السنن ..
وحتى التأييد والملائكة والمطر والتثبيت والرعب للعدو :
هي لما تطبّق هذه السنن وتزكّي نفسك وجندك !) .

وهذا جرى على جيش ومجتمع وأمّة فيها محمّد ..
وأبو بكر وعمر وحمزة وعليّ وأبو عبيدة ..

فما رأيكم بمجتمعنا الأحمق النتن المريض الخبيث ..
(حتى مجاهديه إلا من رحم الله منهم) !!!!!

_ وبالأخيــــــــــــــرimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5:
اللهم نصرك !!!!
ياريت بس هيك لا !! وكمان : الذي وعدت !!!!

...

يتبع إن شاء الله ..

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (43)

 

كتاب المغــــــــازي (29) :

 

قال فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك ..
قعد شهرين فقط !!

ثم غزا نجــــــــــد ! (لاحظ الصورة) ..

‏سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (43)  كتاب المغــــــــازي (29) :  قال فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك .. قعد شهران فقط !!   ثم غزا نجــــــــــد ! (لاحظ الصورة) .. لتعرف كيفيّة تمدد النبيّ صلى الله عليه وسلم .. وسنتحدّ عنه مفصلاً بالدرس القادم إن شاء الله ..  ...  لكن هاهنا كلام خطير :  دولةٌ نشئت ومن حولها أعداء كُثر .. بل كل من حولها عدوّ لها !  _ ليس هذا فقط .. بل وبالعكس من زماننا ..  لم تكن فقط الدول والحاكمين هم الأعداء .. بل كان الشعب بقاطبته معادٍ لهذه الدولة الجديدة .   _ بينما في زماننا أغلب الشعوب المحيطة بالدولة الاسلامية .. مؤيّدة لفكرتها بقلوبهم ..  ..  وهذه نقطة لو كانت زمن النبي لحسم الأمور كلّها في عامين والله .. _ رغم أنّ ظروفه أصعب من ظروف الدولة الان بكثيــــــر !  فهو قد وافق على صلح الحديبية "المجحف بحقّه" .. رغم اعتراض أكثر الصحابة ووصول الأمر إلى مرحلة خطيرة .. كادوا فيها أن يهلكوا بعدم سماعهم لكلام النبي بالرحيل ..  حتى استشار النبيّ زوجته أم سلمة بهذا الأمر الجلل .. فأشارت عليه بحلّ جميل رضي الله عنها : (شايفين بيستشير نسوان :) !!) .  _ ورغم كلّ هذا ورغم أنه كان أكثر قوّة وقتها من بدرٍ بكثيــــر . رضي بهذا الصلح "المجحف" وأحد أهم أسباب قبوله : نشر الدعوة بين الناس واستمالتهم للدين الجديد وتعريفهم به !  وسنأتي على هذا الصلح الرهيب النتائج في وقته إن شاء الله ..  _ فهذه لفتةٌ مهمّة لمن يقول ظروف الدولة صعبة :) !! :  لا حبيبي :) ..  ظروف النبيّ في دولته وقتها .. أصعب بكثير من ظروف الدولة اليوم والله .. بكثير من الأمور . ومع ذلك أقام دولةً أمتدت لعشر قرون !!! خلال عشر سنين !  _ مع أنّه كان يتعامل مع عربٍ جِلاف أغلبهم بدوٌ .. يمسك أحدهم بطرف ثوبه حتى تحمرّ رقبته بأبي هو وأمي ويقول له :  يامحمّد .. ! أعطني من مال الله الذي أعطاك !! (تخيّل لو فعلها أحدهم مع قادتنا اليوم :) ))  ....  والنقطة الثانية الخطيرة والمهمّة جدّاً أيضاً بعد نقطة تأييد الشعوب :  هي أنّ قريش وقتها (أخطر أعداءه ورأس الحيّة بالنسبة له) .. لم تكن عدّوة جميع دول المنطقة وقتها !  ولم تكن جميع العشائر والجميع يتمنى الخلاص منها .. وحاقدٌ عليها منذ الصغر ..   ولم تكن جسماً غريباً عن المنطقة كلّها : جنساً ولوناً ولغةً وديناً ..  ولم تكن تحمل عداوة لكل الدول وقتها .. ولم يكن الشعوب كلهم يحملون عداوتها ..   (كحال اسرائيل اليوم) .  ...  كانت قريش يا أيها السادة وقتها : إن لم تكن محبوبة من العشائر والشعوب .. فهي على الأقل ليست مكروهة !  _ وليست العدو التاريخي الأهم والأخطر والأزلي والتاريخي والفطريّ . لكل شعوب المنطقة باختلاف أجناسهم .   ولا يشمأز منها الجميع ويعتبرها جسماً غريباً .. لا حقَّ لها بالعيش على هذه الأرض الغريبة عنها ..  (كحال اسرائيل كذلك) .  ...  بل كانت قريش ابنة المنطقة بل ومن أعرق القبائل فيها :  نسباً (اسماعيل) .. وقوّةً (حرب الفجّار) .. ووظيفةً (خدمة الحجيج وسدانة البيت) .. ومكانةً (سدانة البيت العتيق المقدّس عند أبناء المنطقة كلهم) .. وتاريخاً (من زمن اسماعيل) .. ورجاحةً (كانت دار الندورة فيها) .. وكان فيها عقلاء العرب (كقصيّ بن كلاب جدّ النبي الأقدم) ..   _ وكانت مكّة أعظم المدن وأقدسها وأحدثها .. وأكثرها تطوراً وراحةً وفخراً لكل العرب وكل أبناء المنطقة كلها ..   وقريش هم أهل مكّة منذ التاريخ وليسوا غريبين عنها !!!  ...  بل والأهم يا سادة كانت قريش مقدّسة عند العرب تقديساً رهيباً .. فهي حامية أقدس الأقداس عندهم وخادمته (بيت ابراهيم العتيق) .  وخادمة حجاجه وضيوفه ومن تقريهم وتطعمهم ..   _ وفيها أعرق العرب أنساباً (وهذا كان مهمّ جداً لأبناء المنطقة وقتها) .. وهي قيبلة اسماعيل جدّ العرب ونبي الله وذبيحه (قدسية زائدة) . وهي قيبلة قصيّ بن كلاب .. شيخ العرب كلّهم ..  ...  والأهم أنّ مَن سيحارب هذه القبيلة .. هو ابنها !!!! وكانت هذه عظيمةٌ جدّاً عند أبناء المنطقة .. ولازالت إلى اليوم لعظمها !  فهم أولاد قبائل وعشائر .. وينصرون بعضهم ولو على باطل .. ولو فَنُوا !!  _ فأن يحارب رجل قبيلته وعشيرته وأولاد عمومته : فهذا أمرٌ جلل عظيم عندهم .. والناس كلها ستنفر منه بالبداية !!  ....  فقارن حال قريش وقتئذٍ .. وكانت هي رأس أعداء النبي ورأس الحية بالنسبة له !  _ والتي لو يقترب منها مجرد تقريب : لقامت عليه العرب كلها واستنفرت .. ولشبّهتهُ بإبرهة الحبشي : الذي لم يكن مضى على فناء جيشه من الرّب كثير .. (تقديس أيضاً لقريش) .  (بينما لو تحارب الدولة اسرائيل بالعمق .. لكسبت قلوب مليار مسلم في كل العالم !! فلاحظ الفرق) .  ....  فقارن حال قريش "الذي شرحته لك" وقتئذٍ .. وحال اسرائيل (رأس أعداء الدولة الاسلامية اليوم) ..   ولاتعليــــــــــــــــــــــــــــــق !!!  ...  سترى أيهما كان أصعب بكثيــــــــــــــــر ! وترى أن وضع النبي صلّى الله عليه وسلم في دولته .. أصعب بـــــــــــــــــــآلاف المرات والله .. من وضع الدولة اليوم !!!!!!  _ ولو أن الدولة طبّقت نهج النبي بربعه فقط والله .. كما تزعم أنّها : خلافة على منهاج النّبوة (لاتنظروا للشكليات) .  لثبتتْ بإذن الله قروناً !  _ منهج النبي في إقامة الدول وتثبيتها لم يكن بتطبيق الحدود .. فلم تفرض الحدود إلا بعد وقت طويل من تثبيت الدولة أصلاً ..  _ لم يكن منهجه بأبي هو وأمّي : أنّ الدولة تطّبق الحدود .. وتطّول الذقون وتخمّر النساء : فهي تنصر الله وتقيم شرعه .. فلذلك سينصرها الله !!!!  _ منهج النبي أيها السادة : منهج كامل متكامل ! ولم تكن الحدود والشعائر إلا نتاج جهد كبير .. وتفكير رهيب وذكاء عجيب ..  وحسن تعامل وحنكة وذكاء .. وسياسة وتخطيط .. ومعرفة ودهاء وحنكةٍ :  استراتيجية وجيوسياسية ووسيكولوجية (سياسة اجتماعية) ! وحربٍ في وقتها وكيفيتها ولمن يستحقّها .. وموادعةٍ في وقتها وكيفيتها ولمن يستحقّها .. وترهيبٍ في وقته وكيفيته ولمن يستحقه .. ونظام أمني كامل متكامل كشف كل الأختراقات والدخلاء .. و ... و ...   ...  فالحدود وإقامة حكم الله في الأرض نتيجةٌ لإقامة الدول وتثبيتها .. وليست سبباً له !!!!!  ...  نعم أيها السّادة :  ظروف النبيّ في دولته وقتها .. كانت أصعب بآلاف المرّات من ظروف الدولة اليوم والله ..  بكثير من الأمور .  ومع ذلك ... ! أقام دولةً أمتدت لعشر قرون !!! خلال عشر سنين !  ....  نعود لكلامنا :  يتبع إن شاء الله ..‏


لتعرف كيفيّة تمدد النبيّ صلى الله عليه وسلم ..
وسنتحدّث عنه مفصلاً بالدرس القادم إن شاء الله ..

...

لكن هاهنا كلام خطير :

دولةٌ نشأت ومن حولها أعداء كُثر .. بل كل من حولها عدوّ لها !

_ ليس هذا فقط .. بل وبالعكس من زماننا ..
لم تكن فقط الدول والحاكمين هم الأعداء ..
بل كان الشعب بقاطبته معادٍ لهذه الدولة الجديدة .

_ بينما في زماننا أغلب الشعوب المحيطة بالدولة الإسلامية ..
مؤيّدة لفكرتها بقلوبهم ..

..

وهذه نقطة لو كانت زمن النبي لحسم الأمور كلّها في عامين والله ..
_ رغم أنّ ظروفه أصعب من ظروف الدولة الآن بكثيــــــر !

فهو قد وافق على صلح الحديبية "المجحف بحقّه" ..
رغم اعتراض أكثر الصحابة ووصول الأمر إلى مرحلة خطيرة ..
كادوا فيها أن يهلكوا بعدم سماعهم لكلام النبي بالرحيل ..

حتى استشار النبيّ زوجته أم سلمة بهذا الأمر الجلل ..
فأشارت عليه بحلّ جميل رضي الله عنها :
(شايفين بيستشير نسوانimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5!!) .

_ ورغم كلّ هذا ورغم أنه كان أكثر قوّة وقتها من بدرٍ بكثيــــر .
رضي بهذا الصلح "المجحف" وأحد أهم أسباب قبوله :
نشر الدعوة بين الناس واستمالتهم للدين الجديد وتعريفهم به !

وسنأتي على هذا الصلح الرهيب النتائج في وقته إن شاء الله ..

_ فهذه لفتةٌ مهمّة لمن يقول ظروف الدولة صعبةimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5!! :

لا حبيبيimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5..
ظروف النبيّ في دولته وقتها ..
أصعب بكثير من ظروف الدولة اليوم والله .. بكثير من الأمور .
ومع ذلك أقام دولةً امتدت لعشر قرون !!! خلال عشر سنين !

_ مع أنّه كان يتعامل مع عربٍ جِلاف أغلبهم بدوٌ ..
يمسك أحدهم بطرف ثوبه حتى تحمرّ رقبته بأبي هو وأمي ويقول له :
يامحمّد .. ! أعطني من مال الله الذي أعطاك !!
(تخيّل لو فعلها أحدهم مع قادتنا اليومimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5))

....

والنقطة الثانية الخطيرة والمهمّة جدّاً أيضاً بعد نقطة تأييد الشعوب :

هي أنّ قريش وقتها (أخطر أعدائه ورأس الحيّة بالنسبة له) ..
لم تكن عدّوة جميع دول المنطقة وقتها !

ولم تكن جميع العشائر والجميع يتمنى الخلاص منها ..
وحاقدٌ عليها منذ الصغر ..

ولم تكن جسماً غريباً عن المنطقة كلّها : جنساً ولوناً ولغةً وديناً ..

ولم تكن تحمل عداوة لكل الدول وقتها ..
ولم يكن الشعوب كلهم يحملون عداوتها ..

(كحال إسرائيل اليوم) .

...

كانت قريش يا أيها السادة وقتها :
إن لم تكن محبوبة من العشائر والشعوب ..
فهي على الأقل ليست مكروهة !

_ وليست العدو التاريخي الأهم والأخطر والأزلي والتاريخي والفطريّ .
لكل شعوب المنطقة باختلاف أجناسهم .

ولا يشمئز منها الجميع ويعتبرها جسماً غريباً ..
لا حقَّ لها بالعيش على هذه الأرض الغريبة عنها ..

(كحال إسرائيل كذلك) .

...

بل كانت قريش ابنة المنطقة بل ومن أعرق القبائل فيها :
نسباً (إسماعيل) ..
وقوّةً (حرب الفجّار) ..
ووظيفةً (خدمة الحجيج وسدانة البيت) ..
ومكانةً (سدانة البيت العتيق المقدّس عند أبناء المنطقة كلهم) ..
وتاريخاً (من زمن إسماعيل) ..
ورجاحةً (كانت دار الندوة فيها) ..
وكان فيها عقلاء العرب (كقصيّ بن كلاب جدّ النبي الأقدم) ..

_ وكانت مكّة أعظم المدن وأقدسها وأحدثها ..
وأكثرها تطوراً وراحةً وفخراً لكل العرب وكل أبناء المنطقة كلها ..

وقريش هم أهل مكّة منذ التاريخ وليسوا غريبين عنها !!!

...

بل والأهم يا سادة كانت قريش مقدّسة عند العرب تقديساً رهيباً ..
فهي حامية أقدس الأقداس عندهم وخادمته (بيت إبراهيم العتيق) .

وخادمة حجاجه وضيوفه ومن تقريهم وتطعمهم ..

_ وفيها أعرق العرب أنساباً (وهذا كان مهمّ جداً لأبناء المنطقة وقتها) ..
وهي قيبلة إسماعيل جدّ العرب ونبي الله وذبيحه (قدسية زائدة) .
وهي قيبلة قصيّ بن كلاب .. شيخ العرب كلّهم ..

...

والأهم أنّ مَن سيحارب هذه القبيلة .. هو ابنها !!!!
وكانت هذه عظيمةٌ جدّاً عند أبناء المنطقة ..
ولا زالت إلى اليوم لعظمها !

فهم أولاد قبائل وعشائر ..
وينصرون بعضهم ولو على باطل .. ولو فَنُوا !!

_ فأن يحارب رجل قبيلته وعشيرته وأولاد عمومته :
فهذا أمرٌ جلل عظيم عندهم .. والناس كلها ستنفر منه بالبداية !!

....

فقارن حال قريش وقتئذٍ ..
وكانت هي رأس أعداء النبي ورأس الحية بالنسبة له !

_ والتي لو يقترب منها مجرد تقريب :
لقامت عليه العرب كلها واستنفرت .. ولشبّهتهُ بأبرهة الحبشي :
الذي لم يكن مضى على فناء جيشه من الرّب كثير ..
(تقديس أيضاً لقريش) .

(بينما لو تحارب الدولة إسرائيل بالعمق ..
لكسبت قلوب مليار مسلم في كل العالم !! فلاحظ الفرق) .

....

فقارن حال قريش "الذي شرحته لك" وقتئذٍ ..
وحال إسرائيل (رأس أعداء الدولة الإسلامية اليوم) ..

ولاتعليــــــــــــــــــــــــــــــق !!!

...

سترى أيهما كان أصعب بكثيــــــــــــــــر !
وترى أن وضع النبي صلّى الله عليه وسلم في دولته ..
أصعب بـــــــــــــــــــآلاف المرات والله .. من وضع الدولة اليوم !!!!!!

_ ولو أن الدولة طبّقت نهج النبي بربعه فقط والله ..
كما تزعم أنّها : خلافة على منهاج النّبوة (لا تنظروا للشكليات) .

لثبتتْ بإذن الله قروناً !

_ منهج النبي في إقامة الدول وتثبيتها لم يكن بتطبيق الحدود ..
فلم تفرض الحدود إلا بعد وقت طويل من تثبيت الدولة أصلاً ..

_ لم يكن منهجه بأبي هو وأمّي :
أنّ الدولة تطّبق الحدود .. وتطّول الذقون وتخمّر النساء :
فهي تنصر الله وتقيم شرعه .. فلذلك سينصرها الله !!!!

_ منهج النبي أيها السادة : منهج كامل متكامل !
ولم تكن الحدود والشعائر إلا نتاج جهد كبير ..
وتفكير رهيب وذكاء عجيب ..
وحسن تعامل وحنكة وذكاء .. وسياسة وتخطيط ..
ومعرفة ودهاء وحنكةٍ :
استراتيجية وجيوسياسية وسيكولوجية (سياسة اجتماعية) !
وحربٍ في وقتها وكيفيتها ولمن يستحقّها ..
وموادعةٍ في وقتها وكيفيتها ولمن يستحقّها ..
وترهيبٍ في وقته وكيفيته ولمن يستحقه ..
ونظام أمني كامل متكامل كشف كل الاختراقات والدخلاء ..
و ... و ...

...

فالحدود وإقامة حكم الله في الأرض نتيجةٌ لإقامة الدول وتثبيتها ..
وليست سبباً له !!!!!

...

نعم أيها السّادة :

ظروف النبيّ في دولته وقتها ..
كانت أصعب بآلاف المرّات من ظروف الدولة اليوم والله ..
بكثير من الأمور .

ومع ذلك ... !
أقام دولةً امتدت لعشر قرون !!! خلال عشر سنين !

....

 

نعود لكلامنا :

يتبع إن شاء الله ..

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (44)


كتاب المغــــــــازي (30) :


 دولةٌ نشأت ومن حولها أعداء كُثر .. بل كل من حولها عدوّ لها !
مع شعوبهم كلهم وليس فقط الحكومات وشيوخ القبائل !

_ دولةٌ بتلك الظروف التي حدّثتكم عنها بالدرس السابق ..
وتريد رأس أبناء المنطقة كلّهم وأقدس قبيلة عندهم .. 
بالظروف التي حدثتكم عنها بالدرس السابق ..
والتقديس الموجود لهذا الرأس عند أبناء المنطقة كلّها !

_ وهذا الرأس يريدها ويحرّض عليها ويجمّع لحربها ..
فهم مجموعة من أبناء "عاقّين" لقبيلتهم وأهليهم وعشيرتهم ..
ويريدون حرب مكّة المقدّسة .. وتغيير دين الآباء والأجداد !

_ ويريدون أن يقربوا من الكعبة .. 

فإن تخلّوا عنها (قريش) يوم أبرهة لقوته ولعدم قدرتهم على ردعه .. 
حتى أرسل الله معجزةً لحماية بيته ..
فإنهم اليوم يستطيعون ردع هذه الفئة الضعيفة المستضعفة !

(هذه عوامل إضافيّة تحفّزهم على حرب النبي ودولته الجديدة ..
وتصعّب من مهمّة النبي بإنشاء دولته .. بأبي هو وأمّي ) .

...

دولةٌ بهذه الظروف الصعبة .. 
مع أولئك القوم الغلاظ الجلاف الذين أحدهم يئدُ ابنته ولايسأل !

كيف أنشأها هذا الرجل الغريب الوحيد ..
الذي خرج متخفيّاً بأبي هو وأمّي يخاف على نفسه من قريش ..

_ وبعد 8 أعوام فقط ..
غزاهم بجيوش جرّارة من أبناء هذه المنطقة نفسها ..
وقريش ومكّة عندهم ماشرحته لكم !!!!!!

ودخلها وهي أقدس الأقداس عندهم !!
ولم يطلق طلقة .. ولم يضرب بالسيف (إلا شيء لايذكر) .

...

إنها عبقريةٌ يا سادة مابعدها عبقريّةٌ ..
إنه دهاء وحنكة مابعده حنكة ودهاء ..

_ فسلّم لي على نابليون ..  ..
وسلّم على إسكندر المقدوني ..
وسلّم لي على عبد الرحمن الداخل .. 
وسلّم لي على جورج واشنظن ..
وسلّم لي على صلاح الدين الأيوبي ..
وسلّم لي على جنكيزخان ..
و .... و .... و .... 

...

إنّها بكل فخر وبكل بساطة :

عبقرية : محمّـــــــــــــد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ..
بن عدنان .. بن إسماعيل بن إبراهيم !

إنها عبقريّة _ إن كنت تثق بكلامي _ 
والله مامرّ في التاريخ مثلها أبداً !

...

صحي نسيت :
هذا نبيّ ومظلل بالغمام وهدوك صحابة و .. و .. 
 !
....... !

_ هذا الذي شُجّ وجهه وكُسرت أسنانه يا سادة ..
ولم يستطع أن يصعد صخرة (رغم قوته) من إنهاكه وتعبه .. 
هذا الذي فقد ابنه وزوجته وعمّه المناصر له ورفيق دربه حمزة ..
تُكلّم عليه واستُهزئ به ورُمي بأقذع التهم .. 
وتُكلّم في عرضه وزوجته ..
هذا الذي كان يُحمّ (حمّى) بعشر رجال .. 
هذا ... هذا .... هذا .... !

_ هذا الذي :
وأحنَكُ منه لم ترَ قطّ عيني .. وأذكى منه لم تَلِدِ النساء ! والله !

...

بأبي أنت وأمّي وعرضي ونفسي وأهلي ومالي يارسول الله ..
يامحمّــــــد .. شابّاً ورجلاً وقائداً وزوجاً وأباً ورفيقاً !

كم أُحبّك وأفتخر بك وأعتزّ بك وأرفع رأسي بك عاليــــــــــــــــاً !
(مو لأنو نبي عفكرة .. بل لأني مقتنع به كشخصية وإنسان) .

_ ويعلم الله أني أكتبها وأنا أبكي الآن حبّاً له وشوقاً وفخراً به ..
وحزناً على أمّة حَمَلتْ اسمه .. وهي أبعد ما تكون عن نهجه !

فتبّاً لنا من قوم مثّلوا دين محمّد ..!

_ فِدىً لك مَن يُقَصّرُ عن مَداك .. فلا مَلِكٌ إذن إلاّ فَدَاكا .
أروحُ وقد ختمتَ على فُؤادي .. بحبّك أنْ يحِلّ به سواكا .
وقد حَمّلْتَني شكراً طويلاً .. ثقيلاً لا أُطيقُ به حَراكا .
وفي الأحباب مُخْتَصٌّ بوَجْدٍ .. وآخرُ يدّعي معه اشْتِراكا .
إذا اشْتَبَهَتْ دُموعٌ في خُدودٍ .. تبيّن من بكى ممّن تباكى !

....

فركّز يا عبد الله يا من تريد الحقّ .. 
يامن تعتقد أنك على منهج النبيّ صلى الله عليه وسلم ..
وأنك مقلّد له ومتأسي به .. 

_ ومن تظن أنّ أمراءك وقادتك هم من يمثّلون منهج النبوّة !
فقط بما يردّدونه من شعارات وشكليات ..
وما يربّونه من ذقون ومايقصرون من ثياب ..
وما يخطبون من خطب .. وما يقيمون من حدود !!

...

فهاهنا منهج النبي وهاهنا سيرته بحقها ..
وهاهنا حياته بأبي هو وأمّي ..

أفيعقل أن قوماً تأسّوا بسيرته بحقها .. 
وهم إلى الآن في أسفل الأمم ؟؟!!!

_ بل ويلعب بهم من كل الأمم كما يلعب بالكرة !
ويحرَّكون كما تُحرَّك قطع الشطرنج ..
ويُختَرقون ويُستَجحشون ويُخدَعون ويُستَحمرون ويُستَحقرون !
ويستعلمونهم محارم تمخيط ووقود وحطب لتصارع مصالحهم !!!!

...

فأوّوواهٍ أوّاه .. على جند محمّد بحقهم ..
أوّوواه أوّاه .. على أتباع محمّد بحقّهم ..
أوّوواه أوّاه .. على نجباء محمد وأتباعه المحنّكين الأذكياء:
سياسة واستراتيجية ومكراً بأعدائهم ..
ومواكبةً لأحدث أساليب الحروب في عصرهم ..
(هي في عصرنا حروب الاستخبارات) ..
ومعرفة ًبأسرار مخابرات أعدائهم ..
واستغلالاً لأقلّ الإمكانيات بأفضل النتائج ..
ومعرفةَ نقاط ضعف أعدائهم وخلافاتهم واللعب عليها ..
و .. و .. و ... و ... و .. 

...

أُعيد ما قلته لكم بالدرس السابق :

منهج النبي أيها السادة : منهج كامل متكامل !

ولم تكن الحدود والشعائر إلا نتاج جهد كبير ..

وتفكير رهيب وذكاء عجيب ..

وحسن تعامل وحنكة وذكاء .. وسياسة وتخطيط ..

ومعرفة ودهاء وحنكةٍ :
استراتيجية وجيوسياسية وسيكولوجية (سياسة اجتماعية) !

وحربٍ في وقتها وكيفيتها ولمن يستحقّها ..

وموادعةٍ في وقتها وكيفيتها ولمن يستحقّها ..

وترهيبٍ في وقته وكيفيته ولمن يستحقه ..

ونظام أمني كامل متكامل كشف كل الاختراقات والدخلاء ..
و ... و ...

_ فالحدود وإقامة حكم الله في الأرض نتيجةٌ لإقامة الدول وتثبيتها ..
وليست سبباً له !!!!!

....

أمتي ... أفيقي أمتي ..
واجعلي مايكتب لكم هاهنا من دورسٍ .. نبراساً لك ومنهجاً !

_ هذه سيرة نبيك!!

التزميها واعقليها وعيها وطبّقيها .. ترتفعين وتُعزّين !

وإلا .. فابقِي ممسحة الأمم !!

لكن لاتلوّثي اسم ذلك الرجل فيكِ .. 
إن لم يكن من أجله كنبيّ ورسول .. 
بل من أجل ذكائه وعبقريته .. أن نشوّهها بغبائنا و"صهودتنا" !!

(التصهود يجعل أذكى الشباب غبيّاً أحمقاً ..
فهو يجمّد عقله عن التفكير بحجّة الطاعة والولاء ..
وبذلك يقضون على طاقات الأمة عقلاً !

ريثما يحرقه أمراؤه الخبثاء أو الأغبياء ..
بمعارك محارق فيقضوا على الطاقات جسداً !!).

...

فركّز ماذا فعل بأبي هو وأمّي .. وكيف كانت تصرفاته وأفعاله بحقها.

لا ما علّموك إياه من قصص ليى والذئب :
والملائكة والمظلل بالغمام والماء التي تجري من أصابعه ..
وأكل السم وماصرلو شي !!!!

_ أو ما حوّلوه لك ولوّوه بألسنتهم ..
حسب مايوافق هواهم ومصالحهم ومصالح أسيادهم !

{وإنّ منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب ..
لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب !
ويقولون هو من عند الله .. وما هو من عند الله ! }

...

فركّز بذلك ..
وقارن بما يفعله أمراؤك اليوم الذين يدّعون أنهم على منهجه .. 
ويريدون منك طاعة وبيعة وتقديساً وسمعاً وطاعةً ..

بأنهم هم من يمثّل هذا الدين ويمثّل منهج النبي !!!
وأنهم من سينصر هذا الدين .. وسيقيم الإسلام ودولته !!

...

يتبع إن شاء الله ..

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (45)

 

كتاب المغــــــــازي (31) :

 

الآن يأتي سؤال .. !

لماذا يثرب أيها السّادة ؟!!!

لماذا كان اختيار الله سبحانه لنبيّه : يثرب .. !

_ ماعلمونا إياه : لأنها المدينة المنورة وأهلها طيبون !!
ولأن أهلها كانوا على علمٍ بقدوم نبي جديد من اليهود جيرانهم ..
و .. و .. و ..
(نعم هذه عوامل تؤثّر لكن هل هي يا ترى السبب !!!
لو كانت هذه فقط يا إخوة فيوجد مثل يثرب الكثير)

...

وها هنا لفتةٌ انتبهوا إليها أيها الإخوة ..

لفتةٌ ... !
هي ككلّ هذه السيرة التي يَروُونها لكم :
مقفرةٌ مجدبة جوفاء مفرّغة من عِبَرها الحقيقة ..
ومن خفاياها وأبعادها ودروسها !

_ لها شكل السيرة فقط ..
لكن جوفاء مفرّغة من كل قيمتها ودروسها !

...

ولما أفرغنا هذا الدين من حقيقته بقي لنا منه الشكليات فقط ..
مفرّغة جوفاء مجرّدة .. بكل جوانبه !

_ ففي الصلاة نصلي صلاتهم نفسها ..
نسجد كما سجدوا ونركع كما ركعوا !!

لكن أحدهم كأبي بكر مثلاً ..
كان يجهش بالبكاء لما يقرأ الفاتحة فقط ..
وأحدهم يصفرّ وجهه لما يريد أن يدخلَ بالصلاة ..
وأحدهم قطعت رجله بالصلاة و..
أحدهم كانت صلاته تنهاه وتكون موعداً يشتاق له ويجنّ بدونه ..

_ ونحن صلاتنا الجوفاء المفرّغة التي بقي لنا منها الشكل فقط :
نتنافس فيها بالتثاؤب وبحك الوجه وبالأفكار والاختراعات حتى
وتَذكُّر المنسيات !!

...

وحتى جهادنا ..
أصبح للقتل والذبح والصلب وإقامة الحدود على الناس !!

أفرغناه من كل شيء ..
أفرغناه من رسالته ومن سموّه ..
وأنّه بالأصل للحياة ولتعمر الحياة ..
{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم !}

وأنّه رحمةٌ بالناس ومن أجلهم ومن أجل مصلحتهم ..
لاتخويفاً لهم وقتلٌ وذبح وصلب وجلد ورجم ..

وإنما هي مجرّد وسائل لابدّ منها ببعض الحالات ..

_ بل كان الجهاد عندهم أيّها السّادة ..
(وقد تحدثنا مفصّلاً عن هذا بالدروس السابقة ..
وبسلسلة جهاديّات للعبد الفقير : http://justpaste.it/CIHADIYAT)

كان الجهاد عندهم :
رسالةً ورحمةً بالبشر من عذاب أليم قادم لهم ..

_ وإلا فلِمَ كانت الدعوة إلى الله أولاً .. ثم الجزية !!!
أليسوا كفارًا والجهاد هدفه قتل الكفّار فقط (زعموا) ..
فلماذا الجزية إذاً ؟!!

هل نبيع ديننا بمالٍ منهم يعني ؟!!!

...

فهذا حالنا وهذا دأبنا ..
ثم نأتي ونعلن أننا نمثل الإسلام !
وندّعي أننا على المنهج الصحيح !
وأنّ كل جماعةٍ منا هي الفرقة الناجية !!
وأننا أتباع محمّد !
ونسأل الله نصره .. وليس هذا فقط !! : بل الذي وعدنا !!!

....

نعود لموضوعنا : لماذا يثرب ؟!!!

تخيّلوا أيها السّــــــــادة !!
أنه ولا عالم قد كَتَب في السيرة ..

قد فَكَّر مجرد تفكير بشكل علمي استراتيجي عسكري أمني :
(رغم أنّ هذه الجوانب ..
هي التي طغت علي كلّ حياة النبيّ في يثرب !!
باعترافهم هم !!!!)

لماذا ..
لأنّ تفكيرهم : إنّا وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على أثارهم مقتدون !

_ تجميد العقول .. وجعل هذا الدين رهبانية !
وأنّه مجرد قصص أو تبركيات أو تعويذات ..
أو حركات مع تسبيحات وتحميدات (الصلاة) .
أو جوع وعطش (الصيام) أو إنفاق مال أو مشقة وشعائر (الحجّ) !!!!!

_ وإنها وربي الرهبانية والعلمانية الجديدة ..
فإن كانت العلمانية هي فصل الدين عن الدولة والسياسة فقط ..

فإن العلمانية الجديدة : هي فصل الدين عن الحياة كلّها ..
وقد أسهم بها علماءنا ومشايخنا قبحهم الله ..
وهم من زرعها بأذهاننا بغبائهم وحمقهم .. أو خبثهم وعمالتهم !

_ خلاص نعرف من الهجرة مثلاً أنه ذهب ليثرب ..
لأن الأوس والخزرج جاؤوا للعقبة وبايعوه..
ومنهم أصلاً من يقول بطريقة غير مباشرة :
أنهم استقبلوه .. لأنهم أرداوا فقط أن يفقّعوا اليهود ..
ويكون لهم نبي يفقعونهم فيه كما يفقعونهم هم !!!

...

لماذا يثرب برأيي :
لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم وهذه نقطةٌ رابعة ..
(تضاف للنقط التي تحدثنا بها بالدروس السابقة لهذا الدرس ..
عن قريش ووضع قريش ووضع العرب وقتها وصفاتهم ..
ووضعه هو وهو ابن قريش ويحارب أهله و ... و ... )

_ فمّما زاد من تعقيد إنشاء دولته :
(ليعلّمنا ربّنا ولايكون لنا حجّة .. بأنّ ذاك نبي وظروفنا أصعب !!
فلا ظروف والله أصعب من ظروف النبيّ عند إنشاء دولته وقتئذٍ) .

ممّا زاد من تعقيد إنشاء دولته ..
أنّه أتى لمدينة عجيبة غريبة بوضعها وبتركيبتها وديموغرافيتها !

وسبحان الله الذي اختارها له :
ليعلّمنا حِكَماً عظيماً ستذهلون منها ..
وليعلّمنا كيف تُنشأ الدول مهما كانت ظروفها صعبة ..

...

فيثرب أيها السّادة حسب ما رأيت في حال البلدان وقتئذٍّ ..
كانت مدينة فريدة في كل الجزيرة (جزيرة العرب) !

_ فهي المدينة الوحيدة التي يعيش فيها اليهود "أهل الكتاب" ..
مع العرب "الوثنيين" ..

ولكلّ منهم فيها صولته وجولته فيها وشبه دولة مستقلّة ..

يثرب مجتمع حوى اليهود والعرب (دولتين مستقلتين) ..

ورغم أنّ اليهود كانوا بطوناً مختلفة إلا أنّ كلمتهم "كالعادة" واحدة..

بينما كان العرب "كالعادة أيضاً !" ..
دولاً متفرّقّة (الأوس والخزرج) ..
واليهود يفتنون بينهم ليتحكّموا بهم ..

_ وهذا نفس حالنا اليوم ..

...

فعدى أنّ النبي كان يواجه أعداء خارجيّين ودولاً عديدة عدوّة له :
سُليم وغطفان وهذيل وقضاعة و .. و .. الخ ..
ورأسهم وأخطرهم وأهمهم ومحرّكهم : قريش !

كان يواجه داخل المدينة التي هاجر إليها مجتمعات متفرقة ..
أشبه بكانتونات غير متجانسة مع بعضها أبداً ..
بل العداوة بين الأوس الخزرج أنفسهم من جهة ..
وبين الأوس والخزرج كلهم واليهود من جهة أخرى !

...

وهذا نفس حالنا اليوم بمجتمعاتنا
(طوائف متعدّدة غير متجانسة متفرّقة حتى بنفس الطائفة) ..
فلا حجّة لنا والله ..

_ والعطل منّا نحن .. لامن ظروفنا !
فلو فهمنا سيرة نبيّنا بحقها ..
ماضيعنا فرصةً ذهبية هيّأها الله بأحداث الشام ..
لإقامة دولة العدل دولة الإسلام ..
(التي تثبت بإذن الله قروناً ..
لاسحابة صيف.. قوتها برعبها للناس وللمجتمع التي تحكمه ..
فستزول ولابدّ)

...

هذا أهمّ سبب لاختيار الله له ليثرب برأيي ..
وبقية الأسباب مكمّلة لهذا السبب ..

اختارها له .. لئلا يكون للناس على الله حجّة بعد النبي وسيرته !

....

فماذا فعل بأبي هو وأمّي .. من أجل إقامة دولته :
(دولة الله ..
التي فيها العدل للجميع والازدهار والحضارة والقوة والريادة ..

وليس الصلب والقتل والذبح و .... الخ .
وهي حوادث نادرة جدّاً في حياته صلى الله عليه وسلّم ..
مافعلها إلا لضرورتها وفي وقتها وفي ظروفها !
ولم تكن علامته والثوب الذي يميّز دولته ..

كحال دولنا التي تدعي أنها دول وإمارات للإسلام اليوم ..
فقط لأنها تطبّق الحدود وتذبح الكافرين و ... الخ !!)

_ فماذا فعل بأبي هو وأمّي .. من أجل إقامة دولته ..
وهو بتلك الظروف ..
وكيف تغلّب عليها جميعاً بعبقرية وفنّ واحتراف وبروفوسوريّة ..

هذا ماسنراه في الدرس القادم إن شاء الله ..

وكتبه الغريب ..

 

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (46)

 

كتاب المغــــــــازي (32) :

 

أول مافعله النبيّ صلّى الله عليه وسلم ..
أرسل مصعباً وتكلّمنا عن إرساله وشخصيّته في دروس سابقة ..

١- مصعب بحنكةٍ وذكاء وعبقرية ..

(لاننسى أنّ من أرسله هو أذكى منه) ..
قام بتمهيد الجوّ للنبي بين قبيلتي العرب : الدولتين (الأوس والخزرج) .
مهّد له الجو وأصلح بين القبيلتين (قدر الإمكان) ..
بعبقرية مصعبيّة محمّدية ..

...

مصعب (ولايروي لنا أصحاب السيَر هنا كثيراً للأسف ..
عن ماحدث بالسنة التي قضاها مصعب في يثرب قبل الهجرة)

_ لكن أنا أثق أنها كان فيها من العبقرية : مدرسةً مصعبيّة ..
وإن كانت الهجرة هي أهمّ حدث بتاريخ الإسلام ..
فإنّ مهمّة مصعب في المدينة هي من أنجحتها .. نقطة انتهى .

مصعب .. أصلح بين الدولتين (الأوس والخزرج) ..
وتصرّف باحترافية بالغة حيث أعطى لكلّ حقّه ..
وراعى الزعامات وأعطاهم مكاناتهم ..

ويبدو أنه بدماثته ورقيّه الاجتماعي لم يخافوا منه ..
ولم يروه باحث عن سلطة وجاه ..
يريد أن ينتزع منهم ملكهم وسيادتهم فأعطى لكلّ ذي حقّ حقّه ..

يبدو أنه دفع فيهم دماءً جديدة .. وضخّ فيهم روحاً جديدة ..
كانوا يحتاجونها لأنهم ملّوا حالتهم وحروبهم ..

وكان هذا أولاً وآخراً بتيسير الله له ..
ثمّ بحنكة مرسله ومعلّمه .. ثم بحنكته هو رضي الله عنه ..

..

مهّد الجوّ له بين العرب ..
وأتى هو صلّى الله عليه وسلّم وكمّل المهمّة ..
التي هو من خطّط لها وهو من وجّه مصعب بالتعليمات لها ..

_ فإن كان قد وجّه معاذ لئلا يطيل بالصلاة على أهل اليمن ..
فبرأيكم ماذا يكون قد وجّه مصعب ؟!..
وهو في وضع أصعب بألف مرة من وضع معاذ !

وكانت مهمّة أخطر على الدين كلّه وعلى أمته كلها ..
بألف مرة من مهمّة معاذ .

...

فماذا فعل لما أتى المدينة .. صلّى الله عليه وسلّم :

٢- آخى بين الناس ..
(هذه كلمة سهلة لكن تحتاج عبقرية وحنكة وحسن تدبير رهيب)

...

٣- ثم توجّه لليهود ..

فوادع يهود .. وكلّ قرءانه كان يهاجمهم !!
ويبيّن خطرهم ونجاستهم وغدرهم ويذمّهم و .. و .. و ..

..

وادعهم حتى تمكّن من مجتمعه الداخلي نوعاً ما ..

_ فرغم خطرهم ومكرهم عليه ..
وتحذير قرءانه منه وتوضيح غدرهم ونجسهم !
وعلمه علم اليقين تخطيطهم عليه ..

_ لكن لم يرد أن يشغلوه عن العدو الرئيسي : قريش !!

فصبر عليهم وعلى آذاهم ..
وعلى سمومهم وتخطيطهم عليه ..
(لدرجة كادوا أن يقاتلوا بين الأوس والخزرج مرّة بمكرٍ منهم ..
حيث ذكّروهم بثاراتهم إلى أن كادوا أن يتقاتلوا !!!) .

..

صبر على كل ذلك ..
ريثما يمكّن مجتمعه الداخلي .. يوحّده ويربيّه ويعالج مشاكله ..
ويحيّد المنافقين فيه قدر الإمكان دون مواجهة ..

ريثما ضرب رأس أعدائه (إسرائيل في يومنا هذا) ..
ضربة هزّت عروش جزيرة العرب كلها من شمالها لجنوبها (بدر) .

_ فكان هدفه الرئيس :
مجتمعه .. والرأس.. ولم يلتفت إلى سواهما !!
وكل ماكان يفعله دون ذلك .. كان بحيث لايشغله عن ذلك !

..

فلم يُرِق دماً واحداً من يهود رغم كل خبثهم وتخطيطهم عليه ..
حتى قال جملته عن العدو الرئيسي: اليوم نغزوهم ولايغزونا !
(بعد فشل معركة الخندق) .

(للتنويه وقتها لم يكن اليهود عدوّه الرئيسي كيومنا هذا ..
بل كانت قريش فلاتخلط الأمور بذهنك) .

_ تصوّر أنه تحمل اليهود بينه وبين رعاياه وبين جانبيه ..
وفي عمق دولته !!
وهو يعلم خطرهم وخبثهم وسمومهم وغدرهم وخططهم عليه ..

_ ليس هذا وحسب ..

بل لما غدر بنو قنيقناع ..
(كما سنرى بالدرس القادم) ..

لم يقتلهم ولم يرق دماً واحداً منهم ..
ولم يأخذ أبناء عمومتهم ودينهم من بني النضير مثلاً بجريرتهم !!

_ وحتى لما غدر بنو النضير .. لم يأخذ بجريرتهم بنو قريظة !
رغم علمه التامّ أنهم جميعاً سواء أهل غدر وخيانة وخبث ..

_ فما هذه السياسة الرهيبة ياقوم ؟؟!!!!!!

..

تسألهم اليوم لماذا ذبحتم ألف رجل :
من عشيرة الشعيطات المحسوبة على أهل السنة ..
يقولون : طبّقنا بهم حكم بني قريظة لأنهم غدروا !!!! !!!!!!

..

كما قلت لكم ..
الأحكام مجتزأة دون تعمّق بها ودراسة لسيرة الني كاملةً ..
ويدورونها حسب ماتهوى أنفسهم !

_ ولو فعلها مخالفوهم ..
وقالوا حكم الجاسوس أن تعفو عنه مثلاً !!

سيقيمون عليه الدنيا ..

_فلو قلت هذا حاطب مثلاً !!

يجن جنونهم لأن هواهم هنا طبعاً أن يكون حكمه القتل ..
ويبدأون.. وهل تأخذ قصّة حاطب مجرّدة هكذا دون ماقبلها !!!!
ودون مابعدها .. ودون معرفة ظروفها .. ودراسة الواقع فيها !!
وأن حاطب كان من أهل بدر ..
وأن حاطب كذا وأن وضع النبي في تلك المعركة كذا ..
وأن حاطب لم يقل عنهم شيء و ... و .. و..

_ ويبدأ ويقول لك :
ما قولك بمن أشار بيده لليهود أن حكمهم الذبح مجرّد إشارة ..
ألم تنزل به الآيات : لاتخونوا الله والرسول و ... و .. الخ !

..

فهذا المرض الآفة الحارقة المحرقة القاصمة الحالقة :
دين الأهواء !!

..

فكم كرّرت عليكم ..
لمّا تنظر للحكم لاتأخذه مجرّداً ياعبد الله وتسيره لهواك ..

{وإنّ منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب ..
لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب !
ويقولون هو من عند الله .. وما هو من عند الله ! }

{يحرّفون الكلم عن مواضعه .. !} .

_ وسنأتي مفصّلاً عن مافعل بيهود ..
بعد دروس قليلة إن شاء الله .. وسنبدأ ببني القينقاع !

......
......

٤- ثم تحمّل المنافقين كابن سلول الذي كان يقدر أن يقتله بإشارة منه ..
وذلك لكي لايثير الفتن في قتله ..
ويحرّك الغرائز الموروثة المتربّين عليها عقوداً ..
وهي غرائز قبلية وثارات وعصبيات قبلية ..

...

٥- سايس بعض المسلمين الجدد من أهل يثرب ..
الذين ما زالت بهم بعض المواريث القبلية والثارات ..
من أيام حرب الأوس والخزرج : كسعد بن عبادة .. وترقّق معهم !
وهو من سادات الخزرج يومئذٍ .

...

٦- لم يخرج في السرايا إلا مهاجرين وكان على رأسهم ..
وإن لم يكن هو بنفسه الشريفة :
(والذي نفسي بيده لولا أن أشقّ على أمتي ماقعدت خلاف سريّة ..
تغزو في سبيل الله لكن لا أجد سعةً فأحملهم ..
ويشقّ عليهم أن يتخلّفوا عني ..
والذي نفسي بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ..
ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل)

_ فإن لم يكن بنفسه كان يرسل على رأسهم أقرباءه وبنو عشيرته ففهم الناس أنه لم يكن بأبي هو وأمّي :
راغباً بزعامة أو ملك له ولعائلته ..

_ وهذا ماكان واضحاً جليّاً ..
فمن تولّى بعده أبو بكر وبعده عمر وبعده عثمان ..
وكلّهم رضي الله عنهم ليس من عائلته !!

ولو أراد بأبي هو وأمّي لأشار إشارة واحدة فقط ..
فلم يخرج هذا الأمر من ولده وآل بيته قروناً !!

٧- لم يتقصّد إلا قريش وقوافل قريش وتجارة قريش ..
والتجسس على قريش وحرب قريش وأموال قريش ..
ورجال قريش (الرأس) ..

_ فدولته وافد جديد على المنطقة ..
فلم تعادي أهلها وإنما عادت أبناء قبيلتها هي : قريش ..
.. و .. و ..

يتبع إن شاء الله ..

 

 

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (47)

 

كتاب المغــــــــازي (33) :


(لو كنت مكانك لدرست كل حرف فيه ولأعدته عشرين مرّة) .

8- لم يعادي أحداً ممن حوله من القبائل ..
(مانتحجّج اليوم بأنهم الكفّار والمرتدين ووجوب قتالهم و ... و ...)
فقد كان همّه فقط وقتها تأمين طوق الدولة الجديدة ..

فقد وجدنا أنه مرّ بغطفان (شمال) وبنو سليم (جنوب) ..
ومزينة (غرب) والآن نجد (شرق) .. (انظر الصورة المرفقة) 

‏(نسيت أرفق الصورة معه لذلك أُعيد نشره) .  سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (47)  كتاب المغــــــــازي (33) : (لو كنت مكانك لدرست كل حرف فيه ولأعدته عشرين مرّة) .  8_ لم يعادي أحداً ممن حوله من القبائل .. (مانتحجّج اليوم بأنهم الكفّار والمرتدين ووجوب قتالهم و ... و ...) فقد كان همّه فقط وقتها تأمين طوق الدولة الجديدة ..  فقد وجدنا أنه مرّ بغطفان (شمال) وبنو سليم (جنوب) .. ومزينة (غرب) والان نجد (شرق) .. (انظر الصورة المرفقة) .  _ وكلّ هذا بعد ان ضرب الرأس وأوجعه وقصم ظهره وهو :  قريش سيدة العرب يومئذٍ !  ....  يقول ابن اسحاق فخرج إلى غطفان (دولة مجاورة له) .. خرج ب 450 رجلاً !!  _ هذه الكلمة تمرّ عليك وقد لاتقرأ الرقم حتى !!  وهكذا يا سادة تعلّمنا سيرة أذكى إنسان عرفته البشرية للأسف !!  _ هكذا إنسان ..  فَصفِصْ كلّ حرف وصلك عنه ..  وتابعْ أدقّ تفاصيل حياته وخصوصاً في حروبه ومغازيه .. هذا لو كان إنساناً عاديّاً ..   فكيف إن كان نبيّاً يجب أن تقتدي به لتُنصر ولتنجو ؟؟!!!  _ لكن .. ما رُسم لكم أَيَا أمّته ..  أن تتعلّموا هذه التفاصيل فقط في السواك وتقصير الثوب وإطالة اللحية وغسل الجماع وهل الركبة من العورة أم لا ... !  ...  وهكذا .... بُدّلت أمّة محمّد .. مع أنها مازالت تحمل شكله ! وهكذا دانت بدين جديد ليس من دين محمّد في شيء .. إلا رسمه وشكله : مفرغّاً مجوّفاً !  فأُخزت .. وذُلّت .. وضاعت .. وتاهت .. وضيّعت .. وضلّت !  _ مع أنها نُبّهت من المتولّي الوحيد لها : أنه لن يمكّن لها إلا دينها الذي : ارتضـــــــى لها !  فكم من زاعم أنه على دين محمّد وأنه يمثّله ..  وهو ليس منه في شيء ! فكانت هذا الاية فاصلة جامعة :  الذي ارتضــــى لهم .. لا أيّ دين يزعمون !  ...  الان انظر فقط لرقم .. كم سيأخذ منّا من كلام !! (لو عشت السيرة كما أعلمك إياها)  وكم سيفتح لك تخطيطاً استراتيجياً كاملاً .. قد يتسبب بربحك أو خسارتك لدولتك كلّها وحرق رجالها !!  _ ثم نقول لماذا لاينصرنا الله .. وقد نصرناه !! ظنّنا أن النصر فقط يأتي : بإقامة الحدود وتطويل اللحى وتقصير الثوب و ... !  _ والله لو أحببنا نبيّنا بحقه ونريد نصرته بحق لعشنا معه بكل لحظة .. كما لو كنا بقربه على يمينه !!  أرأيت لبنت تحبّها .. كم مرة تقرأ الرسائل بينك وبينها وتعيدها ؟!! كم مرة تتخيل حالتها وتحاول أن تعيش مكانها وهي تكتب كل حرف ..  كم تحاول أن تعيش حالتها ومكانها .. وتتخيل كل حرف يصلك عنها ماحالتها وكيف قالته ولماذا .. وما أبعاده وماخفاياه وهل تقصد كذا أم قصدها كذا .. و .. و ..   ...  أرأيت لسجّان (وأغلبكم الان ذاق ولو ريحة السجن .. فلّعلكم الان تفهمون عليّ هذا المثل جيّداً)  أرأيت لسجّان يأتي ويقول لكم كلمتين كم يوم تقعدون تحلّلون كلامه ..  كم يوم تقعدون تحلّلون لو غيّر السجّانة فقط أسلوب كلامهم .. كم يوم تقعدون تحلّلون لو أنّهم قصّوا لكم شعوركم !! كم يوم تقعدون تحلّلون وتستنيجون .. لو قال أحد السجانة لأحدكم وهو يطلب صابونة مثلاً أو دواء :  مافي داعي إلو اصبروا شوي  كم يوم تقعدون تحلّلون حتى وجه السجّانة ..  كم تسترقون السمع لتسمعوا كلمة واحدة منهم ..  كم تنتظرون قادم من التحقيق ليخبركم ولو بحرف سمعه .. كم تنتظرون سجين جديد ليخبركم بخبر جديد !!  كم .. كم .. كم ..  ...  لماذا .. ؟!! لأنّك وقتها تريد النجاة فتحلّل كل حرف أو حركة أو حتى إشارة .. من كلام من تظنّ أن نجاتك عن طريقه .. !!  ..... ! هل أكمل المقارنة ياشباب !!!  _ أعرفتم معنى : آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم !!!  أعرفت لو أنك فعلاً تؤمن باليوم الآخر ..  وأنّ كتابه الله ومحمّداً وسيرته هي مَن ستنجيك وتُنجي أمّتك .. والله لفصفصتها ولفكّرت بكل حرف فيها .. أياماً !!  ...  فهذا المحبّ وربي ..  وليس من حبّ الني كعاطفةٍ فقط ..  ثمّ تصرّف على أساس عاطفته آخذاً لأحكام مجتزأة .. محرّفاً الكلم عن مواصعه !  وهو يخالف منهجه بل ولم يتعمّق بشخصيته ولم يدرسها !  ...  فكان الناس على ذلك مناهجاً ..  كلٌ يرى نفسه الحقّ .. وكلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون !  1- فمنهم من رأى المحبّة أن يصلي عليه الصلاة النارية .. ويرقص باسمه ويمسك وِرداً .. ويزور قبره .. وهاهي دولة الأشباح قد حضرت .. فامدد يمينك يارسول الله كي تحظى بها شفتي .. !  _ ويرى نفسه الحقّ ويتحسّر على مخالفيه أنهم ما عرفوا النبيّ بحقه !  ..  2- ومنهم من رأى أن المحبّة أن يعطي صيغة عن الاسلام : الجميل المتسامح :) والاسلام دين المحبّة .. واليهودي الذي رمى الزبالة على باب النبيّ والنبي سكت .. وأن الرسامين يرسمون النبيّ بهذه الصورة : لأننا نحن أعطينا صورة خاطئة عن النبي !! (يخلطون الحق بالباطل قاتلهم الله .. ويلبّسون على الناس ليُخفوا عنهم حقيقة الصراع .. وكأن كعب بن الاشرف أو من هجى النبي بأشعاره أو هزأ به .. كان بسبب النظرة الخاطئة التي أعطاها النبي عن نفسه :) والصحابة عن نبيهم ..  والأجمل أن الناس تصدّقهم !!! لاضير : فإنّ أمتي أصبحت قطيعٌ يختلف راعيه فقط وربي .. وذلك ببعدها عن التعمق بسيرة نبيّها بحقها !!)  _ وطبعاً أيضاً هذا الصنف : يرى نفسه الحقّ ويتحسّر على مخالفيه أنهم ما عرفوا النبيّ بحقه !  ..  3- ومنهم من رأى أنّ المحبّة هي أن يدرس ويجتهد ويتفوق .. وهكذا يُعزُّ الاسلامَ ! لأن الغرب سيقول انظروا ماشاء الله هذا مسلم وعالم !  ((وأيضاً يخلطون الحقّ بالباطل .. ويلبّسون عن الناس ويحرّفون الكلم عن مواضعه ! فجعلوا العلم المطلوب والضروري فعلاً لعزّة الأمة ..  حجّة لهم لمصالحهم النتنة الشخصيّة ..   فماذا فعلت أنت ياعالم :) !! ياخبيث لنصرة ربّك ودينه ..  هل اغبرّت قدماك ساعةً فقط في سبيل الله !! هل تقدّم هذا العلم لنصرة دينك ..  هل تعدّ جيلاً من المجاهدين في سبل ربّك فيه !! أو على الأقل هل أنفقت مالك في سبيل نصرة هذا الدين .. والجهاد في سبيل الله سبحانه ! (والناس ثلاثة : غازٍ أو مجهّزٌ لغاز أو يخلف غازياً بأهله بخير)  - هه .. قال سيقولون ماشاء الله هذا مسلم وعالم !! وهل الاسلام أن تتحرك وتتثاؤب وماتصدق إيمت تخلص منها  (ما تسميه أنت : الصلاة :) ) .  - لو كان هذا الاسلام .. لسهلت والله جنّة الله ! ولما مات ثلاثة أرباع الصحابة .. قتلاً :) !! ولما مات النبي مسموماً .. ولما شقينا وما عُذّبنا في السجون والمعتقلات .. والتشريد والذلّ والتعذيب والخوف والترقّب !!  - فهل يُعقل أن ندخل نحن الجنّة .. "إن لم يردّ الله اعمالنا بوجوهنا وقبلها برحمة منه لابٍحُسنها هي"  فنراك متربّع على الارائك مقابلنا :) وأنت لم تغادر "الكوندشن" يوماً ! "أقول هذا ليس لأهُتّك وأمدح نفسي الخبيثة .. بل لتصحو!" )) .  _ وهذا أيضاً طبعاً يرى نفسه الحقّ .. ويتحسّر على مخالفيه أنّهم ما عرفوا النبيّ بحقه !  ..  4- ومنهم من رأى المحبّة : أن يَقِتل ويذبح ويصلب ويشوي ويرجم ويجلد !!  (وهذا وربي لعلّه الان بزماننا أشدهم خطراً ..  فأولئك ضررهم على أنفسهم .. أما هذا فضرره على أمّة كاملة ..   - أمّةٌ حلمت بالاسلام ودولته ونسجت عنها أجمل الخيالات .. وحلمت بها كثيراً واشرأبّت روحها له طوال عقود : (انظر الشعب السوري رغم بعده العجيب عن دينه .. كيف كان يريد أول الأحداث دولة اسلامية ..  إلى أن جاءت هذه التنظيمات الحمقاء المخترقة .. الملعوب بأسفل بعض قاداتها إلا من رحم الله ..   فاستثمرتْ حبَّ الناس لنبيّهم وحلمهم الجميل عن دولة الاسلام .. وأدخلوا فيه حبّ هواهم أو حب تسلطهم أو تربيتهم بالصغر .. أو استرداد لحكمهم أو .. أو ... . (انظر الدروس السابقة وانظر درس تزكية النفس وجهاديّات 34) . فجعلت هذا الشعب الان يكره رائحة اسم دولة الاسلام .. مجرد رائحة اسم ..   - وطبعاً لو أفصح احدهم عن هذا ..  يقولون : انظروا المرتدّ طلع مظاهرات لا يريد حكم الله !!!!! جعلوا أنفسهم مكان الله سبحانه يمثّلونه !! لعلّه لايريد حكمكم أنتم .. لاحكم الله الذي تزعمون أنكم تمثّلوه ..  - ولتفهم عليّ جيداً ولاتخلط الأمور .. وتظن أنّ هذا الكلام ككلام السروية أو المرجئة أو علماء السلاطين ..  يجب أن تكون متابعاً لكلامي كلّه وللدروس السابقة كلّها .. ولاتجتزأ وتحوّر وتلبّس وتدلّس !  ..  وهنا أعيد آخر بوست لي الذي يبدو لم يُعجب إدارة الفيس .. أو متصهودة هؤلاء .. فأغلقوا الحساب بعده بساعات !  جهاديّات (34) :  ما أسهل أنك عندما تخسر حكماً حكمت به الناس استبداداً .. باسم الرئيس المفدّى ..  والحزب القائد للدولة والمجتمع ! و ... و ... .  بحيث كان أي شخص ينتقد الرئيس وأحكامه .. يُسجن !  ...  فما أسهل عندما تسقط وتخسر حكمك .. وتجد أن هذا لن يفيد في استمرار استعبادك للناس ..  وللقطيع الذي كنت تحكمه باسم الثورة .. ومواجهة الاستعمار والصهيونية !!  أن تحولّه لاسم الاسلام ..  وباسم الله ورسوله !!  _ وهذا سهل ..  فما عليك إلا أن تأخذ أحكام الدين مجردّة مجتزأة مفرّغة ! باسم : تطبيق الحدود وشرع الله !!!  _ فهذه وربي أربح لك وأثمر وأفيد :) !!  حيث مجرّد الكلام هنا عنهما .. تستطيع أن تكفّر صاحبه ولاأحد يجرأ أن يردّ عليك ..  بل وتستطيع أن تقتله .. لاتسجنه ! (كنت من قبل فقط تسجنه والكل يتكلم عليك ولايعجبه حكمك .. أما الان فسيقولون ماشاء الله : انظروا كم هو يحب الله وحريصٌ على تطبيق حكمه ! :) )  _ ولن يستطيع أحد نقدك .. لأنه إن نقدك ....  فإنّه سيكفر بالله ورسوله !!  وسيُتَّهم من متصهودتك بأنّه :  يرفض شرع الله تطبيق الشرع ودولة الاسلام !!  .... ....  فبالنتيجة أمتي تحولت .. من "قطيع" يُحكم باسم الثورة وتحرير فلسطين ..  ل"قطيع" يحكم باسم تطبيق شرع الله وإقامة دولة الاسلام !! وهذا وربّي أصعب ! ..  فمافهموه اليوم عن دولة الاسلام وتطبيق شرع الله  هو فقط :  تطبيق الحدود وقطع اليد والرجل والصلب والذبح و ..   (انظر فقط لنفسك الان ..  مجرّد أن تسمع لفظ دولة الاسلام أو تطبيق الشرع : فأول ماسيخطر ببالك : هو الذبح والقتل والصلب والشوي و .. و .... !!! فهذه نظرتنا اليوم لله .. ولشرع الله !!!  - ولو قلت .. يخرج لك أغيلمة من ولدان الجهاد ويقول لك : تطبيق حدّ أفضل من عبادة ألف سنة :) !!!  أو إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة !! أو ... أو ...  .... .....  على كلٍّ .. أذكّرك أنك يحتاج أن تكون قرأت لي من قبل .. لتفهم هذا البوست .. ولاتأخذه مجرّداً ..   _ وسيأتي يوم وتكتب أمتي ما يكتب لها هنا .. وبالأخص دروس السيرة النبوية .. بماء الذهب !  وتعرف أنه : تباً لنا من قوم .. مثّلوا دين محمّد !  ...  شرع الله سبحانه لايقيمه إلا من تجرّد من هواه .. وتزَكّتْ نفسه .. وعرف رسالة الجهاد بسمّوها وبحقيقتها !  _ راجع دروس السيرة النبوية أول تعليق .. لعلّك تفهم عليّ !))  أنتهى جهاديّات (34) ..   .....  فالناس الان أول مايخطر على بالهم عندما يُذكر اسم الله ودولته : الذبح القتل الجلد الصلب الرجم قطع اليد ... الخ !!  وهذا الصنف محور كلامي وأغلبه ..  فأولئك الأصناف الثلاثة "من مدعي المحبّة" : حرّفوا الكلم عن مواضعه ..   _ بينما هؤلاء حرّفوا الدين كلّه عن مواضعه ! وجعلوا دولة الاسلام والحكم بشرع الله سبحانه .. وهي غاية الحياة كلّها في هذا الكون "ليعمّ العدل للجميع فيه" .. جعلوا الناس تنفر منها حتى يقول أحدهم : "كلاماً منطقياً أصبح بزماننا للإنسان العادي ولاحول ولاقوة الا بالله" :  دعني أكون نصراني كافر أدفع الجزية وأئمن على نفسي .. خير لي من أحكم بمرتد .. ثم أُذبح !!!  ...  نعود لموضوعنا .. فمنهم من رأى المحبّة : أن يَقتِل ويذبح ويصلب ويشوي ويرجم ويجلد !! أو أن ينتقم للنبيّ في وقت أحمق غير مدروس : الطريقة والكيفية والتوقيت والهدف والاستمرارية ..  - فبانتقامه هذا يكون قد ضرّ أمة محمد أكثر بكثير من مفسدة : شتم النبي .. الذي صبر على استهزء ابن سلول له !  وما قَتَل كعب (القصّة التي يتحجّجون فيها ) إلا بعد بدر !! وما قتله برأيي والله إلا من أجل أن يعطي الهيبة .. بنفس الإطار الذي أحدّثكم به هنا (الحرب النفسبة ) !  _ ولو قلت لهم يقولون :  حكم شاتم النبيّ أن يُقطع رأسه دون الرجوع حتى .. إلى الحاكم أو الوالي ..  ألم تقرأ كتاب ابن تيمية الصارم المسلول !!  ..  وكأن ابن تيمية كان يتكلم عن زماننا هذا .. أو كأنّ ابن تيمية صار نبياً مرسلاً ..   _ عادي إذا هم يقدّسوا غلام كالجولاني وسفيه كالمحيسني ..  فماذا سيفعلون بابن تيمية (العالم الجليل نحسبه) ؟!!  _ والعجيب أنهم لايقرأون لابن تيمية قوله في مكان آخر .. أحكام الجهاد لاتُأخذ مجتزأة .. وآياته المنسوخة يُأخذ بها : إن شابهت واقعاً يشابه الواقع الذي نزلت فيه .  - فأن تأخذ كلام ابن تيميّة مجرّداً فهذا وربي هو الحمق ! ووالله لو عرضت حال الأمة وحال شارلي إيبدو على ابن تيميّة .. بالظروف كلّها وبظروف الأمة والجهاد بالشام .. و خطط الاستخبارات و ... و ... و ... و ... و .... و ... !  _ فوالله لن يفتي لك حسب ما أرى .. وإن أفتى فهو لايفقه تماماً سيرة نبيّه كما يجب ! لم يفقه  سيرة النبي بعبقريتها العسكرية والاسترتيجية ..  وإلا لماذا لم يغتاله النبي إلا بعد بدر !!! وهو مازال يشتمه قبلها وبعدها ؟!!!!  - فابن تيمية وغيره عالم جليل .. لكن هو لايفتي لمثل زماننا بأمور الجهاد والحرب ولاتأخذ فتواه مجرّدة ..  فهو ليس مَلَكاً مقدّساً ..  ..  هل رأيت لخالد بن الوليد .. أليس أعظم قائد عسكري في الاسلام ؟!!  - لو يأتي الان .. والله لا أوليه حتى على المطبخ ! حتى يتعلم واقعنا اليوم بكل جوانبه .. وجميع صنوف الحرب الحديثة : عسكريّاً وأمنياً واستخباراتياً و ... ماذا سيقول عنّي المتصهودة ..  لعنك الله يا عميل يا خائن يامثبّط .. الصحابي الجليل المحنّك بالمعارك وسيف الله جعلته جندياً عادياً ..  وهكذ المتصهودة في كل مكان وزمان !  هو رغم علمه وحنكته وذكاءه وعبقريته .. لو يقود معركة عندنا اليوم سيخسر بها لامحالة !  - فهو قائد محنّك بالنسبة لزمانه وعصره وواقعه .. ولو أتيت به الان دون أن يعيش واقع لأصبح قائداً فاشلاً !!! ولايصلح أن يقود المعارك !!  لعلك فهمت عليّ الان !  (طبعاً انا واثق من عبقريته أنه لن يقبل أن يكون قائداً هو لوحده .. حتى يتعلم ويعش واقعنا ومن ثم سيبرع بإذن الله .. لأن المبدأ واحد واختلقت الاساليب !  والعبقري هنا سيكون عبقريا هنا )   ...  نقطة مهمّة : فبالنسبة لي يا أخوة وتعلّموا هذا : لا ابن تيمية ولا ابن القيّم ولا ... ولا  ...  فقط آخذ الاطار العام لفقه الجهاد وأتعلمه منهم .. لكن لاأرى أي واحد فيه قادر على أن يكون مفتياً لعصرنا .. (كإفتاء بالحالات التعييّنة) .  _ فأن تأخذ فتاوي اين تيمية في عملية شارلي إيبدو كحالة تعيّبنة .. على أساس أنها شتم للنبيّ هكذا فقط !! فهذا وربي عين الحمق وعين الغباء وعين الهوى !  ..  فلذلك ترى كل من يطلب العلم ليصبح عالماً عأساس .. تجده أحمقاً غبيّاً ملعوباً به يحركونه كالدمى .. ثم يرمونه كمحارم المتخيظ ..   _ والداهية الدهماء أن الأمر لايتوقف على نفسه .. فهم سيوّلونه على مصير أمة على أساس أنه شيخ وعالم !!!!  وما أبو علي طيبا (أبو عبد الملك الشرعي) .. وأبو سارية السخنة (يحفظون من الكتب بحوراً عن ظهر قلب !!) .. ومن معهم من قادة الأحرار وماحدث فيهم .. منكم ببعيد !  - (صحي : نالوا ماتمنّوه وهم شهداء أبطال  أحد الكلمات التي يستخدمونها ليلبّسوا عليكم .. ليجمّدوا عقولكم ويوقفوا تفكيركم بالأخطاء !!!!)  ...  وما وجدت عالماً لا من قديم ولا حديث .. كتب في السيرة بالطريقة والدراسة كمايّكتب لكم هنا .. وهذا وربي ما أوصل الأمة إلى هنا !!  _ فلذلك يا من تريد العلم ..  (وقاعد تتعلمي كتب ومجلّدات عأساس تريد تصير عالم !!!) انتبه لهذه النقطة جيّداً فهي والله ستقلب حالك ..   - وتحولك من مجرد أمعة تابع أحمق غبي يُلعب بكم .. مهما حفظت من كتب ومهما درست من مجلّدات ..   وتبقى لاتسوى حذاء عند اجهزة المخابرات .. (أعداءك وأهم مافي المغازي في هذا العصر .. إن أدرت اقتداءً برسول المغازي صلى الله عليه وسلم)  _ تتحول إلى عالم يذهل أعداء الله ويطيش عقولهم .. ويصحي أمة محمد ويعيدها للطريق الصواب ولسيرة نبيّها بحقّها !!  ...  فكما أضاع علماء آل سلول شباب الأمة بالسواك وتقصير اللحية .. هم يضيّعونكم الان بهذه الكتب والمجلّدات مجرّدة !  _ فعلم الواقع وفهم السيرة بحقها .. لم أجدها عند أحد من علماءنا للأسف !  ...  والعجيب أنهم يؤلّفون لك مئات المؤلّفات عن أهمية الجهاد .. وأنّه ذروة سنام الاسلام وأنّه هو رأس الأمر الان .. وأهم مافي هذا الدين والفريضة الغائبة الأهم .. وأن أغلب سيرة نبينا وحياته كانت جهاداً ومغازي ..  و ...   _ ثمّ هم لايدرسوا مغازي سيرة نبيّهم إلا قصص .. كقصص ليلى والذئب !!  وهذا والله مادمّر الأمّة !! وهذا والله بسبب هذه النقطة المهمة في طلب العلم .. التي حدّثتكم عنها الان !!  ...  وربي من يحبّ نبيّه بحقه .. هو من يتحرق قلبه وعقله وجسده وروحه .. على ضياع شباب أمته .. وعلى ضياع حلم دولة الاسلام "الحقيقية" ..  _ وهكذا قلت لك :  عش سيرة نبيّك كأنك كنت معه وكأنك مكانه ! وهكذا كل الحياة !  _ فقد قلت لك سابقاً وعلمتك أن : أنجح العمليات الأمنية داخل العمق .. هي العملية التي يضع منفّذوها أفسهم مكان المحقّقين ..  - وحتى بتربية الأطفال بدورة الحرب الأخطر .. فإن أساس التربية أن تضع نفسك مكان ابنك : بعقله وتفكيره وعمره وزمنه ..  ...  نعود لموضوعنا وللرقم ..  هذا الرقم الذي لاتقرأونه حتى يا سادة ..  ...  يتبع إن شاء الله ..‏

_ وكلّ هذا بعد أن ضرب الرأس وأوجعه وقصم ظهره وهو :
قريش سيدة العرب يومئذٍ !

....

يقول ابن إسحاق فخرج إلى غطفان (دولة مجاورة له) ..
خرج ب 450 رجلاً !!

_ هذه الكلمة تمرّ عليك وقد لاتقرأ الرقم حتى !!

وهكذا يا سادة تعلّمنا سيرة أذكى إنسان عرفته البشرية للأسف !!

_ هكذا إنسان ..
فَصفِصْ كلّ حرف وصلك عنه ..
وتابعْ أدقّ تفاصيل حياته وخصوصاً في حروبه ومغازيه ..
هذا لو كان إنساناً عاديّاً ..

فكيف إن كان نبيّاً يجب أن تقتدي به لتُنصر ولتنجو ؟؟!!!

_ لكن .. ما رُسم لكم أَيَا أمّته ..
أن تتعلّموا هذه التفاصيل فقط في السواك وتقصير الثوب وإطالة اللحية وغسل الجماع وهل الركبة من العورة أم لا ... !

...

وهكذا .... بُدّلت أمّة محمّد .. مع أنها مازالت تحمل شكله !
وهكذا دانت بدين جديد ليس من دين محمّد في شيء ..
إلا رسمه وشكله : مفرغّاً مجوّفاً !

فأُخزيت .. وذُلّت .. وضاعت .. وتاهت .. وضيّعت .. وضلّت !

_ مع أنها نُبّهت من المتولّي الوحيد لها :
أنه لن يمكّن لها إلا دينها الذي : ارتضـــــــى لها !

فكم من زاعم أنه على دين محمّد وأنه يمثّله ..
وهو ليس منه في شيء !
فكانت هذا الآية فاصلة جامعة :
الذي ارتضــــى لهم .. لا أيّ دين يزعمون !

...

الآن انظر فقط لرقم .. كم سيأخذ منّا من كلام !!
(لو عشت السيرة كما أعلمك إياها)

وكم سيفتح لك تخطيطاً استراتيجياً كاملاً ..
قد يتسبب بربحك أو خسارتك لدولتك كلّها وحرق رجالها !!

_ ثم نقول لماذا لاينصرنا الله .. وقد نصرناه !!
ظنّنا أن النصر فقط يأتي :
بإقامة الحدود وتطويل اللحى وتقصير الثوب و ... !

_ والله لو أحببنا نبيّنا بحقه ونريد نصرته بحق لعشنا معه بكل لحظة ..
كما لو كنا بقربه على يمينه !!

أرأيت لبنت تحبّها .. كم مرة تقرأ الرسائل بينك وبينها وتعيدها ؟!!
كم مرة تتخيل حالتها وتحاول أن تعيش مكانها وهي تكتب كل حرف ..

كم تحاول أن تعيش حالتها ومكانها ..
وتتخيل كل حرف يصلك عنها ماحالتها وكيف قالته ولماذا ..
وما أبعاده وماخفاياه وهل تقصد كذا أم قصدها كذا ..
و .. و ..

...

أرأيت لسجّان (وأغلبكم الآن ذاق ولو ريحة السجن ..
فلّعلكم الآن تفهمون عليّ هذا المثل جيّداً)

أرأيت لسجّان يأتي ويقول لكم كلمتين كم يوم تقعدون تحلّلون كلامه ..
كم يوم تقعدون تحلّلون لو غيّر السجّانة فقط أسلوب كلامهم ..
كم يوم تقعدون تحلّلون لو أنّهم قصّوا لكم شعوركم !!
كم يوم تقعدون تحلّلون وتستنتجون ..
لو قال أحد السجانة لأحدكم وهو يطلب صابونة مثلاً أو دواء :
مافي داعي إلو اصبروا شوي
كم يوم تقعدون تحلّلون حتى وجه السجّانة ..
كم تسترقون السمع لتسمعوا كلمة واحدة منهم ..
كم تنتظرون قادم من التحقيق ليخبركم ولو بحرف سمعه ..
كم تنتظرون سجين جديد ليخبركم بخبر جديد !!

كم .. كم .. كم ..

...

لماذا .. ؟!!
لأنّك وقتها تريد النجاة فتحلّل كل حرف أو حركة أو حتى إشارة ..
من كلام من تظنّ أن نجاتك عن طريقه .. !!

..... !
هل أكمل المقارنة ياشباب !!!

_ أعرفتم معنى : آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم !!!

أعرفت لو أنك فعلاً تؤمن باليوم الآخر ..
وأنّ كتاب الله ومحمّداً وسيرته هي مَن ستنجيك وتُنجي أمّتك ..
والله لفصفصتها ولفكّرت بكل حرف فيها .. أياماً !!

...

فهذا المحبّ وربي ..
وليس من أحبّ النبي كعاطفةٍ فقط ..
ثمّ تصرّف على أساس عاطفته آخذاً لأحكام مجتزأة ..
محرّفاً الكلم عن مواضعه !

وهو يخالف منهجه بل ولم يتعمّق بشخصيته ولم يدرسها !

...

فكان الناس على ذلك مناهجاً ..
كلٌ يرى نفسه الحقّ .. وكلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون !

1- فمنهم من رأى المحبّة أن يصلي عليه الصلاة النارية ..
ويرقص باسمه ويمسك وِرداً .. ويزور قبره ..
وهاهي دولة الأشباح قد حضرت ..
فامدد يمينك يارسول الله كي تحظى بها شفتي .. !

_ ويرى نفسه الحقّ ويتحسّر على مخالفيه أنهم ما عرفوا النبيّ بحقه !

..

2- ومنهم من رأى أن المحبّة أن يعطي صيغة عن الإسلام :
الجميل المتسامحimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 والإسلام دين المحبّة ..

واليهودي الذي رمى الزبالة على باب النبيّ والنبي سكت ..
وأن الرسامين يرسمون النبيّ بهذه الصورة :
لأننا نحن أعطينا صورة خاطئة عن النبي !!
(يخلطون الحق بالباطل قاتلهم الله ..
ويلبّسون على الناس ليُخفوا عنهم حقيقة الصراع ..
وكأن كعب بن الأشرف أو من هجى النبي بأشعاره أو هزأ به ..
كان بسبب النظرة الخاطئة التي أعطاها النبي عن نفسهimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5

والصحابة عن نبيهم ..
والأجمل أن الناس تصدّقهم !!! لاضير :
فإنّ أمتي أصبحت قطيعاً يختلف راعيه فقط وربي ..
وذلك ببعدها عن التعمق بسيرة نبيّها بحقها !!)

_ وطبعاً أيضاً هذا الصنف :
يرى نفسه الحقّ ويتحسّر على مخالفيه أنهم ما عرفوا النبيّ بحقه !

..

3- ومنهم من رأى أنّ المحبّة هي أن يدرس ويجتهد ويتفوق ..
وهكذا يُعزُّ الإسلامَ !
لأن الغرب سيقول انظروا ماشاء الله هذا مسلم وعالم !

((وأيضاً يخلطون الحقّ بالباطل ..
ويلبّسون عن الناس ويحرّفون الكلم عن مواضعه !
فجعلوا العلم المطلوب والضروري فعلاً لعزّة الأمة ..
حجّة لهم لمصالحهم النتنة الشخصيّة ..

فماذا فعلت أنت ياعالمimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !! ياخبيث لنصرة ربّك ودينه .. 

هل اغبرّت قدماك ساعةً فقط في سبيل الله !!
هل تقدّم هذا العلم لنصرة دينك ..
هل تعدّ جيلاً من المجاهدين في سبيل ربّك فيه !!
أو على الأقل هل أنفقت مالك في سبيل نصرة هذا الدين ..
والجهاد في سبيل الله سبحانه !
(والناس ثلاثة : غازٍ أو مجهّزٌ لغاز أو يخلف غازياً بأهله بخير)

- هه .. قال سيقولون ماشاء الله هذا مسلم وعالم !!
وهل الإسلام أن تتحرك وتتثاءب وماتصدق إيمت تخلص منها
(ما تسميه أنت : الصلاة images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ) .

- لو كان هذا الإسلام .. لسهلت والله جنّة الله !
ولما مات ثلاثة أرباع الصحابة .. قتلاًimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

ولما مات النبي مسموماً ..
ولما شقينا وما عُذّبنا في السجون والمعتقلات ..
والتشريد والذلّ والتعذيب والخوف والترقّب !!

- فهل يُعقل أن ندخل نحن الجنّة ..
"إن لم يردّ الله أعمالنا بوجوهنا وقبلها برحمة منه لابٍحُسنها هي"

فنراك متربّع على الأرائك مقابلنا images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 وأنت لم تغادر "الكوندشن" يوماً !

"أقول هذا ليس لأهُتّك وأمدح نفسي الخبيثة .. بل لتصحو!" )) .

_ وهذا أيضاً طبعاً يرى نفسه الحقّ ..
ويتحسّر على مخالفيه أنّهم ما عرفوا النبيّ بحقه !

..

4- ومنهم من رأى المحبّة :
أن يَقِتل ويذبح ويصلب ويشوي ويرجم ويجلد !!

(وهذا وربي لعلّه الآن بزماننا أشدهم خطراً ..
فأولئك ضررهم على أنفسهم .. أما هذا فضرره على أمّة كاملة ..

- أمّةٌ حلمت بالإسلام ودولته ونسجت عنها أجمل الخيالات ..
وحلمت بها كثيراً واشرأبّت روحها له طوال عقود :
(انظر الشعب السوري رغم بعده العجيب عن دينه ..
كيف كان يريد أول الأحداث دولة إسلامية ..

إلى أن جاءت هذه التنظيمات الحمقاء المخترقة ..
الملعوب بأسفل بعض قاداتها إلا من رحم الله ..

فاستثمرتْ حبَّ الناس لنبيّهم وحلمهم الجميل عن دولة الإسلام ..
وأدخلوا فيه حبّ هواهم أو حب تسلطهم أو تربيتهم بالصغر ..
أو استرداد لحكمهم أو .. أو ... .
(انظر الدروس السابقة وانظر درس تزكية النفس وجهاديّات 34) .
فجعلت هذا الشعب الآن يكره رائحة اسم دولة الإسلام ..
مجرد رائحة اسم ..

- وطبعاً لو أفصح أحدهم عن هذا ..
يقولون : انظروا المرتدّ طلع مظاهرات لا يريد حكم الله !!!!!
جعلوا أنفسهم مكان الله سبحانه يمثّلونه !!
لعلّه لايريد حكمكم أنتم .. لاحكم الله الذي تزعمون أنكم تمثّلونه ..

- ولتفهم عليّ جيداً ولاتخلط الأمور ..
وتظن أنّ هذا الكلام ككلام السرورية أو المرجئة أو علماء السلاطين ..

يجب أن تكون متابعاً لكلامي كلّه وللدروس السابقة كلّها ..
ولاتجتزئ وتحوّر وتلبّس وتدلّس !

..

وهنا أعيد آخر بوست لي الذي يبدو لم يُعجب إدارة الفيس ..
أو متصهودة هؤلاء .. فأغلقوا الحساب بعده بساعات !

جهاديّات (34) :

ما أسهل أنك عندما تخسر حكماً حكمت به الناس استبداداً ..
باسم الرئيس المفدّى ..
والحزب القائد للدولة والمجتمع !
و ... و ... .

بحيث كان أي شخص ينتقد الرئيس وأحكامه .. يُسجن !

...

فما أسهل عندما تسقط وتخسر حكمك ..
وتجد أن هذا لن يفيد في استمرار استعبادك للناس ..
وللقطيع الذي كنت تحكمه باسم الثورة ..
ومواجهة الاستعمار والصهيونية !!

أن تحولّه لاسم الإسلام .. وباسم الله ورسوله !!

_ وهذا سهل ..
فما عليك إلا أن تأخذ أحكام الدين مجردّة مجتزأة مفرّغة !
باسم : تطبيق الحدود وشرع الله !!!

_ فهذه وربي أربح لك وأثمر وأفيدimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

حيث مجرّد الكلام هنا عنهما ..
تستطيع أن تكفّر صاحبه ولاأحد يجرؤ أن يردّ عليك ..
بل وتستطيع أن تقتله .. لاتسجنه !
(كنت من قبل فقط تسجنه والكل يتكلم عليك ولايعجبه حكمك ..
أما الآن فسيقولون ماشاء الله :
انظروا كم هو يحب الله وحريصٌ على تطبيق حكمه ! images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 )

_ ولن يستطيع أحد نقدك .. لأنه إن نقدك ....
فإنّه سيكفر بالله ورسوله !!

وسيُتَّهم من متصهودتك بأنّه :
يرفض شرع الله تطبيق الشرع ودولة الإسلام !!

....
....

فبالنتيجة أمتي تحولت ..
من "قطيع" يُحكم باسم الثورة وتحرير فلسطين ..

لـ"قطيع" يحكم باسم تطبيق شرع الله وإقامة دولة الإسلام !!
وهذا وربّي أصعب ! ..

فمافهموه اليوم عن دولة الإسلام وتطبيق شرع الله هو فقط :
تطبيق الحدود وقطع اليد والرجل والصلب والذبح و ..

(انظر فقط لنفسك الآن ..
مجرّد أن تسمع لفظ دولة الإسلام أو تطبيق الشرع :
فأول ماسيخطر ببالك : هو الذبح والقتل والصلب والشوي و .. و .... !!!
فهذه نظرتنا اليوم لله .. ولشرع الله !!!

- ولو قلت .. يخرج لك أغيلمة من ولدان الجهاد ويقول لك :
تطبيق حدّ أفضل من عبادة ألف سنة images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!! 

أو إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة !!
أو ... أو ...

....
.....

على كلٍّ ..
أذكّرك أنك يحتاج أن تكون قرأت لي من قبل .. لتفهم هذا البوست ..
ولاتأخذه مجرّداً ..

_ وسيأتي يوم وتكتب أمتي ما يكتب لها هنا ..
وبالأخص دروس السيرة النبوية .. بماء الذهب !

وتعرف أنه : تباً لنا من قوم .. مثّلوا دين محمّد !

...

شرع الله سبحانه لايقيمه إلا من تجرّد من هواه .. وتزَكّتْ نفسه ..
وعرف رسالة الجهاد بسموّها وبحقيقتها !

_ راجع دروس السيرة النبوية .. لعلّك تفهم عليّ !))

انتهى جهاديّات (34) ..

.....

فالناس الآن أول مايخطر على بالهم عندما يُذكر اسم الله ودولته :
الذبح القتل الجلد الصلب الرجم قطع اليد ... الخ !!

وهذا الصنف محور كلامي وأغلبه ..
فأولئك الأصناف الثلاثة "من مدعي المحبّة" :
حرّفوا الكلم عن مواضعه ..

_ بينما هؤلاء حرّفوا الدين كلّه عن مواضعه !
وجعلوا دولة الإسلام والحكم بشرع الله سبحانه ..
وهي غاية الحياة كلّها في هذا الكون "ليعمّ العدل للجميع فيه" ..
جعلوا الناس تنفر منها حتى يقول أحدهم :
"كلاماً منطقياً أصبح بزماننا للإنسان العادي ولاحول ولاقوة إلا بالله" :
دعني أكن نصراني كافر أدفع الجزية وأئمن على نفسي ..
خير لي من أحكم بمرتد .. ثم أُذبح !!!

...

نعود لموضوعنا .. فمنهم من رأى المحبّة :
أن يَقتِل ويذبح ويصلب ويشوي ويرجم ويجلد !!
أو أن ينتقم للنبيّ في وقت أحمق غير مدروس :
الطريقة والكيفية والتوقيت والهدف والاستمرارية ..

- فبانتقامه هذا يكون قد ضرّ أمة محمد أكثر بكثير من مفسدة :
شتم النبي .. الذي صبر على استهزاء ابن سلول له !

وما قَتَل كعب (القصّة التي يتحجّجون فيها ) إلا بعد بدر !!
وما قتله برأيي والله إلا من أجل أن يعطي الهيبة ..
بنفس الإطار الذي أحدّثكم به هنا (الحرب النفسية ) !

_ ولو قلت لهم يقولون :
حكم شاتم النبيّ أن يُقطع رأسه دون الرجوع حتى ..
إلى الحاكم أو الوالي ..

ألم تقرأ كتاب ابن تيمية الصارم المسلول !!

..

وكأن ابن تيمية كان يتكلم عن زماننا هذا ..
أو كأنّ ابن تيمية صار نبياً مرسلاً ..

_ عادي إذا هم يقدّسوا غلام كالجولاني وسفيه كالمحيسني ..
فماذا سيفعلون بابن تيمية (العالم الجليل نحسبه) ؟!!

_ والعجيب أنهم لايقرأون لابن تيمية قوله في مكان آخر ..
أحكام الجهاد لاتُؤخذ مجتزأة .. وآياته المنسوخة يُأخذ بها :
إن شابهت واقعاً يشابه الواقع الذي نزلت فيه .

- فأن تأخذ كلام ابن تيميّة مجرّداً فهذا وربي هو الحمق !
ووالله لو عرضت حال الأمة وحال شارلي إيبدو على ابن تيميّة ..
بالظروف كلّها وبظروف الأمة والجهاد بالشام ..
و خطط الاستخبارات و ... و ... و ... و ... و .... و ... !

_ فوالله لن يفتي لك حسب ما أرى ..
وإن أفتى فهو لايفقه تماماً سيرة نبيّه كما يجب !
لم يفقه سيرة النبي بعبقريتها العسكرية والاستراتيجية ..

وإلا لماذا لم يغتله النبي إلا بعد بدر !!!
وهو مازال يشتمه قبلها وبعدها ؟!!!!

- فابن تيمية وغيره عالم جليل ..
لكن هو لايفتي لمثل زماننا بأمور الجهاد والحرب ولاتؤخذ فتواه مجرّدة ..
فهو ليس مَلَكاً مقدّساً ..

..

هل رأيت لخالد بن الوليد ..
أليس أعظم قائد عسكري في الإسلام ؟!!

- لو يأتي الآن .. والله لا أوليه حتى على المطبخ !
حتى يتعلم واقعنا اليوم بكل جوانبه ..
وجميع صنوف الحرب الحديثة : عسكريّاً وأمنياً واستخباراتياً و ...
ماذا سيقول عنّي المتصهودة ..

لعنك الله يا عميل يا خائن يامثبّط ..
الصحابي الجليل المحنّك بالمعارك وسيف الله جعلته جندياً عادياً ..

وهكذا المتصهودة في كل مكان وزمان !

هو رغم علمه وحنكته وذكاءه وعبقريته ..
لو يقود معركة عندنا اليوم سيخسر بها لامحالة !

- فهو قائد محنّك بالنسبة لزمانه وعصره وواقعه ..
ولو أتيت به الآن دون أن يعيش واقع لأصبح قائداً فاشلاً !!!
ولايصلح أن يقود المعارك !!

لعلك فهمت عليّ الآن !

(طبعاً أنا واثق من عبقريته أنه لن يقبل أن يكون قائداً هو لوحده ..
حتى يتعلم ويعيش واقعنا ومن ثم سيبرع بإذن الله ..
لأن المبدأ واحد واختلفت الأساليب !
والعبقري هنا سيكون عبقرياً هنا )

...

نقطة مهمّة :
فبالنسبة لي يا إخوة وتعلّموا هذا :
لا ابن تيمية ولا ابن القيّم ولا ... ولا ...

فقط آخذ الاطار العام لفقه الجهاد وأتعلمه منهم ..
لكن لاأرى أي واحد فيه قادر على أن يكون مفتياً لعصرنا ..
(كإفتاء بالحالات التعييّنة) .

_ فأن تأخذ فتاوى ابن تيمية في عملية شارلي إيبدو كحالة تعيّينة ..
على أساس أنها شتم للنبيّ هكذا فقط !!
فهذا وربي عين الحمق وعين الغباء وعين الهوى !

..

فلذلك ترى كل من يطلب العلم ليصبح عالماً عأساس ..
تجده أحمقاً غبيّاً ملعوباً به يحركونه كالدمى ..
ثم يرمونه كمحارم التمخيط ..

_ والداهية الدهماء أن الأمر لايتوقف على نفسه ..
فهم سيولّونه على مصير أمة على أساس أنه شيخ وعالم !!!!

وما أبو علي طيبا (أبو عبد الملك الشرعي) ..
وأبو سارية السخنة (يحفظون من الكتب بحوراً عن ظهر قلب !!) ..
ومن معهم من قادة الأحرار وماحدث فيهم .. منكم ببعيد !

- (صحي : نالوا ماتمنّوه وهم شهداء أبطال
أحد الكلمات التي يستخدمونها ليلبّسوا عليكم ..
ليجمّدوا عقولكم ويوقفوا تفكيركم بالأخطاء !!!!)

...

وما وجدت عالماً لا من قديم ولا حديث ..
كتب في السيرة بالطريقة والدراسة كما يُكتب لكم هنا ..
وهذا وربي ما أوصل الأمة إلى هنا !!

_ فلذلك يا من تريد العلم ..
(وقاعد تتعلمي كتب ومجلّدات عأساس تريد تصير عالم !!!)
انتبه لهذه النقطة جيّداً فهي والله ستقلب حالك ..

- وتحولك من مجرد أمعة تابع أحمق غبي يُلعب بك ..
مهما حفظت من كتب ومهما درست من مجلّدات ..

وتبقى لاتسوى حذاء عند أجهزة المخابرات ..
(أعداءك وأهم مافي المغازي في هذا العصر ..
إن أردت اقتداءً برسول المغازي صلى الله عليه وسلم)

_ تتحول إلى عالم يذهل أعداء الله ويطيش عقولهم ..
ويصحي أمة محمد ويعيدها للطريق الصواب ولسيرة نبيّها بحقّها !!

...

فكما أضاع علماء آل سلول شباب الأمة بالسواك وتقصير اللحية ..
هم يضيّعونكم الآن بهذه الكتب والمجلّدات مجرّدة !

_ فعلم الواقع وفهم السيرة بحقها ..
لم أجدها عند أحد من علمائنا للأسف !

...

والعجيب أنهم يؤلّفون لك مئات المؤلّفات عن أهمية الجهاد ..
وأنّه ذروة سنام الإسلام وأنّه هو رأس الأمر الآن ..
وأهم مافي هذا الدين والفريضة الغائبة الأهم ..
وأن أغلب سيرة نبينا وحياته كانت جهاداً ومغازي ..
و ...

_ ثمّ هم لايدرسون مغازي سيرة نبيّهم إلا قصص ..
كقصص ليلى والذئب !!

وهذا والله مادمّر الأمّة !!
وهذا والله بسبب هذه النقطة المهمة في طلب العلم ..
التي حدّثتكم عنها الآن !!

...

وربي من يحبّ نبيّه بحقه ..
هو من يتحرق قلبه وعقله وجسده وروحه ..
على ضياع شباب أمته ..
وعلى ضياع حلم دولة الإسلام "الحقيقية" ..

_ وهكذا قلت لك :
عش سيرة نبيّك كأنك كنت معه وكأنك مكانه !
وهكذا كل الحياة !

_ فقد قلت لك سابقاً وعلمتك أن :
أنجح العمليات الأمنية داخل العمق ..
هي العملية التي يضع منفّذوها أنفسهم مكان المحقّقين ..

- وحتى بتربية الأطفال بدورة الحرب الأخطر ..
فإن أساس التربية أن تضع نفسك مكان ابنك :
بعقله وتفكيره وعمره وزمنه ..

...

نعود لموضوعنا وللرقم ..

هذا الرقم الذي لاتقرأونه حتى يا سادة ..

...

يتبع إن شاء الله ..

 

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (48)

 

كتاب المغــــــــازي (34) :

 

هذا الرقم : (450 رجلاً) .. الذي لاتقرؤونه حتى ياسادة ..
يدلّك على عبقرية محمّد بالحرب النفسية التي أبدع بها بعد بدر ..
وكان يهتمّ بها كثيراً قبلها ..

_ وكانت (الحرب النفسية) أساس كثير من معاركه وغزواته ..
وتحركاته العسكرية والأمنية ..
وخصوصاً مع الدول المحيطة به .. لئلا يُشغلوه عن الرأس !

..

وإن كانت الولايات المتحدّة تعتبر اليوم :
أن الحرب النفسية هي أمضى وأهم سلاح موجود حالياً ..

_ فإن هذا الاكتشاف الأمريكي "الذي نمجّده لأنه أمريكي !!"
كانت عبقرية محمّد قد اكتشفته ..
وطبّقته بشكل متطور وحديث مازال يدرّس إلى الآن !
منذ 15 عشر قرناً !!

- يوم لم يكن موجود بالدنيا شيء اسمه أمريكا !!!
ويوم كانوا لايعرفون الكهرباء بل كانوا يتغوّطون بالبريّة ..
في مجتمع بدوي .. يئدُ الرجل ابنته !!!

_ أتعرفون الآن ولو قليلاً لماذا أعشق ..
محمّداً كشخصيّة وكذكاء وكعبقرية حربية !

_ وكتصنيف وبرأيي حسب كل دراستي .. أصنّف بكل ثقة :
أن سيّد مدرسة الحرب النفسية بالعالم وعبقريّها ومطورها :
هو محمّد بن عبد الله ..

...

فهذا العدد أكبر من عددهم في بدر ..
رغم أنه ببدر واجه الرأس وكانت أخطر غزوة له على الإطلاق !!

_ قريش خرجت إليه وقتها ..
بقدّها وقديدها وكبرها وخيلائها وفلذة أكبادها
(كل هذا كلام النبيّ ولي كلامي) ..
وهي رأس أعداءه وأقوى العرب قاطبةً وقتها ..

فخرج إليها ب314 رجلاً ..

_ وعندما خرج لبعض الأعراب هنا وهناك .. خرج ب 450 رجلاً !!!

وهو يعلم أنه الن قد قصم ظهر قريش سيّدة العرب قاطبةً ..
وكسر ظهرها !
فكم سيهاب منه الأذناب وقتها ؟!!

..

وهذا ماتمّ فعلاً .. فهربت منه الاعراب في رؤوس الجبال !!
فأقام أياماً في ديارهم وهم ينظرون إليه !!

_ انظر أنه كان يستطيع قتلهم وتخريب ديارهم وملاحقتهم بالجبال ..
لكن ماكان هذا مايريد بأبي هو وأمّي ولاكان هذا همّه ..

_ ولا كان يريد أن يدخل بمعارك جانبية ستستنزفه وتستنزف دولته ..
ولو دخل بها ماخرج أبداً ولا بنى دولة حكمت الأرض 14 قرناً !!!
ولم يقل إن قريش تستعملهم ضدّنا .. (وقد استعملتهم فعلاً !!)

(وسيمرّ عليك الان حرصه على عدم الدخول بمعارك استنزاف ..
مع يهود أيضاً بتفصيلات ستذهلك !)

...

رغم أن قريش كثيراً ما كانت توكل الوكلاء لحربه ..
وكان يحول بينه وبينها القبائل والعشائر والبلدات والمسافات :
(حجّة الدولة الاسلامية اليوم في ضرب اسرائيل !!) .

_ فهو ضرب الرأس الكبير ولم يستهدف بالبداية غيره ..
رغم أنهم استهدفوه .. ومنهم استهدفه بأمر قريش !

...

فعمل ما يلزم لردعهم فقط ..
دون أن يستنزف نفسه ويحرق من معه بمعارك جانبية ..

- محارق لن تنتهي وستجعله لقمة سائغة للعدو الرأس ..
وستشغله عنه وتضعه بموضع المدافع ب..
عد أن كان بموضع المهاجم (حال الدولة الاسلامية اليوم)
ومعلوم أن الرجل متى تحول من الهجوم للدفاع بدأت هزيمته ..

_ محارق ستقصهم ظهر مع قبائل العرب الكثيرة المجاورة له ..
والمدرّبة على حرب العصابات .. (كحال البشمركة و .. و .. اليوم)

ومدرّبة على الحرب الخاطفة (ستجد هذا واضحاً في ضربات لهم قاموا بها على النبي .. وليس غزوة ذات السلاسل إلا مثل صغير منها) .

_ وخاصّة إن طبيعة المنطقة والمعارك هناك ..
كان يصعب ضبطها أكثر من اليوم بكثير ..

...

فلو دخل النبي بمعارك جانبية محارق مع الدول المحيطة به ..

(رغم مكرهم به وتخطيطهم عليه ومناوشتهم له ومحاولتهم لتدميره ..
لكنّه سدّد وقارب واستغل الحرب النفسية كثيراً تارة ..
ووادع تارةً .. وفرّق تارةً .. واستمال تارةً .. و .. و ..
والأهم أنه لم يكن بنظر الدول المحيطة له :
أنه سفاح يريد محاربة الكفار جميعاً ..
واستئصالهم وذبحهم وسبي نساءهم !!!!!!!!

وكان يفي بالعهود والمواثيق ..
وهذه عوامل مهمّة جداً سنشرحها بعد قليل إن شاء الله)

_ فلو دخل النبي بمعارك جانبية محارق مع الدول المحيطة به ..
لبقي إلى اليوم يقاتلهم ويقاتلونه !!!

ولم ينتشر الإسلام أصلاً ..
ولكان البغدادي والجولاني (من بيدهما مصير الأمة اليوم) الان !!
على دين النصرانية أو المجوسية .. ولم يصل لهما الاسلام حتّى !!!!

...

فبحنكةٍ وذكاء ..
تجنّب النبي قدر الامكان وخفف قدر المستطاع معاركه الجانبية ..
مع من حوله من قبائل ..
لو دخلها لأنهكته ولشغلته ولحرقت رجاله وطاقاته ..

_ فمنهم من وادعه ..
ومنهم من أرهبه : تفكر مايعني خروج 450 رجل لقوم صغار !!
وهو قدر خرج إلى الرأس ب 300 رجل فقط !!!!!!!!

وما معنى أن يقيم بأراضيهم شهوراً وهم هاربين : بَثُّ الهيبة .

...

لكنه لم يذبح ويقتل وينشر الصور بحجة بثّ الرعب ..
فبرأيي الرعب من النبي لم يكن لأنه يقتل ويذبح هكذا ..
بشكل مجرّد مُجتزأ منقوص !!!

الرعب كان يأتي من الله سبحانه بالبدء (وقذف في قلبهم الرعب) .
ومن ثم من ذكاء النبي وحسن تخطيطه ..

_ والأهمّ كان يأتي من رحمته !!!!

...

تقول لي رعب يأتي من رحمة ..

أقول لك كما قلت لك في الدرس الأخير من دروس الحرب الأخطر ..
كما أن الضرب للولد هو من سيشعره بقيمة معاملتك الحسنة له ..
وهو من سيفعّل ما علمتك من أساليب للتقرب إليه وتربيته ..

_ فإن الرحمة والايفاء بالعهود والشيم الحسنة حتى مع الغير ..
هي من يفعّل الرعب !!

...

تقول لي كيف ..
أقول قلت لك برأيي في رسالة إلى أمريكا أن الرعب رعبان :
رعب محمود ورعب مذموم ..

فالرعب المحمود هو الذي يجعل العدو يخاف ..
والعرب المذموم هو من يجعل العدو يستأسد .

_ فعندما يكون العدو والخصم لايعرف منك إلا الرعب والقسوة ..
فهو سيقاتلك حتى آخر نفس وقطرة .

_ لأنه لم يرى منك رحمة وإيفاء العهود والمواثيق :
(هذا مفقود عن الدولة للأسف بالعموم ..
فهم أغدر الناس بالعهود والمواثيق مع غيرهم ..
إلا من رحم الله فيهم) .

- ولم ير منك عقلاً وحكمة وحرباً لمن يجب أن يحارب ..
وسلماً واحترماً لمن يجب أن يحترم ..
وعدم طوشاناً وحرب الناس كلها وتكفيرهم و ... و...
(حتى من يشبهنا بالمنهج !!!!)

فوقتها سيحاربك لآخر قطرة .. وسيستأسد .

...

رُعبُ النبي صلى الله عليه وسلم لعدوّه أتى من انّه :
لم يستخدم رعبه إلا في وقته .. ولم يكن الصفة الغالبة عليه !

بل كان الغالب على صفاته :
الرحمة والتعامل الحسن واحترام العهود والمواثيق !

_ فمثل هذا الشخص والدولة لما يُخرج بني قنينقاع ..
ترى أنه لم ينتصر لهم حتى أولاد عمومتهم من بني النضير مثلاً ..
ولم يقولوا الدور سيأتي إلينا فهو يريد ان يقتلنا عن بكرة أبينا !!!

لأنهم كلهم وضعوا الحق على بني قنينقاع ..
فهم من أخلف العهد وهم من اضطر النبي لفعل هذا !!

...

فاليوم شبابنا ومن يزعم أنه على منهاج النبوّة :
قتلوا الشعيطات (من أنبت منهم !!!)

لماذا ؟!!
لأنهم غدروا العهد فحكمهم كبني قريظة !!
ياسبحان الله !!

- ألم ينقض العهد قنينقاع ونضير لماذا لم يطبّق عليهم النبي ..
ما طبّقه على قريظة طيب ؟!!

وهم يهـــــــــــــــــــود وأهل مكرٍ وخبثٍ وغدرٍ وخيانة ..
وهو يعلم بانتظارهم لكبوة منه لينقضّوا عليه !

إنها الحنكة وحسن السياسة وحسن فهم الواقع أيها السادة ..

...

فلو طبّق حكم بني قريظة على قنيقاع لقاتلته يهود عن آخرهم ..
لأنهم سيقولون هم يريدون استئصالنا !!

_ ولدخل بمحرقة معهم هم أيضاً ..
ستستنزفه وتستنزف رجاله ودولته ..
وسيصبح بعدئذٍ لقمةً سائغةً لريش عدوّه الأكبر ورأس أعداءه !

_ فلاحظ أنه بقنيقاع لم يسفك منهم قطرة دم ..
بل سمح لهم حتى أن يأخدوا أموالهم !!
ولاحظ أنه ببني نضير لم يسفك منهم قطرة دم أيضاً !!

_ وإنّما فعل مافعل بقريظة لعظيم غدرهم وتآمرهم عليه ..
في أصعب وقت ومحنة مرّت بها دولته على الاطلاق !
ولأنهم غدروا بالنساء ولم يلبّوا نصرته كما تعاهد معهم !!

...

لكن لاحظ هنا أيضاً أنهم في خيبر بعد قريظة ..
سلّموا له مع علمهم بما حدث لقريظة ..

لماذا ؟!!!!
لأنهم يثقون بعهوده ومواثيقه صلى الله عليه وسلم ..
ولأنهم يعرفون أنه لايحاربهم الان لأنه سيقتلهم عن بكرة أبيهم ..
وإلا لثبتوا حتى آخر نفس والله في خيبر بعد ماحدث بقريظة ..

...

وهذا كلام خطير وهذا كلام يمرّ عليه الجميع ولايعي له ..
ولايربطه بالواقع ..

وهكذا .... بُدّلت أمّة محمّد .. مع أنها مازالت تحمل شكله !
وهكذا دانت بدين جديد ليس من دين محمّد في شيء ..
إلا رسمه وشكله : مفرغّاً مجوّفاً !

فأُخزت .. وذُلّت .. وضاعت .. وتاهت .. وضيّعت .. وضلّت !

_ مع أنها نُبّهت من المتولّي الوحيد لها :
أنه لن يمكّن لها إلا دينها الذي : ارتضـــــــى لها !

فكم من زاعم أنه على دين محمّد وأنه يمثّله ..
وهو ليس منه في شيء !
فكانت هذا الاية فاصلة جامعة :
الذي ارتضــــى لهم .. لا أيّ دين يزعمون !

...

وهذا وربي أحنك ما رأيت بفنّ الحرب وتفريق العدو وتحييده !!

وللأسف لم أرَ اليوم أكثر ممن يدعون اتباعهم لمحمّد :
في كسب الاعداء والخصوم !!

حتى من يشبههم بالمنهج !!!!!
((كما شبهت مجلة دابق : حتى الشيخ المقدسي برؤوس الضلال !!
نعم نخالفه ونخالف رأيه ونعتبره مخطئاً ..
لكن أن نقول على مثل هكذا رجل .. وهو لايغادر السجون ..
وهو من أحد أهم أسباب معرفتنا أصلاً بالتوحيد : رؤوس ضلال !!!
لمخالفته لنا ببعض الأمور فهذ وربي هو عين الغلّو والهوى !!!))

...

سأقرّب لك الفكرة أكثر بمثال تستفيد منه أيضاً بذاته ..
لترى أنّ الحكمة في الأمور كلها هي نفس المبدأ ومبدأ واحد :

أرأيت لولدك ..
لما لايرى منك إلا القسوة والصراخ والعبس والضرب ..
هل ستؤثّر به تهديداتك وصراخك وضربك بعد فترة ؟!!

الجواب بالتأكيد لا .. بل سينقلب ضّدك !
وحين يتمكّن منك لما يكبر سيسومك سوء العذاب !

_ بينما لو كان أغلب تعلملك معه حنيّة ومزاحاً ولعباً وحبّاً ..
(بالشروط التي تحدثت عنها في دورة الحرب الأخطر)
ثم انت تعبس في وجهه فقط .. ألن تسوّد الدنيا في وجهه ؟!!

_ وكذا يا أخوة لو عدوّك ماعرف عنك إلا ..
القتل والذبح والشدّة وعدم إيفاء العهود والمواثيق و ...

فإنّه سيقاتلك لآخر قطرة .. ووقتها سيكون رعبك مذموماً !
لأنه سيحفّزه على الثبات لا على الهرب !!

وهذا مايحصل الان في العراق وسوريا !!

...

إنها الحرب النفسية وتفريق العدو ..
ورعبه (الحقيقي والصحيح والواعي والمحمود) ..
وأبرع مافي سياسة عدم الانشغال بالأذناب ..
(ولو خطّطوا لك ولو استعملهم الرأس بحربك) ..
أيها السّادة !

_ هذه الأمور التي اكتشف الأمريكان اليوم أنها أهمّ مافي الحروب !!
كان قد اكتشفها وبدع بها وأذهل العالم بها وقتئذٍ نبيّكم محمّد ..

لكن ضيّعت أمّته بعده وزعمت أنها تقتدي به !!!

ولو عملت بمنهجه ووعت سيرته بحقّها .. لسادت العالم والله !
ولكانت كل الاحتراعات من نصيبها ..
ولكانت كل المدارس العسكرية والحربية والاسلحة من إنتاجها !

...

ولايغرنّكم سحابات الصيف فإنّها ستزول !

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (49)

 

كتاب المغــــــــازي (35) :

 

غزوة بني قنيقاع :

ما يفيدنا من غزوة بني القنيقاع ما يلي :

(فلا يهّمني السرد التاريخي ..
كقصص ليلى والذئب التي شبعنا منها دون فائدة .
إلا "تنميل" الجسد وتمسيح الوجه والصلاة عليك يا رسول الله ..
.. فما زلنا أسفل الأمّم !)

1- تحذير النبي لهم بعد بدر فجَمَعهم في سُوقهم ..
هذا يدلّك أنه بأبي هو وأمّي كان يريد استثمار ما حصل ببدر ..
بالموعظة الحسنة والكلمة الطيّبة أوّلاً ..

_ ركّز أننا هنا نتكلم عن اليهود :
(الذين يصفهم كتابه هو بأنهم أخبث الناس وأغدرهم و ..
اليهود : الكفّار المرتدين الصحوات ... الخ
مما يروّجه شباب اليوم لتبرير كل مايفعلونه !!!)

طيب أليس الجهاد لقتل الكفّار ؟!!!
أليس هو النبي القَتَّال ..
أليس هو من بُعث بالسيف .. أليس ... الخ !
(الأحاديث التي هي شعار ولدان الجهاد اليوم ..
يأخذونها مُجتَزأة بعد أن يقرأوا كتابين !!!)

_ طيب فعلامَ يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة ..
ويحاول أن يذكّرهم أن يحدث بهم ما حدث بقريش وهم اليهود !!!
وهو الذي نصره اللــــه (نصره الله :
هذا يعطي النفس ثقة بأنهم على الحق ..
وأن قتل الكافرين أكثر سيرضي الله !!)

وهو الذي نصره اللــــه منذ أيام على قريش بعظمتهم ؟!!!!

...

والله لايفعلها أي قائد عسكري قطّ .. والله لايفعلها إلا نبيّ ..

لاحظ انه خاطب اليهود بهذا .. ولم يخاطب غطفان مثلاً !
لأن اليهود أهل كتاب يعلمون أن الله ينصر نبيّه ويؤيّده ..
فلعلّ نصر بدر يوقظهم ويُصحيهم !

فقال لهم : احذورا من الله أن يُنزِل بكم ما نِزِل بقريش ..
فإنّكم تعلمون أني نبيّ مرسل تجدون هذا في كتابكم ..
(لاحظ الخطاب الذي لايمكن ان يخاطب به غطفان ..
وإلا لفعل بأبي هو وأمي ونفسي وعرضي !)

_ هذا أيّها السّادة : نبيّ الدماء !!!!
أو (بالطرف الآخر) نبيّ اليهودي والزبالة !!!!

.... وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً !

..

لكن كعادة أصحاب الأهواء .. المغضوب عليهم ..
الذي يعرفون الحقّ ولكن تزيغهم عنهم أهواءهم !
الذين دينهم : مَن بن سلام فيكم ؟!!
قالوا : خيرنا وبن خيرنا .. قال فقد اسلم :
قالوا : فهو شرّنا وابن شرّنا (القصّة المعروفة) .

_ كعادة أمثال هؤلاء ..
أبوا نصحه وحرصه ومحبّته لهدي الناس لا قتْلِهم ..
بأبي هو وأمي ونفسي ..

- فأبوا وقالوا له أترى أنّا قومك يامحمّد ؟!!images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !

فقومك لاعلم لهم بالقتال .. ولو لقيتنا لعلمت ماهو القتال !!

_ فلاحظ أنّه فكّر فوراً باستثمار النصر (دعوياً) ..
وكيف كان يسعى لتثبيت دولته ..

...

2- ويبدو لنا من غزوته لبني قنيقاع أنّ حربه لهم وحصارهم ..
لم يكن أمر وليد صدفة كما يُفهمك أصحاب السيَر للأسف ..
لعدم تعمّقهم بالسيرة ورويها كقصص مجرّدة كقصص ليلى والذئب !

فهم يصوّرون الأمر على أنه :
امرأة كُشفت وحدث ماحدث بعدها من قتل للمسلم ..
فالنبي تحرّك ..

_ لا أيها السادة ..
النبي كان يحسب هذا من قبل ويخطّط له ..
لكن ينتظر اللحظة المناسبة لتنفيذه !

فلقد كان اليهود المجاورين له أول عائق له في تثبيت دولته داخلياً ..
فهم يعيشون معه على أرض دولته ..

_ وإلا لما اكترث لهم ولما ناوشهم بدءاً .. لئلّا يشغلوه عن الرأس !
رغم علمه بشديد خبثهم !
(انظر لخيبر البعيدة عنه لم يذهب لها حتى انتهى ..
من رأس اعداءه قريش بصلح الحديبية !!
يا .... من تدّعون أنكم تمثلون منهج محمّــــــد !!)

_ نلاحظ هنا أيضاً :
أنه مع أنّ اليهود كانوا أول عائق له بتثبيت دولته ..
ومع ذلك لم يبدأهم بحرب هو وصبر على أذاهم ومكرهم ..
كما شرحنا بالدرس السابق .

.....

3- جوابهم على النبيّ لما جمعه بالسوق أنهم هم أهل القتال !!
وقتلهم للصحابي وكشفهم لعورة المرأة ..

يدلّك على أنهم كانوا مغترين بقوتهم وكانوا متمكنين !!
فوهموا أنهم سيصرفون النبي عنهم بإرهابه بهذا !

_ والدلالة الثانية وهي الأهمّ :
أنّ هذا يدلك على عظيم موادعة النبي لهم وحسن معاملته لهم ..
لدرجة أنهم اغترّوا به أنه لن يحاربهم ..

ودليل ذلك تسليمهم السريع له ..
لما رأوا وجه النبي الآخر لما حاصرهم !

....

4- يدلّك على سرعة تسليمهم للنبيّ أيضاً ..
أن كل دعاياتهم وتهويلهم كان غُثاءً ..

(ككثير من دعيات الغرب وحربه النفسية اليوم ..
من رامبو الذي تظنّ أنه مجرد فيلم ترفيهي أنت ..
إلى أن أمريكا لاتُهزم وأنها تعرف كل شيء !!)

_ والأهم من هذا ..
يدلّك على أن أن النبي صلى الله عليه وسلم ..
كان دارساً لهم ولإمكانياتهم جيّداً !
وإلا لما استمر بمحاصراتهم 15 يوماً ..
رغم تهويلهم السابق له وحربهم النفسية عليه ..
فهذا يدلّك على دراسته الجيّدة لهم !

وبرأيي العسكري الأمني : أنه كان مخترق لهم بشكل جيّد .
وهذا سبب علمه بإمكانياتهم بشكل جيد ..

_ وهذا دليل أنه كان يفكّر بهم منذ وقت طويل ..

لكن ... !
ينتظر اللحظة .... المناسبة !!!!!!
(خايف يقولوا عنه اليوم ولدان الجهاد مثبّط ومرجف وجبّان !!)

....

5- تكلّمنا في الدرس السابق كثيراً عن استراتيجيته مع اليهود ..
نضيف له هنا أنّ من شفع بهم لعدم قتلهم ..
هو ألدّ أعدائه الداخلييّن وهو ابن سلول ..
ومع ذلك وافقه الرأي وأعطاه مايريد !!!!!

(نعيد التذكير : لاتنسى أنه كان خارج من حرب منتصر فيها ..
على أقوى دولة هناك ..

فكيف سيكون غرور الشخص العادي وقتها ؟!!
وخصوصاً إذا علم أن اللــــــــــه من نصرهimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !! 

فما عاد بشوف حدا قدّامو !!!!)

- فترى أن النبي وافق على مضض (خالف هواه) ..
هل لأنه خجل أو استحى منه مثلاً ؟!!!
كيف وهو أكثر من يتمّنى ضرر النبي وحربه وهو زعيم المنافقين ..

_ بل هذه سياسة منه رهيبة بأبي هو وأمّي ..
ضرب فيها أكثر من عصفور بحجر واحد ..

_ فبرأيكم لو أن النبي كان يريد قتلهم ..
أكان خجل من ابن سلول يعني ؟!!images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !

بل هي وربي السياسة التي حدّثتكم عنه بالدرس السابق ..

_ وبنفس الحجر أيضاً ..
أظهر لقوم ابن سلول (الأنصار) ..
الذين كادوا أن يؤمّروه عليهم قبل وصول النبي ..

أنه ليس مع عداوة شخصية مع ابن سلول ..
وأنه غير طالب لسلطان أو ملك أو استبداد أو تجبّر بالحكم ..

وأنّ ابن سلول هو المحب للسلطان ..
وهو الحاسد الحاقد المعادي للنبي (رسول الله ربّهم !) ..
فقط لحبّه بالرياسة والملك !

_ فارتفع كثيراً بنظر الأنصار من الأوس والخزرج ..
الذين مازال ضيفاً جديداً عليهم بأبي هو وأمّي ..
بعد أن أخرجه قومه وتكلّموا عليه أشنع الكلام !!

..

فهل برأيكم أنهم قدّموه حتى على أنفسهم هكذا !
لأنه فقط نبيّ !!

وأنتم تعلمون حساسية أولئك القوم لأرحامهم ..
(كان يمنعون أحداً أن يقرب على أرحامهم لو خالفوهم دينهم) ..

_ لا يا سادة .. أنهم قرّبوه حتى على أنفسهم ..
لأنهم اقتنعوا به بالدرجة الأولى كشخص ..
ثمّ لأنهم اقتنعوا به كنبيّ ..

وذلك بأفعاله صلى الله عليه وسلم ..
وليس بالهالة التقديسية : بأنه خليفة أو أمير ..
ويا ويلكم لو لم تسمعوا كلامهم .. فستدخلون النار !!!
(هذه أتت لاحقاً بعد ان اقتنعوا به كشخص !)

...

وهذا من أحد أهداف مايُكتب لك هنا ..
أن تقتنع بالنبي كشخصيّة وكمَثَل وكإنسان وكزوج وكأب وكشاب وكقائد وكذكيّ وكعبقري وكمخترع وكعالم وكمخطّط بارع ..

وسلّم لي على ... نابليون !!!

..

هه .. أمّة عندها محمّد (الذكي العبقري المخطط الصابر المدير للأزمات المدير لأجهزة استخبارات المخترع للحرب النفسية المُخترع للدبّابات المُخترع للخنادق المُخترع للمدافع .. الخ ... الخ ... الخ !!!)

ولم تُبقي منه إلا الهالة التقديسية !!!
فوربي هي رَهبَنةُ محمّدٍ وجَعْلهِ كاهناً .. والله !!

_ وهذه وربي العلمانية الجديدة ..
وهذه وربي الرسوم الأكثر إساءة بحق !

....

انتهت دروس غزوة بني قنيقاع .. ولله الحمد !

يتبع إن شاء الله ..

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (50)

 

كتاب المغــــــــازي (36) :

 

سرية زيد بن حارثة إلى عير قريش (جديدة) ..

كانت بعد بدر بستة أشهر ..

القصة تاريخياً مختصرة :
قريش بعد بدر أرادت أن تغيّر طريق تجارتها ..
وفعلاً استأجروا رجلاً من بكر بن وائل ليرشدهم على الطريق الجديد ..

_ الطريق الجديد كانت ستمرّ من العراق !
كانت أطول وأشقّ لكنها كانت الأئمن بالنسبة لهم ..

لاستحالةِ معرفة محمّدٍ بسلوكهم الطريق الجديدة ..
وصعوبة وصوله إليها لبُعدها !

_ وفعلاً خرج أبو سفيان وتجّار قريش بأكثر مالهم وكان من الفضّة !

...
ماذا تعني هذه القصّة ؟!!

لو نجحت قريش بهذه الطريق الجديدة ..
لأعجزوا محمّداً ولأضعفوه اقتصادياً ولتقوّوا هم اقتصادياً كثيراً ..

ولاننسى أنّ الاقتصاد أساس كل شيء !
وأن دولة النبي صلى الله عليه وسلم تكبر ويكبر مصاريفها !

_ فلا بدّ لهم من مورد "الداعمينimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!":

بل مورد (جُعل رزقي تحت ظلّ رمحي) ..

لأن مواد المدينة المنورة الاقتصادية العادية لم تكن لتكفي أهلها ..
فكيف بالمهاجرين الجدد ؟!!

فكيف والنبي يتوسّع ..
ويخرج للغزوات التي تحتاج مصاريف كبيرة ..

النتيجة :
كانت ستكون لو نجحت ..
ضربة اقتصادية موجعة للنبيّ صلى الله عليه وسلم !

...

نكمل القصّة : فجاءه الوحي ودلّه على الطريق الجديدة ..

ثم أرسل زيداً فأيّدته الملائكة فأخذوا كل أموال قريش ورجعوا بها ..
وكانت تلك من أعظم الأموال التي غنمها النبي ..

فالدروس المستفادة من هذه القصّة :
الصلاة والسلام عليك يارسول الله ..
امسحوا وجوهكم .. وامسكوا وِرد .. وحضرة ..
أو اذبحوا واقتلوا الكفار !!

.....
.....

القصّة كما أوردها أصحاب السير ..
وكلهم (وكلكم) تمرّون عليها مرور الكرام ..

هي عملية استخبارايتة دقيقة ..
لأول مرة يوردها أصحاب السير والحمد لله أخيراً !!!

_ وهي وربي يوجد مثلها الكثيـــــــــــــر مما لم يوروده !!
وذكروه مبطناً مرّوا عليه مرور الكرام !!

- ولا ألومهم كثيراً فلعل عقلهم الأمني والعسكري لم يكن مؤهلاً ..
ولم يكونوا يدركون أبعاد هذه العلوم وحقّها ..
ولم يكن عندهم خبرات بذلك ..

_ وأطأطأ رأسي والله عندما لا أجد أحداً كتب في فنون الحرب ..
(مع ضحالة كتابتهم وسطحيتها) إلا :
مصطفى طلاس مساعد حافظ الأسد ..
في كتابه : (الرسول العربي وفنّ الحرب) أو بعض ضباط البعث !!!!

....

سبب معرفة النبي بهذه القافلة وبطريقها :
هو عملية استخباراتية دقيقة جدّاً !!
ستتأكد فيها من أمور كثيرة ومنها درجة اختراق النبي لهم ..
ومنها كلامي في الدرس السابق عن اختراق النبي ليهود !!

...

وذلك أن رجلاً من قريش اجتمع مع كنانة بن أبي الحقيق ..
(زعيم لليهود بني النضير) وكان معهم رجل يدعى :
سليط بن النعمان (أحد عناصر القوة الاستخباراتية الخاصّة لمحمّد !!)

_ فشربوا (ولعلّه هو من أسكرهم وهو الغالب عندي ..
ولكن كالعادة أصحاب السير يمغمغون مثل هكذا قصص للأسف ..
ويفصّلون مجلّدات بحكم زواج زينب من أبن ابي العاص !!!!!)

_ قال : فتكلم رجلُ قريشٍ بأمر العير وخروج صفوان بن أمية ..
وما معه من أموال عظيمة والطريق الجديد الذي سوف يسلكونه !!

_ فيقول أصحاب السير بالحرف :
فخرج سليطٌ من ساعته .. فأَعلمَ رسول الله !!

- طيب مو عأساس هو سكران ..
وكما صوّر لنا أصحاب السير القصّة أنّ الأمر كان صدفة !!
وأنهم كانوا سُكارى !!! (طبعاً هذا قبل أن يحرّم الخمر) ..

_ طيب كيف يقولون بعد ذلك :
فخرج من ساعته فأعلم رسول الله ؟!!!
وبهذه التفاصيل الدقيقة وبخط سيرهم حتى !!!!

...

لكن خلاص تجميد العقل !!

أتذكرون ماقلته لكم بالدرس السابق ؟!! :
قلت ما نصّه :

(والأهم من هذا ..
يدلّك على أن أن النبي صلى الله عليه وسلم ..
كان دارساً لهم ولإمكانياتهم جيّداً !
وإلا لما استمر بمحاصراتهم 15 يوماً ..
رغم تهويلهم السابق له وحربهم النفسية عليه ..
فهذا يدلّك على دراسته الجيّدة لهم !

وبرأيي العسكري الأمني : أنه كان مخترق لهم بشكل جيّد .
وهذا سبب علمه بإمكانياتهم بشكل جيد ..

_ وهذا دليل أنه كان يفكّر بهم منذ وقت طويل ..

لكن ... !
ينتظر اللحظة .... المناسبة !!!!!!
(خايف يقولوا عنه اليوم ولدان الجهاد مثبّط ومرجف وجبّان !!)

..

أرايتم صدق كلامي بهذه القصّة ؟!!!

...

وهي قصّة بسيطة من الالاف القصص التي لم تصل لنا ..
لكن نستدل عليها بالعقل وبالخبرة الأمنية ..

_ فلما أضع نفسي مكان النبي وأعيش معه بحروبه وسيرته ..
ويكون عندي الخبرة الأمني والاستخباراتية والعسكرية اللازمة ..
لابدّ أن اكتشف هذه الأمور بإذن الله ..

ثم تأتي بعض القصص التي بقيت لنا من أصحاب السير ..
لتؤكّد ما وصلت له من نتيجة حتمية .. وهذه أحدها !

...

ولذلك رأيت ضباط عسكريين يكتبون بالسيرة ..
لأنهم عاشوا القصّة عسكرياً (حسب ماتعلموا من علوم بسيطة) ..

لكنهم كتبوا فيها كأمور عسكرية سطحية فقط ..
ومع ذلك كانت كتابتهم مهمّة وباب جديد لم يطرقه أحد من قبل ..
وأعطتك شيء من عبقرية النبي ..

- لكنها كانت سطحية .. بسيطة غير متعمّقة !
وذلك لقلة خبرتهم بامور السيرة وقلّة حبهم لرسول الله ..

ولضعفهم بالمجال الأهم ..
وأخطر مجال في الحرب كلها وبفنونها : فن حرب الاستخبارات !!

...

فلولا حرب الاستخبارات هنا لكانت ضربة اقتصادية محكمة للنبي ..
وكان تراجع كثيراً بتقدّمه على الأرض ..

لأنه معلوم أن الاقتصاد هو أساس الدول وهو أساس كل شيء !
فالمال هو أساس كل شيء ..

_ وإلا ألم تسأل نفسك لماذا قدّم الله دائماً :
وجاهدوا بأموالكم .. على أنفسكم ؟!!!!
لأن الجهاد بالنفس لايقوم إلا بالمال !!!

_ إلا في موطن واحد فقال سبحانه :
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ..
فقدم النفس هنا على المال ..
لأن النفس أغلى من المال على الانسان !!

فتأمل عطمة هذا الكتاب !

...

فقوة الجهاز الاستخباراتي الأمني للنبي ..
منحه قوة اقتصادية ومنحه قوة عسكرية ..

_ وهكذا هي أجهزة الاستخبارات ..
ولذلك هي أهم مافي الدول على الاطلاق !
وهي أكثر جهة وجهاز يصرف عليه الأموال الطائلة ..
بين كل أجهزة الدولة على الاطلاق !

_ لأنك مهما بلغت من قوة عسكرية واشتريت اسلحة ..
ستبقى ضعيفاً مهزوماً خسراناً أحمقاً ..
مالم يكن لديك قوة استخبارتية قوية !

(ولعلّكم ترون هذا بأعينكم في الشام ..
وسلّم لي على قادة الأحرار كمثل بسيط جدّاً من آلاف الأمثلة ..
هؤلاء الذين كانوا يحفظون مئات الكتب ..
(طلبة علم عأساس !!! تحدثنا عن هذا بالدروس السابقة)
وكان عندهم عشرات الدبابات وكان عندهم عشرات الالاف من المقاتلين ومليارات الدولارات و .. و ... و ..

بكبسة زر واحدة استخباراتية ..
أرسلوهم لجدّاتهمimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .. وقصموا ظهر الحركة كلها !!!)

...

وصلت المعلومة للنبي عن طريق سُليط ..

(الذي نحن لانعرف حتى اسمه للأسف !!!!
ولعلّ بعمله هذا أنقذ دولة الاسلام كلها من ورطة عظيمة ..
كانت ممكن أن تقصم ظهرها ..
لقلة امكانياتها المادية ولانهيار اقتصادها ..

وهكذا هم دوماً رجال الاستخبارات جنودٌ مجهولون .. لكنهم الأهم !
فالاستخبارات أساس كل العمليات :
العسكرية والجغرافية والطبوغرافية والعمليات الخاصة والاغتيالات والاقتصادية وحتى السياحية .... الخ )

....

وصلت المعلومة للنبي صلّى الله عليه وسلم ..
فأرسل زيداً بن حارثة "وهو المقرّب عنده ومولاه"
وكَمِنَ للقوم عند ماءٍ تسمى القردة في نجد (انظر الصورة المرفقة) .

_ فأخذوا كل الأمــــــــــــــوال "ولله الحمد" !!
لكن أعجزوا الرجال وأسروا منهم فقط رجل أو رجلين ..

قلتُ : هذا طبيعي فالهدف هنا كان المال لاالرجال ..
بينما في بدر أصبح الهدف الرجال لا المال ..
وذلك ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون
(كما جاء في سورة الانفال) .

فخمّس النبي الغنائم فكان الخمس عشرين ألفاً !!!!

_ وكان من الاسرى الدليل !!
قلتُ :
وهذه أيضاً حنكة عسكرية فعندما تأسر الدليل يضيع القوم !

وكم من معركة في الشام اليوم يفقدون الدليل فيها أو يخونهم هو ..
فيُقتلون أو يُؤسرون .. ياللا مو مشكلة : شهداء !!!!!images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !! :

...

الدرس القادم درس مهمّ أيضاً ..
وهو سيدخل لأول مرّة بقوة الاغتيالات الخاصّة للنبي ..
وقتل كعب بن الأشرف !

(مايتحجج به اليوم شبابنا لتبرير عملية شارلي إيبدو ..
فيأخذونها مجرّدة مجتزأة ..
يأخذون مايهوون منها ويتركون تفاصيلها وحيثيّاتها وظروفها ..
وقد تحدثنا عن هذا سابقاً في الدروس الماضية)

...

وكتبه الغريب ..

‎سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (48)  كتاب المغــــــــازي (34) :  سرية زيد بن حارثة إلى عير قريش (جديدة) ..  كانت بعد بدر بستة أشهر ..  القصة تاريخياً مختصرة :  قريش بعد بدر أرادت أن تغيّر طريق تجارتها ..  وفعلاً استأجروا رجلاً من بكر بن وائل ليرشدهم على الطريق الجديد ..  _ الطريق الجديد كانت ستمرّ من العراق ! كانت أطول وأشقّ لكنها كانت الأئمن بالنسبة لهم ..   لاستحالةِ معرفة محمّدٍ بسلوكهم الطريق الجديدة .. وصعوبة وصوله إليها لبُعدها !  _ وفعلاً خرج أبو سفيان وتجّار قريش بأكثر مالهم وكان من الفضّة !  ... ماذا تعني هذه القصّة ؟!!  لو نجحت قريش بهذه الطريق الجديدة ..  لأعجزوا محمّداً ولأضعفوه اقتصادياً ولتقوّوا هم اقتصادياً كثيراً ..   ولاننسى أنّ الاقتصاد أساس كل شيء ! وأن دولة النبي صلى الله عليه وسلم تكبر ويكبر مصاريفها !  _ فلا بدّ لهم من مورد "الداعمين :) !!": بل مورد (جُعل رزقي تحت ظلّ رمحي) ..  لأن مواد المدينة المنورة الاقتصادية العادية لم تكن لتكفي أهلها .. فكيف بالمهاجرين الجدد ؟!! ف كيف والنبي يتوسّع .. ويخرج للغزوات التي تحتاج مصاريف كبيرة ..  النتيجة :  كانت ستكون لو نجحت .. ضربة اقتصادية موجعة للنبيّ صلى الله عليه وسلم !  ...  نكمل القصّة : فجاءه الوحي ودلّه على الطريق الجديدة ..  ثم أرسل زيداً فأيّدته الملائكة فأخذوا كل أموال قريش ورجعوا بها .. وكانت تلك من أعظم الأموال التي غنمها النبي ..  فالدروس المستفادة من هذه القصّة :  الصلاة والسلام عليك يارسول الله .. امسحوا وجوهكم .. وامسكوا وِرد .. وحضرة ..  أو اذبحوا واقتلوا الكفار !!  ..... .....  القصّة كما أوردها أصحاب السير ..  وكلهم (وكلكم) تمرّون عليها مرور الكرام ..  هي عملية استخبارايتة دقيقة ..  لأول مرة يوردها أصحاب السير والحمد لله أخيراً !!!  _ وهي وربي يوجد مثلها الكثيـــــــــــــر مما لم يوروده !! وذكروه مبطناً مرّوا عليه مرور الكرام !!  - ولا ألومهم كثيراً فلعل عقلهم الأمني والعسكري لم يكن مؤهلاً .. ولم يكونوا يدركون أبعاد هذه العلوم وحقّها .. ولم يكن عندهم خبرات بذلك ..  _ وأطأطأ رأسي والله عندما لا أجد أحداً كتب في فنون الحرب .. (مع ضحالة كتابتهم وسطحيتها) إلا : مصطفى طلاس مساعد حافظ الأسد .. في كتابه : (الرسول العربي وفنّ الحرب) أو بعض ضباط البعث !!!!  ....  سبب معرفة النبي بهذه القافلة وبطريقها : هو عملية استخباراتية دقيقة جدّاً !! ستتأكد فيها من أمور كثيرة ومنها درجة اختراق النبي لهم .. ومنها كلامي في الدرس السابق عن اختراق النبي ليهود !!  ...  وذلك أن رجلاً من قريش اجتمع مع كنانة بن أبي الحقيق .. (زعيم لليهود بني النضير) وكان معهم رجل يدعى :  سليط بن النعمان (أحد عناصر القوة الاستخباراتية الخاصّة لمحمّد !!)   _ فشربوا (ولعلّه هو من أسكرهم وهو الغالب عندي .. ولكن كالعادة أصحاب السير يمغمغون مثل هكذا قصص للأسف .. ويفصّلون مجلّدات بحكم زواج زينب من أبن ابي العاص !!!!!)  _ قال : فتكلم رجلُ قريشٍ بأمر العير وخروج صفوان بن أمية .. وما معه من أموال عظيمة والطريق الجديد الذي سوف يسلكونه !!  _ فيقول أصحاب السير بالحرف :  فخرج سليطٌ من ساعته .. فأَعلمَ رسول الله !!  - طيب مو عأساس هو سكران .. وكما صوّر لنا أصحاب السير القصّة أنّ الأمر كان صدفة !! وأنهم كانوا سُكارى !!! (طبعاً هذا قبل أن يحرّم الخمر) ..  _ طيب كيف يقولون بعد ذلك : فخرج من ساعته فأعلم رسول الله ؟!!! وبهذه التفاصيل الدقيقة وبخط سيرهم حتى !!!!  ...  لكن خلاص تجميد العقل !!  أتذكرون ماقلته لكم بالدرس السابق ؟!! : قلت ما نصّه :   (والأهم من هذا .. يدلّك على أن أن النبي صلى الله عليه وسلم .. كان دارساً لهم ولإمكانياتهم جيّداً ! وإلا لما استمر بمحاصراتهم 15 يوماً .. رغم تهويلهم السابق له وحربهم النفسية عليه .. فهذا يدلّك على دراسته الجيّدة لهم !  وبرأيي العسكري الأمني : أنه كان مخترق لهم بشكل جيّد . وهذا سبب علمه بإمكانياتهم بشكل جيد ..  _ وهذا دليل أنه كان يفكّر بهم منذ وقت طويل ..  لكن ... ! ينتظر اللحظة .... المناسبة !!!!!! (خايف يقولوا عنه اليوم ولدان الجهاد مثبّط ومرجف وجبّان !!)  ..  أرايتم صدق كلامي بهذه القصّة ؟!!!  ...  وهي قصّة بسيطة من الالاف القصص التي لم تصل لنا .. لكن نستدل عليها بالعقل وبالخبرة الأمنية ..   _ فلما أضع نفسي مكان النبي وأعيش معه بحروبه وسيرته .. ويكون عندي الخبرة الأمني والاستخباراتية والعسكرية اللازمة .. لابدّ أن اكتشف هذه الأمور بإذن الله ..   ثم تأتي بعض القصص التي بقيت لنا من أصحاب السير .. لتؤكّد ما وصلت له من نتيجة حتمية .. وهذه أحدها !  ...  ولذلك رأيت ضباط عسكريين يكتبون بالسيرة ..  لأنهم عاشوا القصّة عسكرياً (حسب ماتعلموا من علوم بسيطة) ..  لكنهم كتبوا فيها كأمور عسكرية سطحية فقط .. ومع ذلك كانت كتابتهم مهمّة وباب جديد لم يطرقه أحد من قبل .. وأعطتك شيء من عبقرية النبي ..  - لكنها كانت سطحية .. بسيطة غير متعمّقة ! وذلك لقلة خبرتهم بامور السيرة وقلّة حبهم لرسول الله ..  ولضعفهم بالمجال الأهم .. وأخطر مجال في الحرب كلها وبفنونها : فن حرب الاستخبارات !!  ...  فلولا حرب الاستخبارات هنا لكانت ضربة اقتصادية محكمة للنبي .. وكان تراجع كثيراً بتقدّمه على الأرض ..  لأنه معلوم أن الاقتصاد هو أساس الدول وهو أساس كل شيء ! فالمال هو أساس كل شيء ..  _ وإلا ألم تسأل نفسك لماذا قدّم الله دائماً : وجاهدوا بأموالكم .. على أنفسكم ؟!!!! لأن الجهاد بالنفس لايقوم إلا بالمال !!!  _ إلا في موطن واحد فقال سبحانه : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .. فقدم النفس هنا على المال .. لأن النفس أغلى من المال على الانسان !!  فتأمل عطمة هذا الكتاب !  ...  فقوة الجهاز الاستخباراتي الأمني للنبي .. منحه قوة اقتصادية ومنحه قوة عسكرية ..  _ وهكذا هي أجهزة الاستخبارات .. ولذلك هي أهم مافي الدول على الاطلاق ! وهي أكثر جهة وجهاز يصرف عليه الأموال الطائلة .. بين كل أجهزة الدولة على الاطلاق !  _ لأنك مهما بلغت من قوة عسكرية واشتريت اسلحة .. ستبقى ضعيفاً مهزوماً خسراناً أحمقاً .. مالم يكن لديك قوة استخبارتية قوية !  (ولعلّكم ترون هذا بأعينكم في الشام ..  وسلّم لي على قادة الأحرار كمثل بسيط جدّاً من آلاف الأمثلة .. هؤلاء الذين كانوا يحفظون مئات الكتب .. (طلبة علم عأساس !!! تحدثنا عن هذا بالدروس السابقة)  وكان عندهم عشرات الدبابات وكان عندهم عشرات الالاف من المقاتلين ومليارات الدولارات و .. و ... و ..    بكبسة زر واحدة استخباراتية .. أرسلوهم لجدّاتهم :) .. وقصموا ظهر الحركة كلها !!!)  ...  وصلت المعلومة للنبي عن طريق سُليط ..  (الذي نحن لانعرف حتى اسمه للأسف !!!!  ولعلّ بعمله هذا أنقذ دولة الاسلام كلها من ورطة عظيمة .. كانت ممكن أن تقصم ظهرها .. لقلة امكانياتها المادية ولانهيار اقتصادها ..  وهكذا هم دوماً رجال الاستخبارات جنودٌ مجهولون .. لكنهم الأهم ! فالاستخبارات أساس كل العمليات : العسكرية والجغرافية والطبوغرافية والعمليات الخاصة والاغتيالات والاقتصادية وحتى السياحية .... الخ )  ....  وصلت المعلومة للنبي صلّى الله عليه وسلم .. فأرسل زيداً بن حارثة "وهو المقرّب عنده ومولاه" وكَمِنَ للقوم عند ماءٍ تسمى القردة في نجد (انظر الصورة المرفقة) .  _ فأخذوا كل الأمــــــــــــــوال "ولله الحمد" !! لكن أعجزوا الرجال وأسروا منهم فقط رجل أو رجلين ..  قلتُ : هذا طبيعي فالهدف هنا كان المال لاالرجال .. بينما في بدر أصبح الهدف الرجال لا المال .. وذلك ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون  (كما جاء في سورة الانفال) .  فخمّس النبي الغنائم فكان الخمس عشرين ألفاً !!!!  _ وكان من الاسرى الدليل !!  قلتُ : وهذه أيضاً حنكة عسكرية فعندما تأسر الدليل يضيع القوم !  وكم من معركة في الشام اليوم يفقدون الدليل فيها أو يخونهم هو .. فيُقتلون أو يُؤسرون .. ياللا مو مشكلة : شهداء !!!!! :) !! :  ...  الدرس القادم درس مهمّ أيضاً .. وهو سيدخل لأول مرّة بقوة الاغتيالات الخاصّة للني .. وقتل كعب بن الاشرف !  (مايتحجج به اليوم شبابنا لتبرير عملية شارلي ايبدو .. فيأخذونها مجرّدة محتزأة .. يأخذون مايهوون منها ويتركون تفاصيلها وحيثيّاتها وظروفها .. وقد تحدثنا عن هذا سابقاً في الدروس الماضية)   ...  وكتبه الغريب ..‎

 

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (51)

 

كتاب المغــــــــازي (37) :

 

‎سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (49)  كتاب المغــــــــازي (34) :  عملية مقتل كعب بن الاشرف كما لم تسمعها من قبل ..  ...  دروس مستفادة :  1- كانت أول عملية .. للوحدة الخاصّة بالاغتيالات للجهاز الاستخباراتي النبوي !  والتي وإن كان زعيمها بلا منافس : محمد بن مسلمة الأنصاري ! إلّا أنها كانت تحوي عباقرة ومخطّطين للأسف لانعرفهم في زماننا ! ولعلّهم أهم من محمّد بن مسلمة نفسه !  _ فلو سألت الان كل شبابنا : مَن صاحب كعب بن الأشرف سيقولون لك : محمد بن مسلمة !  بينما ستجد في القصّة أن صاحبه الحقيقي ومُوقِعه .. وعبقري ّهذه العملية شخصٌ آخر لم يسمع به أحدٌ منّا من قبل : (كسليط بن النعمان بالدرس السابق)   وإسمه : سِلكان بن سلامة (أبو نائلة) .  ..  وكونها أول عملية لهذه الوحدة فإنّك ستجد فيها بعض السلبيات .. والتي تمّ استدراكها فيما بعدها !  وهذه السلبيات التي لاتُذكر ..  مقارنةً بعبقريّة تخطيطها الذي كان من 1450 عام !!!! حيث كان العقل البشري لم يخترع تواليت بعد !!  ومع ذلك سترى أنّ مبادئها مازالت تدرّس إلى الان في زماننا !  _ هذه السلبيات تدلّك على أن النبي صلى الله عليه وسلم .. ما انتصر بملائكة وبهالة تقديسية !  بل انتصر بأبي هو وأمّي بالدرجة الأولى بعد توفيق الله له : بعمل حثيث وجهد مضنٍ واجتهاد متواصل وتدارك للأخطاء وتعلُّم منها !  ...  2- تدلّك القصّة على أن كعب بن الأشرف كان رجلاً عظيماً .. ويصعب قتله .. يبدو أنه كان ضخماً جدّاً أو كان مدرّباً !  فإنّك ستجد بالقصة هذين الخبرين :   _ (فقال له محمّد بن مسملة أنا لك به يا رسول الله ..  فقال له النبي : افعل إن قدرت على ذلك .. ثم إن محمداً بن مسلمة لم يذق طعاماً ولا شراباً لثلاثة أيام .. إلا مايُعلق نفسه ..  فذُكر هذا لرسول الله فدعاه فقال له لم تركت الطعام والشراب ؟!! فقال يارسول الله : قلت لك قولاً لاأدري أأفي به أملا ..  فقال إنما عليك الجهد !)  _ (ثم قال : اضربوا عدوّ الله فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغنِ شيئاً !)  فمن هذين الخبرين تجد أنهم كان يبدو عليهم الخوف والحذر .. وشدّة التحسّب له وشدّة التخطيط للتمكّن منه ..  فهذا يدلّك على عظم قوّته وصعوبة قتله والسيطرة عليه ! وهذا يدلّك على أنها كانت عملية صعبة جدّاً !  (أشبه برأيي بعملية اغتيال لشخصية كبيرة في يهود زماننا)  ...  3- تخطيط العملية كان قمّة في الدهاء والمكر .. ستُذهلك ولو قرأت القصّة من قبل ألف مرّة !!  _ واعتمد التخطيط .. على عدة محاور ! هي الى الان تشكّل مبادئ رئيسية لعمليات الاغتيال .. وللعمليات الأمنية داخل العمق :  أولاً : جعل الخصم يشعر بالأمان .. وعدم إحساسه بما يُبيَّت له أبداً .. حتى ولو نُبِّه لذلك !!  ويتجلى بعدة نقاط :  أ. اختيار أفضل الأشخاص للعمليات الأمنية داخل العمق :  فأهم الشروط هنا أن يكون الشخص من أبناء المنطقة .. ومن ثمّ يكون مأمون الجانب نظيف من الناحية الأمنية .. لانشاط له ظاهر سابق ..  ويحسبه الخصم وديعاً مسالماً لايفكّر ولايخطّط : (يعني مواطن صالح : لايرى ولايسمع ولايتكلّم)..  _ انظر لقوله لزوجته التي شعرت بأنهم يريدون شرّاً : هذا أبو نائلة .. لو وجدني نائماً ما أيقظني !!! (أبو نائلة : الشخص الذي أختارته الوحدة الخاصّة .. ليُلقي الطعم لابن الاشرف وليُوقعه بالكمين : قال "ابن اسحاق" : فقدّموا بين أيديهم إلى كعب .. أخوه أبا نائلة) .  _ هذا عدى عن أن أبا نائلة .. كان أخا كعبٍ بالرضاعة !  ..  ب. ومن جعل العدوّ يشعر بالأمان :  أن أبا نائلة لم يعرض عليه خطّته فوراً ! بل جعلها ضمن حديث عابر على أساس !!  _ وهذا مازال يستعمل إلى الان في زماننا .. بأحدث أجهزة الاستخبارات أثناء التحقيق وبالاستدراج ..  حيث يكلّمك المحقق في عدة مواضيع .. لايهمه فيها إلا موضوع واحد وذلك حتى لايُشعرك بما يريد هو .. وليضيّع الموضوع المهم له فلا تنتبه له !  فأبو نائلة لما أتاه فاتحه أولاً بالشعر .. وكانا من قبل يفعلان ذلك وكان أبو نائلة يقول الشعر .  _ ومن ثم قال له على أساس أنّه متذمّراً يبثّ له همّه ..  وانظر إلى أنّه اختار له هموماً (مزعومة) .. كان كعب نفسه يحذّره منها ! فورد بسياق الكلام أنه قال له :  (أما والله كنت أخبرك يابن سلامة أنّ الأمر سيصير على ما أقول !)  _ وللتوثيق أكثر وللثقة أكثر قال له أبو نائلة  : أكتم عنّي :) !!   (وهذه نقطة مهمّة لمن يجرّب العمل الأمني داخل العمق .. والاختلاط بأعداءه على أساس أنّه منهم ..  فبثّ الهموم وتأمين الخصم عليها "على أساس" .. من أهم الأمور التي تقويّ أواصر العلاقات مع خصمك : "الذي لايعرف عداوتك له" .. وتُشعر خصمك أنك تحبّه وأنه قريب منك !)  _ فقال له عن محمّد وكم أثقل عليهم وكم ملّوا منه .. !!! و كم تَسبّبَ لهم ببلاء و ... !! (وسنتحدّث عن هذه النقطة فيما سيأتي إن شاء الله .. انظر : ثامناً !) .  ..  ج. ومن جعله يشعر بالأمان : الخطّة المحكمة .. التي وضعها هذا العبقري : سِلكانُ بن سلامة (أبو نائلة) .   أنّه برّر وجود الأسلحة مع من سيأتي لقتله بطريقة ذكيّة جدّاً ..  _ لكن الأهمّ والذي يجعلك تقف مذهولاً !!! جعله هو من ينطق بهذا المبرّر .. لإكمال شعوره بالأمان !! (الذي تجلّى بعد ذلك بنزوله رغم تحذير زوجته له أنهم سيقتلوه !!!)  ..  سأوضّح لكم : كانت خطة العبقري أبو نائلة تقوم على عدم فزع كعب  (الذي كما قلنا يبدو أنه رجل غير عادي أبداً) .. من رؤية السلاح مع من سيأتي لقتله .  فاستعمل أبو نائلة قصةَ تذمّرهم من محمّد .. وماتسبب لهم من بلاء وضيق بالعيش .. ليدخل إلى أنه يريد طعاماً وشراباً من كعب !  وهو يعلم انّ كعباً سيستغلّ الفرصة كعادة يهود .. ليعطيهم طعام وشراب ليزيد بكرههم للنبيّ (المزعوم) ..  لكنه لن يعطيهم إلا برَهْنٍ .. كما كانت عادة العرب وقتها !  _ وهذا هو المدخل ..  حيث أراد أن يتفق معه على رهن السلاح (على أساس) .. وبذلك لاينكر وجوده معهم ؟!!!  لكن الأهم والأخطر بالقصّة التي لاينتبه لها إلا .. من لديه خبرة عملية بالعمليات الأمنية داخل العمق : فبالتالي سيعيش القصّة بتفاصيلها كأنه معهم ..   أنّه لم يقترح عليه هذا الأمر فوراً بل جعله هو من يقترح حلول .. وهو يرفض بطريقة تدلّك على ذكاءه العجيب وسرعة بديهته .. وحسن تعامله مع أي مستجدّ (هذه نقطة (د) .   فكان أو وصلوا لحلّ جميعاً : وهو أن يرهنهم السلاح !!  فقال له كعب : ارهنوني نسائكم فقال كيف وأنت أجمل العرب !! :) !! (انفشوا انفشوا وشوف .... الخ) . فقال له طيب ارهنوني أبناءكم : فقال ستعيّرنا العرب !  فقال له بمعنى أنه ليس عندنا سوى السلاح !!  هـ. انظر إلى أنه قد شمّ رأسه (بعد تفويشه برائحة الطيب خاصته) أكثر من مرّة قبل التنفيذ وهذا أيضاً لإشعاره بالأمان .. ومع ذلك لم يلاحظ عدوّ الله !  ((وهذا ذكّرني بالخبيث عدو الله رياض الأحمد عندما أخذناه :  قعد بالسيّارة بين شخصين ضخمين وهو بالنصف ولم يحذر من شيء ! وذلك بتوفيق الله أولاً .. ثم بعمل عليه لإشعاره بالأمان لشهرين ..  وطبعاً كان أخذه ولله الحمد غاية في الدقّة والحرفية كتنفيذ ..  لكن أنا أهملت بعض الأمور الجانبية .. لعدم تخيّلي أنهم سيضّخمون القصّة بهذا الحجم الهائل أولاً : (طبعاً هم اتخذوها حجّة وشمّاعة ليقضوا على وجودي في الجبل .. وعملي هناك ومشروعي .. عن طريقها ! الذي قطع كل طريق لخطط الغرب وكلابه وكلاب أجهزة المخابرات .. بإذن الله)  ولضيق ذات اليد ثانياً .. ولأننا كنا نريد أن ننفّذ وكان هذا آخر خيار لنا لم يبق لي غيره ثالثاً !! انظر لقاءي على يويتوب بذلك .))  ...  ثانياً :  اعتمد رضي الله عنه على تفويشه كثيراً : أنت أجمل العرب .. ماهذا الطيب الذي لم أشمّ مثله .... الخ !  _ وطبيعي .. ! فلتسوق أمة أو شخصاً كالنعاج ..  فإن أسهل طريقة هي تفويشه !!! (حال أمتي اليوم) .  ....  ثالثاً :  تلاحظ من القصة هذه الجملة : (فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره ..  ثم أمرهم أن يأخذوا السلاح ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه .. فاجتمعوا عند رسول الله ثم مشى معهم إلى الغرقد ودعى لهم)  يدلّك على أنّ النبي كان مطلّع على تفاصيل العملية كلّها .. ولا أعجب إن كانت من تخطيطه كلّها ..  فمثل ذكاءه لم تر قطّ عيني والله !  ....  رابعاً : لاحظ قول زوجته له وهذا يدلّك على عقلها .. وعلى أن رأي المرأة قد يصيب أحياناً أكثر من رأي الرجل ولاضير ..  قالت له : أنت امرؤٌ مُحارَب وإنّ أصحاب الحرب لاينزلون في هذه السّاعة !  - وأن إحساس المرأة الفطنة يصيب في كثير من الأحيان : قولها : (إني لأشعر في صوته الشرّ) !  _ فهذا يدلّك على أنه كان يتوقع قتله .. ومع ذلك لم يستمع لزوجته لدرجة إشعار العبقري أبو نائلة له بالأمان !  ووقتها قال لها : هذا أبو نائلة لو وجدني نائماً ما أيقظني !  ....  خامساً : لاحظ أني لم أذكر لك قوله (الذي اشتهر بعد ذلك) :  إن الكريم إذا دعي إلى طعنة بليل أجاب !  والذي يذكره أصحاب السير فتظنّ أنه يعلم أنهم سيقتلوه ونزل !!!  _ طيب على هذا لماذا قال لها إذاً : هذا أبو نائلة لو وجدني نائماً ما أيقظني ؟!!!!  _ فبرأيي أنه قال هذا من باب الغرور والشوفوني .. وإلا لو علم 0.1% أنهم سيُقتلوه مانزل أبداً !!!  ....  سادساً : لاحظ حبّهم لنبيّهم .. كم كان أبو نائلة صديقاً لكعب ؟!!! لكنّه لما تجرأ على رسول الله جعل كل الصداقة تحت قدمه : وقال لما أمكن منه : اضربوا عدوّ الله !! سبحان الله .. هذا وربي هو الولاء والبراء !  ....  سابعاً (وهي الأهـــــــــمّ على الإطلاق !!) : قوله : (وقد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ الله ..  فليس بها يهودي إلا وهو خائفٌ على نفسه !!!)  _ هذه الجملة تختصرّ لك كل هدف العملية .. ... .... !!  ..  وكل عملية لاتحقّق مثل هذا الهدف لدولة ناشئة .. برأيي ستضرها أكثر مماتنفعها بكثير .. ولايجب أن تفعلها أبداً !!  _ على الأقل أن كعباً ظلّ يهجو النبي .. ويقع في أعراض المسلمات سبعة أشهر بعد بدر ..  فلماذا لم يقتله إلا وقتها ؟!!! :  السبب يا سادة أن هذه العملية حقّقت هذا الهدف : (وقد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ الله ..  فليس بها يهودي إلا وهو خائفٌ على نفسه !!!)  لأنها أتت بعد بدر والانتصار الرهيب فيها .. ومابعدها من فرض هيبة النبي على الدول المجاورة له .. ثم عمليته الاستخباراتية الناجحة على عير قريش رغم تغيير طريقها !! (الدرس السابق) .  ..  ولولا تحقيقها لهذا الهدف : (وقد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ الله ..  فليس بها يهودي إلا وهو خائفٌ على نفسه !!!)  لما فعلها برأيي بهذا الوقت رسول الله صلى الله عليه وسلّم !!  ..  فهذه العملية بطريقتها الاستخباراتية المُتفنة .. والتي جاءت بعد عمل استخباراتي رهيب بعير قريش .. هو من حقّق هذا الهدف (بإذن الله) ..  _ الهدف الذي لولاه لما فعلها النبي في ذلك الوقت .  _ فما فَرْضُ الهيبة وجَعْلُ كلَّ يهوديٍّ خائفٌ على نفسه .. إلا لشعورهم بقوّة وتمكّن الجهاز الاستخباراتي الأمني لرسول الله .. وبيده الطولى !  _ وأنه قادر على الوصول إلى كل شخص فيهم .. زحتى إلى قريش وقوافلها أينما ذهبوا ..  ..   السؤال هنا : ؟!! هل حقّقت شارلي إيبدو هذا ؟!!! :) !!!  أعرفتم لماذا قلت لكم : أخذنا الرسم والشكل وتركنا المضمون !!!!  (فريق) .  _ أو ما أخذنا من ديننا إلا أنه دين المحبّة والكلمة الطيبة .. واليهودي والزبالة ولو ضربك كفّ على خدّ أعطه خدّك الثاني !!!  (الفريق الآخر) .  _ وما تتعلمه هنا هي حقيقة هذا الدين يحقّه ..  الذي لن يفقهه والله ولن تقوم الأمة إلا .. أن يتعمّقوا بالسيرة بحقّها .. ويدرسوا هذه الدروس فيها !!  ....  ثامناً :  يدلّك على درجة أهمية العمليات الأمنية .. أنه يُسمح لك حتى بالكلام على النبي والتذمّر منه .. ولاحقاً ستجد السماح بوصفه بتهم قبيحة : فتّان ... الخ !  وهذا كفر عظيــــــــــــم !! يستحق صاحبه القتل دون الرجوع للوالي حتى !!  _ ومع ذلك أُبيح لمثل هكذا عمليات !!!!! ولاتعليق .. !!  ....  تاسعاً : لمن يستهين بالعمليات الأمنية داخل العمق !! هل تعلم أن الصحابة كانوا ينشدونها بأشعارهم .. ويصفونها ويبيّنون أهميّتها !!  وهذا حسّان شاعر النبي يقول :  للّه درُّ عِصابةٍ لاقيتهمْ .. يا ابن الحُقَيقِ وأنت يا ابن الأشرفِ . يسرونَ  بالبيضِ الرقاقِ إليكمُ .. مرحاً كأسدٍ في عرينٍ مغرفِ . (هذا يدلّك على اختراقهم ووصولهم بالحنكة والعقل لعقر دار العدوّ) حتى أتوكمْ في محلّ بلادكمْ(داخل العمق)فسَقُوكُمُ حَتفاً ببِيضٍ قَرْقَفِ .  مُستَبْصِرين لنصر دين نَبِيِّهِمْ .. مُستَصغِرينَ لكلّ أمرٍ مُجحِفِ .  ...  الدرس القادم إن شاء الله : أُحــــــــــــــــــــــد !  السلام عليكم ..‎

عملية مقتل كعب بن الأشرف كما لم تسمعها من قبل ..

...

دروس مستفادة :

1- كانت أول عملية ..
للوحدة الخاصّة بالاغتيالات للجهاز الاستخباراتي النبوي !

والتي وإن كان زعيمها بلا منافس : محمد بن مسلمة الأنصاري !
إلّا أنها كانت تحوي عباقرة ومخطّطين للأسف لانعرفهم في زماننا !
ولعلّهم أهم من محمّد بن مسلمة نفسه !

_ فلو سألت الآن كل شبابنا :
مَن صاحب كعب بن الأشرف سيقولون لك : محمد بن مسلمة !

بينما ستجد في القصّة أن صاحبه الحقيقي ومُوقِعه ..
وعبقري ّهذه العملية شخصٌ آخر لم يسمع به أحدٌ منّا من قبل :
(كسليط بن النعمان بالدرس السابق)

واسمه : سِلكان بن سلامة (أبو نائلة) .

..

وكونها أول عملية لهذه الوحدة فإنّك ستجد فيها بعض السلبيات ..
والتي تمّ استدراكها فيما بعدها !

وهذه السلبيات التي لاتُذكر ..
مقارنةً بعبقريّة تخطيطها الذي كان من 1450 عام !!!!
حيث كان العقل البشري لم يخترع تواليت بعد !!

ومع ذلك سترى أنّ مبادئها مازالت تدرّس إلى الان في زماننا !

_ هذه السلبيات تدلّك على أن النبي صلى الله عليه وسلم ..
ما انتصر بملائكة وبهالة تقديسية !

بل انتصر بأبي هو وأمّي بالدرجة الأولى بعد توفيق الله له :
بعمل حثيث وجهد مضنٍ واجتهاد متواصل وتدارك للأخطاء وتعلُّم منها !

...

2- تدلّك القصّة على أن كعب بن الأشرف كان رجلاً عظيماً ..
ويصعب قتله .. يبدو أنه كان ضخماً جدّاً أو كان مدرّباً !

فإنّك ستجد بالقصة هذين الخبرين :

_ (فقال له محمّد بن مسملة أنا لك به يا رسول الله ..
فقال له النبي : افعل إن قدرت على ذلك ..
ثم إن محمداً بن مسلمة لم يذق طعاماً ولا شراباً لثلاثة أيام ..
إلا مايُعلق نفسه ..
فذُكر هذا لرسول الله فدعاه فقال له لم تركت الطعام والشراب ؟!!
فقال يارسول الله : قلت لك قولاً لاأدري أأفي به أملا ..
فقال إنما عليك الجهد !)

_ (ثم قال : اضربوا عدوّ الله فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغنِ شيئاً !)

فمن هذين الخبرين تجد أنهم كان يبدو عليهم الخوف والحذر ..
وشدّة التحسّب له وشدّة التخطيط للتمكّن منه ..

فهذا يدلّك على عظم قوّته وصعوبة قتله والسيطرة عليه !
وهذا يدلّك على أنها كانت عملية صعبة جدّاً !

(أشبه برأيي بعملية اغتيال لشخصية كبيرة في يهود زماننا)

...

3- تخطيط العملية كان قمّة في الدهاء والمكر ..
ستُذهلك ولو قرأت القصّة من قبل ألف مرّة !!

_ واعتمد التخطيط .. على عدة محاور !
هي الى الان تشكّل مبادئ رئيسية لعمليات الاغتيال ..
وللعمليات الأمنية داخل العمق :

أولاً : جعل الخصم يشعر بالأمان ..
وعدم إحساسه بما يُبيَّت له أبداً .. حتى ولو نُبِّه لذلك !!

ويتجلى بعدة نقاط :

أ. اختيار أفضل الأشخاص للعمليات الأمنية داخل العمق :

فأهم الشروط هنا أ ن يكون الشخص من أبناء المنطقة ..
ومن ثمّ يكون مأمون الجانب نظيف من الناحية الأمنية ..
لانشاط له ظاهر سابق ..
ويحسبه الخصم وديعاً مسالماً لايفكّر ولايخطّط :
(يعني مواطن صالح : لايرى ولايسمع ولايتكلّم)..

_ انظر لقوله لزوجته التي شعرت بأنهم يريدون شرّاً :
هذا أبو نائلة .. لو وجدني نائماً ما أيقظني !!!
(أبو نائلة : الشخص الذي أختارته الوحدة الخاصّة ..
ليُلقي الطعم لابن الاشرف وليُوقعه بالكمين :
قال "ابن اسحاق" : فقدّموا بين أيديهم إلى كعب .. أخوه أبا نائلة) .

_ هذا عدى عن أن أبا نائلة .. كان أخا كعبٍ بالرضاعة !

..

ب. ومن جعل العدوّ يشعر بالأمان :
أن أبا نائلة لم يعرض عليه خطّته فوراً !
بل جعلها ضمن حديث عابر على أساس !!

_ وهذا مازال يستعمل إلى الان في زماننا ..
بأحدث أجهزة الاستخبارات أثناء التحقيق وبالاستدراج ..

حيث يكلّمك المحقق في عدة مواضيع ..
لايهمه فيها إلا موضوع واحد وذلك حتى لايُشعرك بما يريد هو ..
وليضيّع الموضوع المهم له فلا تنتبه له !

فأبو نائلة لما أتاه فاتحه أولاً بالشعر ..
وكانا من قبل يفعلان ذلك وكان أبو نائلة يقول الشعر .

_ ومن ثم قال له على أساس أنّه متذمّراً يبثّ له همّه ..

وانظر إلى أنّه اختار له هموماً (مزعومة) ..
كان كعب نفسه يحذّره منها !

فورد بسياق الكلام أنه قال له :
(أما والله كنت أخبرك يابن سلامة أنّ الأمر سيصير على ما أقول !)

_ وللتوثيق أكثر وللثقة أكثر قال له أبو نائلة : أكتم عنّيimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

(وهذه نقطة مهمّة لمن يجرّب العمل الأمني داخل العمق ..
والاختلاط بأعداءه على أساس أنّه منهم ..
فبثّ الهموم وتأمين الخصم عليها "على أساس" ..
من أهم الأمور التي تقويّ أواصر العلاقات مع خصمك :
"الذي لايعرف عداوتك له" ..
وتُشعر خصمك أنك تحبّه وأنه قريب منك !)

_ فقال له عن محمّد وكم أثقل عليهم وكم ملّوا منه .. !!!
و كم تَسبّبَ لهم ببلاء و ... !!
(وسنتحدّث عن هذه النقطة فيما سيأتي إن شاء الله .. انظر : ثامناً !) .

..

ج. ومن جعله يشعر بالأمان : الخطّة المحكمة ..
التي وضعها هذا العبقري : سِلكانُ بن سلامة (أبو نائلة) .

أنّه برّر وجود الأسلحة مع من سيأتي لقتله بطريقة ذكيّة جدّاً ..

_ لكن الأهمّ والذي يجعلك تقف مذهولاً !!!
جعله هو من ينطق بهذا المبرّر .. لإكمال شعوره بالأمان !!
(الذي تجلّى بعد ذلك بنزوله رغم تحذير زوجته له أنهم سيقتلوه !!!)

..

سأوضّح لكم :
كانت خطة العبقري أبو نائلة تقوم على عدم فزع كعب
(الذي كما قلنا يبدو أنه رجل غير عادي أبداً) ..
من رؤية السلاح مع من سيأتي لقتله .

فاستعمل أبو نائلة قصةَ تذمّرهم من محمّد ..
وماتسبب لهم من بلاء وضيق بالعيش ..
ليدخل إلى أنه يريد طعاماً وشراباً من كعب !

وهو يعلم انّ كعباً سيستغلّ الفرصة كعادة يهود ..
ليعطيهم طعام وشراب ليزيد بكرههم للنبيّ (المزعوم) ..

لكنه لن يعطيهم إلا برَهْنٍ .. كما كانت عادة العرب وقتها !

_ وهذا هو المدخل ..
حيث أراد أن يتفق معه على رهن السلاح (على أساس) ..
وبذلك لاينكر وجوده معهم ؟!!!

لكن الأهم والأخطر بالقصّة التي لاينتبه لها إلا ..
من لديه خبرة عملية بالعمليات الأمنية داخل العمق :
فبالتالي سيعيش القصّة بتفاصيلها كأنه معهم ..

أنّه لم يقترح عليه هذا الأمر فوراً بل جعله هو من يقترح حلول ..
وهو يرفض بطريقة تدلّك على ذكاءه العجيب وسرعة بديهته ..
وحسن تعامله مع أي مستجدّ (هذه نقطة (د) .

فكان أو وصلوا لحلّ جميعاً : وهو أن يرهنهم السلاح !!

فقال له كعب : ارهنوني نسائكم فقال كيف وأنت أجمل العرب !!images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

(انفشوا انفشوا وشوف .... الخ) .
فقال له طيب ارهنوني أبناءكم : فقال ستعيّرنا العرب !

فقال له بمعنى أنه ليس عندنا سوى السلاح !!

هـ. انظر إلى أنه قد شمّ رأسه (بعد تفويشه برائحة الطيب خاصته)
أكثر من مرّة قبل التنفيذ وهذا أيضاً لإشعاره بالأمان ..
ومع ذلك لم يلاحظ عدوّ الله !

((وهذا ذكّرني بالخبيث عدو الله رياض الأحمد عندما أخذناه :
قعد بالسيّارة بين شخصين ضخمين وهو بالنصف ولم يحذر من شيء !
وذلك بتوفيق الله أولاً ..
ثم بعمل عليه لإشعاره بالأمان لشهرين ..
وطبعاً كان أخذه ولله الحمد غاية في الدقّة والحرفية كتنفيذ ..

لكن أنا أهملت بعض الأمور الجانبية ..
لعدم تخيّلي أنهم سيضّخمون القصّة بهذا الحجم الهائل أولاً :
(طبعاً هم اتخذوها حجّة وشمّاعة ليقضوا على وجودي في الجبل ..
وعملي هناك ومشروعي .. عن طريقها !
الذي قطع كل طريق لخطط الغرب وكلابه وكلاب أجهزة المخابرات ..
بإذن الله)
ولضيق ذات اليد ثانياً ..
ولأننا كنا نريد أن ننفّذ وكان هذا آخر خيار لنا لم يبق لي غيره ثالثاً !!
انظر لقاءي على يويتوب بذلك .))

...

ثانياً :
اعتمد رضي الله عنه على تفويشه كثيراً :
أنت أجمل العرب .. ماهذا الطيب الذي لم أشمّ مثله .... الخ !

_ وطبيعي .. !
فلتسوق أمة أو شخصاً كالنعاج ..
فإن أسهل طريقة هي تفويشه !!! (حال أمتي اليوم) .

....

ثالثاً :

تلاحظ من القصة هذه الجملة :
(فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره ..
ثم أمرهم أن يأخذوا السلاح ثم ينطلقوا فيجتمعوا إليه ..
فاجتمعوا عند رسول الله ثم مشى معهم إلى الغرقد ودعى لهم)

يدلّك على أنّ النبي كان مطلّع على تفاصيل العملية كلّها ..
ولا أعجب إن كانت من تخطيطه كلّها ..
فمثل ذكاءه لم تر قطّ عيني والله !

....

رابعاً :
لاحظ قول زوجته له وهذا يدلّك على عقلها ..
وعلى أن رأي المرأة قد يصيب أحياناً أكثر من رأي الرجل ولاضير ..
قالت له :
أنت امرؤٌ مُحارَب وإنّ أصحاب الحرب لاينزلون في هذه السّاعة !

- وأن إحساس المرأة الفطنة يصيب في كثير من الأحيان :
قولها : (إني لأشعر في صوته الشرّ) !

_ فهذا يدلّك على أنه كان يتوقع قتله ..
ومع ذلك لم يستمع لزوجته لدرجة إشعار العبقري أبو نائلة له بالأمان !

ووقتها قال لها : هذا أبو نائلة لو وجدني نائماً ما أيقظني !

....

خامساً :
لاحظ أني لم أذكر لك قوله (الذي اشتهر بعد ذلك) :
إن الكريم إذا دعي إلى طعنة بليل أجاب !

والذي يذكره أصحاب السير فتظنّ أنه يعلم أنهم سيقتلوه ونزل !!!

_ طيب على هذا لماذا قال لها إذاً :
هذا أبو نائلة لو وجدني نائماً ما أيقظني ؟!!!!

_ فبرأيي أنه قال هذا من باب الغرور والشوفوني ..
وإلا لو علم 0.1% أنهم سيُقتلوه مانزل أبداً !!!

....

سادساً :
لاحظ حبّهم لنبيّهم .. كم كان أبو نائلة صديقاً لكعب ؟!!!
لكنّه لما تجرأ على رسول الله جعل كل الصداقة تحت قدمه :
وقال لما أمكن منه : اضربوا عدوّ الله !!
سبحان الله .. هذا وربي هو الولاء والبراء !

....

سابعاً (وهي الأهـــــــــمّ على الإطلاق !!) :
قوله : (وقد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ الله ..
فليس بها يهودي إلا وهو خائفٌ على نفسه !!!)

_ هذه الجملة تختصرّ لك كل هدف العملية .. ... .... !!

..

وكل عملية لاتحقّق مثل هذا الهدف لدولة ناشئة ..
برأيي ستضرها أكثر مماتنفعها بكثير .. ولايجب أن تفعلها أبداً !!

_ على الأقل أن كعباً ظلّ يهجو النبي ..
ويقع في أعراض المسلمات سبعة أشهر بعد بدر ..
فلماذا لم يقتله إلا وقتها ؟!!! :

السبب يا سادة أن هذه العملية حقّقت هذا الهدف :
(وقد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ الله ..
فليس بها يهودي إلا وهو خائفٌ على نفسه !!!)

لأنها أتت بعد بدر والانتصار الرهيب فيها ..
ومابعدها من فرض هيبة النبي على الدول المجاورة له ..
ثم عمليته الاستخباراتية الناجحة على عير قريش رغم تغيير طريقها !!
(الدرس السابق) .

..

ولولا تحقيقها لهذا الهدف :
(وقد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ الله ..
فليس بها يهودي إلا وهو خائفٌ على نفسه !!!)

لما فعلها برأيي بهذا الوقت رسول الله صلى الله عليه وسلّم !!

..

فهذه العملية بطريقتها الاستخباراتية المُتفنة ..
والتي جاءت بعد عمل استخباراتي رهيب بعير قريش ..
هو من حقّق هذا الهدف (بإذن الله) ..

_ الهدف الذي لولاه لما فعلها النبي في ذلك الوقت .

_ فما فَرْضُ الهيبة وجَعْلُ كلَّ يهوديٍّ خائفٌ على نفسه ..
إلا لشعورهم بقوّة وتمكّن الجهاز الاستخباراتي الأمني لرسول الله ..
وبيده الطولى !

_ وأنه قادر على الوصول إلى كل شخص فيهم ..
زحتى إلى قريش وقوافلها أينما ذهبوا ..

..

السؤال هنا : ؟!!
هل حقّقت شارلي إيبدو هذا ؟!!!images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!

أعرفتم لماذا قلت لكم :
أخذنا الرسم والشكل وتركنا المضمون !!!!
(فريق) .

_ أو ما أخذنا من ديننا إلا أنه دين المحبّة والكلمة الطيبة ..
واليهودي والزبالة ولو ضربك كفّ على خدّ أعطه خدّك الثاني !!!
(الفريق الآخر) .

_ وما تتعلمه هنا هي حقيقة هذا الدين يحقّه ..
الذي لن يفقهه والله ولن تقوم الأمة إلا ..
أن يتعمّقوا بالسيرة بحقّها .. ويدرسوا هذه الدروس فيها !!

....

ثامناً :

يدلّك على درجة أهمية العمليات الأمنية ..
أنه يُسمح لك حتى بالكلام على النبي والتذمّر منه ..
ولاحقاً ستجد السماح بوصفه بتهم قبيحة : فتّان ... الخ !

وهذا كفر عظيــــــــــــم !!
يستحق صاحبه القتل دون الرجوع للوالي حتى !!

_ ومع ذلك أُبيح لمثل هكذا عمليات !!!!!
ولاتعليق .. !!

....

تاسعاً :
لمن يستهين بالعمليات الأمنية داخل العمق !!
هل تعلم أن الصحابة كانوا ينشدونها بأشعارهم ..
ويصفونها ويبيّنون أهميّتها !!

وهذا حسّان شاعر النبي يقول :

للّه درُّ عِصابةٍ لاقيتهمْ .. يا ابن الحُقَيقِ وأنت يا ابن الأشرفِ .
يسرونَ بالبيضِ الرقاقِ إليكمُ .. مرحاً كأسدٍ في عرينٍ مغرفِ .
(هذا يدلّك على اختراقهم ووصولهم بالحنكة والعقل لعقر دار العدوّ)
حتى أتوكمْ في محلّ بلادكمْ(داخل العمق)فسَقُوكُمُ حَتفاً ببِيضٍ قَرْقَفِ .
مُستَبْصِرين لنصر دين نَبِيِّهِمْ .. مُستَصغِرينَ لكلّ أمرٍ مُجحِفِ .

...

الدرس القادم إن شاء الله : أُحــــــــــــــــــــــد !

السلام عليكم ..

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

 ***

10937717_1397492557218478_2041670665_n.j


(مُلحق لدرس السيرة النبوية رقم (51) رابطه أول تعليق )

‫#‏وقفات‬ مع قتل كعب بن الأشرف ..

...

إلى من يستعمل قصّة كعب بن الأشرف ليسوق الأمّة إلى مايريد !

أو ظننتَ أنّ الله سيُعدم الخير بهذه الأمّة ويتركها لوحدها !!
أو ظننت أنْ تخدع أمّة محمّد ويتركها ربّها ..
دون أن يُعريك ويُظهر غباءك أو جهلك أو خبثك أو عمالتك .. للناس !

خسئتَ وتَعِست وشاهَ وجهك وخاب مسعاك .. 
فإنّها أمّـــــة محمّد .. وهو من تكفّل بها !

فأما زبدك فيذهب جُفاءً وأمّا ماينفع الناس فيمكث في الأرض !

...

فمن هؤلاء ..
من ردَّ (ملبّساً على الناس أو متصهوداً يريد أن يهرب من الحق) 
ردّ على الدرس الأخير بدروس السيرة النبوية : (الذي رابطه أول تعليق) .

_ فقال هل هناك دليل أنّ كعب بن مالك هجا النبيّ قبل بدر ؟!!! images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

النبي .. قام بقتل كعب بن الأشرف مجرّد استهزأ به !!!

...

سبحان الله ..

هو كان يمدحه قبل بدر يبدو .. وبعد بدرٍ هجاه !!images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ؟!! .


لن أُناقشك في هذا يا أحمق .. يا متصهود ..

_ النبي قتله بعد حوالي ثمانية أشهر من بدر ..
وما زال في هذه الشهور (وهذا ثابتٌ مثبّت) يهجو النبي ويتهجم على أعراض المسلمات ! 

- بل ويسافر لمكّة ويقيم الاجتماعات مع أرباب قريش .. 
ويتآمر على رسول الله ..

_ وما قصيدته المشهورة : (طحنتْ رحى بدرٍ لمهلك أهله .. ولمثل بدرٍ تستهلّ وتدمعُ) .
التي قالها بأحد اجتماعاته مع أرباب قريش بمكّة (ثابتة مثبّتة أيضاً ياحمير المتصهودة images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ) 

إلا قصيدةٌ واحدة صغيرة من كثير من القصائد !

_ هذا واحد images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .


....

ثانياً :

النبي صلى الله عليه وسلم ..
قتل كعب بن الأشرف لأنه هجاه موimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5؟!!  .


_ ((كما يقولون هذا للناس مُجرّداً مُجتزأً مُفرّغاً من ظروف القصّة وحيثياتها ..
حسب مايوافق هواهم ومصالحهم .

يُحرّفون الكلم عن مواضعه .. 
ويلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب !!!

وبهذه الطريقة يسوقون الأمة لما يريدون .. جهلاً أو غباءً أو اختراقاً !)) .

_ طبعاً أكيد من أجل هذا قتلهimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

فيبدو أنّ كعب بن الأشرف هو الشاعر الوحيد الذي هجا النبيّ ؟؟!!!!!!

....

هناك عشرات الشعراء الذين هجوا النبي يا إخوة .. 
بل كانت العرب كلها تهجوه .. 

فلماذا لم يقتلهم كلهم .. أو بالأقل يقتل أكابرهم ؟!!!!

_ إن كان إبن عمّه ... !!! : (أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب) .. 
كان يهجوه images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !! 


بل كان يؤذيه كثيراً بالشعر والهجاء والاستهزاء .. 
لدرجة أن ردّ عليه حسان بن ثابت (من شدة أذاه) في قصيدته المشهورة :

ألا أبلغ أبا سفيان عني .. مغلغلةً فقد برح الخفاء !
هجوت محمدا فأجبت عَنْهُ .. وعند الله في ذاك الجزاء !

(سنأتي أيضاً لسبب ردّ حسان على بعض أكابرهم إن شاء الله) . 

فهل عجز النبي عن الوصول إليه يعني ؟! .. 

أم تركه لأن عنده واسطة لأنه قريبه يعنيimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5؟!!!!


_ هل أُعدّد لكم الشعراء الذين هجوه : فقط من وصلنا خبره منهم ؟!!!!

...

فملعوم أن عدد الذين كانوا يهجونه .. كبير !!

وكان يستطيع قتلهم بعمليات خاصّة لو أراد .. 
كما قتل : سفيان بن خالد الهذلي وسلام بن الحقيق ..
في عمليات اغتيال خارجية لجهازه الاستخباراتي الخاصّ .

لكن لم يكن ليعطي هؤلاء الهاجين أهميّة أو قيمة إلا لثلاث :

1- رجلٌ له قيمته وتأثيره ومسموع الكلمة في قومه ويؤثّر بهم .

2- رجل له قيمته وتأثيره ويريد أن يرهب بقتله قومه . (كعب بن الأشرف) .

3- رجلٌ وصل إليه ولم يتب . (وصل إلى الكثير وتابوا فعفا عنهم) .


...

الآن ستقول لي جملتين وتردّ علي :

الأولى : يا أخي العمليات الخاصّة تحتاج جهد كبير ومجهود ..
وماذا (سُيلّحق النبي ليُلّحق) ؟!!
وهو اختصّ هؤلاء بعمليات خاصة خارجية لعظم خطرهما !

_ والجملة الثانية في ردّك :

ستقول: هو قتل ابن الأشرف ولم يقتلهم ..
لأن قتل كعب بن الاشرف أسهل فهو قريب له أما أولئك فصعب !!

...
...

أنا الآن فقط سأعيد جوابك images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

لكن بشكل أدق ومؤطّر وعلمي .. 

_ جوابك الذي ستجيبه فطرتك لكن الكلاب الخبثاء من علماء أو أمراء لك :
(الذين أصنافهم اليوم : أغبياء ..
أو وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على آثارهم مقتدون .. 
أومخترقون ! .. إلا من رحم ربي)
يهوّدانك أو ينصّرانك او يُمجّسانك !

_ سأعيد لك جوابك بشكل أدق .. فجوابك هذا هو عين ما أرنو إليه !
وهو أصل الحـــــــقّ .. وهو فطرتك السليمة لكن يلبّسها عليك هؤلاء الخبثاء !
...

فكعب بن الأشرف يا عباد الله .. قتله النبيّ لأنه كان من اليهود الساكنين بقربه ..
وقد تحدثت عن تفاصيل هذه الأمور في دروسي السيرة من الدرس (41-51)

http://justpaste.it/DurusAmniah3 .

وفيها كلام مهمّ جداً يجب أن تقرأه وإلا لن تفهم عليّ ولن تعرف الحق !!

_ وسأنقل لك الآن من الدرس الأخير بالسيرة النبوية وهو حادثة مقتل كعب بن الأشرف :

* سابعاً (وهي الأهـــــــــمّ على الإطلاق !!) :
قول الصحابيّ : (وقد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ الله ..
فليس بها يهودي إلا وهو خائفٌ على نفسه !!!)

_ هذه الجملة تختصرُ لك كل هدف العملية .. ... .... !!

..

وكل عملية لاتحقّق مثل هذا الهدف لدولة ناشئة ..
برأيي ستضرها أكثر مماتنفعها بكثير .. ولايجب أن تفعلها أبداً !!

_ على الأقل أن كعباً ظلّ يهجو النبي ..
ويقع في أعراض المسلمات سبعة أشهر بعد بدر ..
فلماذا لم يقتله إلا وقتها ؟!!! :

السبب يا سادة أن هذه العملية حقّقت هذا الهدف :
(وقد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ الله ..
فليس بها يهودي إلا وهو خائفٌ على نفسه !!!)

لأنها أتت بعد بدر والانتصار الرهيب فيها ..
ومابعدها من فرض هيبة النبي على الدول المجاورة له ..
ثم عمليته الاستخباراتية الناجحة على عير قريش رغم تغيير طريقها !!
(الدرس السابق) .

..

ولولا تحقيقها لهذا الهدف :
(وقد خافت يهود لوقعتنا بعدوّ الله ..
فليس بها يهودي إلا وهو خائفٌ على نفسه !!!)

لما فعلها برأيي بهذا الوقت رسول الله صلى الله عليه وسلّم !!

..

فهذه العملية بطريقتها الاستخباراتية المُتقنة ..
والتي جاءت بعد عمل استخباراتي رهيب بعير قريش ..
هو من حقّق هذا الهدف (بإذن الله) ..

_ الهدف الذي لولاه لما فعلها النبي في ذلك الوقت .

_ فما فَرْضُ الهيبة وجَعْلُ كلَّ يهوديٍّ خائفٌ على نفسه ..
إلا لشعورهم بقوّة وتمكّن الجهاز الاستخباراتي الأمني لرسول الله ..
وبيده الطولى !

_ وأنه قادر على الوصول إلى كل شخص فيهم ..
وحتى إلى قريش وقوافلها أينما ذهبوا ..

..

السؤال هنا : ؟!!
هل حقّقت شارلي إيبدو هذا ؟!!! images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!


أعرفتم لماذا قلت لكم :
أخذنا الرسم والشكل وتركنا المضمون !!!!
(فريق) .

_ أو ما أخذنا من ديننا إلا أنه دين المحبّة والكلمة الطيبة ..
واليهودي والزبالة ولو ضربك كفّ على خدّ أعطه خدّك الثاني !!!
(الفريق الآخر) .

_ وما تتعلمه هنا هي حقيقة هذا الدين يحقّه ..
الذي لن يفقهه والله ولن تقوم الأمة إلا ..
أن يتعمّقوا بالسيرة بحقّها .. ويدرسوا هذه الدروس فيها !! *

..

انتهى الاقتباس ..

.......
.......

ثالثاً :
فقط أريد أن أسألك سؤالاً الآن سيغير لك تفكيرك كله ..
لماذا قتله النبي بهذه الطريقة (التي ظاهرها غدر) ولم يقتله بالطريقة التقليدية ؟!!

أليس هو النبي الذي قال : ما كان لنبيّ أن يومئ !


وذلك بحديث سعدٍ بقصّة ابن أبي سرح إذ قال : 
لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان ..
فجاء به (كان قد أهدر دمه) حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: 
يا رسول الله بايع عبد الله ..
فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال :
أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله 
فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك؟، قال: 
إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين !!!

_ خائنة الأعين : أن يومئ بعينه ما يدلّ على أنّه يضمر بقلبه غير ما يظهره للناس !

....

كيف لمثل هذا النبيّ أن يفعل هذا لرجل هجاه وأذاه كثيراً حتى أهدر دمه بالاسم ..
وبحادثة أُخرى لرجل أيضاً آذاه وهجاه أن يقتله غدراً .. وتكون العملية بتوقيعه ؟!!!

_ كيف هنا لا يومئ بعينه مجرد إيماء .. 
وكيف هناك يرضى بقتله بتلك الطريقة التي ظاهرها مكرٌ وخداع وغدر ؟!!!!!

...

إذاً ... !
اعرف يا عبد الله لو عشت السيرة كما أعلمك إياها بحقها كأنك فيها .. 
أنّه صلّى الله عليه وسلم تقصّد قتله هو (التوقيت والمكان والقوم) .
وبهذه الطريقة (اغتيال بعملية خاصّة استخباراتية) .

_ فهل ياترى قتله بهذه الطريقة لأنه كان خائف منه مثلاً images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!


لماذا لم يذهب ويحاصره ويحاصر قومه كما فعل مع بني القنيقاع ؟!!!
أو بالأقل لماذا لم يرسل له حمزة ليبارزه .. 
وهو صيّاد الأسود مجندل الفرسان فالق هامات الأبطال ؟!!

...

قلت لك عش بالسيرة ستتغير حياتك وتفكير كلّه !!

فعندما تعش بالسيرة كما لو أنّك فيها !!
وقتها ستفكّر بهذا ولابدّ ستسأل نفسك هذه التساؤلات ..
وعندما تعرف أجوبتها .. ستنقلب حياتك كلها .. وتغير السيرة وقتها تفكيرك !

_ يا سادة ماقتله صلّى الله عليه وسلّم بهذه الطريقة ..
إلا لأنه يريد قتله بهذه الطريقة فقط .

لأن قتل مثل كعب بمثل هذه الطريقة كان سيحقق الرهبة لجهازه الأمني ..
الذي وصل لقريش وقوافل قريش حتى عندما غيّرت طريقها !
كما شرحت منذ قليل ..

_ ومعلوم أن الجهاز الأمني في الدول ..
هو من يفرض استقرار الدول ويثبّتها !!!

فأصبح معروف بعد هذه العمليات التي كلّلتها عملية كعب بن الاشرف ..
أن محمّداً يمتلك جهاز أمني قادر مقتدر يلاحق قريش وكل تفاصيلها ..
ويصل لأي شخص يريده قائد الجهاز العامّ : محمّد صلى الله عليه وسلم .

...

فهل برأيك أن أقول أن قتل كعب بن الأشرف لأنه هجى رسول الله images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!!!!

هكذا مجرّدة مجتزأة مفرغّة وأسوق الناس على أساسها ..
لأبرر حمق مايحدث بفرنسا على الأمّة كلها ؟!!!!!!!!!!!

أليس هذا

تحريف للكلم عن مواضعه .. 

أليس هذا :

ويلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب ..

أليس هذا :

ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض !

_ يأخذون مايهوى فؤادهم من القصّة ويتركون تفاصيلها ..
فويلٌ بشريعتهم للمصلّين .. ولاتقربوا بدينهمُ (دين الأهواء) الصلاة !
(الذين هم عن صلاتهم ساهون - وأنتم سُكارى)

...

وإن منهم فريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب ..
ويقولون هو من عند الله وماهو من عند الله !
ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ..

_ يحرّفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظّاً مما ذكّروا به !

....
....

رابعاً :

يقولون لك هذا حسان بن ثابت كان يردّ عليهم ويهجوهم .. 
والنبي يشجعه و .. و ..

_ وهذا ما يستعمله الصنف الثاني من الذين يسوقون الناس..
ويلبّسون عليهم دينهم ليسوقوهم بعاطفتهم كما يريدون : قوموا وهبّوا !!

..

الآن ..
لماذا حسّان بن ثابت كان يردّ عليهم ؟!!

_ حسان بن ثابت ردّ أيها الإخوة لأن زمانهم ذلك هو زمان الشعر على الإطلاق !

زمانهم كان يموت شاعر كمداً إن لم يستطع أن يجاري من هجاه !!

(هذا الشاعر النميري مات كمَداً لما لم يستطع أن يردّ على جرير ببيته :
فغضّ الطرف إنك من نُميرٍ .. فلا كعباً بلغت ولا كلاباً !)
أنه يعرف كم ستهتّه الناس لعظم أهمية الشعر عندهم وقتها !

_ بل كان أحد أهمّ معجزات القرءان الكبرى هي .. بلاغته !

بل إن الله سبحانه مُنزِل القرءان أنزل أكثر من آية يتحدّى بها العرب ..
أن يأتوا بمثل هذا القرءان .. بل بسورةٍ منه .. بل بآية !
فهم أهل البلاغة والفصاحة ..

فبذلك الزمن كان من أهم معايير القوّة على الإطلاق ..
والتي ينصت لها العرب كلّهم وينتظرونها هي الشعر !

...

والشعر المهمّ والذي تدين له جزرة العرب كلّهم ..
وستهتم به وبالردّ عليه وبالمجاراة بينه الشعراء فيه ..

انقسم عندهم وقتها إلى قســــــــــــمين:

إمّا شاعران مشهوران يهجوان بعضهما .. فوقتها تُنصت العرب كلّها وتنتظر أشعارهما !
أو قبيلتان تحاربتا فتنظر العرب وقتها أشعارهم التي تمجّد قومهم وتذمّ الخصوم ..

...
وكان نبيّنا من الصنف الثاني ..
فحربه مع قريش وقريش سيّدة العرب وقتها ومهى الشعراء كلّهم (سوق عكاظ للشعر) .
ولو أن النبي ترك الردّ عليهم ولم يردّ أحد من المسلمين على أشعارهم ..
لكان ضِعفاً كبيراً .. وسيسبّب نفوراً كبيراً عند الناس !!

لهذا كلّـــــــــــــــه .. سكت النبي عن الشعر الذي كان يهجو قريشاً بل وشجّعه !!
رغم كراهيته له لئلا يقولوا شاعر !

...

بينما لو كان شاعراً مهمولاً صغيراً أو كانت قبيلة مهمولةً صغيرة !
أكان اهتمّ له صلى الله عليه وسلّم ؟!!!

أعطيكم مئات الشعراء لم يهتم بهم صلى الله عليه وسلم حتى وصل إليهم ولم يتوبوا !

_ فهل رأيتم حسّان بن ثابت يجوب الجزيرة العربية يبحث عمن يشتم النبي ليردّ عليه ؟!!!!
هو بذلك يرفع قدره ويعطيه قيمة وأهمية أصلاً !!

وهذا أمرٌ واضحٌ جلّي حتى عقلاً ..

....

فردّ النبي كان على من يستوجب الردّ عليه ..

لأنه برده إما سيزجر غيره :
(شارلي إيبدو كانت تطبع 40 ألف نسخة هي تطبع اليوم 5 مليون نسخة images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!! 

وطبعاً أول عدد فيها بعد العملية كانت صورة النبي على الغلاف الرئيسي !!!!
ولاتعليق ... إلّا أمةٌ مخدوعة موهومة !! )

....

عقلاً !!!
ههذ الكلمة التي سقطت سهواً أو عمداً عن أمّتي ..

وعجبت والله لحالهم .. !!
لو إيران توظّف في اليوم واحد رسّاماً يستهزئ بالنبي ماذا سيكون حالكم ؟!!
كل يوم تطلعوا مظاهرة يعني ؟!!! ولاتقتلونهم كلهم ؟!!! images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!

ولا كل يوم تغيروا صورة بروفايلكم ؟!!! images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!


....
أي دولة في العالم تستطيع يا قطيع الأغنام المنتسب لأعظم عبقرية عرفها التاريخ : محمّد !
أي دولة تستطيع أن تسيّركم كما تريد وكيفما تريد ..
وتطلع عليكم وتفاوض على اسمكم بتخوّيف العالم منكم ..
وأنتم تقولون : مــــــــــــاع مــــــــــــــــاع !!!

أهذا دين محمّد ؟!!!!!

أهذه سيرة محمّــــــــــــد !!!!

إيـــــــــــــــــــــــــــــــــهٍ يا أمتي إيــــــــــــــــــــــــــــــــــه !

سيأتي يوم وتكتبين كل حرف هنا بماء الذهب وتقولين صدقنا فلان ..وغشنا الجميع !

....

أما نظرتم لمسيرة الشيشان بالأمس images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ؟!!!!

مسيرة مليونية لنصرة النبي images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!!


_ وبدأ الحمير ووالله أظلم الحمير والله ..
بدأوا الله أكبر الشيشان الأعاجم يدافعون عن النبي وأنتم قاعدووون ..
الله أكبر .. هبوووا قومووووا !!

_ الشيشان images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

لك من أيقظ الشيشان الآن ؟!!!images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!!


_ من حرّك هذا القطيع الان وهو نائم منذ عشرين عاماً !!!!!

أكيد المخابرات الروسية :
(التي هي الآن مستنفرة بشكل جنوني بالشيشان بعد العمليات التركية قصدي الجهادية images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5

في الشيشان وداغستان التي ظهرت فجأةً وتوقفت فجأةً ويا سبحان الله images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ) .


المهم ..
فأكيد هذه المخابرات لم تقدر تسيطر على المتظاهرين images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .. (انظر الصورة المرفقة !!) .


....

لا يا حميــــــــــــــــــــر !!
هؤلاء قطيع سيق بتوجيه خفيّ من المخابرات الروسية نفسها .. 
تقول لأوربا جيرانهم بهذا الوقت الحسّاس بالذات لأوربا ..
وخوفها من الأسلمة ومن "الإرهاب" ..
وعلاقتها المتوترة مع روسيا والحرب بينهم ..

هذا الوقت الذي ترسم به خارطة جديدة للكرة الأرضية ..

فتقول لهم روسيا بهذه المسيرة المليونية images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !! : 

هؤلاء بدوننا .. ســــــــــــــيُفلتون images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 عليكم ونحن من نحاربهم بسوريّا ؟!!


_ لكن .... !
أمــــــــــــــــــة مخدوعة موهومة مستجحشة مستحمرة مستبهمة !
إلا من رحم الله .. ومـــــــــــــا أقلّهم !

..

نعود لموضوعنا :
فردّ النبي كان على من يستوجب الردّ عليه ..
لأنه برده إما سيزجر غيره .. 

_ أو ردّ عليه ..
لأنه لو لم يردّ عليه كان ضعفاً كبيراً وسيُنفّر العرب منه وقتها ..
كما شرحنا وبيّنا قبل قليل !

.......
.......
.......

أمّتــــــــــــــي !
إن شئت اكتبي هذا الكلام بماء الذهب وعلقّيه !
لكن هذا الكلام ليس لتعلّقيه ..
بل لتصحي وتفكري لحالك وكم أنت بعيدةٌ عن دينك الحقيقي !

_ وما رسالتي لك هنا إلا لتفهم دينك بحقه وتفهم سيرة نبيّك بحقها ..
وتنفض عنك غبار ذلك الدين البالي الذي علّموك إياه !

...

وكتبه الغريب ..
...

افهموا هذا الدرس كاملاً غير مجتزأ ..
ولاتقتطعوا منه .. لتأخذوا مايوافق هواكم منه !!!
وهذا من أفتك أمراض أمتنا اليوم ..

وأوصلوه لكل مسلم .. فستسألون عنها أمام الله !

(الصورة المرفقة لمظاهرة الشيشان المليونية لنصرة النبي images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

رابط درس السيرة النبوية الأخير عن عملية مقتل كعب بن الأشرف  )

https://www.facebook.com/comeright1/photos/a.508358239230230.1073741830.508284762570911/813615248704526/?type=1

 

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (52)

 

كتاب المغــــــــازي (38) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الأوّل) :

‏سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (52)  كتاب المغــــــــازي (38) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الأوّل) :  ....  قبل أن أبدأ لاتنسى أننا قلنا أن النبي كان لايزال .. في مرحلة بناء دولة ناشئة غضيض عودها ..  وأنّه مازال في بناء نفوس أصحابه من الانصار .. الذين لم يتربّوا على يديه كما تربّى المهاجرون .  ....  دروس وفوائد :  (1) :  يذكر اصحاب السير أن أبا سفيان قد وضع مال القافلة .. التي نجت من بدر في تجهيز جيشهم بأحد .. (ياريتَ تُجّارنا مثلهم اليوم !!!) .  ....  (2) : خرجوا بنسائهم ليثبتوا .  ....  (3) : أقبلوا حتى نزلوا بمكان قرب المدينة .. هذا يدلّك :  أ. على أنّهم قد استطلعوا المكان جيّداً .. (والدليل إلتفاف خالد حول الجبل) . ب. كانوا هم من حدّد المكان وحدّدوا الزمان .. وهذه من أهم مبادئ الحرب إلى اليوم .  _ يكسب ثلاثة أرباع الحرب .. مَن يحدّد زمان ومكان المعركة .  ..  وهذا مافهمه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيّداً ووعاه .. وستذهلوون والله مما سترونه الآن من ذكاءه .. والله ستذهلون !  - بينما في بدرٍ كان هو بأبي هو وأمّي من حدّد الزمان والمكان .. مع أنه لم يكن يقصد حرباً وقتها ..  لكن لما ثارت حميّة قريش تصرّف بأبي هو وأمّي .. بحنكة وذكاء وسرعة بديهة فحدّد المكان ! وكان هو بخروجه لقافلة أبي سفيان قد حدّد الزمان .  - لكن هنا كانوا هم من حدّد المكان والزمان ..  فلذلك مالَ رسول الله إلى الخطة التي عرضها على الصحابة ..  _وليس لأنه رأى رؤيا :) !! (سنتحدث عن سبب الرؤيا إن شاء الله) . كما يصوّرها أصحاب قصّة ليلى والذئب !!) .  ....  4- النبي جمع الصحابة وقال لهم إني رأيت رؤيا فيها خير :  ومنها : أنّي أدخلت يدي في درعٍ حصينة .. فأوّلتُها المدينة !  _ فكان رأي النبي العسكري أن يقيم بالمدينة ويقاتل فيها .. وهي الدرع الحصينة .  ..  وماذا أدري ماذا أُعلّق يا رسول الله .. عجز قلمي وجفّ حبري والله ..   ولا أعرف وصفاً بلاغياً لأوصل الفكرة إلى أتباعك ..  إلى من دان بدينك وآمن بك .. ولم يفهم منك إلا وجهك الأنور وعيونك المكحّلة واليهودي والزبالة .. أو أنك ذبحت بني قريظة !!  _ لكن لعلّ الطوفان الذي ادخلي ..  الطوفان الذي فيه نار ولوعة وحرقة على أمتك .. أن يوصل الله لهم به .. فتكون هذه الكلمات سبباً في إحياءهم !  ..  فكان رأي النبي العسكري أن يقيم بالمدينة ويقاتل فيها .. وهي الدرع الحصينة .  وكان حقيقةً هذا أوّلُ مدرســــــــــةٍ لحرب العصابات .. وحرب المدن منها على وجه الخصوص في تاريخ البشريّة !!!  (حروب العصابات تنقسم إلى : حروب جبال - غابات -  مدن : وهي الأخطر والأحدث اكتشافاً في العالم اليوم)  _  وأتحداكم أن تجدوا أن أحداً قبل نبيّكم ابتكرها ..  ..  حرب العصابات داخل المدن .. يقولون لك أنها لم تُكتَشف .. إلا في الحرب العالمية الثانية (منذ سبعين عام) ! (وهذا حقيقة فعلاً فلم يكتشفها الغرب إلا وقتها) ..  فيقولون لك أن أول من اخترعها : الجيش الروسي في ستالينغراد !!  _ وحتى حرب العصابات كلها بمجملها .. يقولون لك اُكتشفت في أول القرن الماضي (منذ مئة عام) .  ..  ولو سألتك اليوم .. من أول من اخترع هذه الحرب وأي الجيوش نجح بها ؟!!  فوراً وحالاً يذهب ذهنك ليبحث عن جيوش الأمريكان أو جيوش نابليون .. أو البريطانيين أو الروس أو الألمان (لأنهم الأذكى والأقوى في زماننا !!)  _ لا يا من تنتسب لمحمّد (بتمسيح للوجه أو للذبح أو للحيض والنفاس)   محمّد نبيّك بكل بساطة هو أول من اخترع هذا الفنّ بالتاريخ !!!  لكنه لم يطّبقه .. لأن الناس وقتها لم تكن تألف الفكرة وكانت غريبة عليها .. بل وأنكروها عليه صلّى الله عليه وسلّم !! (هذا دليل على أنّها كانت من ابتكاره بأبي هو وأمّي) .  _ فقالوا له لمّا طرح الفكرة .. كما يقول موسى بن عُقبة وهو من أصحاب السِيَر :  وهل تُمنَع الحروب بدرع ؟!! :) !! وماذا نمنع إن لم نمنع زرعنا وحرثنا (الموجودة خارج المدينة) ؟!! .  ...  استغربوا وأنكروا هذه الخطّة العسكرية التي نُبهر بها الان .. ونراها أنها من أذكى الأفكار والخطط العسكرية !  خطته العسكرية بأبي هو وأمّي التي تُدرّس إلى الان : إن هاجمك عدوّ وحدد زمان ومكان المعركة هو .. فلا تخرج إليه بل استدرجه لمكانك فهو درع حصينة .. وأنت أدرى الناس بشعابه وأبدأ به بالكمائن ..   وإن أردت أنت الخروج إليه .. فحدّد أنت الزمان والمكان لا هو (كما فعل في بدر) .  _ وحتى الجيوش النظامية اليوم .. أدخلت فن حرب العصابات وحروب المدن بها على وجه الخصوص .. بمدارسها العسكرية وكلياتها الحربية بعد حرب فيتنام وبعد ستالين غراد !!  _ فماذا تعرف من السيرة يا من تنتسب لمحمّد ؟!! تعرف طلع البدر علينا :) وتعرف أسماء غزوات النبي المشهورة !!  ...  يقول أول مكتشف لحرب العصابات داخل المدن بالتاريخ .. محمّد !!!! : (وانظر أنّ هذا ما وصلنا فقط من أصحاب سِيَر .. رأيت بعينك أنهم لم يهتمّوا لهذا الجانب فما بالك بالذي لم يصلنا !! :  قال :  امكثوا واجعلوا الذراري في الآطام (الحصون المرتفعة في المدينة) .. فإن دخل علينا القوم في الأزقّة ...  (يعني كانت خطته أن يتركوهم يدخلون في الأزقة التي ستفنيهم)  قاتلناهم (الكمائن) ورُموا من فوق البيوت (بالأسهم وغيرها !!) .  قال موسى بن عقبة :  وكانوا قد سكُّوا أزقّة المدينة بالبنيان حتى كانت كالحصن !!!  ....  هل يوجد في زمانكم هذا بعد كل هذه التكنولوجيا والذكاء .. الذي نُبهر به الان ولو رأينا أرميكي نعبد كلامه لأنهم أهل العلم .. (لا أنفي تقدمهم العلمي بعد أن تأخرنا !!  وقضى علينا من أيام بني أمية حكام جهلة ماهمهم إلا كراسيهم ) .  هل يوجد في كل الكليّات الحربية أكثر من هذا ؟!!!!! الجواب بكل تأكيد يا من تنتسب لمحمّد !!!!! :  لا !! :) ! لا .. !!  _ فهذا هو المبدأ العام السائد الان لحروب العصابات داخل المدن .. في كل جيوش العالم وكل الكليات الحربية وكل التنظيمات والجماعات :  أ.استدراج للدخول بالشوراع ..  ب.ومن ثم الكمائن . ج. وأهم مافي الكمين الرمي من أسطح الأبنية والأماكن المرتفعة .  ..  هذا باختصار ..  المبدأ العام السائد في 2015 لحروب العصابات داخل المدن .. بكل بساطة وبساطة وبساطة أخترعه ... نبيّك !!!!!!!!!!!  ....  وهنا لفتة أُخرى .. قول موسى بن عقبة :  وكانوا قد سكُّوا أزقّة المدينة بالبنيان حتى كانت كالحصن !!!  _ طيب أليس ديننا هو دين الذبح والقتل والدمار .. كيف عمّروا المدينة حتى بَدَت كالحصن وسكّوا أزقتها بالبنيان . (طبعاً البنيان غير الفاحش الثراء وغير المترف والمزخرف !!) .  ولو سألت لماذا ذَكَر هذا وأين الغرابة بالموضوع ؟!!   ذكره لهذا الذي نراه طبيعاً اليوم يا عباد الله .. يدلّك على أنه لم يكن عادي أو طبيعي في زمانهم .. فكان هذا العمران والتطور المدني سابقة في جزيرة العرب .  .....  وكان أكثر ممن اعترضوا وأصرّوا على الخروج هم ممن لم يشهدوا بدراً .. أرادوا أن ينالهم ذلك الفضل والمنزلة التي نالت أصحاب بدر !  _ هو الحماس والتفكير بالنفس فقط .. (ولو كان تفكيراً محموداً لكن هو بالأخير .. يدخل في إطار المصلحة الشخصية .. شئنا أم أبينا ! وسبق ونبّهت على هذا بدروسي جهاديّات : http://justpaste.it/CIHADIYAT وهنا أيضاً في دروس السيرة حيث شرحت عن .. طلب الشهادة والسعي لها عندما يتعارض مع المصلحة العامة للأمة) .  _ هو الحماس والتفكير بالنفس فقط ..  وهي العاطفة عندما تعمل دون تفكير ! وعدم سماع لقول ذلك القائد المحنّك (بغضّ النظر أنه نبيّ) .. وعصي قوله هنا وداخل المعركة أيضاً (الرماة) ..   (لاتنسى كما قلنا في أول الدرس أنا مازلنا في مرحلة بناء الدولة .. وواضح هذا من الدروس السابقة .. ومرحلة بناء نفوس الصحابة وخصوصاً الانصار .. الذين لم يحصلوا على تربية منه صلّى الله عليه وسلّم ..  كما حصل المهاجرون)  ...  هذه الأسباب كانت إحدى نتائجها ..  - سبعون شهيداً من خيار الصحابة .. - بل .. وأكثر ماكسر ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم :  أسد الله حمزة سيّد الشهداء !  - كانت نتيجتها تخريب ثلاثة أرباع العمل .. الذي عمل عليه النبي عاماً كاملاً بعد بدر وتعب عليه .. (كعادة أصحاب الحماس والعاطفة) : وهو فرض هيبته وهيبة جيشه وجهازه الأمني ..  حتى لقد تطاول عليه بنو قريظة (الفئران) وغدروا به بالخندق .. وحتى غدر بأصحابه رُعل وذكوان و ... !! وحتى تطاولت عليه قبائل العرب كلّهم كما سنرى في الخندق ..  بعد ان هابوه وبلعوا ريقهم منه وفرّوا منه بعد بدرٍ في رؤوس الجبال !!  كانت نتيجتها أن ردّت روح قريش وجعلتها تقاوم لسبع أعوام أخرى .. ولو خسرت هذه الحرب لما قاومت هي وجزيرة العرب كلّها عامان والله .  كانت ... كانت .... الخ .  _ لكن ..  يبقى كلّ ذلك لحكم يريدها سبحانه نبّهنا عليها في آل عمران : ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه .. حتى يميز الخبيث من الطيب !  ...  فبعد كثرة تحريضهم وإصرارهم واعتراضهم .. (وهم مازالوا وقتها بمرحلة البناء كما ذكرنا .. وفي مرحلة تنقية الصف وإزالة الغشاوة لتكون صورة المجتمع واضحة) ..  فقام النبي وخطب بالناس الجمعة وحرضهم ثم لبس أداته ..  وهو كاره .   _ الان سنعرف لماذا استجاب النبيّ لإصرارهم ؟!! هل هو قائد ذو شخصية ضعيفة مثلاً ؟!! وهو يعلم أن الحكمة والخطة العسكرية الناجحة هي بالبقاء في المدينة .. فلماذا استجاب لهم ؟!!  وهو الذي لم يستجب لهم بعد ذلك بالحديبية ؟!!!! رغم عظيم إصرارهم وقتها ؟!!  ...  يتبع إن شاء الله ..  وكتبه الغريب ..  #مقالات_نديم_بالوش .‏

 

....

قبل أن أبدأ لاتنسى أننا قلنا أن النبي كان لايزال ..
في مرحلة بناء دولة ناشئة غضيض عودها ..
وأنّه مازال في بناء نفوس أصحابه من الانصار ..
الذين لم يتربّوا على يديه كما تربّى المهاجرون .

....

دروس وفوائد :

(1) :
يذكر اصحاب السير أن أبا سفيان قد وضع مال القافلة ..
التي نجت من بدر في تجهيز جيشهم بأحد ..
(ياريتَ تُجّارنا مثلهم اليوم !!!) .

....

(2) :
خرجوا بنسائهم ليثبتوا .

....

(3) :
أقبلوا حتى نزلوا بمكان قرب المدينة .. هذا يدلّك :

أ. على أنّهم قد استطلعوا المكان جيّداً ..
(والدليل إلتفاف خالد حول الجبل) .
ب. كانوا هم من حدّد المكان وحدّدوا الزمان ..
وهذه من أهم مبادئ الحرب إلى اليوم .

_ يكسب ثلاثة أرباع الحرب .. مَن يحدّد زمان ومكان المعركة .

..

وهذا مافهمه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيّداً ووعاه ..
وستذهلوون والله مما سترونه الآن من ذكاءه .. والله ستذهلون !

- بينما في بدرٍ كان هو بأبي هو وأمّي من حدّد الزمان والمكان ..
مع أنه لم يكن يقصد حرباً وقتها ..
لكن لما ثارت حميّة قريش تصرّف بأبي هو وأمّي ..
بحنكة وذكاء وسرعة بديهة فحدّد المكان !
وكان هو بخروجه لقافلة أبي سفيان قد حدّد الزمان .

- لكن هنا كانوا هم من حدّد المكان والزمان ..
فلذلك مالَ رسول الله إلى الخطة التي عرضها على الصحابة ..

_وليس لأنه رأى رؤيا ‏‎smile‎‏ رمز تعبيري !! (سنتحدث عن سبب الرؤيا إن شاء الله) .
كما يصوّرها أصحاب قصّة ليلى والذئب !!) .

....

(4) :

النبي جمع الصحابة وقال لهم إني رأيت رؤيا فيها خير :
ومنها : أنّي أدخلت يدي في درعٍ حصينة .. فأوّلتُها المدينة !

_ فكان رأي النبي العسكري أن يقيم بالمدينة ويقاتل فيها ..
وهي الدرع الحصينة .

..

وماذا أدري ماذا أُعلّق يا رسول الله ..
عجز قلمي وجفّ حبري والله ..

ولا أعرف وصفاً بلاغياً لأوصل الفكرة إلى أتباعك ..
إلى من دان بدينك وآمن بك ..
ولم يفهم منك إلا وجهك الأنور وعيونك المكحّلة واليهودي والزبالة ..
أو أنك ذبحت بني قريظة !!

_ لكن لعلّ الطوفان الذي ادخلي ..
الطوفان الذي فيه نار ولوعة وحرقة على أمتك ..
أن يوصل الله لهم به .. فتكون هذه الكلمات سبباً في إحياءهم !

..

فكان رأي النبي العسكري أن يقيم بالمدينة ويقاتل فيها ..
وهي الدرع الحصينة .

وكان حقيقةً هذا أوّلُ مدرســــــــــةٍ لحرب العصابات ..
وحرب المدن منها على وجه الخصوص في تاريخ البشريّة !!!

(حروب العصابات تنقسم إلى : حروب جبال - غابات -
مدن : وهي الأخطر والأحدث اكتشافاً في العالم اليوم)

_ وأتحداكم أن تجدوا أن أحداً قبل نبيّكم ابتكرها ..

..

حرب العصابات داخل المدن .. يقولون لك أنها لم تُكتَشف ..
إلا في الحرب العالمية الثانية (منذ سبعين عام) !
(وهذا حقيقة فعلاً فلم يكتشفها الغرب إلا وقتها) ..

فيقولون لك أن أول من اخترعها : الجيش الروسي في ستالينغراد !!

_ وحتى حرب العصابات كلها بمجملها ..
يقولون لك اُكتشفت في أول القرن الماضي (منذ مئة عام) .

..

ولو سألتك اليوم ..
من أول من اخترع هذه الحرب وأي الجيوش نجح بها ؟!!

فوراً وحالاً يذهب ذهنك ليبحث عن جيوش الأمريكان أو جيوش نابليون ..
أو البريطانيين أو الروس أو الألمان (لأنهم الأذكى والأقوى في زماننا !!)

_ لا يا من تنتسب لمحمّد (بتمسيح للوجه أو للذبح أو للحيض والنفاس)

محمّد نبيّك بكل بساطة هو أول من اخترع هذا الفنّ بالتاريخ !!!

لكنه لم يطّبقه ..
لأن الناس وقتها لم تكن تألف الفكرة وكانت غريبة عليها ..
بل وأنكروها عليه صلّى الله عليه وسلّم !!
(هذا دليل على أنّها كانت من ابتكاره بأبي هو وأمّي) .

_ فقالوا له لمّا طرح الفكرة ..
كما يقول موسى بن عُقبة وهو من أصحاب السِيَر :
وهل تُمنَع الحروب بدرع ؟!! ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

وماذا نمنع إن لم نمنع زرعنا وحرثنا (الموجودة خارج المدينة) ؟!! .

...

استغربوا وأنكروا هذه الخطّة العسكرية التي نُبهر بها الان ..
ونراها أنها من أذكى الأفكار والخطط العسكرية !

خطته العسكرية بأبي هو وأمّي التي تُدرّس إلى الان :
إن هاجمك عدوّ وحدد زمان ومكان المعركة هو ..
فلا تخرج إليه بل استدرجه لمكانك فهو درع حصينة ..
وأنت أدرى الناس بشعابه وأبدأ به بالكمائن ..

وإن أردت أنت الخروج إليه ..
فحدّد أنت الزمان والمكان لا هو (كما فعل في بدر) .

_ وحتى الجيوش النظامية اليوم ..
أدخلت فن حرب العصابات وحروب المدن بها على وجه الخصوص ..
بمدارسها العسكرية وكلياتها الحربية بعد حرب فيتنام وبعد ستالين غراد !!

_ فماذا تعرف من السيرة يا من تنتسب لمحمّد ؟!!
تعرف طلع البدر علينا ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5

 وتعرف أسماء غزوات النبي المشهورة !!

...

يقول أول مكتشف لحرب العصابات داخل المدن بالتاريخ .. محمّد !!!! :
(وانظر أنّ هذا ما وصلنا فقط من أصحاب سِيَر ..
رأيت بعينك أنهم لم يهتمّوا لهذا الجانب فما بالك بالذي لم يصلنا !! :

قال :
امكثوا واجعلوا الذراري في الآطام (الحصون المرتفعة في المدينة) ..
فإن دخل علينا القوم في الأزقّة ...
(يعني كانت خطته أن يتركوهم يدخلون في الأزقة التي ستفنيهم)
قاتلناهم (الكمائن) ورُموا من فوق البيوت (بالأسهم وغيرها !!) .

قال موسى بن عقبة :
وكانوا قد سكُّوا أزقّة المدينة بالبنيان حتى كانت كالحصن !!!

....

هل يوجد في زمانكم هذا بعد كل هذه التكنولوجيا والذكاء ..
الذي نُبهر به الان ولو رأينا أرميكي نعبد كلامه لأنهم أهل العلم ..
(لا أنفي تقدمهم العلمي بعد أن تأخرنا !!
وقضى علينا من أيام بني أمية حكام جهلة ماهمهم إلا كراسيهم ) .

هل يوجد في كل الكليّات الحربية أكثر من هذا ؟!!!!!
الجواب بكل تأكيد يا من تنتسب لمحمّد !!!!! :
لا !! ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ! لا .. !!

_ فهذا هو المبدأ العام السائد الان لحروب العصابات داخل المدن ..
في كل جيوش العالم وكل الكليات الحربية وكل التنظيمات والجماعات :

أ.استدراج للدخول بالشوراع ..
ب.ومن ثم الكمائن .
ج. وأهم مافي الكمين الرمي من أسطح الأبنية والأماكن المرتفعة .

..

هذا باختصار ..
المبدأ العام السائد في 2015 لحروب العصابات داخل المدن ..
بكل بساطة وبساطة وبساطة اخترعه ... نبيّك !!!!!!!!!!!

....

وهنا لفتة أُخرى .. قول موسى بن عقبة :
وكانوا قد سكُّوا أزقّة المدينة بالبنيان حتى كانت كالحصن !!!

_ طيب أليس ديننا هو دين الذبح والقتل والدمار ..
كيف عمّروا المدينة حتى بَدَت كالحصن وسكّوا أزقتها بالبنيان .
(طبعاً البنيان غير الفاحش الثراء وغير المترف والمزخرف !!) .

ولو سألت لماذا ذَكَر هذا وأين الغرابة بالموضوع ؟!!

ذكره لهذا الذي نراه طبيعاً اليوم يا عباد الله ..
يدلّك على أنه لم يكن عادي أو طبيعي في زمانهم ..
فكان هذا العمران والتطور المدني سابقة في جزيرة العرب .

.....

وكان أكثر ممن اعترضوا وأصرّوا على الخروج هم ممن لم يشهدوا بدراً ..
أرادوا أن ينالهم ذلك الفضل والمنزلة التي نالت أصحاب بدر !

_ هو الحماس والتفكير بالنفس فقط ..
(ولو كان تفكيراً محموداً لكن هو بالأخير ..
يدخل في إطار المصلحة الشخصية .. شئنا أم أبينا !
وسبق ونبّهت على هذا بدروسي جهاديّات :

http://justpaste.it/JehadiatN 

وهنا أيضاً في دروس السيرة حيث شرحت عن ..
طلب الشهادة والسعي لها عندما يتعارض مع المصلحة العامة للأمة) .

_ هو الحماس والتفكير بالنفس فقط ..
وهي العاطفة عندما تعمل دون تفكير !
وعدم سماع لقول ذلك القائد المحنّك (بغضّ النظر أنه نبيّ) ..
وعصي قوله هنا وداخل المعركة أيضاً (الرماة) ..

(لاتنسى كما قلنا في أول الدرس أنا مازلنا في مرحلة بناء الدولة ..
وواضح هذا من الدروس السابقة ..
ومرحلة بناء نفوس الصحابة وخصوصاً الانصار ..
الذين لم يحصلوا على تربية منه صلّى الله عليه وسلّم ..
كما حصل المهاجرون)

...

هذه الأسباب كانت إحدى نتائجها ..
- سبعون شهيداً من خيار الصحابة ..
- بل .. وأكثر ماكسر ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم :
أسد الله حمزة سيّد الشهداء !

- كانت نتيجتها تخريب ثلاثة أرباع العمل ..
الذي عمل عليه النبي عاماً كاملاً بعد بدر وتعب عليه ..
(كعادة أصحاب الحماس والعاطفة) :
وهو فرض هيبته وهيبة جيشه وجهازه الأمني ..
حتى لقد تطاول عليه بنو قريظة (الفئران) وغدروا به بالخندق ..
وحتى غدر بأصحابه رُعل وذكوان و ... !!
وحتى تطاولت عليه قبائل العرب كلّهم كما سنرى في الخندق ..
بعد ان هابوه وبلعوا ريقهم منه وفرّوا منه بعد بدرٍ في رؤوس الجبال !!

كانت نتيجتها أن ردّت روح قريش وجعلتها تقاوم لسبع أعوام أخرى ..
ولو خسرت هذه الحرب لما قاومت هي وجزيرة العرب كلّها عامان والله .

كانت ... كانت .... الخ .

_ لكن ..
يبقى كلّ ذلك لحكم يريدها سبحانه نبّهنا عليها في آل عمران :
ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه ..
حتى يميز الخبيث من الطيب !

...

فبعد كثرة تحريضهم وإصرارهم واعتراضهم ..
(وهم مازالوا وقتها بمرحلة البناء كما ذكرنا ..
وفي مرحلة تنقية الصف وإزالة الغشاوة لتكون صورة المجتمع واضحة) ..

فقام النبي وخطب بالناس الجمعة وحرضهم ثم لبس أداته ..
وهو كاره .

_ الان سنعرف لماذا استجاب النبيّ لإصرارهم ؟!!
هل هو قائد ذو شخصية ضعيفة مثلاً ؟!!
وهو يعلم أن الحكمة والخطة العسكرية الناجحة هي بالبقاء في المدينة ..
فلماذا استجاب لهم ؟!!

وهو الذي لم يستجب لهم بعد ذلك بالحديبية ؟!!!!
رغم عظيم إصرارهم وقتها ؟!!

...

يتبع إن شاء الله ..

وكتبه الغريب ..

‫#‏مقالات_نديم_بالوش‬ .

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (53)

 

كتاب المغــــــــازي (39) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الثاني) :

‎سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (53)  كتاب المغــــــــازي (39) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الثاني) :  لماذا استجاب لهم النبي ؟!!  لابدّ قبل أن نبدأ بالجواب أن تعلم أن المرحلة المدنية انقسمت .. (من كل النواحي : العسكرية والأمنية والدعوية .. والجيوسياسية "العلاقات الجغرافية السياسية" .. والجيوسيكيولوجية "العلاقات الاجتماعية المحيطة ". وحتى في تعامل النبيّ مع أهل المدينة الأنصار !)  إنقسمت إلى مرحلتين ..  المرحلة الأول : من وقت وصول مصعب وبعده النبيّ إلى يثرب .. المرحلة الثانية : من بعد غزوة الخندق وبالتحديد بعد قتل بني قريظة ..  _ وأنا اعتبر هنا قوله سبحانه في سورة النساء .. في الايات التي نزلت بعد الخندق وهي :  (من يطع الرسول فقد أطاع الله) .  هي الحدّ الفاصل بين المرحلتين .. ونقطة الصفر لانطلاق المرحلة الثانية !  ...  المهمّ .. عندما نقول استجاب لهم هنا يا إخوة .. ليس لأنّه ضعيف الشخصيّة أو لأنّه (سمّاعةٌ أُذُنه) أو ... !  _ استجاب لهم للأسباب التالية :  1- لاننسى أنّا قلنا أنّ الانصار مازالوا في طور التربية .. فلم يكن مرّ على وجود النبي بينهم إلا عام وعدّة أشهر فقط .. حدث خلالهم الكثير من الغزوات .. فلم يكن النبي بذلك التفرّغ لهم كالذي كان به بمكّة .  _ وعلى هذا سكت عن كثير من الأمور والتصرّفات الخاطئة .. وتعامل معها بهدوء و(أسْتذَة) واحترافية ..  فلاننسى أنّه أتى غـــريباً على هؤلاء القوم ..  الذين نصروه وآووه من قومه وعادوا العرب كلّها من أجله ..  بل وخلعوا ابن قومهم الذي كانوا سيؤمّروه من أجله .. فمهم جدّاً أن يعرفوا بقرارة أنفسهم أنه نبيّ وسول من الله .. ليس طالب ملك أو سلطة وهو الغريب عنهم !!  ومما زاد بالصعوبة أكثر .. أنّ قومه الذي عادوهم لأجله ومنعوه منهم .. هم أسياد العرب وأقواهم !  _ وهذا الأمر زاد من صعوبات مهمّة إنشاء دولته .. ويُضاف إليها ! هذه الصعوبات التي تحدّثنا عنها بالدروس السابقة ..  فلو بحثت قليلاً وتمعنت .. لوجدت أنّ ظروفنا الان أسهل منه بكثيـــــــــــر وهذا للمتحجّجيبن !  ...  _ هو لم يتعامل معهم بمنظور أنّه نبيّ و"ياويلهم" إن خالفوا أمره .. لم يربط نفسه بالله ويعطي هالة لنفسه !! إن أطعتموني أدخلكم الله الجنّة ..  وإن خالفتم رأيي وفعلي ولو بشيء صغير سيسحقكم الله !!!  (كيف وهو أحقّ الخلق بذلك على الاطلاق ..  وهو أصلاً الوحيد الذي ينطبق عليه هذا !)  _ لأن هذا كان سيكون مدخلاً للديكتاتورية .. وستفهم الناس بعقلهم الباطن مع الزمن .. أنّ هذا طلبٌ للسلطة و المُلك .. باسم الله !   ...  بينما تجد .. أنّ أمير صغير أو قائد او خليفة أو ... في زماننا . يربط نفسه باللــــــــــه مباشرةً !  ويطلب من جميع الأمّة طاعته وعدم الخروج عن أمره و .. و .. . ويعطي عن نفسه الهالة التقديسية .. بأنّ أي شخص يخرج عن طاعته أو عن شوره .. فهو لايريد حكم الله ولا شرع الله !!!  ويعتبر أنّ من يخالفه ولو بحرف أو بِنُصح .. فهو يريد شق الصف وهو خائن وعميل .. أو إن رحموه قالوا مثبّط ومرجف !  وحسرتي على أمّة لاتميّز من ينصحها ممن يثبّطها !!!  (ملاحظة : أكيد أنا لا أقصد أن لانطيعهم "بالمعروف" وبدقّة وإتقان .. لكن قصدي عندما يتهصود الاتباع ويقدّسون أمراءهم .. ويربطونهم بالله سبحانه !!  ويقتلون الناس على أساس أنه إن لم يبايع أميره .. فبالتالي هو لايريد شرع الله !!!  ولتفهم عليّ ما أقصد تماماً بالتحديد .. دون تحوير أو قصّ أو اجتزاء أو تدليس أو تلبيس على الناس .. راجع جهاديّات (34) في سلسلة جهاديّات :  http://justpaste.it/CIHADIYAT  ودونك جهاديّات (6,7) أيضاً ..  ولتفهم عليّ تماماً إقرأ كل ما أكتبه ولاتجتزأ منه) .  ...  ولتفهم عليّ تماماً في الموضوع هنا .. انظر لقول الله سبحانه عندما قال : من أطاع الرسول فقد أطاع الله ! (الحدّ الفاصل برأيي بين المرحلتين)  .  وهذه الآية لم تنزل إلّا بعد غزوة الخندق !  ولو نظرت مليّاً لهذه الآية لجاءك منها بحرٌ من الحكم والأسرار ..  _ كيف سنستنتجها ؟!!  نأتي لأحد أهمّ قواعدنا وهي : اسأل نفسك دائماً لماذا ؟!!  (لماذا قال الله سبحانه هذه الاية بهذه الشكل ولماذا قال النبي هذا ؟!! لاتأخذ الايات والاحاديث مجرّدة مجتزأة مفرغةّ جماد مجمّدة ! فحتى قوانين الرياضيات الجامدة يا أخوة ليست هكذا !!!!)  _ لماذا قال من أطاع الرسول فقد أطاع الله ؟!! سألت نفسي هذا من قبل فقلت : (خلص هيك الاية :) !!) تصهوداً وتجميداً للعقل والتفكير .. والعجيب أنّ كل هذا الكتاب يقول :  يــــــــــــــــــا أولي الألباب أي العقول !  _ فقولي (خلص هيك الاية) يعني أقول بلسان حالي : صفّ حكي ! أو إن الله سبحانه كان يريد أن يتسلّى أو يتخذ لهواً !!!! (لو أردنا أن نتخذ لهواً لأتخدناه من لدان .. إن كنا فاعلين !*  _ طيب أليس هو رسول الله ..  فمن الطبيعي أنه من أطاعه .. فقد أطاع الله ! يعني الشغلة بدها ذكاء يعني ؟!!!!!  فما السرّ يا أخوة بهذه الآية .. ما أسرارها ما ظروفها ماحيثياتها ؟!!  ...  لن تفهم هذه الآية .. حتى تفهم هذه القصّة وغيرها !  ولاتنسى أن السورة مدنية .. ونزلت بالتحديد بعد معركة الخندق !! والتي كانت المرحلة الفاصلة بين مرحلتين لأهل المدينة .. كما ذكرنا سابقاً !  .....  فهذه الاية لما أتت تدلّك على أنها حسمت بين مرحلتين .. مرحلة كان فيها النبيّ والمهاجرون معه ضيفاً ..  ومرحلة امتزجت أورواحهم ونفوسهم فأصبحوا كالبنيان الواحد ! رغم كل الفروقات والاختلافات والعصبيات .. التي تربّوا عليها منذ نعومة أظفارهم !  (طبعاً إلا من حوادث متفرقة هنا وهناك ..  تدلّك على عظيم هذه الأمور في نفوسهم : العصبيات والغرباء وابن القبيلة  و .. الخ .. فمنها : يا للمهاجرين يا للأنصار ..  ومنها : بعض مواقف سعد بن عبادة .. ومنها : موقفهم من كلام ابن سلول يوم حادثة الإفك .. عندما قال لهم رجل من الأوس انه منافق فقال لهم الخزرج انتم المنافقون ... الخ ) .  ....  هذا منهج النبي يا أخوة .. هو رسول الله .. ولم يربط نفسه بالله إبتداءً (كسبيل لتملّكه) !!!!  حتى ربطه ربّه هو لما تهيّء الجوّ وتهيأت نفوس الأنصار .. لمثل هذا الأمر الذي ظاهره للإنسان العادي أنه طلب ملك أو سلطان !!  _ انتبه وافهم وعي فهذه الدروس والله خطيرة .. وسيأتي يوم على الأمة تعرف قيمتها ..  فهذه الدروس هي أساس مشاكلنا وتلامس الوتر الحساس لمعضلاتنا !  ...  فإذاً هناك وضع ما ماقبل نزول هذه الاية .. استدعت نزولها ! رغم أننا نراها نحن الان بديهية ..  فهذه القصّة وغيرها ستُفهمكم كيف كانت تلك المرحلة الأولى ..  ...  هذه مرحلة كان التعامل فيها المحمّدي بتوجيه ربّاني .. أن يكون التعمل بهدوء وحكمة .. بذكاء واحترافية ..  وإلا فلماذا لم يقتل ابن أبي سلول مثلاً ؟!!  _ على الأقل كان قَتَله لو أراد بخطة مع أوثق أصحابه المهاجرين .. وأظهر الأمر أنه قضاء وقدر أو مجرّد (خناقة) أو ... الخ . فمن يخطّط لقتل بن الأشرف بهذه الطريقة ..  فإنّ قتل ابن أبي سلول أسهل عليه بكثير !  _ كان يستطيع أن يقول لقاتله من المهاجرين :  اجعل الأمر شخصي بينك وبينه ولاتعترف عليّ فأنا رسول الله .. وهذا خطره كبير ويجب قتله من أجل أن تقوم الدولة .. ويحكّم شرع الله ... الخ .  ...  هو بأبي هو وأمّي كان داعياً قبل أن يكون قاضياً !  كان حريصاً على هداية الناس ويحبّ هدايتهم للحقّ بأي وسيلة ..  أفما سمعتم قوله سبحانه يقول له : استغفر لهم أولا تستغفر لهم ؟!!! هذا يقوله عن المنافقين !!!! أفتعرفون ما كان جوابه بأبي هو وأمّي ونفسي ومالي ؟!! كان أن صلّى على ابن سلول وقال  :  والله لأزيدنّ على سبعين لعلّ الله يغفر لهم ..   حتى نزلت ولاتصلّ على أحد منهم مات أبداً !!  ...  خذ Snap shot صغير وعمول قطع للمشهد .. وروح اليوم عند الدول والإمارات التي تقول أنّها على منهجه ..   ولاتعليق !  _ دولته صلى الله عليه وسلم وجهاده وحتى قتله : (لم أعرف أنه ذبح ذبحاً أبداً ..  لكن ضرب العنق وهو كان نادراً جدّاً وبطروف خاصّة جداً) .  كل هذه الأمور لم تكن من أجل إقامة الحدود والجلد أو القتل أو الصلب وقد تحدثنا عن هذا سابقاً في الدروس ..  كانت من أجل الناس ومن أجل حياة الناس ومصلحة الناس .. وطيبة حياة الناس بالدنيا والآخرة .  _ ولكن الناس كالعادة انقسمت فريقين : فريق اليهودي والزبالة ولم يرى من نبيّه إلا السماح ..  وفريق ذَبَح بني قريظة ولم يرى من دينه إلا القتل والذبح !  ....  استجاب لهم لعله قال : لعلّهم لايريدون أن يخربوا مدينتهم !  استجاب لهم .. لأن هذا أحد أساليب إظهار الحق للناس ..  بأن أقول لك امر .. وأنت لاتسمع له ثم ترى صدق كلامي !   فوقتها سيتثبت بقلبك صدقي .. وأني ما أمرتك لأني طالب للتسلّط عليك !  فهذا مع أمور غيره تزيد من وثوق الناس بهذا الضيف الجديد !  وانظروا إلى الخندق كيف وثقوا بخطّته وقتها .. وطبّقوها دون جدال ! مع أنّها كانت شبيهة بخطته التي اعترضوا عليها بأحد .  ...  فهذه المرحلة يا سادة كانت مرحلة حسّاسة .. بتعامله صلّى الله عليه وسلّم مع الأنصار تحديداً ..  وانظر لحرصه عليهم أنه في الخندق بعد ذلك .. أرسل لأحد أمراء الجيوش التي كانت تحاصره .. يحاول أن يغريه بالمال ليكفّ عن المدينة .. وذلك لهمّه وخوفه وحرصه وقلقه على الأنصار ..  _ اسمع لقوله العجيب وليقشعرّ جلدك وليلين بعد ذلك قلبك وجلدك :  قال سعدٌ يارسول الله لمِ أرسلت لعيينة أن يأخذ ثلث ثمار المدينة .. ويرجع عنّا هذا العام وتأتي العام المقبل إن أردّتْ !  _ قال والله ما أردتّ إلا أن ... أخفّف عنكم !! وأنا أرى العرب قد رمتكم عن قوسٍ واحدةً !  فقال له والله ما كانوا يحلمون بتمرة منها إلا قِرى أو تجارة .. ونحن فيجاهلية أفنعطيهم منها بعد أن أعزّنا الله بالاسلام ؟!!  ...  يا للهِ ما هذا الرجل .. ؟!!  ما أشدّ أدبه وما أوفاه وما أطيب قلبه وما أعظمه !  _ في بدر .. يقول للأنصار اشيروا علي أيها الناس .. ويقوم المهاجرون ويعيد لأنه يريد الأنصار .. لأنه لم يطلب منهم في عهد العقبة أن يخرجوا معه !!  ثم يخرج لمعركة (أحد) بِشَور الأنصار .. فيخسر فيها ! فلا يكلّمهم ولايهتّهم ولا "يعدّ ويصفّ" لهم !!  _ ثم يريد ان يعطي ثلث مخزون المدينة ليفرّق ويكسّر عنهم .. من اجلهم وخوفاً عليهم ..  _ والله لو كان أمير عندنا ..  لاعتبر أن هذا واجب عليهم وفرض (وهو كذلك لكن هناك أسلوب !!)   و"ياويلهم وياسواد ليلهم" إن لم يفعلوه !!!! فطبيعي .. فهو يمثّل الله !!!  .......  لكن لو تفكرت مثلاً في صلح الحديبية أنهم اعترضوا أحياناً .. (وانظر لحريتهم في التعبير عن الرأي وهو نبيّ !!)  المهم في الحديبية اعترضوا على رأيه ..  لكن النبي كان حازماً وقتها ..  لماذا ؟!! لأنه دخل بالمرحلة الثانية وتمكّن الاسلام في قلوب الانصار .. وامتزجت أرواح وأفئدة ونفوس المهاجرين والانصار .. وزالت كل الفروقات بينهم بنسبة 98% .. (إلا ماكان من بعض الشيوخ كسعد بن عبادة .. ونراه عند وفاة النبي في سقيفة بني ساعدة) .  وثبّت هذا .. هذه الاية التي قراتها ألف مرة ومافكرّت بها ! :  من يطع الرسول فقد اطاع الله ..  ..... .....  نُكمِل القصّة يا إخوة ..  فلما رأى ذلك (كره الني للخروج من المدينة) رجالٌ من ذوي الرأي .. قالوا هذا رسول الله وهو أعلم بما يريد ..  فقالوا يارسول الله امكث كما أمرتنا .   فقال : ماكان لنبي أن يضع لأمته وأذّن بالخروج إلى العدو .. أن يرجع حتى يقاتل ..  وقد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم إلا الخروج .. فعليكم بتقوى الله والصبر عند البأس إذا لقيتم العدوّ ..  ثم قال : وأنظروا ما آمركم به فافعلوه !!  بأبي أنت وأمّي يارسول الله ما أشدّ أديك وما أحكمك وما أحلم خُلقك !  وما أدهاك من مخطّط ..  لم تقل لهم : خلص أنا خلصت خططي وأنتم ماسمعتموها ..  أنتم حطّوا خطّة لنشوف وأرونا :) ؟!!  _ بل بلحظات انتقل من خطة حرب العصابات داخل المدن .. التي ابتكرها هو .. لوضع خطّة جديدة بناءٍ على المُعطيات الجديدة ..  ....  يتبع إن شاء الله ..  وكتبه الغريب ..‎

 

لماذا استجاب لهم النبي ؟!!

لابدّ قبل أن نبدأ بالجواب أن تعلم أن المرحلة المدنية انقسمت ..
(من كل النواحي : العسكرية والأمنية والدعوية ..
والجيوسياسية "العلاقات الجغرافية السياسية" ..
والجيوسيكيولوجية "العلاقات الاجتماعية المحيطة ".
وحتى في تعامل النبيّ مع أهل المدينة الأنصار !)

انقسمت إلى مرحلتين ..

المرحلة الأول : من وقت وصول مصعب وبعده النبيّ إلى يثرب ..
المرحلة الثانية : من بعد غزوة الخندق وبالتحديد بعد قتل بني قريظة ..

_ وأنا أعتبر هنا قوله سبحانه في سورة النساء ..
في الآيات التي نزلت بعد الخندق وهي : 
(من يطع الرسول فقد أطاع الله) .

هي الحدّ الفاصل بين المرحلتين ..
ونقطة الصفر لانطلاق المرحلة الثانية !

...

المهمّ ..
عندما نقول استجاب لهم هنا يا إخوة ..
ليس لأنّه ضعيف الشخصيّة أو لأنّه (سمّاعةٌ أُذُنه) أو ... !

_ استجاب لهم للأسباب التالية :

1- لاننسى أنّا قلنا أنّ الأنصار مازالوا في طور التربية ..
فلم يكن مرّ على وجود النبي بينهم إلا عام وعدّة أشهر فقط ..
حدث خلالهم الكثير من الغزوات ..
فلم يكن النبي بذلك التفرّغ لهم كالذي كان به بمكّة .

_ وعلى هذا سكت عن كثير من الأمور والتصرّفات الخاطئة ..
وتعامل معها بهدوء و(أسْتذَة) واحترافية ..

فلاننسى أنّه أتى غـــريباً على هؤلاء القوم .. 
الذين نصروه وآووه من قومه وعادوا العرب كلّها من أجله .. 
بل وخلعوا ابن قومهم الذي كانوا سيؤمّرونه من أجله ..
فمهم جدّاً أن يعرفوا بقرارة أنفسهم أنه نبيّ ورسول من الله ..
ليس طالب ملك أو سلطة وهو الغريب عنهم !!

ومما زاد بالصعوبة أكثر ..
أنّ قومه الذين عادوهم لأجله ومنعوه منهم ..
هم أسياد العرب وأقواهم !

_ وهذا الأمر زاد من صعوبات مهمّة إنشاء دولته .. ويُضاف إليها !
هذه الصعوبات التي تحدّثنا عنها بالدروس السابقة ..

فلو بحثت قليلاً وتمعنت ..
لوجدت أنّ ظروفنا الان أسهل منه بكثيـــــــــــر وهذا للمتحجّجيبن !

...

_ هو لم يتعامل معهم بمنظور أنّه نبيّ و"ياويلهم" إن خالفوا أمره ..
لم يربط نفسه بالله ويعطي هالة لنفسه !!

إن أطعتموني أدخلكم الله الجنّة .. 

وإن خالفتم رأيي وفعلي ولو بشيء صغير سيسحقكم الله !!!

(كيف وهو أحقّ الخلق بذلك على الاطلاق .. 
وهو أصلاً الوحيد الذي ينطبق عليه هذا !)

_ لأن هذا كان سيكون مدخلاً للديكتاتورية ..
وستفهم الناس بعقلهم الباطن مع الزمن ..
أنّ هذا طلبٌ للسلطة و المُلك .. باسم الله !

...

بينما تجد ..
أنّ أمير صغير أو قائد او خليفة أو ... في زماننا .
يربط نفسه باللــــــــــه مباشرةً !

ويطلب من جميع الأمّة طاعته وعدم الخروج عن أمره و .. و .. .
ويعطي عن نفسه الهالة التقديسية ..
بأنّ أي شخص يخرج عن طاعته أو عن شوره ..
فهو لايريد حكم الله ولا شرع الله !!!

ويعتبر أنّ من يخالفه ولو بحرف أو بِنُصح ..
فهو يريد شق الصف وهو خائن وعميل ..
أو إن رحموه قالوا مثبّط ومرجف !

وحسرتي على أمّة لاتميّز من ينصحها ممن يثبّطها !!!

(ملاحظة : أكيد أنا لا أقصد أن لانطيعهم "بالمعروف" وبدقّة وإتقان ..
لكن قصدي عندما يتهصود الأتباع ويقدّسون أمراءهم ..
ويربطونهم بالله سبحانه !!

ويقتلون الناس على أساس أنه إن لم يبايع أميره ..
فبالتالي هو لايريد شرع الله !!!

ولتفهم عليّ ما أقصد تماماً بالتحديد ..
دون تحوير أو قصّ أو اجتزاء أو تدليس أو تلبيس على الناس ..

راجع جهاديّات (34) في سلسلة جهاديّات :

http://justpaste.it/JehadiatN


ودونك جهاديّات (6,7) أيضاً ..

http://justpaste.it/J6-7 

ولتفهم عليّ تماماً إقرأ كل ما أكتبه ولاتجتزئ منه) .

...

ولتفهم عليّ تماماً في الموضوع هنا ..

انظر لقول الله سبحانه عندما قال : من أطاع الرسول فقد أطاع الله !

(الحدّ الفاصل برأيي بين المرحلتين) .

وهذه الآية لم تنزل إلّا بعد غزوة الخندق !

ولو نظرت مليّاً لهذه الآية لجاءك منها بحرٌ من الحكم والأسرار ..

_ كيف سنستنتجها ؟!!

نأتي لأحد أهمّ قواعدنا وهي : اسأل نفسك دائماً لماذا ؟!!

(لماذا قال الله سبحانه هذه الآية بهذه الشكل ولماذا قال النبي هذا ؟!!
لاتأخذ الآيات والأحاديث مجرّدة مجتزأة مفرغةّ جماد مجمّدة !
فحتى قوانين الرياضيات الجامدة يا إخوة ليست هكذا !!!!)

_ لماذا قال من أطاع الرسول فقد أطاع الله ؟!!
سألت نفسي هذا من قبل فقلت : (خلص هيك الآيةimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!)

تصهوداً وتجميداً للعقل والتفكير ..
والعجيب أنّ كل هذا الكتاب يقول : 
يــــــــــــــــــا أولي الألباب أي العقول !

_ فقولي (خلص هيك الآية) يعني أقول بلسان حالي : صفّ حكي !
أو إن الله سبحانه كان يريد أن يتسلّى أو يتخذ لهواً !!!!
(لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخدناه من لدنا .. إن كنا فاعلين !*

_ طيب أليس هو رسول الله .. 
فمن الطبيعي أنه من أطاعه .. فقد أطاع الله !
يعني الشغلة بدها ذكاء يعني ؟!!!!!

فما السرّ يا إخوة بهذه الآية .. ما أسرارها ما ظروفها ماحيثياتها ؟!!

...

لن تفهم هذه الآية .. حتى تفهم هذه القصّة وغيرها !

ولاتنسى أن السورة مدنية .. ونزلت بالتحديد بعد معركة الخندق !!
والتي كانت المرحلة الفاصلة بين مرحلتين لأهل المدينة ..
كما ذكرنا سابقاً !

.....

فهذه الآية لما أتت تدلّك على أنها حسمت بين مرحلتين ..
مرحلة كان فيها النبيّ والمهاجرون معه ضيفاً .. 
ومرحلة امتزجت أرواحهم ونفوسهم فأصبحوا كالبنيان الواحد !
رغم كل الفروقات والاختلافات والعصبيات ..
التي تربّوا عليها منذ نعومة أظفارهم !

(طبعاً إلا من حوادث متفرقة هنا وهناك .. 
تدلّك على عظيم هذه الأمور في نفوسهم :
العصبيات والغرباء وابن القبيلة و .. الخ ..
فمنها : يا للمهاجرين يا للأنصار .. 
ومنها : بعض مواقف سعد بن عبادة ..
ومنها : موقفهم من كلام ابن سلول يوم حادثة الإفك .. عندما قال لهم رجل من الأوس أنه منافق فقال لهم الخزرج أنتم المنافقون ... الخ ) .

....

هذا منهج النبي يا إخوة ..
هو رسول الله .. ولم يربط نفسه بالله إبتداءً (كسبيل لتملّكه) !!!!

حتى ربطه ربّه هو لما تهيّء الجوّ وتهيأت نفوس الأنصار ..
لمثل هذا الأمر الذي ظاهره للإنسان العادي أنه طلب ملك أو سلطان !!

_ انتبه وافهم وعي فهذه الدروس والله خطيرة ..
وسيأتي يوم على الأمة تعرف قيمتها ..

فهذه الدروس هي أساس مشاكلنا وتلامس الوتر الحساس لمعضلاتنا !

...

فإذاً هناك وضع ما قبل نزول هذه الآية .. استدعت نزولها !
رغم أننا نراها نحن الآن بديهية ..

فهذه القصّة وغيرها ستُفهمكم كيف كانت تلك المرحلة الأولى ..

...

هذه مرحلة كان التعامل فيها المحمّدي بتوجيه ربّاني ..
أن يكون التعامل بهدوء وحكمة .. بذكاء واحترافية .. 
وإلا فلماذا لم يقتل ابن أبي سلول مثلاً ؟!!

_ على الأقل كان قَتَله لو أراد بخطة مع أوثق أصحابه المهاجرين ..
وأظهر الأمر أنه قضاء وقدر أو مجرّد (خناقة) أو ... الخ .
فمن يخطّط لقتل بن الأشرف بهذه الطريقة .. 
فإنّ قتل ابن أبي سلول أسهل عليه بكثير !

_ كان يستطيع أن يقول لقاتله من المهاجرين : 
اجعل الأمر شخصي بينك وبينه ولاتعترف عليّ فأنا رسول الله ..
وهذا خطره كبير ويجب قتله من أجل أن تقوم الدولة ..
ويحكّم شرع الله ... الخ .

...

هو بأبي هو وأمّي كان داعياً قبل أن يكون قاضياً !

كان حريصاً على هداية الناس ويحبّ هدايتهم للحقّ بأي وسيلة ..

أفما سمعتم قوله سبحانه يقول له : استغفر لهم أو لاتستغفر لهم ؟!!!
هذا يقوله عن المنافقين !!!!
أفتعرفون ما كان جوابه بأبي هو وأمّي ونفسي ومالي ؟!!
كان أن صلّى على ابن سلول وقال : 
والله لأزيدنّ على سبعين لعلّ الله يغفر لهم ..

حتى نزلت ولاتصلّ على أحد منهم مات أبداً !!

...

خذ Snap shot صغير وعمول قطع للمشهد ..
وروح اليوم عند الدول والإمارات التي تقول أنّها على منهجه ..

ولاتعليق !

_ دولته صلى الله عليه وسلم وجهاده وحتى قتله :
(لم أعرف أنه ذبح ذبحاً أبداً .. 
لكن ضرب العنق وهو كان نادراً جدّاً وبطروف خاصّة جداً) .

كل هذه الأمور لم تكن من أجل إقامة الحدود والجلد أو القتل أو الصلب وقد تحدثنا عن هذا سابقاً في الدروس ..

كانت من أجل الناس ومن أجل حياة الناس ومصلحة الناس ..
وطيبة حياة الناس بالدنيا والآخرة .

_ ولكن الناس كالعادة انقسمت فريقين :
فريق اليهودي والزبالة ولم يرى من نبيّه إلا السماح .. 
وفريق ذَبَح بني قريظة ولم يرى من دينه إلا القتل والذبح !

....

استجاب لهم لعله قال : لعلّهم لايريدون أن يخربوا مدينتهم !

استجاب لهم .. لأن هذا أحد أساليب إظهار الحق للناس .. 
بأن أقول لك امر .. وأنت لاتسمع له ثم ترى صدق كلامي !

فوقتها سيتثبت بقلبك صدقي ..
وأني ما أمرتك لأني طالب للتسلّط عليك !

فهذا مع أمور غيره تزيد من وثوق الناس بهذا الضيف الجديد !

وانظروا إلى الخندق كيف وثقوا بخطّته وقتها .. وطبّقوها دون جدال !
مع أنّها كانت شبيهة بخطته التي اعترضوا عليها بأحد .

...

فهذه المرحلة يا سادة كانت مرحلة حسّاسة ..
بتعامله صلّى الله عليه وسلّم مع الأنصار تحديداً ..

وانظر لحرصه عليهم أنه في الخندق بعد ذلك ..
أرسل لأحد أمراء الجيوش التي كانت تحاصره ..
يحاول أن يغريه بالمال ليكفّ عن المدينة ..
وذلك لهمّه وخوفه وحرصه وقلقه على الأنصار ..

_ اسمع لقوله العجيب وليقشعرّ جلدك وليلين بعد ذلك قلبك وجلدك :

قال سعدٌ يارسول الله لمِ أرسلت لعيينة أن يأخذ ثلث ثمار المدينة ..
ويرجع عنّا هذا العام وتأتي العام المقبل إن أردّتْ !

_ قال والله ما أردتّ إلا أن ... أخفّف عنكم !!
وأنا أرى العرب قد رمتكم عن قوسٍ واحدة !

فقال له والله ما كانوا يحلمون بتمرة منها إلا قِرى أو تجارة ..
ونحن في جاهلية أفنعطيهم منها بعد أن أعزّنا الله بالإسلام ؟!!

...

يا للهِ ما هذا الرجل .. ؟!!

ما أشدّ أدبه وما أوفاه وما أطيب قلبه وما أعظمه !

_ في بدر ..

يقول للأنصار أشيروا علي أيها الناس ..

ويقوم المهاجرون ويعيد لأنه يريد الأنصار ..
لأنه لم يطلب منهم في عهد العقبة أن يخرجوا معه !!

ثم يخرج لمعركة (أحد) بِشَور الأنصار .. فيخسر فيها !
فلا يكلّمهم ولايهتّهم ولا "يعدّ ويصفّ" لهم !!

_ ثم يريد أن يعطي ثلث مخزون المدينة ليفرّق ويكسّر عنهم ..
من أجلهم وخوفاً عليهم ..

_ والله لو كان أمير عندنا .. 
لاعتبر أن هذا واجب عليهم وفرض (وهو كذلك لكن هناك أسلوب !!)

و"ياويلهم وياسواد ليلهم" إن لم يفعلوه !!!!
فطبيعي .. فهو يمثّل الله !!!

.......

لكن لو تفكرت مثلاً في صلح الحديبية أنهم اعترضوا أحياناً ..
(وانظر لحريتهم في التعبير عن الرأي وهو نبيّ !!)

المهم في الحديبية اعترضوا على رأيه .. 
لكن النبي كان حازماً وقتها ..

لماذا ؟!!
لأنه دخل بالمرحلة الثانية وتمكّن الإسلام في قلوب الأنصار ..
وامتزجت أرواح وأفئدة ونفوس المهاجرين والأنصار ..
وزالت كل الفروقات بينهم بنسبة 98% ..
(إلا ماكان من بعض الشيوخ كسعد بن عبادة ..
ونراه عند وفاة النبي في سقيفة بني ساعدة) .

وثبّت هذا .. هذه الآية التي قرأتها ألف مرة ومافكرّت بها ! :
من يطع الرسول فقد أطاع الله ..

.....
.....

نُكمِل القصّة يا إخوة ..

فلما رأى ذلك (كره الني للخروج من المدينة) رجالٌ من ذوي الرأي ..
قالوا هذا رسول الله وهو أعلم بما يريد .. 
فقالوا يارسول الله امكث كما أمرتنا .

فقال : ماكان لنبي أن يضع لأمته وأذّن بالخروج إلى العدو ..
أن يرجع حتى يقاتل .. 
وقد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم إلا الخروج ..
فعليكم بتقوى الله والصبر عند البأس إذا لقيتم العدوّ ..

ثم قال : وانظروا ما آمركم به فافعلوه !!

بأبي أنت وأمّي يارسول الله ما أشدّ أدبك وما أحكمك وما أحلم خُلقك !

وما أدهاك من مخطّط .. 
لم تقل لهم : خلص أنا خلصت خططي وأنتم ماسمعتموها .. 
أنتم حطّوا خطّة لنشوف وأروناimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ؟!!

_ بل بلحظات انتقل من خطة حرب العصابات داخل المدن ..
التي ابتكرها هو ..
لوضع خطّة جديدة بناءً على المُعطيات الجديدة ..

....

يتبع إن شاء الله ..

 

وكتبه الغريب ..

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (53)

 

كتاب المغــــــــازي (39) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الثاني مُلحق) :

 

...

قد يسأل الآن سائل ..
مافهمت قصدك ولم أفهم لماذا ركّزتَ على هذه المسألة ؟!!

_ ركّزتُ على هذه المسألة لعدّة أسباب :

1- خفت أن يقوم أحدكم الآن ويتعلم من الدرسimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 :

أنه إن أصرّ عليه بعض الولدان المتحمّسون ..
أن يقذف بنفسه وبجماعته إلى الهلاك !

ويستدلّ بذلك : هذا رسول الله أطاعهم يوم أُحد !!
(لا تستغربوا فإنّي والله قد رأيت من أصحاب الأهواء ديناً ..
لو جاء كل علماء الكيمياء ليعرفوا تركيبته ما عرفوه !)

2- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان حازماً وقت يجب أن يكون حازماً .
وكان متسامحاً في الوقت الذي يجب أن يكون فيه متسامحاً .

3- الأمر الأخير هو أن تعرف أمراً مهمّاً جدّاً في زماننا ..
وهو : أرأيت صبر النبي على الأنصار وتدرّجه معهم وحكمته بالتعامل معهم ..
لأنهم تربّوا على أمر سيء في مجتمعهم :
وهو العصبية القبلية وتقديم ابن القبيلة والقريب على أي غريب مهما كان !

_ فإن كان بأمر واحد تربّوا عليه وانتشر في مجتمعهم ..
صبر عليهم وداراهم وتعامل معهم بحنكةٍ شديدة ..
حِرصَ رجل في صحراء كاد أن يهلك ..
فوجد ماء ملأ كفيّه فهو يداريه لئلا يتسرب !

_ فإن كان على أمرٍ واحد تربّوا عليه واستشرى فيهم ..
كل هذا الحرص والحنكة في التعامل !

فكيف بمجتمعات تربّت على يدي الصوفية من العثمانيين في أواخرهم ..
ثم انتقلت للفرنسين والإنكليز ثم لطواغيت أنجاس ..
كيف وإن كانوا نصيريين !!!
إن النصيرين والله إذا دخلوا قريةً أفسدوها !

_ فما بال من يقول اليوم ممّن يدّعون منهجه !!!!
أنهم يقولون لايصلح فساد الناس اليوم إلا السيف !!!!

والله مافقهت منهج نبيّك يا أحيمق .. ولاعرفته !

...

السيف ضروري ومطلوب ..
لكن كما قلت بدورة الحرب الأخطر :
(ولاحظ الشبه الكبير بينها وبين دروس السيرة ..
فبالأصل هي مستقاة من سيرة سيّد الخلق)

قلت لك :

إن الضرب هو سيف قاطع ذو حدّين ..

إن تصرّفت به لوحده دمّرك .. وإن تركته ولم تستعمله مَيَّعك !

_ وقلت أنه يجب أن يكون المرحلة الأخيرة الفاصلة ..

_ وهو إمّا سيفعّل كل تربية لابنك ويثّبتها .. وإمّا يدمّرها .

فكذلك السيف .. !

_ من الضروري جدّاً أن تراجع دروس الحرب الأخطر لتفهم عليّ ..

وبالأخص الدرس رقم (12-13-14) وهو يتحدّث عن الضرب .

(رابط الصفحة: https://www.facebook.com/WwwynNdym?ref=ts&fref=ts ) .

رابط الجمع: http://justpaste.it/harb-akhtar 

.....

يتبع إن شاء الله ..

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (54)

 

كتاب المغــــــــازي (40) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الثالث) :


(يحتاج كاسة قهوة تقيلة شوي !!)

 

(5) :

ونحن إلى الآن في السنة الثانية فقط من مغازيه ..
فهل تعدّون لي إلى الآن .. كم ابتكارلا عسكري وأمني مازال إلى زماننا هذا ..
من اختراع مدرسة محمّد صلى الله عليه وسلم ؟!!

....

(6) :

وكان رأي عبد الله بن أبي من رأي النبي (طبعاً هذا خطة وذاك جبناً وتخاذلاً) .
وكانت هذه حجته بعدئذٍ في تركه صلى الله عليه وسلم في نصف الطريق ..
ومعه 300 رجل من قومه !!
فقال : أطاعهم وعصاني !!

وهنا فائدتان :
أ. انظر مدى تأثيره في قومه ..
وهذا لمن يقول إن إبن سلول لم يكن له مهمّاً ككعب بن الأشرف ..
ولذلك تركه رسول الله وقتل ذلك !!

ب. هذا حال منافقي كلّ زمان ..
يتصيّدون "ما يرونه" أخطاءً ..
ليتحجّجوا بها ليَنفُثوا طوفان حقدهم وغيظهم ..
فيؤلّبون الناس على أهل الحقّ ..

والتعيس من يستمع لهم !
وفيكم سمّاعون لهم والله عليمٌ بالظالمين !

....

(7) :

رفض التعاون مع اليهود الذين كانوا حلفاء الأنصار ..
رغم حاجته للدعم وخصوصاً بعد انشقاق ابن سلول .. لماذا ؟!!

لأنه يريد أن لا يكون لهم قوّة وسطوة عليه ..
بعد أن وصل لمرحلة كبيرة في حربهم ..

_ هذه الحرب التي تسمّى حرباً باردةً بزماننا ..
كان هو أول من استعملها صلّى الله عليه وسلّم ..
فقال لاحاجة لنا بهم ..

_ وهذا يدلّك على عظيم تخطيطه وسعة تفكيره ..
وتفكيره الشامل بالأمور كلّها ..
ولايحصر تفكيره بنقطة واحدة فقط .. ولايكون من الذي لايرى أبعد من أنفه !!

.....

(8) :

لتعرف درجة الريب الذي حدث وقتئذٍ ..
والغبش الموجود برؤية الجماعة المسلمة وعدم الوضوح بالصفّ ..
(الأنصار بالتحديد منهم) .

كاد بطنان من الأنصار (صالحين) أن ينشقا أيضاً مع ابن سلول ..
وهما اللذان نزل قوله سبحانه فيهما : إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا !

....

(9) :

فائدة مهمّة :

قوله صلّى الله عليه وسلم بعد انشقاق ابن أبي سلول :
(مَن رجلٌ يخرج بنا على القوم من كثب (أي من قرب) ..
من طريقٍ لايمرّ بنا عليهم ؟!)

لا أدري حقيقةً سبب هذا التخطيط بالتحديد ..
لأني لم أرى أرض المعركة على أرض الواقع .

- قد يكون يريد أن يفاجئهم ..
- وقد يكون ينكشف عليهم من الطريق النظامي فيصيبون منه مقتلة ..
- وقد يكون يريد أن يستكشف أرض المعركة قبل وصوله إليها ..
وهذه الطريق الفرعية تطلعه على أرض المعركة من بعد )

_ لكن هنا أفكّر أنا التلميذ عند من يدّعي اتباع منهجه اليوم :
طيب ألم يتوكّل على الله وهو رسول الله ..
لماذا كل هذه الاحتياطات والتدابير الأمنية ؟!!

فنفذَ بينهم أبو خيثمة بين بساتين المدينة ..

_ وهنا فائدة أُخرى ..

عندما مرّ النبي بالبساتين ..
مرّ ببستان لرجل من المنافقين اسمه مِربَع بن قَيظي .
فلما سمع حس رسول الله والجيش ..
قام يحثي في وجوههم التراب ويقول لعنه الله :
إن كنتَ رسول الله فإني لاأحلُّ لك أن تدخل في حائطي (بستاني) ..

_ ثم أخذ حفنة من التراب وقال :
والله لوأعلم أني لاأصيب بها غيرك يامحمد لضربت بها وجهك !!

فابتدره القوم ليقتلوه فقال لهم النبي لاتقتلوه .. !!!

...

طيب ..
ألم يستهزئ به ويعاديه ويُظهر له العداوة !!
لماذا لم يقتله ؟!!
(أكيد الظروف وقتها وهذه الدرجة من الريب والغبش والشقاق والانشقاق ..
وهو في حضرة العدوّ الرأس ..
فأكيد لن ينشغل بذنب ..
لذلك قال لهم لاتقتلوه فهذا الأعمى أعمى البصر والبصيرة !
(فقط فكّر .. بسيرته تتغير حياتك كلّها ولايلعب أحدٌ بك بعد الآن باسم الدين !!)

...

(10) ..

فلما نزل المُخطِّطُ الرهيب بأبي هو وأمي ..
إلى أُحد درس المنطقة بسرعة مذهلة !
(انظر الصورة المرفقة)

أ . فنزل الشعب وجعل ظهره وعسكره إلى الوادي ..

..

ب. وقال لايقاتلن أحدٌ حتى نأمره بالقتال ..
وهذا لُنهي تخطيطه وتوزّعه صلّى الله عليه وسلّم ..
مع أن السائد وقتئذٍ أن القتال كان (هوشة عرب !) .

فالعجيب أنّه خطّط كل هذا التخطيط بزمن (هوشة العرب) .
ونحن نهوش هوشة العرب في زمن التخطيط والعبقريات !!

_ وكانت قريش سرّحتْ دوابها في بساتين المسلمين ترعى فيها ..
فقال رجلٌ من الأنصار أترعى زروع بني قيلة ولمّا نضارب !!

(انظر أيضاً وأيضاً لحال الأنصار وقتئذٍ ..
ولن يفهم عليّ هذا والدرس السابق وملحقه تماماً ..
ويعرف لماذا فصّلت في الموضوع وماضرورة تعلّم هذا من النبي ..

إلا من يأتي ضيفاً غريباً على قوم منعوه وحموه والناس كلّها تعاديه ..
ويكون أخطاء كبيرة وهو يريد أن يرّوض نفوسهم للحق ..
فهم فيهم الخير العظيم !

فأكيد لايروّضه ابتداءً بالسيف وإقامة الحدود !!!
وأنت كافر وفاسق ومرتد و .. و .. الخ .

......

هــــــــــامّ .

ج . وهنا أعجب أكثر وأكثر من أصحاب السِيَر والله ..

يقولون لك جملةً تحتاج مجلّدات والله ..
في بيان ذكائها ودهائها وعظيم تخطيطها عسكرياً وأمنياً ..

لكن هم للأسف كلّفتهم جملةً واحدةً :

(وتعبّأ رسول الله للقتال وأمّر على الرماة فلان بن فلان !!!!!)

_ لا أدري ما أقول حقيقةً .. وأنت تقرأ القصّة ..
خلص .. !
أمّر على الرماة فلان ..
وكأن الأمر طبيعي أو عادي .. وخاصّة بزمانهم !!!!!!

....

لاتنسَ هذه النقاط يا عبد الله :

- هو لم يحدّد زمان المعركة .
- لم يحدّد مكانها بل عدوّه من حدّد .
- نزل هذه الأرض ولم يدرسها من قبل لأن عدوّه من حدّدها !!

_ ومع ذلك خلال دقائق يدرس أرض المعركة :

- فيجعل ظهر لأحد فيحمي ظهره ..

- ويرى هناك جبل صغير مقابل لأُحد (انظر الصورة المرفقة) .
فيخترع عليه علماً جديداً لم يعهده التاريخ ..

(لاتنسَ أن تعدّ ابتكاراته صلى الله عليه وسلم ..
ونحن مازلنا في السنة الثانية فقط !!
ونحن نظنّ أنه بنى هذه الدولة لأن الملائكة كانت معه !!!) .

اخترع علماً مازال هو الأقوى والأمضى على الإطلاق بزماننا !!
مدرسة القصف الجوّي واستعماله في المعارك !!!

نعم أيها السادة ..

القصف الجوّي كان أول من اخترعه نبيّكم !!

(وأتحدّاكم أن تأتوني برجل استعمله قبله)
نبيّكم الذي لم تعرفوا من سيرته إلا طلع البدر علينا !!!

_ (ولو عقل المسلمون هذه السيرة بحقّها وهم قد حكموا العالم قروناً ..
ماخرجت الطيارات والسوخوي والإفّات .. إلا منهم والله !!
لكن تحّكم بهم الأمويين ومن بعدهم العباسيون ومن بعدهم العثمانيون ..
الذين عطّلوا العلوم وشغلوا الناس بالحيض والنفاس ..
لأمور سياسية ولغرورهم بقوتهم وقتها ..
وكانت هذه إحدى أسباب تدميرنا اليوم) .

...

وتفاجأ المشركون بهذا الاختراع وذُهلوا .. وخُلطت أوراقهم وهزموا !
كما تفاجأوا من قبل وسيتفاجئون لاحقاً ولاحقاً منه بأبي هو وأمي :

(هذه بدعة لم تعرفها العرب !) .

.....

ولتعرف أهميّة هذا الاختراع العسكري الرهيــــــــــــــب !

انظر فقط قليلاً وتفكّر ..
فتعرف أنه هو من قلب الموازين في المعركة .. كلّها !!

_ فالميزان الأول الذي قلبه :

700 رجل مضعضعين مهزوم بعضهم نفسيّاً
(بسبب ماحدث من شقاقات وانشقاقات) ..
مقابل 3000 رجل مسلّحين بأفضل السلاح ومعنوياتهم مرتفعة !!

_ لاحظ :
(كيف تنتصر عندما توظّف أقل الطاقات بشكل ذكيّ .. ولاتحرقها ..
وعندما تعرف مواطن ضعف العدوّ ..
ولو فرض العدو عليك المعركة وزمانها ومكانها هو ..
وكل هذه نقاط قوة رهيبة له ..
وقلت لكم أن ثلاثة أرباع النصر هو تحديد الزمان والمكان
"انظر لحجّة الخبثاء اليوم : قصف شديد نقص ذخيرة ... الخ !!" ) .

_ هذا التباين الرهيب بالقوّة .. بكل عناصرها :
(العدد السلاح الزمان والمكان وجود مخطّطين كخالد بن الوليد معهم)

فقط بسبب هذه الخطّة المُحكمة وبسبب القصف الجوي المحمّدي ..
هُزم المشركون أول المعركة شر هزيمة ..
وتزعزت صفوفهم وفاتوا ببعضهم ..
وهربوا وتركوا كل شيء وراءهم حتّى !!!
(هذه الغنائم التي انغرّ بها بعض الرماة للأسف) .

....

الميزان الثاني الذي قلبه هذا القصف الجوّي :

هو لما ترك الرماة موقعهم .. وتوقف القصف الجوي ..
وبعبقرية خالد بن الوليد الذي راقبهم .. انقلبت موازين المعركة كلّها !!!
وهزم المسلمون هزيمة قاسيةً قاسية قاسية ..

......
.......

وهنا السؤال الأهم ؟!!!!!

لماذا لم يهاجمهم خالد من قبل وهم فقط 50 رامياً ..
وهو يعلم من ذكائه العسكري أنّه متى قضى عليهم ستنقلب المعركة ؟!!!
بل انتظر ليتركوا مواقعهم ؟!!

_ الجواب :

لأنه لم يكن سيستطيع الوصل إليهم ..
لأن قصفهم كان جوّيّاً وموقعهم كان مُحكماً !!!

.......

وأختم بالســـــــــــــــــــــــــــــؤال الذي نشّف ريقي وأنا أفكّر فيه ؟!!
كيف عرف كل هذه النتائج هذا النبيّ ؟!!!!
يامن تدّعون أنكم على منهجه يا أذلّ وأغبى الأمم الآن ؟!!!!!!

كيف عرف كل هذه النتائج فقال للرماة : لاتخلوا مواقعكم أبداً !!!!!

_ يا أخي فهمنا لاتتركوها من أجل الغنائم ..

طيب مامعنى أن يقول لهم :

لاتتركوها ولو رأيتمونا تخطّفنا الطير ؟!!!!!!!!!!!!!!!

.......
.........
...........
.............
................

لا أدري ما أكتب ..... !
وأحياناً الصمت .. يُعبّر عندما يعجز الكلام ...

...

ويعلم الله أنّ عيني تدمع الىن ..
وأكاد أنفجر من غيظي من أمّة ..
تحرق شبابها وطاقاتها وهي تدّعي أنها على منهجه !!

_ قلت لكم :
لاتشوّهوا اسم الرجل إن لم يكن لأنه نبيّ ..
فلا تشوّهوه كقائد عسكري لم يعرف التاريخ مثله والله ..

...

أفتخر بك .. أعتزّ بك .. أرفع رأسي عالياً بك ..
يا نبيّي .. أنت نبيّي ولي كل الفخر والله ..

وسلّم لي على نابليون .. وجينكيزخان ورومل ..

وحتى على خالد بن الوليد !!!
الذي للأسف حُِوّل تفكيرنا على أنه المخطط العسكري الناجح ..
(وهو كذلك طبعاً)

وأخذنا بعقولنا نظرةً عن النبيّ :
أنه الرحيم صاحب الوجه الأنور والعيون المكحّلة images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5!!

_ أين خالد بن الوليد وذكاؤه الذي أعجز الروم والفرس لاحقاً ؟!!
(أعظم دوليتن في العالم وقتها .. مثل أمركا وروسيا اليوم)

_ أين هو ؟!!!!
لقد ضيّعته عبقرية محمّد بن عبد الله .. ولا فخـــــــــــــر !
وجعله يقف مذهولاً محتاراً عاجزاً مُسقّط اليدين مكبّلاً !
(رغم أنه كان الأقوى بكل شيء والمتفوق على رسول الله "عسكرياً")

بضربة واحدة وهي الرماة !!

_ حتى خالف الرماة أمره صلى الله عليه وسلم ..
واستغلّها خالد أحسن الاستغلال !

_ وهذا يدلّك على العبقرية العسكرية لخالد ..

التي أعجزها رسول الله بأُحد وضيّعها !

....

يتبع إن شاء الله ..

(ملاحظة : الصورة من الإنترنت لكن التعديل عليها من عند الإخوة) .

‎سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (54)  كتاب المغــــــــازي (40) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الثالث) : (يحتاج كاسة قهوة تقيلة شوي !!)  (5) :  ونحن إلى الان في السنة الثانية فقط من مغازيه .. فهل تعدّون لي إلى الان .. كم أبتكار عسكري وأمني مازال إلى زماننا هذا .. من اختراع مدرسة محمّد صلى الله عليه وسلم ؟!!  ....  (6) :  وكان رأي عبد الله بن ابي من رأي النبي (طبعاً هذا خطة وذاك جبناً وتخاذلاً) .  وكانت هذه حجته بعدئذٍ في تركه صلى الله عليه وسلم في نصف الطريق .. ومعه 300 رجل من قومه !! فقال : أطاعهم وعصاني !!  وهنا فائدتين : أ. انظر مدى تأثيره في قومه .. وهذا لمن يقول إن إبن سلول لم يكن له مهمّاً ككعب بن الأشرف .. ولذلك تركه رسول الله وقتل ذلك !!  ب. هذا حال منافقي كلّ زمان ..  يتصيّدون "ما يرونه" أخطاءً .. ليتحجّجوا بها ليَنفُثوا طوفان حقدهم وغيظهم .. فيؤلّبون الناس على أهل الحقّ ..   والتعيس من يستمع لهم ! وفيكم سمّاعون لهم والله عليمٌ بالظالمين !  ....  (7) :  رفض التعاون مع اليهود الذين كانوا حلفاء الانصار .. رغم حاجته للدعم وخصوصاً بعد انشقاق بن سلول .. لماذا ؟!!  لأنه يريد أن لا يكون لهم قوّة وسطوة عليه .. بعد أن وصل لمرحلة كبيرة في حربهم ..  _ هذه الحرب التي تسمّى حرباً باردةً بزماننا .. كان هو أول من استعملها صلّى الله عليه وسلّم .. فقال لاحاجة لنا بهم ..   _ وهذا يدلّك على عظيم تخطيطه وسعة تفكيره .. وتفكيره الشامل بالأمور كلّها .. ولايحصر تفكيره بنقطة واحدة فقط .. ولايكون من الذي لايرى أبعد من أنفه !!  .....  (8) :  لتعرف درجة الريب الذي حدث وقتئذٍ .. والغبش الموجود برؤية الجماعة المسلمة وعدم الوضوح بالصفّ .. (الأنصار بالتحديد منهم) .  كاد بطنان من الانصار (صالحين) أن ينشقا أيضاً مع ابن سلول .. وهما الذان نزل قوله سبحانه فيهما : إذ همت طائفتان منكن أن تفشلا !  ....  (9) :  فائدة مهمّة :  قوله صلّى الله عليه وسلم بعد انشقاق ابن أبي سلول :  (مَن رجلٌ يخرج بنا على القوم من كثب (أي من قرب) .. من طريقٍ لايمرّ بنا عليهم ؟!)  لا أدري حقيقةً سبب هذا التخطيط بالتحديد ..  لأني لم أرى أرض المعركة على أرض الواقع .  - قد يكون يريد أن يفاجئهم ..  - وقد يكون ينكشف عليهم من الطريق النظامي فيصيبون منه مقتلة .. - وقد يكون يريد أن يستكشف أرض المعركة قبل وصوله إليها .. وهذه الطريق الفرعية تطلعه على أرض المعركة من بعد )  _ لكن هنا أفكّر أنا التلميذ عند من يدّعي اتباع منهجه اليوم : طيب ألم يتوكّل على الله وهو رسول الله .. لماذا كل هذه الاحتياطات والتدابير الأمنية ؟!!  فنفذَ بينهم أبو خيثمة بين بساتين المدينة ..   _ وهنا فائدة أُخرى ..   عندما مرّ النبي بالبساتين .. مرّ ببستان لرجل من المنافقين اسمه مِربَع لن قَيظي .  فلما سمع حس رسول الله والجيش ..  قام يحثي في وجوههم التراب ويقول لعنه الله : إن كنتَ رسول الله فإني لاأحلُّ لك أن تدخل في حائطي (بستاني) ..   _ ثم أخذ حفنة من التراب وقال :  والله لوأعلم أني لاأصيب بها غيرك يامحمد لضربت بها وجهك !!  فابتدره القوم ليقتلوه فقال لهم النبي لاتقتلوه .. !!!  ...  طيب .. ألم يستهزأ به ويعاديه ويُظهر له العداوة !! لماذا لم يقتله ؟!! (أكيد الظروف وقتها وهذه الدرجة من الريب والغبش والشقاق والانشقاق .. وهو في حضرة العدوّ الرأس .. فأكيد لن ينشغل بذنب .. لذلك قال لهم لاتقتلوه فه1ذا الأعمى أعمى البصر والبصيرة ! (فقط فكّر .. بسيرته تتغير حياتك كلّها ولايلعب أحدٌ بك بعد الان باسم الدين !!)  ...  (10) ..  فلما نزل المُخطِّطُ الرهيب بأبي هو وأمي .. إلى أُحد درس المنطقة بسرعة مذهلة !  (أنظر الصورة المرفقة)  أ . فنزل الشعب وجعل ظهره وعسكره إلى الوادي ..  ..  ب. وقال لايقاتلن أحدٌ حتى نأمره بالقتال .. وهذا لُنهي تخطيطه وتوزّعه صلّى الله عليه وسلّم .. مع ان السائد وقتئذٍ أن القتال كان (هوشة عرب !) .  فالعجيب أنّه خطّط كل هذا التخطيط بزمن (هوشة العرب) . ونحن نهوش هوشة العرب في زمن التخطيط والعبقريات !!  _ وكانت قريش سرّحتْ دوابها في بساتين المسلمين ترعى فيها ..  فقال رجلٌ من الانصار أترعى زروع بني قيلة ولمّا نضارب !!  (انظر أيضاً وأيضاً لحال الأنصار وقتئذٍ ..  ولن يفهم عليّ هذا والدرس السابق وملحقه تماماً .. ويعرف لماذا فصّلت في الموضوع وماضرورة تعلّم هذا من النبي ..  إلا من يأتي ضيفاً غريباً على قوم منعوه وحموه والناس كلّها تعاديه .. ويكون اخطاء كبيرة وهو يريد ان يرّوض نفوسهم للحق ..  فهم فيهم الخير العظيم !  فأكيد لايروّضه إبتداءً بالسيف وإقامة الحدود !!! وأنت كافر وفاسق ومرتد و .. و .. الخ .  ......  هــــــــــامّ .  ج . وهنا أعجب اكثر وأكثر من أصحاب السِيَر والله ..  يقولون لك جملةً تحتاج مجلّدات والله .. في بيان ذكاءها ودهاءها وعظيم تخطيطها عسكرياً وأمنياً ..  لكن هم للأسف كلّفتهم جملةً واحدةً :  (وتعبّأ رسول الله للقتال وأمّر على الرماة فلان بن فلان !!!!!)  _ لا أدري ما أقول حقيقةً .. وأنت تقرا القصّة ..  خلص .. ! أمّر على الرماة فلان .. وكأن الأمر طبيعي أو عادي .. وخاصّة بزمانهم !!!!!!  ....  لاتنسى هذه النقاط يا عبد الله : - هو لم يحدّد زمان المعركة . - لم يحدّد مكانها بل عدوّه من حدّد . - نزل هذه الأرض ولم يدرسها من قبل لأن عدوّه من حدّدها !!  _ ومع ذلك خلال دقائق يدرس أرض المعركة :  - فيجعل ظهر لأحد فيحمي ظهره ..  - ويرى هناك جيل صغير مقابل لأُحد (أنظر الصورة المرفقة) . فيخترع عليه علماً جديداً لم يعهده التاريخ ..  (لاتنسى تعدّ ابتكاراته صلى الله عليه وسلم .. ونحن مازلنا في السنة الثانية فقط !!  ونحن نظنّ أنه بنى هذه الدولة لأن الملائكة كانت معه !!!) .  أخترع علماً مازال هو الأقوى والأمضى على الاطلاق بزماننا !! مدرسة القصف الجوّي واستعماله في المعارك !!!  نعم أيها السادة ..  القصف الجوّي كان أول من اخترعه نبيّكم !! (وأتحدّاكم أن تأتوني برجل استعمله قبله)  نبيّكم الذي لم تعرفوا من سيرته إلا طلع البدر علينا !!!  _ (ولو عقل المسلمون هذه السيرة بحقّها وهم قد حكموا العالم قروناً .. ماخرجت الطيارات والسوخوي والإفّات .. إلا منهم والله !! لكن تحّكم بهم الأمويين ومن بعدهم العباسيون ومن بعدهم العثمانيون .. الذين عطّلوا العلوم وشغلوا الناس بالحيض والنفاس .. لأمور سياسية ولغرورهم بقوتهم وقتها .. وكانت هذه إحدى أسباب تدميرنا اليوم) .  ...  وتفاجأ المشركون بهذا الإختراع وذُهلوا .. وخُلطت أوراقهم وهزموا ! كما تفاجأوا من قبل وسيتفاجئون لاحقاً ولاحقاً منه بأبي هو وأمي : (هذه بدعة لم تعرفها العرب !) .  .....  ولتعرف أهميّة هذا الاختراع العسكري الرهيــــــــــــــب  !  أنظر فقط قليلاً وتفكّر .. فتعرف أنه هو من قلب الموازين في المعركة .. كلّها !!  _ فالميزان الأول الذي قلبه :  700 رجل مضعضعين مهزوم بعضهم نفسيّاً  (بسبب ماحدث من شقاقات وإنشقاقات) .. مقابل 3000 رجل مسلّحون بأفضل السلاح ومعنوياتهم مرتفعة !!  _ لاحظ : (كيف تنتصر عندما توظّف أقل الطاقات بشكل ذكيّ .. ولاتحرقها .. وعندما تعرف مواطن ضعف العدوّ .. ولو فرض العدو عليك المعركة وزمانها ومكانها هو .. وكل هذه نقاط قوة رهيبة له .. وقلت لكم أن ثلاثة أرباع النصر هو تحديد الزمان والمكان "انظر لحجّة الخبثاء اليوم : قصف شديد نقص ذخيرة ... الخ !!" ) .  _ هذا التباين الرهيب بالقوّة .. بكل عناصرها : (العدد السلاح  الزمان والمكان وجود مخطّطين كخالد بن الوليد معهم)  فقط بسبب هذه الخطّة المُحكمة وبسبب القصف الجوي المحمّدي ..  هُزم المشركون أول المعركة شر هزيمة .. وتزعزت صفوفهم وفاتوا ببعضهم .. وهربوا وتركوا كل شيء ورائهم حتّى !!! (هذه الغنائم التي انغرّ بها بعض الرماة للأسف) .  ....  الميزان الثاني الذي قلبه هذا القصف الجوّي : هو لما ترك الرماة موقعهم .. وتوقف القصف الجوي .. وبعبقرية خالد بن الوليد الذي راقبهم .. انقلبت موازين المعركة كلّها !!! وهزم المسلمون هزيمة قاسيةً قاسية قاسية ..  ...... .......  وهنا السؤال الأهم ؟!!!!!  لماذا لم يهاجمهم خالد من قبل وهم فقط 50 رامياً .. وهو يعلم من ذكاءه العسكري أنّه متى قضى عليهم ستنقلب المعركة ؟!!! بل انتظر لتركوا مواقعهم ؟!!  _ الجواب : لأنه لم يكن سيستطيع الوصل إليهم .. لأن قصفهم كان جوّيّاً وموقعهم كان مُحكماً !!!  .......  وأختم بالســـــــــــــــــــــــــــــؤال الذي نشّف ريقي وأنا أفكّر فيه ؟!! كيف عرف كل هذه النتائج هذا النبيّ ؟!!!! يامن تدّعون أنكم على منهجه يا أذلّ وأغبى الأمم الان ؟!!!!!!  كيف عرف كل هذه النتائج فقال للرماة : لاتخلوا مواقعكم أبداً !!!!!  _ يا أخي فهمنا لاتتركوها من أجل الغنائم ..  طيب مامعنى أن يقول لهم : لاتتركوها ولو رأيتمونا تخطّفنا الطير ؟!!!!!!!!!!!!!!!  ....... ......... ........... ............. ................  لا أدري ما أكتب ..... ! وأحياناً الصمت .. يُعبّر عندما يعجز الكلام ...  ...  ويعلم الله أنّ عيني تدمع الان ..  وأكاد أنفجر من غيظي من أمّة .. تحرق شبابها وطاقاتها وهي تدّعي انها على منهجه !!  _ قلت لكم : لاتشوّهوا اسم الرجل إن لم يكن لأنه نبيّ .. فلا تشوّهوه كقائد عسكري لم يعرف التاريخ مثله والله ..  ...  أفتخر بك .. أعتزّ بك .. أرفع رأسي عالياً بك .. يا نبيّي .. أنت نبيّي ولي كل الفخر والله ..  وسلّم لي على نابليون .. وجينكزخان ورومل ..  وحتى على خالد بن الوليد !!! الذي للأسف حُِوّل تفكيرنا على أنه المخطط العسكري الناجح .. (وهو كذلك طبعاً)   وأخذنا بعقولنا نظرةً عن النبيّ : أنه الرحيم صاحب الوجه الأنور والعيون المكحّلة :)!!  _ أين خالد بن الوليد وذكاءه الذي أعجز الروم والفرس لاحقاً ؟!! (أعظم دوليتن في العالم وقتها .. مثل أمركا وروسيا اليوم)   _ أين هو ؟!!!! لقد ضيّعته عبقرية محمّد بن عبد الله .. ولا فخـــــــــــــر ! وجعله يقف مذهولاً محتازاً عاجزاً مُسقّط اليدين مكبّلاً ! (رغم انه كان الأقوى بكل شيء والمتفوق على رسول الله "عسكرياً")  بضربة واحدة وهي الرماة !!  _ حتى خالف الرماة أمره صلى الله عليه وسلم .. واستغلّها خالد أحسن الاستغلال !  _ وهذا يدلّك على العبقرية العسكرية لخالد .. التي أعجزها رسول الله بأّحد وضيّعها !  ....  يتبع إن شاء الله ..  (ملاحظة : الصورة من الانترنت لكن التعديل عليها من عند الإخوة) .‎

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (55)

 

كتاب المغــــــــازي (41) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الرابع) :

 

(11) :

وفيها أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم لبس درعين وليس درعا واحداً .
قلتُ : ومن الناس من لايرى في السيرة إلا هذا الشاهد ..
ومنهم من لايرى إلا شاهد البراء بن عازب لما ألقوه بالمنجنيق على القوم !

_ وهكذا دائماً نحن ..في كل شيء !
نأخذ مانهوى ونسوق له عشرات الآيات والأحاديث ..

لبّسنا فيها أو دلّسنا أو اقتطعنا أو جزّأنا .. لابأس !
المهم أن ننصر مانهوى ونُسكت الطرف الآخر ..
ونُسكت الصوت الذي يأيتنا من داخلنا أحياناً بالحقّ .. لكن نصرفه عنّا !!

_ فهو بأبي هو وأمّي لبس درعين هنا ..
وهو نفسه من أرسل حذيفة بعملية انغماسية مخابراتية ..
بانغماس داخل معسكر قريش .. لو نظر أحدهم لقدميه لرآه وقتله !
وأرسل زيد بعملية انغماسية أخرى ليأخذ جثّة خبيب ..
و .. و .... الخ .

..

فاحذر عبد الله ..
فما دمّر دين القوم وشوّهه اليوم إلا : الأهـــــــــــــــواء !

_ فهاهم علماء السلاطين لايعرفون من الدين ..
إلا قوله صلّى الله عليه وسلّم لأسامة (يسوقونه مُجتَزأً ملبّساً مدلّساً محوّراً) :

أقتلته وقد قالها !

والطرف الآخر من ولدان الجهاد لايعرف من دينه إلا :

النبي قتل من أنبت من بني قريظة !

..

تجده اليوم يقول :
لازم نتعامل مع الشباب اللي بيقولوا ديمقراطية مشان مايهاجم الغرب الثورة !

ولما يتولّى منصب ما بإحدى الجماعات "الإسلامية" أو يكون له مصالح معهم .
بصير أخونا بالله فجأة شيخ الإسلام بعد مايعلموه كلمتين images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5

لا ويأتي ليعلمك ..
وأنت لما سُجنت من أجل هذا كان هو يقول في الروضة : للبعث ياطلائع images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

_ فتراه يبدأ يردّد كالببغاء دون أن يعرف خبايا كلامه وحيثياته وظروفه :
حكم الله والدولة الإسلامية والمرتدين والفاسقين و .. و ..images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

والأهم ينسى كلامه السابق ويقول لك :
هل تترك الراية وتتعامل مع المرتدين تبع الجيش الحرّimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

_ ولما تذهب مصلحته معهم ويأتيه عرض من غيرهم يقول ك :
يا أخي : إن كانوا ابن سلول فكن لهم كالرسول images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

...

أو تراه لايعرف من دينه إلا أن النبي "سامح" ابن سلول ..
أو أن النبي قتل كعب بن الأشرف !!!

...

وهكـــــــذا أصبح شباب أمّتي وعلماء أمّتي ووجهاء أمّتي .. !

تلك الأمّة التي انتسبت لخير مخلوق مرَّ على هذه الدنيا ..
فبدّلَتْ وغيّرتْ وحوّرتْ .. فذلّت وضاعت وهانت وأُخزت وتُركت !
واتّبعت سنن من قبلها بالحرف !!
حتى ولو دخلوا جُحرَ ضبٍّ دخلوه معهم .. وصدق رسول الله !

_ تسألني من تقصد بسنن من قبلهم : أليهود والنصارى ؟!!
أقول لك : فمَن .. !

...

ألم تسأل نفسك سؤالاً من قبل لماذا كلّ هذا الكلام ..
الذي أنزله ربّنا من فوق سبع سماوات عن بني إسرائيل ؟!!!

- ألم تسمع بقصّة أصحاب السبت مثلاً ؟!!!

- ألم تسمع بقصّة البقرة ؟!!

- ألم تسمع بالذين قالوا مللنا ولن نصبر على طعام واحد ..

- ألم تسمع بقصّة الذين قالوا إنّ فيها قوماً جبارين ..

- ألم تسمع بقصّة رفعنا فوقهم الطور كأنّه ظلّة وظنوا أنه واقعٌ بهم ..

- ألم تسمع بقصّة ادخلوا الباب سجّداً وقولا حطّة !

- ألم تسمع بقصّة العجل بعد أن فلق الله لهم البحر أمام أعينهم وهم ينظرون !!

- ألم تسمع بقصة اِجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ..

- ألم تسمع بقصة إذ برّأه الله مماقالوا وكان عند الله وجيهاً .

- ألم تسمع بقصّة الذين يحرّفون الكلم عن مواضعه ..

- ألم تسمع بقصّة خيرنا وبن خيرنا ثم شرّنا وابن شرّنا

- ألم تسمع بقصّة المائدة ..

- ألم تسمع بقصّة مريم .. زكريّا .... .... الخ !!

- ألم تسمع بقصّة الذين قالوا لن نؤمن بك حتى نرى الله جهرة ..

- ألم تسمع بقصّة الذين قالوا لن تمسّنا النار إلا أياماً معدودات !

- ألم تسمع بقصّة علمائهم الذين كانوا يأكلون السحت !

- ألم تسمع بقصّة علمائهم الذين كانوا يكنزون الذهب والفضّة ..

- ألم تسمع بقصّة الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض ..
فأخذوا الأسرى وتركوا القتل !

- ألم تسمع بقصّة الذين قالوا سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ..
ليّــــــــــــــاً بألسنتهم وطعناً بالدين ..

- ألم تسمع بقصّة الذين اُشربوا العجل في قلوبهم !

- ألم تسمع بقصّة الذين قيل لهم آمنوا بما أنزل الله ..
قالوا نؤمن بما أنزل علينا (زعموا) ..
ويكفرون بالكتاب وهم يعرفون أنه الحقّ مصدقّاً لما معهم !
(وهم قد اتخذوا العجل وكفروا بما أُنزل عليهم أصلاً بعد أن جاءهم موسى بالبينات !)

- ألم تسمع بقصّة الذين كلَّ ماجاءهم رسولٌ بما لاتهوى أنفسهم :
فريقاً كذّبوا وفريقاً يقتلون !

- ألم تسمع بقصّة وإنّ منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب ..
لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب ..
ويقولون هو من عند الله وماهو من عند الله ..
ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ..

- ألم تسمع بقصّة الذين كانوا يستفتحون على العرب بالنبي ..
الذي سيأتي في آخر الزمان ..
فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به ولم يسمعوا لأنه ليس من جماعتهم !!

- ألم تسمع بقصّة الذين قالوا قلوبنا غُلف (لانفهم كلامك ولايدخل قلوبنا) ..
بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً مايؤمنون !

- ألم تسمع بقصّة الذبن بئس ماقدّمت لهم أنفسهم ..
أن يكفروا بما أنزل الله بغياً (هوىً) :
أن ينزّل الله من فضله على من يشاء من عباده !!!

- ألم تسمع بقصّة ..... ألم تسمع ... ... الخ !!

...

وماذا أُعدّد لأعدّد ..
إن كان نصف قرآننا تقريباً عن قصصهم ؟!!!!

(تفكّر بهذه القصص وعشها وأسقطها على أرض الواقع ..
لاتجعلها كقصص ليلى والذئب كما أعلّمك منذ وقت طويل !)

...

ماذا أقول ؟!!!!
وكل هذه القصص يا نـــــــــــــــــــــــاس بالقرآن ؟!!!!!
وليس بالسنّة حتّى (ماعدى قصّة ابن سلام شرّنا وابن شرّنا) !!!

كلّ هذا لأنه سبحانه علم أننا سنتّبع سننهم ونصبح مثلهم !
بل وأخبرنا رسوله بهذا !!

وأنت عندما تقول هادون يهود .. !!
يعني بلسان حالك .. أن الله سبحانه حكواتي (حاشاه سبحانه) ..
أو يحب صفّ الحكي و(طقّ الحنك) !!!!!
سبحان الله عما يقولون بلسان حالهم !

_ وإلا لماذا ذهب نصف القرءان أو أكثر على بني اسرائيل ..
مادام هم يهود ونحن والحمد لله images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!! مسلمون !!!

هه ..
تعست أمّة لم تعرف كتابها ولاسيرة نبيّها ..
ولا تفهم منهما إلا ما يوافق هواها !

...

والعجيب أننا في كل صلاة نقول غير المغضوب عليهمimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ؟!!!!

فيقول لك العلماء "الأنجاس" المقصود بها اليهود ..
فتقول لما تفكّر بها ..

(هذا إن فكّرت وأتحدّى أن 99% منكم يقرأها كالببغاء أتحـــــــــــــدّى !!)

تقول الحمد لله أنا مسلم وهدوك يهودimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!

_ المقصود فيها يا عباد الله :
اليهود نعم .. لكن الأهمّ من سار بسنّنهم من أمّة محمّد !

_ فاليهود قد عرفوا الحق ..

لكن أزاغهم الهوى عنه ..
ولعبت بهم أهواءهم فحرّفوا الكلم عن مواضعه ..
وآمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض ..
ولووا ألسنتهم بالكتاب ليحسبه المغفّلون من أتباعهم من الكتاب ..
وماهو من الكتاب !
وقالوا هو من عند الله وماهو من عند الله ..
ويقولون على الله الكذب ... وهم يعلمون !
وكلّ ماجاءهم رسولٌ بما لاتهوى أنفسهم استكبروا عن الحقّ ..
ففريقاً كذّبوا وفريقاً يقتلون !
وهم الذين كانوا يستفتحون على العرب ..
بالنبي الذي سيأتي في آخر الزمان !
فلما جاء النبّي ليس من جماعتهم الذي عرفوا كفروا به !!

............
...........

كلّ هذا الكلام كان ..

لمحةً سريعةً عن دين الأهواء ..

الذي مابرحت أحذّر منه ..

ومازلت أدندن به .. وأبيّن خطره منه .. و أحاربه وأدعو لتركه !

_ وأنّ الناس لاتأخذ من الدين إلا : لبس النبي درعين بأُحد ..
أو عملية البراء بن عازب بالجانب الآخر !

....

يتبع إن شاء الله ..

 

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (56)

 

كتاب المغــــــــازي (42) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الخامس) :

 

(12) :

ومن شجاعته بأبي هو وأمّي وإقدامه ..
أن طلحة العبدري حامل لواء المشركين يومئذٍ دعا إلى البِراز ..
فأحجم الناس عنه .. حتى برز إليه الزبير بن العوّام ..

فوثب حتى صار معه على جمله ثم أنزله إلى الأرض ..
فذبحه بسيفه ..

فأثنى عليه رسول الله وقال إنّ لكل نبيّ حواريّاً وحواريَّ الزُّبير ..
وقال : لو لم يبرز إليه لبرزتُ إليه أنا .. لِما رأيت من إحجام الناس عنه .

...

وهنا فوائدٌ ثلاث :

_ انظر لقوة الزبير وإقدامه وتدريبه الخاصّ ..
وثب وثبة واحدة فصار معه على الجمل !

_ ذبحه في أرض المعركة لأنه كانت تهابه الناس ..
فبذا شجّع المسلمين وأرهب الكافرين وهذا في أرض المعركة ..
فعلٌ محمود .

لكن لم يَرِدْ أنه صلى الله عليه وسلم رضي بالذبح ..
أو أنّ أحد من صحابته ذَبَحَ في غير أرض المعركة ..
إلا ضرباً بالسيف "وللضرورة" .

_ شجاعته صلّى الله عليه وسلّم وقوّته ..
وعدم رَهبِه لأي شخص مهما كان !!!
أليس هو النبي الرحيم العطوف فقط ؟!!!

....

(13) ..

وفيها قُتل مصعب بن عمير وحمزة بن عبد المطلّب ..
ولو أنّ مافي هذه المعركة إلا هاتين .. لكفتاها !

....

(14) ..

انظر لتوظيف أقل الإمكانيات بأفضل النتائج ..

سؤال ..
لو أن الخمسين رجلاً من الرماة كانوا مع الجيش على الأرض ..
ماذا كانوا سيفعلون ؟!!

لاشيء يُذكر ..

_ بينما لما وضعوا بالمكان الصحيح ..
ووظفت إمكانياتهم بالطريقة الصحيحة .
وضربوا بالشكل الصحيح نقطة ضعف العدو ومفاصله ..
ماذا كانت نتيجتهم وهم خمسين فقط ؟!!!!
قلبوا نتيجة المعركة كلّها !!!

_ والدليل إنهم لما تركوا مواقعهم ..
قُلبت المعركة من هزيمة لنصر للعدوّ !!!
رغم أن خالد كان يترقبّهم ..
ولكن لايستطيع الوصول إليهم وهم خمسون رجلاً فقط ..
وهو معه الخيل والفرسان !!!!!
وإلا لقضى عليهم من أول المعركة .. ولم ينتظر ليُخلوا مواقعهم !

....

(15) ..

وخلص العدو إلى رسول الله ..
انظر إلى الحماس ومخالفة الأوامر العسكرية للأمير :
(الأمير الصالح الذكيّ الفطن ..
وليس الغبي أو المخترق أو العميل أو الحمارimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ) .

ماذا يفعل ؟!!
لولا لطف الله لقضى على الدولة الإسلامية كلّها !!

..

فدُثَّ بالحجارة حتى وقع لشقّه ..
وجرحت شفته السفلى ودخلت حلقتان من حلق حلقات المغفر ..

ووقع رسول الله في حفرةٍ حفرها أبو عامر الفاسق ليقع بها المسلمون !
فأخذه علي بن أبي طالب بيده ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائماً ..
ومصّ مالك بن سنان الدم من وجه رسول الله ثم ابتلعه ..
فقال من مس دمه دمي لم تصبه النار ..

فأصيبت رباعيته وشجّ في وجهه وكُلمت شفته ..
وجعل الدم يسيل في وجهه بأبي هو وأمّي ونفسي ..
فجعل يمسح الدم ويقول :
كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم وهو يدعوهم إلى الله ..

فأنزل الله : ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم ..
أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون .

_ فأُثقل رسول الله ..
وتفرق عنه أغلب أصحابه ودخل بعضهم المدينة ..
وانطلق طائفة منهم فوق الجبل إلى الصخرة ..

وجعل رسول الله يدعو الناس: إليّ عباد الله ..

فاجتمع إليه 30 رجلاً فقط !

فجعلوا يسيرون بين يديه .. فلم يقف أحدٌ إلا طلحة وسهل بن حنيف .
فحماه طلحة فرُمي بسهم بيده فيبست ..

وأقبل أبيّ بن خلف يريد أن يقتله صلّى الله عليه وسلم ..
فضربه النبي بحربة فأرداه ..

....

(16) ..

ومن مظاهر الغبش عند الأنصار ولتعلم حالهم وقتها أكثر وأكثر ..
وتفهم الدروس السابقة وطريقة تعامل النبي معهم تلك المرحلة ..
(قبل الخندق) .

أنّ بعض أصحاب الصخرة يومئذٍ قالوا :
ليت لنا رسولاً إلى ابن سلول فيأخذ لنا أمنةً من أبي سفيان ..
يا قوم إن محمداً قد قُتل فارجعوا إلى قومكم قبل أن يقتلوكم ..
فقال أنس بن النضر رحمه الله ورضي عنه :
يا قوم إن كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل ..
فتعالوا وقاتلوا واقتلوا على ماقتل عليه محمّد ..
اللهم إني أعتذر إليك ممايقول هؤلاء ..
وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين .

والعجيب أن من يخبرنا بقوله هذا لا يخبرنا القصة كلّها ..
يظنّون أن هذا عيباً !!!
رغم أنّ الله سبحانه يذكره بالقرءان ..

{منكم من يريد الدنيا ومن كم من يريد الآخرة
إذ تُصعدون ولاتلوون على أحدٍ والرسول يدعوكم في أُخراكم} .

ولو علموا الحقّ لعلموا أن هذا لتكون سيرة الحبيب محمّد ..
نبراساً لكل مسلم ودليلاً ومناراً لكل من يريد إقامة الدول ..
بصعوباتها ومخاضها وتربيتها وتزكية جنودها ..
ومنافقيها وخونتها وصادقيها وثباتها ..

ليميز الله الخبيث من الطيب وليعلم الذين آمنوا وليعلم المنافقين .
وليعلم الله الذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء !

...

وأقبل رسول الله على أصحاب الصخرة فلم يعرفوه ..
فأرادوا أن يرموه بسهم .. فقال لهم أنا رسول الله ففرحوا به .
وفرح بهم بأبي هو وأمي ..

فلما اجتمعوا ذهب عنهم الحزن فقعدوا يذكرون نصرهم بالبداية ..
ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا :

(والله أشعر بصيدنايا تماماً :
بأسودها وثباتها وصادقيها .. وبمنافقيها ومتردديها وخونتها !
بمن فرّ منها ولم يثبت (وفيه الخير) كما فعل عثمان بأُحد ..
(بأبي أنت وأمي يارسول الله وسيرتك .. هي نبراس لكل شيء !)

...

ثمّ أقبل أبو سفيان إلى الصخرة حتى أشرف عليهم ..
فهمَّ الصحابة أمرُه ..
قال لهم النبي ليس لهم أن يعلونا ..
اللهم إن تُقتل هذه العصابة لاتُعبد في الأرض ..

_ ثم قعد وانتظر نصر الله ؟!!
لا .. ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم ..

وبعدها تُكمَل القصّة المشهورة ..
اعلُ هبل فردّ عليه عمر الله أعلى وأجلّ ..
قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ... إلى نهاية القصّة !

....

(17) ..

ولتعلم كيف كانت العلاقة بين النبي والمهاجرين من جهة ..
والأنصار من جهة أخرى وقتئذٍ .. وحساسية العلاقة !

_ أنّه لما رهقوا النبيّ ..
وهو في سبعة من الأنصار ورجلين من المهاجرين ..
قال من يردّهم عنّا وهو رفيقي في الجنّة ..
فجاء رجلٌ من الأنصار فقاتل حتى قُتل ..
فأعاد النبيّ قوله حتى قتل السبعة كلهم ..
فقال النبي لصاحبيه من قريش (المهاجرين) : ما أنصفنا أصحابنا !

..

وكنت أسأل نفسي فيما سبق لماذا هذا القول ؟!!
أليس كلّهم مسلمون وما الفرق ؟!
حتى وعيت ورأيت الدنيا وفهمت مشاكلها ..
ووعيت السيرة بحقها بفضل الله ..
فوعيت قول النبي صلّى الله عليه وسلم هنا !

.....

(18) ..

ويظهر لك جلادة النبي وبأسه في الحرب وحين يحمي الوطيس ..
حيث تراه يفدي سعداً بأبيه وأمّه تشجيعاً له على الحرب ..
بل ويناوله السهم ليس له نصلٌ ليرمي به حتى !
وكذا مع أبي طلحة زوج أم سُليم أم أنس بن مالك ..

.....

(19) ..

وترى دور النساء واضحاً في الدولة وحمايتها ..
وفي المجتمع وفي الحروب وبكل شيء ..

ومنه أن عائشة وأم سُليم كانتا مشمّرتين ..
يُرى خَدَم سوقهما (رجليهما) تُنفران القرب على متونهما ..
تُفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنه !

ومنه مافعلت أم عمارة نسيبة بنت كعب وماقتلت من المشركين ..
وكانت من النفر القليل الذين ثبتوا مع رسول الله يومئذٍ !!

ودور فاطمة أيضاً بإسعاف الجرحى ... الخ .

.....

يتبع إن شاء الله ..

‎سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (56)  كتاب المغــــــــازي (42) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء الخامس) :  (12) :  ومن شجاعته بأبي هو وأمّي وإقدامه .. أن طلحة العبدري حامل لواء المشركين يومئذٍ دعا إلى البِراز .. فأحجم الناس عنه .. حتى برز إله الزبير بن العوّام ..  فوثب حتى صار معه على جمله ثم أنزله إلى الأرض .. فذبحه بسيفه ..   فأثنى عليه رسول الله وقال إنّ لكل نبيّ حواريّاً وحواريَّ الزُّبير ..  وقال : لو لم يبرز إليه لبرزتُ إليه أنا .. لمِا رأيت من إحجام الناس عنه .  ...  وهنا فوائدٌ ثلاث :  _ انظر لقوة الزبير وإقدامه وتدريبه الخاصّ .. وثب وثبة واحدة فصار معه على الجمل ! _ ذبحه في أرض المعركة لأنه كانت تهابه الناس .. فبذا شجّع المسلمين وأرهب الكافرين وهذا في أرض المعركة .. فعلٌ محمود .  لكن لم يَرِدْ أنه صلى الله عليه وسلم رضي بالذبح .. أو أنّ  أحد من صحابته ذَبَحَ في غير أرض المعركة .. إلا ضرباً بالسيف "وللضرورة" .  _ شجاعته صلّى الله عليه وسلّم وقوّته .. وعدم رَهبِه لأي شخص مهما كان !!! أليس هو النبي الرحيم العطوف فقط ؟!!!  ....  (12) ..   وفيها قُتل مصعب بن عمير وحمزة بن عبد المطلّب ..  ولو أنّ مافي هذه المعركة إلا هاتين .. لكفانها !  ....  (13) ..  انظر لتوظيف أقل الامكانيات بأفضل النتائج ..  سؤال .. لو أن الخمسين رجلاً من الرماة كانوا مع الجيش على الأرض .. ماذا كانوا سيفعلون ؟!!  لاشيء يُذكر ..   _ بينما لما وضعوا بالمكان الصحيح .. ووظفت إمكانياتهم بالطريقة الصحيحة . وضربوا بالشكل الصحيح نقطة ضعف العدو ومفاصله ..  ماذا كانت نتيجتهم وهم خمسين فقط ؟!!!! قلبوا نتيجة المعركة كلّها !!!  _ والدليل إنهم لما تركوا مواقعهم .. قُلبت المعركة من هزيمة لنصر للعدوّ !!! رغم أن خالد كان يترقبّهم ..  ولكن لايستطيع الوصول إليهم وهم خمسين رجلاً فقط .. وهو معه الخيل والفرسان !!!!! وإلا لقضى عليهم من أول المعركة .. ولم ينتظر ليُخلوا مواقعهم !  ....  (15) ..  وخلص العدو إلى رسول الله ..  انظر إلى الحماس ومخالفة الأوامر العسكرية للأمير : (الأمير الصالح الذكيّ الفطن .. وليس الغبي أو المخترق أو العميل أو الحمار :) ) .  ماذا يفعل ؟!!  لولا لطف الله لقضى على الدولة الاسلامية كلّها !!  ..  فدُثَّ بالحجارة حتى وقع لشقّه ..  وجرحت شفته السفلى ودخلت حلقتان من حلق حلقات المغفر ..  ووقع رسول الله في حفرةٍ حفرها أبو عامر الفاسق ليقع بها المسلمون ! فأخذه علي ابن ابي طالب بيده ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائماً .. ومصّ مالك بن سنان الدم من وجه رسول الله ثم ابتلعه .. فقال من مس دمه دمي لم تصبه النار ..  فأصيبت رباعيته وشجّ في وجهه وكُلمت شفته .. وجعل الدم يسيل في وجهه بأبي هو وأمّي ونفسي ..  فجعل يمسح الدم ويقول :  كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم وهو يدعوهم إلى الله ..  فأنزل الله : ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم .. أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون .  _ فأُثقل رسول الله ..  وتفرق عنه أغلب أصحابه ودخل بعضهم المدينة .. وانطلق طائفة منهم فوق الجبل إلى الصخرة ..   وجعل رسول الله يدعو الناس إليّ عباد الله .. فاجتمع إليه 30 رجلاً فقط ! فجعلوا يسيرون بين يديه .. فلم يقف أحدٌ إلا طلحة وسهل بن حنيف . فحماه طلحة فرُمي بسهم بيده فيبست ..   وأقبل أبيّ بن خلف يريد أن يقتله صلّى الله عليه وسلم .. فضربه النبي بحربة فأرداه ..  ....  (16) ..  ومن مظاهر الغبش عند الأنصار ولتعلم حالهم وقتها أكثر وأكثر .. وتفهم الدروس السابقة وطريقة تعامل النبي معهم تلك المرحلة .. (قبل الخندق) .  أنّ بعض أصحاب الصخرة يومئذٍ قالوا : ليت لنا رسول إلى ابن سلول فيأخذ لنا أمنةً من أبي سفيان .. يا قوم إن محمداً قد قُتل فارجعوا إلى قومكم قبل أن يقتلوكم ..  فقال أنس بن النضر رحمه الله ورضي عنه : يا قوم إن كنا محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل .. فتعالوا وقاتلوا واقتلوا على ماقتل عليه محمّد .. اللهم إني اعتذر إليك ممايقول هؤلاء .. وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين .  والعجيب أن من يخبرنا بقوله هذا لايخبرنا القصة كلّها ..  يظنّون أن هذا عيباً !!! رغم أنّ الله سبحانه يذكره بالقرءان .. (منكم من يريد الدنيا ومن كم من يريد الآخرة إذ تُصعدون ولاتلوون على أحدٍ والرسول يدعوكم في أُخراكم) .  ولو علموا الحقّ لعلموا أن هذا لتكون سيرة الحبيب محمّد .. نبراساً لكل مسلم ودليلاً ومناراً لكل من يريد إقامة الدول .. بصعوباتها ومخاضها وتربيتها وتزكية جنودها .. ومنافقيها وخونتها وصادقيها وثباتها ..  ليميز الله الخبيث من الطيب وليعلم الذين آمنوا وليعلم المنافقين . وليعلم الله الذين آمنوا ويتّخذ من كم شهداء !  ...  وأقبل رسول الله على أصحاب الصخرة فلم يعرفوه .. فأراداو أن يرموه بسهم .. فقال لهم أنا رسول الله ففرحوا به . وفرح بهم بأبي هو وأمي ..   فلما أجتمعوا ذهب عنهم الحزن فقعدوا يذكرون نصرهم بالبداية .. ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا :  (والله أشعر بصيدنايا تماماً : بأسودها وثباتها وصادقيها .. وبمنافقيها ومتردديها وخونتها ! بمن فرّ منها ولم يثبت (وفيه الخير) كما فعل عثمان بأُحد .. (بأبي أنت وأمي يارسول الله وسيرتك .. هي نبراس لكل شيء !)  ...  ثمّ أقبل أبو سفيان إلى الصخرة حتى أشرف عليهم .. فهمَّ الصحابة أمرُه .. قال لهم النبي ليس لهم أن يعلونا .. اللهم إن تُقتل هذه العصابة لاتُعبد في الأرض ..   _ ثم قعد وانتظر نصر الله ؟!! لا .. ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم ..   وبعدها تُكمَل القصّة المشهورة ..  اعلُ هبل فردّ عليه عمر الله أعلى وأجلّ .. قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ... إلى نهاية القصّة !  ....  (17) .. ولتعلم كيف كانت العلاقة بين النبي والمهاجرين من جهة ..  والأنصار من جهة أخرى وقتئذٍ .. وحساسية العلاقة !  _ أنّه لما رهقوا النبيّ .. وهو في سبعة من الأنصار ورجلين من المهاجرين ..  قال من يردّهم عنّا وهو رفيقي في الجنّة ..  فجاء رجلٌ من الأنصار فقاتل حتى قُتل .. فأعاد النبيّ قوله حتى قتل السبعة كلهم ..  فقال النبي لصاحبيه من قريش (المهاجرين) : ما أنصفنا أصحابنا !  ..  وكنت اسأل نفسي فيما سبق لماذا هذا القول ؟!! أليس كلّهم مسلمون وما الفرق ؟! حتى وعيت ورأيت الدنيا وفهمت مشاكلها .. ووعيت السيرة بحقها بفض الله .. فوعيت قول النبي صلّى الله عليه وسلم هنا !  .....  (18) .. ويظهر لك جلادة النبي وبأسه في الحرب وحين يحمي الوطيس .. حيث تراه يفدي سعاً بأبيه وأمّه تشجيعاً له على الحرب ..  بل ويناوله السهم ليس له نصلٌ ليرمي به حتى ! وكذا مع أبي طلحة زوج أم سُليم أم أنس بن مالك ..  .....  (19) ..  وترى دور النساء واضحاً في الدولة وحمايتها .. وفي المجتمع وفي والحروب وبكل شيء ..  ومنه أن عائشة وأم سُليم كانتا مشمّرتين .. يُرى خَدَم سوقهما (رجليهما) تُنفران القرب على متونهما .. تُفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنه !  ومنه مافعلت أم عمارة نسيبة بنت كعب وماقتلت من المشركين .. وكانت من النفر القليل الذين ثبتوا مع رسول الله يومئذٍ !!  ودور فاطمة أيضاً بإسعاف الجرحى ... الخ .  .....  يتبع إن شاء الله ..‎

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

 

كتاب المغــــــــازي (43) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) :
مابين أُحــــــد وصيدنايا (1) !
...

 

الهدف من هذا الدرس ..
أن تعرف أنّ هذا الكلام الذي يُسرد لك في السيرة ليس خيالاً ..
هذا الكلام ليس لصحابةٍ ونبيّ .. وأولئك نبيّ وهؤلاء صحابة !

هذا الكلام لتعلم أنّ من أهل عصرك ..
أناسٌ كانت لهم الدنيا مفتوحةٌ أكثر منك ..
وكان تفوقهم الجامعي خير منك ..
وكان وضعهم المادي أحسن منك ..
وكان جمالهم أجمل منك ..
وكان تطبيقهم (للبنات) لو أرادوا .. أكثر منك !

...

لتعلم ..
أنّ الخير لم ينقطع من أمّة محمّد .. ولن !
ولتعلم أنّ هذا الكلام ليس قصص ليلى والذئب !
وليس خيالاً ..

سأذكر لك قصص الآن عن أحد ..
أنت (كما كنت أنا) سينمّل بدنك منها ويقشعرّ جلدك وتدمع عينك ..
لكن ستبقى في ذهنك خيال !

_  ستبقى في ذهنك أن أولئك الناس ذهبوا ..
وأنت في مجتمع ذهب منه الخير مطلقاً ..

_  يساعدك على تفكيرك هذا .. واقعٌ أليمٌ ممن يمثّل الدين والجهاد اليوم ..
من أمراء خونة عملاء .. أو أغبياء سفهاء .. أو خبثاء سارقين !
وأتباعٍ متصهودةٍ لهم .. دينهم دين الأهواء ..
ولا "يستيقظون" إلا عندما تتضرر مصالحهم هم من جماعتهم !!

_  فأردتُّ أنك عندما تقرأ هذا الدرس وأُسقطه لك على قصّةٍ ..
لم أعرفها برواية فلان عن فلان عن فلان عن فلان ..

بل ... : برأيتُ أنا .. شهدت أنا .. كنت أنا ..

...

أحببت في هذا الدرس أن أجدّد بك الأمل في خضمّ هذه الفتن ..
وأنت تعلم أني أكثر من يحذّرك من الفوشان باسم الأمل والتحريض !

_ لتُمسِك بالمنهج وتلتزم الطريق وتثبت فيه ..
ولو كنت وحيداً فريداً ضعيفاً غريباً ..

فوربّك لو تثبت وتثبت و تثبت ..
ليهدينّك الله سبيله الحقّ ولتقوى به ولتواجهنّ أعتى جمعهم ..

ولو كان معهم عشرات الآلاف من الرجال والسلاح والأموال ..
فسيهزم الجمع ويولّون الدبر .. وما أغنى عنهم جمعهم وما يكسبون !
أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة .. ادخلوا الجنّة !
لاخوف عليكم ولا أنتم تحزنون !

_ هؤلاء (الغرباء) الذين أقسمتْ جموعهم أنّ الله لاينالهم برحمة !
قلتم عنهم : مجرمون عملاء (إفكٌ افتراه وأعانه عليه قومٌ آخرون !!)
فتانون ساحرون كذابون يحبون أنفسهم يريدون أن يتفضّلوا عليكم ..

_ ألم ترَ لقول الله :

ولو أنّا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم :

(أمر ظاهره فتنة وشدّة عليهم) .

ما فعلوه إلا قليل منهم .. ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم .

1- وأشدَّ تثبيتاً (رغم أنّ ظاهر الأمر فتنةً لهم) .

2- وإذاً لآتيناهم من لدنّا أجراً عظيماً .

3- والأهم : ولهديناهم صراطاً مستقيماً !

..

فوربّك لو تثبت ..
ليهدينّك الله سبيله الحقّ ولتقوى به ولتواجهنّ أعتى جمعهم ..

ولو كنت أنت لوحدك .. مع كبسات كيبورد !

ترميهم بمجرد كلام ..

ستهدّ عروشهم وتزلزل أركانهم بأمر اللــــــــــــــــه !

فكيف لو بدأت بالعمل !

لتجدّنهم والله هباءً منثوراً وعِهناً منفوشاً وفراشاً مبثوثاً !

_ إنك مع الله .. وعلى منهجه !

أَ فَليس الله بكافٍ عبده ؟!

....

أحببت في هذا الدرس أن أجدّد بك الأمل ..
لتعلم أنّ الله سينصر دينه الحقّ وإلا لقضى على أمثال هؤلاء الصادقين ..
وإلا لما عرفّك بما تتعلمه الآن ..
وإلا لما دلّك على مثل هذه الكتابات ..

رغم عظيم كيدهم وهوله ليصدّوك عن سماعها ..

_ وكم من رجلٍ منكم ما دلّه على هذا المنهج وهذه الكتابات ..
إلا حملاتهم عليه واتهاماتهم لصاحبه ؟!!

فلا تقلق .. إنّ الله سينصر دينه ..
فاثبت .. واثبت .. واثبت .

لكن إياك أن يدخل الغرور في قلبك وأن تظنّ نفسك عرفت كل شيء !
أو تظنّ نفسك فوق الناس !
وهذا وربي ماسيقتلك وأنت تتنفس !

فلا تتصهود .. ثم زكِّ نفسك ورقِّقها .. وابكي وابكي ..
فوالله لا يتركك الله .. ولايَتِرَكَ عملك !

.....
.....

هذا ما حدث في أحد وهذا ماحدث في صيدنايا (بجانبة المشرق) بعد ما يقارب 1450 عام ..

يتبع إن شاء الله ..

 

‎سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)  كتاب المغــــــــازي (43) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) : مابين أُحــــــد وصيدنايا (1) ! ...  الهدف من هذا الدرس .. أن تعرف أنّ هذا الكلام الذي يُسرد لك في السيرة ليس خيالاً .. هذا الكلام ليس لصحابةٍ ونبيّ .. وأولئك نبيّ وهؤلاء صحابة !  هذا الكلام لتعلم أنّ من أهل عصرك ..  أناسٌ كانت لهم الدنيا مفتوحةٌ أكثر منك .. وكان تفوقهم الجامعي خير منك ..  وكان وضعهم المادي أحسن منك .. وكان جمالهم أجمل منك .. وكان تطبيقهم (للبنات) لو أردوا .. أكثر منك !  ...  لتعلم .. أنّ الخير لم ينقطع من أمّة محمّد .. ولن ! ولتعلم أنّ هذا الكلام ليس قصص ليلى والذئب ! وليس خيالاً ..  سأذكر لك قصص الآن عن أُُحد ..  أنت (كما كنت أنا) سينمّل بدنك منها ويقشعرّ جلدك وتدمع عينك ..  لكن ستبقى في ذهنك خيال !  _ ستبقى في ذهنك أن أولئك الناس ذهبوا .. وأنت في مجتمع ذهب منه الخير مطلقاً ..  _ يساعدك على تفكيرك هذا .. واقعٌ أليمٌ ممن يمثّل الدين والجهاد اليوم .. من أمراء خونة عملاء .. او أغبياء سفهاء .. أو خبثاء سارقين ! وأتباعٍ متصهودةٍ لهم .. دينهم دين الأهواء ..  ولا"يستيقظون" إلا عندما تتضرر مصالحهم هم من جماعتهم !!  _ فأردتُّ أنك عندما تقرأ هذا الدرس وأُسقطه لك على قصّةٍ .. لم أعرفها برواية فلان عن فلان عن فلان عن فلان ..  بل ... : برأيتُ أنا .. شهدت أنا .. كنت أنا ..  ...  أحببت في هذا الدرس أن أجدّد بك الأمل في خضمّ هذه الفتن .. وأنت تعلم أني أكثر من يحذّرك من الفوشان باسم الأمل والتحريض !  _ لتُمسِك بالمنهج وتلتزم الطريق وتثبت فيه .. ولو كنت وحيداً فريداً ضعيفاً غريباً ..  فوربّك لو تثبت وتثبت و تثبت ..  ليهدينّك الله سبيله الحقّ ولتقوى به ولتواجهنّ أعتى جمعهم ..  ولو كان معهم عشرات الالاف من الرجال والسلاح والأموال .. فسيهزم الجمع ويولّون الدبر .. وما أغنى عنهم جمعهم وما يكسبون ! أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة .. ادخلوا الجنّة ! لاخوف عليكم ولا أنتم تحزنون !  _ هؤلاء (الغرباء) الذين أقسمتْ جموعهم أنّ الله لاينالهم برحمة ! قلتم عنهم : مجرمون عملاء (إفكٌ افتراه وأعانه عليه قومٌ آخرون !!) فتانون ساحرون كذابون يحبون أنفسهم يريدون أن يتفضّلوا عليكم ..  _ ألم ترى لقول الله :  ولو أنّا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم : (أمر ظاهره فتنة وشدّة عليهم) . ما فعلوه إلا قليل منهم .. ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم . 1- وأشدَّ تثبيتاً (رغم أنّ ظاهر الأمر فتنةً لهم) .  2- وإذاً لآتيناهم من لدنّا أجراً عظيماً . 3- والأهم : ولهديناهم صراطاً مستقيماً !  ..  فوربّك لو تثبت .. ليهدينّك الله سبيله الحقّ ولتقوى به ولتواجهنّ أعتى جمعهم ..  ولو كنت أنت لوحدك .. مع كبسات كيبورد ! ترميهم بمجرد كلام .. ستهدّ عروشهم وتزلزل أركانهم بأمر اللــــــــــــــــه ! فكيف لو بدأت بالعمل ! لتجدّنهم والله هباءً منثوراً وعِهناً منفوشاً وفراشاً مبثوثاً !  _ إنك مع الله .. وعلى منهجه ! فأليس الله بكافٍ عبده ؟!   ....  أحببت في هذا الدرس أن أجدّد بك الأمل .. لتعلم أنّ الله سينصر دينه الحقّ وإلا لقضى على امثال هؤلاء الصادقين .. وإلا لما عرفّك بما تتعلمه الان ..  وإلا لما دلّك على مثل هذه الكتابات ..  رغم عظيم كيدهم وهوله ليصدّوك عن سماعها ..  _ وكم من رجلٍ منكم ما دلّه على هذا المنهج وهذه الكتابات .. إلا حملاتهم عليه واتهاماتهم لصاحبه ؟!!  فلا تقلق .. إنّ الله سينصر دينه .. فاثبت .. واثبت .. واثبت .  لكن إياك أن يدخل الغرور في قلبك وأن تظنّ نفسك عرفت كل شيء ! أو تظنّ نفسك فوق الناس ! وهذا وربي ماسيقتلك وأنت تتنفس !  فلا تتصهود .. ثم زكّي نفسك وأرِقَّها .. وابكي وابكي ..  فوالله لا يتركك الله .. ولايَتِرَكَ عملك !  ..... .....  هذا ما حدث في أحد وهذا ماحدث في صيدنايا (بجانبة المشرق) بعد 1450 عام ..  يتبع إن شاء الله ..‎

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

 

كتاب المغــــــــازي (43) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) :
مابين أُحــــــد وصيدنايا (2) !

...

هذا ما حدث في أحد وهذا ماحدث في صيدنايا (بجانبة المشرق) بعد 1450 عام ..

أمّا في أُحد ..

فعن عائشة قالت : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى ..
ثم قال : ذاك يومٌ كلّه لطلحة !

ثم أنشأ يحدّث : كنت أول من فاء يوم أُحد ..
فرأيت رجلاً يقاتل مع رسول الله دونه وأراه يحميه .. فقلت كن طلحة !
حيث فاتني مافاتني فقلت يكون رجلاً من قومي أحب إليّ ..
وبيني وبين المشركين رجل لاأعرفه .. وأنا أقرب إلى رسول الله منه ..
وهو يخطف المشي خطفاً لاأخطفه فإذا هو أبوعبيدة بن الجرّاح ..

فأتينا رسول الله وكانت قد كُسرت رباعيته .. وشجّ في وجهه ..
ودخل في وجنتيه حلقتان من حلق المغفر ..
قال النبي عليكما صاحبكما يريد طلحة .. وقد نزف فلم نلتفت لقوله .
قال : وذهبت لأنزع هذا من وجهه ..
فقال أبو عبيدة أقسمت عليك بحقّي لما تركتني ..
فكره أن يتناولهما بيده فيؤذي رسول الله فأزَمَ عليهما بفمه ..
فاستخرج إحدى الحلقتني ووقعت ثنيته مع الحلقة ..
وذهبت لأصنع ما أصنع فقال أقسمت عليك بحقي لما تركتني ..
قال ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة ..

_ فأصلحنا من شأن النبي ثم أتينا طلحة فأصلحنا من شأنه ..
وكان قد وقع في إحدى الحفر وإذا به بضعٌ وسبعون ..
بين طعنة ورمية وضربة بالسيف وإذا قد قطعت أصابعه ..
يذبّ بها عن رسول الله ..

.....

قال الإمام أحمد ..

عن أنس أن عمّه قال :

لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرينّ الله ما أصنع ..
فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون ..
قال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه ..
وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين ..

ثم تقدم فلقيه سعدُ بن معاذ دون أُحد .. فقال سعدٌ أنا معك ..
فقال سعدٌ فلم أستطع يارسول الله ماصنع ..
فوجد فيه بضعاً وثمانين بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أورمية بسهم ..
ووجدوه قد قتل وقد مثّل به المشركون .. فماعرفته إلا أخته ببنانه !

قال فكنا نقول: فيه وفي أصحابه نزلت :
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر !

.....

قال عروة بن الزبير كان أُبيّ بن خلف قد حلف ليقتلنّ رسول الله ..
فلما بلغت رسول الله قال بل أنا أقتله إن شاء الله ..

فلما كان يوم احد .. أقبل أبيّ في الحديد مقنّعاً !
وهو يقول أين محمّد لانجوتُ إن نجا ..
فحمل على رسول الله بكل قوته يريد قتله ..
فاستقبله مصعب بن عمير دون رسول الله (ونسيبة أم عمارة) .

(مصعب بن عمير .. وما أدراك ما مصعب بن عمير ؟!!
ذاك الشاب الجميل الوسيم المرفّه ابن عائلة الجاه والرقيّ)
فاستقبله مصعب بن عمير يقي رسول الله بنفسه ..
ولو أترك القلم لدمع عيني يكتب لكم الآن ..

فقُتل مصعب بن عمير ..
فقال القوم يارسول الله يعطف عليه رجل منا فقال لهم دعوه ..

فلما دنا من النبي تناول بأبي هو وأمّي الحربة من الحارث بن الصمة ..

وأبصر النبي ترقوة أبي بن خلف من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة !!

فقال بعض القوم فلما أخذها رسول الله انتفض بها انتفاضة !
تطايرنا عنه تطاير الشُّعر عن ظهر البعير اذا انتفض !!

ثم استقبله رسول الله فطعنه في عنقه :

(تلك الفرجة الذي لاحظها بالدرع .. ولاتعليق !!!)

طعنةً تدأدأ منها على فرسه مراراً (تدحرج) .

_ وأما مصعب بن عمير ... فماذا أقول عن مصعب بن عمير لأقول ..
قتل يوم أحد فلم يترك إلا نَمِرةً كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه ..
وإذا غطى بها رجلاه خرج رأسه ... !
ولاتعليق ..

...

وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها يوم أحد ..

قالت كنت أسقي الماء لما كانت الريح للمسلمين ..
فلما انهزم المسلمون انحزتُ إلى رسول الله .. حتى أقعدتني الجراح !!

وجرحها ابن قمئة على عاتقها جرحاً أجوف له غور ..
لما اعترضته هي ومصعب بن عمير .. وأناس ممن ثبت مع رسول الله ..
فضربني هذه الضربة ولقد ضربته على ذلك ضرباتimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !

ولكن عدو الله كانت عليه درعان !!

....

وتَّترسَ أبو دجانة دون رسول الله بنفسه يقع النبل في ظهره ..
وهو منحنٍ عليه حتى كثر فيه النبل ..

....

وأن النبي رمى بقوسه حتى اندقّت سيتها (كُسر طرفاها) .

....

وأنّ النبي من شدة الجهد نهض إلى صخرة يعلوها فلم يستطع ..
فجلس تحته طلحة بن عبيد الله .. فنهض به حتى استوى عليها ..

فقال النبيّ في تلك المعركة .. أوجب طلحة !

............

هذه بعضُ قصص أُحد ..
ما أحببت أن أقصّها لكم بالمؤثّرات وانصروا رسول الله ومابعرف ايش ..
فأجعلكم تبكون ..

فستبكون نعم وتتشجّعون قليلاً ..
لكن بعد يوم واحد ستنسون كل شيءimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !

_ لماذا ؟!!

لأنّكم تظنّون أنفسكم أنكم في واد وهم في واد !

حتى لو أردتم أن تعيشوا القصّة معهم ستقولون في نفوسكم :
يا أخي لو كنا مكانهم يا أخي لفدينا النبي بأرواحنا ولم نتخلى عنه ..
و ... و ... و ...

هه ..

...

والمشكلة عندنا أن تحولت هذه القصص لقصص ليلى والذئب ..
ومجرّد مؤثّرات ومُبكيات لها وقتها وزمانها ومدة صلاحيتها !!

_ لا أخي .. أنت قبل أن تبكي من هذه القصص ..

فكّر بنفسك لو آمنت يقيناً .. أكرّر : لو آمنت يقيناً مو لساناً ..

لأنو ماشاء الله علينا (خذ مني وجرّ) ..
كل واحد بلسانه يُعطي محاضرات لساعات ..
عن يوم القيامة والجنّة والنار و الموت والدنيا الفانيةimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 و ... الخ .

وتنظر إلى بيته تراه يزخرفه بآلاف الدولارات ..

- المهمّ ..
فلو آمنت يقيناً كما آمنوا ..
وعرفت أنّ هذا الطريق هو خلاصك الوحيد ..
من ذلك الموقف الرهيب الذي لابدّ وسيأتيك (القيامة !!) .

ماقضيت الأمر بمجرّد بكاء تنساه في اليوم الثاني !!!
بل بحثت بكل جوارحك وكل عقلك وتفكيرك لتعرف أن تفعل مثلهم !

_أرأيت لو أنّك رجلٌ سمين .. وأنت في جحيم إحدى المعتقلات ..
وكل يوم تذوق أصناف العذاب والذلّ ..
وسمعت أن رجلاً قبلك قد هرب من السجن عن طريق مجاريره ..
ألن تبحث بكل عقلك وتفكيرك على أن تعرف كيف هرب وماذا فعل ..

فإن علمت أن الأمر تطلب منه ..
أن يعيش شهراً كاملاً على الماء فقط ليضعف ..
ومن ثم هو تحمّل أن يغوص بالماء النجسة مع البراز و .. و ..

ألن تفعل ؟!!!!!
أم ستبكي متأثراً بقوّة هذا الأخ الذي هرب ثم تنسى تاني يومimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ؟!!

...

إنه الفرق يا إخوة بين قوم آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ..

وبين قومٍ أيقنوا بهذا الكتاب تفكّروا فيه ..
بالدنيا .. بسفهها بفناءها بسفاهة أحلامها ..

وهي تنقضي بحادث سيارة أو بشظية طائشة أو بتشنّجٍ وأنت تسبح !

_ أم أنّهم مجرد بدو متخلفينimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

وأنت العالم البروفسور صاحب الشركات والأموال والعطور الباريسية ؟!!

سلّم لي على باريس قبل 60 عام من الآن فقط ..
عندما كانت فيها المجازر الوحشية والإعدامات في الطرقات !

وسلّم لي على باريس أيام سجن الباستيل و .. و .. .
هذه باريس معبودتكم الآن ؟!!images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .

_ وحتى بالمال كان أبو بكر من أكثر قريشٍ مالاً وكذا بن عوف ..

وأما بالعطور المستوردة فكان مصعب ..
يُشمّ رائحة عطره من طريق لطريق ..
فتُعرف أنها رائحة مصعب بن عمير !!!

(دليل أن رائحته لم يكن بمكة مثلها وهي بالتأكيد .. مستوردة !!)
راجع الدرس : (36)

...

هذا مصعب الذي ثبت وفدى رسول الله بنفسه ..

(لاتقول وأنا بفديه .. أنصحكimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

قال لهم حذيفة لما قالوا لو كنا زمن النبي لحملناه على الأكتاف ..
فقال لهم : أأنتم تقولون هذا ؟!!
والله يوم الخندق لم يقم أحد .. وهم صحابة !!
أنا أقول لك لاتثق بنفسك كثيراً !!
فعثمان هرب في أُحد .. وهو مثل بسيط !!
وبالخندق قال لهم النبي من يأتينا بخبر القوم وله الجنّة فلم يقم أحد ..
وهم الصحابة !!!!!!!
وطبعاً سنتكلم عن القصّة وحيثياتها إن شاء الله) .

_ فلا تغتر من نفسك ولاحتى من قدرتك على تفجيرك لنفسك أنصحك ..

فوالله ماعرف الفتنة الحق ولا التي تصنع الرجال بحق ..

إلا نفر قليلٌ من الناس اختصّهم الله لأمر ولحمل أمانة ومنهج ..

فجعل منهم أئمة يهدون بأمره لما صبروا في تلك الفتن العظيمة !

...

ومن أعظم وأهول هذه الفتن التي حدثت بزماننا : صيدنايا ..

أذكر أن أميراً كان بالعراق لما وقف وهو لايقدر أن يثبت ..
فقال كنت في أفغانستان وعاشرت شباب البوسنة والشيشان :
(الشيشان سمك الثلوج أمتار) ..

قال والله مارأيت مثل شدّة هذا الموطن قطّ !

....

ماهذا الموقف ؟!!
ولماذا هذا الوصف له ؟!!
أهو فعلاً موقف مهول ...

_ أقول :

ما رأيت كصيدنايا قطّ ولم أسمع .. إلا في قصص كقصص أحد !

ففيها قوم أروني القصص .. واقعاً عياناً !

وأعيد لك .. لايغرّك تفجير النفس والله ..

فكم من هارب من صيدنايا لم يثبت ..
كان أسداً بالمعارك التي حدثت بالشام بعد ذلك ..

_ ما هذا الموقف إذاً ؟!!!

...

يتبع إن شاء الله ..

 

‎سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)  كتاب المغــــــــازي (43) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) : مابين أُحــــــد وصيدنايا (2) !  ...  هذا ما حدث في أحد وهذا ماحدث في صيدنايا (بجانبة المشرق) بعد 1450 عام ..  أمّا في أُحد .. فعن عائشة قالت : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى ..  ثم قال : ذاك يومٌ كلّه لطلحة ! ثم أنشأ يحدّث : كنت أول من فاء يوم أُحد ..  فرأيت رجلاً يقاتل مع رسول الله دونه وأراه يحميه .. فقلت كن طلحة ! حيث فاتني مافاتني فقلت يكون رجلاً من قومي أحب إليّ .. وبين وبين المشركين رجل لاأعرفه .. وأنا أقرب إلى رسول الله منه ..  وهو يخطف المشي خطفاً لاأخطفه فإذا هو أبو عبيدة بن الجرّاح ..   فأتينا رسول الله وكانت قد كُسرت رباعيته .. وشجّ في وجهه .. ودخل في وجنتيه حلقتان من حلق المغفر .. قال النبي عليكما صاحبكما يريد طلحة .. وقد نزف فلم نلتفت لقوله . قال : وذهبت لأنزع هذا من وجهه ..  فقال أبو عبيدة أقسمت عليك بحقّي لما تركتني ..  فكره أن يتناولهما بيده فيؤذي رسول الله فأزَمَ عليهما بفمه ..  فاستخرج إحدى الحلقتني ووقع تثنيته مع الحلقة ..  وذهبت لأصنع ما أصنع فقال أقسمت عليك بحقي لما تركتني .. قال ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة ..   _ فأصلحنا من شأن النبي ثم أتينا طلحة فأصلحنا من شأنه .. وكان قد وقع في إحدى الحفر وإذا به بضعٌ وسبعون .. بين طعنة ورمية وضربة بالسيف وإذا قد قطعت أصابعه .. يذبّ بها عن رسول الله ..  .....  قال الإمام أحمد ..  عن أنس أن عمّه قال : لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرينّ الله ما أصنع ..  فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون .. قال اللهم إني اعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه .. وأبرأ اليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين ..  ثم تقدم فلقيه سعدٌ بن معاذ دون أُحد .. فقال سعدٌ أنا معك ..  فقال سعدٌ فلم أستطع يارسول الله ماصنع ..  فوجد فيه بضعٌ وثمانون بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أورمية بسهم .. ووجدوه قد قتل وقد مثّل به المشركون .. فماعرفته إلا أخته ببنانه !  قال فكنا نقول فيه وفي أصحابه نزلت :  فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر !  .....  قال عروة بن الزبير كان أُبيّ بن خلف قدحلف ليقتلنّ رسول الله .. فلما بلغت رسول الله قال بل أنا أقتله إن شاء الله ..   فلما كان يوم احد .. أقبل أبي في الحديد مقنّعاً ! وهو يقول أين محمّد لانجوتُ  إن نجا ..  فحمل على رسول الله بكل قوته يريد قتله .. فاستقبله مصعب بن عمير دون رسول الله (ونسيبة أم عمارة) .  (مصعب بن عمير .. وما أدراك ما مصعب بن عمير ؟!! ذاك الشاب الجميل الوسيم المرفّه ابن عائلة الجاه والرقيّ) فاستقبله مصعب بن عمير يقي رسول الله بنفسه ..  ولو أترك القلم لدمع عيني يكتب لكم الان ..  فقُتل مصعب بن عمير .. فقال القوم يارسول الله يعطف عليه رجل منا فقال لهم دعوه ..   فلما دنا من النبي تناول بأبي هو وأمّي الحربة من الحارث بن الصمة .. وأبصر النبي ترقوة أبي بن خلف من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة !! فقال بعض القوم فلما أخذها رسول الله انتفض بها انتفاضة ! تطايرنا عنه تطاير الشُّعر عن ظهر البعير اذا انتفض !!  ثم استقبله رسول الله فطعنه في عنقه : (تلك الفرجة الذي لاحظها بالدرع .. ولاتعلق !!!)  طعنةً تدأدأ منها على فرسه مراراً (تدحرج) .  _ وأما مصعب بن عمير ... فماذا أقول عن مصعب بن عمير لأقول .. قتل يوم أحد فلم يترك إلا نَمِرةً كنا إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه .. وإذا غطى بها رجلاه خرج رأسه ... ! ولاتعليق ..  ...  وقاتلت  أم عمارة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها يوم أحد ..  قالت كنت أسقي الماء لما كانت الريح للمسلمين ..  فلما انهزم المسلمون انحزتُ إلى رسول الله .. حتى أقعدتني الجراح !!  وجرحها ابن قمئة على عاتقها جرحاً أجوف له غور .. لما اعترضته هي ومصعب بن عمير .. وأناس ممن ثبت مع رسول الله ..  فضربني هذه الضربة ولقد ضربته على ذلك ضربات :) ! ولكن عدو الله كانت عليه درعان !!  ....  وتَّترسَ أبو دحانة دون رسول الله بنفسه يقع النبل في ظهره .. وهو منحنٍ عليه حتى كثر فيه النبل ..  ....  وأن النبي رمى بقوسه حتى اندقّت سيتها (كُسر طرفاها) .  ....  وأنّ النبي من شدة الجهد نهض إلى صخرة يعلوها فلم يستطيع ..  فجلس تحته طلحة بن عبيد الله .. فنهض به حتى استوى عليها ..  فقال النبيّ في تلك المعركة .. أوجب طلحة !  ............  هذه بعضُ قصص أُحد ..  ما أحببت أن أقصّها لكم بالمؤثّرات وانصروا رسول الله ومابعرف ايش .. فأجعلكم تبكون ..  فستبكون نعم وتتشجّعون قليلاً ..  لكن بعد يوم واحد ستنسون كل شيء :) !  _ لماذا ؟!! لأنّكم تظنّون أنفسكم أنكم في واد وهم في واد !  حتى لو أردتم أن تعيشوا القصّة معهم ستقولون في نفوسكم : يا أخي لو كنا مكانهم يا أخي لفدينا النبي بأرواحنا ولم نتخلى عنه .. و ... و ... و ...  هه ..   ...  والمشكلة عندنا أن تحولت هذه القصص لقصص ليلى والذئب .. ومجرّد مؤثّرات ومُبكيات لها وقتها وزمانها ومدة صلاحيتها !!  _ لا أخي .. أنت قبل أن تبكي من هذه القصص .. فكّر بنفسك لو آمنت يقيناً .. أكرّر : لو آمنت يقيناً مو لساناً .. لأنو ماشاء الله علينا (خذ مني وجرّ) ..  كل واحد بلسانه يُعطي محاضرات لساعات .. عن يوم القيامة والجنّة والنار و الموت والدنيا الفانية :) و ... الخ . وتنظر إلى بيته تراه يزخرفه بآلاف الدولارات ..  - المهمّ .. فلو آمنت يقيناً كما آمنوا .. وعرفت أنّ هذا الطريق هو خلاصك الوحيد .. من ذلك الموقف الرهيب الذي لابدّ وسيأتيك (القيامة !!) .  ماقضيت الأمر بمجرّد بكاء تنساه في اليوم الثاني !!! بل بحثت بكل جوارحك وكل عقلك وتفكيرك لتعرف أن تفعل مثلهم !  _أرأيت لو أنّك رجلٌ سمين .. وأنت في جحيم إحدى المعتقلات ..  وكل يوم تذوق أصناف العذاب والذلّ .. وسمعت أن رجلاً قبلك قد هرب من السجن عن طريق مجاريره .. ألن تبحث بكل عقلك وتفكيرك على أن تعرف كيف هرب وماذا فعل ..  فإن علمت أن الأمر تطلب منه .. أن يعيش شهراً كاملاً على الماء فقط ليضعف .. ومن ثم هو تحمّل أن يغوض بالماء النجسة مع البراز و .. و ..  ألن تفعل ؟!!!!! أم ستبكي متأثراً بقوّة هذا الأخ الذي هرب ثم تنسى تاني يوم :) ؟!!  ...  إنه الفرق يا إخوة بين قوم آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم .. وبين قومٍ أيقنوا بهذا الكتاب تفكّروا فيه ..  بالدنيا .. بسفهها بفناءها بسفاهة أحلامها .. وهي تنقضي بحاث سيارة أو بشظية طائشة أو بتشنّجٍ وأنت تسبح !  _ أم أنّهم مجرد بدو متخلفين :) .. وأنت العالم البروفسور صاحب الشركات والأموال والعطور الباريسية ؟!!  سلّم لي على باريس قبل 60 عام من الان فقط .. عندما كانت فيها المجازر الوحشية والاعدامات في الطرقات ! وسلّم لي على باريس أيام سجن الباستيل و .. و .. . هذه باريس معبودتكم الان ؟!! :) .  _ وحتى بالمال كان أبو بكر من أكثر قريشٍ مالاً وكذا بن عوف .. وأما بالعطور المستوردة فكان مصعب .. يُشمّ رائحة عطره من طريق لطريق .. فتُعرف أنها رائحة مصعب بن عمير !!! (دليل أن رائحته لم يكن بمكة مثلها وهي بالتأكيد .. مستوردة !!) راجع الدرس : (36)  ...  هذا مصعب الذي ثبت وفدى رسول الله بنفسه ..   (لاتقول وأنا بفديه .. أنصحك :) .. قال لهم حذيفة لما قالوا لو كنا زمن النبي لحملناه على الاكتاف .. فقال لهم : أأنتم تقولون هذا ؟!! والله يوم الخندق لم يقم أحد .. وهم صحابة !! أنا أقول لك لاتثق بنفسك كثيراً !! فعثمان هرب في أُحد .. وهو مثل بسيط !! وبالخندق قال لهم النبي من يأتينا بخبر القوم وله الجنّة فلم يقم أحد .. وهم الصحابة !!!!!!!  وطبعاً سنتكلم عن القصّة وحيثياتها إن شاء الله) .  _ فلا تغتر من نفسك ولاحتى من قدرتك على تفجيرك لنفسك انصحك ..  فوالله ماعرف الفتنة الحق ولا التي تصنع الرجال بحق .. إلا نفر قليلٌ من الناس اختصّهم الله لأمر ولحمل أمانة ومنهج ..  فجعل منهم أئمة يهدون بأمره لما صبروا في تلك الفتن العظيمة !  ...  ومن أعظم وأهول هذه الفتن التي حدثت بزماننا : صيدنايا ..  أذكر أن أميراً كان بالعراق لما وقف وهو لايقدر أن يثبت .. فقال كنت في أفغانستان وعاشرت شباب البوسنة والشيشان : (الشيشان سمك الثلوج أمتار) ..  قال والله مارأيت مثل شدّة هذا الموطن قطّ !  ....  ماهذا الموقف ؟!! ولماذا هذا الوصف له ؟!! أهو فعلاً موقف مهول ...  _ أقول : مارأيت كصيدنايا قطّ ولم أسمع .. إلا في قصص كقصص أحد ! ففيها قوم أروني القصص .. واقعاً عياناً !  وأعيد لك .. لايغرّك تفجير النفس والله ..  فكم من هارب من صيدنايا لم يثبت ..  كان أسداً بالمعارك التي حدثت بالشام بعد ذلك ..  _ ما هذا الموقف إذاً ؟!!!  ...  يتبع إن شاء الله ..‎

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

 

كتاب المغــــــــازي (43) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) :
مابين أُحــــــد وصيدنايا (3) !

 

....

سأتكلم اليوم عن رجلين فقط من رجال صيدنايا ..
هذان الرجلان الذين لايعرفهما أحد الآن .. !
ليسا الجولاني ولا البغدادي ولاعبود ولا أبو خالد السوري ولا الهراري ولا العريدي ولاالشيشاني ولا ... الخ .

لكنّي والله ما رأيت بكل تجربتي بالجماعات أو سمعت مثلهما قطّ والله ..

والله لو يكتب التاريخ لسطّرهما في عداد الخالدين ..
لكن ماضرّهما إن لم يعرفهما الناس .. فقد عرفهما (نحسبهما) ربّ الناس ..

...

اخترتهما ولم أختر أبو خالد العراقي رحمه الله أو أثير الشاكر ..
أو أبو قدامة الحلبي (الشاب الصغير) أو .... الخ .
لأنهما لم يذكرهما ويكلكس صيدنايا إلا مروراً سريعاً ..
وذكر بعضاً من قصص الباقيين ..وكل واحد من الـ 35 يُكتَب مجلّدٌ عنه !

الأول : أبو حمزة عتابا .. الثاني : أبو سعيد الضحّيك رحمهما الله ..

....

أبو حمزة عتابا رحمه الله ..

لا أعرف اسمه الحقيقي لكنّه من مخيم اليرموك في دمشق ..

دخل السجن بتهمة تنظيم مسلّح أو ماشابه ..
لم أعرفه إلا في أحداث السجن ..
حيث تهجّم علي أتباع الشيخ الجليل images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 أبو حذيفة ..

لمّا انبريت للكلام في مواجهتهم كما ذكر ويكلكس صيدنايا :


http://justpaste.it/wiki-saydnaya

فكان "عصابة" الشيخ و"شبيحته" ينتظرونني على باب الجناح ..
فعندما وصلت رأيت أغراضي على باب الجناح images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .

- خير شو القصّة شباب ؟!
تجمّعوا حولي كما تتجمع الزعران في الشارع والله images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

قال : بتشيل غراضك وبتطلع برا الجناح ..

(طبعاً كيف أجرؤ أن أواجه آلهتم ؟!!)

وطبعاً لو كان طالع بأيدهم وقتها لقالوا :
لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين ..
بس المشكلة أنو نحن كنا بالسجن فما كانت رح تظبط معهم images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

فما كان عندهم وقتها أصعب للسجين من طرده من الجناح ..
وماكان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم ..) .

...

المهم حصل تلاسن بيننا ..
وفُضّت المشكلة بتدخل القيادة العليا للسجن images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 (اللجنة الموقّرة) .

وعمل حالو الشيخ مابيعرف طبعاً ..

المهم الشيخ ماشفى غليله ..
فأرسل لأحد زعرانه ..

(هو كان تبع حشيش بالخارج ودخل السجن بتهمة تهريب ثم هداه الله images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ) 

وأمره أن يضربني أمام الناس وأنا داخل على الجناح ..

_ إي نحن بسجن صيدنايا الإسلامي ..

من أجل أن لاتظنوا أني أتكلم عن سجن المخدّرات images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

ويعلم الله ماتحدثت شيئاً لكم بعد !!!images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5

 ..

..

المهم ..
هذا الولد كان في قلبه خير ..
أتى لعند صاحبي فقال له الشيخ لايريد نديم بأي وسيلة بالجناح :

(إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر بالجناح الفساد) .

وطبعاً أبو حسين زينية شاهد على هذه الأحداث كلّها وهو حيّ فاستشهدوه .

(أبو مالك الشامي أمير القلمون اليوم) ..

فهو كان رئيس الجناح الشكلي وبالحقيقة كان الجناح للخبيث :

أبو حذيفة الأردرني الذي أظن أن له دوراً الآن مخفيّاً بالأحداث ..

وهذا من أكثر من يريد قتلي لما أعرفه عنه ..
من الأمور المخابراتية إلى الأمور الجنسية .. ..images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .

_ وهذا ذكر بشار في لقاء له أنه موجود مع "الثوار" ..
ليقول وقتها أن "الثوار" إرهابيين فهو يدّعي قبّحه الله أنه نائب ..
أبو مصعب الزرقاوي وقصّته طويلة .. وقد ذكر منها ويكلكس ..

...

فقال له الشيخ لايريد أبو علي بأي وسيلة بالجناح ..
وأمرني أن أضربه لأخرجه بهذه الطريقة :
(على أساس أن عندي مشاكل مع أحد الشباب بالجناح ..
فينقلوا أحدنا حسب قوانين السجن وقتها وهيك بيكون ماله علاقة الشيخ images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5

 ..

لأن إخراجي لم يكن بالأمر السهل له ..
وخصوصاً أن الناس هناك بدأت تتأثر بفكري داخل السجن !
وأن اللجنة كانت لاتريد أن تميل الناس لي ..
لمّا يعلموا أنهم أخرجوني وضربوني و .. و ... .)

...

المهم قال له والله أنا ما جاية نفسي أن أضربه ..
لكن هي أوامر الشيخ وأنت بتعرف أنو حرام أنو نعصي أوامر الأمير ..
ولايجوز images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!

...
أخبرني صاحبي فضحكت .. ولم أحرّك ساكناً ..
حتى كان ذلك اليوم وأنا داخل للجناح ..
فهو يكون ينتظرني (اسمه سامر الحوت) ..
يلتف عليّ وبغدرٍ .. يضربني كفّ ويريد أن يهجم عليّ ..
وفي عينيه والله الخوف والتردد ..

_ أنظر ليميني أرى العسكري الذي كان يوزّع الطعام نظر إلينا :
(ولم يكونوا وقتها يساطيعوا أن يفعلوا أي شيء لأنهم كانوا ممنوعين من دخول السجن ..
وكان السجن تحت حكم السجناء) .

فرأيته ضحك وسُرّ مما رأى من ضربنا لبعضنا .. فوقفت ولم أفعل شيء ..
وقلت له أأنهيت أخي .. اِضربني أكثر إن أردت .. أنا لن أردّ عليك أنت أخي ..
وما أردت أن أُفرح عدو الله "العسكري" وأنتصر لنفسي !

وأبو مالك الشامي شاهد على هذه القصّة فاستشهدوه ..

....

هنا كان الأسد الهمام أبو حمزة عتابا وكنت أول مرة أعرفه ..

لما رأى هذا الموقف جنّ جنونه رحمه الله ..
وكان لايخشى من قول الحق ولامن مناصرته مهما كانت النتائج ..

وهجم عليهم وبدأ بهم يصرخ : يامافيات يازعران قاتلكم الله ..
تضربون هذا الرجل .. ألم تروا ماردّ عليكم .. أنتم إسلاميين .. يا أبو حذيفة المافيا ..

_ وكان أبو حمزة رحمه الله في عزّة من قومه (الفلسطينين من مخيم اليرموك) ..
يحمونه من رؤوس قريش عفواً صيدنايا .. نسيت فكرت نفسي بالجاهلية images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5

(على كل كنت أقول كلام : أأنتم من سيقيم دولة إسلامية ؟!!

الحمد لله الذي لايقيم على يديكم دولة إسلامية ..
وإلا لنفر الناس وخرجوا من دين الله أفواجاً ..

وهذا ماسيحصل لاحقاً وستذكرون ولايغرنكم ماترونه الآن ..
فعندما تزول القوّة والسيف من فوق رؤوس الناس ..
سترون كيف سيخرج الناس من دين الله أفواجاً)

وكان هذا أول موقف أعرفه فيه رحمه الله ..

...

بعدها تتطور الأمور بيننا والحديث فيها يطول ..
وسأبدأ الآن فقط بالاستعصاء الأخير ومواقف أبو حمزة فيه باختصار ..

يقتحم النظام السجن بعد لعبه باللجنة ..
ولعب اللجنة قبّحها الله بالسجن والناس فيه ..

وينبري الإخوة الذين كانوا مع أبي خالد العراقي للدفاع عن السجن :

(راجع ويلكلكس صيدنايا لتفهم القصّة نوعاً ما :

من التغريدة 245 بالرابط الموجود بالبوست ..

أو راجع حسابات ويكلكس نفسه على تويتر : @saydwk @Sidi_Wiki)

_ هنا لم أعرف ماذا جرى مع أبي حمزة وبأي جهة من السجن كان ..
لأني كنت مع أثير الشاكر وقتها رحمه الله ..

تم تفجير الغاز الأول وكبّر السجن كله ولله الحمد ..
وتم صدّ الاقتحام الأول للسجن ..

وللأمانة كثير من الشباب وقتها شاركت بصدّ الاقتحام ..
وليس شباب أبي خالد العراقي فقط ..

فبهذه اللحظة ذهب سحر أبي التوت وحسن صوفان عنهم ..
وبطل ماكانوا يفعلون ..

فرجعوا لفطرهم وأذكر منهم أمانةً لله .. أبو سارية رحمه الله ..
وكان أسداً هصوراً وقتها .. وكثير من شبابهم كانوا أسوداً ..

لكن دجّنوهم وقتلوهم وهم أحياء بفتاوي وسموم أبي التوت والجغل ..
ولاحقاً أبو علي طيبا (أبو عبد الملك الشرعي) .

...

مضى اليوم الأول وبدأنا بترتيب أنفسنا مجموعات للرباط ..
وأي رباط ؟!! images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .

ترابط أمام الجيش السوري والفرقة الرابعة بسكين !!!
وأنت سجين لاتستطيع أن تهرب (مجرد تفكير بالانسحاب لايوجد) !!

_ فإن كان التاريخ مجّد طارق بن زياد لأنه حرق سفنه !!
فماذا سيقول التاريخ عن سجناء حاوطتهم الفرقة الرابعة ..
(صرتم بتعرفوها هلأ يمكن images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ) بكامل عدتها وهم معهم سكاكين !!!

وهم في سجن !!

وليت هذا فحسب ..
بل يُطعنون من ظهورهم من داخل السجن حتى هجموا عليهم من الاتجاهين !!
راجع معركة ال : ج يمين 2 في ويكلكس صيدنايا من التغريدة 301) .

...

المهم هنا قطع النظام الطعام والماء والكهرباء ..
ولو استطاع لقطع الهواء عن المساجين ..
وهنا أوقف التعامل مع اللجنة .. (لتخويف الناس) ..

وبدأ بجلب الرافعات ورفع عليها كلابه من ضباط ومعهم القناصات ..
وبدأوا بقنص كل متحرك داخل السجن .. (تخيّلوا الموقف) ..

وأتى بمضخّات وضخّ مياه المجارير والنتن على السجن ..
قمنا هنا بغلق شبابيك السجن التي كانت كثيرة جداً ..

ولازلت أذكر ذلك الشيخ الجليل الذي شاب شعره في الجهاد رحمه الله :
أبو خالد العراقي وهو في الخمسين ويحمل شوالات على كتفه رحمه الله ..
فأقول له عنك يا أبو خالد فيشير لي بيده مع ابتسامة أن امشي امشي لاشيء !

- وأبو حذيفة النجس يحنّي لحيته ولديه حلاق يظبّط شعره images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5

 ..

ووالله لما صرنا نتقاسم الخبز اليابس كان عنده المُربّيات هو !!

لعنه الله من مفسد ضال مضل دمر أمثاله الجهاد ومايزالون ..

وكان شرهاً عديماً قبّحه الله ..

_ وقُتل عدّة إخوة منهم صاحبي ورفيقي بتصنيع العبوات والقنابل الصغيرة ..
التي كانت بالسجن والتي صدّت هجوم الجيش عدة مرّات وأرعبته بفضل الله وحده ..

رضوان الحسين رحمه الله !

ولم يبقى مواد طبية .. وبدأ الشيخ الهمام أبو مالك القلموني حفظه الله ..
بتجميع كل طعام السجن ..
(إلا ما خبأه الجواسيس والمشائخ الكبار images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 قبح الله كليهما) .

- لكن أشهد هنا أن أبا التوت لم يكن كالخبيث أبو حذيفة ..
وهذا كان من أحد أسباب حب الناس له ..

كان يأكل مثل مايأكل الناس ولم يكن عنده هذه الهالة التقديسية ..
التي عند الخبيث أبو حذيفة ..

وكذا حسن صوفان ومحب الدين اللي كان عامل حالو مجنون داخل السجن ..
وفاقد الذاكرة ويلعب كالأطفال !!

المهم قام أبو مالك بتجميع الطعام وبتجميع الماء من كل السجن ..
وقام بإدارة السجن اقتصادياً ..
إدارة لو سلموه بلد في كوارث والله لأداره خير إدارة ..

وطبعاً كان معه شباب مثل الفالوجي الدرعاوي نسيت اسمه ..

..

وهنا بدأ التقنين ..

كل شخص ربع ليتر من الماء على ما أظن ..
ولأصحاب الطابق الأرضي المرابطين والذين يصنّعون ويجهزون نصف .

(كان يحبنا كثيراً حفظه الله وساعدنا ودعمنا ..
وحتى لما نزل من السجن خبأ لنا أكلاً كثيراً حفظه الله ..
وودعنا كأنه يودع قلبه والله) .

........

قصدي من ذكر هذا .. لتدخلوا قليلاً بالجو ..

ربع ليتر من الماء لكل شخص ورغيف خبز صغير جداً ..

(عمله الإخوة بالفرن لأنه كان موجود طحين بالأصل بالسجن ..
وانظروا وقتها للسرقات و .. حتى ضبط الأمر أبو مالك حفظه الله ضبطاً عجيباً)

مع لقمتين ..

- هذا طعام وشراب الشخص كله باليوم !!!!!

وهنا ظهرت النفوس .. وهنا ظهرت النفوس .. وأخرج الله أضغانها !

...

خوف ورعب شديدين .. سجناء بين أربع حيطان .. ضعفاء حفاة ..

قناصة من كل مكان يطلقون على كل متحرك ..

وياريت لو تُقتل ما بالك لو جرحت ولادواء ولاعلاج ..

وأطباء السجن يعلمون عمليات دون تخدير حتى إلا نادراً ..

لاطعام (ليس يوم ويومين .. أصلاً كان هو قليل جداً ..
والآن انقطع تماماً إلا مما ذكرت لكم ) .

لاشراب ولا ماء ..

خوف ورعب من دخولهم علينا وما أدرك ما دخول النصيريين علينا !!

روائح نتن مجاريرهم التي طلقونها علينا ..

حرائق ودخان اسودت له جدران السجن حتى .. ولم يستطيعوا إزالتها !

مسيل للدموع كثيف جداً وهو أصعب والله من الرصاص ..

والخلاء لو أردت تذهب للخلاء تمشي زحفاً ..
وتصل للخلاء وهناك ستتغوط في كيس تغوط فيه قبلك مئة شخص ..
حتى يمتلئ الكيس ومن ثم يرمى ..

المنافقين المرجفين المثبطين .. بدأت تعلو أصواتهم ..
ولازم نفاوض وبدنا نستسلم وأصحاب الطابق الأرضي ..
هم سبب البلاء كنا في حالة جيدة ..

.... الخ .... الخ .

....

أذكر أننا كنا بمهجعي الذي كان السجن يسميه : مفاعل ديمونا ..
كان ورشة تصنيع متفجرات وقنابل وسيوف وجعب وكمامات ..

أذكر أننا كنا وقت كانوا يكبّوا الخبز نذهب إليه من الزبالة ونأتي به ..
ونيبسه ونحن نعلم ماذا سيحصل بهم لاحقاً ..

والله أذكر كانوا يتذللون لكي نعطيهم خمس قطع خبز يابس ..
ويعملون واسطات !!!

_ أنتم لن تفهموا علي أبداً الآن ..
والله هذه القطع الخمسة كانت وقتها شيئاً عظيماً رهيباً ..

.....

بعد نجاح فكرتي بالغازات .. لأنهم كانوا يهزأون بي كلما مر علي ملأ منهم ..
لأنهم كانوا جربوا بالاستعصاء الأول فرموا جرة الغاز بالنار فلم تنفجر ..
لكن أنا صنّعته بطريقة حسب فهمي للعلم .. كنت أوقن أنه سينفجر بها بإذن الله ..

_ وطبعاً كل إمكانياتنا كانت جرة غاز صغيرة (سفري) ..
كنا نصنّعه بطريقة معينة ..

....

وهاهنا سأعطيكم بعض الطرق تفيد من ليس لديه شيء بالدفاع عن نفسه ..
سأذكرها كيف عملناها بالسجن حسب إمكانياته المتوفرة وقتها ..
وأنتم طوّروها كيف تريدون وحسب الإمكانيات ..

أذكر أني في أول أحداث سوريا ..

درتُ على الشباب الصغار وأعطيتهم إياها وكنا نعملها سرّاً ..
ببيت أخي الدكتور عمار جزاه الله عنا خيراً وكانت تساعدنا بها حتى زوجته !!

_ فكنت أتلثم وأوزعها على شباب البلد عندنا أول الأحداث ..
لأنهم ماعندهم شيء يدافعوا به عن نفسه ..
(طبعاً هم لم يعرفوا أن نديم العميلimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5هو الذي أعطاهم هذا) .

- وهذه الأمور تفيد النساء لو ماوجدت شيء تدافع عن نفسها ..
تفيد أي شخص لايملك شيء ..

لكن إياكم واستعمالها بالحمق وتضييع أنفسكم ببلاش !! :

....

1- قنابل صغيرة :

تأتي بعلبة زجاجية صغيرة :
(زجاجة عصير زجاجية ..
اثقبها من رأسها بشكل يتسع لماسورة سيرنغ (حقنة) وطبّق الشكل الموجود بالصورة) ..

2- تصنيع الغازات :

انشرها بمنشار حديد بدرجة معينة .. لتخففها من جهة واحدة ..
وحاوط الغاز ببطانية عسكرية واجعل لها جيوباً فيها شظايا ..
وغرّق البطانية بمازوت أو مواد أخرى ..

(قلت لك أنا سأقول لك مافعلنا بالسجن وأنت طوّر كما تريد)

وغلّف رأس الغاز مكان الجلدة بغلاف علبة لبن (قصدير)..
عندما تشعل البطانية سينفجر الغاز بعد حوالي 8 دقائق انفجاراً قوياً جداً بإذن الله ..

3- قنابل صوتية :

ديودورانات ومبيدات اعملها مثل مبدأ الغاز وشظيها ..
ستنفجر عند وضعها بالنار ..

...... الخ .

.....

فبعد نجاح فكرة الغازات بفضل الله وحده ..
انردع النظام عن دخول السجن .. وهنا مرّت ثلاثة أسابيع ..
أحلك ثلاثة أسابيع مرّت أظنّها على جماعة منذ قرون ..

ليس لشدّتها فقط ..
بل لأنّها كانت ببساطة تستطيع أن تنزل وتخلص من كل هذا ..
والسجن كله تركك وذهب ..

...

ماذا حدث وقتها وما فعل أبو حمزة رحمه الله ..

يتبع إن شاء الله ..

 

‎سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)  كتاب المغــــــــازي (43) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) : مابين أُحــــــد وصيدنايا (3) !   ....  سأتكلم اليوم عن رجلين فقط من رجال صيدنايا ..  هذان الرجلان الذين لايعرفهما أحد الان .. ! ليسا الجولاني ولا البغدادي ولاعبود ولا أبو خالد السوري ولا الهراري ولا العريدي ولاالشيشاني ولا ... الخ .  لكنّي والله ما رأيت بكل تجربتي بالجماعات أو سمعت مثلهما قطّ والله ..  والله لو يكتب التاريخ لسطّرهما في عداد الخالدين .. لكن ماضرّهما إن لم يعرفهما الناس .. فقد عرفهما (نحسبهما) ربّ الناس ..  ...  اخترتهما ولم أختر أبو خالد العراقي رحمه الله أو أثير الشاكر .. أو أبو قدامة الحلبي (الشاب الصغير) أو .... الخ . لأنهما لم يذكرهما ويكلكس صيدنايا إلا مروراً سريعاً ..  وذكر بعضاً من قصص الباقيين .. وكل واحد من ال35 يُكتَب مجلّدٌ عنه !  الأول : أبو حمزة عتابا .. الثاني : أبو سعيد الضحّيك رحمهما الله ..  ....  أبو حمزة عتابا رحمه الله .. لا أعرف اسمه الحقيقي لكنّه من مخيم اليرموك في دمشق ..  دخل السجن بتهمة تنظيم مسلّح أو ماشابه .. لم أعرفه إلا في أحداث السجن ..  حيث تهجّم علي أتباع الشيخ الجليل :) أبو حذيفة ..  لمّا انبريت للكلام في مواجهتهم كما ذكر ويكلكس صيدنايا :  http://justpaste.it/wiki-saydnaya  فكان "عصابة" الشيخ و"شبيحته" ينتظروني على باب الجناح .. فعندما وصلت رأيت أغراضي على باب الجناح :) . - خير شو القصّة شباب ؟! تجمّعوا حولي كما تتجمع الزعران في الشارع والله :) .. قال : بتشيل غراضك وبتطلع برا الجناح ..  (طبعاً كيف أجرأ أن أواجه آلهتم ؟!!) وطبعاً لو كان طالع بأيدهم وقتها لقالوا : لئن اتخذت الهاً غيري لأجعلنك من المسجونين .. بس المشكلة أنو نحن كنا بالسجن فما كانت رح تظبط معهم :) .. فما كان عندهم وقتها أصعب للسجين من طرده من الجناح ..  وماكان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا ال لو ط من قريتكم ..) .  ...  المهم حصل تلاسن بيننا ..  وفُضّت المشكلة بتدخل القيادة العليا للسجن :) (اللجنة الموقّرة) . وعمل حالو الشيخ مابيعرف طبعاً ..  المهم الشيخ ماشفى غليله ..  فأرسل لأحد زعرانه .. (هو كان تبع حشيش بالخارج ودخل السجن بتهمة تهريب ثم هداه الله :) )  وأمره أن يضربني أمام الناس وأنا داخل على الجناح ..  _ اي نحن بسجن صيدنايا الاسلامي .. من أجل أن لاتظنوا أني أتكلم عن سجن المخدّرات :) .. ويعلم الله ماتحدثت شيئاً لكم بعد !!! :) ..  ..  المهم .. هذا الولد كان في قلبه خير ..  أتى لعند صاحبي فقال له الشيخ لايريد نديم بأي وسيلة بالجناح : (إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر بالجناح الفساد) .  وطبعاً أبو حسين زينية شاهد على هذه الأحداث كلّها وهو حيّ فاستشهدوه . (أبو مالك الشامي أمير القلمون اليوم) .. فهو كان رئيس الجناح الشكلي وبالحقيقة كان الجناح للخبيث : أبو حذيفة الأردرني الذي أظن أن له دوراً الان مخفيّاً بالأحداث .. وهذا من أكثر من يريد قتلي لما أعرفه عنه .. من الأمور المخابراتية إلى الأمور الجنسية .. .. :) .  _ وهذا ذكر بشار في لقاء له أنه موجود مع "الثوار" .. ليقول وقتها أن "الثوار" إرهابيين فهو يدّعي قبّحه الله أنه نائب .. أبو مصعب الزرقاوي وقصّته طويلة .. وقد ذكر منها ويكلكس ..  ...  فقال له الشيخ لايريد أبو علي بأي وسيلة بالجناح .. وأمرني أن أضربه لأخرجه بهذه الطريقة : (على أساس أن عندي مشاكل مع أحد الشباب بالجناح .. فينقلوا أحدنا حسب قوانين السجن وقتها وهيك بيكون ماله علاقة الشيخ :) .. لأن اخراجي لم يكن بالأمر السهل له ..  وخصوصاً أن هناك بدأت تتأثر بفكري داخل السجن ! وأن اللجنة كانت لاتريد أن تميل الناس لي .. لمّا يعلموا أنهم أخرجوني وضربوني و .. و ...  .)  ...  المهم قال له والله أنا ما جاية نفسي أن أضربه ..  لكن هي أوامر الشيخ وأنت بتعرف أنو حرام أنو نعصي أوامر الأمير ..  ولايجوز :) !!!  ... اخبرني صاحبي فضحكت .. ولم أحرّك ساكناً .. حتى كان ذلك اليوم وأنا داخل للجناح ..  فهو يكون ينتظرني (اسمه سامر الحوت) .. يلتف عليّ وبغدرً .. يضربني كفّ ويريد أن يهجم عليّ .. وفي عينيه والله الخوف والتردد ..  _ انظر ليميني أرى العسكري الذي كان يوزّع الطعام نظر الينا : (ولم يكونوا وقتها أن يفعلوا أي شيء لأنهم كانوا ممنوعين من دخول السجن .. وكان السجن تحت حكم السجناء) . فرأيته ضحك وُسرّ مما رأى من ضربنا لبعضنا .. فوقفت ولم أفعل شيء .. وقلت له أأنهيت أخي .. أضربني أكثر إن أردت .. أنا لن أردّ عليك أنت أخي .. وما أردت أن أفرح عدو الله "العسكري" وانتصر لنفسي !  وأبو مالك الشامي شاهد على هذه القّصة فاستشهدوه ..  ....  هنا كان الأسد الهمام أبو حمزة عتابا وكنت أول مرة أعرفه ..  لما رأى هذا الموقف جنّ جنونه رحمه الله .. وكان لايخشى من قول الحق ولامن مناصرته مهما كانت النتائج .. وهجم عليهم وبدأ بهم يصرخ : يامافيات ياذعران قاتلكم الله .. تضربون هذا الرجل .. ألم تروا ماردّ عليكم .. أنتم اسلاميين .. يا أبو حذيفة المافيا ..  _ وكان أبو حمزة رحمه الله في عزّة من قومه (الفلسطينين من مخيم اليرموك) .. يحموه من رؤوس قريش عفواً صيدنايا .. نسيت فكرت نفسي بالجاهلية :)   (على كل كنت أقول كلام : أأنتم من سيقيم دولة اسلامية ؟!! الحمد لله الذي لايقيم على يديكم دولة اسلامية .. وإلا لنفر الناس وخرجوا من دين الله أفواجاً .. وهذا ماسيحصل لاحقاً وستذكرون ولاتغرنكم ماترونه الان .. فعندما تزول القوّة والسيف من فوق رؤوس الناس .. سترون كيف سيخرج الناس من دين الله أفواجاً)  وكان هذا أول موقف أعرفه فيه رحمه الله ..  ...  بعدها تتطور الأمور بيننا والحديث فيها يطول ..  وسأبدأ الان فقط بالاستعصاء الأخير ومواقف أبو حمزة فيه باختصار ..  يقتحم النظام السجن بعد لعبه باللجنة .. ولعب اللجنة قبّجها الله بالسجن والناس فيه ..  وينبري الإخوة الذي كانوا مع أبي خالد العراقي للدفاع عن السجن : (راجع ويلكلكس صيدنايا لتفهم القصّة نوعاً ما : من التغريدة 245 بالربط الموجود بالبوست .. أو راجع حسابات ويكلكس نفسه على تويتر : @saydwk @Sidi_Wiki)  _ هنا لم أعرف ماذا جرى مع أبي حمزة وبأي جهة من السجن كان .. لأني كنت مع أثير الشاكر وقتها رحمه الله ..   تم تفجير الغاز الأول وكبّر السجن كله ولله الحمد .. وتم صدّ الاقتحام الأول للسجن .. وللأمانة كثير من الشباب وقتها شاركت بصدّ الاقتحام .. وليس شباب أبي خالد العراقي فقط ..  فبهذه اللحظة ذهب سحر أبي التوت وحسن صوفان عنهم .. وبطل ماكانوا يفعلون .. فرجعوا لفطرهم وأذكر منهم أمانةً لله .. أبو سارية رحمه الله .. وكان أسداً هصوراً وقتها .. وكثير من شبابهم كانوا أسوداً .. لكن دجّنوهم وقتلوهم وهم أحياء بفتاوي وسموم أبي التوت والجغل .. ولاحقاً أبو علي طيبا (أبو عبد الملك الشرعي) .  ...  مضى اليوم الأول وبدأنا بترتيب أنفسنا مجموعتا للرباط ..  وأي رباط ؟!! :) .  ترابط امام الجيش السوري والفرقة الرابعة بسكين !!!  وأنت سجين لاتستطيع أن تهرب (مجرد تفكير بالاسحاب لايوجد) !!  _ فإن كان التاريخ مجّد طارق بن زياد لأنه حرق سفنه !! فماذا سيقول التاريخ عن سجناء حاوطتهم الفرقة الرابعة .. (صرتم بتعرفوها هلأ بمكن :) ) بكامل عدتها وهم معهم سكاكين !!! وهم في سجن !!  وليت هذا فحسب .. بل يُطعنون من ظهورهم من داخل السجن حتى هجموا عليهم من الاتجاهين !! راجع معركة ال : ج يمين 2 في ويكلكس صيدنايا من التغريدة 301) .  ...  المهم هنا قطع النظام الطعام والماء والكهرباء .. ولو استطاع لقطع الهواء عن المساجين .. وهنا أوقف التعامل مع اللجنة .. (لتخويف الناس) .. وبدأ بجلب الرافعات ورفع عليها كلابه من ضباط ومعهم القناصات .. وبدأوا بقنص كل متحرك داخل السجن .. (تخيّلوا الموقف) .. وأتى بمضخّات وضخّ مياه المجارير والنتن على السجن .. قمنا هنا بغلق شبابيك السجن التي كانت كثيرة جداً ..   ولازلت أذكر ذلك الشيخ الجليل الذي شاب شعره في الجهاد رحمه الله : أبو خالد العراقي وهو في الخمسين ويحمل شوالات على كتفه رحمه الله .. فأقول له عنك يا أبو خالد فيشير لي بيده مع ابتسامة أن امشي امشي لاشيء !  - وأبو حذيفة النجس يحنّي لحيته ولديه حلاق يظبّط شعره :) .. ووالله لما صرنا نتقاسم الخبز اليابس كان عنده المُربّيات هو !! لعنه الله من مفسد ضال مضل دمر أمثاله الجهاد ومايزالون .. وكان شرهاً عديماً قبّحه الله ..  _ وقُتل عدّة أخوة منهم صاحبي ورفيقي بتصنيع العبوات والقنابل الصغيرة .. التي كانت بالسجن والتي صدّت هجوم الجيش عدة مرّات وأرعبته بفضل الله وحده ..  رضوان الحسين رحمه الله !  ولم يبقى مواد طبية .. وبدأ الشيخ الهمام أبو مالك القلموني حفظه الله ..  بتجميع كل طعام السجن .. (إلا ما خبأه الجواسيس والمشائخ الكبار :) قبح الله كليهما) .  - لكن أشهد هنا أن ابا التوت لم يكن كالخبيث أبو حذيفة .. وهذا كان من أحد أسباب حب الناس له .. كان يأكل مثل مايأكل الناس ولم يكن عنده هذه الهالة التقديسية .. التي عند الخبيث أبو حذيفة .. وكذا حسن صوفان ومحب الدين اللي كان عامل حالو مجنون داخل السجن .. وفاقد الذاكرة ويلعب كالأطفال !!  المهم قام أبو مالك بتجميع الطعام وبتجميع الماء من كل السجن .. وقام بإدارة السجن اقتصادياً ..  إدارة لو سلموه بلد في كوارث والله لأدراه خير إدارة ..  وطبعاً كان معه شباب مثل الفالوجي الدرعاوي نسيت اسمه ..  ..  وهنا بدأ التقنين ..  كل شخص ربع ليتر من الماء على ما أظن .. ولأصحاب الطابق الأرضي المرابطون والذين يصنّعون ويجهزون نصف . (كان يحبنا كثيراً حفظه الله وساعدنا ودعمنا .. وحتى لما نزل من السجن خبأ لنا أكلاً كثيراً حفظه الله ..  وودعنا كأنه يودع قلبه والله) .  ........  قصدي من ذكر هذا .. لتدخلوا قليلاً بالجو .. ربع ليتر من الماء لكل شخص ورغيف خبز صغير جداً .. (عمله الأخوة بالفرن لأنه كان موجود طحين بالأصل بالسجن .. وانظروا وقتها للسرقات و .. حتى ضبط الأمر أبو مالك حفظه الله ضبطاً عجيباً) مع لقمتين ..  - هذا طعام وشراب الشخص كله باليوم !!!!! وهنا ظهرت النفوس .. وهنا ظهرت النفوس .. وأخرج الله أضغانها !  ...  خوف ورعب شديدين .. سجناء بين أربع حيطان .. ضعفاء حفاة ..  قناصة من كل مكان يطلقون على كل متحرك ..  وياريت لو تُقتل ما بالك لو جرحت ولادواء ولاعلاج .. وأطباء السجن يعلمون عمليات دون تخدير حتى إلا نادراً .. لاطعام (ليس يوم ويومين .. أصلاً كان هو قليل جداً ..  والان انقطع تماماً إلا مما ذكرت لكم ) . لاشراب ولا ماء ..  خوف ورعب من دخولهم علينا وما أدرك ما دخول النصيرين علينا !! روائح نتن مجاريرهم التي طلقونها علينا ..  حرائق ودخان اسودت له جدار السجن حتى .. ولم يستطيعوا إزالتها ! مسيل للدموع كثيف جداً وهو أصعب والله من الرصاص .. والخلاء لو أردت تذهب للخلاء تمشي زحفاً ..  وتصل للخلاء وهناك ستتغوط في كيس تغوط فيه قبلك مئة شخص .. حتى يمتلئ الكيس ومن ثم يرمى .. المنافقين المرجفين المثبطين .. بدأ يعلوا أصواتهم ..  ولازم نفاوض وبدنا نستسلم وأصحاب الطابق الأرضي .. هم سبب البلاء كنا في حالة جيدة .. .... الخ .... الخ .  ....  أذكر أننا كنا بمهجعي الذي كان السجن يسميه : مفاعل ديمونا .. كان ورشة تصنيع متفجرات وقنابل وسيوف وجعب وكمامات .. أذكر أننا كنا وقت كانوا يكبّوا الخبز نذهب إليه من الزبالة ونأتي به .. ونيبسه ونحن نعلم ماذا سيحصل بهم لاحقاً ..  والله أذكر كانوا يتذللون لكي نعطيهم خمس قطع خبز يابس ..  ويعملون واسطات !!!  _ أنتم لن تفهموا علي أبداً الان ..  والله هذه القطع الخمسة كانت وقتها شيئاً عظيماً رهيباً ..  .....  بعد نجاح فكرتي بالغازات .. لأنهم كانوا يهزأون بي كلما مر علي ملأ منهم .. لأنهم كانوا جربوا بالاستعصاء الأول فرموا جرة الغاز بالنار فلم تنفجر .. لكن أنا صنّعته بطريقة حسب فهمي للعلم .. كنت أوقن أنه سينفجر بها بإذن الله ..  _ وطبعاً كل امكانياتنا كانت جرة غاز صعيرة (سفري) ..  كنا نصنّعه بطريقة معينة ..   ....  وهاهنا سأعطيكم بعض الطرق تفيد من ليس لديه شيء بالدفاع عن نفسه .. سأذكرها كيف عملناها بالسجن حسب إمكانياته المتوفرة وقتها .. وأنتم طوّروها كيف تريدون وحسب الامكانيات ..  أذكر أني في أول أحداث سوريا .. درتُ على الشباب الصغار وأعطيتهم إياها وكنا نعملها سرّاً .. ببيت أخي الدكتور عمار جزاه الله عنا خيراً وكانت تساعدنا بها حتى زوجته !!  _ فكنت أتلثم وأوزعها على شباب البلد عندنا أول الأحداث .. لأنهم ماعندهم شيء يدافعوا به عن نفسه ..  (طبعاً هم لم يعرفوا أن نديم العميل :) هو الذي أعطاهم هذا) .  - وهذه الأمور تفيد النساء لو ماوجدت شيء تادفع عن نفسها ..  تفيد أي شخص لايملك شيء .. لكن اياكم واستعمالها بالحمق وتضييع أنفسكم ببلاش !! :  ....  1- قنابل صغيرة : تأتي بعلبة زجاجية صغيرة : (زجاجة عصير زجاجية ..  اثقبها من رأسها بشكل يساع لماسورة سيرنغ وطبّق الشكل الموجود بالصورة) ..  2- تصنيع الغازات :  انشرها بمنشار حديد بدرجة معينة .. لتخففها من جهة واحدة .. وحاوط الغاز ببطانية عسكرية واجعل لها جيوباً فيها شطايا .. وغرّق البطانية بمازوت أو مواد أخرى .. (قلت لك انا سأقول لك مافعلنا بالسجن وأنت طوّر كما تريد)  وغلّف رأس الغاز مكان الجلدة بغلاف علبة لبن (قصدير).. عندما تشعل البطانية سينفجر الغاز بعد حوالي 8 دقائق انفجاراً قوياً جداً بإذن الله ..  قنابل صوتية : ديودورانات ومبيدات اعملها مثل مبدأ الغاز وشظيها .. ستنفجر عند وضعها بالنار ..  ...... الخ .  .....  فبعد نجاح فكرة الغازات بفضل الله وحده .. انردع النظام عن دخول السجن .. وهنا مرّت ثلاثة أسابيع ..  أحلك ثلاثة أسابيع مرّت أظنّها على جماعة منذ قرون ..  ليس لشدّتها فقط ..  بل لأنّها كانت ببساطة تستطيع أن تنزل وتخلص من كل هذا ..  والسجن كله تركك وذهب ..  ...  ماذا حدث وقتها وما فعل أبو حمزة رحمه الله ..  يتبع إن شاء الله ..‎

 

ملحوظة من أجل الدرس :

أنا لم أذكر أنّ القنبلة تحتاج فتيل ..
وأنها تنفجر بالصدم (إن وضعت فتيل عادي بدون صاعق) ..
ظننتها معلومات بديهية ..

....

على كلّ أنوي أن أدخل دورة في أصول علم المتفجرات ..
لتفهمه بحقه وليس بصماً !

_ فالأهم من علم المتفجرات المجرّد ..

هو أن تجد بدائل للمواد المستخدمة بالتفجير ..
من أمور موجودة بالسوق .. وهنا تكون القوّة .

والأخطر أن تكون الأمور لايمكن منعها (بهارات - منظفات - ... الخ ) .

وهنا تأتي القوة وليس بأن تأتي بالنتريك والغليسرين و .. و.. الخ .

ورحم الله زماناً كنا نبحث لنجد بدائل لمادة : سنيناً ..
أنتم الآن تكبونها لكثرتها .. أو تتركونها لما تهربون من الجيش لكثرتها !!

...

ستدفعون ثمن ذلك images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .. صدّقوني !

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

 

كتاب المغــــــــازي (43) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) :
مابين أُحــــــد وصيدنايا (4) !

 

...

وكنّا بفضل الله .. بهذه الإمكانيات البسيطة ..
قد وضعنا على كل مدخل للسجن .. غاز مجهّز ..

وقمنا بإعداد صاعق بدائي عادي بفكرة جيّدة بفضل الله ..
وهو عبارة عن لمبة نيون على طرفيها بعد كسرها ..
يوجد مثل وشيعة صغيرة ..
لو وصلتها لبطارية تعطي حماوة ممكن أن تُشعل رأس كبريت ..

وبالتالي لو وصلنا هذا الصاعق للبطانية المغرّقة بالمازوت ..
تشعل البطانية وبالتالي يشعل الغاز ثم ينفجر (بإذن الله) .

...

فكانت خطة النظام بالاقتحامات ..
أن يبدأ بالتمهيد بالرصاص والمسيل للدموع ..

كان الرصاص محلولٌ أمره ..

لكن المشكلة بالغاز المسيل للدموع ..

لا يستطيع أحد أن يواجهه ويثبت فيه لأنه سيختنق ..

_ فكانت فكرتنا المحكمة بفضل الله :

وصل هذه الصواعق والغازات المربوطة بها ..
بأسلاك طويلة على بطارية سيارة وجدناها بالسجن ..
ووضعناها بغرفة سرية لايصل لها الغاز في السجن ..

- وحتى نعرف اقتحام الجيش ربطنا خيوط غير مرئية ..

بحيث لما تضرب بها أرجل الجيش يهتزّ عندنا مثل جرس ..
فنعرف جهة الاقتحام فنوصل الصاعق المربوط بالجهة ..
فيَشعل الغاز وهو يحتاج سبع دقائق (وقت اجتماعهم) ..
وكنا مخبئين الغاز بشكل محكم لايروه ..

_ وهذه كانت خطتنا لمواجهتهم بدايةً بإذن الله ..
والوضع بالبلد وقتها ليس كالآن ..

فتفجير غاز واحد بهم قد يردعهم لئلا يزيدوا بالقتلى منهم ..
وهم يريدون أن يهدّئوا الناس .. (راجعوا ويكلكس) .

_ وفعلاً ولله الحمد قد ردعهم عدّة مرات ..
وكنا نستطيع فرض ما نريد والله عليهم لو ثبتوا ..

لكن خيانة كلاب أبي التوت وأبي حذيفة قبحهما الله ..

وتفتيتهم لعضد الناس ورعبهم من آصف شوكت لما لقوه ..
(هل تعلمون كم شخص لقى آصف شوكت بالسجن ؟!!images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ) .

- ذَلَّهم وأذلّهم ..
فما ترك قوم الجهاد وأعطوا مابأيديهم وأذعنوا لخوفهم من غيره ..
إلا أذلّهم الله !

.....

وأمّا .. أبو حــــــــــمزة ... !

فمن يطيق يا أبا حمزة ماكنتَ تطيق ..
ومن يستطيع يا أبا حمزة ما تستطيع !

_ أقسم أني كنت أجد نفسي أمامه حقيراً وضيعاً ..

أقسم .. أني كنت بتلك الحالة من الشدّة ..
وكان وجهي أسود من شدة الدخان والتعب والأوساخ ..
لدرجة أني لما تحممت أول مرة :
احتجت 3 صابونات حتى ظهر لوني قليلاًimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .

في تلك الحالة التي تكاد أن تنعدم فيها المشاعر ..

كنت لما أراه يمشي وهو قد أصبح برقّ العظام والله ..
من ضعفه ونحله كنت أحسه يمشي على قلبي من حبي له ..

كنت أحس خطواته هي نبضات قلبي ..
هذا الجيل .. الناصع .. النقيّ .. المجاهد ..
كنت أحسّه يمشي وأريد أن أضعه بعيوني ..

- والله أنا أبكي الآن لمجرد تذكره رحمه الله ..

...

أبا حمزة ..

قد أتعبت من جاء بعدك .. ياحبيب القلب !

أين ولدان الجهاد .. أين صبيانه .. أين مجاهدي 2014 ؟!!
أين من يقتات الآن بالجهاد أموالاً وطعاماً وسنيكرزاً ..

...

كان رحمه الله يأخذ حصّته من الطعام ويُطعم بها كبار السن ..

أنتم لن تفهموا عليّ .. ستظنّون أنها قصة عمر ..
أو قصة طلحة ومصعب بن عمير .. بأُحد ..

والله الذي لا إله إلا هو ..

لو تعلمون مايعني أن أحد يعطي لقمة لأخيه وقتها ..

لقمة أقول ..

لعلمتم مامعنى أن يعطي وجبته في اليوم كلّها لرجل مسنّ !!

وهل برأيكم كان يقول لنا ؟!!

لاياسادة .. كنا نكتشف صدفة !

...

ماذا أذكر لأذكر من هذا الرجل ..

مرة كان يتجول في مبنى الادارة عند الخط الأول كعادته ..
فوجد قارورة زيت فيها ثلثها ..

- هل تعلمون مامعنى زيت ؟!!!
فقط لأوضح لكم الفكرة ..

لما ذقناه أحسست أن كل جسمي سرى به الدم ..
أحسست أني رجعت أرى جيداً ..
أحسست أن قلبي رح يطلع من مكانه من شدة الخفقان بعد أكله ..

...

هو رحمه الله كان كل فترة يأتي ليطمئن علي ..

لأنه رأى كم حوربت وكم قسوا علي وكم استهزأوا ..

ويعرف كم قضيّنا مع أبو خالد العراقي وكم حوربنا ..

وكم تُهجم علينا وكم تكلموا علينا وكم كانوا يبغضونا ..

(هؤلاء نفسهم قادتكم الآن وأمراؤكم ..
الذين لو تكلمت لكم عليهم قبل عامين :
لأقمتم الدنيا عليّ ولم تقعدوها !!
والآن عرفتوهم على حقيقتهم !!)

- ورأى بإذن الله كم ردعتْ الغازاتُ الجيشَ ..
فكان يطمئنُّ علي كثيراً ..

ولو أريد أي شي يؤمنه من أجل العمل وإتمامه .

فوقتها صاروا الشاطر يرسل لي غاز ..
بعد أن كانوا يبيعوني إياه بخمسة آلاف ليرة !!!!!

(كنا نُغريهم بالمال لكي يبيعوه ..
لأنو طلعت فتوى قبل الاستعصاء الأخير أن لا تبيعوه الغاز ..
لأنه يريد أن يخرّب عملنا images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5

 ويريد أن يعمل لنا مشاكل مع النظام ..
ويخرب المشروع الفرنسي والسويسري للسجن.. راجع ويكلكس !!!)

....

نعود لموضوعنا :

فأعطانا قارورة الزيت التي وجدها ..
وقال لي عندما تعملوها نادوني ..

_ فعلمناها عزيمة فاخرة images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .. :

خبر يابس وما أدراك ما الخبز اليابس ..
ماء وما أدراك ما الماء ..
زيت .. ... بدون تعليق images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

رشّة كمون .... !

(لاحظوا أني متذكرها الآن بالظبط بعد 7 سنوات ..
ووالله الآن أشعر بطعمتها تحت لساني !!

هذه أطيب أكلة أكلتها بحياتي كلها ..
التي أكلت فيها حتى خواريف محشية !!)

_ عملنا العزيمة وعزمنا عليها الإخوة ..
ويمكن كانوا شي عشرة عشرين مابعرف file1.jpeg ..
وأرسلنا لأبي حمزة .. وأرسلنا وأرسلنا ..

...

القصّة نهايتها بالمختصر :

لم يأكل أبو حمزة منه .. قال : إخواني أولى !!

أقسم بالله كنت أحس أن بطنه سيلتصق بظهره ..

ولاتكاد ترى عينيه، وشفايفه تتشقق والله ..

وهو لايهدأ أبداً .. يدرو هنا يثبّت هنا .. يأخذ أخ للطبيب هنا ..

_ أذكر أني أصبت بقدمي ولم أستطع السير ووقتها ..
وكان هذا أمراً عظيماً لأنه لو اقتحم الجيش ..
فأنا أول من سأُعتقل مع الجرحى ..

والله كان يحملني والله للطبيب حملاً ... !!!
والله ماتركني حتى شفاني الله ..

_ وهو يدور على الإخوة كلهم ينظر ماذا يلزمهم .. ماذا يحتاجون ..
والله كان يأكل لقمة أو لقمتين ويوزّع الباقي على إلناس ..

...

مارأيته رفع صوته قط ..
إلا لما تهجم على مافيات أبو حذيفة ..

وكان رحمه الله يكره أبو حذيفة كرهاً عظيماً ..
وسيكون خصمه أمام الله ..

لأنه يراه أنه من فرّق الإخوة بحجة أنه أمير وحكيم images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

وهو من قصم ظهر الناس وخصوصاً أبناء المنهج ..

_ ما رأيته والله إلا مبتسماً لإخوانه ..
كان يقول لي دائماً : خيّا .. وهي كلمة فلسطينة يرموكية ..
عشقتها بعد ذلك ..

ومازلت أبكي أبا حمزة لليوم والله ..

...

أذكر أنه والناس تنزل وتتركنا ..
كنت أرتاح أنا وهو بالتي حدّثتكم عنها ..

فقلت له : يا أبو حمزة هل ستنزل ؟!!

وكان موقفاً والله لاأعرف كيف أصفه لكم ..
الكل تركنا .. الكل !

من كان يأكل معنا بالأمس .. من كان يحرضنا !

من كان يكفّر من نزل !! (طبعاً لم نكن نكفّر نحن من نزل ) .
من كان ... من كان .... الخ .

فكنا مستلقين أنا وهو والناس تنزل ..
ونحن ريقنا يجفّ من شدة المواجهة القادمة وقد تركنا القريب والبعيد ..

_ قلت له هل ستنزل أنت ؟!!

قال لي شوف يا خيّا ..
أنا كنت شاباً عادياً .. أحلم بحياتي كلها أن أعمل أعمال ..
تدخلني الجنة بأدنى منازلها حتى !!

الآن فُتح لي باب الفردوس الأعلى وأن يضحك ربي مني ..
أفأتركه ؟!!

إذا تريد أنت انزل يا أبو علي .. فأنت عندك أولاد ..

فقلت دع عنك هذا .. أو ما أذكر ماقلت له ..

ثم ثبّتني وثبّته .

...

وكنت أعجب والله من شدّة ثباته .. رحمه الله ..
ولم أكن أستطيع ما يستطيع من تضحيته وإيثاره وخلقه وصدقه نحسبه !

.....

كيف قُتل أبو حمزة وماحدث مع الـ 35 الذين بقوا في السجن ..
وثبتوا بإذن الله .. ثم ........ اقتحموا على الجيش !!!!!!!

يتبع إن شاء الله ..

 

‎سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)  كتاب المغــــــــازي (43) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) : مابين أُحــــــد وصيدنايا (4) !  ...  وكنّا بفضل الله .. بهذه الامكانيات البسيطة .. قد وضعنا على كل مدخل للسجن .. غاز مجهّز .. وقمنا بإعداد صاعق بدائي عادي بفكرة جيّدة بفضل الله .. وهو عبارة عن لمبة نيون على طرفيها بعد كسرها .. يوجد مثل وشيعة صغيرة .. لو وصلتها لبطارية تعطي حماوة ممكن أن تُشعل رأس كبريت .. وبالتالي لو وصلنا هذا الصاعق للبطانية المغرّقة بالمازوت .. تشعل البطانية وبالتالي يشعل الغاز ثم ينفجر (بإذن الله) .  ...  فكانت خطة النظام بالاقتحامات .. أن يبدأ بالتمهيد بالرصاص والمسيل للدموع ..  كان الرصاص محلولٌ أمره ..  لكن المشكلة بالغاز المسيل للدموع .. لا يستطيع أحد أن يواجهه ويثبت فيه لأنه سيختنق ..  _ فكانت فكرتنا المحكمة بفضل الله : وصل هذه الصوراعق والغازات المربوطة بها ..  بأسلاك طويلة على بطارية سيارة وجدناها بالسجن .. ووضعناها بغرفة سرية لايصل لها الغاز في السجن ..   - وحتى نعرف اقتحام الجيش ربطنا خيوط غير مرئية .. بحيث لما تضرب بها أرجل الجيش يهتزّ عندنا مثل جرس ..  فنعرف جهة الاقتحام فنوصل الصاعق المربوط بالجهة .. فيَشعل الغاز وهو يحتاج سبع دقائق (وقت اجتماعهم) .. وكنا مخبأين الغاز بشكل محكم لايروه ..   _ وهذه كانت خطتنا لمواجهتهم بدايةً بإذن الله .. والوضع بالبلد وقتها ليس كالآن .. فتفجير غاز واحد بهم قد يردعهم لئلا يزيدون بالقتلى منهم ..  وهم يريدون أن يهدّأوا الناس .. (راجعوا ويكلكس) .  _ وفعلاً ولله الحمد قد ردعهم عدّة مرات .. وكنا نستطيع فرض ما نريد والله عليهم لو ثبتوا ..  لكن خيانة كلاب ابي التوت وأبي حذيفة قبحهما الله ..  وتفتيتهم لعضد الناس ورعبهم من آصف شوكت لما لقوه ..  (هل تعلمون كم شخص لقى آصف شوكت بالسجن ؟!! :) ) .  - ذَلَّهم وأذلّهم .. فما ترك قوم الجهاد وأعطوا مابأيديهم وأذعنوا لخوفهم من غيره ..  إلا أذلّهم الله !  .....  وأمّا .. أبو حــــــــــمزة ... !  فمن يطيق يا أبا حمزة ماكنتَ تطيق .. ومن يستطيع يا أبا حمزة ما تستطيع !  _ أقسم أني كنت أجد نفسي أمامه حقيراً وضيعاً .. أقسم .. أني كنت بتلك الحالة من الشدّة .. وكان وجهي أسود من شدة الدخان والتعب والأوساخ .. لدرجة أني لما تحممت أول مرة : احتجت 3 صابونات حتى ظهر لوني قليلاً :) .  في تلك الحالة التي تكاد أن تنعدم فيها المشاعر .. كنت لما أراه يمشي وهو قد أصبح برق العظام والله .. من ضعفه ونحله كنت أحسه يمشي على قلبي من حبي له .. كنت أحس خطواته هي نبضات قلبي .. هذا الجيل .. الناصع .. النقيّ .. المجاهد ..  كنت أحسّه يمشي وأريد أن أضعه بعيوني ..   - والله انا أبكي الان لمجرد تذكره رحمه الله ..  ...  أبا حمزة .. قد أتعبت من جاء بعدك .. ياحبيب القلب !  أين ولدان الجهاد .. أين صبيانه .. أين مجاهدي 2014 ؟!! أين من يقتات الان بالجهاد أموالاً وطعاماً وسنيكرزاً ..  ...  كان رحمه الله يأخذ حصّته من الطعام ويُطعم بها كبار السن ..  أنتم لن تفهموا عليّ .. ستظنّون أنها قصة عمر ..  أو قصة طلحة ومصعب بن عمير .. بأُحد ..  والله الذي لااله إلا هو ..  لو تعلمون مايعني أن أحد يعطي لقمة لأخيه وقتها .. لقمة أقول .. لعلمتم مامعنى أن يعطي وجبته في اليوم كلّها لرجل مسنّ !! وهل برأيكم كان يقول لنا ؟!!  لاياسادة .. كنا نكتشف صدفة !  ...  ماذا أذكر لأذكر من هذا الرجل ..  مرة كان يتجول في مبنى الادارة عند الخط الأول كعادته .. فوجد قارورة زيت فيها ثلثها ..  - هل تعلمون مامعنى زيت ؟!!! فقط لأوضح لكم الفكرة .. لما ذقناه أحسست أن كل جسمي سرى به الدم ..  أحسست أني رجعت أرى جيداً ..  أحسست أن قلبي رح يطلع من مكانه من شدة الخفقان بعد أكله ..  ...  هو رحمه الله كان كل فترة يأتي ليطمئن علي ..  لأنه رأى كم حوربت وكم قسوا علي وكم استهزأوا ..  ويعرف كم قضيّنا مع أبو خالد العراقي وكم حوربنا .. وكم تُهجم علينا وكم تكلموا علينا وكم كانوا يبغضونا .. (هؤلاء نفسهم قادتكم الان وأمراءكم .. الذين لو تكلمت لكن عليهم قبل عامين : لأقمتم الدنيا عليّ ولم تقعدوها !! والان عرفتوهم على حقيقتهم !!)  - ورأى بإذن الله كم ردعتْ الغازاتُ الجيشَ .. فكان يطمئنُّ علي كثيراً .. ولو أريد أي شي يؤمنه من أجل العمل وإتمامه . فوقتها صاروا الشاطر يرسل لي غاز .. بعد أن كانوا يبيعوني إياه بخمسة ألاف ليرة !!!!!  (كنا نُغريهم بالمال لكي يبيعوه .. لأنو طلعت فتوى قبل الاستعصاء الأخير أن لاتبيعوه الغاز .. لأنه يريد أن يخرّب عملنا :) ويريد أن يعمل لنا مشاكل مع النظام .. ويخرب المشروع الفرنسي والسويسري للسجن راجع ويكلكس !!!)  ....  نعود لموضوعنا :  فأعطانا قارورة الزيت التي وجدها .. وقال لي عندما تعملوها نادوني ..   _ فعلمناها عزيمة فاخرة :) .. : خبر يابس وما أدراك ما الخبز اليابس .. ماء وما أدراك ما الماء .. زيت .. ... بدون تعليق :) .. رشّة كمون .... ! (لاحظوا أني متذكرها الان بالظبط بعد 7 سنوات .. ووالله الان أشعر بطعمتها تحت لساني !! هذه أطيب أكلة أكلتها بحياتي كلها ..  التي أكلت فيها حتى خواريف محشية !!)  _ عملنا العزيمة وعزمنا عليها الإخوة .. ويمكن كانوا شي عشرة عشرين مابعرف ^_^ ..  وأرسلنا لأبي حمزة .. وأرسلنا وأرسلنا ..   ...  القصّة نهايتها بالمختصر : لم يأكل أبو حمزة منه .. قال : إخواني أولى !!  أقسم بالله كنت أحس أن بطنه سيلتصق بظهره .. ولاتكاد ترى عينيه وشفايفه تتشقق والله ..  وهو لايهدأ أبداً .. يدرو هنا يثبّت هنا .. يأخذ أخ للطبيب هنا ..  _ أذكر أني أصبت بقدمي ولم أستطع السير ووقتها .. وكان هذا أمراً عظيماً لأنه لو اقتحم الجيش .. فأنا أول من سأُعتقل مع الجرحى .. والله كان يحملني والله للطبيب حملاً ... !!! والله ماتركني حتى شفاني الله ..  _ وهو يدرو على الإخوة كلهم ينظر ماذا يلزمهم .. ماذا يحتاجون ..  والله كان يأكل لقمة أو لقمتين ويوزّع الباقي على إلناس ..  ...  مارأيته رفع صوته قط .. إلا لما تهجم على مافيات أبو حذيفة .. وكان رحمه الله يكره أبو حذيفة كرهاً عظيماً .. وسيكون خصمه أمام الله .. لأنه يراه أنه من فرّق الأخوة بحجة أنه أمير وحكيم :) !! وهو من قصم ظهر الناس وخصوصاً أبناء المنهج ..  _ ما رأيته والله إلا مبتسماً لإخوانه .. كان يقول لي دائماً : خيّا .. وهي كلمة فلسطينة يرموكية .. عشقتها بعد ذلك ..  ومازلت أبكي أبا حمزة لليوم والله ..   ...  أذكر أنه والناس تنزل وتتركنا .. كنت أرتاح أنا وهو بالتي حدّثتكم عنها .. فقلت له : يا أبو حمزة هل ستنزل ؟!!  وكان موقفاً والله لاأعرف كيف أصفه لكم .. الكل تركنا .. الكل ! من كان يأكل معنا بالأمس .. من كان يحرضنا ! من كان يكفّر من نزل !! (طبعاً لم نكن نكفّر نحن من نزل ) . من كان ... من كان .... الخ .  فكنا مستلقين أنا وهو والناس تنزل ..  ونحن ريقنا يجفّ من شدة المواجهة القادمة وقد تركنا القريب والبعيد ..  _ قلت له هل ستنزل أنت ؟!! قال لي شوف يا خيّا ..  أنا كنت شاباً عادياً .. أحلم بحياتي كلها أن أعمل أعمال .. تدخلني الجنة بأدنى منازلها حتى !! الان فُتح لي باب الفردوس الأعلى وأن يضحك ربي مني .. أفأتركه ؟!! إذا تريد أنت انزل يا أبو علي .. فأنت عندك أولاد ..  فقلت دع عنك هذا .. أو ما أذكر ماقلت له .. ثم ثبّتني وثبّته .  ...  وكنت أعجب والله من شدّة ثباته .. رحمه الله .. ولم أكن أستطيع ما يستطيع من تضحيته وإيثاره وخلقه وصدقه نحسبه !  .....  كيف قُتل أبو حمزة وماحدث مع ال35 الذين بقوا في السجن .. وثبتوا بإذن الله .. ثم ........ اقتحموا على الجيش !!!!!!!  يتبع إن شاء الله ..‎

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

 

كتاب المغــــــــازي (43) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) :
مابين أُحــــــد وصيدنايا (5) !

 

قبل أن أتكلم عن مقتل أبي حمزة عتابا رحمه الله ..
لابدّ لي أن أتكلم قليلاً عن أبي سعيد الضّحيك ..
ثم أتكلم عن مقتلهما معاً رحمهما الله .. فلقد كان في وقتٍ واحد .

...

أبو سعيد الضّحيك ..

رجل في الأربعين من ريف حمص بالتحديد من قرية تلبيسة ..

لما دخلت السجن كان بجانبنا بالغرفة رجلٌ ..
قالوا لنا هذا أبو سعيد بورية ..
وهو بالانفرداي منذ عامين والآن نقلوه إلى العزل وسيعيدونه للجناح ..

قلنا لماذا بالانفرداي منذ عامين ؟!
فقصّوا لنا قصّته ..
والآن سأقصّ القصّة عن لسان أبي مالك الشامي حفظه الله ..
وهو قد روى لي القصّة لأني لم أكن موجوداً بصيدنايا وقتها ..
وكنا وقتها بعدرا السياسي ..

وكان أبو مالك يعرفه أكثر مني لقبل الأحداث الأخيرة بالسجن ..
لأنه عاشره قبل أن نأتي نحن (سجناء الأمن السياسي) إلى صيدنايا ..
بعد اكتشاف الموبايل معي وإغلاق سجن عدرا السياسي على إثره :

(راجع لقائي على يوتيوب حول سبب خروجي من صيدنايا) :

Video thumb

...

أبو سعيدالضحيك .. رجل لاتراه إلا مبتسماً لإخوانه ..

لايتكلم إلا قليلاً .. يستمع أكثر مما يتكلم .. خجول مؤدّب ..

له بنية قوية يستطيع لو ضرب شخص ضربة واحدة أن يقتله !
ومع ذلك عندما تتكلم معه تشعر أنك تتكلم مع طفل صغير ودود ..
وتشعر أنك أنت المعلّم وهو تلميذ أمامك ..

_ عجيبٌ هذا الرجل في أدبه، في خلقه .. لاتكاد تسمع صوته ..
لاتفارق الابتسامة وجهه ..
حتى في أحلك الظروف .. تراه عنده ثقة واطمئنان عجيبين ..

...

قصة البورية باختصار :

هي أنهم كانوا يخلطون الإسلاميين مع الجواسيس وباقي الدعاوي ..
(وقتها لم يكن مشروعهم الخبيث في الإسلاميين قد بدأ) .
وكانوا يفرّقون الإسلاميين ويذلّونهم ويجعلون الجواسيس يتحكمون بهم ..
وكانوا يُذيقونهم سوء العذاب والذلّ ..

- وكانوا (وكانت هذه الطامة) يشتمون الله أمامهم ليغيظوهم ..

وكان في الجناح ثلاثةٌ يتفنّنون بشتم الله .. بأقذع الكلام ..
سأنقل لكم الشتم .. لتعلموا ماذا جرى له بعد فعله هذا من : الإسلاميين images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

- كانوا يقولون لبعضهم مثلاً :
اليوم ألن تجامع الذات الإلهية (يتكلمونها بلفظ الشتم الشائع) .
لم أستطع نقلها حرفيّاً لقذاعتها لعنهم الله ..
يقولون : اليوم عندنا موعد مع زوجة (الذات الإلهية) لنجامعها !!
... الخ .

وهناك أشدّ ..
أعوذ بالله وتعالى الله عما يقولون علوّاً كبيراً لعنهم الله وقاتلهم ..
والله أنّ بدني الآن يقشعر وأنا سمعت القصّة مئة مرة !!

_ ومع ذلك طبعاً كان فتاوي أبو علي طيبا : طولوا بالكم images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!! .

فياليتهم إذ لم يشاركوا في زجرهم .. على الأقل سكتوا عن من قام !

بل كانوا من نجاستهم وليبرّروا جبنهم وخبثهم ونجاستهم ..
وضعفهم وذلّهم وخوَرهم وخساستهم ..

كانوا يلبّسون على الناس بالدين ..
ويروون لهم كالعادة قصصاً مجتزأة وآيات مقصوصة وأحاديث منقوصة ..

لكي لايقولوا أنهم خبثاء ضعفاء أنجاس .. بل على الأساس أن هكذا الدين !!

- وهذا أكثر ما أحاربه الآن يا إخوة ..

‫#‏دين_الأهواء‬ ..

وبدأوا بالتشنيع على من يقوم بالحق ويجاهد في سبيله ولايخاف فيه لومة لائم ..
(طبعاً مع الأخذ بالسياسة الشرعية) ويقيم ملّة إبراهيم .. ويتبّعها !

_ فمعلوم أن صاحب البدعة أخطر بألف مرة من صاحب المعصية ..
فذاك يظن أن بدعته دين ويقول للناس أنه على الدين ..
وليت هذا فحسب بل إن من لايتبعه على باطل !!

وأما ذاك فيعرف أنه حشاش أو سكير أو زاني ..
وقد يحترق قلبه من المعصية ويتوب الله عليه يوماً ..

أما ذاك فقليل جداً ما يهديه الله ..

.....

قبحهم الله .. والله كنت أعلق مع عناصر المخابرات أنفسهم ..
بالفرع وليس بالسجن !!
على صوت الأغاني إن رفعوه فقط !!!
وبدأوا بي بالضرب ولكن آخراً لما ثبتني الله رضخوا لي ..
ليخلصوا مني ومن نقّي" !!!
ولأني كنت أهدّدهم بقتل نفسي وفعلت عدة أمور بذلك ..
جعلتهم يُوقنون أني أفعلها ..

فكانوا يخافون مني جداً ..

.....

ملاحظة تفيدك كثيراً :

ما رأيك أن تأخذ هذا الكلام الآن وعمر واقعه فقط 5 سنين ..
وتطّبقه اليوم على واقعك ... ماذا يحدث لك ؟!!!

اذهب واشنق نفسك الآن وليُنقذك السجناء ..
ماذا ستكون النتيجة ؟!!
سيشنقوا الآن من أنقذك images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

_ هذا بكلام عمره 5 سنوات فقط !!
فما بالك بمن يأخذ كلام ابن تيمية أو ابن حزم أو .. ابن مابعرف مين !!
من مئات الأعوام ويريد أن يطبّقه مجرّداً على واقعنا !!!!
بدون أن يأخذ علم الواقع وحيثياته !!

- ويستعملون معك التصهود (متصوفة الجهاد) فيقولون :
هاد كلام ابن تيمية .. images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !! ااا عفواً أستغفر الله .. وأتوب اليه !

(مع أني أحترم علم ابن تيمية وغيره وآخذ منه أموراً كثيرة ..
كمبادئ عامة وكمعالم في الطريق ..
لكن لا أطبّق كلامه أبداً على واقعنا تطبيقاً مجرّداً كأنه قرءان منزّل !!

وحتى القرءان يحتاج لفهم الواقع وحيثيات الآيات وظروفها ..

ويحتاج لتعمق بالسيرة وتعمق حتى بلغة القوم وقتئذٍ ..

وإلا لماذا كان هناك أسباب نزول ؟!!

راجع درسي هنا رقم (47) بدروس السيرة ..

_ فهؤلاء هم متصوّفة الجهاديين (المتصهودة) ..
هو لايقول قدسّه الله وقدس سره وذو الجناحين ..

لكنه يفعل أضرب من المتصوفة أنفسهم والله ..
فهو أخطر من الصوفيين أنفسهم لأن هؤلاء يظهرون عقائدهم ..
وهؤلاء يلبسون على الناس أنهم أهل التوحيد !!

....

أبو سعيد رحمه الله لم يعد يحتمل .. وكان قليل الكلام ..
أتى ببورية (ماسورة حديد من الأسرّة العسكرية الموجودة بالسجن) .
ولم يخبر حتى من معه بالغرفة ماذا يريد أن يفعل ..

- حيث كانت الفتاوي images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 أنه لاداعي أن نتصرف معهم شيء ..

لأننا في حالة ضعف !!!!!!

- ثم كالعادة يلبّسون على الناس بكلام ابن فلان وابن علان ..
والشيخ فلان والعالم علاّن ..

وأقسم أنهم لو وقفوا بوجه ذلك جميعاً لمنعوا شتم الله سبحانه ..
ولو حتى ضغطت إدارة السجن عليهم أول الأمر ..
ففقط يثبتوا قليلاً فقط ..
فوقتها والله كانوا سيرضخون لهم وسيمنعون شتم الله !!
والشواهد كثيرة بكل السجون ..

لكن الجبن أكل قلوبهم ..
(قاتلهم الله وأزاد حساب من فطس منهم بعد أن أراح الأمة منه وله الحمد !)
فبدل أن يعترفوا بجبنهم وخبثهم ووهنهم وضعفهم وأنهم فروج نساء ..
ويبتعدوا ويكونوا بحالهم (وقتها والله قد يعذرهم الله) ..
تقدّموا الناس وتأمروا عليهم وعملوا مشايخ عليهم !!!
ليرقّعوا خوفهم ونجاستهم بأقوال ابن فلان وابن علان من 600 سنة !!!!

...

ولتعرف نجسهم وتلبيسهم على الناس ..
واسمعوا ياسجناء صيدنايا لمن بقي له جزء من عقل منكم إلا ما رحم الله ..

كل هذا الإكراه الذي حدثوكم عنه وأنكم لاتستطيعوا أن تفعلوا شيء ..
وأنّ أبا سعيد له حساب عظيم عند الله ومنهم من أخرجه حتى من ملة الإسلام !!!!
(لأبو سعيد ها) .. قال بعضهم تسبب بفتنة الناس فهو مشارك للطواغيت images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

كل هذا الإكراه أرأيتم بطلانه لما قام أكثر السجن في استعصاء 27/3/2008 ؟!!

ألم تتذلل لكم الدولة من كبيرها لصغيرها ..

ألم يصير مدير السجن عبداً عندكم ؟!!

ألم تصبحوا تصرخوا بالعسكري ..
نفسه من كان يقول لكم بالأمس صفوا لي أختكم وزوجاتكم ..
وكيف شكل أثدائهن ؟!!!!

_ شو كان كلام نديم بالوش خطأ ؟!!
أرأيتم لماذا كانوا يهابون من نديم بالوش ؟!!
لماذا كانوا يحذرون من حتى شتمه ..
لأنه ببساطة "مسكهم من إيدهم اللي بتوجعهم" يقولون :
يقتل نفسه بسهولة لما أحد يذلّه ..

(الآن يقولون لأني كنت عميل images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

قسماً لآخذنّها من عيونهم بإذن الله يوم القيامة ..
ربي يحرقهم ويفجعهم ويدخلهم النار) .

_ أرأيتم إذاً كم كنتم مضلّلين ..
وكيف أوصلوكم لترضوا بسماع شتم الله بتلك الطريقة المقذعة المقزّزة ..
حتى للكافر نفسه حتى للنصراني والله ..

وأنتم تعتبرون أنفسكم على حق ومكرهين images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !

بل ومن خالفكم هو : مخطئ متهور جاهل لاعلم عنده ؟!!

أرأيتم بطلان هذا الإكراه الذي عذرت نفسك فيه حتى لسماعك شتم الله ..
بهكذا مسبّات ؟!!!!
أرأيتم بطلانه بأعينكم لما قمتم جميعاً بالاستعصاء الأول ..

_ ومع ذلك لم تصحوااا .. !!!
وعادوا لعنهم الله وساقوكم بعد الاستعصاء وجمدوا عقولكم ..
فحقَّ عليكم القول ودمركم الله تدميراً بضلال مبين وختم على قلوبكم ..
ثم أغرّكم بإمارات وسيارات ليكمل ضلاله لكم ..

(وطبعاً غالبكم يتبّعهم لاحبّاً بهم ..
بل لهوىً في قلوبكم برّره لكم هؤلاء الأنجاس .. فوافق شنّكم طبقتهم !!)

_ وهكذا المتصهود .. لايصحوا حتى يرى العذاب الأليم ..

ولو جاءته كل آية !!

....

والله لو وقف ثلاثة لا أقول أن يقتلوهم كما فعل الأسد أبو سعيد ..
أن يقفوا ويعملوا أنفسهم بدهم يشنقوا أنفسهم إن لم يوقَف الكفر ..
لأتى وزير الداخلية لعندهم يترجاهم ورأوا هذا بصيدنايا أول استعصاء !!

والله لو وقفوا مع أبو سعيد أقل تقدير ولم يتبرأوا منه أمام السجانة ..
والله لاختلف الوضع كله عليهم ..
فكيف لو قام واحد تاني وقتل رجل آخر ..
والله لتدخل وزير الداخلية نفسه وقتها !!!

...

لكن هؤلاء علماؤكم الأنجاس .. هؤلاء من قاد ثورتكم يا ناس !!
هؤلاء من أمنتوهم .. وخونتمونا ..
ثم تسألون لماذا أخزاكم الله ؟!!!!!
ومتى نصر الله images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!

....

ووالله لو أحدّثكم عن أمثال هؤلاء وعن ذلّهم بالسجن .. لفقعتم قهراً والله !
والأدهى أنهم عندما يخرجون .. يصبحون أبطالاً ويتمخترون بالمشي !!
ويوحون للناس أنهم كانوا بالسجن .. فهم أبطال !!
وسبق وقلت لكم في ملف بين نديم بالوش وسجناء صيدنايا :

http://justpaste.it/SaydnayaN

كم كانوا يُذلّون وهم ساكتون !!

- رحم الله أياماً كانوا يظهر المساعد لهم ذكره فيقبلونه ..
أو يقول له صف لي أختك وتخيل أختك البطانية وانزل وجامعها ..
فيفعل ويبدأ يحرك نفسو وهو يجامع أخته ..

_ أنا قد أعذر .. وقد أقول مكره ونسأل الله العافية والثبات ..

لكن أن تخفي هذا (وهذا حقك) ..
ثم تظهر للناس أنك كنت بطلاً من الأبطال ..
والناس تنظر إليك على أساس أنك شي بطل من أبطال الإسلام ..
بل وأسد من أسوده لأنك كنت بالسجن !!!
ثم تتأمّر على الناس وتتقدم عليهم بذلك .. وأنت ........ !!!!

فهذا الأمر العظيم القاصمة !

.............
.............

قام أبو سعيد ولم يسمع لكل كلامهم رحمه الله ولا لكل علمهم ولا لكل كتبهم ..

حكّم فطرته وفهمه لسيرة نبيه .. ورمى كلامهم !

فخبّأ البورية لئلا يصل الخبر للمشائخ العظام images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

(خاف منهم لم يخف من الجواسيس كالعادة ..
وكما كنا نحن كنت بيني وبين أبو خالد العراقي رموز ..
إن سلّمنا على بعض في الكريدور وقلت له كيف حالك ياشيخ ؟!
فمعناها بدي ياك بعد ربع ساعة ..
وإن قلت له صحتك منيحة معناها بدي ياك فوراًimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ....

_ وهكذا images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!! ونحن بسجن صيدنايا الإسلامي ..

لا وبجناج القاعدة (ما كان في دولة لسا) ..

وجناح نائب أبو مصعب الزرقاوي (كما لبّس علينا) images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!)

......

يتبع إن شاء الله ..

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

‎سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)  كتاب المغــــــــازي (43) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) : مابين أُحــــــد وصيدنايا (6) !  (في هذا الدرس ستعرف الأسرار الخفية .. وراء تشكيل تنظيم أحرار الشام في سجن صيدنايا) .  ...............  في الصباح أخذ أبو سعيد البورية .. خبّأها تحت ثيابه .. عندما فتحوا المهاجع على بعض .. أتى الى النجس الأول دقّ عليه بردايته .. فَتحها .. بكل بساطة : ضربه على رأسه ضربةً واحدة .. فلق رأسه ..  أسدُ الله .. !  أتى الى الثاني فعل كذلك .. الثالث أظنّه هرب ..  _ رمى البورية .. نفض يديه .. خرج إلى باب الجناح .. (الجناح يتألف من 10 مهاجع في صيدنايا) رنّ جرس الجناح .. قال للعسكري تعالوا لمّوا جثثهم .. أنا من قتلتهم .. !  ولاتعليق ... .... ... !  ...  قال لي أبو حسين (أبو مالك الشامي) :  والله تنابوا على ضربه في الساحة 4 كلاب ..  يضربونه بجنزير دبّابة .. مناوبةً لتعبهم ..  ساعتان متواصلتان بكل ما أُعطوا من قوة .. والله العظيم ما قال : آه !!   فملّوا منه وتركوه ..  ....... ....... .......  أبا سعيد .. أبا حمزة .. ماذا أقول ..... !  ولن يخبو دين محمّد .. رغم انفكم !  .....  بداية ظهور تنظيم الأحرار على أرض الواقع .. بعد أن كان مجرد فكر في أشخاص : (طبعاً لابدّ لك من مرجعة ويكلكس صيدنايا مع هذه البوستات)  شدّتْ إدارة السجن على الخانعين الضعفاء بعد هذه الحادثة ..  فتبرأوا من أبي سعيد .. ووضعوا عليه الحقّ !!! وأنّه متهور وطائش وجاهل .. !!  _ وكانت هذه الحادثة بالحقيقة :  هي مدخل للفكر الخبيث التوتي والجغلي (الأحرار اليوم) .. إلى السجناء .  لأنهم استغلّوا التعذيب الذي حدث لهم من قبل إدارة السجن .. والوضع الشديد والذلّ الذي حدث لهم .. بسبب خنوعهم بعد الحادثة ! وتركهم لأبي سعيد وتخليهم عنه وتبرأهم منه ! كما شرحت بالدرس السابق ..  _ وكان أغلب السجناء كما ذكر ويكلكس صيدنايا .. شباب صغار لاعلم لهم ولاتجربة وليسوا أصلاً مجاهدين على الأرض .. أغلبهم دخل من أجل سيدي أو كلام أو مشاريع مضحكة فردية ..  ...  وهنا بدأوا بالتغلغل بفكر السجناء واشربوهم عقائدهم .. بناء على عظيم الذل الذي تعرض له السجناء وقتها .. بعد رخاء في السجن ..  _ فتغلغل الفكر التوتي في فكر السجناء : بأنّ سبب مانحن فيه من بلاء هو "هوجان" أبو سعيد و"طيشه" .. وهذا مبني على جهله .. رغم أن أبا سعيد صادق .. لكن الجهل أدى به إلى "مفسدة" عظيمة للأمة كلها .. رغم أن العمل ظاهره دفاع عن الله ..  _ (انظروا إلى شدة التلبيس والخبث .. ومن هنا كانت أول ولادة لفكر أحرار الشام على أرض الواقع : جماعةً على الأرض ..  ومن هنا يجب أن يسجّل التاريخ : بدأ أخطر فتنة سيعرفها التيار الجهادي العالمي) .  _ ومن هذا وصلوا بالسجناء بعد عام واحد فقط ..  إلى أنّ القاعدة فئة صادقة من الناس لكنهم جهلة لاعلم لديهم .. وبالتالي أفعالهم طيش وحمق وستسبب مفسدة عظيمة للأمة ..  ومن هنا كان تيّار الأحـــــــــــــــــــــــرار .  _ مشروعه بُني أصلاً منذ إنشاء أبي الصادق لجماعته .. التي كان فيها الجغل وصوفان عام 2004 بإشراف المخابرات السعودية .. على فكرة هدم فكر الجهاد الذي كان تمثله وقتها القاعدة .  ...  ومن ثم أخرجوا أبو الصادق لضعفه القيادي .. وولّوا : أبو التوت وبهاء الجغل (أبو حمزة) وحسن صوفان ..  وكان هذا الثلاثي (الذين كلهم مازالوا على قيد الحياة إلى الان .. رغم مقتل كل أولئك القيادات "الشكلات" بالنسبة لهؤلاء !!!!!)  _ هذا الثلاثي هو القائد الفعلي للتيار ..  وهم برأيي مشاركين في قتل قادة الأحرار أولئك بطريقة ما ..   لأن بقتلهم انتهى جيل من الاحرار مازال فيه أثر الفكر الجهادي .. والان سياتي جيل جديد بعد فترة .. ستترحمون به على هذا الجيل من الاحرار .. وستذكرون !  ...  الاحرار بعد فترة سيقوون ..  وسيظهر قيادات جديدة لهم كمكتب سياسي (كحماس) .. ومنهم أبو التوت ..  وسيسطرون على جزء كبير من الساحة مع زهران علوّش ..   وسيتصالحون آخراً مع النظام (بشبه حكم ذاتي وحكومة موسّعة) ...   وستذكروووون !  .....  ولأني أعلم سبب نشوء فكر تنظيم الأحرار وأسرار ولادته .. كنت أول من تكلم عنه مطلقاً في كل الساحة الشامية .. منذ أربع سنوات إلا قليلاً !!!!!! (يعني من أول انطلاق الأحداث بالشام وإخراجهم من السجن) .  وكذبّوني وحاربوني واتهموني أني فتّان وأني عميل و .. و ..  _ وأصلاً تكلمت لغيركم من شباب بالبلد ..  في 2009 أنه سيخرج من السجن رجل اسمه : أبو العباس أبو التوت سيحكم كثير من أرض سوريا .. واستشهدوهم ليشهدوا !!  _ وهذا سبب تحديي لهم بأنهم سيتقاتلون مع الدولة .. وقت كانوا يقولون إصلاح ومحاكم ومناظرات .. :) .  وصدق تحديي لهم ..  وسبب تحديي الحالي أن النصرة ستفنى بالشام .. لأن الغلام الجولاني ضيع نفسه وضيع من معه .. وستبتلعها الأحرار لاحقاً وسيشكلون حزباً سياسياً ..  وستذكرون ..  راجعوا مقالاتي ومنها : مخططات قادمة للمنطقة (1,2,3,4) .  .....  نعود لقصّة أبي سعيد رحمه الله . يقسم لي أخ أنهم كسروا قلبه .. لدرجة لم يستطع بعدها أن يرفع رأسه أمامهم ..  أنتم لاتعرفونهم .. (أو أصبحتم تعرفونهم الان :) !!) . هؤلاء مافيات .. (كانوا في صيدنايا والان في الشام) .. هؤلاء وحوش ..  هؤلاء بكل ما الكملة من معنى : عصابات ومافيات ! إلا من رحم الله منهم ومـــــــــــــــــــا أقلّهم .. ...  خرج أبو سعيد من المنفردات بعد عامين ..  ودخل الجناح (أيسار 2) وهو الجناح الذي دخلت به نفسه أنا ..  هذا الجناح ولاجقاً جناح أيمين 2 .. كانا ثقل السجن الحقيقي ..  إلا ما كان من أمر ب يسار 3 الجناح .. الذي خرجت منه دعوة أبو التوت .. وأيمين 3 الذي سيطر عليه الجغل ! (وأغلبه دعوة القمّة العربية .. كلهم شباب صغار من حمص .. غَسَل عقولهم قاتله الله)  ...  كان أبو سعيد بكل فترة قبل الاستعصاءات .. وحتى بعد الاستعصاء الأول والثاني ..  لاتسمع صوته أبداً رحمه الله من كثرة مافعلوا به لعنهم الله .. كان يشعر أن برقبته ذنوب كبيرة :) !!! وآثام الناس !!!! هكذا أفهموه لعنهم الله ..  وهكذا لم يعد يجرأ رحمه الله على مخالفة طلاب العلم :) .. لخوفه من أن يُغضب الله .. فهو علمه قليل !!!!  وهكذا بدأ يتعلم دروس الحيض والنفاس عند أبي علي طيبا : (أبو عبد الملك الشرعي الذي أراح اللهُ الشام منه) .  _ وكنت تراه بالصف الأول دائماً .. لكن عندما يقول المشايخ قبحهم الله : ارجعوا يكفي !  كان يرجع والهموم على قلبه وهو يريد أن يبقى رحمه الله ..  لكن يخاف من  ...... غضب الله !!!! (كما أفهموه) .  ........  لكن هل يمكن ترويض الأسود ؟!!! وهل صاحب الفكرة السليمة يبقى مكبّلاً مخدوعاً ..  ألا يهديه الله للحقّ ؟!!!  ....  ماذا حدث وكيف رمى أبو سعيد .. كل ما حاولوا ترويضه من بطل وضلال خلال عام كامل ..  وراء ظهره !  بل وأصبح أميرنا بعد ذلك : (أمير الاقتحاميين والمدافعين عن السجن) .. مع أبي خالد العراقي رحمهما الله :) ؟!!  _ وكيف قُتلا ..  وكيف اقتحم ال35 على الفرقة الرابعة بكامل عدّتها ؟!! وماذا حدث ..  ...  كل هذا في الدرس القادم إن شاء الله .. مالم يغلقوا الحساب :) ..  أستودعكم الله .. وكتبه الغريب .‎

 

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

 

كتاب المغــــــــازي (43) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) :
مابين أُحــــــد وصيدنايا (6) !

 

(في هذا الدرس ستعرف الأسرار الخفية ..
وراء تشكيل تنظيم أحرار الشام في سجن صيدنايا) .

...............

في الصباح أخذ أبو سعيد البورية .. خبّأها تحت ثيابه ..

عندما فتحوا المهاجع على بعض ..
أتى إلى النجس الأول دقّ عليه بردايته .. فَتحها ..
بكل بساطة : ضربه على رأسه ضربةً واحدة .. فلق رأسه ..

أسدُ الله .. !

أتى إلى الثاني فعل كذلك .. الثالث أظنّه هرب ..

_ رمى البورية .. نفض يديه .. خرج إلى باب الجناح ..
(الجناح يتألف من 10 مهاجع في صيدنايا) رنّ جرس الجناح ..
قال للعسكري تعالوا لمّوا جثثهم .. أنا من قتلتهم .. !

ولاتعليق ... .... ... !

...

قال لي أبو حسين (أبو مالك الشامي) :

والله تنابوا على ضربه في الساحة 4 كلاب ..

يضربونه بجنزير دبّابة .. مناوبةً لتعبهم ..
ساعتان متواصلتان بكل ما أُعطوا من قوة ..
والله العظيم ما قال : آه !!

فملّوا منه وتركوه ..

.......
.......
.......

أبا سعيد .. أبا حمزة ..

ماذا أقول ..... !

ولن يخبو دين محمّد .. رغم أنفكم !

.....

بداية ظهور تنظيم الأحرار على أرض الواقع ..
بعد أن كان مجرد فكر في أشخاص :
(طبعاً لابدّ لك من مراجعة ويكلكس صيدنايا مع هذه البوستات)

http://justpaste.it/wiki-saydnaya 

شدّتْ إدارة السجن على الخانعين الضعفاء بعد هذه الحادثة ..
فتبرؤوا من أبي سعيد .. ووضعوا عليه الحقّ !!!
وأنّه متهور وطائش وجاهل .. !!

_ وكانت هذه الحادثة بالحقيقة :
هي مدخل للفكر الخبيث التوتي والجغلي (الأحرار اليوم) ..
إلى السجناء .

لأنهم استغلّوا التعذيب الذي حدث لهم من قبل إدارة السجن ..
والوضع الشديد والذلّ الذي حدث لهم ..
بسبب خنوعهم بعد الحادثة !
وتركهم لأبي سعيد وتخليهم عنه وتبرؤَهم منه !
كما شرحت بالدرس السابق ..

_ وكان أغلب السجناء كما ذكر ويكلكس صيدنايا ..
شباب صغار لاعلم لهم ولاتجربة وليسوا أصلاً مجاهدين على الأرض ..
أغلبهم دخل من أجل سيدي(CD) أو كلام أو مشاريع مضحكة فردية ..

...

وهنا بدأوا بالتغلغل بفكر السجناء وأشربوهم عقائدهم ..
بناء على عظيم الذل الذي تعرض له السجناء وقتها ..
بعد رخاء في السجن ..

_ فتغلغل الفكر التوتي في فكر السجناء :

بأنّ سبب مانحن فيه من بلاء هو "هوجان" أبو سعيد و"طيشه" ..

وهذا مبني على جهله ..

رغم أن أبا سعيد صادق ..

لكن الجهل أدى به إلى "مفسدة" عظيمة للأمة كلها ..

رغم أن العمل ظاهره دفاع عن الله ..

_ (انظروا إلى شدة التلبيس والخبث ..
ومن هنا كانت أول ولادة لفكر أحرار الشام على أرض الواقع :
جماعةً على الأرض ..
ومن هنا يجب أن يسجّل التاريخ :
بدء أخطر فتنة سيعرفها التيار الجهادي العالمي) .

_ ومن هذا وصلوا بالسجناء بعد عام واحد فقط ..

إلى أنّ القاعدة فئة صادقة من الناس لكنهم جهلة لاعلم لديهم ..
وبالتالي أفعالهم طيش وحمق وستسبب مفسدة عظيمة للأمة ..
ومن هنا كان تيّار الأحـــــــــــــــــــــــرار .

_ مشروعه بُني أصلاً منذ إنشاء أبي الصادق لجماعته ..
التي كان فيها الجغل وصوفان عام 2004 بإشراف المخابرات السعودية ..
على فكرة هدم فكر الجهاد الذي كانت تمثله وقتها القاعدة .

...

ومن ثم أخرجوا أبو الصادق لضعفه القيادي ..

وولّوا : أبو التوت وبهاء الجغل (أبو حمزة) وحسن صوفان ..

وكان هذا الثلاثي (الذين كلهم مازالوا على قيد الحياة إلى الآن ..
رغم مقتل كل أولئك القيادات "الشكلات" بالنسبة لهؤلاء !!!!!)

_ هذا الثلاثي هو القائد الفعلي للتيار ..
وهم برأيي مشاركين في قتل قادة الأحرار أولئك بطريقة ما ..

لأن بقتلهم انتهى جيل من الأحرار مازال فيه أثر الفكر الجهادي ..
والآن سيأتي جيل جديد بعد فترة ..
ستترحمون به على هذا الجيل من الأحرار .. وستذكرون !

...

الأحرار بعد فترة سيقوون ..
وسيظهر قيادات جديدة لهم كمكتب سياسي (كحماس) ..
ومنهم أبو التوت ..
وسيسيطرون على جزء كبير من الساحة مع زهران علوّش ..

وسيتصالحون آخراً مع النظام (بشبه حكم ذاتي وحكومة موسّعة) ...

وستذكروووون !

.....

ولأني أعلم سبب نشوء فكر تنظيم الأحرار وأسرار ولادته ..
كنت أول من تكلم عنه مطلقاً في كل الساحة الشامية ..
منذ أربع سنوات إلا قليلاً !!!!!!
(يعني من أول انطلاق الأحداث بالشام وإخراجهم من السجن) .

وكذبّوني وحاربوني واتهموني أني فتّان وأني عميل و .. و ..

_ وأصلاً تكلمت لغيركم من شباب بالبلد ..
في 2009 أنه سيخرج من السجن رجل اسمه :
أبو العباس أبو التوت سيحكم كثير من أرض سوريا ..
واستشهدوهم ليشهدوا !!

_ وهذا سبب تحديي لهم بأنهم سيتقاتلون مع الدولة ..
وقت كانوا يقولون إصلاح ومحاكم ومناظرات ..images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .

وصدق تحديي لهم ..

وسبب تحديي الحالي أن النصرة ستفنى بالشام ..
لأن الغلام الجولاني ضيع نفسه وضيع من معه ..
وستبتلعها الأحرار لاحقاً وسيشكلون حزباً سياسياً ..
وستذكرون ..

راجعوا مقالاتي ومنها : مخططات قادمة للمنطقة (1,2,3,4) .

.....

نعود لقصّة أبي سعيد رحمه الله .

يقسم لي أخ أنهم كسروا قلبه ..
لدرجة لم يستطع بعدها أن يرفع رأسه أمامهم ..

أنتم لاتعرفونهم .. (أو أصبحتم تعرفونهم الآن images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!) .

هؤلاء مافيات .. (كانوا في صيدنايا والآن في الشام) ..

هؤلاء وحوش ..
هؤلاء بكل ما للكلمة من معنى : عصابات ومافيات !
إلا من رحم الله منهم ومـــــــــــــــــــا أقلّهم ..
...

خرج أبو سعيد من المنفردات بعد عامين ..
ودخل الجناح (أ يسار 2) وهو الجناح الذي دخلت به نفسه أنا ..

هذا الجناح ولاحقاً جناح أ يمين 2 .. كانا ثقل السجن الحقيقي ..

إلا ما كان من أمر ب يسار 3 الجناح ..
الذي خرجت منه دعوة أبو التوت ..
وأ يمين 3 الذي سيطر عليه الجغل !
(وأغلبه دعوة القمّة العربية ..
كلهم شباب صغار من حمص .. غَسَل عقولهم قاتله الله)

...

كان أبو سعيد بكل فترة قبل الاستعصاءات ..
وحتى بعد الاستعصاء الأول والثاني ..
لاتسمع صوته أبداً رحمه الله من كثرة مافعلوا به لعنهم الله ..
كان يشعر أن برقبته ذنوب كبيرة images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!

وآثام الناس !!!!

هكذا أفهموه لعنهم الله ..

وهكذا لم يعد يجرؤ رحمه الله على مخالفة طلاب العلم images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5..

لخوفه من أن يُغضب الله .. فهو علمه قليل !!!!

وهكذا بدأ يتعلم دروس الحيض والنفاس عند أبي علي طيبا :
(أبو عبد الملك الشرعي الذي أراح اللهُ الشام منه) .

_ وكنت تراه بالصف الأول دائماً ..
لكن عندما يقول المشايخ قبحهم الله : ارجعوا يكفي !
كان يرجع والهموم على قلبه وهو يريد أن يبقى رحمه الله ..
لكن يخاف من ...... غضب الله !!!! (كما أفهموه) .

........

لكن هل يمكن ترويض الأسود ؟!!!
وهل صاحب الفكرة السليمة يبقى مكبّلاً مخدوعاً ..

ألا يهديه الله للحقّ ؟!!!

....

ماذا حدث وكيف رمى أبو سعيد ..
كل ما حاولوا ترويضه من باطل وضلال خلال عام كامل ..
وراء ظهره !

بل وأصبح أميرنا بعد ذلك :
(أمير الاقتحاميين والمدافعين عن السجن) ..
مع أبي خالد العراقي رحمهما الله images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ؟!!

_ وكيف قُتلا ..
وكيف اقتحم الـ 35 على الفرقة الرابعة بكامل عدّتها ؟!!
وماذا حدث ..

...

كل هذا في الدرس القادم إن شاء الله ..
مالم يغلقوا الحساب images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

أستودعكم الله ..


وكتبه الغريب .

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2‏سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)  كتاب المغــــــــازي (43) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) : مابين أُحــــــد وصيدنايا (7) !  بدأ الاستعصاء الأخير كما ذكر ويكلكس صيدنايا .. وكان تواصل النظام في بداية الأسبوع الأول له مع اللجنة مقطوعاً .. لأننا سيطرنا على الطابق الأول مع أبي خالد العراقي .. فمنعنا أي شخص فيهم من النزول واستدركنا خطأ استعصاء 5/7 ..  ولأن النظام نفسه لم يكن يريد التواصل معهم تلك الفترة .. عقوبةً لهم على عدم "زجر" الاقتحاميين وإيقافهم ..  مع أنهم قاتلهم الله ماقصّروا أبداً :) ..  بل والله كانوا خيراً كلب وفيّ لسيّده .. فكانت فقط آخر خطة اقتحام لنا على الجيش خرّبوها علينا ..  حيث لم يكونوا يفعلون شيئاً صعباً !! فقط يُصدون أصواتاً عالية عندما يتخانقون معنا فينتبه الجيش .. فتخرب الخطّة كلها .. لأن أساسها يكون المفاجأة !  ...  اسأل الآن أي خبيث فيهم .. أنتم لماذا سلّمتم السجن ونزلتم منه وحاربتم "الاقتحاميين" ؟!  سيكون جوابه لك : هؤلاء مجموعة متهورين طائشين جهلة لاعلم لهم مغامرون .. غلاة يكفّرون الناس وكانوا يكفّروننا بالسجن (سنتحدث عنها) .. وكانوا يريدون أن يهاجموا الجيش كلّه والفرقة الرابعة .. وهم مامعهم إلا قليل من المتفرقعات وسكاكين .. فإذا نحن الان عندنا دبابات وصواريخ .. ولم نستطع هزيمة هذا الجيش ..  أفترى كم كان جنونهم وطيشهم ؟!!! :) !!  _ وهو طبعاً سيركض بما قاله الشيخ .. أو الأمير .. :) !!!! فهذا أسد من أسود الله قضى عمره بالسجون !!! دون أدنى تبيّن أو استفسار من أصحاب العلاقة أنفسهم .. وهو لايفصل بينه وبينهم إلا رسالة على تويتر أو فيس .. (سنتحدث عن السبب بهذا كذلك بآخر البوست ) .  _ لكن عندما سيعرف الحقّ ويعرف أنه كان مجرّد تابع مُتصهود .. فلن ينفعه : ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السبيلا .. ولن يغني عنه أمراءه ومشائخه عندما يقول لهم :  إنّا كنّا لكم تبعاً .. فهل أنتم مُغنون عنّا نصيباً من النار :) ؟!!  ...  كل هدفنا يا إخوة : (أتكلم الان عن غالب الإخوة لأن بالطابق الأرضي .. كان موجود كثير من الناس (100شخص) وعدّة أراء) ..  كل هدفنا كان السيطرة على بعض قطع السّلاح .. عن طريق الانفاق التي حفرها الأخوة بالسجن : (لم أكن معهم لأن عملي كان بصناعة المتفجرات وتجهيز الغازات .. فبقيت لوحدي من أفهم بها بعد مقتل رضوان رحمه الله ..  وكان أبو حمزة يجنّد لي شباب يعملون معي رحمه الله ) .  _ كان هدفنا السيطرة على قطع من السلاح عن طريق النفق .. حيث سنخرج لجنديين (دروية راجلة) فجأة .. ونخلصّهم سلاحهم ونعود للسجن .. وذلك لنمتلك ورق ضغط على النظام ..  - لم يكن هدفنا الهجوم على النظام كما يكذبون عليكم .. وأنتم تصدقوووووونهم بدون أدنى تفكييير !! ولقاءنا معكم هناك عند الله ..  - كان هدفنا الحصول على أوراق ضغط لنرجع نتفاوض معه .. بعزّ وبقوّة وبرؤوس مرفوعة ..  ((وهذا ماحدث بعد اقتحام ال35 عليه بعد نزول المساجين .. وسنأتي عليه إن شاء الله .. وهذا بعض الأمور التي يلبّسونها عليكم الان : نديم بالوش خطب فينا خطبة اهتزّ لها السجن أن لاتفاوضوا ..  ثم ذهب هو ومن معه وفاوضوا .. !!! ... !!!!  - سبحان الله وهل قصم ظهر الأمة اليوم إلا دين الأهواء .. ومنه التلبيس والتدليس والتحوير والاجتزاء والتقطيع من الكلام ..  والسعيد من سلّمه الله من هذا والله ..  - ولقد بيّن الله سبل سلامتنا من هذا المرض .. فما كان ليضلّ قوم بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم مايتقون .. (الاية من سورة التوبة) ..  - ومن أحد أهمّ سبل السلامة من هذا الدين (دين الأهواء) .. وعدم التصهود لمن يجتزأ ويحوّر ويقصّ ويدلّس هو : فتبيّنــــــــوا أن تصيبوا قوماً بجهالة ..  فتصبحوا على مافعلتم نادميــــــــــن !  - ووالله لم تندموا بعد ..  هناك ستعضّون أصابعكم أمام الله في ذلك الموقف الرهيب : (ليوم الله بيفرجها الله :) وعيش ياكديش .. وشو بدكم بهالكلام ..  بس شو لو كان 1% أنو هالكلام سيحدث .. تخيل موقفك وقتها يا أحمق !)  نعم ..  ستعضون أصابعكم ندماً في ذلك الموقف عندما نقول : يااااااارب خذ حقّي من فلان .. فهو خاض فيّ وتكلم عليّ ! زعم أنهم لبسوا عليه .. ولم يكلّف خاطره أن يتبيّن مني .. وهذا أقل أمر لك أمرتنا به بهذ الباب .. ولم يكن يفصل بينه وبين التبيّن من صاحب العلاقة نفسه .. إلا رسالة على فيس أو تويتر أو ... الخ !!  أعلمتم لماذا لم يعذرهم الله عندما قالوا : ربنا إنّا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلّونا السبيلا !))  ...  نعود للموضوع ..  فكان هدفنا الحصول على أوراق ضغط لنرجع نتفاوض معه .. بعزّ وبقوّة وبرؤوس مرفوعة .. وذلك بعد أن جرّدت اللجنة الخبيثة .. (التي تحدثك الان أننا كنا متهورين وطائشين :) !!) السجن كله من أوراق الضغط التي كانت معنا ..  والتي قصمت ظهر النظام ببداية الأحداث (راجع ويكلكس) .. فأخذ يعامل السجناء كأسياد بعد ذلّ مرير لهم ..  _ ولكنه كعادته .. بذكاء وصبر وطول بال وخبرةٍ بأوضاع الاسلاميين من جهة .. وخّسة وندالة وجبن وعبودية اللجنة الخبيثة من جهة أخرى ..  سلب من السجن كل أوراق الضغط .. بصبر ودهاء وطول بال عجيب (بقي يراوغ 6 أشهر تخيّل !!!) ..  ووقتها (عندما سلب السجن ورق ضغوطه عليه) .. كشّر عن أنيابه وبدأ بالأوامر وتهديد المساجين إن لم ينفّذوها ..  ثم اقتحم عليهم وجوّعهم ومنع عنهم الطعام والماء وقتل منهم .. ثم أتى باللجنة الخبيثة فدست سمومها وفتاويها بينهم وهم بتلك الحالة ..  - فخنعوا كلّهم (حتى من كان يخالف اللجنة بالبدء ويعرف خبثها !!) وذلّوا وسلّموا أنفسهم وضيعوا عمل وصبر وعناء وتعب .. ستة أشهر هباءً منثووووووراً .. (نفس مايجري الان وسيجري بالشام بالضبط !!!!) ..  _ والعجيب أن المتصهودة مجمّدي العقل قبّحهم الله .. لم يتعلموا من درس صيدنايا .. بل إلى الان يقولون مشايخنا عملت الصحيح .. وأنقذت الأرواح التي كان سيزهقها المتهورون الطائشون :) ..  (راجع تغريدة الخبيث أبو التوت المرفقة مع الدرس) ..  - وياريتهم اكتفوا بهذا فحسب .. بل أعادوه اليوم بالشام ..  فهذا عين ماحدث بالشام ..  وهاهو النظام كشّر عن أنيابه بعد عامين مرواغة واستيعاب ..  وكانت بداية التكشير في "القصير" .. ثم إنّكم لم تروا نصراً بعدها !! رغم هول الإمكانيات والأموال والطاقات والشباب والرجال .. والمعدّات والسلاح الذي معكم !!  أفعلمتم أكثر وأكثر معنى كلامي : صيدنايا مدرسة للتاريخ ؟!!  ....  فكان الهدف من الاقتحام ليس كما يروّج الكلاب .. أننا كنا نريد إهلاك السجن !! بل كنا نريد أن نحسّن من وضعنا ونكسب ورق قوة في التفاوض ..  - حتى لو فاوضنا نفاوض بعزّ وقوة ورأس مرفوع .. وورقات ضغط كما يفعل الأسياد بالتفاوض .. لابذلّ وخنوع واستسلام كعبيد منفّذين !  _ والعجيب أن الناس بالسجن .. كان تؤمّنهم هم وتقدّمهم هم وتصدّقهم هم .. ويتهمون أبا خالد ومن معه ويتكلمون عليه أقذع الكلام ..  (كان يقولون عن أبي خالد رحمه الله .. فتّان جاهل أحمق باحث عن سلطة يريد إمارة غبي .. حتى وصلوا إلى أنهم أمروا صبيانهم أن يعتزلوه .. وحتى لايردّوا عليه السلام !!  سبحان الله هو حالنا اليوم بالضبط !!)  _ وقالوا عنّا بالسجن (كما يقولون اليوم بالحرف سبحان الله .. لكن هناك ما كانت ظابطة معهم أن يقولوا عميل :) ) .. قالوا : هؤلاء أغبياء متهورون طائشون ..  وسيتسببون بكارثة لنا وسيخربون عملنا ومشروعنا :) !!!! وسيقضون على أحلام السجن كلّه بالسجون الفرنسية والسويسرية ..  (نفس حالنا اليوم بالضبط :) ... !)  _ فأمّنوا الخائن .. وخوّنوا الأمين .. فأخزاهم الله شرّ خزي .. فلا دنيا أصابوا .. وزادهم في ضلالهم وغيّهم ..  وكانت نهايتهم (خنقاً) لما انتهت مهمّتهم عند من أخرجهم !!  ...  قالوا لكم : نديم بالوش كان يريد إهلاكنا .. هو غبيّ متهور طائش .. عنده فكر يا أخي بس هو غبيّ ولايعرف يعمل :) .. ويبحث عن جاه لنفسه و ... و ...  (هذا بعد انتهاء صلاحية تهمة عميل :) .. وطبعاً لاأنفي الأخطاء .. فمن لا يخطأ هو فقط من لايعمل)  - ألم تروا كيف عمل تجربة كيماوي غبية على الأرانب ..  وأخرجوا بيان كيماوي ..  (هكذا ينقلونها مجرّدة مجتزأة منقوصة) ..  فأعطى بذلك حجة للنظام لأن يضربنا بكيماوي .. :) .. متهور وطائش ..   هؤلاء إن لم يكونوا عملاء فهم أغبياء متهورون طائشون ..  وسيتسببون بكارثة لنا وسيخربون عملنا ومشروعنا :) !!!! وسيقضون على أحلام وأحلام الشعب السوري كلّه .. (والله نفس صيدنايا بالحرف) .  ...  فسار وراءهم من كره الله هدايتهم ومن كره إبصارهم ..  ولم يسمعوا أقل آيةٍ في دين الله وسنة نبيه بهذا الشأن : فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجالهة فتصبحوا على مافعلتم نادمين .. والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا .. فقد احتملوا بهتانا وإثما مبيناً !  _ سار وراءهم القطيع ..  وشتموا وآذوا وطعنوا وغدروا وخطّطوا وعذّبوا وقتلوا وخوّنوا .. وحلفوا الايمان وكل ذلك من : حدثنا ثقات !!!  ومنهم رَحِمٌ لك .. ويستطيع أن يتبّن منك بسهولة ووجهاً لوجه !  _ فبدأوا بشتمي وإخواني وسبّي واتهامي والكلام عليّ .. بدأوا يشتموني ويشتمون أخي عمر وصاحبي الشيخ عصام .. رحمهما الله .. بدأوا يقسمون أني عميل .. وشجّعوا قتلي ولو تهيأت لهم الفرصة كما صارت لأهل صيدنايا لحملوا السلاح عليّ كما حمل أشباههم علينا في صيدنايا ولم يحملوه على النظام .. (راجع ويكلكس صيدنايا معركة ج يمين 2) .  _ وما التجربة على الأرانب يا إخوة إلا مرحلة صغيرة جدّاً .. من مشروعنا الذي قتلوه وهو في المهد ..  ووالله لو أُتمّ لقُلبت المعادلات بالشام كلّها بإذن الله .. وسأتحدث عن المشروع كاملاً إن شاء الله في سلسلة "جهادي" ..  ....  لكن لاتقلقوا .. :) .. فكما قُتل أبو خالد ومن معه محروقةٌ قلوبهم منهم ..  فهم ذهبوا بعده وماجوا وراجوا وفاشوا وتأمروا على جماعات و ....  ثمّ ماذا ؟!! ثم كان اللقاء .. نعم هناك تمّ اللقاء الان بينهم وبينه ..  بعد أن صعدوا رغم أنفهم لعندهم .. (قادة الأحرار) .. مخنوقين (بغباء أمني منقطع النظير) ..  _ فكذا هناك ..  سألقى كل خبيث وقع فيّ ولو بكلمة ليست فيّ .. دون أن يتبيّن أو يستسمح بعدها مني .. ووالله .. لأخذّن حقي من بين أعيونهم .. ربّ لانجوت إن نجوا .. ربّ إن كنت تعلم أني مظلومٌ .. ربّ خذ حقي باسمك العَدل !  - والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ..  فقد احتملوا بهتانا وإثما مبيناً ..  فاحملوه .. احملوه .. وكل آتٍ قريب !  .......  فلم نكن بالأصل يا إخوة نريد أخذ السجن .. لمواجهة شاملة مع النظام وأن نخرج وقاتل الجيش ..  كما يوهمونكم !  لكنّهم استغلّوا بعض كلام للأشخاص ذوو الخرافات والحماس .. ممن كانوا موجودين بالطابق الأرضي : (ذكرت أننا لم نكن نمنع أحد من النزول للطابق الأرضي للحراسة .. لأن ثغور السجن كانت كثيرة) .. ولبّسوا على أتباعهم الخبثاء به ..  - فكان البعض في الطابق الأرضي يقول : سنخرج نقاتل النظام ونقضي على الجيش .. لأن الله سينصرنا وسيهربون .. ومن ثم سنذهب للشام ولقصر المهاجرين و .... الخ . - فهم أخذوا كلامهم وطاااروا به قاتلهم الله : انظروا لأصحاب الطابق الأرضي المتهورين !!!  _ وهذه عادة أهل الهوى الحاقدين في كل زمان ومكان .. التدليس والتلبيس والقصّ والاجتزاء من القصّة ..  وتحوير الكلام والأفعال لضرب من يحقدون عليهم ..  _ وكذلك استغلّوا كلاماً لبعض الغلاة .. الذين كانوا موجودين ايضاً بالطابق الأرضي .. كنعمان بشير من سرغايا والذي كان بالأصل مهرّب ثم "تمشيخ" .. وبدأ بالتكفير كأنه لعبةٌ عنده ..  وكفّر حتى من يتعامل مع سجناء الطوابق العليا !! فاستغلّوا كلامه "الأحمق" .. وبدأوا بين الناس لاتسمعوا لهم هؤلاء متهورون جهلة طائشون غلاة خوارج ألم تسمعوا لقول نعمان بشير ..  _ وهو لم يكن شيء أبداً يا إخوة بيننا ولم نكن لنا علاقةٌ به أصلاً ..  لكن كان موجود بالطابق الأرضي .. وطبعاً مساحة الطابق الأرضي كبيرة جدّاً .. فهو عبارة عن ست أجنحة مع مسدّس موزّع له ..  وكما قلت لكم لم نكن نمنع أحد ولا نسطيع .. من النزول للطابق الأرضي للحراسة ..  .....  وطبعاً أنا عندما أقول لعبوا بعقول المساجين .. لايعني أني أبرّر لهؤلاء الخبثاء (المساجين) ..  _ فبالحقيقة سأعلّمكم قاعدة اعقلوها جيّداً .. فهي ستساهم بإفهامكم أموراً كثيرةً بإذن الله ..  في الجهاد (وحتى في غيره) : كل عالم أو أمير .. غبيّ أو عميل أو خبيث (هذه الأقسام الثلاثة) ..  لايمكن لهما أن يبدآ أو يستمرا في تدميرهما لجماعة .. حتى يجنّدوا هذه الأصناف الثلاثة  :  1- شخص يكون له هوىً في كلامهم وفعلهم ..  وهذا الهوى نتيجة خنوع فيه أو ذلّ .. أو تثاقل إلى الأرض أو رغبةً بالحياة الدنيا ..  فيوافق كلامهم الخبيث خبثه الذي في داخله ..  فحتّى لايعترف بخبثه .. يلبّسه بكلام هؤلاء الأنجاس !  فهو بالبدء يعلم في كينونة نفسه : أنّ كلامهم على الأقل مشبوه .. لكن لايلتفت لهذا !  كمثل من يحب فتاة ويريد أن يتزوجها بغير رضى أبوها : (الموّحد الملتزم بتعاليم الله سبحانه في الزواج وتسهيله) .. فيبدأ يبحث عن كلام أبو حنيفة وكلام فلان وعلّان بالزواج بدون وليّ ..  _ فمثل هذا يكون يعلم في البدء أنّ الكلام مشبوه وخاطئ .. لكن عندما يأخذ به ليبرّر نجسه وخبثه أو هواه ..  يولّه ربه ما تولّى ويصله جهنّم وساءت مصيراً .. ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى .. ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ماتولى ونصله جهنّم وساءت مصيراً .. (ركّز على قوله نولّه ما تولى) ..  2- شخص يكون لديه مصلحة في كلامهم .. فهو يعرفهم بخبثهم ونجاستهم تماماً .. ويعرف أنهم على ضلال .. لكن يُغلّب مصلحته الدنيا على كل شيء ..  وهذا من يتّخذ الدين تجارة وما أكثرهم اليوم .. فهؤلاء ختم الله على قلوبهم .. هم يعرفون بالبدء أن الكلام باطل تماماً وليس فقط مشبوه فقط ..   لكن مع ذلك يأخذونه لتوافق مصالحهم .  3- شخص صادق .. لكن عنده ضغط نفسي في أهله وبيته ومخنوق من أبيه وأمّه ..  وهناك فشل وضغوط عليه في قضاياه العاطفية أو الجنسية أو دراسته أو .... الخ . وهو يحبّ الدين بداخله .. ويرى أن أصل مشاكله : هو ظهور الفساد في الأرض (رشاوي محسوبيات واسطات .... الخ) . الناتج عن تبديل حكم الله وشرعه ..   - فسيفرّغ كل ضغوطه النفسية وفشله والضغوطات الهائلة عليه وانعدام أمله والديكتاتورية التي تمارس عليه من صغره بدءاً من أبيه وأخيه الكبير .. انتهاءاً بدراسته وانعدام  العمل وصعوبة زواجه .. و ...... و ...... الخ .  - فسيفرّغ كل هذا .. بكلامهم الذي سيوافق هواه في تفريغ مابداخله .. ذبحاً وقتلاً وصلباً وجلداً ورجماً واليوم جرقاً ... الخ . باسم جهاد الكفّار والمرتدين و الصحوات .... الخ .  وينسى سموّ رسالة هذا الدين وعلّو نفوس أصحابها ..  وتعاليهم عن حظوظ النفس والانتصار لها ولشخصها .. وأنّ همهم الأول ليس إقامة الحدود على الناس إنما هدايتهم ..  _ فتبأً لقوم يرون أن غاية الجهاد هي إقامة الحدود .. باسم حكم الله في أرضه ..   وينسوا أن الله فرض هذه الحدود أصلاً حباً بالناس ورحمةً بهم .. ورغبة بهدايتهم وعدم ضلالهم : والله يريد أن يتوب عليكم ... ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً !  يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر .. يريد  الله أن يخفّف عنكم .. بشروا ولاتنفّروا يسروا ولاتعسّروا ..  لاتطل عليهم الصلاة ....... الخ .   _ وإلا لماذا فرض الجزية ياقوم ؟!!!!! لو كان غاية الجهاد قتال الكفار وإقامة الحدود ؟!!!  وتحدّثت عن هذا فيما سبق !  _ وحتى لو كانت الجزية يا إخوة لمجرّد أنها مصلحة للدولة الاسلامية : (انظر الان ماذا يخطر ببالك لما يذكر اسم الدولة الاسلامية للأسف :  مشاهد القتل والحرق والصلب والجلد والرجم ... !!!! ) ..  فلو كانت الجزية لمجرد أنها من أجل المال .. لماذا قال عن يدٍ وهم صاااااغرون ؟؟!!!!  لماذا كان من أحكام عمر رضي الله عنه فيهم : أن يجانبوا الطريق أن يخالفوا المسلمين بلباسمهم أن .. أن ... !  - يا إخوة هل لأن الله سبحانه يريد ذلّ البشر !! فكان منعهم من إقامة شعائرهم وكنائسهم ألم يكن أفضل ؟!!!!!  _ كل هذا يا ناس كما شرحت لكم وأشرح واشرح .. من أجل ما يجب عليك كمجاهد صاحب رسالة .. هي أسمى رسالة وأسمى مبدأ وجد للناس ..  كل هذا يجب عليك عندما يطبقّه أصغر عنصر عندك .. أن يطبقّه بنيّة أن هذا ضغوط عليهم كما يضغط الأب على ابنه .. في عقابه لعلّه يثوب إلى رشده ..  لا انتصاراً للنفس أو لأنهم كفّار فقط هكذا !!!  _ ووالله هذه صفات الطائفة التي سينصرها ..  والتي لا تمثّلها أي جماعة مسلمة اليوم قطّ للأسف !!!!  ...  هؤلاء الأصناف الثلاثة من الاشخاص .. هم من يمكّنون للأمير أو العالم العميل الخبيث أو الغبي عملهما .. وهم من يكونا ركائزهما في تجنيد الناس وسوقهم كالقطيع ..  _ فغالب من تبقّى شباب طيب صادق يريد الدين ويحبّه .. لكن عنده جهل وقلّة خبرة .. فيسوقوه كالأنعام لمحارق يحرقون بها طاقات الأمة.. ويهدرون فيها خيرة شبابها وطاقاتها وإمكانياتها .. خلال خطة خبيثة تطبّق كل عشر سنين بمبادئها نفسها .. لكن باختلاف الأماكن والعنوانين ..  _ وكذا تبقى أمتي أمة ذليلة مهزومة ضائعةً شريدة جريحة .. ذليلة في أسفل الأمم .. وتكون أمّة كايران لم تنهض إلا منذ 40 عام .. تتحكم بها !!!!  أنا هنا لاأعذرهم ..  فأمّة خونت أمناءها وقتلتهم وأخرجتهم .. وأمّنت خونتها وسفهائها وقدّمتهم وأمّرتهم .. هذا مصيرها ..  سنّة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلاً !  ....  فهؤلاء المساجين الذين سِيقوا وراء هذه اللجنة الخبيثة .. هذا كان حالهم : أحد هذه الأصناف ..   وإلا لو أردا واحدٌ منهم الحق مافصل بينه وبين أن ينزل للطابق الأرضي .. ويتأكد بنفسه ويتبيّن من أصحابه : أقوالهم وعقائدهم ..  إلا عدة درجات السُلَّم !!!  فكيف هؤلاء يُعذرون ؟!!  وهذا طبعاً ليس في صيدنايا فقط بكل بكل الحياة .. وأصلاً قلت وقال ويكلكيس .. أن صيدنايا مدرسةٌ للتاريخ ..  فهي نموذج مصغّر لأغلب قصص وجوانب الحياة !  ....... .......  بدأ التواصل بين النظام واللجنة الخبيث .. بعد أن ترجّوه كثيراً .. وطبعاً هو كان يريد التواصل مع كلبه الموثوق اللجنة المدلّلة .. فلقد ذكر ويكلكس أننا لما اتفقنا على إرسال غيرهم : (أبو حسين زيينة أبو مالك الشامي) لم يقبل النظاااااام !!  _ مع أننا رددنا مرتين عليه وقلنا ماعندنا غيره .. فقال لاأقبل بلجنة مفاوضة غير هذه اللجنة :) !!!! مع أن العجيب في الأمر أنها لما نزلت أول مرة قبل 6 أشهر .. لم يكن هو من طلبها أو أختارها !! فبرأيكم لماذا أصرَّ عليها بعد أن صار بيناتهم خبز وملح :) ؟!!!  - ولماذا كان يكلم السجناء بالميكروفات .. أن لاتسعوا للمتهورين والطائشين بينكم :) !!!!! اسمعوا للجنة العاقلة الحكيمة !!!!؟!!!!  (راجع ويكلكس) ..  .....  كان هذا الدرس فيه دروس عظيمة وعبر وفوائد لكم ..  والان سأبدأ إن شاء الله بقصّة نزول السجناء واقتحام ال35 ..  يتبع إن شاء الله ..‏ 

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

 

كتاب المغــــــــازي (43) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) :
مابين أُحــــــد وصيدنايا (7) !

 

بدأ الاستعصاء الأخير كما ذكر ويكلكس صيدنايا ..
وكان تواصل النظام في بداية الأسبوع الأول له مع اللجنة مقطوعاً ..
لأننا سيطرنا على الطابق الأول مع أبي خالد العراقي ..
فمنعنا أي شخص فيهم من النزول واستدركنا خطأ استعصاء 5/7 ..

ولأن النظام نفسه لم يكن يريد التواصل معهم تلك الفترة ..
عقوبةً لهم على عدم "زجر" الاقتحاميين وإيقافهم ..
مع أنهم قاتلهم الله ماقصّروا أبداً  images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5.. 

بل والله كانوا خيراً كلب وفيّ لسيّده ..
فكانت فقط آخر خطة اقتحام لنا على الجيش خرّبوها علينا ..
حيث لم يكونوا يفعلون شيئاً صعباً !!
فقط يُصدرون أصواتاً عالية عندما يتخانقون معنا فينتبه الجيش ..
فتخرب الخطّة كلها .. لأن أساسها يكون المفاجأة !

...

اسأل الآن أي خبيث فيهم ..
أنتم لماذا سلّمتم السجن ونزلتم منه وحاربتم "الاقتحاميين" ؟!

سيكون جوابه لك :
هؤلاء مجموعة متهورين طائشين جهلة لاعلم لهم مغامرون ..

غلاة يكفّرون الناس وكانوا يكفّروننا بالسجن (سنتحدث عنها) ..

وكانوا يريدون أن يهاجموا الجيش كلّه والفرقة الرابعة ..
وهم مامعهم إلا قليل من المتفرقعات وسكاكين ..

فإذا نحن الآن عندنا دبابات وصواريخ ..
ولم نستطع هزيمة هذا الجيش ..
أَفَترى كم كان جنونهم وطيشهم ؟!!! images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

_ وهو طبعاً سيركض بما قاله الشيخ .. أو الأمير .. images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5!!!!

فهذا أسد من أسود الله قضى عمره بالسجون !!!
دون أدنى تبيّن أو استفسار من أصحاب العلاقة أنفسهم ..
وهو لايفصل بينه وبينهم إلا رسالة على تويتر أو فيس ..
(سنتحدث عن السبب بهذا كذلك بآخر البوست ) .

_ لكن عندما سيعرف الحقّ ويعرف أنه كان مجرّد تابع مُتصهود ..
فلن ينفعه : ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السبيلا ..
ولن يغني عنه أمراؤه ومشائخه عندما يقول لهم :
إنّا كنّا لكم تبعاً .. فهل أنتم مُغنون عنّا نصيباً من النار images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ؟!!

...

كل هدفنا يا إخوة :

(أتكلم الآن عن غالب الإخوة لأن بالطابق الأرضي ..
كان موجود كثير من الناس (100شخص) وعدّة آراء) ..

كل هدفنا كان السيطرة على بعض قطع السّلاح ..
عن طريق الأنفاق التي حفرها الإخوة بالسجن :
(لم أكن معهم لأن عملي كان بصناعة المتفجرات وتجهيز الغازات ..
فبقيت لوحدي من أفهم بها بعد مقتل رضوان رحمه الله ..
وكان أبو حمزة يجنّد لي شباب يعملون معي رحمه الله ) .

_ كان هدفنا السيطرة على قطع من السلاح عن طريق النفق ..
حيث سنخرج لجنديين (دورية راجلة) فجأة ..
ونخلصّهم سلاحهم ونعود للسجن ..
وذلك لنمتلك ورق ضغط على النظام ..

- لم يكن هدفنا الهجوم على النظام كما يكذبون عليكم ..
وأنتم تصدقوووووونهم بدون أدنى تفكييير !!
ولقاؤنا معكم هناك عند الله ..

- كان هدفنا الحصول على أوراق ضغط لنرجع نتفاوض معه ..
بعزّ وبقوّة وبرؤوس مرفوعة ..

((وهذا ماحدث بعد اقتحام الـ 35 عليه بعد نزول المساجين ..
وسنأتي عليه إن شاء الله ..
وهذا بعض الأمور التي يلبّسونها عليكم الآن :
نديم بالوش خطب فينا خطبة اهتزّ لها السجن أن لاتفاوضوا ..
ثم ذهب هو ومن معه وفاوضوا .. !!! ... !!!!

- سبحان الله وهل قصم ظهر الأمة اليوم إلا دين الأهواء ..
ومنه التلبيس والتدليس والتحوير والاجتزاء والتقطيع من الكلام ..

والسعيد من سلّمه الله من هذا والله ..

- ولقد بيّن الله سبل سلامتنا من هذا المرض ..

{فما كان ليضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم مايتقون} ..
(الآية من سورة التوبة) ..

- ومن أحد أهمّ سبل السلامة من هذا الدين (دين الأهواء) ..
وعدم التصهود لمن يجتزئ ويحوّر ويقصّ ويدلّس هو :

{فتبيّنــــــــوا أن تصيبوا قوماً بجهالة ..
فتصبحوا على مافعلتم نادميــــــــــن }!

- ووالله لم تندموا بعد ..
هناك ستعضّون أصابعكم أمام الله في ذلك الموقف الرهيب :

(ليوم الله بيفرجها الله ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 وعيش ياكديش .. وشو بدكم بهالكلام .. 

بس شو لو كان 1% أنو هالكلام سيحدث ..
تخيل موقفك وقتها يا أحمق !)

نعم ..
ستعضون أصابعكم ندماً في ذلك الموقف عندما نقول :
يااااااارب خذ حقّي من فلان .. فهو خاض فيّ وتكلم عليّ !
زعم أنهم لبسوا عليه .. ولم يكلّف خاطره أن يتبيّن مني ..
وهذا أقل أمر لك أمرتنا به بهذ الباب ..
ولم يكن يفصل بينه وبين التبيّن من صاحب العلاقة نفسه ..
إلا رسالة على فيس أو تويتر أو ... الخ !!

أعلمتم لماذا لم يعذرهم الله عندما قالوا :
ربنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السبيلا !))

...

نعود للموضوع ..

فكان هدفنا الحصول على أوراق ضغط لنرجع نتفاوض معه ..
بعزّ وبقوّة وبرؤوس مرفوعة ..
وذلك بعد أن جرّدت اللجنة الخبيثة ..
(التي تحدثك الآن أننا كنا متهورين وطائشين images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!)

السجنَ كله من أوراق الضغط التي كانت معنا ..

والتي قصمت ظهر النظام ببداية الأحداث (راجع ويكلكس) ..
فأخذ يعامل السجناء كأسياد بعد ذلّ مرير لهم ..

_ ولكنه كعادته ..
بذكاء وصبر وطول بال وخبرةٍ بأوضاع الإسلاميين من جهة ..
وخّسة وندالة وجبن وعبودية اللجنة الخبيثة من جهة أخرى ..

سلب من السجن كل أوراق الضغط ..
بصبر ودهاء وطول بال عجيب (بقي يراوغ 6 أشهر تخيّل !!!) ..

ووقتها (عندما سلب السجن ورق ضغوطه عليه) ..
كشّر عن أنيابه وبدأ بالأوامر وتهديد المساجين إن لم ينفّذوها ..
ثم اقتحم عليهم وجوّعهم ومنع عنهم الطعام والماء وقتل منهم ..
ثم أتى باللجنة الخبيثة فدست سمومها وفتاويها بينهم وهم بتلك الحالة ..

- فخنعوا كلّهم (حتى من كان يخالف اللجنة بالبدء ويعرف خبثها !!)
وذلّوا وسلّموا أنفسهم وضيعوا عمل وصبر وعناء وتعب ..
ستة أشهر هباءً منثووووووراً ..

(نفس مايجري الآن وسيجري بالشام بالضبط !!!!) ..

 

_ والعجيب أن المتصهودة مجمّدي العقل قبّحهم الله ..
لم يتعلموا من درس صيدنايا ..
بل إلى الآن يقولون مشايخنا عملت الصحيح ..
وأنقذت الأرواح التي كان سيزهقها المتهورون الطائشون images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .. 

(راجع تغريدة الخبيث أبو التوت المرفقة مع الدرس) ..

- وياريتهم اكتفوا بهذا فحسب .. بل أعادوه اليوم بالشام ..
فهذا عين ماحدث بالشام ..
وهاهو النظام كشّر عن أنيابه بعد عامين مرواغة واستيعاب ..
وكانت بداية التكشير في "القصير" .. ثم إنّكم لم تروا نصراً بعدها !!
رغم هول الإمكانيات والأموال والطاقات والشباب والرجال ..
والمعدّات والسلاح الذي معكم !!

أفعلمتم أكثر وأكثر معنى كلامي : صيدنايا مدرسة للتاريخ ؟!!

....

فكان الهدف من الاقتحام ليس كما يروّج الكلاب ..
أننا كنا نريد إهلاك السجن !!
بل كنا نريد أن نحسّن من وضعنا ونكسب ورق قوة في التفاوض ..

- حتى لو فاوضنا نفاوض بعزّ وقوة ورأس مرفوع ..
وورقات ضغط كما يفعل الأسياد بالتفاوض ..
لابذلّ وخنوع واستسلام كعبيد منفّذين !

_ والعجيب أن الناس بالسجن ..
كان تؤمّنهم هم وتقدّمهم هم وتصدّقهم هم ..
ويتهمون أبا خالد ومن معه ويتكلمون عليه أقذع الكلام ..

(كان يقولون عن أبي خالد رحمه الله ..
فتّان جاهل أحمق باحث عن سلطة يريد إمارة غبي ..
حتى وصلوا إلى أنهم أمروا صبيانهم أن يعتزلوه ..
وحتى لايردّوا عليه السلام !!
سبحان الله هو حالنا اليوم بالضبط !!)

_ وقالوا عنّا بالسجن (كما يقولون اليوم بالحرف سبحان الله ..
لكن هناك ما كانت ظابطة معهم أن يقولوا عميل images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ) ..

قالوا : هؤلاء أغبياء متهورون طائشون ..
وسيتسببون بكارثة لنا وسيخربون عملنا ومشروعنا images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!

وسيقضون على أحلام السجن كلّه بالسجون الفرنسية والسويسرية ..
(نفس حالنا اليوم بالضبط images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ... !)

_ فأمّنوا الخائن .. وخوّنوا الأمين .. فأخزاهم الله شرّ خزي ..
فلا دنيا أصابوا .. وزادهم في ضلالهم وغيّهم ..
وكانت نهايتهم (خنقاً) لما انتهت مهمّتهم عند من أخرجهم !!

...

قالوا لكم :
نديم بالوش كان يريد إهلاكنا .. هو غبيّ متهور طائش ..
عنده فكر يا أخي بس هو غبيّ ولايعرف يعمل ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5..

ويبحث عن جاه لنفسه و ... و ...
(هذا بعد انتهاء صلاحية تهمة عميل ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

وطبعاً لاأنفي الأخطاء .. فمن لا يخطأ هو فقط من لايعمل)

- ألم تروا كيف عمل تجربة كيماوي غبية على الأرانب ..
وأخرجوا بيان كيماوي ..
(هكذا ينقلونها مجرّدة مجتزأة منقوصة) ..

فأعطى بذلك حجة للنظام لأن يضربنا بكيماوي images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

متهور وطائش ..

هؤلاء إن لم يكونوا عملاء فهم أغبياء متهورون طائشون ..
وسيتسببون بكارثة لنا وسيخربون عملنا ومشروعنا images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!

وسيقضون على أحلام وأحلام الشعب السوري كلّه ..
(والله نفس صيدنايا بالحرف) .

...

فسار وراءهم من كره الله هدايتهم ومن كره إبصارهم ..
ولم يسمعوا أقل آيةٍ في دين الله وسنة نبيه بهذا الشأن :
فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجالهة فتصبحوا على مافعلتم نادمين ..
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ..
فقد احتملوا بهتانا وإثما مبيناً !

_ سار وراءهم القطيع ..
وشتموا وآذوا وطعنوا وغدروا وخطّطوا وعذّبوا وقتلوا وخوّنوا ..
وحلفوا الايمان وكل ذلك من : حدثنا ثقات !!!

ومنهم رَحِمٌ لك .. ويستطيع أن يتبّن منك بسهولة ووجهاً لوجه !

_ فبدأوا بشتمي وإخواني وسبّي واتهامي والكلام عليّ ..
بدأوا يشتموني ويشتمون أخي عمر وصاحبي الشيخ عصام ..
رحمهما الله .. بدأوا يقسمون أني عميل .. وشجّعوا قتلي ولو تهيأت لهم الفرصة كما صارت لأهل صيدنايا لحملوا السلاح عليّ كما حمل أشباههم علينا في صيدنايا ولم يحملوه على النظام ..
(راجع ويكلكس صيدنايا معركة ج يمين 2) .

_ وما التجربة على الأرانب يا إخوة إلا مرحلة صغيرة جدّاً ..
من مشروعنا الذي قتلوه وهو في المهد ..
ووالله لو أُتمّ لقُلبت المعادلات بالشام كلّها بإذن الله ..
وسأتحدث عن المشروع كاملاً إن شاء الله في سلسلة "جهادي" ..

....

لكن لاتقلقوا .. images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

فكما قُتل أبو خالد ومن معه محروقةٌ قلوبهم منهم ..

فهم ذهبوا بعده وماجوا وراجوا وفاشوا وتأمروا على جماعات و ....
ثمّ ماذا ؟!!
ثم كان اللقاء .. نعم هناك تمّ اللقاء الآن بينهم وبينه ..
بعد أن صعدوا رغم أنفهم لعندهم .. (قادة الأحرار) ..
مخنوقين (بغباء أمني منقطع النظير) ..

_ فكذا هناك ..
سألقى كل خبيث وقع فيّ ولو بكلمة ليست فيّ ..
دون أن يتبيّن أو يستسمح بعدها مني ..
ووالله ..
لآخذّن حقي من بين أعينهم ..
ربّ لانجوت إن نجوا .. ربّ إن كنت تعلم أني مظلومٌ ..
ربّ خذ حقي باسمك العَدل !

- والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ..
فقد احتملوا بهتانا وإثما مبيناً ..

فاحملوه .. احملوه ..
وكل آتٍ قريب !

.......

فلم نكن بالأصل يا إخوة نريد أخذ السجن ..
لمواجهة شاملة مع النظام وأن نخرج وقاتل الجيش ..
كما يوهمونكم !

لكنّهم استغلّوا بعض كلام للأشخاص ذوو الخرافات والحماس ..
ممن كانوا موجودين بالطابق الأرضي :
(ذكرت أننا لم نكن نمنع أحد من النزول للطابق الأرضي للحراسة ..
لأن ثغور السجن كانت كثيرة) ..
ولبّسوا على أتباعهم الخبثاء به ..

- فكان البعض في الطابق الأرضي يقول :
سنخرج نقاتل النظام ونقضي على الجيش ..
لأن الله سينصرنا وسيهربون ..
ومن ثم سنذهب للشام ولقصر المهاجرين و .... الخ .
- فهم أخذوا كلامهم وطاااروا به قاتلهم الله :
انظروا لأصحاب الطابق الأرضي المتهورين !!!

_ وهذه عادة أهل الهوى الحاقدين في كل زمان ومكان ..
التدليس والتلبيس والقصّ والاجتزاء من القصّة ..
وتحوير الكلام والأفعال لضرب من يحقدون عليهم ..

_ وكذلك استغلّوا كلاماً لبعض الغلاة ..
الذين كانوا موجودين ايضاً بالطابق الأرضي ..
كنعمان بشير من سرغايا والذي كان بالأصل مهرّب ثم "تمشيخ" ..
وبدأ بالتكفير كأنه لعبةٌ عنده ..
وكفّر حتى من يتعامل مع سجناء الطوابق العليا !!
فاستغلّوا كلامه "الأحمق" ..
وبدأوا بين الناس لاتسمعوا لهم هؤلاء متهورون جهلة طائشون غلاة خوارج ألم تسمعوا لقول نعمان بشير ..

_ وهو لم يكن شيء أبداً يا إخوة بيننا ولم نكن لنا علاقةٌ به أصلاً ..
لكن كان موجود بالطابق الأرضي ..
وطبعاً مساحة الطابق الأرضي كبيرة جدّاً ..
فهو عبارة عن ست أجنحة مع مسدّس موزّع له ..
وكما قلت لكم لم نكن نمنع أحد ولا نسطيع ..
من النزول للطابق الأرضي للحراسة ..

.....

وطبعاً أنا عندما أقول لعبوا بعقول المساجين ..
لايعني أني أبرّر لهؤلاء الخبثاء (المساجين) ..

_ فبالحقيقة سأعلّمكم قاعدة اعقلوها جيّداً ..
فهي ستساهم بإفهامكم أموراً كثيرةً بإذن الله ..

في الجهاد (وحتى في غيره) :
كل عالم أو أمير .. غبيّ أو عميل أو خبيث (هذه الأقسام الثلاثة) ..
لايمكن لهما أن يبدآ أو يستمرا في تدميرهما لجماعة ..
حتى يجنّدوا هذه الأصناف الثلاثة :

1- شخص يكون له هوىً في كلامهم وفعلهم ..
وهذا الهوى نتيجة خنوع فيه أو ذلّ ..
أو تثاقل إلى الأرض أو رغبةً بالحياة الدنيا ..

فيوافق كلامهم الخبيث خبثه الذي في داخله ..
فحتّى لايعترف بخبثه .. يلبّسه بكلام هؤلاء الأنجاس !

فهو بالبدء يعلم في كينونة نفسه :
أنّ كلامهم على الأقل مشبوه .. لكن لايلتفت لهذا !

كمثل من يحب فتاة ويريد أن يتزوجها بغير رضى أبوها :

(الموّحد الملتزم بتعاليم الله سبحانه في الزواج وتسهيله) ..
فيبدأ يبحث عن كلام أبو حنيفة وكلام فلان وعلّان بالزواج بدون وليّ ..

_ فمثل هذا يكون يعلم في البدء أنّ الكلام مشبوه وخاطئ ..
لكن عندما يأخذ به ليبرّر نجسه وخبثه أو هواه ..
يولّه ربه ما تولّى ويصله جهنّم وساءت مصيراً ..
ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ..
ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ماتولى ونصله جهنّم وساءت مصيراً ..
(ركّز على قوله نولّه ما تولى) ..

2- شخص يكون لديه مصلحة في كلامهم ..
فهو يعرفهم بخبثهم ونجاستهم تماماً .. ويعرف أنهم على ضلال ..
لكن يُغلّب مصلحته الدنيا على كل شيء ..
وهذا من يتّخذ الدين تجارة وما أكثرهم اليوم ..
فهؤلاء ختم الله على قلوبهم ..
هم يعرفون بالبدء أن الكلام باطل تماماً وليس فقط مشبوه فقط ..
لكن مع ذلك يأخذونه لتوافق مصالحهم .

3- شخص صادق ..
لكن عنده ضغط نفسي في أهله وبيته ومخنوق من أبيه وأمّه ..
وهناك فشل وضغوط عليه في قضاياه العاطفية أو الجنسية أو دراسته أو .... الخ .
وهو يحبّ الدين بداخله .. ويرى أن أصل مشاكله :
هو ظهور الفساد في الأرض (رشاوي محسوبيات واسطات .... الخ) .
الناتج عن تبديل حكم الله وشرعه ..

- فسيفرّغ كل ضغوطه النفسية وفشله والضغوطات الهائلة عليه وانعدام أمله والديكتاتورية التي تمارس عليه من صغره بدءاً من أبيه وأخيه الكبير ..
انتهاءاً بدراسته وانعدام العمل وصعوبة زواجه ..
و ...... و ...... الخ .

- فسيفرّغ كل هذا ..
بكلامهم الذي سيوافق هواه في تفريغ مابداخله ..
ذبحاً وقتلاً وصلباً وجلداً ورجماً واليوم جرقاً ... الخ .
باسم جهاد الكفّار والمرتدين و الصحوات .... الخ .

وينسى سموّ رسالة هذا الدين وعلّو نفوس أصحابها ..
وتعاليهم عن حظوظ النفس والانتصار لها ولشخصها ..
وأنّ همهم الأول ليس إقامة الحدود على الناس إنما هدايتهم ..

_ فتبأً لقوم يرون أن غاية الجهاد هي إقامة الحدود ..
باسم حكم الله في أرضه ..

وينسوا أن الله فرض هذه الحدود أصلاً حباً بالناس ورحمةً بهم ..
ورغبة بهدايتهم وعدم ضلالهم :
والله يريد أن يتوب عليكم ...
ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً !
يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر ..
يريد الله أن يخفّف عنكم ..
بشروا ولاتنفّروا يسروا ولاتعسّروا ..
لاتطل عليهم الصلاة ....... الخ .

_ وإلا لماذا فرض الجزية ياقوم ؟!!!!!
لو كان غاية الجهاد قتال الكفار وإقامة الحدود ؟!!!

وتحدّثت عن هذا فيما سبق !

_ وحتى لو كانت الجزية يا إخوة لمجرّد أنها مصلحة للدولة الاسلامية :
(انظر الان ماذا يخطر ببالك لما يذكر اسم الدولة الاسلامية للأسف :
مشاهد القتل والحرق والصلب والجلد والرجم ... !!!! ) ..

فلو كانت الجزية لمجرد أنها من أجل المال ..
لماذا قال عن يدٍ وهم صاااااغرون ؟؟!!!!

لماذا كان من أحكام عمر رضي الله عنه فيهم :
أن يجانبوا الطريق أن يخالفوا المسلمين بلباسمهم أن .. أن ... !

- يا إخوة هل لأن الله سبحانه يريد ذلّ البشر !!
فكان منعهم من إقامة شعائرهم وكنائسهم ألم يكن أفضل ؟!!!!!

_ كل هذا يا ناس كما شرحت لكم وأشرح واشرح ..
من أجل ما يجب عليك كمجاهد صاحب رسالة ..
هي أسمى رسالة وأسمى مبدأ وجد للناس ..

كل هذا يجب عليك عندما يطبقّه أصغر عنصر عندك ..
أن يطبقّه بنيّة أن هذا ضغوط عليهم كما يضغط الأب على ابنه ..
في عقابه لعلّه يثوب إلى رشده ..
لا انتصاراً للنفس أو لأنهم كفّار فقط هكذا !!!

_ ووالله هذه صفات الطائفة التي سينصرها ..
والتي لا تمثّلها أي جماعة مسلمة اليوم قطّ للأسف !!!!

...

هؤلاء الأصناف الثلاثة من الاشخاص ..
هم من يمكّنون للأمير أو العالم العميل الخبيث أو الغبي عملهما ..
وهم من يكونا ركائزهما في تجنيد الناس وسوقهم كالقطيع ..

_ فغالب من تبقّى شباب طيب صادق يريد الدين ويحبّه ..
لكن عنده جهل وقلّة خبرة ..
فيسوقوه كالأنعام لمحارق يحرقون بها طاقات الأمة..
ويهدرون فيها خيرة شبابها وطاقاتها وإمكانياتها ..
خلال خطة خبيثة تطبّق كل عشر سنين بمبادئها نفسها ..
لكن باختلاف الأماكن والعنوانين ..

_ وكذا تبقى أمتي أمة ذليلة مهزومة ضائعةً شريدة جريحة ..
ذليلة في أسفل الأمم ..
وتكون أمّة كايران لم تنهض إلا منذ 40 عام .. تتحكم بها !!!!

أنا هنا لاأعذرهم ..
فأمّة خونت أمناءها وقتلتهم وأخرجتهم ..
وأمّنت خونتها وسفهائها وقدّمتهم وأمّرتهم .. هذا مصيرها ..

سنّة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلاً !

....

فهؤلاء المساجين الذين سِيقوا وراء هذه اللجنة الخبيثة ..
هذا كان حالهم : أحد هذه الأصناف ..

وإلا لو أردا واحدٌ منهم الحق مافصل بينه وبين أن ينزل للطابق الأرضي ..
ويتأكد بنفسه ويتبيّن من أصحابه : أقوالهم وعقائدهم ..
إلا عدة درجات السُلَّم !!!

فكيف هؤلاء يُعذرون ؟!!

وهذا طبعاً ليس في صيدنايا فقط بكل بكل الحياة ..
وأصلاً قلت وقال ويكلكيس .. أن صيدنايا مدرسةٌ للتاريخ ..
فهي نموذج مصغّر لأغلب قصص وجوانب الحياة !

.......
.......

بدأ التواصل بين النظام واللجنة الخبيث .. بعد أن ترجّوه كثيراً ..
وطبعاً هو كان يريد التواصل مع كلبه الموثوق اللجنة المدلّلة ..
فلقد ذكر ويكلكس أننا لما اتفقنا على إرسال غيرهم :
(أبو حسين زيينة أبو مالك الشامي) لم يقبل النظاااااام !!

_ مع أننا رددنا مرتين عليه وقلنا ماعندنا غيره ..
فقال لاأقبل بلجنة مفاوضة غير هذه اللجنة images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!

مع أن العجيب في الأمر أنها لما نزلت أول مرة قبل 6 أشهر ..
لم يكن هو من طلبها أو أختارها !!
فبرأيكم لماذا أصرَّ عليها بعد أن صار بيناتهم خبز وملح images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ؟!!!

- ولماذا كان يكلم السجناء بالميكروفات ..
أن لاتسعوا للمتهورين والطائشين بينكم images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!!

اسمعوا للجنة العاقلة الحكيمة !!!!؟!!!!

(راجع ويكلكس) ..

.....

كان هذا الدرس فيه دروس عظيمة وعبر وفوائد لكم ..

والان سأبدأ إن شاء الله بقصّة نزول السجناء واقتحام ال35 ..

يتبع إن شاء الله ..

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

‏سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)  كتاب المغــــــــازي (43) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) : مابين أُحــــــد وصيدنايا (8) !  تنزل اللجنة الخبيثة لخارج السجن بعد سماح النظام لها بالنزول .. وبعد أن حملوا علينا السلاح وكادت تصبح مقتلة ..  (قاتلهم الله لم يحملوا السلاح على النظام وحملوه علينا !) .  بعد كلّما دلّسوه ولبّسوه وفعلوه من حربً علينا .. لم نكن نفضى ونتفرّغ للرد عليها .. فماذا سنلّحق لنلحقّ فثغور السجن كلها .. أم التصنيع والتجهيز أم الاعداد والتحضير .. أم حفر الانفاق والتخطيط أم  .... الخ .  _ نزلت اللجنة الخبيثة وكنت بهذا الوقت قد أصُبت برجلي .. حيث وقعت عليها أو وقع شيء عليها لم أعد أذكر !  فكنت فوق في الطابق الثالث في المشفى الميداني .. وكنت أول مرة أصعد للطوابق العليا .. وهناك والله كاد يموت قلبي وكدت أختنق وكدت أصير مثلهم .. (ستقول لي أين ثباتك ... :) !! والله لو أصف لك ذلك المشهد الرهيب .. لخفت أن تمسي مؤمناً وتصبح كافراً ..  فلو تجلس مع جماعة الطوابق العليا أسبوعان ..  لابدّ لك من أمران : تصبح مثلهم أو تنزل للطابق الأرضي .  ...  وسبحان من فرض علينا اعتزال مثل هؤلاء القوم ..  فهم كالتفاحة المعفّنة تعفّن باقي التفاحات مالم تعتزل عنها ..  وهي كالمقملة تُعدي كل من يجلس معها !  وإذا اعتزلتموهم ومايعبدون .. فلما اعتزلهم ومايدعون .. واعتزلكم وماتعبدون من دون الله ..  _ ووافق وجودي بالطابق الثالث وقت نزول اللجنة واختفاءها !  فرأيت رعبهم على اللجنة التي تأخرتْ .. ووجوههم التي تكاد أن يتخطفها الطير !!  سبحان الله صدق الله : فإذا جاء الخوف .. رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يُغشى عليه من الموت ..  فإذا ذهب الخوف .. سلقوكم بألسنةٍ حداد !!!  أولئك لم يؤمنوا .. فأحبط أعمالهم : (ولو أعجبك قتالهم وصلاتهم وعلمهم و ... الخ)   _ رأيت نتنهم ذلّهم خنوعهم جبنهم خورهم ورعبهم ..  (هؤلاء نفسهم أمراءكم وأسودكم اليوم :) !!!) .  ...  غابت اللجنة الخبيثة ثلاثة أيام ولم تنم بالسجن وقتها ..  وكانت هذه أول مرة تخرج اللجنة ولاتعود ..  ماج السجن وهاج وراج .. وبدأت قلوبهم ترجف من الخوف .. وكان هذا خطة من النظام .. ليقضي على أي اعتراض منهم على ما ستحمله اللجنة الخبيثة عندما تعود .. مهما طلبت من السجناء الذين رفضوا لست شهور .. شروط أفضل من الشروط التي سيضعها النظام الان على اللجنة ..   (طبعاً لا استغرب أن يكون هذا بتنسيق بينه وبين اللجنة نفسها ..  يعني أن يكونوا أقترحوا عليه دعنا نتأخر عليهم ثلاثة ايام .. حتى يزداد خوفهم فيقبلوا بكل ما تطلبون ..  راجع ويكلكس إن لم تصدّق :) !!)  _ وبدأت الأقاويل والاشاعات : قتلوهم اعدموهم .. (هه وهل بعدم أحد كلبه المطيع الوفيّ .. الذي لم يرضى بغيره حتى !!)   وهذا زاد في وهن هؤلاء ..  الذين يولّهم ربهم ماتولّوا .. ويزيدهم في ضلالهم يعمهون !  _ كدت أختنق والله .. وترجيّت أبو حمزة أن يُنزلني لأني لم أعد احتمل أن أبقى معهم .. ونزلت الى الذين اهتدوا .. وزادهم الله هدى وآتاهم تقواهم ..  ...  احسست والله مع أنه أخطر مكان بالسجن .. وبأي دقيقة يقتحم الجيش عليه وخصوصاً بعد غياب اللجنة ..  أحسست والله أني رجعت انتفس من جديد .. أحسست بانشراح صدر رهيب ..  وسبحان من ألقى السكينة على هؤلاء .. رغم أنهم أخطر موقع بالسجن !! ورغم أنهم يريدون أن يقتحموا على الجيش كله .. أو يقتحم عليهم !  _ وألقى الوهن والخور والجبن والهوان بأولئك (الطوابق العليا) .. مع انهم في آخر طابق بالسجن .. يأكلون ويشربون ويرسلون الرسائل للنظام أننا معك .. وضد هؤلاء المخربين !!!  فتفكّــــــــــــــــر !  ....  عاد حسن صوفان لوحده ولم يعد البقية ..  واشتعل السجن كلّه يريد يعرف ماحدث ..  ذهب حسن صوفان أول ماوصل .. ودخل فوراً لغرفة سيّده أبي العباس أبو التوت .. قاتله الله .. وأغلقوا الباب وعملوا إجتماع مغلق مع الطيبا والجغل وآخرين ..   وكلابهم في الخارج يتسورون بابهم ولم يعد يسعهم حتى الجناح !! محروقةٌ دماءهم بعد أن كادوا يموتون من خوفهم ورعبهم .. :) !!!  _ انتهى الاجتماع المغلق بين أبو التوت وكلابه ..  ثم نادى منادي بالسجن : اجتماع السجن كله بمسدس الطابق الثالث سيتكلم حسن صوفان ! اجتمع السجن وأنا كنت لا أذهب لاجتماعهاتهم .. لكن أحببت أن اعرف سبب غياب اللجنة الخبيثة كل هذا ..  فاستمعت .. وياليتني مافعلت .... ! كدت والله أحتنق ..   بدأ الخبيث بالتدليس والتلبيس بكتاب الله وسنّة نبيّه .. والتقطيع والتوصيل والاجتزاء ..  ليقنعهم أنّ واجبهم الشرعي .. : النزول والتسليم !!!!!!!!!!!!  _ ثم قال لهم بعد أن أقسم الايمان !! أنهم أخذوه لمكان لايعرفه (كذاب) .. وكان مطمشين ومكلبشين !!! (بهذه صدق فهم أذلاّء) ..  وأنّه قابل شخصية كبيرة لايعرفها .. (كذاب واعترف لنا بعد ذلك لما أرسلوه لعندنا بعد اقتحامنا .. اعترف لنا باسم الشخصية مع أنه أقسم الايمان على كلامه :) !! لكن يجوز للمصلحة والمفسدة !!  ولئلا يتأثر السجناء باسم الشخصية فيتّهمونه .. !!! وسأحدّثكم من قابلوا وماذا حدث معهم إن شاء الله) .  وضَمِنتْ لهم هذه الشخصية (حسب قوله) .. أن يخرجوا من السجن بأمان ويطعموهم :) !!   وأقسم لهم بالله العظيم أن النظام صاااادق !! وأنهم سمحوا لهم بمكالمة أهليهم بالتلفون !!!!  (طبعاً هذه لايذكرها أحد لكم ولايتكلمون أنهم عملاء أو .. أو ... الخ ) .  سمحوا لهم بمكالمة أهليهم بالتلفون كبادرة حسن نية ..  وأقسم بالله العظيم ان النظام صادق وأنزلوا على مسؤوليتي ..  - وكان لعنه الله متحرق جداً لنزول السجناء .. ويسعى بكل ماأوتي من قوة لذلك .. (يبدو أنّه كان موعود بشيء من النظام ..  لكنه أكل " خ... " بعدها من النظام نفسه .. :) !!  كعادة الله في خزي هؤلاء : كلا سيكفورن بعبادتهم ويكونون عليهم ضِدّاً) .  وكان متحرّقاً وخصوصاً بعد أن أرسلوه لنا بعد اقتحمنا نحن ال35 .. حيث كلفه النظام مرة ثانية بالتفاوض معنا !!!! وسنأتي على هذا إن شاء الله ..  _ ووعود لهم بالمعاملة الحسنة وأن ولايتعرض أحدٌ لهم .. ويذهبوا لسجن عدرا ريثما يتم اصلاح السجن (صيدنايا) .. وسيكون لهم زيارات ومعاملة حسنة و السجون الفرنسية والسويسرية :) .. و ..... و ........ وربّ يسّــــــــر :) ..  _ ولمّا سألوه عن باقي اللجنة .. قال لهم أنّ النظام لم يسمح لأحد بدخول السجن من اللجنة .. إلا هو  !!!!!!!! ولعلّه قال لهم (لم أعد أذكر) سيحتفظون باللجنة حتى ننزل !!  وطبعاً كان هدف النظام من هذا أن يخوّف المساجين أكثر .. وكل واحد من اللجنة الخبيثة له أتباع فسيخافون على سيّدهم أيضاً !  ....  ولأختصر لكم المكر .. تخيّلوا كم كان السجناء خائفون من محاسبة النظام لهم .. ولن يفهم عليّ هذا الكلام تماماً .. إلا الأخوة السوريين الذين يقرأون هذا الكلام ..  فهم يعرفون تماماً مايعني أن تثور على نظام الأسد وأنت سجين .. ثم يتمكّن منك ماذا سيفعل بك ..  - والله ما ترونه من مشاهد لدفن ناس أحياء ودواليب وضرب و .. و ...  شيء بسيط مما يمكن أن يفعله ..  يعني ببساطة ممكن أن يفلت كلابه من عناصر .. فيلوطون بك وأنت لاتتكلم .. كان في تدمر يجعل الأب يلوط بابنه المسجون معه وهم يضحكون .. وعلى هذا .... فقس !  _ فتخيّل كم كان مكر اللجنة الخبيثة .. وكيف جعلوا المساجين .. (طبعاً المريضين أصلاً كما بيّنا بالدرس السابق) يؤمّنون وينزلوا ؟!!!  _ طبعاً تلك الظروف التي كانوا فيها .. واليمين المغلّظ الذي اقسمه حسن صوفان لهم (كذباً) ..  كانت عوامل مؤثّرة أيضاً فيهم !  ...  وهم رأوا ماذا حدث بعد أن سلّموا أنفسهم وذلَّوا .. وكيف عامولهم باحتقار .. وكيف رجعت الأمور كما كانت قبل الاستعصاءات ..  ومع ذلك لم تسمع كلب منهم قال لك بعد ماخرج :  حسن صوفان وأبو التوت خاننا وكذب علينا وسلّم السجن ..  لكن سمعت : من سلّم السجن ... ؟!!! نديم بالوش !!!! :) .. !!  الذي وجدوا خروجه .. (الذي تفاجؤوا به من السجن وأغاظهم حتى كاد يقتلهم الغيظ .. وكادت أصابعهم تقطع من العضّ) .. مناسباً ليلصقوا به خيانتهم وتسليمهم للسجن ! وليلبّسوا على الناس بكلام .. هم كلهم يعرفون أنه كلام مثير للسخرية : نديم بالوش سلّم السجن !!!!  لك ياعبد الله كيف أسلّمه .. وأنا بقيت في السجن ولم أنزل معهم أصلاً .. مع أن نزولهم استغرق عشرة أيام في كل يوم ينزلون مئة منهم ..  ونحن لم ننزل وبقينا مع 35 أخ ؟!!  - كيف أسلمه .. وأنا لم أنزل مع من نزل من ال35 حتى .. بعد يومين من اقتحامنا على الجيش ؟!!! (لم أنزل أنا إلا بعد حوالي عشرة أيام من اقتحامنا .. وبعد أن سُدّت جميع الابواب بالعمل (راجع هذا الرابط : https://www.youtube.com/watch?v=zExY6GszzGM)  - كيف أسلمه .. وكنت آخر من نزل منه ولم يبق وراءي إلا 12 أخ لم يرضوا بكل الحلول .. واقترح بعضهم حلولاً خرافية من هيومان رايتس ووتش .. إلى اعلام يصوّر خروجنا !!! إلى لجوء سياسي في أوروبا !!! والسياسة هي فنّ الممكن !  - كيف أسلّمه .. والنظام نادان بالميكروفنات ..  نحن عرفنا أنكم تريدون الموت (من اللجنة) .. ونحن لن نقتلكم ..  نحن سنقنصكم بأرجلكم وبعدها سنذوق الذل مرات أكثر من الباقيين !!  وفعلاً لما اقتحم على الاخوة الذين بقوا .. كثير منهم لم يُقتل ومنهم أبو الاثير العبسي : (الذي لم أعد أسمع به وأخاف ان يكون قد صُفّي )  أخون أخواني وأخبرت النظام عن أسماء المتمردين .. :) !!!!! وأصلاً من بقي من ال35 معروفة أسماءهم وهم جاهروا النظام بالعداوة .. وأصلاً هل صعب على النظام أن يحصر أسماء السجن .. فيعرف من بقي من ال35 :) !!!!!!!!!!!!!!!  وأصلاً هم اقتحموا على النظااااااااااااااام فمن ماذا يخافون ؟!!!!  وهلأ صاروا خائفين عليهم :) !!!! وهم قد باعونا بأخس الاثمان وهم من خبّر النظام عن الانفاق .. وهم من حملوا علينا السلاح وهم من لو كان بيدهم لقتلونا والله ..  آلآن يقولون لكم : نديم بالوش خان الأخوة ال35 :) :) :) !!!!!!!!!!!!!  _ لك كيف أسلم السجن وأخبر عن أسماء الناس وماجرى داخله .. وأصلاً نحن بقينا بالاستعصاء ستة أشهر مع بعضنا .. وكل شيء مفتوح وعلى العلن ..  ونزل قبلي 1100 شخص منهم الجواسيس الذين كانوا مسجونين ويُعذَّبون .. وعمل النظام عملية كاملة لتخليصهم .. ومنهم الب كي كي كي الملحدين ...  وحتى نمير الأسد ابن عم الرئيس نفسه .. (راجع ويكلكس وكيف تم تسليمه مع أرواق الضغط التي كانت بيدنا .. ومنها قطع سلاح تركها الجنود .. استولت عليها اللجنة الخائنة الخبيثة وسلمتها )  كل هؤلاء نزلوا قبلي بأشهر ومنهم باسابيع .. كل هؤلاء لم يتكلموا عن ماجرى من السجن .. وأنا تكلمت ... فمن أجل هيك اخرجوني :) !!!  ........  ولا تعليـــــــــــــــــــــــــــــق !! ولاعتبي عليهم فهم حاقدون أعماهم الحقد والحسد .. لكن عتبي على من صدّقهم واتّبعهم .. ولم يكلّف خاطره بمجرّد التبيّن والبحث عن الحق وعدم اتباع أشخاص .. خلص هم على أساس حدّثنا ثقاة :) !! وهؤلاء مجاهدون كبار كانوا بالسجون و ... و ... ) !!!  والان أصبحوا كلهم يخون كلّهم وكلّهم يكفر كلهم وكلّهم يتهم كلّهم :) .. فهل عرفتموهم الان ؟!!!!  طيب .. جيّد .. مادام عرفتموهم وتبيّن لكم من هم .. فانتظروني هناك عند الله .. معناها ! كل من تكلم عليّ حرف بدون تبيّن .. ليس في !  ...... ......  فالحقّ يا إخوة واضح بيّن لمن يتجرد ويطلبه ..  وأما أصحاب الهوى .. أفعرفتم لماذا لن يستحيي الله من عذابهم ..  وعلى كل حال هذا ملف فيه بعض الأمور بيني وبين سجناء صيدنايا :  Justpaste.it/saydnayaN  ....  بدأت الناس بالنزول أوّلهم المتخاذلون .. الذين كانوا غير راضين عن كل مايجري أصلاً : من الاخوان وحزب التحرير وحواشيهم والجواسيس والب ك ك و .. الخ .  ولم أستغرب من نزول هؤلاء وتصديقهم للخبيث صوفان .. ولم أستغرب حتى من تلاميذ وأتباع أبو التوت فهم حمير متصهودة ..  يسوقوهم كالقطيع ..  ولم أستغرب من أتباع أبو حذيفة قاتله الله .. وهم متصهودة المنهج المحسوبون على الجهاد والقاعدة ..  _ لكن ماذهلني أن شباباً صادقين نحسبهم ..  ليسوا من أي حزب وكانوا بالأمس معنا ويتعاهدون أن لايفرّوا ويثبتوا .. ونتناصح بخبث اللجنة وخداع النظام واستدراجه وعظيم مكره .. وأن لاحل لنا إلا بالتفاوض معه بقوة ومع رؤوسه الكبيرة .. وأهم شيء بالتفاوض يكون صفقة لخروج مشرف من السجن !!  والان ..... !!!!!!  ركّز على هذا .. ستقول لي : قلتَ صفقة !!!!!  أقول لك والله الذي لااله الا هو والذي لا يحلف إلا به ..  أنّ الصفقة كانت حديث السجن وكل شخص بالسجن يبحث عنها ..   لكن لم صارت لغيرهم ..  وكانوا من قبل يستفتحون بها ..  فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به .. حسداً من عند انفسهم .. وقالوا لولا نُزّلت هذه الصفقة .. على رجل من الفريقين (ابو التوت أو أبو حذيفة) عظيم ..   وألم يجد الله غير نديم بالوش (الغريب الوحيد الذي ماعنده كل هؤلاء الاتباع .. وهو ومن معه حفاة عراة .. وهو غير متخرج من الكليّات الشرعية :) ولايحفظ المجلدات مثلنا .. و .... ) . ألم يجد الله غير نديم بالوش لتنزل عليه الصفقة !! (الطائف : ألم يجد الله غيرك ليرسله) .  و ..............   ...  وأنا مستعد للمباهلة على أولادنا وأهلينا .. مع كل سجين يُنكر حرفاً من هذا .. وخصوصاً من أن الصفقة كانت حديث السجن كلّه وقتها ! وكل السجن يسعى لها بكل ما أوتي ..   وأن ابا حذيفة كان يسعى وعرض عليهم صفقات .. وأبو التوت عرض علي أنا أن أكلمهم بصفقة لما اجتمعنا في المخابرات ..  فيا كلاب صيدنايا .. هل مباهل ؟!!!!!  ..... .....  مَن هي هذه الشخصية التي قابلوها .. وماذا حدث ؟!!  يتبع إن شاء الله ..‏

 

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

 

كتاب المغــــــــازي (43) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) :
مابين أُحــــــد وصيدنايا (8) !

 

تنزل اللجنة الخبيثة لخارج السجن بعد سماح النظام لها بالنزول ..
وبعد أن حملوا علينا السلاح وكادت تصبح مقتلة ..
(قاتلهم الله لم يحملوا السلاح على النظام وحملوه علينا !) .

بعد كلّما دلّسوه ولبّسوه وفعلوه من حربً علينا ..
لم نكن نفضى ونتفرّغ للرد عليها ..
فماذا سنلّحق لنلحقّ فثغور السجن كلها ..
أم التصنيع والتجهيز أم الاعداد والتحضير ..
أم حفر الانفاق والتخطيط أم .... الخ .

_ نزلت اللجنة الخبيثة وكنت بهذا الوقت قد أصُبت برجلي ..
حيث وقعت عليها أو وقع شيء عليها لم أعد أذكر !

فكنت فوق في الطابق الثالث في المشفى الميداني ..
وكنت أول مرة أصعد للطوابق العليا ..
وهناك والله كاد يموت قلبي وكدت أختنق وكدت أصير مثلهم ..
(ستقول لي أين ثباتك images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5!!

والله لو أصف لك ذلك المشهد الرهيب ..
لخفت أن تمسي مؤمناً وتصبح كافراً ..
فلو تجلس مع جماعة الطوابق العليا أسبوعين ..
لابدّ لك من أمرين : تصبح مثلهم أو تنزل للطابق الأرضي .

...

وسبحان من فرض علينا اعتزال مثل هؤلاء القوم ..
فهم كالتفاحة المعفّنة تعفّن باقي التفاحات مالم تعتزل عنها ..
وهي كالمقملة تُعدي كل من يجلس معها !

وإذا اعتزلتموهم ومايعبدون ..
فلما اعتزلهم ومايدعون ..
واعتزلكم وماتعبدون من دون الله ..

_ ووافق وجودي بالطابق الثالث وقت نزول اللجنة واختفاءها !

فرأيت رعبهم على اللجنة التي تأخرتْ ..
ووجوههم التي تكاد أن يتخطفها الطير !!

سبحان الله صدق الله :
فإذا جاء الخوف ..
رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يُغشى عليه من الموت ..
فإذا ذهب الخوف .. سلقوكم بألسنةٍ حداد !!!

أولئك لم يؤمنوا .. فأحبط أعمالهم :
(ولو أعجبك قتالهم وصلاتهم وعلمهم و ... الخ)

_ رأيت نتنهم ذلّهم خنوعهم جبنهم خورهم ورعبهم ..
(هؤلاء نفسهم أمراءكم وأسودكم اليوم images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5!!!) .

...

غابت اللجنة الخبيثة ثلاثة أيام ولم تنم بالسجن وقتها ..
وكانت هذه أول مرة تخرج اللجنة ولاتعود ..

ماج السجن وهاج وراج .. وبدأت قلوبهم ترجف من الخوف ..
وكان هذا خطة من النظام ..
ليقضي على أي اعتراض منهم على ما ستحمله اللجنة الخبيثة عندما تعود ..
مهما طلبت من السجناء الذين رفضوا لست شهور ..
شروط أفضل من الشروط التي سيضعها النظام الان على اللجنة ..

(طبعاً لا استغرب أن يكون هذا بتنسيق بينه وبين اللجنة نفسها ..
يعني أن يكونوا أقترحوا عليه دعنا نتأخر عليهم ثلاثة ايام ..
حتى يزداد خوفهم فيقبلوا بكل ما تطلبون ..
راجع ويكلكس إن لم تصدّق images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!)

_ وبدأت الأقاويل والاشاعات :
قتلوهم اعدموهم ..
(هه وهل بعدم أحد كلبه المطيع الوفيّ ..
الذي لم يرضى بغيره حتى !!)

وهذا زاد في وهن هؤلاء ..
الذين يولّهم ربهم ماتولّوا .. ويزيدهم في ضلالهم يعمهون !

_ كدت أختنق والله ..
وترجيّت أبو حمزة أن يُنزلني لأني لم أعد احتمل أن أبقى معهم ..
ونزلت الى الذين اهتدوا .. وزادهم الله هدى وآتاهم تقواهم ..

...

أحسست والله مع أنه أخطر مكان بالسجن ..
وبأي دقيقة يقتحم الجيش عليه وخصوصاً بعد غياب اللجنة ..
أحسست والله أني رجعت انتفس من جديد ..
أحسست بانشراح صدر رهيب ..
وسبحان من ألقى السكينة على هؤلاء ..
رغم أنهم أخطر موقع بالسجن !!
ورغم أنهم يريدون أن يقتحموا على الجيش كله .. أو يقتحم عليهم !

_ وألقى الوهن والخور والجبن والهوان بأولئك (الطوابق العليا) ..
مع انهم في آخر طابق بالسجن ..
يأكلون ويشربون ويرسلون الرسائل للنظام أننا معك ..
وضد هؤلاء المخربين !!!

فتفكّــــــــــــــــر !

....

عاد حسن صوفان لوحده ولم يعد البقية ..
واشتعل السجن كلّه يريد يعرف ماحدث ..

ذهب حسن صوفان أول ماوصل ..
ودخل فوراً لغرفة سيّده أبي العباس أبو التوت .. قاتله الله ..
وأغلقوا الباب وعملوا إجتماع مغلق مع الطيبا والجغل وآخرين ..

وكلابهم في الخارج يتسورون بابهم ولم يعد يسعهم حتى الجناح !!
محروقةٌ دماءهم بعد أن كادوا يموتون من خوفهم ورعبهم .. images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!

_ انتهى الاجتماع المغلق بين أبو التوت وكلابه ..
ثم نادى منادي بالسجن :
اجتماع السجن كله بمسدس الطابق الثالث سيتكلم حسن صوفان !
اجتمع السجن وأنا كنت لا أذهب لاجتماعهاتهم ..
لكن أحببت أن اعرف سبب غياب اللجنة الخبيثة كل هذا ..

فاستمعت .. وياليتني مافعلت .... !
كدت والله أحتنق ..

بدأ الخبيث بالتدليس والتلبيس بكتاب الله وسنّة نبيّه ..
والتقطيع والتوصيل والاجتزاء ..
ليقنعهم أنّ واجبهم الشرعي .. : النزول والتسليم !!!!!!!!!!!!

_ ثم قال لهم بعد أن أقسم الايمان !!
أنهم أخذوه لمكان لايعرفه (كذاب) ..
وكان مطمشين ومكلبشين !!! (بهذه صدق فهم أذلاّء) ..

وأنّه قابل شخصية كبيرة لايعرفها ..
(كذاب واعترف لنا بعد ذلك لما أرسلوه لعندنا بعد اقتحامنا ..
اعترف لنا باسم الشخصية مع أنه أقسم الايمان على كلامه images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

لكن يجوز للمصلحة والمفسدة !!
ولئلا يتأثر السجناء باسم الشخصية فيتّهمونه .. !!!
وسأحدّثكم من قابلوا وماذا حدث معهم إن شاء الله) .

وضَمِنتْ لهم هذه الشخصية (حسب قوله) ..
أن يخرجوا من السجن بأمان ويطعموهم images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

وأقسم لهم بالله العظيم أن النظام صاااادق !!
وأنهم سمحوا لهم بمكالمة أهليهم بالتلفون !!!!
(طبعاً هذه لايذكرها أحد لكم ولايتكلمون أنهم عملاء أو .. أو ... الخ ) .

سمحوا لهم بمكالمة أهليهم بالتلفون كبادرة حسن نية ..
وأقسم بالله العظيم ان النظام صادق وأنزلوا على مسؤوليتي ..

- وكان لعنه الله متحرق جداً لنزول السجناء ..
ويسعى بكل ماأوتي من قوة لذلك ..
(يبدو أنّه كان موعود بشيء من النظام ..
لكنه أكل " خ... " بعدها من النظام نفسه .. images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !! 

كعادة الله في خزي هؤلاء : كلا سيكفورن بعبادتهم ويكونون عليهم ضِدّاً) .

وكان متحرّقاً وخصوصاً بعد أن أرسلوه لنا بعد اقتحمنا نحن الـ 35 ..
حيث كلفه النظام مرة ثانية بالتفاوض معنا !!!!
وسنأتي على هذا إن شاء الله ..

_ ووعود لهم بالمعاملة الحسنة وأن ولايتعرض أحدٌ لهم ..
ويذهبوا لسجن عدرا ريثما يتم اصلاح السجن (صيدنايا) ..
وسيكون لهم زيارات ومعاملة حسنة و السجون الفرنسية والسويسرية images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

و ..... و ........ وربّ يسّــــــــر images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

_ ولمّا سألوه عن باقي اللجنة ..
قال لهم أنّ النظام لم يسمح لأحد بدخول السجن من اللجنة ..
إلا هو !!!!!!!!
ولعلّه قال لهم (لم أعد أذكر) سيحتفظون باللجنة حتى ننزل !!

وطبعاً كان هدف النظام من هذا أن يخوّف المساجين أكثر ..
وكل واحد من اللجنة الخبيثة له أتباع فسيخافون على سيّدهم أيضاً !

....

ولأختصر لكم المكر ..
تخيّلوا كم كان السجناء خائفون من محاسبة النظام لهم ..
ولن يفهم عليّ هذا الكلام تماماً ..
إلا الأخوة السوريين الذين يقرأون هذا الكلام ..
فهم يعرفون تماماً مايعني أن تثور على نظام الأسد وأنت سجين ..
ثم يتمكّن منك ماذا سيفعل بك ..
- والله ما ترونه من مشاهد لدفن ناس أحياء ودواليب وضرب و .. و ...
شيء بسيط مما يمكن أن يفعله ..

يعني ببساطة ممكن أن يفلت كلابه من عناصر ..
فيلوطون بك وأنت لاتتكلم ..
كان في تدمر يجعل الأب يلوط بابنه المسجون معه وهم يضحكون ..
وعلى هذا .... فقس !

_ فتخيّل كم كان مكر اللجنة الخبيثة ..
وكيف جعلوا المساجين ..
(طبعاً المريضين أصلاً كما بيّنا بالدرس السابق) يؤمّنون وينزلوا ؟!!!

_ طبعاً تلك الظروف التي كانوا فيها ..
واليمين المغلّظ الذي اقسمه حسن صوفان لهم (كذباً) ..
كانت عوامل مؤثّرة أيضاً فيهم !

...

وهم رأوا ماذا حدث بعد أن سلّموا أنفسهم وذلَّوا ..
وكيف عامولهم باحتقار ..
وكيف رجعت الأمور كما كانت قبل الاستعصاءات ..
ومع ذلك لم تسمع كلب منهم قال لك بعد ماخرج :
حسن صوفان وأبو التوت خاننا وكذب علينا وسلّم السجن ..

لكن سمعت :
من سلّم السجن ... ؟!!!
نديم بالوش !!!! images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .. !!

الذي وجدوا خروجه ..
(الذي تفاجؤوا به من السجن وأغاظهم حتى كاد يقتلهم الغيظ ..
وكادت أصابعهم تقطع من العضّ) ..
مناسباً ليلصقوا به خيانتهم وتسليمهم للسجن !
وليلبّسوا على الناس بكلام .. هم كلهم يعرفون أنه كلام مثير للسخرية :
نديم بالوش سلّم السجن !!!!

لك ياعبد الله كيف أسلّمه ..
وأنا بقيت في السجن ولم أنزل معهم أصلاً ..
مع أن نزولهم استغرق عشرة أيام في كل يوم ينزلون مئة منهم ..
ونحن لم ننزل وبقينا مع 35 أخ ؟!!

- كيف أسلمه ..
وأنا لم أنزل مع من نزل من الـ 35 حتى ..
بعد يومين من اقتحامنا على الجيش ؟!!!
(لم أنزل أنا إلا بعد حوالي عشرة أيام من اقتحامنا ..
وبعد أن سُدّت جميع الأبواب بالعمل

(راجع هذا الرابط :
Video thumb
)

- كيف أسلمه ..
وكنت آخر من نزل منه ولم يبق وراءي إلا 12 أخ لم يرضوا بكل الحلول ..
واقترح بعضهم حلولاً خرافية من هيومان رايتس ووتش ..
إلى إعلام يصوّر خروجنا !!!
إلى لجوء سياسي في أوروبا !!! والسياسة هي فنّ الممكن !

- كيف أسلّمه .. والنظام نادانا بالميكروفونات ..
نحن عرفنا أنكم تريدون الموت (من اللجنة) .. ونحن لن نقتلكم ..
نحن سنقنصكم بأرجلكم وبعدها سنذوق الذل مرات أكثر من الباقيين !!
وفعلاً لما اقتحم على الاخوة الذين بقوا ..
كثير منهم لم يُقتل ومنهم أبو الأثير العبسي :
(الذي لم أعد أسمع به وأخاف ان يكون قد صُفّي )

أخوّن إخواني وأخبرت النظام عن أسماء المتمردين .. images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!!

وأصلاً من بقي من الـ 35 معروفة أسماءهم وهم جاهروا النظام بالعداوة ..
وأصلاً هل صعب على النظام أن يحصر أسماء السجن ..
فيعرف من بقي من الـ 35 images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!!!!!!!!!!!!

وأصلاً هم اقتحموا على النظااااااااااااااام فمن ماذا يخافون ؟!!!!

وهلأ صاروا خائفين عليهم images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!

وهم قد باعونا بأخس الاثمان وهم من خبّر النظام عن الانفاق ..
وهم من حملوا علينا السلاح وهم من لو كان بيدهم لقتلونا والله ..

آلآن يقولون لكم : نديم بالوش خان الإخوة الـ 35 images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!!!!!!!!!!

_ لك كيف أسلم السجن وأخبر عن أسماء الناس وماجرى داخله ..
وأصلاً نحن بقينا بالاستعصاء ستة أشهر مع بعضنا ..
وكل شيء مفتوح وعلى العلن ..
ونزل قبلي 1100 شخص منهم الجواسيس الذين كانوا مسجونين ويُعذَّبون ..
وعمل النظام عملية كاملة لتخليصهم ..
ومنهم الب كي كي كي الملحدين ...
وحتى نمير الأسد ابن عم الرئيس نفسه ..
(راجع ويكلكس وكيف تم تسليمه مع أرواق الضغط التي كانت بيدنا ..
ومنها قطع سلاح تركها الجنود ..
استولت عليها اللجنة الخائنة الخبيثة وسلمتها )

كل هؤلاء نزلوا قبلي بأشهر ومنهم بأسابيع ..
كل هؤلاء لم يتكلموا عن ماجرى من السجن ..
وأنا تكلمت ... فمن أجل هيك اخرجونيimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!

........

ولا تعليـــــــــــــــــــــــــــــق !!
ولاعتبي عليهم فهم حاقدون أعماهم الحقد والحسد ..
لكن عتبي على من صدّقهم واتّبعهم ..
ولم يكلّف خاطره بمجرّد التبيّن والبحث عن الحق وعدم اتباع أشخاص ..
خلص هم على أساس حدّثنا ثقاة images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

وهؤلاء مجاهدون كبار كانوا بالسجون و ... و ... ) !!!

والان أصبحوا كلهم يخون كلّهم وكلّهم يكفر كلهم وكلّهم يتهم كلّهم images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ..

فهل عرفتموهم الان ؟!!!!

طيب .. جيّد .. مادام عرفتموهم وتبيّن لكم من هم ..
فانتظروني هناك عند الله .. معناها !
كل من تكلم عليّ حرف بدون تبيّن .. ليس في !

......
......

فالحقّ يا إخوة واضح بيّن لمن يتجرد ويطلبه ..
وأما أصحاب الهوى .. أفعرفتم لماذا لن يستحيي الله من عذابهم ..

وعلى كل حال هذا ملف فيه بعض الأمور بيني وبين سجناء صيدنايا :
Justpaste.it/saydnayaN

....

بدأت الناس بالنزول أوّلهم المتخاذلون ..
الذين كانوا غير راضين عن كل مايجري أصلاً :
من الاخوان وحزب التحرير وحواشيهم والجواسيس والب ك ك و .. الخ .

ولم أستغرب من نزول هؤلاء وتصديقهم للخبيث صوفان ..
ولم أستغرب حتى من تلاميذ وأتباع أبو التوت فهم حمير متصهودة ..
يسوقوهم كالقطيع ..

ولم أستغرب من أتباع أبو حذيفة قاتله الله ..
وهم متصهودة المنهج المحسوبون على الجهاد والقاعدة ..

_ لكن ماذهلني أن شباباً صادقين نحسبهم ..
ليسوا من أي حزب وكانوا بالأمس معنا ويتعاهدون أن لايفرّوا ويثبتوا ..
ونتناصح بخبث اللجنة وخداع النظام واستدراجه وعظيم مكره ..
وأن لاحل لنا إلا بالتفاوض معه بقوة ومع رؤوسه الكبيرة ..
وأهم شيء بالتفاوض يكون صفقة لخروج مشرف من السجن !!

والآن ..... !!!!!!

ركّز على هذا .. ستقول لي : قلتَ صفقة !!!!!

أقول لك والله الذي لا إله إلا هو والذي لا يحلف إلا به ..
أنّ الصفقة كانت حديث السجن وكل شخص بالسجن يبحث عنها ..

لكن لم صارت لغيرهم ..
وكانوا من قبل يستفتحون بها ..
فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به .. حسداً من عند انفسهم ..
وقالوا لولا نُزّلت هذه الصفقة ..
على رجل من الفريقين (ابو التوت أو أبو حذيفة) عظيم ..

وألم يجد الله غير نديم بالوش (الغريب الوحيد الذي ماعنده كل هؤلاء الاتباع ..
وهو ومن معه حفاة عراة .. وهو غير متخرج من الكليّات الشرعية images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5

ولايحفظ المجلدات مثلنا .. و .... ) .
ألم يجد الله غير نديم بالوش لتنزل عليه الصفقة !!
(الطائف : ألم يجد الله غيرك ليرسله) .

و ..............

...

وأنا مستعد للمباهلة على أولادنا وأهلينا ..
مع كل سجين يُنكر حرفاً من هذا ..
وخصوصاً من أن الصفقة كانت حديث السجن كلّه وقتها !
وكل السجن يسعى لها بكل ما أوتي ..

وأن أبا حذيفة كان يسعى وعرض عليهم صفقات ..
وأبو التوت عرض علي أنا أن أكلمهم بصفقة لما اجتمعنا في المخابرات ..

فيا كلاب صيدنايا .. هل من مباهل ؟!!!!!

.....
.....

مَن هي هذه الشخصية التي قابلوها .. وماذا حدث ؟!!

يتبع إن شاء الله ..

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

'‏سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)  كتاب المغــــــــازي (43) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) : مابين أُحــــــد وصيدنايا (9) !  كانت هذه الشخصية بكل بساطة : آصف شوكت .. !!  نعم لاتستغربوا .. فالخبر الذي صدعوا رؤوسكم به :  أن نديم بالوش قابل آصف شوكت !  كان فعله قبله أكثر قيادات السجن .. لكن لم تسمعوا ببنت شفة عن هذا :) !!!  هذا الخبر الذي اجتزأوه ولبّسوه وقصّوه عليكم .. ليلبّسوا خيانتهم وخبثهم .. للعبد الفقير ..  فصاغوا لكم الخبر المنقوص المدلَّس المعكوس الملبّس :  نديم بالوش هو من سلّم سجن صيدنايا .. بعد أن قابل آصف شوكت :) !! فأنت لما تسمع باسم آصف شوكت تصدق الخبر .. وتقول لو لم يكن عميل ما قابله .. وهنا تبدأ الشتم والتخوين والتهم .. وحتى قد يستعملوك بسفك دماء مسلمة طاهرة صادقة !  - ولم تعلم يا مسكين أن أسيادك أنفسهم قابلوه عدّة مرات .. وعدد من قابله بالسجن بل وشرب شاي عنده .. بل وقدّم لهم كأس الشاي بنفسه :) . تجاوز الخمسة عشر تقريباً هم الان موزّعين على كل الجماعات .. التي تتكلّم على العبد الفقير وحتى في صفوف الدولة وحتى والي الدولة على حلب أبو الأثير قابله وضيّفه الشاي بيده وحتى أمير الدولة العسكري بدمشق حسام الحلبي أبو مجاهد كذلك قابله .. !!  - وحتى أنا لم أقابله إلا بعد نزول المساجين ..  وبعد أن اقتحمنا عليهم وبعد أن سدّت بوجهنا السبل .. ولم يبقَ لي إلا هذا السبيل .. وإلا لكنت إلى الان بالسجن والله أعلم ..  راجع لقاءي على يوتيوب بذلك : https://www.youtube.com/watch?v=zExY6GszzGM  ...  صدمة أليس كذلك ؟!!! أعلمت لماذا يكبّ الناس في النار على وجوههم يوم القيامة .. وقول النبي لمعاذ : ثكلتك أمك ؟!!  ...  قابلتْ اللجنة الخبيثة آصف شوكت .. أذلّاء خانعين مكلبشين مطمشين "في البداية"جاثين على الركب ! وبدأ بشتمهم بالبداية .. كالكلب يشتمه صاحبه ويؤنّبه ويوبخّه ..  ولا ندري ماجرى معهم بهذه الايام الثلاثة .. إلا ما كشف لنا حسن صوفان لما أتى لعندنا .. (لما بدأنا يفاوضنا مع من بقي من ال35) . من أن اسم الشخصية هو : آصف شوكت ..  _ وهو قال لنا اسمه على أساس لنطمئن أكثر .. لننزل ونسلّم أنفسنا .. وذلك لقوة الاسم في النظام وقتئذٍ ..   مع أنه قاتله الله كان قد أقسم أنهم لايعرفون من هذه الشخصية .. لأنهم كانوا مطمشين !  _ لكن هو لعب بالكلام على الناس (كعادتهم بالتلبيس والتدليس) .. فقال لهم : كنّا مطمشين ولم نعرف من يحدّثنا .. لكنه لم يذكر لهم نصف الكلام الباقي أنه بعد ذلك : نُزعت لهم الطماشات وعرفوا من هو .. بـــــــــــــــــــــل ..... وأتى لهم بزيارات :) !!!!! وأتي بأهليهم إليهم خلال هذه الايام الثلاثة !!!!! :  (ولم اعرف هذا أنا حتى .. إلا عن طريق أهلي لما خرجت من السجن .. لأن حسن صوفان عائلته تعرف عائلتي .. وسمير البحر في قرابة بينه وبين أمي .. :)  فقدّر الله وعرفت هذين الأمرين نتيجة معرفة عائلية بهما .. فما بالكم بما لم أعرف) .  فتأمّـــــــــــــــــــل وقِس على ذلك كثيـــــــــــــراً مما تراه الان !   .... فأنتم الان ماذا تعرفونه ؟!! :) . من قابل آصف شوكت بالسجن ؟!!  الجواب : العميل نديم بالوش .. :)  ومن أتته زيارة بالسجن ؟!  الجواب : العميل نديم بالوش :) !!!!!!  (وسنأتي على قصّة الزيارة التي أتت لي .. وستعلموا وقتها شتّان بين الزيارتين وأسبابهما !) .  ...  وما العجب .. فإن كان كلام ربهم سبحانه لوُوا ألسنتهم فيه .. لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب .. ليشتروا به ثمناً قليلاً .. فبئسما يشترون !  فما بالكم بقصص أرادوا أن ينجوا أنفسهم من تهمها .. فقصّوا منها ولووا ألسنتهم واجتزأوا منها ودلّسوا فيها ..  _ وهل كان أكبر مرض اليهود إلا التدليس ؟!!! يحرفون الكلم عن مواضعه ويحرفون الكلم من بعد مواضعه .. يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض !  _ ووالله أقول لكم دائماً ماقتل الأمة وجهادها اليوم : إلا التدليس والاجتزاء .. وكلٌّ ألحن بحجته من بعض فاقضِ له على مانحو ما أسمع .. (وهم صحابة وهو نبي) .  هذا ما أسميه : دين الاهــــــــــــــــــــــــــــــواء !!  وهو أصلاً لم يدمر الجهاد فحسب ..  بل هو مايدمّر العلاقات الاجتماعية .. بل وحتى العائلات وحتى بين الزوج وزوجته وأهلهما ..  ...  فترى نفس القصة يا إخوة  مثلاً .. ترويها الزوجة بشيء و" حماتها" بشيء .. وكلْ من له مصلحة معهما وكل من يصطف مع أحدهما .. يرويها حسب رواية صاحبه ومن له معه مصلحة !!  _ فلذلك قال ربنا وحذرنا ونبهنا وعلّمنا : فلاتتبعوا الهوى أن تعدلوا .. وإن تلوُوا (راجع الاية السابقة يلوون ألسنتهم بالكتاب ) .. أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً ..  ولا يجرمنّكم شنئان قومٍ على أن لاتعدلوا .. !  فهذا المرض الأخطر .. هذا المرض الذي هدَّ الأمة اليوم .. هذا المرض الذي هو أصعب بكثير من الكذب بحد ذاته ..  والعجيب أن صاحب التدليس والاجتزاء لما تتبدل مصالحه وأهواءه ..  يصوغ لك نفس القصة التي صاغها من قبل .. لكن بطريقة مختلفة كلياً عن قصّه السابق لنفس القصة ..  ...  والعجيب والأصعب والأخطر بمرض التدليس يا إخوة .. أنه قد لايكذب بكلا القصّتين ..  فحسن صوفان لم يكذب عليهم لما قال هذه الجملة بحرفيتها : قابلنا شخصية وكنّا مطمشين ولم نعرف من يحدّثنا .. لكنه فعل ماهو أصعب من الكذب ..  فهو لم يكمل لهم القصّة وأنّهم نزعوا لهم الطماشات .. وأنهم عرفوا محدّثهم (آصف شوكت) .. بل وأنهم أتوا لهم بزيارات !!!   _ فمثلاً أن أقول لك نديم بالوش خرج من السجن .. بعد أن قابل آصف شوكت .. مع أنه كان من المحرضين على الاستعصاء !  أنت ماذا ستقول فوراً : 100% هذا عميل !!!  _ بينما لو تسمع القصة الأصلية وأن نديم كان آخر من قابل آصف .. وآخر من كان يفكّر بالصفقة حتى .. وأنه اقتحم على الجيش بسكين والرصاص يمرّ من قرب أذنه .. وإخوانه الذين بلصقه قتلوا ..  - ثم عرض بسبب ظروف كانت له وعلوم تعلمها بفضل الله : صفقة مع آصف شوكت .. لما انقطعت السبل بهم إلا بهذا الطريق ولم يسمع منه من بقي بالسجن ممن بقي من ال35 .. فقدر الله وكانت الصفقة له ورغب بها آصف شوكت لأنها ستنقذه ..   فلما رأوا هذا وأخرج الله نديم بالوش : جن حنونهم .. وطاش طيشهم وخافوا من صحوة أتباعهم .. فقالوا : أما وجد الله غيره ليرسله ! ولولا أنزل هذا القرءان على رجلٍ من القريتين عظيم ! هذا عميل .. خائن ... الخ .  حسداً من عند أنفسهم وغيظاً أكل قلوبهم ..   - فكيف هو ولم يسلّم وقاتل وثبت وخرج بالصفقة هو .. ونحن من ذللنا لهم ونفذنا كل ماطلبوا .. وجعلناهم يدوسون على رقابنا ..  رمونا وأهملونا ونسوا كل خدمتنا وأذلونا !   _ فصبّوا جام حقدهم على العبد الفقير وبدأوا بالتدليس والتلبيس .. وبدأ الرعاع أتباعهم بالتضخيم وإقسام الايمان !! وهذا أكثر ما يجعلني أضحك وأهز رأسي والله تعجباً .. ترى غلام متصهود يقسم بالله أن فلان عميل وعلى قصص بصيدنايا .. وهو أصلاً لم يشهد كل صيدنايا !! ويمكن لم يراني بحياته ولايعرف شكلي !!  وإن سألته قال لك :حدثني ثقة !!  _ اي كان الجولاني عند البغدادي ثقة مطلقة .. وقد يقتل أناس بناءً على شهادته !! ثم هو يقول الان عنه خسيس عميل ندل مخابرات مرتد ... الخ . والعكس أيضاً .. :) !!  ...   أليس هؤلاء ثقاتكم أنفسهم الذين حدثوكم عن نديم بالوش ؟!! ماذا لو سفك الجولاني دماً على كلام البغدادي (الثقة عنده وقتها) .. وسفك البغدادي دماً على كلام الجولاني (الثقة عنده وقتها) .. وكلاهما يقول الان عن الأخر : هذا خبيث وعميل ومرتد و ... الخ .  _ والعجيب أنهم يقولون : متى نصر الله :) ؟!!!  قلت لكم وأقول وأقول : نصر الله لن ينزل على مثل هؤلاء !! وإن النصر لبعيد ..  ولايغرنكم سحابات صيف نشأت بأمر من جهة ما وستزول بأمر .. عندما يكبسون زرّ الزوال لها عندما تنتهي مهمّتها !  _ وماهذا الذي ترونه الان إلا مرحلة ممهدة .. من مراحل ظهور تلك الطائفة التي تسبق عيسى بن مريم !  وأنا أعتبر أنّ ما يكتب هنا .. أحد عوامل التمهيد لظهور منهج هذه الطائفة بإذن الله ..  ......  قابلهم آصف شوكت وأتت زيارات لهم .. (عرفت بها عندما خرجت من أهلهم .. وإلى الان كثير من السجناء لايعرف أنهم زاروا) ..  والله أعلم ماجرى بينهم !  لكن تكالب اللجنة على نزول السجناء ..  يدلّك على أنهم كانوا موعودين بشيء من آصف نفسه ..  وباعتبار أنهم رأوه ولقوه فلم يصدقوا اعينهم ومشوا كالدواب !!!  أو أنه خوفّهم ورعبهم .. أو .... الخ . فالله أعلم !  ...  وبدأ نزول السجناء .. وبدأ قتالهم لبعض على من ينزل قبل .. :) !!  وماذا أقول لكم لأقول مما رأيت من مناظر .. عندما أكون أخرج من مكان عملي بالمتفجرات لضرورة .. لأني اعتزلتهم تماماً لكي لايتأثر قلبي بهم .. فوالله كانت فتنة عظيمة رهيبة ..  فأخوك من كان يأكل معك تحبه يحبك ..  يحلق لحيته ويغير ثيابه وعندما تضرب عينك بعينه .. يضرب عينه بالأرض من خجله .. ويعمل نفسه لايعرفك وهو يعرف أنك ستموت !!  ...  أثناء هذا قمت وخطبت بالمساجين خطبةً .. لم أعرف ماقلت فيها لكني ذكرتهم قصة طالوت وأصحابه ..  وبالولاء والبراء والثبات .. وعدم الذل .. وأنه كلما ذلّوا لهم سيذلونهم أكثر !  - لا أذكر ماقلته فيها .. لكن ما أذكره أن أحسست أن جدران السجن اهتزت والله .. وهذا ماذكره حتى المخالفين راجع التغريدة المرفقة بالصورة ..  _ بعد ان أنهيت خطابي .. جاء جمع من الشباب وقرروا عدم المغادرة .. !! لكنهم بدلوا بعد يومين ..  _ وكانت والله من أصعب عشرة ايام مرت بحياتي فتنة .. ابن عمة لي بالسجن نزل ولم يودعني حتى .. وهو يعرف أني مقتول !!!! من خجله من نفسه .. ولأنه لايريد لي أن أراه هكذا بجبنه وذله .. !  _ منهم من كفّر من نزّل !! :) !! ثم هو نزل !!! ومنهم أبو حمزة الدهشان فلسطيني ..  أظنه شي قائد عظيم الان :) .. لذلك ذكرت اسمه !!  ...  نزل كل السجناء تقريباً على دفعات وبقيت آخر دفعة منهم .. وكان فيها أكثر رؤوس السجن ومنهم أبو حسين زينية .  ونحن أثناء هذا كنا نجهّز أنفسنا للاقتحام عبر الانفاق .. ومحاولة الحصول على السلاح ثم الاعتصام بالسجن ..  وكان الوقت شتاء وكنا ننتظر من الله ضباب !!!  وفعلاً .. أتى الضباب في آخر ليلةٍ لنزول آخر دفعة .. فماذا حدث وقتها .. هذا مانراه في الدرس القادم إن شاء الله ..  .....  يتبع إن شاء الله ..‏'

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

 

كتاب المغــــــــازي (43) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) :
مابين أُحــــــد وصيدنايا (9) !

 

كانت هذه الشخصية بكل بساطة : آصف شوكت .. !!

نعم لاتستغربوا .. فالخبر الذي صدعوا رؤوسكم به :
أن نديم بالوش قابل آصف شوكت !

كان فعله قبله أكثر قيادات السجن ..
لكن لم تسمعوا ببنت شفة عن هذا images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5!!!

هذا الخبر الذي اجتزأوه ولبّسوه وقصّوه عليكم ..
ليلبّسوا خيانتهم وخبثهم .. للعبد الفقير ..
فصاغوا لكم الخبر المنقوص المدلَّس المعكوس الملبّس :
نديم بالوش هو من سلّم سجن صيدنايا ..
بعد أن قابل آصف شوكت images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

فأنت لما تسمع باسم آصف شوكت تصدق الخبر ..
وتقول لو لم يكن عميل ما قابله ..
وهنا تبدأ الشتم والتخوين والتهم ..
وحتى قد يستعملوك بسفك دماء مسلمة طاهرة صادقة !

- ولم تعلم يا مسكين أن أسيادك أنفسهم قابلوه عدّة مرات ..
وعدد من قابله بالسجن بل وشرب شاي عنده ..
بل وقدّم لهم كأس الشاي بنفسه images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5.

تجاوز الخمسة عشر تقريباً هم الان موزّعين على كل الجماعات ..
التي تتكلّم على العبد الفقير وحتى في صفوف الدولة وحتى والي الدولة على حلب أبو الأثير قابله وضيّفه الشاي بيده وحتى أمير الدولة العسكري بدمشق حسام الحلبي أبو مجاهد كذلك قابله .. !!

- وحتى أنا لم أقابله إلا بعد نزول المساجين ..
وبعد أن اقتحمنا عليهم وبعد أن سدّت بوجهنا السبل ..
ولم يبقَ لي إلا هذا السبيل ..
وإلا لكنت إلى الان بالسجن والله أعلم ..

راجع لقاءي على يوتيوب بذلك :
Video thumb

...

صدمة أليس كذلك ؟!!!
أعلمت لماذا يكبّ الناس في النار على وجوههم يوم القيامة ..
وقول النبي لمعاذ : ثكلتك أمك ؟!!

...

قابلتْ اللجنة الخبيثة آصف شوكت ..
أذلّاء خانعين مكلبشين مطمشين "في البداية"جاثين على الركب !
وبدأ بشتمهم بالبداية .. كالكلب يشتمه صاحبه ويؤنّبه ويوبخّه ..

ولا ندري ماجرى معهم بهذه الايام الثلاثة ..
إلا ما كشف لنا حسن صوفان لما أتى لعندنا ..
(لما بدأنا يفاوضنا مع من بقي من ال35) .
من أن اسم الشخصية هو : آصف شوكت ..

_ وهو قال لنا اسمه على أساس لنطمئن أكثر ..
لننزل ونسلّم أنفسنا ..
وذلك لقوة الاسم في النظام وقتئذٍ ..

مع أنه قاتله الله كان قد أقسم أنهم لايعرفون من هذه الشخصية ..
لأنهم كانوا مطمشين !

_ لكن هو لعب بالكلام على الناس (كعادتهم بالتلبيس والتدليس) ..
فقال لهم : كنّا مطمشين ولم نعرف من يحدّثنا ..
لكنه لم يذكر لهم نصف الكلام الباقي أنه بعد ذلك :
نُزعت لهم الطماشات وعرفوا من هو ..
بـــــــــــــــــــــل ..... وأتى لهم بزيارات images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!!

وأتي بأهليهم إليهم خلال هذه الايام الثلاثة !!!!! :

(ولم اعرف هذا أنا حتى .. إلا عن طريق أهلي لما خرجت من السجن ..
لأن حسن صوفان عائلته تعرف عائلتي ..
وسمير البحر في قرابة بينه وبين أمي ..images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5


فقدّر الله وعرفت هذين الأمرين نتيجة معرفة عائلية بهما ..
فما بالكم بما لم أعرف) .

فتأمّـــــــــــــــــــل وقِس على ذلك كثيـــــــــــــراً مما تراه الان !

....
فأنتم الان ماذا تعرفونه ؟!! images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5.

من قابل آصف شوكت بالسجن ؟!!
الجواب : العميل نديم بالوش ..images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5


ومن أتته زيارة بالسجن ؟!
الجواب : العميل نديم بالوش images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!!!!

(وسنأتي على قصّة الزيارة التي أتت لي ..
وستعلموا وقتها شتّان بين الزيارتين وأسبابهما !) .

...

وما العجب ..
فإن كان كلام ربهم سبحانه لوُوا ألسنتهم فيه ..
لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب ..
ليشتروا به ثمناً قليلاً .. فبئسما يشترون !

فما بالكم بقصص أرادوا أن ينجوا أنفسهم من تهمها ..
فقصّوا منها ولووا ألسنتهم واجتزأوا منها ودلّسوا فيها ..

_ وهل كان أكبر مرض اليهود إلا التدليس ؟!!!
يحرفون الكلم عن مواضعه ويحرفون الكلم من بعد مواضعه ..
يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض !

_ ووالله أقول لكم دائماً ماقتل الأمة وجهادها اليوم :
إلا التدليس والاجتزاء ..
وكلٌّ ألحن بحجته من بعض فاقضِ له على مانحو ما أسمع ..
(وهم صحابة وهو نبي) .

هذا ما أسميه : دين الاهــــــــــــــــــــــــــــــواء !!

وهو أصلاً لم يدمر الجهاد فحسب ..
بل هو مايدمّر العلاقات الاجتماعية ..
بل وحتى العائلات وحتى بين الزوج وزوجته وأهلهما ..

...

فترى نفس القصة يا إخوة مثلاً ..
ترويها الزوجة بشيء و" حماتها" بشيء ..
وكلْ من له مصلحة معهما وكل من يصطف مع أحدهما ..
يرويها حسب رواية صاحبه ومن له معه مصلحة !!

_ فلذلك قال ربنا وحذرنا ونبهنا وعلّمنا :
فلاتتبعوا الهوى أن تعدلوا ..
وإن تلوُوا (راجع الاية السابقة يلوون ألسنتهم بالكتاب ) ..
أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً ..

ولا يجرمنّكم شنئان قومٍ على أن لاتعدلوا .. !

فهذا المرض الأخطر .. هذا المرض الذي هدَّ الأمة اليوم ..
هذا المرض الذي هو أصعب بكثير من الكذب بحد ذاته ..

والعجيب أن صاحب التدليس والاجتزاء لما تتبدل مصالحه وأهواءه ..
يصوغ لك نفس القصة التي صاغها من قبل ..
لكن بطريقة مختلفة كلياً عن قصّه السابق لنفس القصة ..

...

والعجيب والأصعب والأخطر بمرض التدليس يا إخوة ..
أنه قد لايكذب بكلا القصّتين ..

فحسن صوفان لم يكذب عليهم لما قال هذه الجملة بحرفيتها :
قابلنا شخصية وكنّا مطمشين ولم نعرف من يحدّثنا ..
لكنه فعل ماهو أصعب من الكذب ..
فهو لم يكمل لهم القصّة وأنّهم نزعوا لهم الطماشات ..
وأنهم عرفوا محدّثهم (آصف شوكت) .. بل وأنهم أتوا لهم بزيارات !!!

_ فمثلاً أن أقول لك نديم بالوش خرج من السجن ..
بعد أن قابل آصف شوكت ..
مع أنه كان من المحرضين على الاستعصاء !

أنت ماذا ستقول فوراً : 100% هذا عميل !!!

_ بينما لو تسمع القصة الأصلية وأن نديم كان آخر من قابل آصف ..
وآخر من كان يفكّر بالصفقة حتى ..
وأنه اقتحم على الجيش بسكين والرصاص يمرّ من قرب أذنه ..
وإخوانه الذين بلصقه قتلوا ..

- ثم عرض بسبب ظروف كانت له وعلوم تعلمها بفضل الله :
صفقة مع آصف شوكت ..
لما انقطعت السبل بهم إلا بهذا الطريق ولم يسمع منه من بقي بالسجن ممن بقي من ال35 ..
فقدر الله وكانت الصفقة له ورغب بها آصف شوكت لأنها ستنقذه ..

فلما رأوا هذا وأخرج الله نديم بالوش :
جن حنونهم .. وطاش طيشهم وخافوا من صحوة أتباعهم ..
فقالوا : أما وجد الله غيره ليرسله !
ولولا أنزل هذا القرءان على رجلٍ من القريتين عظيم !
هذا عميل .. خائن ... الخ .

حسداً من عند أنفسهم وغيظاً أكل قلوبهم ..

- فكيف هو ولم يسلّم وقاتل وثبت وخرج بالصفقة هو ..
ونحن من ذللنا لهم ونفذنا كل ماطلبوا ..
وجعلناهم يدوسون على رقابنا ..
رمونا وأهملونا ونسوا كل خدمتنا وأذلونا !

_ فصبّوا جام حقدهم على العبد الفقير وبدأوا بالتدليس والتلبيس ..
وبدأ الرعاع أتباعهم بالتضخيم وإقسام الايمان !!
وهذا أكثر ما يجعلني أضحك وأهز رأسي والله تعجباً ..
ترى غلام متصهود يقسم بالله أن فلان عميل وعلى قصص بصيدنايا ..
وهو أصلاً لم يشهد كل صيدنايا !!
ويمكن لم يراني بحياته ولايعرف شكلي !!

وإن سألته قال لك :حدثني ثقة !!

_ اي كان الجولاني عند البغدادي ثقة مطلقة ..
وقد يقتل أناس بناءً على شهادته !!
ثم هو يقول الان عنه خسيس عميل ندل مخابرات مرتد ... الخ .
والعكس أيضاً ..images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

...

أليس هؤلاء ثقاتكم أنفسهم الذين حدثوكم عن نديم بالوش ؟!!
ماذا لو سفك الجولاني دماً على كلام البغدادي (الثقة عنده وقتها) ..
وسفك البغدادي دماً على كلام الجولاني (الثقة عنده وقتها) ..
وكلاهما يقول الان عن الأخر : هذا خبيث وعميل ومرتد و ... الخ .

_ والعجيب أنهم يقولون : متى نصر الله images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ؟!!!

قلت لكم وأقول وأقول : نصر الله لن ينزل على مثل هؤلاء !!
وإن النصر لبعيد ..
ولايغرنكم سحابات صيف نشأت بأمر من جهة ما وستزول بأمر ..
عندما يكبسون زرّ الزوال لها عندما تنتهي مهمّتها !

_ وماهذا الذي ترونه الان إلا مرحلة ممهدة ..
من مراحل ظهور تلك الطائفة التي تسبق عيسى بن مريم !

وأنا أعتبر أنّ ما يكتب هنا ..
أحد عوامل التمهيد لظهور منهج هذه الطائفة بإذن الله ..

......

قابلهم آصف شوكت وأتت زيارات لهم ..
(عرفت بها عندما خرجت من أهلهم ..
وإلى الان كثير من السجناء لايعرف أنهم زاروا) ..
والله أعلم ماجرى بينهم !

لكن تكالب اللجنة على نزول السجناء ..
يدلّك على أنهم كانوا موعودين بشيء من آصف نفسه ..
وباعتبار أنهم رأوه ولقوه فلم يصدقوا اعينهم ومشوا كالدواب !!!

أو أنه خوفّهم ورعبهم .. أو .... الخ .
فالله أعلم !

...

وبدأ نزول السجناء .. وبدأ قتالهم لبعض على من ينزل قبل .. images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

وماذا أقول لكم لأقول مما رأيت من مناظر ..
عندما أكون أخرج من مكان عملي بالمتفجرات لضرورة ..
لأني اعتزلتهم تماماً لكي لايتأثر قلبي بهم ..
فوالله كانت فتنة عظيمة رهيبة ..

فأخوك من كان يأكل معك تحبه يحبك ..
يحلق لحيته ويغير ثيابه وعندما تضرب عينك بعينه ..
يضرب عينه بالأرض من خجله ..
ويعمل نفسه لايعرفك وهو يعرف أنك ستموت !!

...

أثناء هذا قمت وخطبت بالمساجين خطبةً ..
لم أعرف ماقلت فيها لكني ذكرتهم قصة طالوت وأصحابه ..
وبالولاء والبراء والثبات .. وعدم الذل ..
وأنه كلما ذلّوا لهم سيذلونهم أكثر !

- لا أذكر ماقلته فيها ..
لكن ما أذكره أن أحسست أن جدران السجن اهتزت والله ..
وهذا ماذكره حتى المخالفين راجع التغريدة المرفقة بالصورة ..

_ بعد ان أنهيت خطابي ..
جاء جمع من الشباب وقرروا عدم المغادرة .. !!
لكنهم بدلوا بعد يومين ..

_ وكانت والله من أصعب عشرة ايام مرت بحياتي فتنة ..
ابن عمة لي بالسجن نزل ولم يودعني حتى ..
وهو يعرف أني مقتول !!!!
من خجله من نفسه ..
ولأنه لايريد لي أن أراه هكذا بجبنه وذله .. !

_ منهم من كفّر من نزّل !! images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !! ثم هو نزل !!!

ومنهم أبو حمزة الدهشان فلسطيني ..
أظنه شي قائد عظيم الان images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .. لذلك ذكرت اسمه !!

...

نزل كل السجناء تقريباً على دفعات وبقيت آخر دفعة منهم ..
وكان فيها أكثر رؤوس السجن ومنهم أبو حسين زينية .

ونحن أثناء هذا كنا نجهّز أنفسنا للاقتحام عبر الانفاق ..
ومحاولة الحصول على السلاح ثم الاعتصام بالسجن ..
وكان الوقت شتاء وكنا ننتظر من الله ضباب !!!

وفعلاً .. أتى الضباب في آخر ليلةٍ لنزول آخر دفعة ..
فماذا حدث وقتها .. هذا مانراه في الدرس القادم إن شاء الله ..

.....

يتبع إن شاء الله ..

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

'‏سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)  كتاب المغــــــــازي (43) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) : مابين أُحــــــد وصيدنايا (10) !  ...  كانت تلك آخر ليلة بنزول الدفعات من السجن .. حيث نزل حوالي 1000 سجين .. حيث كان ينزل كل يوم 100 منهم ..  بقي في هذا اليوم .. كل رؤوس السجن من توتيين وحذيفيين وحتى مستقلين !  كنا في الشهر 12 في عام 2008 .. وكنا ننتظر بقوة طيلة شهر كامل مجيئ الضباب .. لأنه سيسهل الخطة كثيراً .. وخاصة بخروج الأخوة من النفق لاقتناص السلاح ..  - قدّر الله سبحانه أنّ الضباب لم ياتي إلا في هذه الليلة ! ولعل هذا ليقيم الحجّة على كل من ضحك على نفسه فيهم ! وعلى كل من زيّن له الشيطان سوء عمله ! لكن هل يا ترى اتّعظوا !  ...  ماذا حدث ؟!! على ما أذكر أتى ابو حمزة وأيقظني بالليل .. قم أبا علي نريد الاقتحام الليلة .. لم أستوعب الخبر بالبداية فكل التحضيرات أن اليوم لا اقتحام .. والاقتحام غداً ..  - حزمت عدتي سريعاً .. وعرفت أن هناك ضباباً كثيفاً .. وفعلاً نظرت من الشباك لم أرى لبعد مترين من شدة الضباب ..  إنه الوقت المناسب إنها اللحظة الحاسمة ..  ركضت لعند أبي خالد مسرعاً .. بدأنا توزيع الناس سريعاً .. وكلّ من الأخوة أخذ مكانه .. ونحن نتوزع كخلية النحل !  _ وهنا استيقظ "إخواننا .. :) !!" فودّعونا وضمّونا ودعوا لنا وقالوا لنا وفقكم الله .. :) !! لا يا إخوة .. بل ببساطة وباختصار :  رفعوا السيوف على أبي خالد وهجموا عليه :) !!! وفي اليوم الثاني بعد أقل من 6 ساعات أعطوا أيديهم .. ليضع بيدهم العسكري النصيري الكلبشة من الخلف ويطمّشهم !! ولاتعليق .. !  نعم بكل بساطة صاروا الان شجعاناً :) ..  وهجموا على أبو خالد العراقي .. !  هجموا على الشيخ الستيني الذي قضى عمره بالجهاد .. الشيخ الخجول المؤدب المهذّب ..  الشيخ الذي لايرفع صوته ولاتسمع صوت ضحكته .. ولاتكاد تفارق الابتسامة وجهه ..  (كلنا لنا خطاء لكن ذهلني آخر دقيقتين بحياته رحمه الله ..  نعم أذهلتني أنا الذي رأيت صمات ومواقف تشيب الطفل ..  لكن سيبقى الخير بأمة محمد رغم كل الخبث) . عندما وصلت إليه (وكنت بنفق آخر غير نفقه لما هجموا عليه) ..  وجدته حزيناً مكسوراً ! سألت أبا حمزة ما الخطب .. وكان في شدة غضبه يريد أن يمسح بهم الأرض ..  لكن الشيخ قال : لا اقتحام اليوم .. لئن بسطت يدي إليك لتقتلني .. ما أنا بباسط يدي أليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ..  - وربّ العزة ولو أمر بأصبعه للاقتحام وقتها .. لأكلناهم أكلاً .. ! فهم خانعون أذلاء أحبوا الحياة وأرادوها ونحن كان "بايعينها :) "..  وأصلاً نحن ذاهبين إلى الموت !!)  ....  كانت هذه آخر أمل لنا بخطةٍ نستطيع أن نتحرك بها .. ومع ذلك لم يُرِد الشيخ .. (التكفيري الذي كان نكفر السجن كما يقولون لكم :) !!) .. لم يرد ان يتسبب لهم بأي أذى من النظام ..  ولم يرد أن تسيل دماء بين المسلمين !  نعم إنهم لم يكونوا بهذه الدنيا أصلاً والله أعلم .. إنهم وصلوا ..  نعم وصلوا إلى هناك .. فسبقتهم أرواحهم ..  فلم يعودوا يشعرون بما نشعر ولم يعودوا أرضيين .. ! إنهم حلّقوا في الملكوت وتحت العرش وأرجلهم مازالت تطأ الأرض !  - أقول هذا الكلام ليس صهودةً ..  فلو كان حيّاً لن أقول عليه هذا حتى أرى بعيني ثباته ومواقفه .. وسأفرض وقتها بعقلي فرضيةً لابدّ منها بزماننا ! أنه لم يقتحم لأنه يريد في اليوم التالي : أن يسلّم نفسه ويخدعنا بشعارات برّاقة من حقن دماء المسلمين .. ولا نريد أن نسبب الأذى للأخوة و غداً نقتحم و .. و ... . كما خدعنا الكثير وكما ظهر خبثهم في صيدنايا وفي قبلها وبعدها ..  - لكن هذا الرجل أذهلتني آخر دقيقة في حياته ! أكرر أذهلتني أنا الذي رأيت حتى شبعت ..  ولايدخل رأسي كثير من البطولات الوهمية .. التي يظهر عَوَرها ويزول بريقها أول شدّة !  ..  نعم الاثنان يفعلان نفس الفعل ..  فهذا يؤجّل الاقتحام وهذا يؤجّل الاقتحام !  والاثنان يستخدمان نفس التعبيرات أحياناً :  لانريد أن نقتتل مع أخواننا .. ولانريد ان نتسبب بأذية لهم .. وسامحهم الله .. و ... و ...   لكن في اليوم الثاني :  أحدهم سينزل مع آخر لحظات بلغت فيها القلوب الحناجر .. والثاني سيثبت "بإذن الله" أيّما ثبات !  وهكذا ستعرف الفرق الحقيقي ..  والموفّق من وفقه الله ليعرف الفرق قبلاً .. فيلتزم مع صاحب الهدى !  ...  فهذا الكلام مثله مثل كلامي في جهاديات 36 و36 .. أن بعض الناس يأخذ كلامي ليشكك بكل شيء .. فبالتالي يترك الجهاد :) !!  جــــــــــهاديّات (42) إن لم تضع كل الاحتمالات في عقلك ..  عن أي شخص وعن أي فعل وعن أي جماعة ..  وتُغلّب (في زماننا هذا) إساءة الظنّ عن تحسينه ..  ثم تفكّر وتقارن وتَحسِب بفطنة وذكاء ..  فأنت مغفّل أحمق متصهود حمار تساق كالأنعام !   ...   لكن بالمقابل :  إن شككت بكل شيء وبأي شيء هكذا بدون تفكير ..  ونفيت أيّ صدقٍ وإخلاص .. !  فأنت أحد ثلاث : 1- أحمقٌ لاعقل له ولا فطنة ولا فراسة .  2- خبيث تريد تهرب من الجهاد وتكاليفه بهذه الحجّة . 3- عميلٌ تريد توهين الأمّة !   ....  أعيد لك هنا جزء من جهاديّات (35) :  رسالتي لك هنا .. أن تميّز بين كل شيء ..  (المُفسد والمصلح والحق والباطل والناصح والمفوّش والعميل والخائن !)  لا أن تُشكّك بكل شيء ..  فهذا يدمّر أي أمّة وأي جهاد .. ! .. انتهى الاقتباس . ....  تفكّر جيّداً بهذا .  .....  انتهى جهاديّات 42 ..  نعود لموضوعنا .. كانت هذه آخر أمل لنا بخطة محكمة نستطيع أن نتحرك بها ..  ويمكن أن تحقق نتائج عسكرياً لنا ..  ولم يبقَ لدينا إلا قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم :  يا ابن آدم الموت خير لك من الفتنة ..  وهذا بعد ان سدّت بوجهنا كل الأبواب والخطط التي ممكن أن تحقق نتائج عسكرياً لنا .. وأغلبها بسبب : "إخواننا :) !!" .. ولم يبقى لدينا إلا التسليم للطواغيت .. !  _ ماذا حدث ..  وماهي الملحمة التي حدثت يوم الاقتحام .. والتي سيؤرخّها التاريخ يوماً ..  والتي كتبت من أجلها كل هذه الدروس (مابين أُحد وصيدنايا) .  سنعرفه إن شاء الله في الدرس ال11 والأخير .. من دروس مابين أُحد وصيدنايا !  ...‏'

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

 

كتاب المغــــــــازي (43) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) :
مابين أُحــــــد وصيدنايا (10) !

...

كانت تلك آخر ليلة بنزول الدفعات من السجن ..
حيث نزل حوالي 1000 سجين ..
حيث كان ينزل كل يوم 100 منهم ..
بقي في هذا اليوم ..
كل رؤوس السجن من توتيين وحذيفيين وحتى مستقلين !

كنا في الشهر 12 في عام 2008 ..
وكنا ننتظر بقوة طيلة شهر كامل مجيئ الضباب ..
لأنه سيسهل الخطة كثيراً .. وخاصة بخروج الأخوة من النفق لاقتناص السلاح ..

- قدّر الله سبحانه أنّ الضباب لم ياتي إلا في هذه الليلة !
ولعل هذا ليقيم الحجّة على كل من ضحك على نفسه فيهم !
وعلى كل من زيّن له الشيطان سوء عمله !
لكن هل يا ترى اتّعظوا !

...

ماذا حدث ؟!!
على ما أذكر أتى ابو حمزة وأيقظني بالليل ..
قم أبا علي نريد الاقتحام الليلة ..
لم أستوعب الخبر بالبداية فكل التحضيرات أن اليوم لا اقتحام ..
والاقتحام غداً ..

- حزمت عدتي سريعاً .. وعرفت أن هناك ضباباً كثيفاً ..
وفعلاً نظرت من الشباك لم أرى لبعد مترين من شدة الضباب ..
إنه الوقت المناسب إنها اللحظة الحاسمة ..

ركضت لعند أبي خالد مسرعاً .. بدأنا توزيع الناس سريعاً ..
وكلّ من الأخوة أخذ مكانه .. ونحن نتوزع كخلية النحل !

_ وهنا استيقظ "إخواننا .. ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!"

فودّعونا وضمّونا ودعوا لنا وقالوا لنا وفقكم الله .. ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

لا يا إخوة .. بل ببساطة وباختصار :
رفعوا السيوف على أبي خالد وهجموا عليه ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!!

وفي اليوم الثاني بعد أقل من 6 ساعات أعطوا أيديهم ..
ليضع بيدهم العسكري النصيري الكلبشة من الخلف ويطمّشهم !!
ولاتعليق .. !

نعم بكل بساطة صاروا الان شجعاناً ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .. 

وهجموا على أبو خالد العراقي .. !

هجموا على الشيخ الستيني الذي قضى عمره بالجهاد ..
الشيخ الخجول المؤدب المهذّب ..
الشيخ الذي لايرفع صوته ولاتسمع صوت ضحكته ..
ولاتكاد تفارق الابتسامة وجهه ..

(كلنا لنا خطاء لكن ذهلني آخر دقيقتين بحياته رحمه الله ..
نعم أذهلتني أنا الذي رأيت صمات ومواقف تشيب الطفل ..
لكن سيبقى الخير بأمة محمد رغم كل الخبث) .
عندما وصلت إليه (وكنت بنفق آخر غير نفقه لما هجموا عليه) ..
وجدته حزيناً مكسوراً !
سألت أبا حمزة ما الخطب ..
وكان في شدة غضبه يريد أن يمسح بهم الأرض ..
لكن الشيخ قال : لا اقتحام اليوم .. لئن بسطت يدي إليك لتقتلني ..
ما أنا بباسط يدي أليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ..

- وربّ العزة ولو أمر بأصبعه للاقتحام وقتها .. لأكلناهم أكلاً .. !
فهم خانعون أذلاء أحبوا الحياة وأرادوها ونحن كان "بايعينها ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ".. 

وأصلاً نحن ذاهبين إلى الموت !!)

....

كانت هذه آخر أمل لنا بخطةٍ نستطيع أن نتحرك بها ..
ومع ذلك لم يُرِد الشيخ ..
(التكفيري الذي كان نكفر السجن كما يقولون لكم ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!) ..

لم يرد ان يتسبب لهم بأي أذى من النظام ..
ولم يرد أن تسيل دماء بين المسلمين !

نعم إنهم لم يكونوا بهذه الدنيا أصلاً والله أعلم .. إنهم وصلوا ..
نعم وصلوا إلى هناك .. فسبقتهم أرواحهم ..
فلم يعودوا يشعرون بما نشعر ولم يعودوا أرضيين .. !
إنهم حلّقوا في الملكوت وتحت العرش وأرجلهم مازالت تطأ الأرض !

- أقول هذا الكلام ليس صهودةً ..
فلو كان حيّاً لن أقول عليه هذا حتى أرى بعيني ثباته ومواقفه ..
وسأفرض وقتها بعقلي فرضيةً لابدّ منها بزماننا !
أنه لم يقتحم لأنه يريد في اليوم التالي :
أن يسلّم نفسه ويخدعنا بشعارات برّاقة من حقن دماء المسلمين ..
ولا نريد أن نسبب الأذى للأخوة و غداً نقتحم و .. و ... .
كما خدعنا الكثير وكما ظهر خبثهم في صيدنايا وفي قبلها وبعدها ..

- لكن هذا الرجل أذهلتني آخر دقيقة في حياته !
أكرر أذهلتني أنا الذي رأيت حتى شبعت ..
ولايدخل رأسي كثير من البطولات الوهمية ..
التي يظهر عَوَرها ويزول بريقها أول شدّة !

..

نعم الاثنان يفعلان نفس الفعل ..
فهذا يؤجّل الاقتحام وهذا يؤجّل الاقتحام !

والاثنان يستخدمان نفس التعبيرات أحياناً :
لانريد أن نقتتل مع أخواننا .. ولانريد ان نتسبب بأذية لهم ..
وسامحهم الله .. و ... و ...

لكن في اليوم الثاني :
أحدهم سينزل مع آخر لحظات بلغت فيها القلوب الحناجر ..
والثاني سيثبت "بإذن الله" أيّما ثبات !

وهكذا ستعرف الفرق الحقيقي ..
والموفّق من وفقه الله ليعرف الفرق قبلاً ..
فيلتزم مع صاحب الهدى !

...

فهذا الكلام مثله مثل كلامي في جهاديات 36 و36 ..
أن بعض الناس يأخذ كلامي ليشكك بكل شيء ..
فبالتالي يترك الجهاد ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

جــــــــــهاديّات (42)
إن لم تضع كل الاحتمالات في عقلك ..
عن أي شخص وعن أي فعل وعن أي جماعة ..
وتُغلّب (في زماننا هذا) إساءة الظنّ عن تحسينه ..
ثم تفكّر وتقارن وتَحسِب بفطنة وذكاء ..
فأنت مغفّل أحمق متصهود حمار تساق كالأنعام !

...

لكن بالمقابل :
إن شككت بكل شيء وبأي شيء هكذا بدون تفكير ..
ونفيت أيّ صدقٍ وإخلاص .. !

فأنت أحد ثلاث : 1- أحمقٌ لاعقل له ولا فطنة ولا فراسة .
2- خبيث تريد تهرب من الجهاد وتكاليفه بهذه الحجّة .
3- عميلٌ تريد توهين الأمّة !

....
أعيد لك هنا جزء من جهاديّات (35) :
رسالتي لك هنا .. أن تميّز بين كل شيء ..
(المُفسد والمصلح والحق والباطل والناصح والمفوّش والعميل والخائن !)
لا أن تُشكّك بكل شيء ..
فهذا يدمّر أي أمّة وأي جهاد .. ! .. انتهى الاقتباس . ....
تفكّر جيّداً بهذا .

.....

انتهى جهاديّات 42 ..

نعود لموضوعنا ..
كانت هذه آخر أمل لنا بخطة محكمة نستطيع أن نتحرك بها ..
ويمكن أن تحقق نتائج عسكرياً لنا ..
ولم يبقَ لدينا إلا قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم :
يا ابن آدم الموت خير لك من الفتنة ..

وهذا بعد ان سدّت بوجهنا كل الأبواب والخطط التي ممكن أن تحقق نتائج عسكرياً لنا .. وأغلبها بسبب : "إخوانناimages?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!" ..

ولم يبقى لدينا إلا التسليم للطواغيت .. !

_ ماذا حدث ..
وماهي الملحمة التي حدثت يوم الاقتحام ..
والتي سيؤرخّها التاريخ يوماً ..
والتي كتبت من أجلها كل هذه الدروس (مابين أُحد وصيدنايا) .

سنعرفه إن شاء الله في الدرس الـ11 والأخير ..
من دروس مابين أُحد وصيدنايا !

...

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

'‏سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)  كتاب المغــــــــازي (43) :  غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) : مابين أُحــــــد وصيدنايا (11) والأخيـــــــــــر !  ...  وجاء صباح ذلك اليوم المشهود ..  ذلك اليوم الذي لو كتب التاريخ عنه .. لانتهى مداده ولكسر قلمه ولجف يراعه والله !  ذلك يوم أصحاب طالوت .. ذلك يوم أحُد يوم بدر .. ذلك يوم اليمامة ! ذلك أنس بن النضر  يقول اللهم إني اعتذر اليك مما صنع هؤلاء وأبرأ اليك مما يفعل هؤلاء ثم ماعرفه أحدٌ إلا أخته ببنانه ! ذلك اليوم الذي يقول فيه أحدهم وهو يلفظ روحه .. ماصنع رسول الله .. لا عذر لكم يا قوم إن سلمتم رسول الله ! ذلك يوم مصعب بن عمير .. يوم حمزة .. يوم رسول الله !  _ إنه يوم صيدنايا المشهود ..  الذي ما أظنّ أنّه سيمر على الأمة في التاريخ الحديث مثله .. (هذا ليس كلامي فقط .. بل كلام الكثير ممن حضروا الكثير من المواطن) .  إنّه بكل بساطة .. يوم اقتحام ال35 ..  ...  جاء يوم نزول الدفعة الأخيرة .. وبدأوا بالنزول ..  ويقترب الوقت ويقترب .. وعند نزول آخر رجل منهم .. كان ببالنا أن النظام سيشعر بوجودنا ويقتحم علينا ..  فيجب أن نقتحم عليه قبل أن يقتحم علينا .. وإلا مسكنا أحياءً وبعدها يفعل بنا الافاعيل .. !  ماج السجن وراج وتفرق الناس ..  وظنّنت أنه لن يبقى أحد على قدر ما رأيت من صدمات .. ! فقررت أن أقتحم لوحدي كما فعل من قبل "مِجوِل" رحمه الله ..   _ كان الهدف الموت فابتعدتُّ عن الجميع لئلا انصدم بأحد .. وتنزلق قدمي بذلك الموقف الرهيب .. الذي ترى الأخ الذي عنده صدق حتى .. يقرر البقاء ثم يقرر النزول ثم يقرر البقاء .. ثم النزول .... الخ ..  والله رأيتهم يبكون كالصغار لأنهم لم يستطيعوا البقاء .. أنت ترى كل الجيش يحيطك وأنت ضعيفاً حافياً جائعاً غائر العينين لاتملك إلا سكيناً وغازاً لاينفجر بسرعة وسيحرقك ريثما ينفجر لو أردت أن تأخذه حزاماً ناسفاً ..  ابتعدت عن كل هذا الجو والهيجة والميجة .. وذهت بغاز فردي كنت مجهزه لأقتحم فيه ..  وذهبت لزواية بالسجن كنت قد درستها من قبل عند مبنى الادارة وفيها درج قريب من النافذة لايطل عليهم ..  يعني يوصلني للساحة قبل أن يشعروا بي ..  وسيكون النتيجة القتل بالرصاص ..  وأنا بإذن الله سأرمي عليهم الغاز فأقتل منهم وأُقتل ..   _ جهّزت نفسي وابتعدت حتى عن رفيق درب لي .. كان معي خلال 6 أعوام من أول الالتزام .. لأني لم أرد أن أجبره على البقاء أو أحرجه وأردت أن أتركه لنفسه .. ولأني خفت أن يكون يريد لنزول هو أيضاً فأتأثر به !  وإذ به يبحث عني في كل مكان .. لما رآني قال لي ماتفعل قلت لا شيء ! قال لي : لا أسامحك والله إن اقتحمت بدوني ..  أحسست أن عيناي تنفحتان من جديد .. هناك أخ سيبقى غيري ! ..   تصوروا من عظم هذه اللحظة نسيت حتى أبا حمزة عتابا .. وأنه بإذن الله سيثبت ! لما جاء الأخ وأعطاني بصيص الأمل ..  قرّرت أن أذهب وأرى وضع الأخوة .. ولم أعد أعرف من سيثبت منهم .. فمن كثر الصدمات وما رأيت من أناس كنت أظنهم سيأكلون النظام بأيديهم ولن ينزلوا أبداً على كثر مافعلوا وعملوا وقالوا وماجوا وراجو وأعطوا هالات و .. و .. ! ثمّ وجدّتهم يحلقون لحاهم بتخفي ويديرون وجوهم عنّا وهم ينزلون !  أناسٌ كنا نظنهم جبالاً وبالحقيقة كانوا سراباً عند الشدة .. وأناس صادقين وثبتوا بالمواقف الأولى من الاستعصاء .. لكن الخوف والجبن أضافة لتضليلات الكلاب من مشايخهم .. أزلّ أقدامهم !  دخلت المسدّس (مكان التقاء أبنية السجن بببعضها) .. ولقيت أبا حمزةفقلت له هل ستنزل ؟!! قال لي شو أنزل خيا .. ! رحمه الله كانت تلك آخر ساعة في حياته الدنيا ..  والله الان دمعت عيني من تذكر منظره ..   _ قال لي الأخوة مجتمعين .. قلت له إخوة !! قال لي أي مع أبو خالد العراقي ..  هنا فتحت عيوني كاملاً وأشرق وجهي .. !! الحمد لله .. لست وحدي هنا ! دخلت الاجتماع .. ماشاء الله ماشاء الله .. اكثر من 30 أخ .. ومافاجئني فيه أبو خالد العراقي ولا أبو سعيد الضحكيك ولا أثير الشاكرولا .... الخ .  ذهلني أبو قدامة .. الشاب الذي لم يبلغ السابعة عشر .. وأبو حفص الدرعاوي والأخ الآخر من درعا أيضاً نسيت اسمه ! ذهلني أناس كنت لا أسمع لها صوتاً .. ولو سألتني قبلاً لظننت نفسي خيراً منها !! مثل عز الدين أبا بكر من اللاذقية .. رحمه الله !  - رأيت أناس استغربت منها فطول الوقت كانت مع ابي التوت وشلته ولم تكن معنا كأبي حذيفة الفلسطيني ..  (غير ذلك الخبيث هذا شاب أصيب وفُلِقتْ رجله .. ولا أعلم عنه شيئاً الان)  _ وهكذا يا إخوة .. هذا هو الطريق .. لايغرنّك فيه طول لحية ولاجعجة ولاخطب ولاقيل وقال ! كان هناك شاب من دير الزور وشخص اسمه جهاد الشيخ .. هو الان من أكابر النصرة على ما أظن :) .. هذا خبيث فافوش ..  أمّره أبو خالد مرة لأن عنده اتباع من عشيرته (عشائرياً) .. على أساس أنه وريث زعيمهم السابق زكريا عفش ..  وهم لاعلم لديهم بشيء شببا مهربون ثم "هداهم" الله ..  والتزموا وطلعوا على العراق لكنهم كانوا وبالاً آخر الأمر ..  (وهذه أكثر النماذج التي ذهبت العراق للاٍسف .. ولذلك كانت نتيجتها نماذج معاقة وجماعات معاقة .. !  - وبرأيي أن مرحلة الجهاد بالعراق قد خرّبت الجهاد كثيراً .. وكان من أحد أكبر أخطاء أبو مصعب رحمه الله .. أنه أمّر النطيحة والمتريدة والغلمان .. لكنه كان معذور رحمه الله فالتنظيم خلال فترة قصيرة .. توسّع كثيراً جداً ودخل فيه الالاف والكلام في هذا يطول !)  _ فهذان لما نزلا لما أصدق عيني أنا !!!! بل وحلقا لحيتهما . ووالله لو اأقول لكم الكلام والبطولات المزيفة .. وماذا كانوا سيفعلون بالنصيرية وماذا وماذا ..  لظننتم أنفسكم مع حمزة ومصعب بن عمير :) !!  ....  قسّم أبو خال العراقي رحمه الله الشباب إلى قسمين ..  قسم سيهاجمون بالبواريد ..  (بواريد صنعها الأخوة من خرطوش كان بالسجن .. يستعمل بالتصليح وبِدَقّ البسامير بالحائط :) ) . فدهنوها على أساس أن يُرعب النصيرين من شكلها وصوتها .. وهذا لمانفذت الخطط عنّا بسبب "إخواننا") وقسمٌ سيهاجم بعدهم ويحاولوا الحصول على السلاح من المحرس المقابل للفتحة ..   _ ونحن نجّهز الخطة اذ يقتحم الغرفة علينا جمع غفير .. ! مَن .. ؟!!! إنهم رؤوس السجن كله تقريباً .. من كان يناكفنا أحياناً من كان يتكلم علينا من من .. . يبكووون كالأطفال .. والله ! يريدوننا أن ننزل معهم وهذا من مواقف صدق لهم .. عسى الله أن يغفر لنا ولهم بها !  ...  أول ما أتوا قال لهم أبو خالد اخرجوا لو سمحتم لن ننزل ..  فأصرّوا وأصرّوا وهم يبكون يا إخوة يا أخوة يا إخوة انزلوا .. نرجوكم نبوس ايديكم ..  فهنا زجرتهم وصرخت بهم .. (يمكن من خوفي من التأثر بهم واستحقارهم .. وتلك درجة من الايمان) . فأشار الي الأمير الحبيب بيده وقال لا يا أباعلي هم إخواننا !! ووالله تلك تمام الدرجات : الثقة بالمنهج مع الرأفة بالمخالفين من المسلمين !!  _ وهذا ما من آخر ماتعملته من الأمير الحبيب الأسد : أبو خالد رحمه الله ..  قلت يا أبا خالد فوق ضعفهم يريدونا أن نكون ضعافاً وننزل معهم !! فابتسم لي وقال هم أخواننا !!  _ فكففتُ عنهم وأخذوا والله يقبلون أيدينا .. فلما استيأسوا خلصوا نجيّاً ! مازالت أذكر ابا عمار الادلبي وكان من اللجنة "الشرعية" بالسجن .. لازلت أذكر نحيبه والله وتقبيله لأيدينا ..  لازلت أذكر أبو ناصر وهو قريب الجولاني .. ولعله الان أحد أعمدة النصرة ..  _ مع أني استغربت من هذه المواقف .. وتوقعت ان يذهبوا ويتركونا ولايعبرونا ..  وكذلك تعلمت منها الكثير ..  تعلمت ان هناك من الاخوة من يخالفك .. لكن لو وقعت بضرر لبكى عليك !  _ وعرفت أكثر وأكثر وفهمت أكثر و أكثر .. تصرفات حبيبي رسول الله بسيرته ..  وكذا تعلمت ما أعطيكم من دورس من سيرة .. قلت لكم لن تقرأواها بكتب ولن تجدوها بمؤلفات ..  إنها عصارة تجارب وعصارة سنوات لم يمرّ بها إلا القليل !  ...  فمن ظنّ أن دروس السيرة هي فقط من قراءة السيرة والتفكر بها ! لا يا أخي الحبيب ..  أنا كنت كثير من الامور لا أفهم لماذا النبي تصرف بها .. ولا أفهم فعله بها .. ولماذا ؟!!  إلا لما اكتشفت الكثير من التجارب والصدمات وفهمتها ووعيتها .. فأتذكر مواقف النبي وقتها .. فوقتها أفهمها بحقها !!  ...  خرج الإخوة (لاحظ أني أقول لك إخوة ولو أنهم الان من يشتمني لعله .. وهذا يفهمك معنى تصرفي بخصوص سجانيّ من الاخوة .. راجع جهاديات 64) .  وخرجنا للمسدّس .. و هنا احترنا هل ننتظر لليل ونهجم أم نهجم فوراً .. فكان القرار أن نهجم فوراً لأنه قد يشعر النظام بنا فيقتحم علينا .. ونحن فقط 35 فيمسكنا أحياء !!  ...  وهنا قال لنا أبو خالد رحمه الله ..  كلمة يخلي فيها مسؤوليته رحمه الله .. قال إن كنتم تريدون خطة فانتظروا لليل ..  وإن كنت تريدون الموت فلنقتحم الان .. فصحنا لايمكن أن ننتظر لليل فيعتقلنا النظام .. ليكن الموت ..   _ وسار الركب .. سار ....   سار الركب .. سار الركب .. سار الركب الميمون ..  سار الركب .. سارت تلك القلوب الطاهرة ..  سارت تلك الأجساد المنهكة الجائعة ..  سارت تلك النفوس المتصلّة ..  ساروا إلى تلك الفتحة التي كانوا قد حفروا أغلبها مقابل أحد المحارس التي كان فيها بي كي سي وبارودتان .. وتركوها على شفى ضربةٍ واحدة .. (لكن هناك كان سوء تقدير بسبب صعوبة الحفر وخوف الأخوة من كشفه .. واحتاجت لأكثر من ضربة ففقدنا عنصر المفاجأة) ..  _ فكانت الخطّة أن نسير إلى تلك الفتحة .. التي تمّ حفرها أثناء تكبيرات المساجين .. أوّل بادية الاستعصاء الثالث ..   فلم يسمع الجيش بحفر الأخوة لها .. ولم يشعر بأننا نحفر أصلاً قبالته ..  ولم تكن اللجنة الخبيثة وزبانيتها يعلمون بها ..  _ كانت تلك الحفرة في جدار الطابق الأول ..  وكانت الخطة أن نضربها بدرابزون الحديد الذي خلعناه من السلّم في وقت سابق ..   بحيث ننقسم لقمسين متقابلين مقابل بعضنا على طول الدرابزون ..   _ وصلنا لمنطقة الحفرة .. وكان قلبي يرتجف من الخوف ..  نعم كنت خائفاً جدّا .. وكان هناك رهبة من هذا الموقف العظيم ..  مع اني كنت أواجههم بالأفرع الأمنية وحيداً أعزلاً ..  لكن كان لهذا الموقف بسبب ماسبقه وبسبب وضعنا وبسبب موقف السجناء وبسبب كل شيء !  بسبب خوفنا وزحفنا لنذهب للخلاء مثلاً من آجل القنّاص ..  كان لذلك الموقف رهبةٌ في قلبي ..   _ وبينا أنا بهذا الموقف بعد أن صلينا الظهر قعوداً .. لئلا يرانا القناصة إن رفعنا رؤوسنا قليلاً .. وكنا ننتظر خروج آخر شخص من السجن لنبدأ ..   إذ بالأخ الذي أمامي بالنسق ينكزني ..  نظرت إليه وإذ به أبو سعيد الضحّيك رحمه الله ..  نظرت إلى وجهه .. ومازلت أذكر تلك الابتسامة المشرقة ..  نعم يا عباد الله .. يبتسم ... !  رحمك الله أبا سعيد .. فمن يستطيع ماتستطيع ! نظرت إليه ماذا يريد ... !  ماذا برأيكم كان يريد .. ؟!!!!! أعطاني بنبونة (قطعة حلوة للأطفال) وقال لي كُل ... ! وكان في فمه الحلوة يمصّها وهو يبتسم .. ! وما أظن أنه أكمل بلعها ..... !  .....  وجاء الوقت ..  أتت اللحظة التي سيؤرّخها التاريخ يوماً ..  أتى أبو سعيد دروشا رحمه الله .. وأخبر أبا خالد بنزول آخر شخص من السجن .. فقال لنا أبو خالد استعدّوا ..  أخذ كلٌّ منا موقعه وأمسك بالدرابزون ..  وبقومةٍ واحدة وبصيحةٍ واحدة الله أكبر .. قمنا !  أحسست لما قمت وصرخت الله أكبر أنّ دفئاً أتى لقلبي .. وأتتني شجاعةٌ وتثبيت .. بدأنا بضرب الفتحة أول ضربة ..  وهنا كان أحد الأخطاء فكان من المفترض أن ينهدّ الحائط من أول ضربة لكنه لم ينهد إلا بعد 3 أو 4 ضربات ..  وهنا فقدنا عنصر المفاجأة .. ! لكن لم نكن نهتم أصلاً ..  فالخطة كلّها لم تكن محكمة أصلاً .. وكان هدفنا أن ننغمس فيهم ولو فقط ارعبناهم ..  فالموت خيرٌ من الفتنة العظيمة وقتها !  _ ضربنا حوالي 3 أو 4 ضربات حتى انهدّت الحائط .. لكن كان قد تنبّه الجيش ..   - عندما فتحت الفتحة .. بدأ إطلاق الرصاص وهنا على الفور قتل أخ اسمه عمر الحلبي وأصيب أبو قدامة رحمه الله ..  وهنا بدأ إطلاق النار الجنوني من المحرس  .. هنا أحجم الجميع .. لأن إطلاق النار كان على بعد فقط عشر أمتار ..   ... ...  وهنا حدث موقف لن أنساه ماحييت ... ! موقفٌ علّمني الكثير .. ! هنا آخر دقيقتين بحياة أبي خالد الذي أذهلتني .. !  كان أبو خالد العراقي "بحكم تنظيمه لنا" آخر النسق ..  لما بدأنا وبدأ إطلاق الرصاص ثم أحجمنا ..   هنا زئر الأسد .. زئر ! كان آخر موقف أراه فيه وهو يقول : ما يصحّ هيك يا شباب مايصح هيك .. وتجاوز الجميع وتقدّم ... !  ...  يروي لي أخي الذي كان بالنسق المقابل ويراه ..  يقول لي دخل الفتحة فأصابته أول رصاصة ..  فأكمل فأصابته الثانية .. فأكمل .. ! حتى خردق الرصاص رأسه وجسمه رحمه الله .. ..  وأما أبو سعيد بورية فلم أره .. لأنه كان من مجموعة الاقتحام والبواريد .. التي قُتلت كلّها !  وتوضعت جثثهم واحداً فوق الذي الآخر ..  يأتي الأخ فيقتل فيقع فوق أخيه !!! حتى صاروا متل تلّة من الجثث ..   وهنا أتى أبوحمزة عتابا رحمه الله .. (وهو لم يكن من مجموعة الاقتحمام) .. وصرخ يا إخواااتي يا إخوااااتي ..  وأقدم يريد الدخول من الفتحة فقتل فوقهم ..   ثمّ ............ سُدّت الفتحة ... بالجثث !  ...  هذا ليس فيلم سينمائياً أبها السادة ..  هذه ليست روايات غزوة أُحد .. هذه ليست روايات الأنبياء وأتباعهم ..   إنها الوجه الذي لايمكن أن يتكرر إلا نادراً بالتاريخ برأيي .. (بموقفه وملابساته وواقعه) .. إنه اقتحام ال35 بصيدنايا ! ووالله ما إنا بالنسبة لهم إلا كلبهم (وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد) !  .....  هنا سأقف عن قصص صيدنايا ..  وستنتهتي دروس بين أُحد وصيدنايا .. (مع أنّ لها كمالات) ..  واسأل الله أني في هذه الدرس جاولت أن أعطي .. ولو جزءاً بسيطاً من الوجه المشرق لتلك الملحمة الكبرى .. التي سيؤرّخ عظمة أبطالها التاريخ يوماً ..   .....  وكتبه الغريب ..  نعود لنستأنف دروس السيرة النبوية إن شاء الله .. السلام عليكم ..‏'

 

الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (57)

 

كتاب المغــــــــازي (43) :

 

غزوة أُحـــــــــــــــــد (الجزء السادس) :
مابين أُحــــــد وصيدنايا (11) والأخيـــــــــــر !

...

وجاء صباح ذلك اليوم المشهود ..
ذلك اليوم الذي لو كتب التاريخ عنه ..
لانتهى مداده ولكسر قلمه ولجف يراعه والله !

ذلك يوم أصحاب طالوت .. ذلك يوم أحُد يوم بدر .. ذلك يوم اليمامة !
ذلك أنس بن النضر يقول اللهم إني اعتذر اليك مما صنع هؤلاء وأبرأ اليك مما يفعل هؤلاء ثم ماعرفه أحدٌ إلا أخته ببنانه !
ذلك اليوم الذي يقول فيه أحدهم وهو يلفظ روحه ..
ماصنع رسول الله .. لا عذر لكم يا قوم إن سلمتم رسول الله !
ذلك يوم مصعب بن عمير .. يوم حمزة .. يوم رسول الله !

_ إنه يوم صيدنايا المشهود ..
الذي ما أظنّ أنّه سيمر على الأمة في التاريخ الحديث مثله ..
(هذا ليس كلامي فقط ..
بل كلام الكثير ممن حضروا الكثير من المواطن) .

إنّه بكل بساطة .. يوم اقتحام ال35 ..

...

جاء يوم نزول الدفعة الأخيرة .. وبدأوا بالنزول ..
ويقترب الوقت ويقترب ..
وعند نزول آخر رجل منهم ..
كان ببالنا أن النظام سيشعر بوجودنا ويقتحم علينا ..
فيجب أن نقتحم عليه قبل أن يقتحم علينا ..
وإلا مسكنا أحياءً وبعدها يفعل بنا الافاعيل .. !

ماج السجن وراج وتفرق الناس ..
وظنّنت أنه لن يبقى أحد على قدر ما رأيت من صدمات .. !
فقررت أن أقتحم لوحدي كما فعل من قبل "مِجوِل" رحمه الله ..

_ كان الهدف الموت فابتعدتُّ عن الجميع لئلا انصدم بأحد ..
وتنزلق قدمي بذلك الموقف الرهيب ..
الذي ترى الأخ الذي عنده صدق حتى ..
يقرر البقاء ثم يقرر النزول ثم يقرر البقاء .. ثم النزول .... الخ ..

والله رأيتهم يبكون كالصغار لأنهم لم يستطيعوا البقاء ..
أنت ترى كل الجيش يحيطك وأنت ضعيفاً حافياً جائعاً غائر العينين لاتملك إلا سكيناً وغازاً لاينفجر بسرعة وسيحرقك ريثما ينفجر لو أردت أن تأخذه حزاماً ناسفاً ..

ابتعدت عن كل هذا الجو والهيجة والميجة ..
وذهت بغاز فردي كنت مجهزه لأقتحم فيه ..
وذهبت لزواية بالسجن كنت قد درستها من قبل عند مبنى الادارة وفيها درج قريب من النافذة لايطل عليهم ..
يعني يوصلني للساحة قبل أن يشعروا بي ..
وسيكون النتيجة القتل بالرصاص ..
وأنا بإذن الله سأرمي عليهم الغاز فأقتل منهم وأُقتل ..

_ جهّزت نفسي وابتعدت حتى عن رفيق درب لي ..
كان معي خلال 6 أعوام من أول الالتزام ..
لأني لم أرد أن أجبره على البقاء أو أحرجه وأردت أن أتركه لنفسه .. ولأني خفت أن يكون يريد لنزول هو أيضاً فأتأثر به !

وإذ به يبحث عني في كل مكان ..
لما رآني قال لي ماتفعل قلت لا شيء !
قال لي : لا أسامحك والله إن اقتحمت بدوني ..
أحسست أن عيناي تنفحتان من جديد .. هناك أخ سيبقى غيري !
..

تصوروا من عظم هذه اللحظة نسيت حتى أبا حمزة عتابا ..
وأنه بإذن الله سيثبت !
لما جاء الأخ وأعطاني بصيص الأمل ..
قرّرت أن أذهب وأرى وضع الأخوة ..
ولم أعد أعرف من سيثبت منهم ..
فمن كثر الصدمات وما رأيت من أناس كنت أظنهم سيأكلون النظام بأيديهم ولن ينزلوا أبداً على كثر مافعلوا وعملوا وقالوا وماجوا وراجو وأعطوا هالات و .. و .. !
ثمّ وجدّتهم يحلقون لحاهم بتخفي ويديرون وجوهم عنّا وهم ينزلون !

أناسٌ كنا نظنهم جبالاً وبالحقيقة كانوا سراباً عند الشدة ..
وأناس صادقين وثبتوا بالمواقف الأولى من الاستعصاء ..
لكن الخوف والجبن أضافة لتضليلات الكلاب من مشايخهم ..
أزلّ أقدامهم !

دخلت المسدّس (مكان التقاء أبنية السجن بببعضها) ..
ولقيت أبا حمزةفقلت له هل ستنزل ؟!!
قال لي شو أنزل خيا .. !
رحمه الله كانت تلك آخر ساعة في حياته الدنيا ..
والله الان دمعت عيني من تذكر منظره ..

_ قال لي الأخوة مجتمعين .. قلت له إخوة !!
قال لي أي مع أبو خالد العراقي ..
هنا فتحت عيوني كاملاً وأشرق وجهي .. !!
الحمد لله .. لست وحدي هنا !
دخلت الاجتماع .. ماشاء الله ماشاء الله .. اكثر من 30 أخ ..
ومافاجئني فيه أبو خالد العراقي ولا أبو سعيد الضحكيك ولا أثير الشاكرولا .... الخ .

ذهلني أبو قدامة ..
الشاب الذي لم يبلغ السابعة عشر ..
وأبو حفص الدرعاوي والأخ الآخر من درعا أيضاً نسيت اسمه !
ذهلني أناس كنت لا أسمع لها صوتاً ..
ولو سألتني قبلاً لظننت نفسي خيراً منها !!
مثل عز الدين أبا بكر من اللاذقية .. رحمه الله !

- رأيت أناس استغربت منها فطول الوقت كانت مع ابي التوت وشلته ولم تكن معنا كأبي حذيفة الفلسطيني ..
(غير ذلك الخبيث هذا شاب أصيب وفُلِقتْ رجله ..
ولا أعلم عنه شيئاً الان)

_ وهكذا يا إخوة .. هذا هو الطريق ..
لايغرنّك فيه طول لحية ولاجعجة ولاخطب ولاقيل وقال !
كان هناك شاب من دير الزور وشخص اسمه جهاد الشيخ ..
هو الان من أكابر النصرة على ما أظن ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 .. هذا خبيث فافوش .. 

أمّره أبو خالد مرة لأن عنده اتباع من عشيرته (عشائرياً) ..
على أساس أنه وريث زعيمهم السابق زكريا عفش ..
وهم لاعلم لديهم بشيء شببا مهربون ثم "هداهم" الله ..
والتزموا وطلعوا على العراق لكنهم كانوا وبالاً آخر الأمر ..

(وهذه أكثر النماذج التي ذهبت العراق للاٍسف ..
ولذلك كانت نتيجتها نماذج معاقة وجماعات معاقة .. !

- وبرأيي أن مرحلة الجهاد بالعراق قد خرّبت الجهاد كثيراً ..
وكان من أحد أكبر أخطاء أبو مصعب رحمه الله ..
أنه أمّر النطيحة والمتريدة والغلمان ..
لكنه كان معذور رحمه الله فالتنظيم خلال فترة قصيرة ..
توسّع كثيراً جداً ودخل فيه الالاف والكلام في هذا يطول !)

_ فهذان لما نزلا لما أصدق عيني أنا !!!!
بل وحلقا لحيتهما .
ووالله لو اأقول لكم الكلام والبطولات المزيفة ..
وماذا كانوا سيفعلون بالنصيرية وماذا وماذا ..
لظننتم أنفسكم مع حمزة ومصعب بن عمير ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 !!

....

قسّم أبو خال العراقي رحمه الله الشباب إلى قسمين ..
قسم سيهاجمون بالبواريد ..
(بواريد صنعها الأخوة من خرطوش كان بالسجن ..
يستعمل بالتصليح وبِدَقّ البسامير بالحائط ‏‎images?q=tbn:ANd9GcQowN0yNFn2gEmvGnWXPq5 ) .

فدهنوها على أساس أن يُرعب النصيرين من شكلها وصوتها ..
وهذا لمانفذت الخطط عنّا بسبب "إخواننا")
وقسمٌ سيهاجم بعدهم ويحاولوا الحصول على السلاح من المحرس المقابل للفتحة ..

_ ونحن نجّهز الخطة اذ يقتحم الغرفة علينا جمع غفير .. !
مَن .. ؟!!!
إنهم رؤوس السجن كله تقريباً ..
من كان يناكفنا أحياناً من كان يتكلم علينا من من .. .
يبكووون كالأطفال .. والله !
يريدوننا أن ننزل معهم وهذا من مواقف صدق لهم ..
عسى الله أن يغفر لنا ولهم بها !

...

أول ما أتوا قال لهم أبو خالد اخرجوا لو سمحتم لن ننزل ..
فأصرّوا وأصرّوا وهم يبكون يا إخوة يا أخوة يا إخوة انزلوا ..
نرجوكم نبوس ايديكم ..
فهنا زجرتهم وصرخت بهم ..
(يمكن من خوفي من التأثر بهم واستحقارهم ..
وتلك درجة من الايمان) .
فأشار الي الأمير الحبيب بيده وقال لا يا أباعلي هم إخواننا !!
ووالله تلك تمام الدرجات :
الثقة بالمنهج مع الرأفة بالمخالفين من المسلمين !!

_ وهذا ما من آخر ماتعملته من الأمير الحبيب الأسد :
أبو خالد رحمه الله ..

قلت يا أبا خالد فوق ضعفهم يريدونا أن نكون ضعافاً وننزل معهم !!
فابتسم لي وقال هم أخواننا !!

_ فكففتُ عنهم وأخذوا والله يقبلون أيدينا ..
فلما استيأسوا خلصوا نجيّاً !
مازالت أذكر ابا عمار الادلبي وكان من اللجنة "الشرعية" بالسجن ..
لازلت أذكر نحيبه والله وتقبيله لأيدينا ..
لازلت أذكر أبو ناصر وهو قريب الجولاني ..
ولعله الان أحد أعمدة النصرة ..

_ مع أني استغربت من هذه المواقف ..
وتوقعت ان يذهبوا ويتركونا ولايعبرونا ..
وكذلك تعلمت منها الكثير ..
تعلمت ان هناك من الاخوة من يخالفك ..
لكن لو وقعت بضرر لبكى عليك !

_ وعرفت أكثر وأكثر وفهمت أكثر و أكثر ..
تصرفات حبيبي رسول الله بسيرته ..

وكذا تعلمت ما أعطيكم من دورس من سيرة ..
قلت لكم لن تقرأواها بكتب ولن تجدوها بمؤلفات ..
إنها عصارة تجارب وعصارة سنوات لم يمرّ بها إلا القليل !

...

فمن ظنّ أن دروس السيرة هي فقط من قراءة السيرة والتفكر بها !
لا يا أخي الحبيب ..
أنا كنت كثير من الامور لا أفهم لماذا النبي تصرف بها ..
ولا أفهم فعله بها .. ولماذا ؟!!

إلا لما اكتشفت الكثير من التجارب والصدمات وفهمتها ووعيتها ..
فأتذكر مواقف النبي وقتها .. فوقتها أفهمها بحقها !!

...

خرج الإخوة (لاحظ أني أقول لك إخوة ولو أنهم الان من يشتمني لعله .. وهذا يفهمك معنى تصرفي بخصوص سجانيّ من الاخوة .. راجع جهاديات 64) .

وخرجنا للمسدّس .. و
هنا احترنا هل ننتظر لليل ونهجم أم نهجم فوراً ..
فكان القرار أن نهجم فوراً لأنه قد يشعر النظام بنا فيقتحم علينا ..
ونحن فقط 35 فيمسكنا أحياء !!

...

وهنا قال لنا أبو خالد رحمه الله ..
كلمة يخلي فيها مسؤوليته رحمه الله ..
قال إن كنتم تريدون خطة فانتظروا لليل ..
وإن كنت تريدون الموت فلنقتحم الان ..
فصحنا لايمكن أن ننتظر لليل فيعتقلنا النظام .. ليكن الموت ..

_ وسار الركب .. سار ....

سار الركب .. سار الركب .. سار الركب الميمون ..
سار الركب .. سارت تلك القلوب الطاهرة ..
سارت تلك الأجساد المنهكة الجائعة ..
سارت تلك النفوس المتصلّة ..
ساروا إلى تلك الفتحة التي كانوا قد حفروا أغلبها مقابل أحد المحارس التي كان فيها بي كي سي وبارودتان ..
وتركوها على شفى ضربةٍ واحدة .. (لكن هناك كان سوء تقدير بسبب صعوبة الحفر وخوف الأخوة من كشفه ..
واحتاجت لأكثر من ضربة ففقدنا عنصر المفاجأة) ..

_ فكانت الخطّة أن نسير إلى تلك الفتحة ..
التي تمّ حفرها أثناء تكبيرات المساجين ..
أوّل بادية الاستعصاء الثالث ..

فلم يسمع الجيش بحفر الأخوة لها ..
ولم يشعر بأننا نحفر أصلاً قبالته ..
ولم تكن اللجنة الخبيثة وزبانيتها يعلمون بها ..

_ كانت تلك الحفرة في جدار الطابق الأول ..
وكانت الخطة أن نضربها بدرابزون الحديد الذي خلعناه من السلّم في وقت سابق ..

بحيث ننقسم لقمسين متقابلين مقابل بعضنا على طول الدرابزون ..

_ وصلنا لمنطقة الحفرة .. وكان قلبي يرتجف من الخوف ..
نعم كنت خائفاً جدّا .. وكان هناك رهبة من هذا الموقف العظيم ..
مع اني كنت أواجههم بالأفرع الأمنية وحيداً أعزلاً ..
لكن كان لهذا الموقف بسبب ماسبقه وبسبب وضعنا وبسبب موقف السجناء وبسبب كل شيء !
بسبب خوفنا وزحفنا لنذهب للخلاء مثلاً من آجل القنّاص ..
كان لذلك الموقف رهبةٌ في قلبي ..

_ وبينا أنا بهذا الموقف بعد أن صلينا الظهر قعوداً ..
لئلا يرانا القناصة إن رفعنا رؤوسنا قليلاً ..
وكنا ننتظر خروج آخر شخص من السجن لنبدأ ..

إذ بالأخ الذي أمامي بالنسق ينكزني ..
نظرت إليه وإذ به أبو سعيد الضحّيك رحمه الله ..
نظرت إلى وجهه .. ومازلت أذكر تلك الابتسامة المشرقة ..
نعم يا عباد الله .. يبتسم ... !
رحمك الله أبا سعيد .. فمن يستطيع ماتستطيع !
نظرت إليه ماذا يريد ... !

ماذا برأيكم كان يريد .. ؟!!!!!
أعطاني بنبونة (قطعة حلوة للأطفال) وقال لي كُل ... !
وكان في فمه الحلوة يمصّها وهو يبتسم .. !
وما أظن أنه أكمل بلعها ..... !

.....

وجاء الوقت ..
أتت اللحظة التي سيؤرّخها التاريخ يوماً ..
أتى أبو سعيد دروشا رحمه الله .. وأخبر أبا خالد بنزول آخر شخص من السجن .. فقال لنا أبو خالد استعدّوا ..
أخذ كلٌّ منا موقعه وأمسك بالدرابزون ..
وبقومةٍ واحدة وبصيحةٍ واحدة الله أكبر .. قمنا !

أحسست لما قمت وصرخت الله أكبر أنّ دفئاً أتى لقلبي ..
وأتتني شجاعةٌ وتثبيت .. بدأنا بضرب الفتحة أول ضربة ..
وهنا كان أحد الأخطاء فكان من المفترض أن ينهدّ الحائط من أول ضربة لكنه لم ينهد إلا بعد 3 أو 4 ضربات ..
وهنا فقدنا عنصر المفاجأة .. !
لكن لم نكن نهتم أصلاً ..
فالخطة كلّها لم تكن محكمة أصلاً ..
وكان هدفنا أن ننغمس فيهم ولو فقط ارعبناهم ..
فالموت خيرٌ من الفتنة العظيمة وقتها !

_ ضربنا حوالي 3 أو 4 ضربات حتى انهدّت الحائط ..
لكن كان قد تنبّه الجيش ..

- عندما فتحت الفتحة .. بدأ إطلاق الرصاص وهنا على الفور قتل أخ اسمه عمر الحلبي وأصيب أبو قدامة رحمه الله ..
وهنا بدأ إطلاق النار الجنوني من المحرس ..
هنا أحجم الجميع .. لأن إطلاق النار كان على بعد فقط عشر أمتار ..

...
...

وهنا حدث موقف لن أنساه ماحييت ... !
موقفٌ علّمني الكثير .. !
هنا آخر دقيقتين بحياة أبي خالد الذي أذهلتني .. !

كان أبو خالد العراقي "بحكم تنظيمه لنا" آخر النسق ..
لما بدأنا وبدأ إطلاق الرصاص ثم أحجمنا ..

هنا زئر الأسد .. زئر !
كان آخر موقف أراه فيه وهو يقول :
ما يصحّ هيك يا شباب مايصح هيك .. وتجاوز الجميع وتقدّم ... !

...

يروي لي أخي الذي كان بالنسق المقابل ويراه ..
يقول لي دخل الفتحة فأصابته أول رصاصة ..
فأكمل فأصابته الثانية .. فأكمل .. !
حتى خردق الرصاص رأسه وجسمه رحمه الله .. ..

وأما أبو سعيد بورية فلم أره ..
لأنه كان من مجموعة الاقتحام والبواريد .. التي قُتلت كلّها !

وتوضعت جثثهم واحداً فوق الذي الآخر ..
يأتي الأخ فيقتل فيقع فوق أخيه !!!
حتى صاروا متل تلّة من الجثث ..

وهنا أتى أبوحمزة عتابا رحمه الله ..
(وهو لم يكن من مجموعة الاقتحمام) ..
وصرخ يا إخواااتي يا إخوااااتي ..
وأقدم يريد الدخول من الفتحة فقتل فوقهم ..

ثمّ ............ سُدّت الفتحة ... بالجثث !

...

هذا ليس فيلم سينمائياً أبها السادة ..
هذه ليست روايات غزوة أُحد ..
هذه ليست روايات الأنبياء وأتباعهم ..

إنها الوجه الذي لايمكن أن يتكرر إلا نادراً بالتاريخ برأيي ..
(بموقفه وملابساته وواقعه) ..
إنه اقتحام ال35 بصيدنايا !
ووالله ما إنا بالنسبة لهم إلا كلبهم (وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد) !

.....

هنا سأقف عن قصص صيدنايا ..
وستنتهتي دروس بين أُحد وصيدنايا .. (مع أنّ لها كمالات) ..

واسأل الله أني في هذه الدرس جاولت أن أعطي ..
ولو جزءاً بسيطاً من الوجه المشرق لتلك الملحمة الكبرى ..
التي سيؤرّخ عظمة أبطالها التاريخ يوماً ..

.....

وكتبه الغريب ..

نعود لنستأنف دروس السيرة النبوية إن شاء الله ..
السلام عليكم ..

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (58)

كتاب المغــــــــازي (44) :

سريّة أبي سلمة إلى (عين قَطَن) ..
ومقارنة شاملة لها بمعركة "الدولة" في (عين العرب) كوباني 

 

 

انتهت غزوة أحد في شوّال ..

وكان فيها من النتائج ماذكرنا من ضياع جزء كبير من الهيبة والحرب النفسية ..
التي صنعها النبيّ صلى الله عليه وسلم طوال هذه الفترة وعمل عليها كثيراً بعد قدومه يثرب .
والتي أسّسها على أساس الفهم الجيوستراتيجي والسيكولوجي لما حوله ..

_ ماذا حدث وكيف انتكستْ هذه الهيبة وهذا العمل بعد أُحد ..
وماذا فعل النبي ليستدرك الأمر وكيف واجه هذه الانتكاسة ؟!

(وطبعاً سنتكلم بما وصَلَنَا من سيرته صلى الله عليه وسلم فقط ..
وليت شعري لو أنّي كنت مكان المؤرخين لأرّخت كل صغيرةٍ وحركة له صلى الله عليه وسلم ..
لأن كل حركة كان فيها ذكاءٌ وعبقرية) .

هذا ما سنبدأ بدراسته الآن ..

 

توطئـــــــــــــــــــــــــة :


بعد ضياع جزء من هذه الهيبة .. تصل لمسامع الجهاز الأمني النبوي ..
أن شخصاً اسمه طليحة بن خويلد الأسدي يجمع له صلى الله عليه وسلم ومعه أخوه سلمة ..
وقد جمعا من أطاعهما من قومهما بني أسد لحرب النبيّ .

(ومعلوم أنه لولا ماحدث في أُحد .. لم يكن يتجرّأ هو ولاغيره على ذلك ..
وسترى في قادم الدروس كيف تجرّأ كثيرٌ من العرب على النبي بعد أحد)

_ فالســــــــــؤال الأهمّ هنا الذي يجب أن تطرحه على نفسك ..
ما الذي كان يمنعهم قبلها من التجرّؤ عليه ؟!

هل كانوا يحبونه قبل أحد يعني ؟!!!

الجواب ببساطة :
ما كان يمنعهم هي سياسته بأبي هو وأمي وحنكته وذكاؤه ودهاؤه ..
وحسن فهمه الاستراتيجي وحربه النفسية ..
التي أساسهما الحرب الاستخباراتية وفهم التوازنات واللعب الاستراتيجية حوله ..
وفهم الطبيعة السيكيولوجية (الاجتماعي) للقبائل حوله ..

...

فكان يعرف العدوّ .. ودرجات أولوياته ..
ويعرف أهميّته وإمكانياته وطبيعته ودرجة حقده عليه ودوافعه لحربه ..

وبالتالي سيعرف بعد معرفة هذه الأمور ..
أيُّ عدوّه هو الأولى بالحرب أولاً ..
وسيعرف أيضاً مايلزم لكلّ عدوّ منهم من طريقة بالحرب والدفع والهزيمة .. ثانياً !

...

وسأختصر الآن بسردٍ سريع لبعضِ خططه مع الكيانات والمكوّنات التي كانت تحيط به ..
ويجب عليك أنت دراسة كل الدروس في هذه السلسلة لفهم كل سيرته وذكائه بأبي هو وأمّي .

_ فمنهم من كان يتعامل معه بأن يكتفي بحرب نفسية ترهبه ..
(الأمثلة كثيرة) .

_ ومنهم من كان يحتاج أكثر من ذلك ..
من عمليات أمنية واستخباراتية داخل عمق العدوّ وخارجه :

بهدف زعزعة الاستقرار والتوازنات أوّلاً ..

(حلفه مع خزاعة ضد قريش لإخلال التوازنات في تلك المنطقة المحيطة بمكّة ..
ومحاولة إثارة المشاكل داخل مكّة ..
بإثارة الخلافات بين قياداتها وقيادات العرب المتخالفين معها كما حصل يوم الحديبية كما سنرى) ..

أو جمع المعلومات الاستخباراتية عن العدو عسكرياً واقتصادياً (القوافل و ..) ثانياً ..

(أمثلة كثيرة جدّاً ليس أوّلها اختراق جيوش الأحزاب عن طريق حذيفة بن اليمان يوم الخندق)

أو إشاعة الإشاعات ثالثاً ..

(كما فعل العبّاس في معركة خيبر داخل مكّة كما سنرى) ..

 _ ومنهم من يحتاج عمليات اغتيال لرؤوسه رابعاً ..

(سبق وتكلمنا بالتفصيل عن ابن الأشرف وسترى لاحقاً مع سفيان الهذلي وابن الحقيق و ...)

_ ومنهم من كان  يحتاج فقط إلى تهديد بتسيير سرية له ..

(كدرسنا اليوم وهو سريّة أبو سلمة إلى طليحة وعين قطن)

وهو يعلم صلّى الله عليه وسلّم أنه لن يحدث قتال .. خامساً ..

_ ومنهم من يحتاح إلى سرية تقاتل سادساً .. (القصص كثيرة) .

_ ومنهم من كان يحاربه اقتصادياً سابعاً ..

(قطع طريق القوافل وحصاره ومهاجمة من يمرّ به من قوافل ..
بهدفين : 1- جمع المال اللازم للدولة ..
2- أحد الأهداف أيضاً العقوبات الاقتصادية المتّبعة إلى اليوم من أمريكا) ..

_ ومنهم من  كان يضّطره إلى التحالف معه صلى الله عليه وسلّم ثامناً ..
إما للحماية من هجماته أو ليحميه من هجمات غيره ..

(خزاعة دخلت بحلفه لخوفها من بني بكر عدوّتها مع أن كليهما كانا مشركين وقتها !)

أو كان يدخل في حلفه لحماية اقتصاده وقوافله من هجماته صلى الله عليه وسلم ..

(قريش تخلّت عن أحد أهم شروط الحديبية معه بسبب هجمات أبي بصير الاقتصادية عليها !!)

_ ومنهم من سلّم له حماية مساكنه التي لم تكن ذات أهمية استراتيجية له تاسعاً ..

(كيهود خيبر حيث أقرّهم على مسكنهم بخيبر التي لم تكن ذات أهمية إستراتيجية له بحربه)
طبعاً أقرّهم بشرط الإذعان له ودفع المال .

_ ومنهم ...
من يحتاج إلى حرب حقيقة تُسخّر لها كل الإمكانيات عاشراً ..
ويسخّر لها كل سياسته صلى الله عليه وسلم بما سبق .. لئلا يُشغل عنها !

ألا وهي حربه مع الرأس : قريش !

وقد تحدثت فيما سبق مطوّلاً عن هذا ..



وهذا كله ناتج من ذكاء النبي ودهاءه وجهده وتعبه عند بنائه الدولة وسعيه لتثبيتها ..
والتي نجح بتثبيتها أيّما نجاح بأبي هو وأمي .
رغم أنّنا قد عَلِمْنا في الدروس السابقة ..
أنّ ظروفه كانت أصعب من ظروفنا اليوم بآلاف المرات !

فكلّ هذه الأساليب استخدمها مع الكيانات والمكوّنات والدول التي حوله ..
لئلا تشغله عن الرأس .

فكان التوجه العام لسياسته العامة :

هو الحشد والتركيز على رأس أعدائه وأخطرهم ومعيار التوازنات والقوة في الجزيرة وقتها :
وهي قريش بالأمس .. "إسرائيل اليوم" .
(راجع الدروس السابقة ) .

 

فإذاً تتعلم من هذه السريّة .. ومن هذا الجمع الذي جمعه عليه طليحة الأسدي وأخوه سلمة ..
وممّا سيليه من غدرٍ وتجرّؤٍ عليه صلى الله عليه وسلم من كل المكوّنات والدول التي حوله ..

تتعلّم منها كم كانت درجة الحقد عليه ..
وكم كانوا ينتظرونه على غفلةٍ واحدة وكم كانوا يخطّطون له .

_ وهذا ردٌّ على كل أحمق في زماننا يقول أن زمان النبي مختلف عن زماننا ..
وأنّ المكونات اليوم هي من تعادينا وتخطّط لنا وتريد الانقضاض علينا ..
فلذلك دخلنا بهذه الحروب معها !!

_ هذه المكوّنات والدول والطوائف ..
التي حرقت "الدولة" اليوم نفسها بحروب استنزافية محارقَ معها ..
لافائدة منها إلا إهدارُ الطاقات وحرقُ خيرة شباب الأمة وأصدقهم وأشجعهم ؟!!

وسارت بالضبط كما تخطّط أجهزة الاستخبارات العالمية لها بذلك !!

ثمّ تقول أنها على منهجه وذلك بتطويل اللحى والرجم والصلب والذبح و .. و .. !!!
على أساس أنها تسير على منهجه بفعلها هذه الأمور !!

_ وذلك بحجّة أن هذه المكونات تبغضهم وتكرههم وتريد الانقضاض عليهم وتخطّط للقضاء عليهم ..
وأنّها هي مَن تمنعهم عن العدوّ الرأس الأهم لهم (على أساس) .. وهو إسرائيل !!

(والوصول اليوم لإسرائيل والعمل بها بطريقة تكلّمت عنها مفصّلاً بمقالي :

  حلول مقترحة للمخطّطات القادمة للمنطقة.

أسهل بمليون مرّة من العمل داخل مكّة .. التي يعرف أهلها بعضهم بعضاً بشكل كبير ..
ويعرفون كل وافدٍ إليهم وضَيْف من أين هو وماهو أصله وفصله وسيرته حتى !!!

وأكبر دليل على ذلك راجع لو أحببتْ : سرّية عمرو بن أميّة الضمري ..
الذي أرسله النبي لقتل أبي سفيان بمكّة وكيف كُشفَتْ !) .


_ فلماذا لم يدخل النبي بحروب استنزافية ومحارق ..
مع الكيانات التي حوله ومكونات المنطقة التي هو فيها ..

فلهم والله لأحقد على النبي ألف مرّة من حقد الأكراد اليوم على الدولة مثلاً ..
وهم والله لينتظرون النبي على "دقرة" لينقضّوا عليه كما ترون وكما سترون !!
وهم والله يخططون له أكثر من تخطيط الأكراد والآشوريين والأيزيدين والرافضة ..

(وكل مكونات المنطقة التي لم يبقى أحد إلا وعادته الدولة .. حتى مكونات أهل السنة !!) .

ومرّ معكم مثل كعب بن الأشرف وتخطيطه على النبي وهذا والله مثل بسيــــــــــط !

وهذا طليحة اليوم وغداً ترون الأكثر والأكثر والأكثر .

...

فظروف النبي وقتها أصعب من ظروف الدولة اليوم بألف مرة واللــــــــــــــــــــــه !
لكنه لم يكن غبيّاً أو مخترقاً (حاشاه) ..
كما هي قيادة الجماعات الجهادية الكبيرة اليوم إلا من رحم الله !

...

نعم .
هذا ما أقوله لكم وأشرحه لكم دائماً وتكراراً ..

أنّ مرض الأمة اليوم الأكبر :
هو بعدها عن منهج نبيّها بحقّه .. وعن التعمّق بسيرته والعيش بها !!

وإنّ من لم ينتصر بعقل محمّدٍ متأسياً به !
فلن ينتصر بلحيةِ محمّد ولا برجمِ محمّد ولابجلد محمّد !

 

فهذه السريّة وهذه السيرة ككلّ ..
كما أقول لك دائماً لا تسمعها على أنّها مجرّد قصة عابرة لتدميع العين ..
ولقشعريرة البدن فيها ببطولات الصحابة (فزت ورب الكعبة) فقط .
بل يجب أن تنتبه على كلّ حيثيّةٍ فيها وتعيشها ..

فلو فعلتَ هذا ..
ستنتبه لظهور هذا التجرّأ عليه ولظهور هذا الحقد الذي كان موجوداً في قلوبهم ولايظهروه ..
مجرّد أن تعرض النبيّ لانتكاسة في أُحُد .

_ هذا الحقد والتربّص كان من جميع الدول والفئات والطوائف والمكونات الموجودة حوله ..
فلم تكن هذه المكونات زمن النبي تحبه أبداً أو غافلة عنه ؟!
بل كانت تنتظر أيَّ فرصةٍ صغيرة للقضاء عليه وعلى دولته ..
و تنتظر غفلةً واحدةً منه بأبي هو وأمي أو ضعف صغير لتنقضّ عليه ..

فانظر أنه باللحظة التي انتهى فيها من أُحدٍ وخسر المعركة ..
وزال جزء من مخطّطه وتخطيطه الذي كان يمنعهم من أي حركة ضدّه ..
بدأوا يجتمعون عليه فوراً وكلهم أراد حربه واستئصاله ..

بل واستمر الأمر حتى بعد موته .. فبمجرد موته صلى الله عليه وسلم ارتدّوا كلهم ..
يريدون أصابة غِرَّةٍ من دولته والقضاء عليها .

فهذا يعني أنّه كان لايضبط أكثر المكوّنات التي حوله بأنّه نبي فقط ..
بل كان مخطّطاً عظيماً رهيباً ..
استطاع فيه ضبط أشرس وأشدّ المكوّنات والكيانات (البدوية التي لاتنظبط بضابط ) حول دولته !

....

فالعيب بسياساتكم وغباءكم وليس العيب بظروفكم ياحمقى ..
فلو عقلتم سيرة نبيكم بحقها لعلمتم أن ظروفه كانت أصعب بألف مرة من ظروفنا اليوم مع تشابهها !
وشرحت هذا سابقاً كثيراً ..
لكن مع ذلك أستطاع ان يقيم هذه الدولة التي ثبتت بإذن الله أولاً .. ثم بحنكته وسياسته ثانياً !

رغم تعرض كل خططه وكل سياسته لزلازل عظيمة كزلزال أُحد ..
الذي أرجع الأمور له صلى الله عليه وسلم تقريباً إلى المربع الأول .

لكن مادامت سياسة على أسس سليمة وناجحة فإنها ستقوم على رجليها مرة أخرى ..
مهما تعرضت لصدمات وقواصم وزلازل ..

....

وهذا حكمة وتعليم لنا .. وفي هذا والله تتجلى عظمة هذا الدين وهذا النبي ..
الذي لم تكن نبوته إحياء الموتى كعيسى ولاعصا تنقلبُ حيّةً كموسى ..

بل هو دين عملي واقعي ..
وهو الدين الوحيد الذي يصلح للحياة على مدى العصور منذ ظهوره إلى أن تقوم الساعة .



فإذاً ..
قلنا أن النبي بسبب فهمه الاستراتيجي لعدوّه ..
وبسبب جهازه الأمني الرهيب الذي جمع له (بأمره صلى الله عليه وسلم) ..
معلومات عن كل مكونات المنطقة ومدى قوتها ومدى حقدها عليه ودرجة عداوتها له ..
بسبب فهمه السيكولوجي والنفسي لكل مكوّن !

ومعلومات عن تحالفات المنطقة وتوازناتها ومحاورها ..
ونقاط ضعف المحاور ونقاط قوّتها و .. و ... و ...

 استطاع أن يتعامل مع أي محاولة لحربه بما يلزمها ..
بحيث لايهدر الطاقات ولايضيع الإمكانات .. التي يجب أن يختزنها لعدوّه الأكبر ولرأس أعداءه !
وبحيث لايُستدرج لمحارق ستشغله عن العدوّ الأكبر ..
ولايعادي كل مكونات المنطقة حوله بحروب استنزافية ستنهكه وتهدر قوّته وتذهب ريحه !

_ رغم أنّ إمكانياته كانت بسيطة جداً وطاقاته البشرية والمادية كانت متواضعة جداً ..
قياساً لعظم طاقات العرب وعلى رأسهم قريش الذين كلهم كانوا على عداوة معه ..

_ وهذا والله أساسُ النصر بالحرب ..
ومن لايعقله يدمّر أمته وشبابها وطاقاتها وأموالها ويضيع شبابها !

إنْ كان عن غباء وسفه وحمق .. أم كان عن عمالة واختراق فلا فرق كبير اليوم ..
فكلاهما ذو نتيجة واحدة !

ومثل هؤلاء يجب أن يؤخذوا بأشدِّ الأخذ .. ويضرب عليهم بيد حازمةٍ من حديد !
وأن لايَبقى منهم أحدٌ على إمارة أو مسؤولية ..

وإلا لن تقوم لمثل هكذا أمة قائمة أبداً أبداً .. سنّةُ الله في الأمم !

 

فبسبب معرفة النبي لهذه الأمور كلها ..
تجده يرسل لكل حالة مايلزمها : (أفراداً وعتاداً وسلاحاً وطريقةَ تعامل) .
وبسبب هذه المعرفة يعرف أيُّ أعداءه أولى بالحرب أوّلاً ..
وأيُّهم يحتاج حرب نفسية فقط .. وأيّهم يحتاج عمليات أمنية داخل العمق تهزه وتهده ..
وأيّهم يحتاج عمليات اغتيال لرؤوسه ..وأيّهم يحتاج إلى تهديد ..
وأيّهم يحتاج إلى تخويف بتسيير سريّة له يعلم هو بأبي هو وأمي أنّها لن تلقى قتالاً وسيخافون منها ..
وأيّهم يحتاج إلى سرية تقاتل قتالاً حقيقياً ..
وأيّهم يحتاج إلى حرب حقيقة تحشد لها كل الجهود وأكيد كانت سياسته بذلك الرأس : قريش .

_ ولم يكن يُشعل محارق مع كل مكونات المنطقة كلها ..
بحجة أنهم أعادء لنا ويريدون أن يستأصلونا !!
ويسير وراءهم القطيع !!
محارق مع الأكراد والشيعة والنصيرية والنصارى واليزيدين والاشوريين و .. و ..
وحتى مع كل فئات المنطقة المحسوبين على أهل السنة ..

ويهدّد الجميع ودول العالم كلها ويذبح أفرادها بحجة أنه يريد أن يوقف الحرب !!
(كما ذكرت ب : رأيي في رسالة إلى أمريكا) و ...

_ وانظر فقط لأمر ..
انظر لكمية الطاقات الهائلة والأموالت التي أُهدرت وتُهدر ..
تصوّر عظم هذه الطاقات الموجودة عندهم وقوّتها ..
بحيث تمكّنهم من محاربة كل هذه الفئات دفعةً واحدة وبوقت واحد !!

فماذا لو فهموا سيرة نبيهم ووجّهوا الطاقات ولإمكانات والجهود كلها للرأس ؟!!!
ماذا لو تجاوزوا كل الاستدراجات والعداوات المحيطة بهم ..
(والتي خطة الرأس أن يغرقهم فيها لينشغلوا عنه)
ماذا لو تجاوزوها ووجهت كل هذه الطاقات والشهداء والدماء والأموال والسلاح للعدو الرأس :
(اسرائيل) .. ماذا كان سيحصل بالمنطقة ؟!!

_ والله كلّ ماتفعله ايران : باليمن والعراق وسوريا ولبنان و .. و ..
هو من أجل ان تواجه اسرائيل !

ليس حبّاً بالقدس وبفلسطين !

بل لأنّ إسرائيل هي سيّدة الشرق الأوسط ومفتاحها ومعيار توازناتها ..
وأنت حتى تثبت بالشرق الأوسط وتسوده وتسيطر عليه .. فلا بدّ لك من كسرها !

_ لكن هي ياعبد الله الاختراقات ..
نخرتْ الجماعات الجهادية نخراً وأكلتها أكلاً !
فهدرت طاقات الأمّة وأحرقتْ خيرة شبابها وأضاعت فرصاً ذهبيةً لها لنهوضها وعزّتها وسيادتها !

وسبب هذه الاختراقات الأوّل هو عدم تأسيس قاعدة أمنية مدروسة بالجماعات ..
والأهم عدم تأسيس قاعدة مالية ثابتة ومستمرة لهم ..
وعدم تأسيس قاعدة بشرية ترفدهم بالكفاءات اللازمة ..
و .. و ..
(راجع هنا لقائي على يوتيوب : رسالة في المنهج .. للعبد الفقير) .




 

بعد هذه التــوطئــــــة ..
ندخل بدرسنا اليوم وسريّتنا هذه :
سريّة أبي سلمة إلى (عين قَطَن) .. ومقارنتها بمعركة "الدولة" في (عين العرب) !

...

يقول ابن اسحاق :
أنّ النبي لما وصله خبر جمع طليحة بن خويلد وأخوه سلمة له ..
أمَرَ ابن عمّته أبو سلمة أن يذهب ومعه (150) مقاتل (فقط !) ..
إلى طليحة ومن معه من  بني أسد (وهم كانوا عددٌ كثير) ..

ويقول لك بالسرد : أنّ أبا سلمة كان جريح .. وكان يتداوى من جرحه حديثاً !!

ثم يقول ..
فقال له (أي النبيّ صلى الله عليه وسلّم) : سِرْ حتى تنزل أرض بني أسد ..

فأغِر عليهم قبل أن يتلاقى عليك جموعهم ..
(انظر أهميّة الوقت وهذا ما أعطى السبق بالمعركة وهذا السبق بالوقت سبّبه قوّة الجهاز الاستخباراتي النبوي) ..

فأغذَّ السير (أي أسرّ السير)  ونكّبْ (أي عدّل عن سَيف الطريق يعني سر بطرق خفية)
وسار بهم ليلاً ونهاراً ليستبق الأخبار (أي كي يبغتهم قبل وصول الأخبار إليهم) .

فانتهى إلى ماء من مياههم .. فأغار على سرحٍ لهم ..
وأسروا ثلاثة من الرعاة وأفلت سائرهم .

ففرّق أبو سلمة أصحابه ثلاث فرق :
فرقة بقيت معه .. وفرقتان أغارتا في طلب النَّعم والشاء والرجال .. فأصابوا إبلاً وشاء ولم يلقوا أحداً !
فانحدر أبو سلمة بذلك كله إلى المدينة .

(انتهى سرد ابن إسحاق) .

....

_ لاحظ أنّ كل لون من الألوان السابقة هو درسٌ وبابٌ من أبواب الحرب وذكاءها ودهاءها لوحده ..
وهذا قبل 1400 عام .. يطبّقه بأبي هو وأمّي مع أُناس بدوٍ ..
فكيف لو كان بأبي هو وأمّي بزماننا زمن الاستخبارات والذكاء..
والحرب النفسية والملاحم الاستخباراتية .. زمن الدهاء الاستراتيجي والتخطيط الجيوسياسي !

ولقد مرّ بنا في كل باب من هذه الألوان أمثله كثيراً فيما سبق .. فلن أتوسّع به الآن ..

وماذا أقول أكثر مما قلت لكم فيما سبق .. ؟!
أنت الان بعد هذه المرحلة يجب أن تكون أصبحت ترى سيرة الحبيب وهي التي تحكي عن نفسها ..

تراها ..
وهي تتزيّن كأجمل عروس في ليلة زفافها : عقلاً وحنكةً ودهاءً وذكاءً وأمناً وخططاً واستراتيجيا !
بدل أن كانت عندك من قبلُ للموالد .. ولتنميل الجسد دقائق عند خطبة عن وفاة النبي ..
أو دمعة عين عند حضورك فيلم الرسالة !!

...


الذي يهمّني بهذه السريّة الآن : هو نتيجة هذه السريّة .

فكانت نتيجتها أنْ فرَّ طليحة ومن معه في رؤوس الجبال وتركوا سرحهم ..
مع أن المشهور عن طليحة هو عِظَم شجاعته حتى وصفه عمر (لاحقاً) أنه جيشٌ وحده !

فرَّ ومن معه إلى أعالي الجبال فأخذ أبو سلمة متاعهم وأبلهم وغنمهم ..
وأقام ثلاث أيام عندهم (للهيبة وإرجاع الحرب النفسية) .. ثم رجع إلى المدينة بدون قتال ..
لكنه مات على الطريق لأنه نكأ عليه جره وانتفض عليه الذي كان جُرح به في أحد ..
...

طيب ماذا تفهم من هذا ؟!!
لسان حالنا اليوم ونحن أمّة هوشة العرب نقول :
الحمد لله أنو طليحة هرب والله كان "حظهم" حلو !! وإلا كان عددهم قليل وكانوا قتلوهم كلهم ..
وخصوصاً أنو أميرهم وقائدهم ماكان قادر يقاتل أبداً .. فهو من سفر نفض جرحه عليه ومات !!
وأكيد الله "سترها مع النبي" أنو هربوا لأنو كانوا قُتلوا كلهم ..

_ طيب مادام الله سترها معو هون ..
ليش ما"سترها" (بمفهومكم الأحمق) معو بسرية بعدها بكم شهر بس ..
وقتل كل أصحابه فيها في بئر معونة ؟!!!

معناها برأيكم هل الأمر : شلفة و"سترة من الله" وصدفة وحظ ؟!!
أم الأمر أمر محسوب بدقة ..
فأصاب ونجح هنا بأبي هو وأمّي بالتقدير (وكانت هذه الصفة الغالبة لكل تقديراته : النجاح والصواب) .
وأخطأ وخُدع هناك ..

وهذا دليل أمر صحّي وليس دليل منهجٍ سقيم ..
فمن لايُخطأ أبداً هو شخص وحيد : شخص قاعد وحاطط رجل على رجل ولايعمل !
(هلأ بنبسطوا الشباب وبيتركوا كل دروس السيرة ال58 وكل مافيها من تبيّين للأخطاء ..
وبيقولوا نديم بالوش يقول معلش الواحد يخطأ .. وعادي ولو ومنيح منّا !!!)

...

والأمر الثاني الذي يجب أن تنتبه له .. أنّ صحة أبي سلمة لم تكن تسمح له بقتال !

ومعلوم أنّ قلبَ الجندِ أميرُهم وقائدهم .
إن صلح وأقدم وقاتل بالصفّ الأول صلح جنده وأقدموا وتسابقوا إلى الموت والصفوف الأولى ..
وإن فسد أو قُتل أو سَقِم فسد جنده وجبنوا وتفرّقوا .

فهل كان يرسل ابن عمّته إلى الموت يعني ..
ويضحّي بال150 الذين معه الذين سيصيبهم الوهن عندما يقتل قائدهم الجريح ؟!

واضـــــــــــــــــحٌ وجليٌ إذاً من كلّ هذه المناقشة العقلية ..
لمن يعيش بسيرة هذا العبقري المفكّر الداهية المذهل : محمّد !
أن النبي كان يعلم تماماً كل العلوم التي شرحتها لكم بالتوطئة أوّل الدرس ..
فعلم من هذه المعرفة أنّ أبا سلمةَ لن يلقى قتالاً .

وكل ماحدث بالمعركة رسمه هو في عقله قبلاً ..
ففكّر صلّى الله عليه وسلّم وقدّر .. فأفلح كيف قدّر .

لذلك لم يرسل لطليحة عليّ ابن عمّه مثلاً .. وهو الأسد المقدام .
ويفرّغ المدينة من خيرة فرسانه وجنده المتبقين عنده بعد أن فقَدَ الكثير منهم بأحد ..

فكان الأخطر عنده والأهم هو عدوّه الرأس ..
ويعلم أنّه لو اُستدرِج لمحارقَ جانبيّة فسيُستَنزَف ويضعف ويتشتت ويذهب ريحه وقوّته ..
وهذا تماماً ماتريده وتتمناه وتحلم به قريش لتنقضّ عليه وتقضي عليه !!

وهذا تمام ما قلته لكم بالتوطئة بداية الدرس .. حيث قلت :

(فكان يعرف العدوّ .. ودرجات أولوياته ..
ويعرف أهميّته وإمكانياته وطبيعته ودرجة حقده عليه ودوافعه لحربه ..
وبالتالي سيعرف بعد معرفة هذه الأمور ..
أيُّ عدوّه هو الأولى بالحرب أولاً ..

وسيعرف أيضاً مايلزم لكلّ عدوّ منهم من طريقة بالحرب والدفع والهزيمة .. ثانياً !)

_ فعَلِمَ من هذا أنّ الأهم هي المدينة (يثرب) ..
والأخطر هو رأسُ أعداءه ومعيار توازنات المنطقة كلها : قريش !

_ وعَلِمَ أنّ المدينة في وضع خطيـــــــــــر ..
ووجود دولته كلها على المحكّ بعد أُحد وانتكاستها وذهاب الكثير من الهيبة التي بناها طوال عامين !
(من وقت وصوله للمدينة) .

_ وحتى في وضع مناصريه وجنوده فالوضع خطير ومتزعزع نوعاً ما ..
وهناك خوف على متانة الجبهة الداخلية وخصوصاً من جهة الأنصار ..
فهذا كان أول بلاء يصيب الأنصار بهذا الحجم وقد قتل منهم خلقٌ كثير في المعركة ..
وتكلّمنا سابقاً عن التزعزع وغباشة الصورة التي وقعت بهم بعد أُحد مباشرةً .

وهذه البيئة وهذا الوضع .. هو دائماً مناسب جيّداً لنمو بكتيريا المنافقين والمرجفين ..
حيث سينمو بكتيريا كلامهم الخبيث من قبيل : (شو كان بدنا بهالوجع الراس - لو كانوا عندنا ماماتوا وماقُتلو -
كنا عايشين ومبسوطين مع قبائل العرب) ... الخ .

فمثل هذا الكلام ينمو في مثل هذا الجوّ كثيراً ..
ويأخذ مجده بين مرضى القلوب أو حتى من الصادقين الذين أصابهم ضعفٌ ووهن بتلك اللحظات ..
وطبعاً كيف لو كانمن يروّج لمثل هذا الكلام : خبيثٌ حاقدٌ لئيمٌ كابن سلول وهو سيّدٌ فيهم !


_ وزادَ الأمر خطورةً مقتل هذين الرجلين بالذات (من المهاجرين) :

1- الشخص الأوّل : مصعب بن عمير .. وكان تأثيره نفسياً ومعنوياً كبير على الأنصار ..

(وانتبه جيّداً لهذه الملاحظة التي لن تعرفها إلا إن عشتَ مع النبي كأنك جنبه على يمينه)

فمصعب اعتاد عليه أبناء المدينة وهو برأيي كان يمثّل لهم الكثير نفسياً ومعنوياً ..
فهو من جَمعهم بعد طول عداء وحرب .. وكان سبب هدايتهم .. خلال فترة قصيرة مبهرة !
فطبيعي أنهم تعلقوا بكاريزما شخصيّته المتميّزة كثيراً .
فهذه الكاريزما والصفات الخاصّة بمصعب .. هي التي سبّبت هذا النجاح الباهر بفترة قصيرة !
(وقد تحدّثت عنها بدرس كامل سابقاً فيما سبق)

وغيابه سيسبّب لهم فراغاً كبيراً ووحشةً أكبر ..
وخصوصاً أن غيابه اتى في مثل هذا الجوّ الكئيب والعصيب .

وحتى تفهم تماماً ما أقصد ..
انظر لو أنّ مصعباً لم يُقتل .. كم سيكون له تأثير كبير فيهم بالتثبيت والثبات ..

الجواب : بالتأكيد تأثير كبير جدّاً ..
فهو أثّر بهم وجمعهم وكان سبب هدايتهم وغيّر عقولهم كلها ودينهم ..
بظرفٍ أصعب من هذا الظرف بكثير !

لكن هو من حكمة الله سبحانه أن لاتقف هذه الدولة وهذا الدين على رجل وعلى شخص مهما كان ..
(ولو كان محمّداً كما سيأتي) ..
وبرأيي كانت أصعب صدمتين للأنصار بطول حياتهم : صدمة النبي نعم ..
لكن كذلك صدمة فقدان مصعب .

_ ولن يفهم هذا الكلام إلا من سار كمصعب بين قوم وكان سبب هدايتهم وتعلقوا به وبشخصيته وبكاريزماه .
ثم فقدوه في ظرف صعب وعصيب ..
حيث رؤوس النفاق والإرجاف التي كانت تحارب هذا الشخص قد أينعت وأخذت مجدها بقولهم :
أنْ رأيتم أنّ كلامنا كان صحيحاً ؟!!

2- الشخص الثاني : هو فارسه وأسده وقائد جيشه العسكري ..

رئيس أركان جيوشه ومخطِّطَ حربه .. الجنرال العتيق القديم الذكي الفطن الشجاع المقدام ..
الاسم المرعب الرهيب للعدوّ مجرّد وجوده .. مجندل الفرسان ومجلجل الكتائب :

حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه !

وكان لغيابه تأثيراً كبيراً على الأنصار وحتى على المهاجرين بل وعلى عدوّه كلّه .
فحمزة هو الجنرال قائد الجيوش رئيس الأركان العتيق الخبير القديم .
وغيابه من المفترض أن يُربك النبيّ عسكرياً ويضعف جنده نفسياً .. ويقوّي أعداءه معنويّاً !

(اِسأل نفسك هنا كيف لم يرتبك النبيّ ولم ينهار جيشه بعد مقتل شخص كحمزة كعادة الجيوش ؟!
الجواب هو ببساطة واختصار : وجود عبقري أقوى من حمزة نفسه عسكرياً : وهو محمّد !!)

...

فما سبق يُبيّنُ ويّأكِّدُ عندك ..
أنّ إرسال أبو سلمة وهو جريح ومعه فقط 150 شخص مسافات بعيدة جدّاً (نسبةً لذلك الزمان) ..
وبعيدة عن مركز الدولة التي كانت على محكّ وقتها ..

وإرساله إلى رجل شجاع قوي (طليحة) ومعه قومه جميعاً ..
ثم فرار طليحة ولم يلقى أبو سلمة قتالاً يُذكر ..
ثم إرجاع أبو سلمة (وهو جريح بهذا العدد القليل) الهيبة إلى تلك المنطقة وضبطها ..
دون انجرار النبي لحرب استنزافية معهم ودون تفريغ المدينة من قوّتها ومن رجالها ..
والحفاظ على الطاقات والرجال والامكانيات للعدو الأخطر والأهم بالمنطقة ومعيارها ومعيار توازناتها ..
الذي إن فرط ستفرط جزيرة العرب كلها (كما حدث فعلاً بعد ذلك) : قريش .

كل هذا :
لم يكن "شلفة" منه صلى الله عليه وسلم أو "الله سترها معو والله" أو "حظو حلو" أو "نقشت معو" !!!

بل وجدنا يقيناً أنّه رسمه هو في عقله قبلاً ..
ففكّر صلّى الله عليه وسلّم وقدّر .. فأفلح كيف قدّر .

...

وعجبتُ لكتّابنا وفقهائنا ..
يمدحون ويمدحون بأبي بكر وعبقريته العسكرية وبالحرب النفسية و .. و ..
وحفاظه على كيان الدولة الذي هُدّد بالزوال بعد وفاة النبي .. (وهي عبقرية معتبرة ومحمودة) .

_ لكن لا ترى أحداً منهم يمجّد بعبقرية النبي بهذه الفترة الحرجة الخطيرة جداً (بعد خسارة أُحد) ..
والتي هي الأخطر على وجود دولة الإسلام كلّه ..
وأخطر حتى بألف مرة من ظروف أبي بكر وقتها ..
(على الأقل قريش كانت وقتها مع أبو بكر بينما النبي رمته العرب جميعها وقتها عن قوس واحدة) ..

 

لماذا ؟!!

لأنّا أخذنا النبي بصورتنا وذهننا كما يريد أعداؤنا بالضبط :
إمّا أنه صاحب الوجه الأنور والجبين الأطهر كحيل العينين أحمر الخديّن .. .. !

أو أخذناه بأنْ إن جامع الرجل مرتين هل عليه غسل أو غسلين !
وألفوا بذلك ومثله ومازالوا يؤلّفون مئات آلاف المجلّدات والكتب ويصرفون لها مئات القنوات والمحاضرات والدروس ويجندون لها مليارات الأموال ومواقع ضخمة ومكتبة شاملة !!!

أو أخذناه كشخص عادي (ومتلنا متلو ولاتعملنا ياها صوفية .. .. الخ) .
وفهمنا من سيرته : جئتكم بالذبح - القتّال - الذي ذبح بني قريظة !!

 

ألا تباً لكم وتعساً وخزياً والله ..

ألا عجبت لأمّةٍ عندها مثلُ هذا الكنز العبقري ثم هي لم تفهم من سيرته إلا هذا !!!

 

 

 لم يكن النبي ليذهب أكثر طاقاته وخيرة شبابه على مناطق مهملة إستراتيجياً له ..
أو مناطق مهمّة له ككيان دولة ! (راجع مقال : مخططات 7 الجزء الثالث) .

_ فماذا تفيد (كوباني) في المعادلات الإستراتيجيّة وماذا تفيد (جسر الشغور) وحتى (إدلب) كلها ؟!!
وماهي هذه الأهميّة الرهيبة لها حتى نضيع عليها آلاف الشهداء من خيرة شباب الأمة ..
وكل هذا الكم الهائل من الأموال والطاقات والسلاح والإمكانيات ؟!!!!

هذا كله نتيجة بعدنا الســـــــــــــــحيق عن سيرة نبينا بحقها والله ..
وتطبيق عدوّنا لها بالحرف !!

...

نعم يطبّقونها هم الآن بالحـــــــــــــــــــــرف !
فتجد كما شرحت لكم بمقال مخططات 7 الجزء الثالث ..
أنّ الحزب والنظام وإيران لم يُستدرجوا لسحب قواتهم للحرب بإدلب
(الغير مهمة لهم استراتيجياً الآن وإنما فقط أهميتها معنوياً) ..

_ فحتى يواجهوا الموضوع ويحلّوه استراتيجياً كانت خطتهم مختصراً مايلي :

(وقد نبّهت عليها الفصائل وحذّرتهم لكن ... !) .

- أرسلوا فقط مايردّ عدوّهم المهاجم ..
ويوقفه عن التوسّع والتوغّل في المناطق التي هي أخطر للنظام استراتيجياً من ادلب نوعاً ما ..
كالغاب وحماة واللاذقية ..

- مع استدراج المقاتلين لكمين محكم وفخّ ذكيّ ..
بتضيّيع قوتهم وكثافتهم العددية والنارية : بسهل برمودا (الغاب) (راجع مقال مخططات 7 تفهم الكمين) .

- بالاضافة للضغوط على محركيهم وداعميهم ومالكي حتى "بسكوتهم" (حتى بسكوتهم تركي :) ) ..

_ وليواجهوا الموضوع ويحلّوه معنوياً كانت خطّتهم مايلي :

خرج بشار ونصر اللات وراء بعضهما ليرفعوا معنوايات فريقهم ..
ففريقهم عنده ثقة بكلام نصر اللات ووعوده ..
وذكر بشار جسر الشغور بالاسم !! ليُثبّت المقاتلين فيها ..
فهم سيثبتون حتى آخر رمق بسبب ذكرهم من أكبر رأس بالدولة بالاسم ..
ولأن لهم قدوة في رفاقهم في سجن حلب الذين مُجّدوا بالبلد كلّها ..

...

فكذا واجهوا الموضوع استراتيجياً ومعنوياً بذكاء ..
ولم يُستدرجوا كما يريد عدوّهم ويسحبوا قوّاتهم ويخلو المعركة الأخطر لهم استراتيجياً :
وهي معركة القلمون (شرحت السبب بالمقال نفسه) !
التي يصرفون الان عليها الامكانيات والطاقات والدماء بدون أن يلقوا بالاً ..
وطبعاً يعتمدون بشكل كبير على الحرب الاعلامية والنفسية (كما فعل النبي بفتح مكّة بحربه مع الرأس) .

_ لأن القلمون هي الأخطر الان لهم من ناحية العبور بين لبنان وسوريا الذي هو رئة للطرفين ..
ولإحاطتهم بالهدف الاستراتيجي الكبير لهم ورأس عدوّهم ومعيار المنطقة كلّها : اسرائيل !!

(كتبتُ هذا الكلام قبل بداية معركة القلمون ..
والان ترون أنّهم قضموا القلمون وسيطروا على أهم نقاطه بسرعة عجيبة وبخطط محكمة ..
وبلغوا جبال عاتية ارتفاعها أكثر من 2500 م !!!
وكانوا بهذه القوة بيرجعوا الجسر ب5 ساعات لو بدهم !!! فتفكّر !)

فتباً لأمة تركت نهج نبيها بالحرب والمغازي .. وطبّقه هؤلاء المشركون المجوس !!

...

أمّا شبابنا ..

فيحشدون الآن 20 ألف مقاتل بأحدث الأسلحة والنجهيزات ..
مع خطوط إمداد مفتوحة لبلد كبير جداً بالمنطقة (ماينقص إلا أن يرفع راية العقاب !!) ( تركيا) ..
ليذهبوا لجسر الشغور وإدلب !!!!!
ويتركوا أخطر النقاط على الإطلاق إستراتيجيّاً !!!

_ شبابنا وخليفتنا !!!

أضاع خيرة شبابه وإمكانياته وطاقاته على قرية صغيرة تافهة (استراتيجياً) ككوباني ..
مشان مايطلع بالخجلة و"سخام الوش" .. :) !!!
فهو قد سمّاها : (عين الإسلام) وقال بإصداراته أن سيطر عليها ومابقي منها إلا القليل جدّاً ..
وخرج الصحفي الأمريكي بأمره وقال أنو المعركة انتهت بكوباني !!

رغم أنّه يرى أن كوباني أصبحت مصيدةً له ولجنده ..
وصار التحالف يتسلّى بقصفهم وكانت ك"الدبق" الذي يوضع للعصافير !!
فلماذا ألاحقهم على طول آلاف كيلو المترات ؟! خلص بحطلهم (كوباني) وبفوّشهم فيها ..
فهم يأتون إليها طواعيةً :) !! ثم أنا بتصيدهم فيها !!!
لك الولد الصغير عرف هذا .. بس شبابنا خلص مابيتراجعوا !!

(والأجمل أنه تراجع بعد ذلك بعد أن قُصمت ظهر إمكانياته وحرق خيرة شباب الأمة ..
والمتصهودة لاتحسّ منهم من أحدٍ ولاتسمع لهم رِكْزاً ..
عااادي وكأنو ماصااااااار شي .. واللهم احفظ مولانا أمير المؤمنين !!)


_ وياليتهم اتّعظوا ..
بل بدأوا كالعادة ب "العرعرة" والتبرير أن كوباني أخطر منطقة بالشرق الأوسط  كله :) ..
وتمنع الدولة الكردية !!! و ... و ...

(وهذا عين مايحصل الان بجسر الشغور .. التي شوي تاني بتصير عاصمة الأقليم والمنطقة :) !!
وهي من 4 اعوام بحكم الساقطة عسكرياً أصلاً !!
وخطورتها الوحيدة أنّها ممكن ان تزعج النظام بالساحل أقول تُزعج ولا أقول تقضي أو تهدّد !!)

...

هذا طبعاً بتحسين الظنّ !!!

أما إن أسأنا الظنّ نقول : أنّ ماحدث بكوباني ومايحدث بجسر الشغور وسهل الغاب الان ..
وقبله بسجن حلب وقبله بكسب ومعركة أحفاد عائشة ومعركة قادموون ومعركة طالعون ونازلون ..
وزئير الأحرار و .. و ... و. .. و... و ... و ... و ... و ... و ...

كلّ ماحدث ويحدث من 4 سنوات تقريباً في الشام ..
هو عين ماتريده قيادات جماعاتنا بالضبط (إلا من رحم الله فيهم) ..
استجابةً لأسيادهم باستعمالهم كمحارم تمخيط وحجر شطرنج لمشاريعهم .. ثم يرمونهم بعد الاستعمال !
وبنفس الوقت لحرق شباب الأمة وهدر طاقاتها وإفناء مقدّراتها كي لاتقوم لها قائمة !

_ وسبق ونوّهت إن كان هذا الأمر : عمالة أو غباء .. فالنتيجة سواء !!!




أُنهي الدرس هنا وبعض من شرح عِبَره ..

مع ملاحظة أخيرة :) :

أنه هو نفس الدرس الذي لما شرحه لك فقهائنا وكتبوا فيه ..
كان أهم ماهمّهم فيه وأثار اهتمامهم وتفصيلهم وشروحهم وانتباههم :
هو حادثة تزويج عمر ابن أبو سلمة لأمه سلمة على النبي بعد وفاة أبيه !!

فكتبوا فيه والله عشرات المجلّدات والمؤلّفات ..
وتنازعوا واختلفوا وردّوا على بعضهم .. وبوّبوها في باب : تزويج الابن لأمّه !!
(لأنّ النبي تزوج أم سلمة بعد وفاة زوجها وخطبها من ابنها
فأُلّفت آلاف المجلّدات لذلك وعن جواز ذلك وظروفه وحيثياته .. !)


لاتعليــــــــــــــــق .

...

السلام عليكم ورحمة الله .

************************* 

الدرس مستقل في هذا الرابط

http://justpaste.it/doros58sira  

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

‫#‏سؤال‬ أجب عليه لو سمحت ..

(لأنّ هناك ناس تقرأ ولاتفهم ما تقرأ !) .

ماذا فهمت من الدرس السابق (58) بدروس السيرة :

http://justpaste.it/doros58sira

يعني ما الرابط بين سريّة (عين قطن) ومعركة (عين العرب) ؟!

...

جوابك يهمّني كثيراً ..
فإن لم أجد أحداً يفهم مايُكتب تماماً .. فلن أُكمل !

____1_small.jpg

____2_small.jpg

____3_small.jpg

____4_small.jpg

____5_small.jpg

____6_small.jpg

____7_small.jpg

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (59)

كتاب المغــــــــازي (45) :

 



بسم الله الرحمن الرحيم ..

كانت سريّة أبي سلمة إلى (عين قَطَن) في محرّم أول السنة الرابعة من الهجرة بعد غزوة أُحد بثلاثة أشهر كما ذكرنا. حيث تحدثنا في الدرس السابق (58) كيف اهتزت الهيبة التي بناها رسول الله صلى الله عليه وسلم بإتقان خلال 3 أعوام . بناها عن طريق فهم اللعبة الجيوسياسية (الأرض – السياسة) وإتقانه للحرب الاستخباراتية والأمنية والاستطلاعية (جمع المعلومات) بشكل مُحكم .

_ دخل شهر صفر وكان شهراً سيئاً جداً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فقد حدثت فيه حادثتان متتاليتان كانتا من أشق الحوادث على النبي : (أصحاب الرجيع – بئر معونة) .

وحدوث هاتين الحادثتين ماهو إلا من التجرؤ الذي حصل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موقعة أحد، والذي تحدثت بالتفصيل عنه بالدرس السابق فليراجع هناك .

_ حيث نوّهتُ فيما نوّهت له أن أكبر دليل أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى هيبته تلك، بجهد استخباراتي مضني وبعقل وبذكاء وحنكة مبهرة، وليس لأنه نبي طويل اللحية يحمل راية العقاب ومجاهد ومن جنود الله وهو الطائفة المنصورة ... الخ !
أكبر دليل على هذا : هو زوال جزء من هذه الهيبة بعد أُحد .. 
فهذا دليل صحيّ على أن العمل مبني على أُسس سليمة عملية وليس على صُدَف أو كرامات !

_ وقد تحدثت مطولاً بالدرس السابق عن عدة أفكار هامة، فلتراجع هناك مع هذا الدرس وخصوصاً لطول المسافة الزمنية بين الدرسين بسبب الانشغال !

الدرس السابق 

 



سنروي الحادثتين بدايةً كسرد قصصي ثم نعلّق عليهما :

_ يقول أصحاب السير : 
بعث النبي سرية عيناً وفي رواية للواقدي يقول : بعثهم رسول الله إلى أهل مكة ليجيزوه.
(يجيزوه أي يبلغوه أخبار القوم ليعرف يتصرّف معهم ويكون مُجازاً معهم) .

_ قلنا سابقاً : عش السيرة كأنك معهم كما قلنا كأنك على يمين رسول الله ..

فالنبي خرج مهزوماً من أُحد أمام رأس أعدائه (التي يخبّأ لها كل جهده كما شرحنا كثيراً مفصلاً فيما مضى).. واهتزت الهيبة التي بناها والحرب النفسية التي عمل عليها ليمنع من حوله من المكونات والأعداء (الثانوييّن) من استنزافه بحروب ثانوية لن تنتهي وبالتالي شغله عن عدوه الرئيسي، فهذا الاستنزاف الثانوي للنبي عن قريش هو أحد أهم أهدافها وأكثر ماسيسعدها ويفيدها !

وعجبي لقومي شُغلوا بمحارق لن تنتهي عن عدوّهم الرئيس الذي لايبعد عنهم مرمى حجر، فاشتعلت المنطقة كلها بمحارق بين مكوناتها، وشواطئ تل أبيب (أخطر أعدائهم ومربط توازنات المنطقة ومعيار ثبات الدول) تنعم بالبرونزاج !!

_ فبعد هزيمته بأحد بـ 3 شهر فقط حاول ترميم ماتصدّع من الهيبة، فأرسل ابن سلمة سرية إلى من حاول التجرؤ عليه (طليحة الأسدي) كما ذكرنا بالدرس السابق، وذلك لاستعادة جزء من هذه الهيبة والحرب النفسية التي بناها وفقاً لما كان حوله من ظروف وقتها وأعطى لها ماكان يلزمها وقتها ..



وهنا ملاحظة هامة :
ليس شرطاً أن تقعد وتنفّذ أنت مانفّذه هو صلى الله عليه وسلم بالحرف، فـ 1- ظروفه و2- زمانه صلى الله عليه وسلم و3-أعداؤه و4- طرق ردع كل عدو وحاله و5-إعلامه، غير 1-ظروفنا و2-زماننا و3-أعدائنا و4-ردعهم وأحوالنا و5-إعلامنا ... الخ .

_ المهم هو أن تفهم وتتعمق بالسيرة وتعيش بها !

_ فلا تأخذ السيرة وتطبقّها حرفياً وتقول هكذا فعل النبي !!

أفهم روحها وعش بمعانيها وأجواءها وتربّى في عوالمها وغُص بأعماقها وتقمّص شخصياتها واحلم بها في يقظتك وأنت تقرأها، اسمع صهيل خيولها واشتمّ غبار معاركها واسمع صرخات جرحاها وشدّ على أسنانك عند المواقف المثيرة بها، تخرج محمدياً تصلح لكل زمان ومكان وتتصرف كما لوكان محمّدٌ (صلى الله عليه وسلم) مكانك !

_ فأنت لما تتعشق شخصية أحدٍ ما وتعيش بقصته كأنك معه تراك دون شعور تطبّق شخصيته على واقعك ولوكان هو في القرون الوسطى وأنت تركب "الإنفينيتي"، فالمبادئ العامة للحياة لم تتغير لكن تغيرت الظروف والأحوال !

فكيف لو كان هذا الشخص وهذه السيرة برعاية ربانية خالصة جعلها الله لك نبراساً لحياتك ..
ستجد فيها والله جواباً لكل سؤال وهداية من كل حيرة وسداداً من كل ضلال ونجاةً من كل فتنة،
وتَفَتُّحَ عقلٍ وانشراحةَ صدرٍ وانطلاقةَ روحٍ،
ونسائمَ تتنفسها تعيد لك معنى إنسانيتك وتفهمك معنى حياتك وهدف رسالة وجودك !) .

_ انتهت الملاحظة ونعود للدرس ..



_ فبعد أن أرسل أبو سلمة ..
لم ينتظر أكثر من 4 أشهر فقط حتى عاد لجمع المعلومات عن قريش رأس أعدائه نفسها !! 
فأرسل شباب الرجيع !


ولكن هاهنا نقطة مهمّة استنتجتها من دراستي لشخصيته صلى الله عليه وسلم والله أعلم ..
أن النّبي لما أرسلهم هذه المرة تقصّد أن يُظهروا للمكونات الذين حوله أنه يراقب قريش ليعطيهم الرهبة، فلم يأخذوا ماكانوا يأخذونه من أمنيات معتادة كما فعلوا بسرية نخلة مثلاً وغيرها الكثير !

_ وهذا برأيي كان جزء من حربه النفسية عليهم أي : أنه عاد للرأس الأكبر وأن هزيمته مع هذا الرأس لم تثنه عن معاودة حربه عليه وأن له مع الرأس لقاء قريب .. فسيخافون لوحدهم وقتها ويرهبون حربه وبالتالي سيتخلص من استنزافهم له بمعارك جانبية تستنزفه وتشغله عن العدو الرأس !

وهذا تراه واضحاً كمعالم في كل سيرته في الأعوام الثلاثة (3-4-5) للهجرة .. 
وهذا كان من مبدأ اضرب الكبير تخوّف الصغير.. 

استخدمه حتى بتبوك بهجومه على الروم (الدولة العظمى) , 
واستفاد منه أبو بكر في إنفاذ بعث أسامة للروم أنفسهم !


_ وماذكرته لكم من الضعف الأمني المتقصّد (والله أعلم ولاأجزم هنا) يدلّك من قول راوي القصة : 
(فانطلقوا حتى إذا كانوا بين عسفان ومكة، 
ذُكروا لحيٍّ من هذيل يقال لهم بنو لحيان فتبعوهم بقريب من مائة رامٍ!) .



_ لكن برأيي أن النبي لم يكن يتوقع كل هذا التجرؤ عليه وأن المكونات ستتجرأ ليغدروا فيه .. !
وهذا خطأ بالتقدير منه هنا بأبي هو وأمي يجعلك تعتقد أكثر أنه بشر، وأن كل مارأيتَه من إنجازات هو بعد توفيق الله له من ذكائه وعقله !

_ وأن سوء تقديره هنا بحالةٍ بسيطة، 
يُعرفك حُسنَ وذكاء وإتقان تقديره هناك بأغلب أحواله !


_ ومايدلك على صحة هذا التفسير وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ بتقدير كمية الغدر الذي تنويه المكونات التي حوله وكم انتُقصت الهيبة التي بناها، هو أنه عاد وخُدع بعد أصحاب الرجيع بأصحاب معونة، ولم يتوقع منهم تجرّؤاً وغدراً لهذه الدرجة !

_ وهذا يدلك أيضاً على كم كانت المكونات حوله مغتاظين منه، وهذا ردّ على كل أحمق يقول لك أن المكونات تكرهنا وأنهم يريدون القضاء علينا وهي من تمنعنا عن الرأس (إسرائيل)، وقد شرحت بالدرس السابق أن وضع النبي أصعب بألف مرة من وضع الدولة أو النصرة أو غيرها اليوم فليراجع هناك !



وهنا نقطة مهمة .. يقول راوي القصة :
(فاقتصوا آثارهم حتى أتوا منزلاً نزلوه فوجدوا فيه نوى تمر تزوّدوه من المدينة) ..
يقال أن امرأةً دلتهم عليه وعرفته أنه نوى تمر يثرب كما عرفه أبو سفيان من قبل وهذا يدلّك أنهم لم يكونوا يتوقعون الغدر وإلا لتعلموا من حادثة أبي سفيان من قبل فأخفوا أثارهم .. 

_ ومن هنا تتعلم ملاحظة أخرى أنه إلى الآن في هذا الزمن: من أهم قواعد الأمنيات التي تعلّمناها من غيرنا وعلّمناها لغيرنا؛ أن تنتبه جيّداً حتى لمخلفاتك (الزبالة) .. 
فكم من جماعات دُمِّرت بسبب ماترميه في زبالتها والحديث يطول بهذا !

..

قال :
(فقالوا: هذا تمر يثرب فتبعوا آثارهم حتى لحقوه .. 
فلما انتهى عاصم وأصحابه لجأوا إلى جبل !)

وهذا يدلك على سعة فهمهم العسكري، والذي ذكرت جزءاً منه بغزوة أحد، تجد أنهم طبقوه نفسه الآن فمن يعتلي الجبل يمتلك القصف الجوي (عندهم كانت السهام) ويمتلك الرؤية الواضحة لعدوه، وفي الحروب إلى الآن من يمتلك الجو بقوة والتلال الحاكمة العالية يتحكم بالمعركة كلها ..

(نتكلم هنا عن حروب نظامية بين جيشين نظاميين وليس جيش نظامي مواجه لحرب العصابات) .

قال :
(وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلاً)

فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا رسولك !

فقاتلوهم وصار عاصم يرميهم بالنبل وينشد أبياتاً منها :
الموتُ حقٌّ والحياة باطل وكل ما قضى الإله نازل بالمرء والمرء إليه آيل !
وقال أيضاً يرتجز : أبو سليمان ومثلي راما .. وكان قومي مَعْشراً كراماً !

ولا زال يرميهم حتى فنيت نبله ثم طاعنهم حتى انكسرت رمحه، ثم سل سيفه !
وقال: اللهم إني حميت دينك صدر النهار فاحم لحمي آخره!

- وبقي خبيب وزيد ورجل آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، نزلوا إليهم، 
فلما استمكنوا منهم حلّوا أوتار قسيهم فربطوهم بها!
فقال الرجل الثالث الذي معهما : هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم فجروه وعالجوه على أن يصحبهم، فلم يفعل فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة بعد بدر، فاشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر، فمكث عندهم أسيراً حتى إذا أجمعوا قتله، استعار موسى من بعض بنات الحارث يستحدُّ بها فأعارته.. قالت: فغفلت عن صبي لي فدرج إليه حتى أتاه، فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذلك مني وفي يده الموسى فقال : أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله !



_ ملاحظة مهمة ..
قلتُ : لم يقتله لأن الجهاد هو دعوة، ولأن المفاسد بقتله ستكون أكبر بكثير من المصالح !


فقتله لهذا الغلام بعد أن ساعدته هذه المرأة وهو ابنها، كان سيعطي انطباعاً سيئاً جداً عن هذا الدين وحامليه، وسينفّر الناس منه أكثر وأكثر، وسيجعلهم يزدادون ثباتاً في حربه، لأنهم يرونه ديناً غدّاراً سفّاحاً ليس فيه شيء من الرحمة ومن مشاعر الإنسانية، فالناس لن تعرف تفصيلات فقه هذ الدين لكنه ستقول : هذا هو دينهم فهذا أحد منتسبيه يقتل طفل امرأةٍ رغم أنها ساعدته بأسره فكم ستكون ردة الفعل عنيفة وقتها ؟!!

_ والنقطة الأهم أنه لو قتله كان سيدعم نظرية عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية بن خلف (أشد قريش على النبي لأنهما موتوران بسبب مصرع أبويهما) بأن النبي وهذا الدين سيستأصل قريش عن شأفتها وسيبيدها وأن حربهم الآن حرب وجود !

وهذه هي النظرية التي يتفيّأ بشار الآن بظلالها الوارفة هانئاً سعيداً مسروراً الآن، بأنه يقول لطائفته وللأقليات إن هؤلاء سيبيدونكم جميعاً نساءً أطفالاً شيوخاً ورجالاً وشباباً، وندعمها له بكل تفاني ومحبة نحن بغبائنا وعدم فهمنا لسيرة نبينا بحقها بكل جوانبها وذكائها واستراتيجيتها !

(فإما أن ننبطح بهذا ونصبح كلاب للغرب وحُماة للنصيرين بحجة أن هذه سياسة شرعية !
أو أن نصبح أغبياء حمقى بعيدين كل البعد عن سيرة نبينا بحجة أن هؤلاء كفار مرتدون ويجب قتلهم جميعاً !!)

_ فلم يقتله لئلا يدعم نظرية عتاة قريش التي يروّجونها في جمهور قريش : أن النبي يريد استئصالهم وأن حربهم معه حرب وجود ! 

وهذا وغيره كان أحد أهم وأكبر الأسباب بأن أهل مكة لما دخلها النبي عليهم لم يقاوموه، بل صدّقوا كلامه لهم وقتها: من دخل داره فهو آمن !
لأنهم من دواخل قلوبهم يعلمون أنه ليس قاتلاً سفاحاً منتقماً لنفسه، وهذا لما رأوه منه ومن أصحابه ومنها قصة خبيب رضي الله عنه مع هذا الغلام، فتأمّل لسيرة نبيّك وترابطها !

_ وهذا وفّر على النبي الكثيــــــــــــــــــــــر في أعظم فتح له وأعظم معركة له (فتح مكة)،
حيث دخل مكة وقام بأعظم معركة له عملياً بدون أي مقاومة تُذكر، حيث أبطل كل وسائل عكرمة وصفوان وتجييشهما لجمهور قريش ضده بذكاء، وأفقد جمهور قريش ثقته بعكرمة وصفوان عن طريق لعبته مع أبي سفيان والحرب النفسية التي طبّقها و .... و ..... والتي سنتحدث بها عندما نصل لهذا الفتح الرهيب الذي يجب أن يدرّس والله بأرقى الجامعات العسكرية والاستراتيجية والله !

_ هذا كله رغم أن خبيباً لو قتله كان سيكون نكالاً بقريش وحرقاً لقلوب من سيقتلونه بعد قليل، لكن أصحاب الدعوات لاينظرون لأنفسهم ولتفرغة عواطفهم وغيظهم ولانتقامهم، بل ينظرون لمصلحة دعواتهم ويعلمون أن هذا الدين لم يأتِ للقتل بحد ذاته كما هو المفهوم السائد عند الجميع الآن (إن كان من شباب هذا الدين للأسف أم من أعدائهم؛ فما فهم شبابُنا من الدين إلا بالذبح جيناكم !!)


فبالتربية المحمدية لهؤلاء القوم فهموا معنى هذا الدين بحقه، فآثر أن يعطي انطباعاً جيداً عند من سيقتله بعد قليل، لعلهم يوماً ما يصحون وليتجنب مفاسد النظرة السيئة التي ستأخذها قريش عن هذا الدين من الغدر وقتل الأطفال حتى ومفاسد تقوية نظرية عتاة قريش التي يروّجونها لتفريغ حقدهم والحفاظ على عروشهم أن محمداً سيقتلكم جميعاً صغاراً كباراً أطفالاً شيوخاً نساءً ! 

وفي هذا إشارةٌ وملاحظة مهمة فانتبه لها رحمك الله !




 

يقول راوي القصة :
وكانت تقول: ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ من ثمره، وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزقاً رزقه الله، فخرجوا به من الحرم ليقتلوه فقال: دعوني أصلي ركعتين، ثم انصرف إليهم فقال: لولا أن تروا أن مابي جزع من الموت لزدت. فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو.

ثم قال:

ولست أبالي حين أُقتل مسلماً * على أي شق كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلْوٍ ممزّعِ

قال: ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله، وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتَوا بشيء من جسده يعرفونه، وكان عاصم قتل عظيماً من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدَّبْر فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيء.



 وهنا ملاحظة أخيرة بهذه السرية، وهي فعل عاصم وفعل خبيب والمقارنة بينهما ..

خبيبٌ رضي الله عنه لانَ ورقَّ ورغب بالحياة فأعطى مابيده حتى أسره القوم (كما يقول راوي القصة)، 

وبرأيي أنه أخطأ بهذا التقدير وهذا يدخلك على مبحث كبير :

وهو متى أُقْدِم لو كان أمامي ألف ألف ومتى أُحجم وأنسحب ؟!

(كما يقولون الآن أن نديم بالوش متناقض : 
فقد شجّع شباب صيدنايا على الثبات وعدم النزول وحثّهم وحرّضهم وشنّع فعل اللجنة بالتفاوض .. 
ثم نزل هو وفاوض وخرج !!

_ وفي هذا خلط وتلبيس وتدليس كبيــــر كعادتهم .. ففرق كبير بين الحالتين : 

1- عندما تكون قوة عبارة عن ألف رجل مع أسلحة بيضاء وأسلحة حربية (سلمتها اللجنة الخبيثة) مع أسرى من ضباط وجنود وصف ضباط (كذلك سلموهم بخبث لما كان الناس نيام وجعلوهم يخلعون أحذيتهم لئلا يوقظوا أحداً رغم أنهم أقسموا أيماناً مغلّظة انهم لن يسلّموهم)، مع وضع دولي ملائم (كان بشار بفرنسا وقتها وأول مرة يدعى لحفل اليوم الوطني فيها وكانت هذه المشكلة ستسبب له حرجاً كبيراً)، ووضع شعبي (من الأهالي) هائج، ووضع إعلامي مناسب (حيث تسرب الخبر لأول مرة ونُشر على نشرات الأخبار !) والنظام كان يريد إغلاق القصة بأي وسيلة (وهذا نقطة ضغط عليه أيضاً لو ثبتت الناس ولم تستمع للجنة الخبيثة النجسة) ..

_ فبعد كل هذا ثم تنزل وتسلم نفسك له وأنت مكلبش ويديك للخلف !!!
بعد العزّ وأوراق القوة التي أعطاها الله لك، ليعتقلك النظام مرة أخرى ويغدر فيك !! 

تفعل هذا خوفاً وجبناً ونذالةً ..

ثم تقول متحجّجاً أن هذا يشبه فعل خبيب بن عدي ولا حرج فيه !!!
(الآن سنبّين الفرق بين فعل خبيب وفعلهم) .


_ فبمثل هذه الحالات عندما ينزل الناس ويتركونك ولم يبق لك إلا خياران : الموت أو الفتنة ..
فوقتها تقتحم على النظام لو كنت ثلاثين شخصاً !
لأن الموت وقتها خير لك من الفتنة وتفعل كعاصم في هذه السرية
 .


..

2- وفرق بين أن تكون 20 شخص اقتحمتم على النظام بعد نزول الناس وترككم لوحدكم !!
وأريتموه أنكم لاتسألون عن حياتكم (وهذا عزّ لكم وقوة) ثم هددتموه بأنكم ستقتلون أنفسكم (وهو يعلم أنكم ستنفذون لأني قد فعلتها وحاولت أن أقتل نفسي مرة عند أحد التحقيقات الخطيرة التي فتحت علي فتوقف التحقيق وهم يعرفونني جيداً بهذا) ثم يلين النظام لك وينخّ بإذن الله ولأنه لايريد زيادة عدد التقلى ويحتار معك وتلتقي مع أكبر شخصية فيه وقتها (وهو آصف شوكت وقد التقاه الشباب الذين بقوا بالسجن واقتحموا على النظام قبلي عدة مرات وكان يضيّفهم الشاي بيده مما أذلّه الله لنا ولأنه كان يريد مصلحة منا بسبب وضعه وقتها ومحاولة تصفيته من قبل جهات بالنظام بسبب قصة الحريري وقتها !! بينما قابل اللجنة الخبيثة وهم مكلبشين ومطمشين وهو يملي عليهم أوامره من خوفهم ونذالتهم) ..

فتقابل أكبر شخصية نافذة بالنظام وقتها وأوامرها من نفسها أكثر من مرة وتعاملك بكل احترام وتنفّذ أغلب مطالبك، ويهيّء لك الله وقتها كما هيّأ لأم موسى بإيقاع فرعون في مشكلة الرضاع (حرمنا عليه المراضع) فاستغلتها أخته وقدمت صفقة لفرعون (هل أدّلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون .. لاحظ كلمة يكفلونه لكم !!) 

_ فوقتها وبمثل هذه الحالات فقط .. تلعب لعبة التفاوض لأن فيها احتمال كبير لنصر مبين لك .. وخروجك من السجن عزيزاً بصفقة فيها مصلحة (شرعية) للطرفين !!

فتأمل الفرق بين الحالتين الذي يمارسه إلى الآن جماعة صيدنايا ولجنتها الخبيثة ..
بالقيادة السرية لهم في صيدنايا والآن : أبو التوت (أبو العباس الشامي) .. 

وتأمل فيما يفعلونه بالفوعة وكفرية الآن كمثل بسيط ومافعلوه في حمص من قبل !! 

_ وتأمل شدة خبثهم وتدليسهم في ذكر القصص والأحداث ..
وتذكّر ماقلته لكم منذ زمن بعيد أن صيدنايا مدرسة للتاريخ ..
وأن سورية الآن نموذج مكبّر لصيدنايا !
وأن النظام ما أخرجهم إلا لِمَا جرى معه باستعصاء صيدنايا ..
فأراد أن يتكرر مثله بالشام لفوائده العظيمة لتي تعلمها بسبب اللجنة الخبيثة ..
وقد تكرّر !!



...

فالإقدام ياعبد الله يكون عندما تيأس من نصر أو لعبٍ ما أو تحرُّكٍ أو مفاوضات عزيزة تكسبك نصراً حقيقاً لا ذلاً وخنوعاً وتلبِّس للناس أنه نصر !
(فكيف يكون نصراً من يكون عنده مقومات أن يربح ألف ليرة ..
ثم يقول لقد انتصرت لأني ماخسرت إلا عشر ليرات !! )

فلايكون أمامك وقتها إلا خياران : الموت أو الفتنة .

فالموت خيرٌ لك من الفتنة كما يقول النبي .

* فعاصم اقتحم عليهم وهم جمعٌ كثير وهو يعلم أنهم سيقتلونه، ليس لأن هذا الدين بدون تفكير وأنه رمى بنفسه للتهلكة و .. و ... بل كان واضحاً من كلامه: أما أنا فلا أنزل في ذمة مشركٍ أبداً .. وهذا لغدرهم ولأنهم نجس .

* أما خبيب فآثر الحياة ورقّ ولان .. فأعطى مابيده فأسره القوم رغم أنه  يعلم أنهم سيغدرون به وقد رأى هذا بعينه برفيقه الذي قال لهم هذا أول الغدر .. رغم هذا لم يستفد من فعله هذا لأنه كان خطأً، بل قتلوه قتلة أصعب من قتلة عاصم ونكلو به وشوهوا جثته بينما حفظ الله جسد عاصم حياً وميتاً !

..

لكن هنا نقطة مهمة في فعل خبيب (الخاطئ) ..
هل لو أن خبيب لم ينزل كان سيتغير وضع عاصم ومن معه ؟!!
الجواب لا فالجميع مقتولون لو قاوموا ولو كان معهم خبيب ومن معه ممن نزلوا وسلّموا .. 

_ لكن لو أن خبيب انسحب مع من معه خوفاً وترك المعركة رغم أنه كان سيغيّر بها وبنتيجتها ببقائه وثباته .. 
فإن هذا مثل فعل ابن سلول بأُحد .. 

كيف (بحالة صيدنايا) وأن كان عنده نقاط قوة كثيرة على عدوهم من أسلحة حربية وضباط وجنود أسرى وإعلام ضاغط ووضع شعبي هائج من الأهالي مع ألف رجل مسلح أصغرهم بسيف في بناء محصن ومع طعام يكفي أقل شي 4 أشهر (بدءاً من الاستعصاء الثالث الذي لم يثبتوا فيه إلا أسابيع !!) ؟!!!
ثم سلموها من خوفهم وجبنهم ..

 



هذه صيدنايا أيها الإخوة وهذا الرد على من يشبّه نزول الناس فيها بفعل خبيب !!

خبيب لان ورقَّ وضعف وهذا خطأ منه ولايقتدى به، وفرق بين فعل خبيب هنا وفعل عمرو بن أمية الضمري كما سنرى بالدرس القادم في سرية بئر معونة .. هذا أولاً !

ومع ذلك لم يكن فعل خبيب كفعلهم أبداً كما شرحنا .. وهذا ثانياً !

 





انتهى الدرس بكل دروسه وعبره فليراجع جيداً ففيه من العبر الكثير ..

أخوكم ..

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (60)

كتاب المغــــــــازي (46) :

نديم بالوش .. سرية عمرو بن أمية الضمري

Video thumb

 

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

سلسلة الدروس الأمنية بالسيرة النبوية (61)

كتاب المغــــــــازي (47) :

 

وقفات مع صلح الحديبية .. نديم بالوش

Video thumb

images?q=tbn:ANd9GcQLd__nBLVVECIzDt7-yQ2

 

 

 

10943230_694843460636070_906039264_n.jpg

 

هذه السلسلة تنشر دروسها على الصفحة التالية

صفحة خاصة تهتم بكتابات ومقالات الأخ نديم بالوش حفظه الله

 

وهذه الصفحة البديلة في حال إغلاقها

مين نديم؟؟

 

للعودة للأجزاء الأولى من هذه السلسلة القيمة

هنا الجزء الأول

هنا الجزء الثاني

 

***********

وهنا صفحة نديم بالوش على الفيسبوك