JustPaste.it

الله أكبر :: نصرة لإعلان دولة الإسلام للشيخ أبي المنذر الشنقيطي: متى يفقهون معنى الطاعة؟.

 

 

متى يفقهون معنى الطاعة..؟
الشيخ أبو المنذر الشنقيطي
-حفظه الله-


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين .
كثير ممن يدعون نصرة الجهاد يأبون إلا أن يكونوا عبئا ثقيلا على الجهاد ..! فيرفعون لواء التخذيل بحجة التوجيه ..!
ويبرزون عيوب المجاهدين بسم النصيحة ..!

ليتهم سكتوا ..
بل ..ليتهم لم يكونوا من أنصار المجاهدين ..!
{ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة: 47].
كلما قام المجاهدون بخطوة وجدوا من هؤلاء "الأنصار" رفضا وعنادا ؟ !!

أخطأت قيادتنا ..
هذا القرار لم يكن صائبا ..
هذه الخطوة لم يحن وقتها بعد ..
هذه العملية تربوا مفاسدها على مصالحها ..
هذا القائد ليس هو الشخص المناسب ..!

الكثير من الشيوخ جلس في مقصورة المشيخة وجعل من نفسه أمير الأمراء وقائد القادة ..
كلما صدر من المجاهدين اجتهاد أبطلوه ..
وكلما قرروا أمرا فنّدوه ,وكلما اتخذوا خطوة أو دخلوا في مرحلة واجهوهم بخطاب شديد وسلقوهم بلسان حديد ..!
فأين السمع والطاعة ؟ وأين الانقياد لأمر القادة ؟ متى يفقه هؤلاء الشيوخ معنى الطاعة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وحض عليها ؟
أم أنهم لا يعتبرون قادة المجاهدين اليوم من الأمراء الذين تجب طاعتهم ..؟
فلمن السمع والطاعة إذن ؟

إن كان الباعث على نقدهم لقادة المجاهدين هو الخوف على الجهاد كما يقولون فهل غاب عن ذهنهم أن هزيمة المسلمين يوم أحد كانت بسبب مخالفة الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ..
حينما يقوم المجاهدون أو قادة المجاهدين بمخالفة واضحة لشرع الله أو خروج عليه فلا يشرع السكوت على ذالك بل يتعين البيان ويجب التحذير .
أما إذا تعلق الأمر بالمسائل الاجتهادية فيجب السمع والطاعة لما قرره الأمراء والقادة حتى وإن كان مخالفا لاجتهادنا , فلا معنى للإمارة إذا لم نترك رأينا طاعة للأمير ..
صحيح أن الأمير قد يخطيء وهذا أمر متوقع وغير مستحيل وهو مأجور على اجتهاده ونحن مأجورون باتباعنا له .

لكن خطأ الأمير مع انقيادنا له خير من صواب فيه مخالفة للأمير .
1- قالوا بأن الإعلان عن انتماء جبهة النصرة إلى دولة العراق فيه افتئات على العلماء في بلاد الشام والفصائل الجهادية الأخرى. ..وهذا أمر غريب !!
لو كان هؤلاء العلماء وتلك الفصائل ينتمون إلى جبهة النصرة لكان لهم حق الاعتراض على عدم مشورتهم ..
أما وأنهم لا ينتمون إليها فكيف لا يحق لجبهة النصرة أن تعلن عن انتمائها التنظيمي إلا بعد مشورة العلماء والفصائل الجهادية الأخرى ؟!

2- وقالوا بأن هذا الإعلان سوف يكون ذريعة للطاغية بشار لارتكاب المزيد من المجازر ضد الشعب السوري واستمالة الدول الغربية لصفه ..
وقد ظهر جليا أن الغرب يسانده ويقف إلى جانبه دون الحاجة إلى أي مبررات ولم يعد خافيا أن الطاغية وجنده مستمرون في سحق المسلمين
ولن يخفف من ذالك عدم إعلان المجاهدين عن انتمائاتهم التنظيمية ..فالمجازر مستمرة على كل حال ..أنا الغريق فما خوفي من البلل !

3- وقالوا بأن الإعلان عن دولة الإسلام في العراق والشام سيؤدي إلى تشتيت المجاهدين وتوزعهم إلى جماعة كثيرة ..
والحقيقة أن الجماعات كانت موجودة وليس هذا الإعلان هو الذي أوجدها ولا ينبغي أن يعتبر الإعلان عن انتماء جبهة النصرة إلى دولة الإسلام مانعا لها من ممارسة الجهاد في الشام ,
أو مانعا من التعاون معها من أجل القضاء على النظام. وإذا وقع في هذا الخطأ بعض الجماعات الموجودة في الساحة فالخطأ منها لا من جبهة النصرة .

4- وقالوا بأن هذا الإعلان سيعطي ذريعة لأمريكا وحلفائها أن يتدخلوا في الشأن السوري الداخلي .. في كل صغيرة وكبيرة ..
والواقع أنهم لا يحتاجون إلى ذريعة فهم سيسعون بكل إمكانياتهم إلى التدخل في الشأن السوري حتى ولو لم يحدث هذا الإعلان .

5- وقالوا بأن هذا الإعلان سيحرم الشعب السوري الكثيرً من التضامن، والمساعدات الإنسانية والإغاثية..
وهذا غير الصحيح فالغرب لن يخلط بين "دولة الإسلام" والشعب السوري , بل سيحاول استمالة الشعب حتي يؤلبه على المجاهدين .

6- وقالوا بأن هذا الإعلان .. ربما يكون مقدمة لسفك الدم الحرام .. على اعتبار أن من يعارضه , أصبح من الأعداء ومن الصحوات؛ حلال الدم ..
أقول : ومن يتطرق إليه هذا الظن فهو من أسوإ الناس ظنا بالمجاهدين !!
فكل هذه المحاذير التي ذكروا دائرة بين الوهمي الذي لا حقيقة له , والبديهي الذي لا يمكن أن يغفل عنه المجاهدون .
ومع أن اجتهادات المجاهدين غير معصومة من الخطأ كسائر الاجتهادات ..
ومع أن مسألة "الإعلان عن دولة الإسلام في العراق والشام" تشتبك فيها المصالح والمفاسد اشتباكا معقدا قد لا تبدو خيوطه لكل ناظر ,
إلا أننا نرى ان المجاهدين لن يقدموا على خطوة كهذه إلا بعد الكثير من التأمل والنظر والترجيح بين المآلات .

ومن مصالح هذا الإعلان :

1- تنبيه الكثير من المسلمين في العراق إلى ضرورة التحاقهم بدولة الإسلام , وأنهم حين يلتفون حولها كما فعل المسلمون في الشام فسوف تكون بإذن الله قوة لهم يدفعون بها عدوان الرافضة .

2- تعريف المسلمين بحقيقة المجاهدين في دولة الإسلام بشكل عملي .

فقد اصبح المجاهدون في جبهة النصرة بتوفيق الله تعالى هم القوة الأولى التي تردع الطاغية وتهدد وجوده وأعمالها الجهادية مستمرة ليلا ونهارا ,
حتى مال الناس إليها وأصبحت لها منزلة ومكانة في قلوبهم .

ولا شك أن إعلان انتماء جبهة النصرة إلى دولة الإسلام سوف يفند ما علق بالدولة من تهم وأباطيل ويكشف عن حقيقة جهادها الناصع المشرف .
فدخول الساحة باسم جبهة النصرة ثم الإعلان لاحقا عن الانتماء لدولة الإسلام خطوة ذكية لتعريف الجماهير بحقيقة دولة الإسلام المفترى عليها .
وهذه الخطوة شبيهة بما قام به أحد الدعاة من التعريف بمنهج الشيخ محمد عبد الوهاب عند بعض الأشخاص الذين شوهت لهم سمعة الشيخ حتى خافوا من منهجه ,
فقام هذا الداعية بتوزيع كتب الشيخ ورسائله بعد أن شطب اسمه في بداية الرسائل . ودرس القوم منهج الشيخ وأعجبوا به دون أن يعلموا أن هذا هو منهج الشيخ ..
وفي الأخير قال لهم الداعية : هذا الذي تعتقدون هو منهج الشيخ محمد عبد الوهاب !

3- هذا الإعلان إرباك للكثير من الشيوخ الذين يحاولون ركوب الموجة والصعود مع الجماهير والهبوط معها ,
فالكثير منهم كان يثني على جبهة النصرة وفي الوقت نفسه يتهجم على المجاهدين في دولة الإسلام ..!

4- الإعلان عن دولة الإسلام يخدم القضية من جهة توضيح المعركة وبيان حقيقة أنها بين اهل السنة من جهة والشيعة وإخوانهم من النصيرية من جهة أخرى
وهو ما يستنهض المسلمين ويشجعهم على التعاون والتناصر في مواجهة أعدائهم.

5- الإعلان عن دولة الإسلام فيه تذكير المسلمين بالخلافة الغائبة , التي يحن المسلمون إليها في مثل هذه المحن الشديدة ,
ويكثر إقبالهم على أي مشروع يسعى لاستعادتها .

6- بدأ الغرب في تكوين مشروع الصحوات في بلاد الشام , وأفضل طريقة لمواجهة هذا المشروع هي السعي إلى تمايز الصفوف .

والإعلان عن دولة الإسلام في العراق والشام سوف يكون له أثر كبير في حدوث هذا التمايز .

أخيرًا نقول : إن انتقاد هذا الإعلان لن يقلل من مفاسده المزعومة ولن يكون له أي أثر إيجابي ..
والنتيجة الوحيدة له هي أن يعلم الناس بأن المجاهدين وقادتهم لا يحسنون صنيعا..!
فهل هذه هي الرسالة التي أراد المنتقدون توصيلها ..؟
نسأل الله تعلى أن ينصر المجاهدين ويسدد سهامهم ويرزقهم الإصابة في القول والعمل وأن يجعل صوابهم فتحا ونصرا , وخطأهم أجرا وذخرا .
والحمد لله رب العالمين .

كتبه : أبو المنذر الشنقيطي .
الثلاثاء 9/4/2013.

نقلًا عن شبكةِ الفداء الإسلامية