JustPaste.it

لماذا يتأخر تقدم المجاهدين في الشام ؟

https://jpcdn.it/img/68f72a56bd5afc2e3346b7aed37f2e33.jpg

حازم المصري

@7AZ1M

http://twitter.com/7AZ1M

 

تسألني لماذا معاركنا بهذا البطئ وانتصاراتنا بهذه الوتيرة المنحفضة ؟

لأنها تسير في خطوط مباشرة .. مستقيمة.. مباشرة

الجيش هنا ؟

في هذا الموقع أو هذه البناية ؟! ـ

إذن تمركز في مواجهته واقتحم عليه نقطته المحصنة بصورة نظامية..!هذه هي الخطة دائما

والفارق النوعي بين قائد وآخر هو في تقليل خسائر الإقتحام، والتخطيط الجيد للعمل والتمهيد النيراني الكثيف.. لكنهم يدورون في نفس دائرة التفكير

لذلك خسائرنا كبيرة - حتى وإن نجحنا - لأنك تهاجم عدوا متحصنا مستعدا وفي كثير من الأحيان يكون مثلك "مؤدلجا" ! ـ

ومعاركنا بطيئة، لأنها بهذه الطريقة تحتاج وقت وجهد وتمويل لتجهيز تمهيد نيراني جيد

لذلك تحولت معظم الجبهات إلى خطوط الدفاع الثابت (حرب خنادق) ذات التأثير السلبي على المدى البعيد

فمن البديهي أن الحرب هي المناورة،وأن إسقاط مواقع العدو عبر ضرب خطوط إمداده أو تعطيلها أسهل وأقل دموية وأكثر جدوى من الإقتحام عليه وهو متحصن! ـ

وإذا لم تنجح سياسة ضرب خطوط إمداد بشار في إسقاط مواقعه المتقدمة فسنكون قد حققنا أهدافا اخرة شديدة الاهمية

مثل القضاء على حرية الحركة التي تتمتع بها قوات بشار وشتتنا جهوده الدفاعية وأجبرناه على تقسيمها لألف وحدة صغيرة مما سيسهل ضربها فيما بعد.. ـ

فموضوع المناورة والإلتفاف كأساس لحسم المعارك بدلا من مواجهة العدو، يملأ كتب العسكرية ولكن كثيرا ممن يدير المعارك هنا يحتقرون أي دراسات نظرية

وغالب معارفهم تلقوها في الميدان ويتعلمون بأسلوب التجربة والخطأ.. وهو قصور رهيب، أن تبدأ من الصفر متجاهلا ما تراكم لدى البشرية من علوم مستقرة

الشباب أيضا يشجعون القيادات الميدانية على هذا الأسلوب البائس في القتال، فهم مولعون بالإنغماس ولا يستطيعون النظر أبعد من حدود ميدان المعركة

احتلال نقطة متقدمة للعدو يكون غالبا بلا قيمة عسكرية أو إستراتيجية، بل يكون نصرا بطعم الهزيمة.. طالما ظلت خطوط إمداد النظام بحالها لم تُكسر

وطالما استنزفت فيها قوانا ورابطنا عليها شهورا وألقينا عليها ذخيرة بملايين الدولارات وقدمنا لها عشرات الشهداء والجرحى وأضعنا حولها وقتا ثمينا

لا توجد حرب عصابات ناجحة في العالم اعتمدت هذا الأسلوب في القتال.. حتى الجيوش النظامية لم تعد تتواجه في الحروب بهذه الصورة المباشرة

السبب هو اللامركزية المفرطة التي يُدار بها العمل العسكري هنا، فلا توجد قيادة عسكرية مركزية لديها رؤية ومنهج واضح أو خطة شاملة لإدارة الحرب ! ـ

غياب قيادة عسكرية تمتلك قاعدة بيانات واضحة ومحدثة بالموارد المتاحة، كي تستطيع توظيفها بنجاح في "معركة مشتركة" إن اضطررنا للإقتحام كحل أخير ! ـ

وأسلوب ضرب خطوط إمداد العدو وخاصرته وجوانبه، ظل هو المعتمد عبر تاريخ القاعدة وبه حققت إنتصاراتها على جيوش أكثر عددا وعدة مئات المرات من بشار

وقد لانكون مبالغين إن قلنا أن هزيمة أو إنتصار الثورة في سوريا متوقف على تغيير هذا النمط البائس في القتال

وأيضا حالة التربص بين الفصائل تعقد المسألة، إذ تجعل الجميع راغبا في تحقيق إنتصارات دعائية بصرف النظر عن جدواها أو عن الأسلوب المتبع لتحقيقها

شبكة الفداء الإسلامية   : https://fidaa1.net/vb/

شبكة أنصار المجاهدين : https://as-ansar.com/vb