11/9: جيش المجاهدين: تعزية باستشهاد صفوة أهل الشام.
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران 169-171).
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
نعزي الأمة الإسلامية جمعاء ومجاهدي الشام خاصة، باستشهاد ثلة من خيرة قادة المجاهدين، صفوة أهل الشام، نحسبهم كذلك والله حسيبهم، إخواننا قادة حركة أحرار الشام، الشيخ القائد حسان عبود وإخوانه الآخرين، سائلين الله تعالى أن يتقبلهم عنده في الشهداء، وأن يلحقنا بهم غير مفتونين.
إن هذا الحدث الجلل، والمصاب الكبير الذي ألمَّ بساحة الجهاد قد أخذ من قلوبنا مأخذه، وعزاؤنا أنهم مضوا في سبيل الله تعالى، ونالوا ما كانوا يتمنون أن يختموا جهادهم به، وأنهم قد شيَّدوا صرحًا لا ينهدم بفقدهم، بل إننا على ثقة بأن تسقي دماؤهم زرعهم من بعدهم حتى يثمر نصرًا وفتحًا بإذن الله تعالى، وأن يعلو الصرح فيغيظ الله به الكفار ومن ظنوا أنهم بقتلهم لهم سيهدمون بنيانهم.
نسأل الله تعالى أن يأخذ مَن خَطَّط ونفَّذ، وفكر ودبر، وفرح واستبشر، أخذ عزيز مقتدر، وأن يكفي المسلمين شرهم ويجعلهم عبرة لكل معتبر.
وما أحسن قول الشاعر:
قَتَلُوكَ، لَكِن قَد حَيِيتَ بِجَنَّةٍ فِيهَا النَّعِيمُ وَكُلُّ خَيرٍ دَانِ
مَا مَاتَ إِلَّا قَاتِلُوكَ حَقِيقَةً فَقُلُوبُهُم مُلِئَت مِنَ النِّيرَانِ
لَا تَحسَبُوا - يَا قَاتِلُونَ - لُحَيظَةً إِهمَالَكُم مِن رَبِّنَا الدَّيَّانِ
فَغَدًا حِسَابٌ ثُمَّ إِمَّا جَنَّةٌ أَو نَارُ رِجزٍ مَورِدٌ لِلجَانِي
صَبرًا فَيومُ الدِّينِ يَومٌ كَاشِفٌ مَا كَانَ ذَا سِرٍّ وَذَا إِعلَانِ
أَمَّا الشَّهِيدُ فَيَا هَنَاهُ بِمِنَّةٍ رَبِّي اصطَفَاهُ لِجَنَّةِ الرِّضوَانِ
بَاعَ النَّفِيسَ لِرَبِّهِ يَرجُو نَدًى أَكرِم بِهَذَا البَيعِ وَالأَثمَانِ
وَدِمَاؤُهُ أَضحَت عَلَيهِم لَعنَةً وَتَقُودُهُم لِلنَّارِ وَالخُسرَانِ
رَبِّ اقبَلِ الشُّهَدَا، وَمُنَّ بِرَحمَةٍ وَلْتَرزُقَنِّي ذَاكَ يَا رَحمَانِي
لَا رَبَّ، لَا مَعبُودَ غَيرُكَ حَافِظٌ فَلْتَحفَظَنْ مِن كَيدِ كُلِّ جَبَانِ
نسأل الله تعالى أن يعين إخواننا الذين خلفوا الشهداء في مهامهم وواجباتهم، وأن يثبتهم على الحق ويفتح على أيديهم حتى تتحرر أرض الشام من رجس الطغات، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم فرج عن أهل الشام والعراق الكرب والهم، وارزقنا نصرك الذي وعدت، وتقبل من بذل نفسه في سبيلك، وشافي جرحى المسلمين، ورد المهجرين والنازحين لديارهم سالمين، وانتقم من أعدائك أعداء الدين وأرنا فيهم شديد عقابك ياذا القوة المتين.