JustPaste.it

رسالة من أرملة معتقل 

 

بعد مضي ١١ عاماً من اعتقال زوجي واستمرار اعتقاله رغم صدور أمر الإفراج له ورغم معاناته مع الأمراض وبعد طول الإنتظار للفرج ايقنت انني انتظر سراباً 

وقررت أن أعيش المستقبل بشعور جديد هو شعور الأرملة التي مات زوجها ويتم أطفالها ،ولكن لن يفتر لساني عن الدعاء على من ظلمنا وحملنا مشقة السفر للزيارات طوال السنوات الماضية وأحوجنا لسؤال الناس وطلب معونتهم والأخذ من صدقاتهم وجعلنا أذلة بعد أن كنا أعزة 

لن يفتر لساني عن دعائي بقولي (اللهم اشف صدورنا ممن ظلمنا وانصرنا عليهم وأرنا فيهم ثأرنا حتى تقر بذلك أعيننا )

لن يفتر لساني عن الدعاء على أعوانهم وجنودهم وعلمائهم اللذين زينوا لهم الباطل وشرعوا لهم الظلم 

ففي قلوبنا بركان يغلي لا يطفئه سوى الجبار المنتقم جل جلاله

وهذه وصيتي لإبني من بعدي :

ستمرّ أعوامٌ طوالٌ في الأنين وفي العذاب

وأراك يا ولدي قويّ الخطو موفور الشباب

تأوي إلى أمٍّ محطمةٍ مغضّنة الإهاب

وهناك تسألني كثيراً عن أبيك وكيف غاب

هذا سؤالٌ يا صغيري قد أعدّ له الجواب

.

فلئن حييت فسوف أسرده عليك

أو متّ فانظر من يسرّ به إليك

 

فإذا عرفت جريمة الجاني وما اقترفت يداه

 

 

لا ترحم الجاني إذا ظفرت به يوماً يداكْ

فهو الذي جلب الشقاء لنا ولم يرحم أباك

كم كان يهوى أن يعيش لكي يُظلّل في حماك

فاطلب عدوّك لا يفُتْكَ تُرح فؤاداً قد رعاك

هذي مناي وأمنيات أبيك فاجعلها مناك

.

فإذا بطشت به فذاك هو الثّمن

ثمن الجراحات المشوبة بالّلبن

وهناك أدري يا صغيري ما وهبت له الحياة

وأقول هذا ابني ، ولم يرَ في طفولته أباه

 

وأقول للظالمين :

فإلى لقاء تحت ظل عدالة 

قدسية الأحكام والميزان 

الى ديان يوم الدين نمضي 

وعند الله تجتمع الخصوم 

وحسبنا الله ونعم الوكيل 

ولا حول ولا قوة الا بالله 

 أرملة المعتقل سمير محمد ابوعنق